مشاهدة النسخة كاملة : الامام عبد الله بن المبارك
الامام عبد الله بن المبارك
يعد الامام عبد الله بن المبارك من ابطال رمضان ،واعلام ذلك الشهر العظيم ،لانه لقي ربه في شهر رمضان ،سنة احدى وثمانين ومئة للهجرة .
وقد ولد سنة ثمان عشرة ومائة ،ونشأ نشأة اسلامية مباركة ،وكان عالما ذكيا ،وزاهدا تقيا وشجاعا أبيا ،وكان يكتب كل ما يسمع في دراسته ،فقيل له في ذلك فاجاب :لعل الكلمة التي تنفعني لم اكتبها بعد .
وكان ابن المبارك يشتغل بحرفة التجارة ،وكانت تجارته واسعة رابحة ،ولم تشغله التجارة عن الفقه او العبادة ،ولما قال له تلاميذه انت تامرنا بالزهد ،ونراك تاتي بالبضائع من بلاد خراسان الى البلد الحرام فكيف ذلك ؟؟
اجاب :انما افعل هذا لاصون به وجهي واكرم به عرضي ،واستعين به على طاعة ربي ،لا ارى حقا الا سارعت اليه .
ويروى تاريخه انه لما خرج الى الجهاد والمرابطة لاول مرة في بلاد الشام ،وراى
ما يقوم به المجاهدون من بطولة ،التفت الى صاحبه وقال ،انا لله وانا اليه راجعون ،ياحسرة على اعمار افنينها وليال قطعناها في قرض الشعر ،وتركنا هنا ابواب الجنة مفتحة
وظل ابن المبارك مجاهدا مناضلا ،يهدي الى سبيل ربه تبارك وتعالى بالقول والعمل ،والقدوة والسلوك .
وفي شهر رمضان سنة احدى وثمانين ومائة ،انصرف من احدى المعارف التي شارك فيها في بلاد الروم ،فادركه الموت في بلدة (هيت) وهي مدينة معروفة على شاطئ الفرات في ارض العراق ،,كان له من العمر ثلاث وستون سنة
وشاء الله عز وجل للزاهد المجاهد الذي رام الشهادة في سبيل الله مرات ومرات ان يلقى الموت هادئا ،في طريق العودة من احدى المعارك البطولية ،دون ان يحرمه ربه ثواب المجاهدين الابرار .
سلام على زاهد الفقهاء ،ومجاهد العلماء ،عبد الله بن المبارك رضي الله عنه .
التوحيد
2008-09-18, 07:05 PM
قال محمد بن المثنى: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفًا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
وقد اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والإنصاف وقلة الخلاف على أصحابه.
لأجل هذه الدقة التي توفرت لدى ابن المبارك والتزم بها، كان اهتمام الإمام مالك به.. فقد روي عن يحيى بن يحيى الليثي قال: كنا عند مالك، فاستؤذن لعبد الله بن المبارك بالدخول، فأذن له، فرأينا مالكًا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه، وما رأيت مالكًا تزحزح لأحد في مجلسه غيره، فكان القارئ يقرأ على مالك، فربما مر بشيء فيسأله مالك: ما مذهبكم في هذا؟ أو ما عندكم في هذا؟ فرأيت ابن المبارك يجاوبه، ثم قام فخرج، فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا مالك: هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
ولنا أن نستعيد ما قاله والي المدينة حين جاءه الإمام الشافعي يحمل كتابًا من والي مكة ليتمكن الشافعي من لقاء الإمام مالك؛ حيث قال والي المدينة للشافعي: "يا فتى! لو كلفتني المشي من جوف المدينة راجلاً حافيًا كان أهون عليَّ من المشي إلى باب مالك.. وليتنا إذا ركبنا ووقفنا على بابه يفتح لنا الباب". لنعلم من هذا منزلة عبد الله بن المبارك عند الإمام مالك!!
أما سخاءه
كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك. فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها، ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طُرفها؟ فيقول: كذا وكذا، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسُرُّوا، دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته، عليها اسمه.
بارك الله فيك أختي على الموضوع
تقبلي مروري المتواضع, واضافتي البسيطة.
عزتي بديني
2008-09-19, 01:56 PM
بارك الله فيك غاليتي صفاء معلومات ثرية .
أضافة قيمة أخي (التوحيد) بارك الله فيكم
قال محمد بن المثنى: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفًا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
وقد اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والإنصاف وقلة الخلاف على أصحابه.
لأجل هذه الدقة التي توفرت لدى ابن المبارك والتزم بها، كان اهتمام الإمام مالك به.. فقد روي عن يحيى بن يحيى الليثي قال: كنا عند مالك، فاستؤذن لعبد الله بن المبارك بالدخول، فأذن له، فرأينا مالكًا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه، وما رأيت مالكًا تزحزح لأحد في مجلسه غيره، فكان القارئ يقرأ على مالك، فربما مر بشيء فيسأله مالك: ما مذهبكم في هذا؟ أو ما عندكم في هذا؟ فرأيت ابن المبارك يجاوبه، ثم قام فخرج، فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا مالك: هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
ولنا أن نستعيد ما قاله والي المدينة حين جاءه الإمام الشافعي يحمل كتابًا من والي مكة ليتمكن الشافعي من لقاء الإمام مالك؛ حيث قال والي المدينة للشافعي: "يا فتى! لو كلفتني المشي من جوف المدينة راجلاً حافيًا كان أهون عليَّ من المشي إلى باب مالك.. وليتنا إذا ركبنا ووقفنا على بابه يفتح لنا الباب". لنعلم من هذا منزلة عبد الله بن المبارك عند الإمام مالك!!
أما سخاءه
كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك. فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها، ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طُرفها؟ فيقول: كذا وكذا، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسُرُّوا، دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته، عليها اسمه.
:p015::p015:تسلم اخي التوحيد على الاضافة القيمة جدا المثرية للموضوع
تقبلي مروري المتواضع, واضافتي البسيطة.
يشرفني ويسعدني مرورك العطر على صفحتي واشكرك مرة اخرى على اضافتك الرائعة والمميزة للموضوع
بارك الله فيك غاليتي صفاء معلومات ثرية .
الله يبارك فيك غاليتي عزتي بديني وكم يسعدني ردك ومرورك العطرعلى الموضوع
حياكم الله جميعا
لقد قال ابن المبارك شعرا كثيرا في الدعوة الى الخير ومكارم الاخلاق ،ومن شعره قوله في الدعوة الى حفظ اللسان من كثرة الكلام بلاموجب :
تعاهد لسانك ان اللسان .....سريع الى المرء في قتله
وهذا اللسان بريد الفؤاد ....يدل الرجال على عقله
ويقول في تصحيح الحب لله تعالى :
تعصى الاله وانت تظهر حبه ....هذا لعمري في الفعال بديع (اي مبتدع غريب)
لو كان حبك صادقا لاطعته ....ان المحب لمن يحب مطيع !
ويروى ان عبد الله بن المبارك كان في الميدان يجاهد وعلم ان صديقه الزاهد الفضيل بن عياض يقيم متعبدا بجوار الحرم ولا يشارك في الجهاد ،فتالم ابن المبارك وكتب الى الفضيل رسالة يدعوه فيها الى ترك العبادة في جوار الحرم والاقبال على الجهاد ويقول له فيها :
ياعابد الحرمين لو ابصرتنا ...لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه ....فنحورنا بدمائنا تنخضب
او كان يتعب خيله في باطل ...فخيولنا يوم الصبيحة تتعب (يوم المعركة )
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ....رهج (الغبار ) السنابك (اطراف حوافر الخيل ) والغبار الاسيب
ولقد اتانا من مقال نبينا ...قول صحيح صادق لا يكذب
لايستوي غبار خيل الله في ...انف امرئ :ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ...ليس الشهيد بميت لايكذب
فلما قرا الفضيل الرسالة وهو في المسجد الحرام بكى وقال :صدق ابو عبد الرحمن ونصح
ومضت الايام والاعوام بعد ذلك ،ومات ابن المبارك قبل الفضيل ،ورآه الفضيل في النوم فساله :اي الاعمال وجدت افضل ؟؟
فاجابه ابن المبارك قائلا :
الامر الذي كنت فيه (وهو الجهاد والرباط )
فقال الفضيل :واي شيئ صنع الله بك ؟؟
فاجاب ابن المبارك :غفر لي مغفرة مابعدها مغفرة !
الهزبر
2008-10-13, 08:32 PM
السلام عليكم
موضوع جميل.
تعاهد لسانك ان اللسان .....سريع الى المرء في قتله
وهذا اللسان بريد الفؤاد ....يدل الرجال على عقله
ياله من لسان.
ذو الفقار
2008-10-13, 08:43 PM
ياعابد الحرمين لو ابصرتنا ...لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه ....فنحورنا بدمائنا تنخضب
او كان يتعب خيله في باطل ...فخيولنا يوم الصبيحة تتعب (يوم المعركة )
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ....رهج (الغبار ) السنابك (اطراف حوافر الخيل ) والغبار الاسيب
ولقد اتانا من مقال نبينا ...قول صحيح صادق لا يكذب
لايستوي غبار خيل الله في ...انف امرئ :ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ...ليس الشهيد بميت لايكذب
الله أكبر
والله تأثرت بهذا الخطاب وروعته
قول بليغ ناصح ..
جزاكِ الله خيراً أختي صفاء
سوف أحفظ هذه الأبيات لروعتها بعون الله
موضوع جميل.
الموضوع ازداد جمالا بمرورك الطيب يا استاذي الفاضل
حياك الله
جزاكِ الله خيراً أختي صفاء
جزانا الله واياك كل خير يامديرنا الفاضل
تشرفت بمشاركاتك الطيبة ومرورك الكريم
حياك الله
قول بليغ ناصح ..
لقد كان ابن المبارك بليغ العبارة وعميق العظة
قيل له مثلا ما التواضع ؟
فاجاب التكبر على الاغنياء.
(وهذا ليس على ظاهره، لكن لا يحمله غنى غيره وفقر نفسه على أن يتذلل ويخضع له بمجرد ذلك) http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=163306
ومن كلامه المؤمن يطلب المعاذير ،والمنافق يطلب العثرات !
ووقف ذات يوم بين مقبرة ومزبلة ،فقيل له ،ما وقفك ؟
فاجاب انا بين كنزين من كنوز الدنيا فيهما عبرة ،هذا كنز الرجال [واشار الى المقبرة ] وهذا كنز الاموال [واشار الى المزبلة ]
وقيل لابن المبارك :من الناس ؟فقال :العلماء ،قيل :فمن الملوك ؟قال الزهاد ،قيل :فمن السفلة ؟قال الذين ياكلون الدنيا بالدين
وقال ابن مبارك :عجبت لمن لم يطلب العلم ،كيف تدعوه نفسه الى مكرمة ؟!
رحم الله ابن المبارك واسكنه فسيح جناته
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir