ذو الفقار
2008-09-26, 04:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
** جاء في التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر:
(( حديث : { أن أم أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إذا لا تلج النار بطنك } ولم ينكر عليها:
الحسن بن سفيان في مسنده , والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي , عن الأسود بن قيس , عن نبيح العنزي , عن أم أيمن , قالت : { قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها , فقمت من الليل وأنا عطشانة , فشربت ما فيها وأنا لا أشعر , فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة قلت : قد والله شربت ما فيها , قالت : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه , ثم قال : أما والله إنه لا تبجعن بطنك أبدا } .
ورواه أبو أحمد العسكري بلفظ " لن تشتكي بطنك "
وأبو مالك ضعيف , ونبيح لم يلحق أم أيمن .
وله طريق أخرى رواها عبد الرزاق عن ابن جريج : أخبرت { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان , ثم يوضع تحت سريره , فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء , فقال لامرأة يقال لها بركة , كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته , قال : صحة يا أم يوسف وكانت تكنى أم يوسف , فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه })) انتهى المقصود .
** وحول الرواية الأخيرة (صحة يا أم يوسف) يقول الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ( 3/329 ) :
((ضعيف))
قال في " المواهب اللدنية " ( 4/231 ) بشرح الزرقاني :
" و عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه . رواه عبد الرزاق في " مصنفه " . و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة " .
قلت : إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله : فجاء إلخ . و سنده موصول حسن ، ولذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 19 ) ، و قد أخرجه بتمامه موصولا البيهقي في " سننه " ( 7/67 ) لكن ليس عنده : " صحة .. إلخ " و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/271 ) ، و زاد بدلها : " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد احتظرت من النار بحظار " و قال :" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة و كلاهما ثقة " وهو في " كبير الطبراني " ( 24/205/527 ) .
قلت : فدل هذا على ضعف هذه الزيادة : " صحة " ; لشذوذها و إرسالها )). انتهى.
** وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن كثير في البداية والنهاية والبوصيري في إتحاف السادة المهرة وابن حجر في المطالب العالية :
قال أبو يعلى : ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا سلم بن قتيبة ، عن الحسين بن حريث ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن أم أيمن ، قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة يبول فيها ، فكان إذا أصبح يقول : " يا أم أيمن ، صبي ما في الفخارة " فقمت ليلة وأنا عطشى ، فشربت ما فيها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أم أيمن ، صبي ما في الفخارة " فقلت : يا رسول الله ، قمت وأنا عطشى ، فشربت ما فيها قال : "إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا ".
وهذا إسناد مشكل جداً وقد وقع في المطالب العالية (الحسن بن حرب بدلاً من الحسين بن حريث والصواب ما ذكره الآخرون والله اعلم).
سبب الإشكال في السند وهو "الحسين بن حريث" فإن الاسم محرف وبيانه في كلام الإمام الدارقطني في العلل (15/415) يقول:
(( وسئل عن حديث أم أيمن قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل . . .
فقال : يرويه أبو مالك النخعي - واسمه عبد الملك بن حسين- واختلف عنه فرواه شهاب عن أبي مالك عن الأسود عن نبيح العنزي عن أم أيمن
وخالفه سلم بن قتيبه وقرة بن سليمان ، فروياه عن أبي مالك عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن .
وأبو مالك ضعيف ، والاضطراب فيه من جهته)) انتهى.
وقد رواه ابن السكن كما عزاه له الحافظ ابن حجر في الإصابة ( 8 : 171 ) عن عبد الملك بن حسين ( وقع محرفا في الإصابة : حصين ) عن يعلى ( وقع محرفا في الإصابة : نافع ) بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن . .
فالصواب: في الراوي "عبد الملك بن الحسين" فقد سقط من اسمه "عبد الملك" وعبد الملك هذا هو هو أبو مالك الضعيف في الرواية الأولى.
** وقال السيوطي في الخصائص الكبرى:
((وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي {صلى الله عليه وسلم} قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} لقد احتظرت من النار بحظار)).
هذا الحديث مروي عن طرق كثيرة عن حجاج بن محمد عن ابن جريج (ثقة مدلس يكثر الإرسال) عن حكيمة بنت أميمة وقد وثقها الحافظان ابن حبان والهيثمي (وهما متساهلان) وحكم عليها بالجهالة الحافظان الذهبي حيث عدها من ضمن النساء المجهولات وابن حجر حيث قال: "لا تعرف".
وجهالة حكيمة هذه هو الراجح -والله اعلم- بالنظر إلى عدد من روى عنها وروت عنه -واحد فقط- وهذا لا يرفع عنها الجهالة هذا من ناحية دليل الجهالة أما من ناحية من جهلها كالذهبي وابن حجر فمنهجهم أرجح من منهج من وثقها كابن حبان والهيثمي فالأخيران يوثقان بأدنى شبهة وهذا مدخل غير حميد عند المحققين
أستفدت من موضوعات الأخ الأزهري الأصلي .. للأمانة العلمية
..
هذا ما كان بخصوص الحديث
وإذا إفترضنا صحة الحديث فهناك ما نريد أن نصل إليه
* هل شربت المرأة البول متعمدة أم عن طريق الخطأ ؟ ... من الواضح في الحديث المذكور أن هذه الحادثة كانت عن طريق الخطأ وليس فيها استلال على التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم
* لماذا لم يتبرك الصحابة ببوله :salla: ؟ أما كانوا أولى بهذه البركة إن كانت صحيحة ؟ فما وصل إلينا عن أحد الصحابة أنه فعل ذلك ولم يصلنا عن زوجاته :salla:
حدوث حادثة كمثل المذكورة أعلاه
* لماذا كان الرسول :salla: صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة وكان يتوضأ إن كان بوله طاهر أو كان فيه البركة ؟ أو كان الرسول :salla: أوضح لنا هذا .
* إن كان الأمر قد كان في حياته فعل يمكن لنا الان أن نتبرك ببول الرسول :salla: وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى منذ خمسة عشر قرناً تقريباً
......
** جاء في التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر:
(( حديث : { أن أم أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إذا لا تلج النار بطنك } ولم ينكر عليها:
الحسن بن سفيان في مسنده , والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي , عن الأسود بن قيس , عن نبيح العنزي , عن أم أيمن , قالت : { قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها , فقمت من الليل وأنا عطشانة , فشربت ما فيها وأنا لا أشعر , فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة قلت : قد والله شربت ما فيها , قالت : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه , ثم قال : أما والله إنه لا تبجعن بطنك أبدا } .
ورواه أبو أحمد العسكري بلفظ " لن تشتكي بطنك "
وأبو مالك ضعيف , ونبيح لم يلحق أم أيمن .
وله طريق أخرى رواها عبد الرزاق عن ابن جريج : أخبرت { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان , ثم يوضع تحت سريره , فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء , فقال لامرأة يقال لها بركة , كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته , قال : صحة يا أم يوسف وكانت تكنى أم يوسف , فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه })) انتهى المقصود .
** وحول الرواية الأخيرة (صحة يا أم يوسف) يقول الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ( 3/329 ) :
((ضعيف))
قال في " المواهب اللدنية " ( 4/231 ) بشرح الزرقاني :
" و عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه . رواه عبد الرزاق في " مصنفه " . و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة " .
قلت : إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله : فجاء إلخ . و سنده موصول حسن ، ولذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 19 ) ، و قد أخرجه بتمامه موصولا البيهقي في " سننه " ( 7/67 ) لكن ليس عنده : " صحة .. إلخ " و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/271 ) ، و زاد بدلها : " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد احتظرت من النار بحظار " و قال :" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة و كلاهما ثقة " وهو في " كبير الطبراني " ( 24/205/527 ) .
قلت : فدل هذا على ضعف هذه الزيادة : " صحة " ; لشذوذها و إرسالها )). انتهى.
** وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن كثير في البداية والنهاية والبوصيري في إتحاف السادة المهرة وابن حجر في المطالب العالية :
قال أبو يعلى : ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا سلم بن قتيبة ، عن الحسين بن حريث ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن أم أيمن ، قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة يبول فيها ، فكان إذا أصبح يقول : " يا أم أيمن ، صبي ما في الفخارة " فقمت ليلة وأنا عطشى ، فشربت ما فيها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أم أيمن ، صبي ما في الفخارة " فقلت : يا رسول الله ، قمت وأنا عطشى ، فشربت ما فيها قال : "إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا ".
وهذا إسناد مشكل جداً وقد وقع في المطالب العالية (الحسن بن حرب بدلاً من الحسين بن حريث والصواب ما ذكره الآخرون والله اعلم).
سبب الإشكال في السند وهو "الحسين بن حريث" فإن الاسم محرف وبيانه في كلام الإمام الدارقطني في العلل (15/415) يقول:
(( وسئل عن حديث أم أيمن قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل . . .
فقال : يرويه أبو مالك النخعي - واسمه عبد الملك بن حسين- واختلف عنه فرواه شهاب عن أبي مالك عن الأسود عن نبيح العنزي عن أم أيمن
وخالفه سلم بن قتيبه وقرة بن سليمان ، فروياه عن أبي مالك عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن .
وأبو مالك ضعيف ، والاضطراب فيه من جهته)) انتهى.
وقد رواه ابن السكن كما عزاه له الحافظ ابن حجر في الإصابة ( 8 : 171 ) عن عبد الملك بن حسين ( وقع محرفا في الإصابة : حصين ) عن يعلى ( وقع محرفا في الإصابة : نافع ) بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن . .
فالصواب: في الراوي "عبد الملك بن الحسين" فقد سقط من اسمه "عبد الملك" وعبد الملك هذا هو هو أبو مالك الضعيف في الرواية الأولى.
** وقال السيوطي في الخصائص الكبرى:
((وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي {صلى الله عليه وسلم} قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} لقد احتظرت من النار بحظار)).
هذا الحديث مروي عن طرق كثيرة عن حجاج بن محمد عن ابن جريج (ثقة مدلس يكثر الإرسال) عن حكيمة بنت أميمة وقد وثقها الحافظان ابن حبان والهيثمي (وهما متساهلان) وحكم عليها بالجهالة الحافظان الذهبي حيث عدها من ضمن النساء المجهولات وابن حجر حيث قال: "لا تعرف".
وجهالة حكيمة هذه هو الراجح -والله اعلم- بالنظر إلى عدد من روى عنها وروت عنه -واحد فقط- وهذا لا يرفع عنها الجهالة هذا من ناحية دليل الجهالة أما من ناحية من جهلها كالذهبي وابن حجر فمنهجهم أرجح من منهج من وثقها كابن حبان والهيثمي فالأخيران يوثقان بأدنى شبهة وهذا مدخل غير حميد عند المحققين
أستفدت من موضوعات الأخ الأزهري الأصلي .. للأمانة العلمية
..
هذا ما كان بخصوص الحديث
وإذا إفترضنا صحة الحديث فهناك ما نريد أن نصل إليه
* هل شربت المرأة البول متعمدة أم عن طريق الخطأ ؟ ... من الواضح في الحديث المذكور أن هذه الحادثة كانت عن طريق الخطأ وليس فيها استلال على التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم
* لماذا لم يتبرك الصحابة ببوله :salla: ؟ أما كانوا أولى بهذه البركة إن كانت صحيحة ؟ فما وصل إلينا عن أحد الصحابة أنه فعل ذلك ولم يصلنا عن زوجاته :salla:
حدوث حادثة كمثل المذكورة أعلاه
* لماذا كان الرسول :salla: صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة وكان يتوضأ إن كان بوله طاهر أو كان فيه البركة ؟ أو كان الرسول :salla: أوضح لنا هذا .
* إن كان الأمر قد كان في حياته فعل يمكن لنا الان أن نتبرك ببول الرسول :salla: وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى منذ خمسة عشر قرناً تقريباً
......