ساجدة لله
2008-09-11, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال/ ما حكم(النكت) في ديننا الإسلامي وهل هي من لهو الحديث علماً بأنها ليست استهزاء
بالدين..أفتونا مأجورين؟
الجواب/
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا
حقا،أما ما كان بالكذب لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل
له) والله ولي التوفيق.
العلامة/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
مجلة البحوث العدد/27،صفحة:87
والله الموفــق
والآن إخواني وأخواتي في الله علينا الحذر كل الحذر
فإن كان قد صدر منا في لحظة ما يغضب الله ورسوله
فها نحن قد عرفنا الحق الواضح وليس لنا حجة في عدم اتباعه
فقد قالها نبينا الكريم أن الويل لمن يحدث الحديث بالكذب ليضحك عليه غيره
وهذا حال النكت
فهي عبارة عن أقوال و أفعال مكذوبة تُنسَب إلى بشر لم يفعلوها
كما أنها تعتبر غيبة في أوقات كثيرة
فقد سمعت الشيخ حسين يعقوب في أحد شرائطه الإسلامية لا أذكر اسمه
يقول أنه إذا قلت مثلاً مرة واحد صعيدي فعل كذا وكذا تبقى كده إغتبت كل الصعايدة
فأنت تنكت عليهم وتضحك عليهم البشر لتنعتهم بالغباء
فماذا ستفعل أمامهم يوم القيامة؟
هل ستتحمل أن تغتاب كل هؤلاء؟
وهكذا في معظم النكت المروية جميعها ينسب الغباء لأهل بلد معين
والبخل لأهل بلد آخر
ادلة شرعية
عمدة ما استدل به المانعون للنكت الكاذبة عدة أحاديث منها :
اولا : عن سعيد المقبري عن ابي هريرة قال : قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقاقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
رواه الترمذي والامام احمد
قال الشيخ الألباني : صحيح
ثانيا : حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " .
رواه : الترمذي وأبو داوود والامام أحمد وابن ماجه
قال الشيخ الألباني : حسن
ثالثا : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) البخاري ومسلم
أقوال بعض العلماء وفتاواهم :
** قال الصنعاني في سبل السلام :1/ 236وفي معناه- ويل للذي...- الأحاديث الواردة في تحريم الكذب على الإطلاق مثل حديث " إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ( وإن ) الفجور يهدي إلى النار "
-----------------------------------------------------------------------------------
** قال المناوي في فيض القدير : 6/ 368
9648 - ( ويل للذي يحدث فيكذب ) في حديثه ( ليضحك به القوم ويل له ويل له )
كرره إيذانا بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح ومن ثم قال الحكماء : إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة
( حم د ) في الأدب ( ت ) في الزهد ( ك ) في الإيمان ( عن ) بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ( معاوية بن حيدة ) وبهز بن حكيم سبق بيان حاله ورواه عنه أيضا النسائي في التفسير
-----------------------------------------------------------------------
** سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
وسئل رحمه الله
عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك
فأجاب
أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلممجموع الفتاوى 32/ 256
-------------------------------------------------------------------
**فتوى العلامة العثيمين رحمه الله :
بيان ضابط الطرائف وحكمها
السؤال
فضيلة الشيخ ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله؟
الجواب
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } [الكهف:32] قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر:29] فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).لقاء الباب المفتوح رقم 77
--------------------------------
فتوى الشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية حفظه الله :
فضيلة الشيخ ، إذا كذب الرجل ليضحك الناس وهم يعلمون أنه كاذب وهو ما يسمى بالطرفة والنكت هل يدخل هذا في الوعيد؟
فأجاب :النبي صلى الله عليه وسلم :كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني
شيء واقع شيء صدق.اهـ.
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في مرة من المرات كنت أحمل معي في الكلية ورقة تحمل نكتاً وطرائف، وكنت أقرؤها على زميلاتي، ففاجأتني زميلة لي أن هذه النكت حرام، ولا يجوز أن أساهم في نشرها، وقالت لي: أن هناك فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله واسكنه فسيح جناته- تقول: إن النكت حرام.
سؤالي هو:
هل قراءة هذه النكت حرام حتى ولو كانت تخلو من المحظورات الشرعية، مثل: التنابز بالألقاب، والكلام الفاحش، وما إلى ذلك؟ وهل من يساهم في نشرها وقراءتها آثم؟ وجزاكم الله خيراً، وأحسن الله إليكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأقول، وبالله التوفيق:
الضحك من صفات الإنسان، والإسلام بوصفه دين الفطرة لا يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك، وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يضحك ويُمازح أصحابه غير أن ذلك لم يكن ديدنه وعادته في كل حين، وما ذكرتِ في سؤالكِ عن النكت وكأنك تريدين بها المضحكات، إذ لم أقف في (لسان العرب) لابن منظور، ولا في (القاموس المحيط) للفيروز آبادي على أن من معاني النكت: المضحكات، كما هو شائع في عرف الناس اليوم، وإن جاء في (المعجم الوسيط لمجمع اللغة 2/950) أنها تأتي بمعنى: الفكرة اللطيفة المؤثرة في النفس.
