ابن النعمان
2012-05-15, 06:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
آليات التطور بين الانتخاب والطفرات
يدعي التطوريون أن الكائنات الحية قد تطورت من خلال آليتين وهما: ''الطفرة''، و''الانتخاب الطبيعي ''·
وحسب أقوال التطوريين، فإن التغير التطوري حدث بسبب الطفرات التي طرأت على البنية الجينية للكائنات الحية· والتى بتراكمها تخلق انواعا جديدة · إلا أن الطفرة ليست إلا ضرر يصيب جزيء DNA البنية الاساسية التي توجد فيها كل المعلومات التي تتعلق بالخلية مشفّرة· وسلوكها الضار ذلك قد يكون دائب مما ينتج عنه الكثير من التشوهات العضوية و الجسدية مثل المنغولية، القِزم، البهاق والامراض الخبيثة كالسرطان· ومن الأمثلة على الطفرات العصرية، تلك التي ظهرت على شعبي هيروشيما وناجازاكي ، اللذين تعرضا إلى إشعاعات القنبلة النووية في الماضي القريب · ولقد اثبت العلم أن (99%) من الطفرات هي طفرات ممرضة ومعيبة.
ولقد كان الفشل مصير كل الجهود المبذولة لتكوين طفرة مفيدة. إذ قام دعاة التطور، لعقود عدة، بإجراء كثير من التجارب لإنتاج طفرات في ذباب الفاكهة، لأن هذه الحشرات تتكاثر بسرعة كبيرة (تتناسل ذبابة الفاكهة ثلاثين مرة في السنة الواحدة أي أن السنة الواحدة لهذه الذبابة تعادل مليون سنة من سنواتنا، فما يحصل لدى الإنسان من تغير طوال مليون سنة يجب أن يحصل لدى هذه الذبابة في سنة واحدة. فلو حصل تغير في النوع لدى هذه الذبابة في سنة واحدة قبلنا آنذاك أن مثل هذا التغير النوعي قد يحصل لدى الإنسان في مليون سنة. ولكن الحقائق المشاهدة هي على النقيض من هذا تماماً.)
ومن ثم تظهر فيها الطفرات بسرعة. وقد أُدخلت الطفرات على هذا الذباب جيلاً بعد جيل، ولكن لم تلاحَظ أية طفرة مفيدة قط. وقد كتب عالم الوراثة التطوري، غوردون تايلور في هذا الموضوع قائلاً:
من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة، لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز... أو حتى إنزيم جديد.
ويعلق باحث آخر، هو مايكل بيتمان، على إخفاق التجارب التي أجريت على ذباب الفاكهة بقوله:
لقد قام مورغان وغولد شميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر. هل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان؟ في الواقع لا؛ لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها. وفي الواقع، إن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية.
وهناك من علماء المتحجرات من يذكر أن البكتريا والطحالب الخضراء والزرقاء عاشت في العهد السلوري والبرمي وهي من العهود الجيولوجية القديمة. ويرد في بعض الكتب أن هذه البكتريات وجدت قبل 300 مليون سنة، وفي كتب أخرى أنها وجدت قبل 50 مليون سنة، وأنها طوال خمسين أو 300 مليون سنة لم تتغير وأن البكتريات الحالية تشبه تلك البكتريات السابقة تماما.
وقد يعترض بعضهم علينا فيذكر بأن متحجرات الطحالب الخضراء والزرقاء قليلة جداً، وهذا يؤدي إلى تعذر البرهنة على تعرضها لأي تغيير أو تطور. ولكننا على أي حال نتكلم عن الكائنات الحية التي لها القابلية على سرعة التكاثر مثل البكتريا. فهذه الكائنات لم تتغير ولم تتطور طوال مدة خمسين وربما طوال ثلاثمائة مليون سنة.
ثم إنه لم تتم مشاهدة أي تغييرات من هذا النوع لا في الإنسان ولا في الأحياء المجهرية من العهود السابقة التي تستطيع الأبحاث العلمية الاستناد إليها.
كما لم تتم مشاهدة أي تغيرات في الحيوانات في الحدائق الطبيعية التي أنشئت في مختلف أنحاء العالم وفي حدائق الحيوانات والتي عرضوا فيها هذه الحيوانات لمختلف الظروف الطبيعية. وهناك مختبرات عديدة تطبق فيها أبحاث ومحاولات لإحداث الطفرات، ولكن لم يتم الوصول حتى الآن إلى أي نتيجة. أما بعض الحوادث الجزئية التي ادعوا أنهم نجحوا فيها في هذا الصدد فترجع إلى الخصائص الفطرية الموجودة في تلك الأنواع. أي أن هذه الأنواع لها قابلية لظهور هذه التغيرات فيها.
ولم يلاحظ أن تراكمات للطفرات ضمن شريط زمني طويل يمكن أن تنتج نوعاً جديداً من الأحياء. ولم تنتج من المحاولات العديدة التي جرت على بعض أنواع الأحياء سوى فروقات طفيفة كقصر في السيقان، أو اختلاف في الألوان. ولكن كل نوع حافظ على نفسه وعلى خواصه وأصله، فبقي الذئب ذئباً وبقي الخروف خروفاً.
والتدخل الإنساني ذاته لا يمكن ان يفعل ذلك لا يمكن له ان يقلب الذئب إلى خروف، او الخروف إلى ذئب. وهذا الأمر ليس صحيحاً وجارياً في مثل هذه الأحياء المعقدة التركيب فقط، بل لم تتم مشاهدة تغيرات ذات بال حتى في البكتريات التي هي أصغر الكائنات الحية. وقد لوحظ أن هذه البكتريا التي تتكاثر بالانقسام كل عشرين دقيقة بالرغم من كونها تصاب بالطفرة بعد 60 ألف جيل من أجيالها فإنه لا يوجد أي فرق بينها وبين أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل 500 مليون سنة، ولا مع أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل مليار سنة كما أثبت ذلك علم المتحجرات.
وبالتالى فمن المستحيل أن تؤدي الطفرة إلى تشكيل أنواعٍ جديدة ·
وبايجاز توجد ستة أسباب أساسية لعدم إمكانية استخدام الطفرات كوسيلة لدعم تأكيدات دعاة التطور، وهي:
1- التأثير المباشر للطفرات ضار: بما أن الطفرات تحدث عشوائياً، فإنها تكاد دائماً تضر بالكائن الحي الذي يتعرض لها. ويقضي المنطق بأن التدخل غير الواعي في تركيب كامل ومعقد لن يحسّن هذا التركيب بل سيفسده. وفي الواقع، لم يلاحظ حدوث أية طفرة مفيدة أبداً.
فعضو معقد التركيب كالعين وغيره من اعضاء متراكبة , لو فرضنا ان بعض طبقاته وانسجته المتوالية نشأت عن طفرات وتحتاج الى طفرات اخرى ليتم كامل البناء ويأخذ شكل نهائى فان الانسجة الاولى او بعضها معرض هو ايضا للطفرات وتغير التركيب , ليصبح لها تركيب مخالف للانسجة التى كان تنتمى اليها وتتجانس معها و تكملها , لتصبح نغمة نشاذ فى سيفونية متناسقة , فى النفس الوقت الذى يمكن ان ينشىء نسيج شاذ من ناحية اخرى , يفصل بين كل طبقة او عدة طبقات متجانسة وبين الطبقات الاخرى , التى لابد ان تتكافل وتتكامل معها ليصبحا شىء واحد , مما يجعل الانسجة الاولى والثانية عديمة الفائدة, وهذا الامر بالطبع وارد ويمكن تشبيه بانسان اتى بصدوق ووضع فيه عشرات الحروف الابجدية ثم اخذ فى تحريكه على امل ان تكون هذه الحروف مع بعضها البعض مع الحركة العشوائية لفظ , وليكن لفظ التطور فان ساعدت الصدفة على توالى الحروف الثلاث الاول من (اللفظ) , فهناك احتمال اكبر من الاحتمال الاول بمراحل عديدة تحت نفس الظروف والاسباب لان تتبعثر الحروف مرة اخرى وتنفصل عن بعضها البعض , ويكفى انفصال حرف واحد فينهار النظام ويتلاشى , فى نفس الوقت الذى يمكن ان يضاف فيه حرف لا علاقة له باللفظ ويزيد من الطين بلة ان يفصل هذا الحرف بين المقطع الاول والثانى او الحرف الاول والثانى او الحرف الثانى والثالث .... وهكذا فاذا كان الحروف فى الصندوف تتكون من (28) حرف والحروف المكونة للفظ (التطور) تتكون من (5) حروف فان احتمال اضافة الحركة العشوائية للحرف الرابع (ف) الى احتمال اضافة حرف خاطىء من الحروف الباقية يكون على الاقل بنسبة 1 : الى عدد لا يقارن , فى نفس الوقت احتمال ثبات الحروف على ما هى عليه (سواء التى كانت موجود فى الاصل او اضيفت بعد ذلك) الى نسبة تبعثرها واضافة حروف اخرى تعوق معنها يكون بنسبة على الاقل 1: الى عدد بالغ الضخامة لكل حرف على حدة , ولو دققنا اكثر نجد ان احتمال اضافة حرف صحيح الى احتمال تبعثر نفس الحرف على الاقل 1: الى عدد هائل , وتسرى هذه الاحتمالات على كل حرف فكل حرف صحيح احتمالات اضافته ضئيلة للغاية فى نفس الوقت الذى فيه احتمالات اضافة حرف مخالف له اواحتمالات اقصائه عن بنيان اللفظ كبيرة للغاية ولو جمعنا احتمالات الصواب الى احتمالات الخطأ والانهيار لكل الحروف وليس حرف واحد سوف نحصل على نسبة تكاد تكون منعدمة الى رقم لا يمكن تصوره.
2- لا تضيف الطفرات أية معلومات جديدة إلى جزيء «DNA» الخاص بالكائن الحي : فإما أن تؤدي الطفرات إلى نزع الجسيمات المكونة للمعلومات الوراثية من أماكنها، أو إلى تدميرها، أو إلى نقلها عنوة إلى أماكن مختلفة. ولا يمكن للطفرات أن تكسب الكائن الحي عضواً جديداً أو خاصية جديدة. ولا ينتج عنها شئ غير الحالات الشاذة مثل بروز القدم من الظهر، أو خروج الأذن من البطن.
