دعاة ضد التنصير
2012-06-01, 11:07 PM
لسنا إخوان ولكننا مسلمون!
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/post.png
منذ أن كتبت مقالتي "اللهم فرعون والبحر وليس شمشون والمعبد (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=5303)" و" اقتلوهم فإنهم ابناؤكم (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=5318)"رأينا أن نلوذ بكهف الصمت بعيداً عن فضاء فتنة الكلام التي لا يحُد فيها حد ولا أحد وإن كان فضاء العمل لا يحده إلا التوفيق والسداد من الله الذي نسأله عز وجل أن يجعله نصيباً للعاملين في سبيل نشردعوة دينه الذي ارتضاه للعباد دينا شاء من شاء وأبى من أبى.
ولأن في حياة الشعوب لحظات فارقة تكون فيها كلمة الحق هي أقل ما يُفعل معذرة إلى ربنا ولعلهم يتقون. فقد رأينا أن نكتب هذه الكلمات.
لسنا إخوان ولكننا إخوان! لسنا إخوان ولكننا مسلمون!
هذه هي الحقيقة التي قد تبدو متناقضة ولكنها حقيقة. فنحن إخوان في الدين وفي الوطن ولكننا غير منتمون لجماعة الإخوان المسلمون. نحن لسنا منهم تنظيميا ولكننا مسلمون اختياراً وقناعة وتصديقا.
التيار الإسلامي والإعلام
الإخوان موجودون على الساحة منذ ما يزيد عن نصف قرن مليئة بالأحداث والمعاناة والقصص التي لا تنتهي بل والمليئة بالتعلم من خلال الممارسة التي من الطبيعي أن يكون فيها الخطأ وارد كما هو الصواب.
ولكن قلما كانوا هم والتيار الإسلامي بصورة عامة على إختلاف أطيافه تحت الأضواء في فضاء إعلامي مفتوح بلا ضابط ولا ميثاق ملزم .قلما كانوا تحت أضواء إعلام خاضع لهوى صاحبه الذي يدفع ليقول ما يريد ولا يملي عليه أحد أو شىء ما يقول. حتى لو كان من سيملي عليه هو بقية من ضمير أو دين أو حياء.
هذا الإعلام الذي يصل للبسطاء قبل غيرهم بأضوائه المبهرة التي كما تبهر العين تبهر العقل وتجعله في كثير من الأحيان مؤهل للتلقي أكثر منه إلى التحليل وتصعب على الإنسان أن يفرق بين ما هو صحيح وما هو غير ذلك.
هذا الإعلام الذي في حقيقة أمره ليس حياديا كما يعتقد البعض ولكنه موجه بدرجة أو أخرى وكلما قل هذا التوجيه كلما وصف بالحيادي. فمن المعروف إذاً أن الإعلام يصنع الرأي العام ولا يعبر بالضرورة عنه إلا في حالات نستطيع أن نطلق عليها إلا من رحم ربك.
ومنذ أن صعد نجم التيار الإسلامي بصورة عامة وفوجئ من فوجئ بأن وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يتحقق بأن لا يترك هذا الدين بيت مدراً ولا وبراً إلا دخله ليس فقط بعز عزيز بل أيضاً بذل ذليل .عزاً يعز الله به الإسلام وأهله ويكرم الكريم به حتى محبيهم وجلسائهم كرماً منه سبحانه وذل يذل الله به أهل الكفر ومن ولاهم .
منذ أن حدث ذلك لاحظنا أنه قد جن جنون هذا الإعلام وشمرت زمرة من نجومه عن سواعدهم بل عن سيقانهم والهدف هو هؤلاء الذين نمو في ظلام اصطنع عمداً كي لا يعلم أحد بما كان يصُنع بهم من تنكيل وإهدار للكرامة وفي أقصى الظروف كان الإحتواء هو الوسيلة لتحجيمهم. هذا التحجيم والظلام جعله الله عليهم ظلة جعلت غيرهم يطمئن أنهم غير موجودين أو على الأقل غير مؤثرين أدرك هؤلاء المشمرون أن مواجهة هؤلاء بصورة مباشرة لم يعد يجدي نفعاً فقد زادهم قوة وعددا فقرروا (أو قُرر لهم) مواجهتهم بالتشويه على طريقة الطفل البلطجي الذي عندما يعجز عن مواجهة الرجل فإنه يقذفه بحمض الكبريتيك ( ماء النار) فيشوه وجهه أو يقذفه بالحجارة ويجري فإن طارده الرجل فقد هيبته وإن تركه أهدرت كرامته.
ونستطيع أن نقول أن الطفل قد أنجز جزء لا بأس به من ذلك في نفوس البسطاء فأنت تستطيع أن تسمع الآن بائعة الخضار تقول جملة "الشيوخ هيخربوها" وتسمع عامل نظافة يعلن أنه يكره الاخوان المسلمون أو الشيوخ وعندما تسأله لماذا؟ يجيب لانهم لم يفعلوا شىء في مجلس الشعب. وآخر يختار شخصية اخوانية في قريته متسائلاً من أين له ذلك؟ ونحن نعرف أهله إذًا "فالأخوان حرامية" وأحيانا يعلن أن "كل الشيوخ حرامية" على حد تعبيره وهكذا يجد المرجفون ومن يريدون أن يشوهوا كل من وما هو إسلامي سبباً لما يسمونه نقداً (وأحيانا سياسة) وفي الحقيقة هو لا يتعدى أن يكون سوء أدب وقذف يعاقب عليه ليس فقط القانون بل الدين الذي يعاقب على ذلك بحد القذف إن لم يأتي بالشهداء ولعل هذا الإسقاط (الذي شجعه التشويه الإعلامي) ظناً منهم أن ذلك يعفيهم أمام الله من عدم محاولة الإلتزام بدين الله بحجة أن من يدعون الإلتزام هم ليسوا على خلق مسقطين الخاص على العام ومهولين من الهنات وخالطين بين الحق بالباطل والصالح بالطالح. وكان أولى بهم أن يحاولوا الإلتزام ضاربين للناس مثل أعلى في كيف يكون الملتزم على خلق.
وسيظل هذا الإعلام ممثلا في زمرته المشمرة عن كل ما يمكن أن يشمر عنه مستمرين في حملة طويلة الأمد لتشويه كل ما هو إسلامي بعد أن غرقت سفنهم القديمة على أمل أن تأتي الديمقراطية بما تشتهي أنفسهم لأنها أتت لهم بما لا تشتهي حتى سفنهم الجديدة فقرروا أن يطلقوا الدخان على ما أتت به الريح على أمل ألا يرى المذبذبين والمرجفين الذين قد يقرروا الركوب معهم طبيعة هذه السفن أو طبيعة ما أتى.
وما أتى إن شاء ريح طيب على كل محب للصلاح و الإصلاح ورياح عاصفة سوف تعصف بكل ما ومن هو فاسد وسوف تقد مضجع كل من كان جزء من سفينة الفساد التي غرقت إلى غير رجعة إن شاء الله.
المسلمون ومسئولية اختيار الحاكم
لسنا إخوان ولكننا مسلمون ولأننا مسلمون فنحن ملزمون وملتزمون بما الزمنا به الإسلام وليس ما الزمنا به الإخوان فلننسى الأن أمر الإخوان كجماعة وأمر الحرية والعدالة كحزب ولنرى ما يلزمنا به ديننا لأننا عندما سنقف أمام الله فردا لن يسألنا هل كان الإخوان ملائكة أم شياطين بل سيسألنا لماذا إخترت فلان رئيساً وهل كان هو الأمثل أم لا؟
ولا يخدعك شياطين الإنس والجن بإلهائك عن الإختيار (الذي هو واقع) بالتنظير لما هو مفروض وما قد يكون قد كان وما يمكن أن يكون والذي لن يغير إلا نتيجة الإختيار إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة الإنشغال بما لا ينفع في توقيت غير صحيح وهذا سيكون جل منال من يتمنى أن لا تكتمل الإنتخابات بصورة أو بأخرى بل يسعى لذلك ويعلم أنه لو أكملت الإنتخابات ومهما حدث من محاولات تزوير أو غيره فلن يجدي ذلك نفعاً في حالة حسم كل مسلم أنار الله بصيرته ورأى الحق حقاً بدون تشويش ورأى الباطل باطلاً بدون تلبيس لأمره ومعرفة واجبه وآداء أمانته.
ولن نستفيض في صفات الحاكم ولا القواعد التي نختار على أساسها لأن ذلك الامر تفصيلاً موضعه الكتب الماتعة وألسنة الشيوخ الربانيين ولأن هذه مجرد تذكرة فسوف نثير عدة نقاط نتوقف فقط عندها لنعلم أمام أي مسئولية نحن وهل هي مجرد لعبة سياسية أو إرادة شخصية تخضع للهوى أو الراحة أو مجرد اعتقاد؟ وهل هذا الاختيارسيخدم هدف شخصي أو سيرفع مستوى الدخل وما إلى ذلك ؟ أم نحن أمام قرار مصيري ليس فقط للأمة بل لشخصي أنا كناخب ولمستقبلي أنا كشخص. ليس المستقبل القريب فقط بل للمستقبل البعيد بعد أن يُفتح باب الموت الذي هو مجرد معبر لحياة طويلة.. وطويلة جدا لا تنتهي فهل مثل هذا المستقبل لا يستحق التأمين؟ ولكن كيف يكون اختيار الحاكم بمثابة تأمين لمستقبل ما بعد الموت؟ أليست هذه الولاية خاصة بالحياة الدنيوية فقط؟
كثيراً ما نسمع جملة مثل " لماذا تدخلون الدين في السياسة ؟ " أو "لماذا تستخدمون الدين في كل موضع ؟ " ولعل من يقول ذلك وإن كان محق في مواقف يستغل فيها البعض الدين كعباءة يغطي بها على مآربه وأخطاءهلكنهم غير محقين في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بأداء أمانة أو خلق أو عبادة فإن لم يكن هذا مجال الدين فأين يكون إذًا؟ ولهذا فإن اختيار الحاكم هو دين من حيث هو أداء للأمانة.
فمن المعروف أن اختيار الحاكم أمانة في عنق الذي يختاره سواء كان من أهل الحل والعقد كما في النظام الإسلامي أو من الشعب كما في النظام الديمقراطي ولا يعذر بالجهل لأنه يكون بمثابة القاضي الذي يحكم بين إثنين كما قال بن تيمية في كتابه الماتع السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية "والقاضي اسم لكل من قضى بين إثنين وحكم بينهما. فأنت عندما تختار بين إثنين لولاية المسلمين فأنت قاضي ولن يخرج مصيرك عن ثلاث كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة فرجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار ورجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة" رواه أهل السنن
فهل أنت ستعلم الحق ثم تقضي بخلافه أم ستقضي على جهل وتغامر بأن يكون حالك ومستقرك هو حال أهل النار ومستقرهم ؟ هل تتحمل شرب الصديد وماء الحميم وأكل الزقوم وهل تتحمل حرها وصراخها والخلود في ذلك والعياذ بالله؟ أم أنك ستعلم الحق وتقضي به فيكون لك الجنة التي يكفي فيها قوله تعإلى "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّايَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ".
والآن سيقول البعض إننانقول أن من سينتخب فلان سيدخل الجنة ومن سينتخب فلان سيدخل النار وهذا غير صحيح فأنت تقول أن الكافر في النار والمؤمن في الجنة إن خُتم لهما بذلك وهكذا نحن نقول أن من أدى أمانة الاختيار كما في الحديث كقاضي فهو في الجنة ولا نقول أن من سينتخب فلان هو في الجنة والفرق كبير لأن مدار الحكم هنا هو الفعل وليس الشخص. ومعنى ذلك أننا نقول لتدخل الجنة أدي الامانة لأنك بعدم أدائها تغامراً بدخول النار ولا نقول أن بأيدينا الجنة أوالنار والعياذ بالله..فقد علمنا ربنا سبحانه أن لا نزكي أحد قال تعالى " ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ ولا نحكم لأحد بالنار ولكن نذكر ونحذر الناس مما حذرنا منه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم .
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي
فلنكن أكثر صراحة ووضوح رغم أنني لا أحبذ دائما أن اتكلم عن أشخاص بأسمائهم ولكنني سوف استثني هذه المرة لأن الأمر يستحق وهو شأن عام لأمة الإسلام وكما نحن دائما سنكتب بدون تجريح أو إساءة.
في إنتخابات الإعادة الرئاسية سوف تكون الأمانة في عنقك أنت شخصياً أمام الله هي أن تختار من هو الأمثل (الأصلح) للولاية العامة الدكتور/ محمد مرسي أم الفريق أحمد شفيق.
وليست الأمانة إن كنت ستختار الإخوان أم لا.. ولا هل هم يصلحون أم لا.. ولا الامانة أن تجتر أخطائهم ولا أن تساومهم على مستقبل هذه البلد كأنها بلادهم هم وحدهم وكأنك تقول لهم إن لم تعطوني ما أريد فسوف أبيع هذه البلد لمن نهبوها!
أو كأنك تقول لنفسك هذه فرصتي مع هؤلاء كي أصفي حساباتي معهم لأني لا أحبهم أو اختلف معهم وفي الحقيقة أنت ترتكب في حق نفسك خطأ لا يحمد عقباه فأنت لا تؤدي الأمانة التي سوف تسأل عنها فردا ذليلا لا يقف ساعتها بجانبك لا إخوان ولا غيرهم. تقف وحيداً تسأل عما كنت تعتبره مجرد حرية شخصية أو مجرد رأي وهو في الحقيقة أمانة كبرى تستحق التأمل والتفكير.
ولكن كيف تختار الأمثل منهما؟
إن كنت لا تعرف فتعلم من هذه الفتاة الحكيمة التي قالت لأباها عن نبي الله موسى ونُقل لنا قولها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَمَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) وأصبحت هذه صفات أساسية فيمن يتولى الولاية فهو يجب أن يكون قوي والقوة تشمل كل انواع القوة كالعلم والقدرة الصحية وغيرها وأيضاً الأمانة وتشمل كل أنواع الأمانات التي يجب أن تؤدى ومنها بل وأهمها تطبيق شرع رب العالمين العالم بالأصلح لعباده في دنياهم وآخرتهم.
أ- القوة :
1- قوة الشخصية: بالطبع القوة لا تعنى الشدة في غير موضعها ولا عدم القدرة على التحكم في النفس وقد رأينا جميعا كيف أن الفريق شفيق يفقد أعصابه ويهين من يحاوره بدون داعي بل يهدد ويتوعد على عكس الدكتور محمد مرسي الذي وجدناه سريع البديهة يتحكم في أعصابه حازم في كلماته واضح في معانيه بل حتى في لغة جسده غير متوتر على عكس الفريق شفيق.
2- قوة أتباعه: في الحقيقة فإن الرئيس القادم أياً كان سوف يعاني كثيراً في تنفيذ سياساته إن لم يكن له قاعده متفانية تساعده في تنفيذ هذه السياسات وهذه الصعوبة هي نتيجة تفرق الفرق وتحزب الأحزاب بعد الثورة وعدم الإنضباط أو إحترام سيادة القانون مما سيجعل هناك فرق كثيرة من مصلحتها إعاقة تنفيذ السياسات التي سوف يحاول تنفيذها الرئيس أياً كان ولذلك فالرئيس الذي تدعمه مؤسسة منظمة سوف يستطيع إخراج هذا الوطن من هذه الفترة الإنتقالية والتي سيكون مدتها أربع سنوات على الأقل إن لم تمتد في فترة رئاسة غيره.ولذلك فالدكتور محمد مرسي أقدر من الفريق شفيق ولنتذكر أنه عندما تتولى منصب فسوف تفكر دائما في من تثق في كفاءتهم لتوليهم أماكن المسئولية فمن أين سيأتي الفريق أحمد شفيق بمن يوليهم مناصب إلا من نفس المعين الذي ظل فيه لفترة طويلة ينهل منه وله؟
والعليم بالأمور يعلم جيدا أن من يحب الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سوف يكسبون رضا الرحمن إن فعلوا لدينهم وأمتهم ما يرضي رب العالمين.
ومن يكره الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سيخسرون كثيراً من شعبيتهم ومصداقيتهم في الشارع مهما فعلوا لصالح هذه البلد بطبيعة المرحلة التي لن يرضى فيها أحد عن أحد أو محكوم عن حاكمه.
ب- الأمانة :
الأمانة كما يقول بن تيمية رحمه الله ترجع إلى خشية الله وألا يشتري بآياته ثمناً قليلا وترك خشية الناس.
فمن تحسبه على خير من ناحية خشية الله ؟
- هل هو رجلاً يقول سأؤدي أمانة تطبيق شرع الله وإن كان كاذباً ( وهو ليس بكاذب بل نحسبه على خير والله حسيبه)أم رجل لا يهتم كثيراً بالأمر برمته ولا يعتبره أمانة؟
- هل هو رجل عزل بمليونية أم هو رجل ائتمنه الغرب على تعليم أبنائهم بل وحتى مشروعات هامة لديهم؟
- هل هو رجل ائتمنه خائن أم رجل ائتمنته أُمة ورجال متوضئون؟
- هل هو رجل يحاسب الآن على فساد وإهدار مال عام أم رجل طاهر اليد باع أبيه ماشيته حتى يساعده أن يسافر لتحصيل العلم كي يعود به ليخدم وطنه؟
مرة أخرى عزيزى الناخب أو قل عزيزي القاضي
- هل ستؤدي أمانتك؟
- أم ستشغل نفسك بكره وحب الإخوان وهل سيتأثرون بالسلطة أم لا ؟
- وهل ستزور الانتخابات لصالح الفريق شفيق بطريقة أو بأخرى أم لا ؟
- وهل ستظل تضرب الظنون في الظنون لعلها تنتج يقيناً؟
أم ستحسم أمرك قائلاً إن كان الإختيار بين أحد رموز النظام السابق الذي فعل ما فعل بهذه البلد وبين أي أحد فأي أحد هو أمثل منه بدون مساومات ولا مماحكات ولا إجترارات؟
وبعد أن نؤدي دورنا في إنقاذ هذه البلد ساعتها سيحين الوقت لننتقد من نرى أنه مخطئ وما نرى أنه خطأ بكل حرية ولوجه الله ولن نتملق أحد إن شاء الله حتى لو كان من التيار الإسلامي نفسه.
وتأمل معي ما يقوله شيخ الإسلام معلماً ايانا كيف يختار من ولي الامر ولياً مبوباً الباب بعنوان اختيار الأمثل فالأمثل "إذا عرف هذا فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود وقد لا يكون في وجوده من هو صالح لتلك الولاية فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب وإذا فعل ذلك بعد الإجتهاد التام وأخذه للولاية بحقها فقد أدى الأمانة وقام بالواجب في هذا وصار في هذا الموضع من أئمة العدل والمقسطين عند الله وإن اختل بعض الامور بسبب من غيره وإذا لم يكن إلا ذلك فإن الله يقول " فاتقوا الله ما استطعتم " ويقول " لا يكلف الله نفسا الا وسعها" إنتهى.
وهكذا كل من ولي أمر تولية ولي فهو مسئول عن ذلك فالناخب قد تولى امانة تولية ولي الأمر فإن تقيد بأن يختار الأمثل أي الافضل قدر الإمكان فقد أدى أمانته وأما إن اختار بالهوى فقد ضيع أمانته.
ولمن لم يدرك بعد حجم مسئولية الإنتخاب فليسمع ما يقوله المصطفى صلى الله عليه وسلم"من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله" وفي روايه "من قلد رجلاً عملاً على عصابه وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين" رواه الحاكم في صحيحه.
فإن كانت خيانة الوطن تسمى خيانه عظمى ويحكم فيها بالاعدام فما هي عقوبة من خان الله ورسوله والمؤمنين؟ وهل تقبل أن تخون الله وتخون حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ويأتي المؤمنون جميعا يوم القيامة ليقتصوا لخيانتك أياهم جميعاً؟
أما من ينتظر فقط مصلحة شخصية أو مبلغ من المال فعليه أن يتأمل ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من إبن السبيل ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف"
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي الآن علمت فالزم
الثقة والبشرى والعمل
رغم كل ما ذكرناه سابقاً عن محاولة تشويه الإسلاميين بل كل ما هو إسلامي فنحن على ثقة أن من نصر ناصريه - ممن تبنوا الإسلام طريقة للحياة على اختلاف مناهجهم- وهم مضطهدون مقهورون قادر أن ينصرهم بعد أن قهر مضطهديهم وقاهريهم فهو القاهر القادر الحكيم العليم بكونه وعباده ولكن سبحانه يدفع الناس بالناس ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيا عن بينه.
وهذه الثقة تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كتبنا خلال محنة غزة مقالة بعنوان "البشريات تولد من مخاض المحن (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=1139)" وهي مقالة توضح منهجنا النبوي الذي لا يثبط الهمم ولا يعلم الكسل بل يدفع إلى العمل والأخذ بالأسباب بغض النظر عن النتيجة التي هي بيد رب الأسباب . فرب العزة سبحانه لم يطلب منا النتيجة بل طلب منا العمل وتكفل سبحانه بالنتيجة التي قد نرضى عنها فيكون لنا الرضى أو نسخط عليها فيكون لنا السخط فبحكمته يقضي ويؤقت والحكمة الإنسانية كما يخبرنا الإمام بن القيم هي "قول ما ينبغي أو فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي"فما بالنا بالحكمة الإلهية التي لا يحدها حدود ولا يعوقها قيود ولله المثل الاعلى.
وثقة في الله وحسن ظن فيه سبحانه نبشر أن من أهلك فرعون وجنوده سوف يهلك هامان وجنوده إنهم كانوا خاطئين “إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”.
لقد سُئلت قبل الإنتخابات ماذا تتوقع فقلت اتوقع إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق فضحك سائلي قائلا لم تجد إلا شفيق فقلت له هذا ما اتوقع ولو سُئلت الآن سأقول أبشروا خيراً فالله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون والمرجفون " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
وسيفوز الدكتور محمد مرسي إن شاء الله وسيفوز معه كل من أحب الإسلام وأهله.
وحتى لا يعتقد البعض أن هذه نظرة ايمانية أو مجرد ظنون فقط وليست نظرة عقلانية أو منطقية دعونا نستعرض الكتل التصويتية واحتمالات انتقالها من مرشح لآخر:
http://www.sheekh-3arb.net/vb/images/statusicon/wol_error.gif
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 859x492.
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/1.jpg
كما نرى في الشكل أن الصوت المقتنع بالإسلام كمنهج حياة والذي نسميه الصوت الإسلامي مجازاً وهو عبارة عن كتلتين. الكتلة الأولى قد يكونوا ثوريين ولكنهم محافظين أما الثانية فهي تمثل الصوت الإسلامي الثورى وهم أُناس مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولكنهم متحررين ويغلب عليهم الطابع الثورى وهاتان الكتلتان صوتتا بصورة رئيسية للدكتور محمد مرسي والدكتور أبو الفتوح وتبادل جزء من كلاً منهما ( فى الشكل باللون الأحمر) لنفس المرشحين.
أما ما نسميه الصوت الثوري فهم أناس ثوريون لا يريدون إعادة انتاج النظام القديم ولكنهم ايضاً ليسوا مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولا يثقون فيمن يقدم المشروع الإسلامي كأشخاص ويفضلون أن يكون الدين بعيداً عن أسلوب الحياة التي يتمنوا أن تكون حياة حديثة بدون قيود إلا من الأعراف وما يُتفق عليه أنه خلق طيب وهؤلاء صوتوا للأستاذ حمدين الصباحي ليس فقط كمرشح ثوري يذكر بالرئيس الراحل عبد الناصر وجرأته واهتمامه بالفقراء بل أيضاً كحل بديل للإسلاميين والنظام السابق.
أما الصوت المتخوف أو المُخَوف (وينضم تحت لوائه معظم نصارى مصر وكثيراً من رجال الأعمال) والصوت المضلل سواء بالإعلام أو بغيره (وينضم تحت لوائه الكثير من البسطاء) والصوت المتسلق الذي تعود أن يمشي في ظل الحكومة وأن يكون في حمى الحاكم (ويضم كثيراً ممن ارتبطت مصالحهم بالنظام السابق سواء من رجال الأعمال أو الموظفين) .
كل هؤلاء صوتوا جميعاً للفريق شفيق لعله يكون حلاً للتخلص من خوفهم من فصيل ديني يعتقدون أنه متشدد وأنه سوف يعكر صفو حياتهم ويعقدها أو من فصيل ثوري يعتقد البعض أنه سوف يقضي على آمالهم في اكمال رحلة كنز السلطة والثروة وهؤلاء هم من كانوا يستفيدون من النظام القديم ويأملون في إعادة انتاجه ولو بصورة أقل وطأة على الشعب أو بالأحرى صورة أكثر قبولاً.
وأما الكتلة المزاجية التي أعطت صوتها للمرشحين الآخرين مجتمعين فتنقسم بصورة رئيسية إلى جزأين.
الجزء الأول أكثر من اثنين مليون صوت للسيد عمرو موسي وهي ليست كتلة مزاجية بالكلية بل موجهة بطريقة خاطئة أو قل على أمل أُكتشف لاحقاً وسريعاً أنه لن يفيد أما الجزء الثاني حوالى نصف مليون والذي أعطى صوته للمرشحين مجتمعين وهي كتلة مزاجية بالكلية.
بالطبع يجب ملاحظة أن هذه الكتل الأساسية وهي متداخلة بدرجة أو أخرى ولكننا فقط نحاول توضيح الكتل الأساسية والتي تؤثر في النتيجة بصورة عامة بدون تفصيل مربك.
أما الشكل التالي فيوضح احتمالات تحرك هذه الكتل في مرحلة الإعادة ولكل واحد أن يضع الاحتمالات التي يتوقعها وأعتقد أن النتيجة النهائية ستكون واحدة:
http://www.sheekh-3arb.net/vb/images/statusicon/wol_error.gif
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 859x492.
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/2.jpg
كما نرى في الشكل الصوت الإسلامي (المحافظ) بكاملة سيتوجه للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطى سابقا للدكتور أبو الفتوح ( الجزء باللون الأحمر)
أما الصوت الإسلامي الثوري فسيقاطع منه جزء نقدره بحوالى 25% ( باللون الأسود) أما الباقي منه سيعطي للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطاه سابقاً ( الجزء باللون الأحمر).
وسيقاطع ما يعادل 45% من الصوت الثوري ( باللون الأسود) والباقي سيعطي للكتور مرسي بما فيه ايضاً الجزء الذي أعطاه سابقاً( الجزء باللون الأحمر).
أما الصوت المزاجي فسيتحول معظم الذين اعطوا صوتهم للأستاذ عمرو موسي وهم ما يزيد عن اثنين مليون صوت للفريق شفيق وجزء منهم سيقاطع وهذه الكتلة سوف تضاف للأصوات المتخوفة والمُضًللة والمتسلقة التي حصل عليه سابقاً ( ما يزيد عن خمسة مليون صوت) وما يزيد عن نصف مليون صوت باقي الكتلة المزاجية سوف يصوت للدكتور مرسي وجزء من الكتلة المزاجية بصورة عامة سيقاطع نقدرة ب 15 %.
وكما نرى في الشكل الكتل التي ستقاطع سوف تخصم من نصيب المرشح الإسلامي بصورة رئيسية وليس من نصيب الفريق شفيق ولذلك فمن يفعل ذلك فما أدى أمانته بل هو في الحقيقة أعطى صوته للفريق شفيق والنظام السابق ولم يختار الأمثل بل اختار خياراً سلبياً عكسياً.
بالطبع كل هذه تقديرات ليست بالغة الدقة ولكنها صورة مختصرة نرجو أن لا تكون مخلة لما نتوقع أن يكون وكما نرى فالنتيجة في كل الأحوال واضحة ولذلك فإن خلط الأوراق هي المحاولة الوحيدة الممكنة لتجنب هذه النتيجة ونستطيع أن نقول أن خلط الأوراق يكون بتفريق الفرقاء وإن أمكن الندماء وإلهاء كل فرقة بما تهوى فهذا نشغله بقضية التزوير وذاك نشغله في إظهار الرفض للإنتخابات بالكلية في صورة صاخبة ويا حبذا عنيفة والآخر نشجعه على المساومة التي يعتبرها فرصه لن تعوض فيضيع الوقت ولا يستطيع أحد حشد هؤلاء الساخطين على الأقل حتى تنتهي الإعادة ويحدث المراد وساعتها لكل حادث حديث فكثيراً هم من يُتَوقع منهم قبول الذهب الرنان أو الكراسي المذهبة وبعضهم يُتَوقع منه أن يقبل حتى فتات الكلاب.
فيا ليت الجميع يعلم أن الوقت وقت توافق وليس إختلاف. وقت إنقاذ وليس وقت مساومات. وقت حسم وليس وقت تذبذب وإرجاف.
اطمئنوا فحاكم هذا البلد مكتوب في اللوح المحفوظ ولكن الله سبحانه وتعالى يدفع الناس بالناس لكي يؤدي كل منا دوره فيكون عمله حجة له أو عليه فلا تشغل بالك بمن سيتولى مقاليد الحكم ولكن اشغل بالك بهل ستؤدي أمانتك لتكون ممن أدى دوره فكان حجة له أم ستضيع أمانتك فيكون ذلك حجة عليك؟
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله لنا لا علينا اللهم آمين.
شيخ عرب
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/post.png
منذ أن كتبت مقالتي "اللهم فرعون والبحر وليس شمشون والمعبد (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=5303)" و" اقتلوهم فإنهم ابناؤكم (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=5318)"رأينا أن نلوذ بكهف الصمت بعيداً عن فضاء فتنة الكلام التي لا يحُد فيها حد ولا أحد وإن كان فضاء العمل لا يحده إلا التوفيق والسداد من الله الذي نسأله عز وجل أن يجعله نصيباً للعاملين في سبيل نشردعوة دينه الذي ارتضاه للعباد دينا شاء من شاء وأبى من أبى.
ولأن في حياة الشعوب لحظات فارقة تكون فيها كلمة الحق هي أقل ما يُفعل معذرة إلى ربنا ولعلهم يتقون. فقد رأينا أن نكتب هذه الكلمات.
لسنا إخوان ولكننا إخوان! لسنا إخوان ولكننا مسلمون!
هذه هي الحقيقة التي قد تبدو متناقضة ولكنها حقيقة. فنحن إخوان في الدين وفي الوطن ولكننا غير منتمون لجماعة الإخوان المسلمون. نحن لسنا منهم تنظيميا ولكننا مسلمون اختياراً وقناعة وتصديقا.
التيار الإسلامي والإعلام
الإخوان موجودون على الساحة منذ ما يزيد عن نصف قرن مليئة بالأحداث والمعاناة والقصص التي لا تنتهي بل والمليئة بالتعلم من خلال الممارسة التي من الطبيعي أن يكون فيها الخطأ وارد كما هو الصواب.
ولكن قلما كانوا هم والتيار الإسلامي بصورة عامة على إختلاف أطيافه تحت الأضواء في فضاء إعلامي مفتوح بلا ضابط ولا ميثاق ملزم .قلما كانوا تحت أضواء إعلام خاضع لهوى صاحبه الذي يدفع ليقول ما يريد ولا يملي عليه أحد أو شىء ما يقول. حتى لو كان من سيملي عليه هو بقية من ضمير أو دين أو حياء.
هذا الإعلام الذي يصل للبسطاء قبل غيرهم بأضوائه المبهرة التي كما تبهر العين تبهر العقل وتجعله في كثير من الأحيان مؤهل للتلقي أكثر منه إلى التحليل وتصعب على الإنسان أن يفرق بين ما هو صحيح وما هو غير ذلك.
هذا الإعلام الذي في حقيقة أمره ليس حياديا كما يعتقد البعض ولكنه موجه بدرجة أو أخرى وكلما قل هذا التوجيه كلما وصف بالحيادي. فمن المعروف إذاً أن الإعلام يصنع الرأي العام ولا يعبر بالضرورة عنه إلا في حالات نستطيع أن نطلق عليها إلا من رحم ربك.
ومنذ أن صعد نجم التيار الإسلامي بصورة عامة وفوجئ من فوجئ بأن وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يتحقق بأن لا يترك هذا الدين بيت مدراً ولا وبراً إلا دخله ليس فقط بعز عزيز بل أيضاً بذل ذليل .عزاً يعز الله به الإسلام وأهله ويكرم الكريم به حتى محبيهم وجلسائهم كرماً منه سبحانه وذل يذل الله به أهل الكفر ومن ولاهم .
منذ أن حدث ذلك لاحظنا أنه قد جن جنون هذا الإعلام وشمرت زمرة من نجومه عن سواعدهم بل عن سيقانهم والهدف هو هؤلاء الذين نمو في ظلام اصطنع عمداً كي لا يعلم أحد بما كان يصُنع بهم من تنكيل وإهدار للكرامة وفي أقصى الظروف كان الإحتواء هو الوسيلة لتحجيمهم. هذا التحجيم والظلام جعله الله عليهم ظلة جعلت غيرهم يطمئن أنهم غير موجودين أو على الأقل غير مؤثرين أدرك هؤلاء المشمرون أن مواجهة هؤلاء بصورة مباشرة لم يعد يجدي نفعاً فقد زادهم قوة وعددا فقرروا (أو قُرر لهم) مواجهتهم بالتشويه على طريقة الطفل البلطجي الذي عندما يعجز عن مواجهة الرجل فإنه يقذفه بحمض الكبريتيك ( ماء النار) فيشوه وجهه أو يقذفه بالحجارة ويجري فإن طارده الرجل فقد هيبته وإن تركه أهدرت كرامته.
ونستطيع أن نقول أن الطفل قد أنجز جزء لا بأس به من ذلك في نفوس البسطاء فأنت تستطيع أن تسمع الآن بائعة الخضار تقول جملة "الشيوخ هيخربوها" وتسمع عامل نظافة يعلن أنه يكره الاخوان المسلمون أو الشيوخ وعندما تسأله لماذا؟ يجيب لانهم لم يفعلوا شىء في مجلس الشعب. وآخر يختار شخصية اخوانية في قريته متسائلاً من أين له ذلك؟ ونحن نعرف أهله إذًا "فالأخوان حرامية" وأحيانا يعلن أن "كل الشيوخ حرامية" على حد تعبيره وهكذا يجد المرجفون ومن يريدون أن يشوهوا كل من وما هو إسلامي سبباً لما يسمونه نقداً (وأحيانا سياسة) وفي الحقيقة هو لا يتعدى أن يكون سوء أدب وقذف يعاقب عليه ليس فقط القانون بل الدين الذي يعاقب على ذلك بحد القذف إن لم يأتي بالشهداء ولعل هذا الإسقاط (الذي شجعه التشويه الإعلامي) ظناً منهم أن ذلك يعفيهم أمام الله من عدم محاولة الإلتزام بدين الله بحجة أن من يدعون الإلتزام هم ليسوا على خلق مسقطين الخاص على العام ومهولين من الهنات وخالطين بين الحق بالباطل والصالح بالطالح. وكان أولى بهم أن يحاولوا الإلتزام ضاربين للناس مثل أعلى في كيف يكون الملتزم على خلق.
وسيظل هذا الإعلام ممثلا في زمرته المشمرة عن كل ما يمكن أن يشمر عنه مستمرين في حملة طويلة الأمد لتشويه كل ما هو إسلامي بعد أن غرقت سفنهم القديمة على أمل أن تأتي الديمقراطية بما تشتهي أنفسهم لأنها أتت لهم بما لا تشتهي حتى سفنهم الجديدة فقرروا أن يطلقوا الدخان على ما أتت به الريح على أمل ألا يرى المذبذبين والمرجفين الذين قد يقرروا الركوب معهم طبيعة هذه السفن أو طبيعة ما أتى.
وما أتى إن شاء ريح طيب على كل محب للصلاح و الإصلاح ورياح عاصفة سوف تعصف بكل ما ومن هو فاسد وسوف تقد مضجع كل من كان جزء من سفينة الفساد التي غرقت إلى غير رجعة إن شاء الله.
المسلمون ومسئولية اختيار الحاكم
لسنا إخوان ولكننا مسلمون ولأننا مسلمون فنحن ملزمون وملتزمون بما الزمنا به الإسلام وليس ما الزمنا به الإخوان فلننسى الأن أمر الإخوان كجماعة وأمر الحرية والعدالة كحزب ولنرى ما يلزمنا به ديننا لأننا عندما سنقف أمام الله فردا لن يسألنا هل كان الإخوان ملائكة أم شياطين بل سيسألنا لماذا إخترت فلان رئيساً وهل كان هو الأمثل أم لا؟
ولا يخدعك شياطين الإنس والجن بإلهائك عن الإختيار (الذي هو واقع) بالتنظير لما هو مفروض وما قد يكون قد كان وما يمكن أن يكون والذي لن يغير إلا نتيجة الإختيار إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة الإنشغال بما لا ينفع في توقيت غير صحيح وهذا سيكون جل منال من يتمنى أن لا تكتمل الإنتخابات بصورة أو بأخرى بل يسعى لذلك ويعلم أنه لو أكملت الإنتخابات ومهما حدث من محاولات تزوير أو غيره فلن يجدي ذلك نفعاً في حالة حسم كل مسلم أنار الله بصيرته ورأى الحق حقاً بدون تشويش ورأى الباطل باطلاً بدون تلبيس لأمره ومعرفة واجبه وآداء أمانته.
ولن نستفيض في صفات الحاكم ولا القواعد التي نختار على أساسها لأن ذلك الامر تفصيلاً موضعه الكتب الماتعة وألسنة الشيوخ الربانيين ولأن هذه مجرد تذكرة فسوف نثير عدة نقاط نتوقف فقط عندها لنعلم أمام أي مسئولية نحن وهل هي مجرد لعبة سياسية أو إرادة شخصية تخضع للهوى أو الراحة أو مجرد اعتقاد؟ وهل هذا الاختيارسيخدم هدف شخصي أو سيرفع مستوى الدخل وما إلى ذلك ؟ أم نحن أمام قرار مصيري ليس فقط للأمة بل لشخصي أنا كناخب ولمستقبلي أنا كشخص. ليس المستقبل القريب فقط بل للمستقبل البعيد بعد أن يُفتح باب الموت الذي هو مجرد معبر لحياة طويلة.. وطويلة جدا لا تنتهي فهل مثل هذا المستقبل لا يستحق التأمين؟ ولكن كيف يكون اختيار الحاكم بمثابة تأمين لمستقبل ما بعد الموت؟ أليست هذه الولاية خاصة بالحياة الدنيوية فقط؟
كثيراً ما نسمع جملة مثل " لماذا تدخلون الدين في السياسة ؟ " أو "لماذا تستخدمون الدين في كل موضع ؟ " ولعل من يقول ذلك وإن كان محق في مواقف يستغل فيها البعض الدين كعباءة يغطي بها على مآربه وأخطاءهلكنهم غير محقين في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بأداء أمانة أو خلق أو عبادة فإن لم يكن هذا مجال الدين فأين يكون إذًا؟ ولهذا فإن اختيار الحاكم هو دين من حيث هو أداء للأمانة.
فمن المعروف أن اختيار الحاكم أمانة في عنق الذي يختاره سواء كان من أهل الحل والعقد كما في النظام الإسلامي أو من الشعب كما في النظام الديمقراطي ولا يعذر بالجهل لأنه يكون بمثابة القاضي الذي يحكم بين إثنين كما قال بن تيمية في كتابه الماتع السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية "والقاضي اسم لكل من قضى بين إثنين وحكم بينهما. فأنت عندما تختار بين إثنين لولاية المسلمين فأنت قاضي ولن يخرج مصيرك عن ثلاث كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة فرجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار ورجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة" رواه أهل السنن
فهل أنت ستعلم الحق ثم تقضي بخلافه أم ستقضي على جهل وتغامر بأن يكون حالك ومستقرك هو حال أهل النار ومستقرهم ؟ هل تتحمل شرب الصديد وماء الحميم وأكل الزقوم وهل تتحمل حرها وصراخها والخلود في ذلك والعياذ بالله؟ أم أنك ستعلم الحق وتقضي به فيكون لك الجنة التي يكفي فيها قوله تعإلى "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّايَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ".
والآن سيقول البعض إننانقول أن من سينتخب فلان سيدخل الجنة ومن سينتخب فلان سيدخل النار وهذا غير صحيح فأنت تقول أن الكافر في النار والمؤمن في الجنة إن خُتم لهما بذلك وهكذا نحن نقول أن من أدى أمانة الاختيار كما في الحديث كقاضي فهو في الجنة ولا نقول أن من سينتخب فلان هو في الجنة والفرق كبير لأن مدار الحكم هنا هو الفعل وليس الشخص. ومعنى ذلك أننا نقول لتدخل الجنة أدي الامانة لأنك بعدم أدائها تغامراً بدخول النار ولا نقول أن بأيدينا الجنة أوالنار والعياذ بالله..فقد علمنا ربنا سبحانه أن لا نزكي أحد قال تعالى " ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ ولا نحكم لأحد بالنار ولكن نذكر ونحذر الناس مما حذرنا منه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم .
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي
فلنكن أكثر صراحة ووضوح رغم أنني لا أحبذ دائما أن اتكلم عن أشخاص بأسمائهم ولكنني سوف استثني هذه المرة لأن الأمر يستحق وهو شأن عام لأمة الإسلام وكما نحن دائما سنكتب بدون تجريح أو إساءة.
في إنتخابات الإعادة الرئاسية سوف تكون الأمانة في عنقك أنت شخصياً أمام الله هي أن تختار من هو الأمثل (الأصلح) للولاية العامة الدكتور/ محمد مرسي أم الفريق أحمد شفيق.
وليست الأمانة إن كنت ستختار الإخوان أم لا.. ولا هل هم يصلحون أم لا.. ولا الامانة أن تجتر أخطائهم ولا أن تساومهم على مستقبل هذه البلد كأنها بلادهم هم وحدهم وكأنك تقول لهم إن لم تعطوني ما أريد فسوف أبيع هذه البلد لمن نهبوها!
أو كأنك تقول لنفسك هذه فرصتي مع هؤلاء كي أصفي حساباتي معهم لأني لا أحبهم أو اختلف معهم وفي الحقيقة أنت ترتكب في حق نفسك خطأ لا يحمد عقباه فأنت لا تؤدي الأمانة التي سوف تسأل عنها فردا ذليلا لا يقف ساعتها بجانبك لا إخوان ولا غيرهم. تقف وحيداً تسأل عما كنت تعتبره مجرد حرية شخصية أو مجرد رأي وهو في الحقيقة أمانة كبرى تستحق التأمل والتفكير.
ولكن كيف تختار الأمثل منهما؟
إن كنت لا تعرف فتعلم من هذه الفتاة الحكيمة التي قالت لأباها عن نبي الله موسى ونُقل لنا قولها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَمَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) وأصبحت هذه صفات أساسية فيمن يتولى الولاية فهو يجب أن يكون قوي والقوة تشمل كل انواع القوة كالعلم والقدرة الصحية وغيرها وأيضاً الأمانة وتشمل كل أنواع الأمانات التي يجب أن تؤدى ومنها بل وأهمها تطبيق شرع رب العالمين العالم بالأصلح لعباده في دنياهم وآخرتهم.
أ- القوة :
1- قوة الشخصية: بالطبع القوة لا تعنى الشدة في غير موضعها ولا عدم القدرة على التحكم في النفس وقد رأينا جميعا كيف أن الفريق شفيق يفقد أعصابه ويهين من يحاوره بدون داعي بل يهدد ويتوعد على عكس الدكتور محمد مرسي الذي وجدناه سريع البديهة يتحكم في أعصابه حازم في كلماته واضح في معانيه بل حتى في لغة جسده غير متوتر على عكس الفريق شفيق.
2- قوة أتباعه: في الحقيقة فإن الرئيس القادم أياً كان سوف يعاني كثيراً في تنفيذ سياساته إن لم يكن له قاعده متفانية تساعده في تنفيذ هذه السياسات وهذه الصعوبة هي نتيجة تفرق الفرق وتحزب الأحزاب بعد الثورة وعدم الإنضباط أو إحترام سيادة القانون مما سيجعل هناك فرق كثيرة من مصلحتها إعاقة تنفيذ السياسات التي سوف يحاول تنفيذها الرئيس أياً كان ولذلك فالرئيس الذي تدعمه مؤسسة منظمة سوف يستطيع إخراج هذا الوطن من هذه الفترة الإنتقالية والتي سيكون مدتها أربع سنوات على الأقل إن لم تمتد في فترة رئاسة غيره.ولذلك فالدكتور محمد مرسي أقدر من الفريق شفيق ولنتذكر أنه عندما تتولى منصب فسوف تفكر دائما في من تثق في كفاءتهم لتوليهم أماكن المسئولية فمن أين سيأتي الفريق أحمد شفيق بمن يوليهم مناصب إلا من نفس المعين الذي ظل فيه لفترة طويلة ينهل منه وله؟
والعليم بالأمور يعلم جيدا أن من يحب الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سوف يكسبون رضا الرحمن إن فعلوا لدينهم وأمتهم ما يرضي رب العالمين.
ومن يكره الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سيخسرون كثيراً من شعبيتهم ومصداقيتهم في الشارع مهما فعلوا لصالح هذه البلد بطبيعة المرحلة التي لن يرضى فيها أحد عن أحد أو محكوم عن حاكمه.
ب- الأمانة :
الأمانة كما يقول بن تيمية رحمه الله ترجع إلى خشية الله وألا يشتري بآياته ثمناً قليلا وترك خشية الناس.
فمن تحسبه على خير من ناحية خشية الله ؟
- هل هو رجلاً يقول سأؤدي أمانة تطبيق شرع الله وإن كان كاذباً ( وهو ليس بكاذب بل نحسبه على خير والله حسيبه)أم رجل لا يهتم كثيراً بالأمر برمته ولا يعتبره أمانة؟
- هل هو رجل عزل بمليونية أم هو رجل ائتمنه الغرب على تعليم أبنائهم بل وحتى مشروعات هامة لديهم؟
- هل هو رجل ائتمنه خائن أم رجل ائتمنته أُمة ورجال متوضئون؟
- هل هو رجل يحاسب الآن على فساد وإهدار مال عام أم رجل طاهر اليد باع أبيه ماشيته حتى يساعده أن يسافر لتحصيل العلم كي يعود به ليخدم وطنه؟
مرة أخرى عزيزى الناخب أو قل عزيزي القاضي
- هل ستؤدي أمانتك؟
- أم ستشغل نفسك بكره وحب الإخوان وهل سيتأثرون بالسلطة أم لا ؟
- وهل ستزور الانتخابات لصالح الفريق شفيق بطريقة أو بأخرى أم لا ؟
- وهل ستظل تضرب الظنون في الظنون لعلها تنتج يقيناً؟
أم ستحسم أمرك قائلاً إن كان الإختيار بين أحد رموز النظام السابق الذي فعل ما فعل بهذه البلد وبين أي أحد فأي أحد هو أمثل منه بدون مساومات ولا مماحكات ولا إجترارات؟
وبعد أن نؤدي دورنا في إنقاذ هذه البلد ساعتها سيحين الوقت لننتقد من نرى أنه مخطئ وما نرى أنه خطأ بكل حرية ولوجه الله ولن نتملق أحد إن شاء الله حتى لو كان من التيار الإسلامي نفسه.
وتأمل معي ما يقوله شيخ الإسلام معلماً ايانا كيف يختار من ولي الامر ولياً مبوباً الباب بعنوان اختيار الأمثل فالأمثل "إذا عرف هذا فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود وقد لا يكون في وجوده من هو صالح لتلك الولاية فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب وإذا فعل ذلك بعد الإجتهاد التام وأخذه للولاية بحقها فقد أدى الأمانة وقام بالواجب في هذا وصار في هذا الموضع من أئمة العدل والمقسطين عند الله وإن اختل بعض الامور بسبب من غيره وإذا لم يكن إلا ذلك فإن الله يقول " فاتقوا الله ما استطعتم " ويقول " لا يكلف الله نفسا الا وسعها" إنتهى.
وهكذا كل من ولي أمر تولية ولي فهو مسئول عن ذلك فالناخب قد تولى امانة تولية ولي الأمر فإن تقيد بأن يختار الأمثل أي الافضل قدر الإمكان فقد أدى أمانته وأما إن اختار بالهوى فقد ضيع أمانته.
ولمن لم يدرك بعد حجم مسئولية الإنتخاب فليسمع ما يقوله المصطفى صلى الله عليه وسلم"من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله" وفي روايه "من قلد رجلاً عملاً على عصابه وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين" رواه الحاكم في صحيحه.
فإن كانت خيانة الوطن تسمى خيانه عظمى ويحكم فيها بالاعدام فما هي عقوبة من خان الله ورسوله والمؤمنين؟ وهل تقبل أن تخون الله وتخون حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ويأتي المؤمنون جميعا يوم القيامة ليقتصوا لخيانتك أياهم جميعاً؟
أما من ينتظر فقط مصلحة شخصية أو مبلغ من المال فعليه أن يتأمل ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من إبن السبيل ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف"
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي الآن علمت فالزم
الثقة والبشرى والعمل
رغم كل ما ذكرناه سابقاً عن محاولة تشويه الإسلاميين بل كل ما هو إسلامي فنحن على ثقة أن من نصر ناصريه - ممن تبنوا الإسلام طريقة للحياة على اختلاف مناهجهم- وهم مضطهدون مقهورون قادر أن ينصرهم بعد أن قهر مضطهديهم وقاهريهم فهو القاهر القادر الحكيم العليم بكونه وعباده ولكن سبحانه يدفع الناس بالناس ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيا عن بينه.
وهذه الثقة تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كتبنا خلال محنة غزة مقالة بعنوان "البشريات تولد من مخاض المحن (http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=1139)" وهي مقالة توضح منهجنا النبوي الذي لا يثبط الهمم ولا يعلم الكسل بل يدفع إلى العمل والأخذ بالأسباب بغض النظر عن النتيجة التي هي بيد رب الأسباب . فرب العزة سبحانه لم يطلب منا النتيجة بل طلب منا العمل وتكفل سبحانه بالنتيجة التي قد نرضى عنها فيكون لنا الرضى أو نسخط عليها فيكون لنا السخط فبحكمته يقضي ويؤقت والحكمة الإنسانية كما يخبرنا الإمام بن القيم هي "قول ما ينبغي أو فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي"فما بالنا بالحكمة الإلهية التي لا يحدها حدود ولا يعوقها قيود ولله المثل الاعلى.
وثقة في الله وحسن ظن فيه سبحانه نبشر أن من أهلك فرعون وجنوده سوف يهلك هامان وجنوده إنهم كانوا خاطئين “إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”.
لقد سُئلت قبل الإنتخابات ماذا تتوقع فقلت اتوقع إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق فضحك سائلي قائلا لم تجد إلا شفيق فقلت له هذا ما اتوقع ولو سُئلت الآن سأقول أبشروا خيراً فالله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون والمرجفون " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
وسيفوز الدكتور محمد مرسي إن شاء الله وسيفوز معه كل من أحب الإسلام وأهله.
وحتى لا يعتقد البعض أن هذه نظرة ايمانية أو مجرد ظنون فقط وليست نظرة عقلانية أو منطقية دعونا نستعرض الكتل التصويتية واحتمالات انتقالها من مرشح لآخر:
http://www.sheekh-3arb.net/vb/images/statusicon/wol_error.gif
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 859x492.
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/1.jpg
كما نرى في الشكل أن الصوت المقتنع بالإسلام كمنهج حياة والذي نسميه الصوت الإسلامي مجازاً وهو عبارة عن كتلتين. الكتلة الأولى قد يكونوا ثوريين ولكنهم محافظين أما الثانية فهي تمثل الصوت الإسلامي الثورى وهم أُناس مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولكنهم متحررين ويغلب عليهم الطابع الثورى وهاتان الكتلتان صوتتا بصورة رئيسية للدكتور محمد مرسي والدكتور أبو الفتوح وتبادل جزء من كلاً منهما ( فى الشكل باللون الأحمر) لنفس المرشحين.
أما ما نسميه الصوت الثوري فهم أناس ثوريون لا يريدون إعادة انتاج النظام القديم ولكنهم ايضاً ليسوا مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولا يثقون فيمن يقدم المشروع الإسلامي كأشخاص ويفضلون أن يكون الدين بعيداً عن أسلوب الحياة التي يتمنوا أن تكون حياة حديثة بدون قيود إلا من الأعراف وما يُتفق عليه أنه خلق طيب وهؤلاء صوتوا للأستاذ حمدين الصباحي ليس فقط كمرشح ثوري يذكر بالرئيس الراحل عبد الناصر وجرأته واهتمامه بالفقراء بل أيضاً كحل بديل للإسلاميين والنظام السابق.
أما الصوت المتخوف أو المُخَوف (وينضم تحت لوائه معظم نصارى مصر وكثيراً من رجال الأعمال) والصوت المضلل سواء بالإعلام أو بغيره (وينضم تحت لوائه الكثير من البسطاء) والصوت المتسلق الذي تعود أن يمشي في ظل الحكومة وأن يكون في حمى الحاكم (ويضم كثيراً ممن ارتبطت مصالحهم بالنظام السابق سواء من رجال الأعمال أو الموظفين) .
كل هؤلاء صوتوا جميعاً للفريق شفيق لعله يكون حلاً للتخلص من خوفهم من فصيل ديني يعتقدون أنه متشدد وأنه سوف يعكر صفو حياتهم ويعقدها أو من فصيل ثوري يعتقد البعض أنه سوف يقضي على آمالهم في اكمال رحلة كنز السلطة والثروة وهؤلاء هم من كانوا يستفيدون من النظام القديم ويأملون في إعادة انتاجه ولو بصورة أقل وطأة على الشعب أو بالأحرى صورة أكثر قبولاً.
وأما الكتلة المزاجية التي أعطت صوتها للمرشحين الآخرين مجتمعين فتنقسم بصورة رئيسية إلى جزأين.
الجزء الأول أكثر من اثنين مليون صوت للسيد عمرو موسي وهي ليست كتلة مزاجية بالكلية بل موجهة بطريقة خاطئة أو قل على أمل أُكتشف لاحقاً وسريعاً أنه لن يفيد أما الجزء الثاني حوالى نصف مليون والذي أعطى صوته للمرشحين مجتمعين وهي كتلة مزاجية بالكلية.
بالطبع يجب ملاحظة أن هذه الكتل الأساسية وهي متداخلة بدرجة أو أخرى ولكننا فقط نحاول توضيح الكتل الأساسية والتي تؤثر في النتيجة بصورة عامة بدون تفصيل مربك.
أما الشكل التالي فيوضح احتمالات تحرك هذه الكتل في مرحلة الإعادة ولكل واحد أن يضع الاحتمالات التي يتوقعها وأعتقد أن النتيجة النهائية ستكون واحدة:
http://www.sheekh-3arb.net/vb/images/statusicon/wol_error.gif
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 859x492.
http://sheekh-3arb.info/Library/pdf/article/2.jpg
كما نرى في الشكل الصوت الإسلامي (المحافظ) بكاملة سيتوجه للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطى سابقا للدكتور أبو الفتوح ( الجزء باللون الأحمر)
أما الصوت الإسلامي الثوري فسيقاطع منه جزء نقدره بحوالى 25% ( باللون الأسود) أما الباقي منه سيعطي للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطاه سابقاً ( الجزء باللون الأحمر).
وسيقاطع ما يعادل 45% من الصوت الثوري ( باللون الأسود) والباقي سيعطي للكتور مرسي بما فيه ايضاً الجزء الذي أعطاه سابقاً( الجزء باللون الأحمر).
أما الصوت المزاجي فسيتحول معظم الذين اعطوا صوتهم للأستاذ عمرو موسي وهم ما يزيد عن اثنين مليون صوت للفريق شفيق وجزء منهم سيقاطع وهذه الكتلة سوف تضاف للأصوات المتخوفة والمُضًللة والمتسلقة التي حصل عليه سابقاً ( ما يزيد عن خمسة مليون صوت) وما يزيد عن نصف مليون صوت باقي الكتلة المزاجية سوف يصوت للدكتور مرسي وجزء من الكتلة المزاجية بصورة عامة سيقاطع نقدرة ب 15 %.
وكما نرى في الشكل الكتل التي ستقاطع سوف تخصم من نصيب المرشح الإسلامي بصورة رئيسية وليس من نصيب الفريق شفيق ولذلك فمن يفعل ذلك فما أدى أمانته بل هو في الحقيقة أعطى صوته للفريق شفيق والنظام السابق ولم يختار الأمثل بل اختار خياراً سلبياً عكسياً.
بالطبع كل هذه تقديرات ليست بالغة الدقة ولكنها صورة مختصرة نرجو أن لا تكون مخلة لما نتوقع أن يكون وكما نرى فالنتيجة في كل الأحوال واضحة ولذلك فإن خلط الأوراق هي المحاولة الوحيدة الممكنة لتجنب هذه النتيجة ونستطيع أن نقول أن خلط الأوراق يكون بتفريق الفرقاء وإن أمكن الندماء وإلهاء كل فرقة بما تهوى فهذا نشغله بقضية التزوير وذاك نشغله في إظهار الرفض للإنتخابات بالكلية في صورة صاخبة ويا حبذا عنيفة والآخر نشجعه على المساومة التي يعتبرها فرصه لن تعوض فيضيع الوقت ولا يستطيع أحد حشد هؤلاء الساخطين على الأقل حتى تنتهي الإعادة ويحدث المراد وساعتها لكل حادث حديث فكثيراً هم من يُتَوقع منهم قبول الذهب الرنان أو الكراسي المذهبة وبعضهم يُتَوقع منه أن يقبل حتى فتات الكلاب.
فيا ليت الجميع يعلم أن الوقت وقت توافق وليس إختلاف. وقت إنقاذ وليس وقت مساومات. وقت حسم وليس وقت تذبذب وإرجاف.
اطمئنوا فحاكم هذا البلد مكتوب في اللوح المحفوظ ولكن الله سبحانه وتعالى يدفع الناس بالناس لكي يؤدي كل منا دوره فيكون عمله حجة له أو عليه فلا تشغل بالك بمن سيتولى مقاليد الحكم ولكن اشغل بالك بهل ستؤدي أمانتك لتكون ممن أدى دوره فكان حجة له أم ستضيع أمانتك فيكون ذلك حجة عليك؟
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله لنا لا علينا اللهم آمين.
شيخ عرب