عزتي بديني
2008-09-15, 08:01 AM
http://www.albshara.com/
تدبّرُ أسماء الله وصفاته وعِظم أثر ذلك على العبد
لا يخفى أنَّ حاجة العباد إلى معرفة ربهم وخالقهم ومليكهم هي أعظمُ الحاجات،
وضرورتهم إلى ذلك هي أعظم الضرورات، وكلما كان العبدُ أعرفَ بأسماء ربه وما
يستحقه من صفات الكمال ونعوت الجلال، وما يتنزّه عنه مما يضاد ذلك من النقائص
والعيوب؛ كان حظُّه من الثناء ونصيبه من المدح بحسب ذلك، والسبيل إلى تحقيق هذا
المطلب الجليل والمقصد النبيل أن يتدبّر العبد أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب
والسنة، ويتأمّلها اسمًا اسمًا، ويُثْبِت ما دلّت عليه من معنى على وجه يليق بجلال الرب
وكماله وعظمته، ويعتقد أنَّ هذا الكمال والعظمة ليس له منتهى، ويؤمن أنَّ كلَّ ما
ناقض هذا الكمال بوجه من الوجوه؛ فإنَّ الله-تعالى-منزّهٌ مقدّسٌ عنه، ويبذل ما استطاع
من وسعه في معرفة أسماء الله وصفاته، ويجعل هذه المسألة العظيمة الجليلة أهم
المسائل وأولاها بالعناية وأحقها بالتقديم؛ ليفوز من الخير بأوفر نصيب.
روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-: أنَّ النبي –صلى الله
عليه وسلم- بعث رجلًا على سريّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا
ذلك للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: (سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك؟)، فسألوه
فقال: لأنَّها صفةُ الرّحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها،
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( أخبروه أنَّ الله يحبّه)[1]
وفي رواية أنَّ النبي–صلى الله عليه وسلم- قال: (حُبُّك إياها أدخلك الجنة).
فدل ذلك على أنَّ حب العبد لصفات الرحمن، وملازمتَه تذكّرها، واستحضار ما دلّت عليه
من المعاني الجليلة اللائقة بكمال الرب وجلاله، والتفقّه في معانيها سببٌ عظيم من
أسباب دخول الجنة، ونيل رضى الرب-تبارك وتعالى-ومحبته كما هو الحال في قصة
هذا الصحابي الجليل –رضي الله عنه وأرضاه-.
المرجع: فقه الأدعية والأذكار
للشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر-حفظه الله-
تدبّرُ أسماء الله وصفاته وعِظم أثر ذلك على العبد
لا يخفى أنَّ حاجة العباد إلى معرفة ربهم وخالقهم ومليكهم هي أعظمُ الحاجات،
وضرورتهم إلى ذلك هي أعظم الضرورات، وكلما كان العبدُ أعرفَ بأسماء ربه وما
يستحقه من صفات الكمال ونعوت الجلال، وما يتنزّه عنه مما يضاد ذلك من النقائص
والعيوب؛ كان حظُّه من الثناء ونصيبه من المدح بحسب ذلك، والسبيل إلى تحقيق هذا
المطلب الجليل والمقصد النبيل أن يتدبّر العبد أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب
والسنة، ويتأمّلها اسمًا اسمًا، ويُثْبِت ما دلّت عليه من معنى على وجه يليق بجلال الرب
وكماله وعظمته، ويعتقد أنَّ هذا الكمال والعظمة ليس له منتهى، ويؤمن أنَّ كلَّ ما
ناقض هذا الكمال بوجه من الوجوه؛ فإنَّ الله-تعالى-منزّهٌ مقدّسٌ عنه، ويبذل ما استطاع
من وسعه في معرفة أسماء الله وصفاته، ويجعل هذه المسألة العظيمة الجليلة أهم
المسائل وأولاها بالعناية وأحقها بالتقديم؛ ليفوز من الخير بأوفر نصيب.
روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-: أنَّ النبي –صلى الله
عليه وسلم- بعث رجلًا على سريّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا
ذلك للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: (سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك؟)، فسألوه
فقال: لأنَّها صفةُ الرّحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها،
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( أخبروه أنَّ الله يحبّه)[1]
وفي رواية أنَّ النبي–صلى الله عليه وسلم- قال: (حُبُّك إياها أدخلك الجنة).
فدل ذلك على أنَّ حب العبد لصفات الرحمن، وملازمتَه تذكّرها، واستحضار ما دلّت عليه
من المعاني الجليلة اللائقة بكمال الرب وجلاله، والتفقّه في معانيها سببٌ عظيم من
أسباب دخول الجنة، ونيل رضى الرب-تبارك وتعالى-ومحبته كما هو الحال في قصة
هذا الصحابي الجليل –رضي الله عنه وأرضاه-.
المرجع: فقه الأدعية والأذكار
للشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر-حفظه الله-