ومن ناحية اخرى يمكن ان نطلق اصطلاحا على التغيرات السابقة التى تحدث للشريط الوراثى مصطلح طفرة نظرا لان المسمى لابد ان يأتى قبل الاسم وهذا يوضح اكثر ان الطفرة عبث يحدث فى الشريط نتيجة اسباب معينة نتجت عنه هذه التسمية (طفرة) وبالتالى لا يمكن تضيف (الطفرة) معلومات جديدة , والمعلومات الجديدة بدورها لا يمكن ان تاتى من عدم وليس هناك مصدر للمعلومات سوى الشريط الوراثى .
وان سألنا لماذ تحدث تلك الحالات الشاذة كتأثير اساسى للطفرة ؟ , الاجابة تتمثل فى ان الطفرة ليس لديها الا العبث فى النظام الموجه وتدميره حتى ولو بدا للانسان ان بعضها مفيدة , فالافادة فى الحقيقة ليست راجعة للطفرة انما راجعة لنوع الخلايا التى تحدث فى وسطها الطفرة و التى طبيعتها وشكلها العام لا يتأثران بما تحدثه الطفرة من عشوائيات كتكرار للمعلومات , او تغيير فى التتابعات , كخلايا الشعر , فكثافة الشعر كأثر لطفرة معينة لن يؤدى الى التشوه او الانقراض بل الى مزيد من الوسامة والجمال , بخلاف معظم خلايا الجسم الاخرى التى نجدها لا يمكن باى حال من الاحوال ان تعطى مجال لحدوث ذلك , وسوف يظهر لنا ذلك فى السطور القادمة , فالطفرة ليس لديها اى مجال او قدرة للاتيان ولو بمعلومة صغيرة لم تكون موجودة من قبل فى الشريط الوراثى , وما يتسنى لها فقط سوى العبث فى المعلومات القديمة بالتكرار او بالنقل او بالتدمير او بالتغيير فى تتابعات القواعد , وكل ذلك سوف يؤدى الى تشوهات لا محالة , لان تكرار معلومات موجودة فى الاصل , سوف يؤدى الى وجود نسخ من الاعضاء فى اماكن غير اماكنها الطبيعية مثل بروز القدم من الظهر، أو خروج الأذن من البطن او حشر اصبع زائد فى اليد , ويمكن تشبيه بالكتابة فى صفحة اخرى غير صفحة الموضوع الاصلى , او وضع عضو فى غير موضعه المناسب , ويمكن لاى انسان ان يتصور ما سوف يترتب على ذلك من اضرار , والعبث فى ترتيب القواعد وتغيير تتابعاتها سوف يؤدى الى تغيير معنى لفظ الى معنى اخر لا يتناسب مع معانى الالفاظ الاخرى او حشر كلمة شاذة فى جملة مفيدة او بالقياس انشاء نسيج شاذ فى مجموعة من الانسجة المتكاملة قبل حدوث الطفرة , اما النقل والتدمير فسوف يؤدى الى نقص وقصور فى جانب و زيادة بلا داعى فى جانب اخر , وكلاهما حليفان للتشوه , فمثلا لو اتينا بعضو كعين الانسان وعرضانها لجميع الظروف التى تحدث طفرات , وحدثت بالفعل كل الطفرات الممكنة وغير الممكنة فما الذى يمكن ان تضيفه هذه الطفرات للعين ؟ ليس هناك مجال للاضافة فليس فى الامكان ابدع مما كان وبالتالى ان كان هناك مجال فلن يكون الا للاخذ والتشويه , هذا شىء طبيعى , وما يسرى على العين , سوف يسرى على كل الاعضاء الكاملة تشريحيا ووظيفيا فى الكائن الحى سواء كان فى الماضى او الحاضر , فكل عضو كامل لا يحتمل باى حال من الاحوال العبث فى محيطه المعلوماتى , لان العبث فى شىء منظم لن يؤدى الى زيادة تنظيمة وزيادة التنظيم والاتقان لا يمكن ان تتاتى الا تحت شرط واحد !!! , هدم كامل النظام ثم اعادة بنائه من اساسه على اسس اخرى مخالفة.
وفى احسن الاحوال لا يمكن للطفرة سوى ان تغير فى صفة العضو مع احتفاظه بوظيفته وكينونته وشكله العام وتفاصيله ومسماه , لا العضو ذاته , كالتغير من الطول الى القصر او من الضخامة الى الضآلة وان حدث ذلك فلن يتحول العضو الى عضو اخر مختلف تشريحيا ووظيفيا بل سيبقى كما هو من جميع النواحى والابعاد فما البال فى الكائن ذاته .
مثال على ذلك طفرة انكن التى حدثت فى قطيع اغنام الفلاح الامريكى وادت الى خروج خروف ذو ارجل قصيرة , فاعتبرها الفلاح صفة نافعة , لان الخروف مع هذه الصفة لن يستطيع تسلق سور الحظيرة واتلاف النباتات المزروعة , ولا يمكن الجدال بكون هذه الطفرة ضارة بالنسبة للحيوان ذاته , بصرف النظر عن رأى الفلاح وخصوصا اذا كان الخروف يعيش فى الغابة وسط انواع مختلفة من الحيوانات ومعرض للافتراس وفى حاجة للكر والفر وتسلق المرتفعات للبحث عن الغذاء .
وان حدث غير ذلك اى بدلا من تغير صفة العضو حدث تغير للعضو ذاته فان ذلك سوف يؤدى الى هدم بناء لا يمكن اعادة بنائه الا بعد تمام الهدم الذى سوف يحدث بالتدريج وعلى مدة عدة ملايين من السنين , حتى وان توازى الهدم مع البناء فلن ينتج عن الحالة الاولى والثانية سوى تشوه متضمن فقد الوظائف السابقة دون الحصول على وظائف جديدة , ويمكن لان انسان يتصور ذلك بالنسبة للمثال السابق , ماذا يحدث لو كان تغير سيقان الخروف متعلق بناحية اخرى غير الطول او القصر ؟ , وذلك لا يسرى على الخروف فقط , بل يسرى على كل مخلوق يتمتع باكتمال التركيب الداخلى وتناسق الشكل الظاهرى .
3- العشوائية لن ينتج عنها سوى عشوائية , وكل شىء هناك ما ينوب ويعبر عنه ويمثله , فالعشوائية هناك من يعبر عنها ويمثلها , والنظام هناك من يعبر عنه ويمثله , ولكى اغير نظام من نظام الى نظام اخر مختلف تماما عن النظام الاول دون ان يعتريه الخلل والفساد , لابد من هدم النظام الاول واعادة بنائه وتشكيله من الاساس , فى اطار خطة مدروسة , ورؤية جديدة , لا العبث فى مفرداته , الشىء الذى لن ينتج عنه سوى شذوذ فى وسط متجانس , فمثلا لو جئت بقصة تاريخة وطلبت من انسان ليس لديه خلفية فى التاريخ او موهبة فى التاليف او حتى لديه المام بالقراءة والكتابة ان يحولها الى قصة بوليسية باعادة ترتيب الحروف والجمل عشوائيا فسوف نجد ان اعادة ترتيبه لحروف كل كلمة سوف يؤدى لا الى افساد الكلمة ! , بل الى افساد كل فقرة من فقرات القصة تحوى هذه الكلمة حتى ينتهى الامر بسجل لا يحتوى على اى جملة مترابطة بل كلمات مبعثرة هنا وهناك , ناهيك على ان يكون هناك كلمة مترابطة فى الاساس , بل ان الامر اكثر حساسية من ذلك فلو جئت بجملة مفيدة ولتكن (جمهورية مصر العربية) وطلبت من انسان ان يحولها تدريجيا (خطوة خطوة) الى جملة اخرى مختلفة فى المعنى فليس للانسان مفر من افساد اللفظ الاول , فتغيير ترتيب حرف واحد سوف يؤدى الى ذلك باسرع مما نتصور , وتصبح الجملية المفيدة مقتصرة على (مصر العربية) اما اللفظ الاول (جمهورية) فسوف يفقد معناه دون ان يحصل على معنى اخر , ولابد للانسان ان يحاول اعادة ترتيبه عشرات المرات حتى يحصل على معنى مفيد وان حصل على معنى مفيد يمكن ان يفاجىء بان هذا المعنى لا يظهر اتفاق اوتجانس مع اركان الجملة السابقة التى نجت من العبث , ويسرى ذلك الاشكال على كل الفاظ الجملة , ويكفى فيه لفظ واحد يفقد معناه لينتهى كل شىء ويكفى اللفظ لكى يفقد معناه العبث فى حرف واحد.
4- لكي تنتقل الطفرة إلى الجيل اللاحق، لابد أن تكون قد حدثت في الخلايا التناسلية للكائن الحي: لأن أي تغير عشوائي يحدث عرضاً في خلية أو عضومن اعضاء الجسم لا يمكن أن ينتقل إلى الجيل التالى. فعلى سبيل المثال: لن تورث عين الإنسان التي تغير تركيبها بسبب تأثير الإشعاع أو لأي سبب آخر إلى الأجيال اللاحقة.
وباختصار، يستحيل أن تكون الكائنات الحية قد تطورت، نظراً لعدم وجود أية آلية في الطبيعة يمكن أن تؤدي إلى تطورها. ويتفق هذا الرأي مع الأدلة الموجودة في سجل المتحجرات الذي يظهر بوضوح أن هذا السيناريو بعيد كل البعد عن الحقيقة.
5- مرة اخرى الطفرات لكى تحدث وتنتقل من جيل الى اخر تحتاج الى وجود المادة الوراثية , الكروموسومات ,الجينات , توفر التكاثر الجنسى كآلية للتكاثر والانتقال, (تحدث الطفرة على مستويين: الأول مستوى الكروموسومات، والثاني مستوى الجينات. أما في النوع الأول فيحدث تغير مفاجيء في عدد الكروموسومات أو طريقة نظامها، وينشأ من هذا التغير ظهور صفة جديدة. وتسمى في هذه الحالة بالطفرة الكروموسومية. أما في النوع الثاني فيحدث تغير كيميائي في الجينات من حيث ترتيب القواعد النيتروجينية الموجودة في جزيء الدنا، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين إنزيم مختلف يكون مسئولاً عن ظهور صفة وراثية جديدة، لم تكن موجودة في الوالدين. وتسمى في هذه الحالة بالطفرة الجينية. والحاله الثانيه هي المقصوده من التطور) بالاضافة الى بعض العوامل المحفزة على حدوث الطفرات كالاشعاع والمواد الضارة او السامة والمادة الوراثية قد ظهر انها اعقد بكثير من البروتينات .. التى اثبت العلم استحالة تخليقها مصادفتا كما ان المادة الوراثية تحتاج الى البروتينات لكي تتضاعف والبروتينات تحتاج لشريط ال DNA لكي تخلق وهذا دور يضحد كل مزاعم معتقدي التطور , والدور يعنى ان وجود كلا منهما يعتمد على وجود الآخر وعلى ذلك يجب أن يوجدا معا بالتوازي فى نفس الوقت ويكفى أن يثبت العلماء استحالة وجود احدهما بالمصادفة فيستحيل وجود الآخر مطلقا بغض النظر عن الطريقة التي سوف يوجد بها لذا فإن الحاجة ل DNA في التضاعف وضرورة وجود بعض البروتينات لذلك التضاعف (تكرار الذات ) وكذلك وجوب تأمين مستلزمات لإنتاج تلك البروتينات طبقاً لمعلومات الdna ، كل ذلك يدمر ادعاءات التطوريين ومزاعمهم .
، حتى لو فرضنا للحظة أن البروتينات تشكلت بطريقة ما بالمصادفة (وهذا سيبقى دون برهان ) فالبروتينات لا تملك شيئاً لنفسها على الإطلاق، وبالتالي لا تستطيع تلك الجزيئات أن تكرر ذاتها، وتركيب البروتينات ممكن فقط مع معلومات مشفرة في جزيئات الdna وال RNA، فبدونهما يستحيل على البروتين أن يتكرر وان يتضاعف ، وعلى كل حال وكما تم توضيحه من قبل عديد ممن درسوا تلك الجزيئات قالوا بإن الdna وال RNA يستحيل أن يوجدا بالمصادفة .
ولقد علق عالم الأحياء المجهرية (جاكسون ) على ذلك الموضوع فقال :
" في اللحظة التي تبدأ فيها الحياة يجب أن يكون حاضراً كل من التوجيهات الكاملة لمخططات النسخ والطاقة اللازمة، واستخلاص الأجزاء اللازمة من البيئة المحيطة، لأن نمو التتابع والآلية التي تلعب دور ترجمة التعليمات إلى نمو يجب أن تكون جميعها حاضرة، وأن اتحاد الحوادث يبدو أنه بعيد عن الإحتمال كلياً لكنه يتحقق بطريقة لا تصدق وغالباً ما تنسب لتدخل إلهي " وبايجاز شديد الشريط الوراثى لا يحمل سوى المعلومات التفصيلية الخاصة بكل كبيرة وصغيرة فى الكائن الحى ما عدا المعلومات الخاصة بالمواد الخام , هذه المعلومات ليس لها اى قيمة ان لم تنفذ والذى يقوم بتفيذها شىء اخر لا يربطه بالشريط الوراثى سوى حمله لارشيفه المعلوماتى الخاص , وعلى ذلك لابد لهذا الشىء ان يخلق على اساس المعلومات الموجودة فى الشريط الوراثى , ثم يقوم بعد تخليقه بوضع كافة المعلومات الاخرى الخاصة بكل تفاصيل الجسم الظاهرية والداخلية فى حيز التنفيذ , وعند هذه النقطة نتسائل من الذى وضع المعلومات الخاصة بهذا الشىء ذاته بصرف النظر عن كنهه فى حيز التنفيذ , وهو وحده المتخصص فى ذلك العمل والقادر عليه , بينما الشريط الوراثى بعيد تماما عن ذلك , بل ان الشريط الوراثى ذاته يحتاجة (الشىء المعنى بالتنفيذ) لاجراء بعض عملياته الحيوية شديدة الاهمية , كالتضاعف والنسخ والتكرار والتنظيم الفراغى والتكدس على الذات , واخيرا يجب ان ننبه الى ان تضاعف الشريط الوراثى يحتاج الى العديد من العمليات الحيوية لتوفير المواد الخام , كالقواعدالنتروجينية وجزيئات السكر الخماسى ومجموعات الفوسفات التى ليس لها علاقة بمحتواه المعلوماتى من قريب او بعيد او بمعنى اخر المواد الخام لا يمكن نسخها لانها هى ذاتها مداد وادوات لا غنى عنها للنسخ .
فاذا كان فى الشريط الوراثية كافة الاليات اللازمة للنسخ والطباعة فان الطباعة تحتاج الى مداد (مواد خام) هذه المواد بدورها تحتاج الى مصانع وانظمة كاملة تعمل على توفيرها وومعالجتها , ومن ثم تهيئتها للعمل كحبر للطباعة , تعطى مجال للشريط الوراثى لتكرار الذات , كما تعطى مجال للخلايا للانقسام , مع العلم بان الشريط الوراثى لا يحمل سوى المعلومات الخاصة بتكوين البروتين , وفى نفس الوقت هذه المصانع او النظم ذاتها تحتاج لبنيانها الذاتى (الظاهرى والداخلى) الى نفس هذه المواد الخام التى من المفروض انها هى التى تقوم بتوفيرها ومعالجتها وتهيئتها, كمادة خام تشكل وتطوع على هيئة نسخ طبق الاصل من الشريط الوراثى طبقا لمحتواه المعلوماتى, وما يتضمنه من توجيهات وارشادات , ويمكن تشبيه ما سبق بماكينة التصوير الضوئى , يمكنها نسخ الاف الصفحات بشرط توفر المداد او الحبر الخاص بالنسخ , فاذا نفذ المداد لن يمكنها نسخ صفحة واحدة , وهذا المداد له مصانع تصنعة لا علاقة لها بالماكينة ذاتها يعمل به الاف العمال المهرة.
يقول الكاتب هارون يحيى فى خديعة التطور: "حتى إذا امكنا المستحيلات وافترضنا وجود حمض نووى ريبى فى جو الارض البدائى قادر على تكرار الذات باستخدام العديد من الاحماض النووية الجاهزة من كل نوع فسوف يظل الظرف غير مؤهل لكى يؤدى لتكوين بروتين واحد , ذلك ان الحمض النووى الريبى لا يحمل سوى المعلومات الخاصة بتركيب البروتين اما الاحماض الامنية فهى مواد خام . فما البال اذا لم توجد آلية لانتاج البروتينات فى الاصل يقول جاك مونود أكثر المدافعين عن التطور تعصباً ، و الحائز على جائزة نوبل ، موضحا أن تصنيع البروتين لا يمكن بأي حال الاستخفاف به إلى حد جعل تصنيعه يعتمد فقط على المعلومات الموجودة داخل الأحماض النووية، فهو يقول :
تفقد الشفرة ( الموجودة في DNA وفي RNA) معناها إذا لم تتم ترجمتها. وتتكون آلية الترجمة المعاصرة الخاصة بالخلية من عدد لا يقل عن خمسين مركباً من المركبات ذات الاحجام الجزيئية الكبيرة , يتم تشفيره -بدوره- في الحمچ النووي الصبغي( DNA)؛ إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات. ولكن متى وكيف أُقفلت هذه الدائرة المفرغة ؟ من الصعب جدا مجرد تخيل ذلك".
ولابد من وجود التكاثر الجنسى كالية للتكاثر والانتقال تضمن وصول الطفرات الى الاجيال التالية من الكائن الحى حيث ان التكاثر الخضرى ليس فيه اى ضمانات لحدوث ذلك ولن تتعدى فيه الطفرة مخلوقات اخرى غير من نشأت فيه , ولا مجال فيه للتنوع والاختلاف , حتى نحصل على انواع اوجناس مختلفة , تفتح مجالات لانشاء طفرات اخرى تتراكم على طفرات سابقة لتعطى تغييرا لا بأس به او يمكن اعتباره , بل يعطى نسخة طبق الاصل من الخلية الاولى , وقد قلنا من قبل لكي تنتقل الطفرة إلى الجيل اللاحق، لابد أن تكون قد حدثت في الخلايا التناسلية للكائن الحي : لأن التغير العشوائي الذى يمكن ان يحدث ً في خلية أو فى عضو من اعضاء الجسم لا يمكن أن ينتقل إلى الجيل التالى , والتكاثر الجنسى يحتاج الى ذكر وانثى , وهذا دور اخر فالطفرة تحتاج الى تكاثر جنسى لتنتقل الى الاجيال اللاحقة واهم متطلب للتكاثر الجنسى (وهو الانثى ) يحتاج الى الطفرات لتخليقه وبالتالى لابد من وجود المادة الوراثية و الكروموسومات والجينات والذكر والانثى واعضائهما المتابينة المتناسبة فى نفس الوقت بجانب التهيئة الخاصة بكل جنس على حدة من ناحية :
- الاعضاء الخارجية والداخلية
- وصول الحيوانات المنوية الى داخل الرحم
- الاخصاب ثم انقسام الخلايا
- زرع البويضة المخصبة فى الجدار الداخلى للرحم
- مراحل التكوين والنمو الجنينى
- رعاية الطفل داخل الرحم ومن قبل البويضة والحيوان المنوى وضمان التقائهما ثم رجوعهما الى الجدار الداخلى للرحم كخلية واحدة بعد الاخصاب.
وبصرف النظر عن كل ذلك فان خليط الطفرات العشوائية اذا تسنى له تكوين كائنا يتصف بصفات الذكورة من ناحية البنيان و الشكل الخارجى والاعضاء التناسلية , فلن يمكنها باى حال من الاحوال ان ُتكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي (المرأة) , فاذا كانت خلية اولى بصدف تراكمية عمياء قد كوّنت جنسا فكيف ظهر الكائن الآخر هل طلب الكائن الذي نشأ من هذه التراكمات الصدفية من الطبيعة او المادة زوجاً يؤنسه في وحشته ووحدته وتناسله وتكاثره؟ ثم اذا نتج عن الخلية الاولى كائناً ذكراً على سبيل المثال فكيف استطاعت الطبيعة البلهاء عديمة الاحساس والادراك والتمييز ادراك نقص الكائن لتُنشئ له ما يلزم لاستمرار حياته على ظهر الارض ثم ان لِأيِّ كائن ذكرا او انثى هناك جاذبية وميولا الى الاخر نسمّيها شهوة فهل هذا من نتاج تدبير وعقل ام انها ايضا صدفة ؟ اليست اعضاء الجنسين دلالة على تدبير مسبق وغاية للاستمرارية وعمد وارادة , فهل خططت المادة والطبيعة للامر قبل حدوثه ؟ فاختيار الجنس بذاته دلالة على علم مسبق بما سيحدث من تكاثر , فهل المادة تعلم الغيب ؟ , يقول المفكر الفرنسي "مومنيه Momnieh" : "اذا افترضنا بطريقة تعلو عن متناول العقل ، أنّ الكون خُلِقَ اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار وأنّ الإتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجُل، فهل يعقل أنّ الإتفاقات والمصادفات تُكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي ـ وهو المرأة ـ بقصد عمارة الأرض بالناس وإدامة النّسل فيها؟ ألا يَدُلُ هذا وحده على أنّ في الوجود خالقاًُ مريداً مختاراً، أبدع الكائنات ونَوّع بينها،وغَرَزَ في كلّ نوع غَرائز، وَمّتّعَه بمواهب يقوّم بها أمْرَه ويرتقي عليها نوعه" , واخيرا يجب ان ننبه الى ان الانتخاب الطبيعى حسب ما يعتقد دعاة التطور يقصى الكائنات الضعيفة التى لا تستطيع ان تقاوم الظروف البئية الصعبة وبالتالى لا دخل لها بجوهر التنظيم او اساسه , الذى سوف يترك بكامله للصدفة المحضة , فهل يمكن ان يكون التناسق المعجز والتنظيم البديع والاعضاء المزدوجة والكائن المماثل والانظمة المعقدة والتقنيات العالية المتعلقة بالسمع والبصر والاحساس التى لم يصل الانسان لمضاهتها او تفسيرها , والاجهزة المتراكبة التى تعمل كوحدة واحدة هو نتاج ملايين الطفرات العشوائية المتراكمة على مدى الاف الملايين من السنين .
6- الحين المحمول على dna هو الذي يحدد تركيب وهندسة بروتين خميرة معينة , وهو الذي يوجه النمو والتكوين الجيني , وهو الذي يدخل في تفاعلات يكون حصيلتها صفة وراثية معينة وهو الذى يحمل الاوامر للانسجة بالتكوين وللخلايا بالانقسام (حيث تم نقل بعض الجينات من خلايا سرطانية لفار مريض بالسرطان الى فار اخر سليم فظهرت اعراض الورم السرطانى على الفار السليم بعد فترة نتيجة إعطاء جينات الخلايا المعطوبة أوامر للخلايا السليمة لتصبح خلايا سرطانية ) وهو المسئول عن كل العمليات الفسيولوجية والبيوكميائية داخل الجسم الانسانى او الحيوانى يقول الدكتور مصطفى محمود : "كل عملية تحدث فى الجسم ورائها جين معين فمثلا عندما يتعرض الانسان لجرح لولا ان هناك جين يعطى امر للنف بالعمل لاستمر الانسان فى النزف الى ان يموت" والجين (تكملة لما سبق ) أيضا هو المسئول عن الامراض السرطانية نشاة وانتشارا (حيث يعطى الجين امر للخلاية السرطانية بالتكاثر والانقسام وتستقبل الخلايا هذه الاوامر من خلال مستقبلات خاصة على جدار الخارجى وتنفذها لتكون النتيجة ورم سرطانى ولذلك فان تعطيل هذه المستقبلات أو شل حركتها و وقفها عن العمل يكبح من انتشار المرض واذا كانت هناك جينات تسبب السرطان فهناك ايضا جينات تكبحه وتمنع انتشاره ولقد توصلت لذلك احدى العالمات المصابة بالسرطان عندما بحثت عن تعليلا لانتشار بعض الأورام السرطانية بسرعة وعدم انتشار البعض الآخر يساعدها في إيجاد علاج لحالتها فبحثت لتكتشف بالفعل أن هناك جين سمته NN23 يوجد فى بعض الفطريات (الفطر الهلامى)إذا نشط هذا الجين يمنع انتشار الورم السرطاني بينما عند خموله يحدث العكس كما ورد في حلقة الجينات للدكتور مصطفى محمود) والجين ايضا هو المسئول عن الامراض الوراثية وهو المسئول عن العيوب الخلقية وهو ... وهو ...... الخ .
سواء كان زوج من الجينات او اكثر
ففى بعض الأحيان يتداخل أكثر من زوج من الجينات من خلال تناسق وتكامل معجز لإظهار صفة معينة
ومن ناحية اخرى لقد دلّت الأبحاث أن هناك بروتينات تملك خاصية وقابلية فتح معلومات معينة وقراءتها، وغلق معلومات أخرى ومنع قراءتها. وبعبارة أخرى إن الشفرات الجينية تحل رموزها وتُقرأ من قبل مجموعة من البروتينات لاستعمالها في صنع البروتينات، حيث تقوم هذه البروتينات المصنوعة بتعيين متى وبأي شكل يجب أن تتم قراءة هذه المعلومات.
فيا ترى من أين تتلقى هذه البروتينات أوامرها، ومن الذي يوجهها في هذه الفعاليات التي يعدّ مجرد اكتشافها حتى من قبل الإنسان -الذي يعد أرقى الأحياء من ناحية الشعور والفكر والعلم - فتحاً كبيراً ونجاحاً متميزاً؟ وكيف تصل هذه البروتينات إلى وضع تستطيع فيه تدقيق البرنامج الجيني الذي أخذته من أجل إنتاج نفسها ثم السيطرة على هذه المعلومات فيما بعد؟ ونستطيع أن نشاهد برنامجاً غامضاً عند القيام بإنتاج نسل جديد. كما أن من المدهش جداً ما نراه من قابلية الحيوان على إصلاح الأعضاء الجريحة أو المقطوعة أو التالفة وتجديدها، وإن كانت هذه الأمور تجري تحت ستار من الإلفة.
وبالنسبة للخلية الاولى او الكائن البدائى وليد المصادفة العمياء لن يكون لديه اى برنامج جينى على اساسه يتم اصدار الاوامر :
- لتكوين الانسجة وانقسام الخلايا .
- ادارة و تنسيق العمليات الفسيولوجية والبيوكميائية داخل كيانه الجسمانى .
- للتعامل مع الامور العارضة والمتغيرة التى يمكن ان تتسبب فى الموت او الهلاك .
كما ان الخلية الاولى , لكى تنقسم لابد ان يكون ذلك بناء على اوامر مدروسة , وفى اطار عمليات منظمة ومتناسقة لا تحتمل العشوائية والا فالناتج اشلاء غير حية او قطع مفرقة من البروتين بعضها مبعثر هنا وبعضها مبعثر هناك , تباينها اكثر من تجانسها , وهذا يتطلب برنامج وراثى لتكرار هذا السيناريو فى كل مرة من مرات الانقسام , مع وجود العديد من الانظمة المعنية بتوفير المواد الخام اللازمة لتعويض الفاقد فى الكتلة , نتيجة الانقسام والتكاثر , لان وزن الخلية ككل سوف يتوزع على خليتين ثم اربعة ثم ثمانية ... وهكذا , وهذا سوف يؤدى ذلك الى التلاشى والضمور والاضمحلال , فهل يمكن لصدفة محضة ان تعطى خلية بمثل هذه السمات والصفات والانظمة المتكاملة.
يقول الكاتب هارون يحيى " "لو افترضنا أن خلية قد حصلت قبل ملايين السنين على كل ما تحتاجه لتعيش ، وأنها حصلت على الحياة بشكل ما. مع كل هذه الافتراضات فإن نظرية التطور تنهار هنا مرة أخرى: لانه لو عاشت هذه الخلية فترة من الزمن فإن مصيرها هو الموت عاجلاً أم آجلاً، وعندما تموت لن يبقى شيء اسمه حياة وسيعود كل شيء إلى نقطة البداية ؛ ذلك لأن هذه الخلية الحية الأولى (التي ليس لديها برنامج وراثي) ما كانت لتستطيع التكاثر وما كانت -بالتالي- لتترك نسلاً جديداً بعد موتها، وبموتها كانت الحياة ستنتهي".(خديعة التطور - هارون يحيى)
إن النظام الوراثي ليس عبارة عن سلسلة DNA فحسب، بل لا بد من أن توجد المكوِّنات الآتية في البيئة ذاتها:
- إنزيمات تستطيع قراءة شفرة الـDNA .
- الحمض النووى الرسول RNAالذى سوف يتم نسخه من احد شريطى الـDNA ليترجم الى البروتين المقابل .
- الحمض النووي الناقل RNA الذي سيتم إنتاجه بعد قراءة هذه الشفرة؛ ويكون مسئولا عن نقل الأحماض الأمينية إلى الريبوسومات .
- الرايبوزوم (ribosome) الذي سيتعلق به الحمض النووي الناقل RNA حسب هذه الشفرة ليبدأ بالتكاثر؛ وبناء البروتين .
- الحمض النووى الريبوسومي rRNA الذى يدخل في تكوين الريبوسومات (الريبوسومات هى أماكن بناء الروتين في الخلية ويتم بنائها فى النوية ( مع سبعين نوعا من عديد الببتيد (يتم بناء البروتينات التي تدخل في تركيب الريبوسومات في السيتوبلازم ثم تنتقل إلى النواة عبر الغشاء النووي المثقب حيث تتكون الريبوسومات).
- إنزيمات معقدة التركيب جداً للقيام بالعمليات الوسيطة الكثيرة.
"ومثل هذه البيئة لا يمكن أن توجَد إلا في مكان معزول تماماً وتحت تحكّم وسيطرة تامة مثل الخلية، حيث توجد كل المواد الخام الضرورية وموارد الطاقة المطلوبة.
إذن المادة العضوية إنما تستطيع التكاثر إذا وُجدت في صورة خلية كاملة التطور وبها كل أعضائها ، وفي بيئة مناسبة يمكنها فيها أن تحيا وتتبادل المواد وتحصل منها على الطاقة. وهذا يعني - بعبارة أخرى - أن أول خلية حية وُجدت في الكون قد وُجدت دفعة واحدة بكل تركيباتها المعقدة".(المرجع السابق) ويمكن ان نتأكد من كل ما سبق , اذا سألنا هذا السؤال ماذا يتوجب على الخلية فعله بعد لحظة الوجود ؟
يبع بعون الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
آليات التطور بين الانتخاب والطفرات
يدعي التطوريون أن الكائنات الحية قد تطورت من خلال آليتين وهما: ''الطفرة''، و''الانتخاب الطبيعي ''·
وحسب أقوال التطوريين، فإن التغير التطوري حدث بسبب الطفرات التي طرأت على البنية الجينية للكائنات الحية· والتى بتراكمها تخلق انواعا جديدة · إلا أن الطفرة ليست إلا ضرر يصيب جزيء DNA البنية الاساسية التي توجد فيها كل المعلومات التي تتعلق بالخلية مشفّرة· وسلوكها الضار ذلك قد يكون دائب مما ينتج عنه الكثير من التشوهات العضوية و الجسدية مثل المنغولية، القِزم، البهاق والامراض الخبيثة كالسرطان· ومن الأمثلة على الطفرات العصرية، تلك التي ظهرت على شعبي هيروشيما وناجازاكي ، اللذين تعرضا إلى إشعاعات القنبلة النووية في الماضي القريب · ولقد اثبت العلم أن (99%) من الطفرات هي طفرات ممرضة ومعيبة.
ولقد كان الفشل مصير كل الجهود المبذولة لتكوين طفرة مفيدة. إذ قام دعاة التطور، لعقود عدة، بإجراء كثير من التجارب لإنتاج طفرات في ذباب الفاكهة، لأن هذه الحشرات تتكاثر بسرعة كبيرة (تتناسل ذبابة الفاكهة ثلاثين مرة في السنة الواحدة أي أن السنة الواحدة لهذه الذبابة تعادل مليون سنة من سنواتنا، فما يحصل لدى الإنسان من تغير طوال مليون سنة يجب أن يحصل لدى هذه الذبابة في سنة واحدة. فلو حصل تغير في النوع لدى هذه الذبابة في سنة واحدة قبلنا آنذاك أن مثل هذا التغير النوعي قد يحصل لدى الإنسان في مليون سنة. ولكن الحقائق المشاهدة هي على النقيض من هذا تماماً.)
ومن ثم تظهر فيها الطفرات بسرعة. وقد أُدخلت الطفرات على هذا الذباب جيلاً بعد جيل، ولكن لم تلاحَظ أية طفرة مفيدة قط. وقد كتب عالم الوراثة التطوري، غوردون تايلور في هذا الموضوع قائلاً:
من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة، لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز... أو حتى إنزيم جديد.
ويعلق باحث آخر، هو مايكل بيتمان، على إخفاق التجارب التي أجريت على ذباب الفاكهة بقوله:
لقد قام مورغان وغولد شميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر. هل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان؟ في الواقع لا؛ لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها. وفي الواقع، إن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية.
وهناك من علماء المتحجرات من يذكر أن البكتريا والطحالب الخضراء والزرقاء عاشت في العهد السلوري والبرمي وهي من العهود الجيولوجية القديمة. ويرد في بعض الكتب أن هذه البكتريات وجدت قبل 300 مليون سنة، وفي كتب أخرى أنها وجدت قبل 50 مليون سنة، وأنها طوال خمسين أو 300 مليون سنة لم تتغير وأن البكتريات الحالية تشبه تلك البكتريات السابقة تماما.
وقد يعترض بعضهم علينا فيذكر بأن متحجرات الطحالب الخضراء والزرقاء قليلة جداً، وهذا يؤدي إلى تعذر البرهنة على تعرضها لأي تغيير أو تطور. ولكننا على أي حال نتكلم عن الكائنات الحية التي لها القابلية على سرعة التكاثر مثل البكتريا. فهذه الكائنات لم تتغير ولم تتطور طوال مدة خمسين وربما طوال ثلاثمائة مليون سنة.
ثم إنه لم تتم مشاهدة أي تغييرات من هذا النوع لا في الإنسان ولا في الأحياء المجهرية من العهود السابقة التي تستطيع الأبحاث العلمية الاستناد إليها.
كما لم تتم مشاهدة أي تغيرات في الحيوانات في الحدائق الطبيعية التي أنشئت في مختلف أنحاء العالم وفي حدائق الحيوانات والتي عرضوا فيها هذه الحيوانات لمختلف الظروف الطبيعية. وهناك مختبرات عديدة تطبق فيها أبحاث ومحاولات لإحداث الطفرات، ولكن لم يتم الوصول حتى الآن إلى أي نتيجة. أما بعض الحوادث الجزئية التي ادعوا أنهم نجحوا فيها في هذا الصدد فترجع إلى الخصائص الفطرية الموجودة في تلك الأنواع. أي أن هذه الأنواع لها قابلية لظهور هذه التغيرات فيها.
ولم يلاحظ أن تراكمات للطفرات ضمن شريط زمني طويل يمكن أن تنتج نوعاً جديداً من الأحياء. ولم تنتج من المحاولات العديدة التي جرت على بعض أنواع الأحياء سوى فروقات طفيفة كقصر في السيقان، أو اختلاف في الألوان. ولكن كل نوع حافظ على نفسه وعلى خواصه وأصله، فبقي الذئب ذئباً وبقي الخروف خروفاً.
والتدخل الإنساني ذاته لا يمكن ان يفعل ذلك لا يمكن له ان يقلب الذئب إلى خروف، او الخروف إلى ذئب. وهذا الأمر ليس صحيحاً وجارياً في مثل هذه الأحياء المعقدة التركيب فقط، بل لم تتم مشاهدة تغيرات ذات بال حتى في البكتريات التي هي أصغر الكائنات الحية. وقد لوحظ أن هذه البكتريا التي تتكاثر بالانقسام كل عشرين دقيقة بالرغم من كونها تصاب بالطفرة بعد 60 ألف جيل من أجيالها فإنه لا يوجد أي فرق بينها وبين أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل 500 مليون سنة، ولا مع أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل مليار سنة كما أثبت ذلك علم المتحجرات.
وبالتالى فمن المستحيل أن تؤدي الطفرة إلى تشكيل أنواعٍ جديدة ·
وبايجاز توجد ستة أسباب أساسية لعدم إمكانية استخدام الطفرات كوسيلة لدعم تأكيدات دعاة التطور، وهي:
1- التأثير المباشر للطفرات ضار: بما أن الطفرات تحدث عشوائياً، فإنها تكاد دائماً تضر بالكائن الحي الذي يتعرض لها. ويقضي المنطق بأن التدخل غير الواعي في تركيب كامل ومعقد لن يحسّن هذا التركيب بل سيفسده. وفي الواقع، لم يلاحظ حدوث أية طفرة مفيدة أبداً.
فعضو معقد التركيب كالعين وغيره من اعضاء متراكبة , لو فرضنا ان بعض طبقاته وانسجته المتوالية نشأت عن طفرات وتحتاج الى طفرات اخرى ليتم كامل البناء ويأخذ شكل نهائى فان الانسجة الاولى او بعضها معرض هو ايضا للطفرات وتغير التركيب , ليصبح لها تركيب مخالف للانسجة التى كان تنتمى اليها وتتجانس معها و تكملها , لتصبح نغمة نشاذ فى سيفونية متناسقة , فى النفس الوقت الذى يمكن ان ينشىء نسيج شاذ من ناحية اخرى , يفصل بين كل طبقة او عدة طبقات متجانسة وبين الطبقات الاخرى , التى لابد ان تتكافل وتتكامل معها ليصبحا شىء واحد , مما يجعل الانسجة الاولى والثانية عديمة الفائدة, وهذا الامر بالطبع وارد ويمكن تشبيه بانسان اتى بصدوق ووضع فيه عشرات الحروف الابجدية ثم اخذ فى تحريكه على امل ان تكون هذه الحروف مع بعضها البعض مع الحركة العشوائية لفظ , وليكن لفظ التطور فان ساعدت الصدفة على توالى الحروف الثلاث الاول من (اللفظ) , فهناك احتمال اكبر من الاحتمال الاول بمراحل عديدة تحت نفس الظروف والاسباب لان تتبعثر الحروف مرة اخرى وتنفصل عن بعضها البعض , ويكفى انفصال حرف واحد فينهار النظام ويتلاشى , فى نفس الوقت الذى يمكن ان يضاف فيه حرف لا علاقة له باللفظ ويزيد من الطين بلة ان يفصل هذا الحرف بين المقطع الاول والثانى او الحرف الاول والثانى او الحرف الثانى والثالث .... وهكذا فاذا كان الحروف فى الصندوف تتكون من (28) حرف والحروف المكونة للفظ (التطور) تتكون من (5) حروف فان احتمال اضافة الحركة العشوائية للحرف الرابع (ف) الى احتمال اضافة حرف خاطىء من الحروف الباقية يكون على الاقل بنسبة 1 : الى عدد لا يقارن , فى نفس الوقت احتمال ثبات الحروف على ما هى عليه (سواء التى كانت موجود فى الاصل او اضيفت بعد ذلك) الى نسبة تبعثرها واضافة حروف اخرى تعوق معنها يكون بنسبة على الاقل 1: الى عدد بالغ الضخامة لكل حرف على حدة , ولو دققنا اكثر نجد ان احتمال اضافة حرف صحيح الى احتمال تبعثر نفس الحرف على الاقل 1: الى عدد هائل , وتسرى هذه الاحتمالات على كل حرف فكل حرف صحيح احتمالات اضافته ضئيلة للغاية فى نفس الوقت الذى فيه احتمالات اضافة حرف مخالف له اواحتمالات اقصائه عن بنيان اللفظ كبيرة للغاية ولو جمعنا احتمالات الصواب الى احتمالات الخطأ والانهيار لكل الحروف وليس حرف واحد سوف نحصل على نسبة تكاد تكون منعدمة الى رقم لا يمكن تصوره.
2- لا تضيف الطفرات أية معلومات جديدة إلى جزيء «DNA» الخاص بالكائن الحي : فإما أن تؤدي الطفرات إلى نزع الجسيمات المكونة للمعلومات الوراثية من أماكنها، أو إلى تدميرها، أو إلى نقلها عنوة إلى أماكن مختلفة. ولا يمكن للطفرات أن تكسب الكائن الحي عضواً جديداً أو خاصية جديدة. ولا ينتج عنها شئ غير الحالات الشاذة مثل بروز القدم من الظهر، أو خروج الأذن من البطن.
ومن ناحية اخرى يمكن ان نطلق اصطلاحا على التغيرات السابقة التى تحدث للشريط الوراثى مصطلح طفرة نظرا لان المسمى لابد ان يأتى قبل الاسم وهذا يوضح اكثر ان الطفرة عبث يحدث فى الشريط نتيجة اسباب معينة نتجت عنه هذه التسمية (طفرة) وبالتالى لا يمكن تضيف (الطفرة) معلومات جديدة , والمعلومات الجديدة بدورها لا يمكن ان تاتى من عدم وليس هناك مصدر للمعلومات سوى الشريط الوراثى .
وان سألنا لماذ تحدث تلك الحالات الشاذة كتأثير اساسى للطفرة ؟ , الاجابة تتمثل فى ان الطفرة ليس لديها الا العبث فى النظام الموجه وتدميره حتى ولو بدا للانسان ان بعضها مفيدة , فالافادة فى الحقيقة ليست راجعة للطفرة انما راجعة لنوع الخلايا التى تحدث فى وسطها الطفرة و التى طبيعتها وشكلها العام لا يتأثران بما تحدثه الطفرة من عشوائيات كتكرار للمعلومات , او تغيير فى التتابعات , كخلايا الشعر , فكثافة الشعر كأثر لطفرة معينة لن يؤدى الى التشوه او الانقراض بل الى مزيد من الوسامة والجمال , بخلاف معظم خلايا الجسم الاخرى التى نجدها لا يمكن باى حال من الاحوال ان تعطى مجال لحدوث ذلك , وسوف يظهر لنا ذلك فى السطور القادمة , فالطفرة ليس لديها اى مجال او قدرة للاتيان ولو بمعلومة صغيرة لم تكون موجودة من قبل فى الشريط الوراثى , وما يتسنى لها فقط سوى العبث فى المعلومات القديمة بالتكرار او بالنقل او بالتدمير او بالتغيير فى تتابعات القواعد , وكل ذلك سوف يؤدى الى تشوهات لا محالة , لان تكرار معلومات موجودة فى الاصل , سوف يؤدى الى وجود نسخ من الاعضاء فى اماكن غير اماكنها الطبيعية مثل بروز القدم من الظهر، أو خروج الأذن من البطن او حشر اصبع زائد فى اليد , ويمكن تشبيه بالكتابة فى صفحة اخرى غير صفحة الموضوع الاصلى , او وضع عضو فى غير موضعه المناسب , ويمكن لاى انسان ان يتصور ما سوف يترتب على ذلك من اضرار , والعبث فى ترتيب القواعد وتغيير تتابعاتها سوف يؤدى الى تغيير معنى لفظ الى معنى اخر لا يتناسب مع معانى الالفاظ الاخرى او حشر كلمة شاذة فى جملة مفيدة او بالقياس انشاء نسيج شاذ فى مجموعة من الانسجة المتكاملة قبل حدوث الطفرة , اما النقل والتدمير فسوف يؤدى الى نقص وقصور فى جانب و زيادة بلا داعى فى جانب اخر , وكلاهما حليفان للتشوه , فمثلا لو اتينا بعضو كعين الانسان وعرضانها لجميع الظروف التى تحدث طفرات , وحدثت بالفعل كل الطفرات الممكنة وغير الممكنة فما الذى يمكن ان تضيفه هذه الطفرات للعين ؟ ليس هناك مجال للاضافة فليس فى الامكان ابدع مما كان وبالتالى ان كان هناك مجال فلن يكون الا للاخذ والتشويه , هذا شىء طبيعى , وما يسرى على العين , سوف يسرى على كل الاعضاء الكاملة تشريحيا ووظيفيا فى الكائن الحى سواء كان فى الماضى او الحاضر , فكل عضو كامل لا يحتمل باى حال من الاحوال العبث فى محيطه المعلوماتى , لان العبث فى شىء منظم لن يؤدى الى زيادة تنظيمة وزيادة التنظيم والاتقان لا يمكن ان تتاتى الا تحت شرط واحد !!! , هدم كامل النظام ثم اعادة بنائه من اساسه على اسس اخرى مخالفة.
وفى احسن الاحوال لا يمكن للطفرة سوى ان تغير فى صفة العضو مع احتفاظه بوظيفته وكينونته وشكله العام وتفاصيله ومسماه , لا العضو ذاته , كالتغير من الطول الى القصر او من الضخامة الى الضآلة وان حدث ذلك فلن يتحول العضو الى عضو اخر مختلف تشريحيا ووظيفيا بل سيبقى كما هو من جميع النواحى والابعاد فما البال فى الكائن ذاته .
مثال على ذلك طفرة انكن التى حدثت فى قطيع اغنام الفلاح الامريكى وادت الى خروج خروف ذو ارجل قصيرة , فاعتبرها الفلاح صفة نافعة , لان الخروف مع هذه الصفة لن يستطيع تسلق سور الحظيرة واتلاف النباتات المزروعة , ولا يمكن الجدال بكون هذه الطفرة ضارة بالنسبة للحيوان ذاته , بصرف النظر عن رأى الفلاح وخصوصا اذا كان الخروف يعيش فى الغابة وسط انواع مختلفة من الحيوانات ومعرض للافتراس وفى حاجة للكر والفر وتسلق المرتفعات للبحث عن الغذاء .
وان حدث غير ذلك اى بدلا من تغير صفة العضو حدث تغير للعضو ذاته فان ذلك سوف يؤدى الى هدم بناء لا يمكن اعادة بنائه الا بعد تمام الهدم الذى سوف يحدث بالتدريج وعلى مدة عدة ملايين من السنين , حتى وان توازى الهدم مع البناء فلن ينتج عن الحالة الاولى والثانية سوى تشوه متضمن فقد الوظائف السابقة دون الحصول على وظائف جديدة , ويمكن لان انسان يتصور ذلك بالنسبة للمثال السابق , ماذا يحدث لو كان تغير سيقان الخروف متعلق بناحية اخرى غير الطول او القصر ؟ , وذلك لا يسرى على الخروف فقط , بل يسرى على كل مخلوق يتمتع باكتمال التركيب الداخلى وتناسق الشكل الظاهرى .
3- العشوائية لن ينتج عنها سوى عشوائية , وكل شىء هناك ما ينوب ويعبر عنه ويمثله , فالعشوائية هناك من يعبر عنها ويمثلها , والنظام هناك من يعبر عنه ويمثله , ولكى اغير نظام من نظام الى نظام اخر مختلف تماما عن النظام الاول دون ان يعتريه الخلل والفساد , لابد من هدم النظام الاول واعادة بنائه وتشكيله من الاساس , فى اطار خطة مدروسة , ورؤية جديدة , لا العبث فى مفرداته , الشىء الذى لن ينتج عنه سوى شذوذ فى وسط متجانس , فمثلا لو جئت بقصة تاريخة وطلبت من انسان ليس لديه خلفية فى التاريخ او موهبة فى التاليف او حتى لديه المام بالقراءة والكتابة ان يحولها الى قصة بوليسية باعادة ترتيب الحروف والجمل عشوائيا فسوف نجد ان اعادة ترتيبه لحروف كل كلمة سوف يؤدى لا الى افساد الكلمة ! , بل الى افساد كل فقرة من فقرات القصة تحوى هذه الكلمة حتى ينتهى الامر بسجل لا يحتوى على اى جملة مترابطة بل كلمات مبعثرة هنا وهناك , ناهيك على ان يكون هناك كلمة مترابطة فى الاساس , بل ان الامر اكثر حساسية من ذلك فلو جئت بجملة مفيدة ولتكن (جمهورية مصر العربية) وطلبت من انسان ان يحولها تدريجيا (خطوة خطوة) الى جملة اخرى مختلفة فى المعنى فليس للانسان مفر من افساد اللفظ الاول , فتغيير ترتيب حرف واحد سوف يؤدى الى ذلك باسرع مما نتصور , وتصبح الجملية المفيدة مقتصرة على (مصر العربية) اما اللفظ الاول (جمهورية) فسوف يفقد معناه دون ان يحصل على معنى اخر , ولابد للانسان ان يحاول اعادة ترتيبه عشرات المرات حتى يحصل على معنى مفيد وان حصل على معنى مفيد يمكن ان يفاجىء بان هذا المعنى لا يظهر اتفاق اوتجانس مع اركان الجملة السابقة التى نجت من العبث , ويسرى ذلك الاشكال على كل الفاظ الجملة , ويكفى فيه لفظ واحد يفقد معناه لينتهى كل شىء ويكفى اللفظ لكى يفقد معناه العبث فى حرف واحد.
4- لكي تنتقل الطفرة إلى الجيل اللاحق، لابد أن تكون قد حدثت في الخلايا التناسلية للكائن الحي: لأن أي تغير عشوائي يحدث عرضاً في خلية أو عضومن اعضاء الجسم لا يمكن أن ينتقل إلى الجيل التالى. فعلى سبيل المثال: لن تورث عين الإنسان التي تغير تركيبها بسبب تأثير الإشعاع أو لأي سبب آخر إلى الأجيال اللاحقة.
وباختصار، يستحيل أن تكون الكائنات الحية قد تطورت، نظراً لعدم وجود أية آلية في الطبيعة يمكن أن تؤدي إلى تطورها. ويتفق هذا الرأي مع الأدلة الموجودة في سجل المتحجرات الذي يظهر بوضوح أن هذا السيناريو بعيد كل البعد عن الحقيقة.
5- مرة اخرى الطفرات لكى تحدث وتنتقل من جيل الى اخر تحتاج الى وجود المادة الوراثية , الكروموسومات ,الجينات , توفر التكاثر الجنسى كآلية للتكاثر والانتقال, (تحدث الطفرة على مستويين: الأول مستوى الكروموسومات، والثاني مستوى الجينات. أما في النوع الأول فيحدث تغير مفاجيء في عدد الكروموسومات أو طريقة نظامها، وينشأ من هذا التغير ظهور صفة جديدة. وتسمى في هذه الحالة بالطفرة الكروموسومية. أما في النوع الثاني فيحدث تغير كيميائي في الجينات من حيث ترتيب القواعد النيتروجينية الموجودة في جزيء الدنا، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين إنزيم مختلف يكون مسئولاً عن ظهور صفة وراثية جديدة، لم تكن موجودة في الوالدين. وتسمى في هذه الحالة بالطفرة الجينية. والحاله الثانيه هي المقصوده من التطور) بالاضافة الى بعض العوامل المحفزة على حدوث الطفرات كالاشعاع والمواد الضارة او السامة والمادة الوراثية قد ظهر انها اعقد بكثير من البروتينات .. التى اثبت العلم استحالة تخليقها مصادفتا كما ان المادة الوراثية تحتاج الى البروتينات لكي تتضاعف والبروتينات تحتاج لشريط ال DNA لكي تخلق وهذا دور يضحد كل مزاعم معتقدي التطور , والدور يعنى ان وجود كلا منهما يعتمد على وجود الآخر وعلى ذلك يجب أن يوجدا معا بالتوازي فى نفس الوقت ويكفى أن يثبت العلماء استحالة وجود احدهما بالمصادفة فيستحيل وجود الآخر مطلقا بغض النظر عن الطريقة التي سوف يوجد بها لذا فإن الحاجة ل DNA في التضاعف وضرورة وجود بعض البروتينات لذلك التضاعف (تكرار الذات ) وكذلك وجوب تأمين مستلزمات لإنتاج تلك البروتينات طبقاً لمعلومات الdna ، كل ذلك يدمر ادعاءات التطوريين ومزاعمهم .
، حتى لو فرضنا للحظة أن البروتينات تشكلت بطريقة ما بالمصادفة (وهذا سيبقى دون برهان ) فالبروتينات لا تملك شيئاً لنفسها على الإطلاق، وبالتالي لا تستطيع تلك الجزيئات أن تكرر ذاتها، وتركيب البروتينات ممكن فقط مع معلومات مشفرة في جزيئات الdna وال RNA، فبدونهما يستحيل على البروتين أن يتكرر وان يتضاعف ، وعلى كل حال وكما تم توضيحه من قبل عديد ممن درسوا تلك الجزيئات قالوا بإن الdna وال RNA يستحيل أن يوجدا بالمصادفة .
ولقد علق عالم الأحياء المجهرية (جاكسون ) على ذلك الموضوع فقال :
" في اللحظة التي تبدأ فيها الحياة يجب أن يكون حاضراً كل من التوجيهات الكاملة لمخططات النسخ والطاقة اللازمة، واستخلاص الأجزاء اللازمة من البيئة المحيطة، لأن نمو التتابع والآلية التي تلعب دور ترجمة التعليمات إلى نمو يجب أن تكون جميعها حاضرة، وأن اتحاد الحوادث يبدو أنه بعيد عن الإحتمال كلياً لكنه يتحقق بطريقة لا تصدق وغالباً ما تنسب لتدخل إلهي " وبايجاز شديد الشريط الوراثى لا يحمل سوى المعلومات التفصيلية الخاصة بكل كبيرة وصغيرة فى الكائن الحى ما عدا المعلومات الخاصة بالمواد الخام , هذه المعلومات ليس لها اى قيمة ان لم تنفذ والذى يقوم بتفيذها شىء اخر لا يربطه بالشريط الوراثى سوى حمله لارشيفه المعلوماتى الخاص , وعلى ذلك لابد لهذا الشىء ان يخلق على اساس المعلومات الموجودة فى الشريط الوراثى , ثم يقوم بعد تخليقه بوضع كافة المعلومات الاخرى الخاصة بكل تفاصيل الجسم الظاهرية والداخلية فى حيز التنفيذ , وعند هذه النقطة نتسائل من الذى وضع المعلومات الخاصة بهذا الشىء ذاته بصرف النظر عن كنهه فى حيز التنفيذ , وهو وحده المتخصص فى ذلك العمل والقادر عليه , بينما الشريط الوراثى بعيد تماما عن ذلك , بل ان الشريط الوراثى ذاته يحتاجة (الشىء المعنى بالتنفيذ) لاجراء بعض عملياته الحيوية شديدة الاهمية , كالتضاعف والنسخ والتكرار والتنظيم الفراغى والتكدس على الذات , واخيرا يجب ان ننبه الى ان تضاعف الشريط الوراثى يحتاج الى العديد من العمليات الحيوية لتوفير المواد الخام , كالقواعدالنتروجينية وجزيئات السكر الخماسى ومجموعات الفوسفات التى ليس لها علاقة بمحتواه المعلوماتى من قريب او بعيد او بمعنى اخر المواد الخام لا يمكن نسخها لانها هى ذاتها مداد وادوات لا غنى عنها للنسخ .
فاذا كان فى الشريط الوراثية كافة الاليات اللازمة للنسخ والطباعة فان الطباعة تحتاج الى مداد (مواد خام) هذه المواد بدورها تحتاج الى مصانع وانظمة كاملة تعمل على توفيرها وومعالجتها , ومن ثم تهيئتها للعمل كحبر للطباعة , تعطى مجال للشريط الوراثى لتكرار الذات , كما تعطى مجال للخلايا للانقسام , مع العلم بان الشريط الوراثى لا يحمل سوى المعلومات الخاصة بتكوين البروتين , وفى نفس الوقت هذه المصانع او النظم ذاتها تحتاج لبنيانها الذاتى (الظاهرى والداخلى) الى نفس هذه المواد الخام التى من المفروض انها هى التى تقوم بتوفيرها ومعالجتها وتهيئتها, كمادة خام تشكل وتطوع على هيئة نسخ طبق الاصل من الشريط الوراثى طبقا لمحتواه المعلوماتى, وما يتضمنه من توجيهات وارشادات , ويمكن تشبيه ما سبق بماكينة التصوير الضوئى , يمكنها نسخ الاف الصفحات بشرط توفر المداد او الحبر الخاص بالنسخ , فاذا نفذ المداد لن يمكنها نسخ صفحة واحدة , وهذا المداد له مصانع تصنعة لا علاقة لها بالماكينة ذاتها يعمل به الاف العمال المهرة.
يقول الكاتب هارون يحيى فى خديعة التطور: "حتى إذا امكنا المستحيلات وافترضنا وجود حمض نووى ريبى فى جو الارض البدائى قادر على تكرار الذات باستخدام العديد من الاحماض النووية الجاهزة من كل نوع فسوف يظل الظرف غير مؤهل لكى يؤدى لتكوين بروتين واحد , ذلك ان الحمض النووى الريبى لا يحمل سوى المعلومات الخاصة بتركيب البروتين اما الاحماض الامنية فهى مواد خام . فما البال اذا لم توجد آلية لانتاج البروتينات فى الاصل يقول جاك مونود أكثر المدافعين عن التطور تعصباً ، و الحائز على جائزة نوبل ، موضحا أن تصنيع البروتين لا يمكن بأي حال الاستخفاف به إلى حد جعل تصنيعه يعتمد فقط على المعلومات الموجودة داخل الأحماض النووية، فهو يقول :
تفقد الشفرة ( الموجودة في DNA وفي RNA) معناها إذا لم تتم ترجمتها. وتتكون آلية الترجمة المعاصرة الخاصة بالخلية من عدد لا يقل عن خمسين مركباً من المركبات ذات الاحجام الجزيئية الكبيرة , يتم تشفيره -بدوره- في الحمچ النووي الصبغي( DNA)؛ إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات. ولكن متى وكيف أُقفلت هذه الدائرة المفرغة ؟ من الصعب جدا مجرد تخيل ذلك".
ولابد من وجود التكاثر الجنسى كالية للتكاثر والانتقال تضمن وصول الطفرات الى الاجيال التالية من الكائن الحى حيث ان التكاثر الخضرى ليس فيه اى ضمانات لحدوث ذلك ولن تتعدى فيه الطفرة مخلوقات اخرى غير من نشأت فيه , ولا مجال فيه للتنوع والاختلاف , حتى نحصل على انواع اوجناس مختلفة , تفتح مجالات لانشاء طفرات اخرى تتراكم على طفرات سابقة لتعطى تغييرا لا بأس به او يمكن اعتباره , بل يعطى نسخة طبق الاصل من الخلية الاولى , وقد قلنا من قبل لكي تنتقل الطفرة إلى الجيل اللاحق، لابد أن تكون قد حدثت في الخلايا التناسلية للكائن الحي : لأن التغير العشوائي الذى يمكن ان يحدث ً في خلية أو فى عضو من اعضاء الجسم لا يمكن أن ينتقل إلى الجيل التالى , والتكاثر الجنسى يحتاج الى ذكر وانثى , وهذا دور اخر فالطفرة تحتاج الى تكاثر جنسى لتنتقل الى الاجيال اللاحقة واهم متطلب للتكاثر الجنسى (وهو الانثى ) يحتاج الى الطفرات لتخليقه وبالتالى لابد من وجود المادة الوراثية و الكروموسومات والجينات والذكر والانثى واعضائهما المتابينة المتناسبة فى نفس الوقت بجانب التهيئة الخاصة بكل جنس على حدة من ناحية :
- الاعضاء الخارجية والداخلية
- وصول الحيوانات المنوية الى داخل الرحم
- الاخصاب ثم انقسام الخلايا
- زرع البويضة المخصبة فى الجدار الداخلى للرحم
- مراحل التكوين والنمو الجنينى
- رعاية الطفل داخل الرحم ومن قبل البويضة والحيوان المنوى وضمان التقائهما ثم رجوعهما الى الجدار الداخلى للرحم كخلية واحدة بعد الاخصاب.
وبصرف النظر عن كل ذلك فان خليط الطفرات العشوائية اذا تسنى له تكوين كائنا يتصف بصفات الذكورة من ناحية البنيان و الشكل الخارجى والاعضاء التناسلية , فلن يمكنها باى حال من الاحوال ان ُتكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي (المرأة) , فاذا كانت خلية اولى بصدف تراكمية عمياء قد كوّنت جنسا فكيف ظهر الكائن الآخر هل طلب الكائن الذي نشأ من هذه التراكمات الصدفية من الطبيعة او المادة زوجاً يؤنسه في وحشته ووحدته وتناسله وتكاثره؟ ثم اذا نتج عن الخلية الاولى كائناً ذكراً على سبيل المثال فكيف استطاعت الطبيعة البلهاء عديمة الاحساس والادراك والتمييز ادراك نقص الكائن لتُنشئ له ما يلزم لاستمرار حياته على ظهر الارض ثم ان لِأيِّ كائن ذكرا او انثى هناك جاذبية وميولا الى الاخر نسمّيها شهوة فهل هذا من نتاج تدبير وعقل ام انها ايضا صدفة ؟ اليست اعضاء الجنسين دلالة على تدبير مسبق وغاية للاستمرارية وعمد وارادة , فهل خططت المادة والطبيعة للامر قبل حدوثه ؟ فاختيار الجنس بذاته دلالة على علم مسبق بما سيحدث من تكاثر , فهل المادة تعلم الغيب ؟ , يقول المفكر الفرنسي "مومنيه Momnieh" : "اذا افترضنا بطريقة تعلو عن متناول العقل ، أنّ الكون خُلِقَ اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار وأنّ الإتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجُل، فهل يعقل أنّ الإتفاقات والمصادفات تُكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي ـ وهو المرأة ـ بقصد عمارة الأرض بالناس وإدامة النّسل فيها؟ ألا يَدُلُ هذا وحده على أنّ في الوجود خالقاًُ مريداً مختاراً، أبدع الكائنات ونَوّع بينها،وغَرَزَ في كلّ نوع غَرائز، وَمّتّعَه بمواهب يقوّم بها أمْرَه ويرتقي عليها نوعه" , واخيرا يجب ان ننبه الى ان الانتخاب الطبيعى حسب ما يعتقد دعاة التطور يقصى الكائنات الضعيفة التى لا تستطيع ان تقاوم الظروف البئية الصعبة وبالتالى لا دخل لها بجوهر التنظيم او اساسه , الذى سوف يترك بكامله للصدفة المحضة , فهل يمكن ان يكون التناسق المعجز والتنظيم البديع والاعضاء المزدوجة والكائن المماثل والانظمة المعقدة والتقنيات العالية المتعلقة بالسمع والبصر والاحساس التى لم يصل الانسان لمضاهتها او تفسيرها , والاجهزة المتراكبة التى تعمل كوحدة واحدة هو نتاج ملايين الطفرات العشوائية المتراكمة على مدى الاف الملايين من السنين .
6- الحين المحمول على dna هو الذي يحدد تركيب وهندسة بروتين خميرة معينة , وهو الذي يوجه النمو والتكوين الجيني , وهو الذي يدخل في تفاعلات يكون حصيلتها صفة وراثية معينة وهو الذى يحمل الاوامر للانسجة بالتكوين وللخلايا بالانقسام (حيث تم نقل بعض الجينات من خلايا سرطانية لفار مريض بالسرطان الى فار اخر سليم فظهرت اعراض الورم السرطانى على الفار السليم بعد فترة نتيجة إعطاء جينات الخلايا المعطوبة أوامر للخلايا السليمة لتصبح خلايا سرطانية ) وهو المسئول عن كل العمليات الفسيولوجية والبيوكميائية داخل الجسم الانسانى او الحيوانى يقول الدكتور مصطفى محمود : "كل عملية تحدث فى الجسم ورائها جين معين فمثلا عندما يتعرض الانسان لجرح لولا ان هناك جين يعطى امر للنف بالعمل لاستمر الانسان فى النزف الى ان يموت" والجين (تكملة لما سبق ) أيضا هو المسئول عن الامراض السرطانية نشاة وانتشارا (حيث يعطى الجين امر للخلاية السرطانية بالتكاثر والانقسام وتستقبل الخلايا هذه الاوامر من خلال مستقبلات خاصة على جدار الخارجى وتنفذها لتكون النتيجة ورم سرطانى ولذلك فان تعطيل هذه المستقبلات أو شل حركتها و وقفها عن العمل يكبح من انتشار المرض واذا كانت هناك جينات تسبب السرطان فهناك ايضا جينات تكبحه وتمنع انتشاره ولقد توصلت لذلك احدى العالمات المصابة بالسرطان عندما بحثت عن تعليلا لانتشار بعض الأورام السرطانية بسرعة وعدم انتشار البعض الآخر يساعدها في إيجاد علاج لحالتها فبحثت لتكتشف بالفعل أن هناك جين سمته NN23 يوجد فى بعض الفطريات (الفطر الهلامى)إذا نشط هذا الجين يمنع انتشار الورم السرطاني بينما عند خموله يحدث العكس كما ورد في حلقة الجينات للدكتور مصطفى محمود) والجين ايضا هو المسئول عن الامراض الوراثية وهو المسئول عن العيوب الخلقية وهو ... وهو ...... الخ .
سواء كان زوج من الجينات او اكثر
ففى بعض الأحيان يتداخل أكثر من زوج من الجينات من خلال تناسق وتكامل معجز لإظهار صفة معينة
ومن ناحية اخرى لقد دلّت الأبحاث أن هناك بروتينات تملك خاصية وقابلية فتح معلومات معينة وقراءتها، وغلق معلومات أخرى ومنع قراءتها. وبعبارة أخرى إن الشفرات الجينية تحل رموزها وتُقرأ من قبل مجموعة من البروتينات لاستعمالها في صنع البروتينات، حيث تقوم هذه البروتينات المصنوعة بتعيين متى وبأي شكل يجب أن تتم قراءة هذه المعلومات.
فيا ترى من أين تتلقى هذه البروتينات أوامرها، ومن الذي يوجهها في هذه الفعاليات التي يعدّ مجرد اكتشافها حتى من قبل الإنسان -الذي يعد أرقى الأحياء من ناحية الشعور والفكر والعلم - فتحاً كبيراً ونجاحاً متميزاً؟ وكيف تصل هذه البروتينات إلى وضع تستطيع فيه تدقيق البرنامج الجيني الذي أخذته من أجل إنتاج نفسها ثم السيطرة على هذه المعلومات فيما بعد؟ ونستطيع أن نشاهد برنامجاً غامضاً عند القيام بإنتاج نسل جديد. كما أن من المدهش جداً ما نراه من قابلية الحيوان على إصلاح الأعضاء الجريحة أو المقطوعة أو التالفة وتجديدها، وإن كانت هذه الأمور تجري تحت ستار من الإلفة.
وبالنسبة للخلية الاولى او الكائن البدائى وليد المصادفة العمياء لن يكون لديه اى برنامج جينى على اساسه يتم اصدار الاوامر :
- لتكوين الانسجة وانقسام الخلايا .
- ادارة و تنسيق العمليات الفسيولوجية والبيوكميائية داخل كيانه الجسمانى .
- للتعامل مع الامور العارضة والمتغيرة التى يمكن ان تتسبب فى الموت او الهلاك .
كما ان الخلية الاولى , لكى تنقسم لابد ان يكون ذلك بناء على اوامر مدروسة , وفى اطار عمليات منظمة ومتناسقة لا تحتمل العشوائية والا فالناتج اشلاء غير حية او قطع مفرقة من البروتين بعضها مبعثر هنا وبعضها مبعثر هناك , تباينها اكثر من تجانسها , وهذا يتطلب برنامج وراثى لتكرار هذا السيناريو فى كل مرة من مرات الانقسام , مع وجود العديد من الانظمة المعنية بتوفير المواد الخام اللازمة لتعويض الفاقد فى الكتلة , نتيجة الانقسام والتكاثر , لان وزن الخلية ككل سوف يتوزع على خليتين ثم اربعة ثم ثمانية ... وهكذا , وهذا سوف يؤدى ذلك الى التلاشى والضمور والاضمحلال , فهل يمكن لصدفة محضة ان تعطى خلية بمثل هذه السمات والصفات والانظمة المتكاملة.
يقول الكاتب هارون يحيى " "لو افترضنا أن خلية قد حصلت قبل ملايين السنين على كل ما تحتاجه لتعيش ، وأنها حصلت على الحياة بشكل ما. مع كل هذه الافتراضات فإن نظرية التطور تنهار هنا مرة أخرى: لانه لو عاشت هذه الخلية فترة من الزمن فإن مصيرها هو الموت عاجلاً أم آجلاً، وعندما تموت لن يبقى شيء اسمه حياة وسيعود كل شيء إلى نقطة البداية ؛ ذلك لأن هذه الخلية الحية الأولى (التي ليس لديها برنامج وراثي) ما كانت لتستطيع التكاثر وما كانت -بالتالي- لتترك نسلاً جديداً بعد موتها، وبموتها كانت الحياة ستنتهي".(خديعة التطور - هارون يحيى)
إن النظام الوراثي ليس عبارة عن سلسلة DNA فحسب، بل لا بد من أن توجد المكوِّنات الآتية في البيئة ذاتها:
- إنزيمات تستطيع قراءة شفرة الـDNA .
- الحمض النووى الرسول RNAالذى سوف يتم نسخه من احد شريطى الـDNA ليترجم الى البروتين المقابل .
- الحمض النووي الناقل RNA الذي سيتم إنتاجه بعد قراءة هذه الشفرة؛ ويكون مسئولا عن نقل الأحماض الأمينية إلى الريبوسومات .
- الرايبوزوم (ribosome) الذي سيتعلق به الحمض النووي الناقل RNA حسب هذه الشفرة ليبدأ بالتكاثر؛ وبناء البروتين .
- الحمض النووى الريبوسومي rRNA الذى يدخل في تكوين الريبوسومات (الريبوسومات هى أماكن بناء الروتين في الخلية ويتم بنائها فى النوية ( مع سبعين نوعا من عديد الببتيد (يتم بناء البروتينات التي تدخل في تركيب الريبوسومات في السيتوبلازم ثم تنتقل إلى النواة عبر الغشاء النووي المثقب حيث تتكون الريبوسومات).
- إنزيمات معقدة التركيب جداً للقيام بالعمليات الوسيطة الكثيرة.
"ومثل هذه البيئة لا يمكن أن توجَد إلا في مكان معزول تماماً وتحت تحكّم وسيطرة تامة مثل الخلية، حيث توجد كل المواد الخام الضرورية وموارد الطاقة المطلوبة.
إذن المادة العضوية إنما تستطيع التكاثر إذا وُجدت في صورة خلية كاملة التطور وبها كل أعضائها ، وفي بيئة مناسبة يمكنها فيها أن تحيا وتتبادل المواد وتحصل منها على الطاقة. وهذا يعني - بعبارة أخرى - أن أول خلية حية وُجدت في الكون قد وُجدت دفعة واحدة بكل تركيباتها المعقدة".(المرجع السابق) ويمكن ان نتأكد من كل ما سبق , اذا سألنا هذا السؤال ماذا يتوجب على الخلية فعله بعد لحظة الوجود ؟
يبع بعون الله