وعلى أي حال فالمزاح والمضحكات مما يأنس به الناس ينبغي أن يقيد بقيود وآداب لا بد من مراعاتها، ومن أهمها:
1- ألاّ تتعلق بأمر من أمور الدين، أو تشتمل على تحقير لإنسان، أو استهزاء به وسخرية، والآيات في هذا المعنى كثيرة وواضحة الدلالة.
2- ألا يكون الكذب والاختلاق أداة لإضحاك الناس، ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له" أخرجه أبو داود (4990) والترمذي (2315) واللفظ له.
3- ألا يترتب على ذلك ترويع وفزع لمسلم.
4- ألا يهزل في موضع الجد، ولا يضحك في موضع يستوجب البكاء، فلكل شيء أوانه، ولكل أمر مكانه، ولكل مقام مقال.
5- أن يكون ذلك في حدود الاعتدال الذي تقبله الفطر السليمة والعقول الرشيدة.
ولهذا تجد من العلماء من يحذر من تناقل المضحكات والولع بها لما تنطوي عليه من المحاذير الآنفة الذكر، وفي اشتغال المسلم بما ينفعه في دينه ودنياه غُنية عن الاشتغال باللهو، والله من وراء القصد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السؤال
ما رأيكم في بعض المشايخ الذين يحكون بعض النكت لإضحاك المستمعين، مع العلم بأن هناك حديثاً ينهى عن ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكاية النكت لإضحاك المستمعين جائزة إذا كانت في حدود الأدب الشرعي، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلا حقاً. تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.
وعنه أيضاً في كتاب الشمائل، عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز. قال: فولت العجوز تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا.
والواجب على من أراد التنكيت أن يتجنب الكذب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له. وهذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم والدارمي عن معاوية بن حيدة. قال المباركفوري في شرح الحديث: ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به..
وعليه أيضاً أن يتجنب السخرية والاستهزاء بالآخرين، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}، وقوله: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ {الحجرات:12}،
فإذا راعى صاحب النكت هذه الأمور، ولم يجعل جل وقته في التنكيت، فلا نرى عليه بأساً فيه
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
نسأل الله أن نكون ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
سؤال/ ما حكم(النكت) في ديننا الإسلامي وهل هي من لهو الحديث علماً بأنها ليست استهزاء
بالدين..أفتونا مأجورين؟
الجواب/
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا
حقا،أما ما كان بالكذب لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل
له) والله ولي التوفيق.
العلامة/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
مجلة البحوث العدد/27،صفحة:87
والله الموفــق
والآن إخواني وأخواتي في الله علينا الحذر كل الحذر
فإن كان قد صدر منا في لحظة ما يغضب الله ورسوله
فها نحن قد عرفنا الحق الواضح وليس لنا حجة في عدم اتباعه
فقد قالها نبينا الكريم أن الويل لمن يحدث الحديث بالكذب ليضحك عليه غيره
وهذا حال النكت
فهي عبارة عن أقوال و أفعال مكذوبة تُنسَب إلى بشر لم يفعلوها
كما أنها تعتبر غيبة في أوقات كثيرة
فقد سمعت الشيخ حسين يعقوب في أحد شرائطه الإسلامية لا أذكر اسمه
يقول أنه إذا قلت مثلاً مرة واحد صعيدي فعل كذا وكذا تبقى كده إغتبت كل الصعايدة
فأنت تنكت عليهم وتضحك عليهم البشر لتنعتهم بالغباء
فماذا ستفعل أمامهم يوم القيامة؟
هل ستتحمل أن تغتاب كل هؤلاء؟
وهكذا في معظم النكت المروية جميعها ينسب الغباء لأهل بلد معين
والبخل لأهل بلد آخر
ادلة شرعية
عمدة ما استدل به المانعون للنكت الكاذبة عدة أحاديث منها :
اولا : عن سعيد المقبري عن ابي هريرة قال : قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقاقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
رواه الترمذي والامام احمد
قال الشيخ الألباني : صحيح
ثانيا : حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " .
رواه : الترمذي وأبو داوود والامام أحمد وابن ماجه
قال الشيخ الألباني : حسن
ثالثا : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) البخاري ومسلم
أقوال بعض العلماء وفتاواهم :
** قال الصنعاني في سبل السلام :1/ 236وفي معناه- ويل للذي...- الأحاديث الواردة في تحريم الكذب على الإطلاق مثل حديث " إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ( وإن ) الفجور يهدي إلى النار "
-----------------------------------------------------------------------------------
** قال المناوي في فيض القدير : 6/ 368
9648 - ( ويل للذي يحدث فيكذب ) في حديثه ( ليضحك به القوم ويل له ويل له )
كرره إيذانا بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح ومن ثم قال الحكماء : إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة
( حم د ) في الأدب ( ت ) في الزهد ( ك ) في الإيمان ( عن ) بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ( معاوية بن حيدة ) وبهز بن حكيم سبق بيان حاله ورواه عنه أيضا النسائي في التفسير
-----------------------------------------------------------------------
** سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
وسئل رحمه الله
عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك
فأجاب
أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلممجموع الفتاوى 32/ 256
-------------------------------------------------------------------
**فتوى العلامة العثيمين رحمه الله :
بيان ضابط الطرائف وحكمها
السؤال
فضيلة الشيخ ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله؟
الجواب
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } [الكهف:32] قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر:29] فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).لقاء الباب المفتوح رقم 77
--------------------------------
فتوى الشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية حفظه الله :
فضيلة الشيخ ، إذا كذب الرجل ليضحك الناس وهم يعلمون أنه كاذب وهو ما يسمى بالطرفة والنكت هل يدخل هذا في الوعيد؟
فأجاب :النبي صلى الله عليه وسلم :كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني
شيء واقع شيء صدق.اهـ.
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في مرة من المرات كنت أحمل معي في الكلية ورقة تحمل نكتاً وطرائف، وكنت أقرؤها على زميلاتي، ففاجأتني زميلة لي أن هذه النكت حرام، ولا يجوز أن أساهم في نشرها، وقالت لي: أن هناك فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله واسكنه فسيح جناته- تقول: إن النكت حرام.
سؤالي هو:
هل قراءة هذه النكت حرام حتى ولو كانت تخلو من المحظورات الشرعية، مثل: التنابز بالألقاب، والكلام الفاحش، وما إلى ذلك؟ وهل من يساهم في نشرها وقراءتها آثم؟ وجزاكم الله خيراً، وأحسن الله إليكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأقول، وبالله التوفيق:
الضحك من صفات الإنسان، والإسلام بوصفه دين الفطرة لا يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك، وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يضحك ويُمازح أصحابه غير أن ذلك لم يكن ديدنه وعادته في كل حين، وما ذكرتِ في سؤالكِ عن النكت وكأنك تريدين بها المضحكات، إذ لم أقف في (لسان العرب) لابن منظور، ولا في (القاموس المحيط) للفيروز آبادي على أن من معاني النكت: المضحكات، كما هو شائع في عرف الناس اليوم، وإن جاء في (المعجم الوسيط لمجمع اللغة 2/950) أنها تأتي بمعنى: الفكرة اللطيفة المؤثرة في النفس.
وعلى أي حال فالمزاح والمضحكات مما يأنس به الناس ينبغي أن يقيد بقيود وآداب لا بد من مراعاتها، ومن أهمها:
1- ألاّ تتعلق بأمر من أمور الدين، أو تشتمل على تحقير لإنسان، أو استهزاء به وسخرية، والآيات في هذا المعنى كثيرة وواضحة الدلالة.
2- ألا يكون الكذب والاختلاق أداة لإضحاك الناس، ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له" أخرجه أبو داود (4990) والترمذي (2315) واللفظ له.
3- ألا يترتب على ذلك ترويع وفزع لمسلم.
4- ألا يهزل في موضع الجد، ولا يضحك في موضع يستوجب البكاء، فلكل شيء أوانه، ولكل أمر مكانه، ولكل مقام مقال.
5- أن يكون ذلك في حدود الاعتدال الذي تقبله الفطر السليمة والعقول الرشيدة.
ولهذا تجد من العلماء من يحذر من تناقل المضحكات والولع بها لما تنطوي عليه من المحاذير الآنفة الذكر، وفي اشتغال المسلم بما ينفعه في دينه ودنياه غُنية عن الاشتغال باللهو، والله من وراء القصد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السؤال
ما رأيكم في بعض المشايخ الذين يحكون بعض النكت لإضحاك المستمعين، مع العلم بأن هناك حديثاً ينهى عن ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكاية النكت لإضحاك المستمعين جائزة إذا كانت في حدود الأدب الشرعي، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلا حقاً. تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.
وعنه أيضاً في كتاب الشمائل، عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز. قال: فولت العجوز تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا.
والواجب على من أراد التنكيت أن يتجنب الكذب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له. وهذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم والدارمي عن معاوية بن حيدة. قال المباركفوري في شرح الحديث: ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به..
وعليه أيضاً أن يتجنب السخرية والاستهزاء بالآخرين، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}، وقوله: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ {الحجرات:12}،
فإذا راعى صاحب النكت هذه الأمور، ولم يجعل جل وقته في التنكيت، فلا نرى عليه بأساً فيه
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
نسأل الله أن نكون ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه