الرافعي
2008-09-28, 09:06 PM
http://www.alamuae.com/up/uplong/fff61926a5383371011852861.gif (http://www.alamuae.com/up/uplong/fff61926a5383371011852861.gif)
شاعت على ألسنة الناس بعض الأحاديث الضعيفة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و من أشهر هذه الأحاديث : حديث (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) ...
و حتى نتجنب سفاهة السفهاء الجهال ، فقد رأيت أن نبتدئ نحن من عندنا و من منتدياتنا
الإسلامية ببيان ضعف هذا الحديث ، لئلا يتبجح علينا أحد الجهال الحاقدين على الله و
رسوله صلى الله عليه و سلم ، و يقول إننا نستشهد بأحاديث ضعيفة لنثبت رحمة رسول
الله بعباد الله .. و لأنه جاهل لا يعلم أن رسالة رسول الله في حد ذاتها رحمة ، أردت أن
أقطع عليه الطريق ، و أعلمه أننا نعلم مسبقا بضعف الحديث ...
*************
أقول :
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد و
على آله و صحبه أجمعين ، و من اهتدى بهديه و استن بسنته إلى يوم الدين ، و الخزي
و العار على الكفرة الحاقدين الملاعين ............... و بعد ،
فإن هذا الحديث قد اشتهر جدا على ألسنة العام و هو حديث ضعيف ، و قد ضعفه الشيخ
الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ، و قال عنه أيضا : لم أقف له على إسناد
صحيح وروي بسند معضل و قال : ليس له إسناد ثابت، وهو عند ابن هشام معضل
و قال الحافظ ابن حجر في الفتح 8/18 :
وعند بن إسحاق بإسناد حسن عن صفية بنت شيبة قالت لما نزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به فلما قضى طوافه دعا عثمان
بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها ثم وقف على باب الكعبة فخطب قال
بن إسحاق وحدثني بعض أهل العلم أنه صلى الله عليه
وسلم قام على باب الكعبة فذكر الحديث وفيه ثم قال يا معشر قريش ما ترون أني فاعل
فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء ثم جلس فقام علي فقال
أجمع لنا الحجابة والسقاية فذكره ..
و بهذا يتبين ضعف هذا الحديث
و لكن .....................
هناك لفظ أحسن حالا من هذا من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما دخل مكة .........فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف
المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : « يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول
ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « وما تقولون وما تظنون ؟ » قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « أقول كما قال أخي يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) »
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (رقم 196) والطحاوي في شرح معاني الآثار (رقم 5044) بسند صحيح.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ( كتاب العفو ) و ( كتاب ذم الغضب ) -ولم نطلع عليهما-بلفظ "أخ وابن عم حليم رحيم" وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
وأخرجه البيهقي في سننه (13/440) وفي ( دلائل النبوة ) له 5 / 57 - والنسائي في الكبرى(6/382) بلفظ: "ابن أخ وابن عم حليم رحيم".
وإسناد البيهقي فيه كلام وسند النسائي صحيح.
وقد جاء مرسلاً من غير وجه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعطاء بن أبي
رباح والحسن بن أبي الحسن وطاوس وغيرهم.
المشكلة فقط في لفظ (اذهبوا فأنتم الطلقاء) في هذا الحديث فلم نجد لها أصلاً مسنداً
صحيحاً.
و قد وقفت على كلام للشيخ رشيد رضا في أحد المواقع الإسلامية يقول فيه :
(( حديث : اذهبوا فأنتم الطلقاء ؟ ))
أخونا الشيخ الفاضل حسين آل الشيخ من القلائل الذين عرفت عنهم سعة العلم مع حسن الصوت في القراءة ، وهو من أصدقائي الذين تربطني بهم صلة قوية والحمد لله 0 وقد جمعتني به مجالس لا أحصيها كثرة ، لعل أولها كان بعد أن رددت على أحد الخرافيين الذين طعنوا في قراءة الشيخ ؛ فما كان مني بحمد الله إلا أن ألقمت ذاك الخرافي ( توفي نسأل الله أن يعفو عنه ) الردود المتتالية على مقالاته في الإشادة بالمساجد السبعة ، وغير ذلك من الأمور المبتدعة التي دعا إليها في حلقات متعددة بصحيفة ( المدينة ) , و( البلاد ) بحجة أن أهل المدينة لا يزالون محافظين عليها ! وليعلم جميع الذين يتكلمون في قراءة الشيخ أنهم لم يوفقوا في كثير من كلامهم عليه حفظه الله ؛ فإني بحكم معرفتي بالقراءات والتجويد - بحمد الله تعالى - ما رأيت منه إلا تحسناً في الأداء على مر الأيام ، هذا إلى جانب كونه محباً ومعظماً لشيخنا الألباني رحمه الله جداً ، مع التضلع في الفقه والأصول 0
لكن هذا وذاك لا يمنعني من أن أعلق بعض الفوائد على ما ذكره - رعاه الله - حول بعض الأحاديث التي استدل بها ، وذلك مما يثري المسألة علمياً ، مع كونها تسره ولا تضره 0 فمن ذلك ما أورده في الخطبة القيمة التي ألقاها بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن واقع المسلمين وما يجب عليهم نحو دينهم ؛ فقد ذكر الحديث المشهور في السيرة النبوية ، بل والمشهور على ألسنة الخلق كافة إلا نفراً من المحققين في علم الحديث الشريف ، وهو حديث ( يا أهل مكة أو يا معشر قريش : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم 0 قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ) 0 وهذا الحديث أورده ابن إسحاق في ( السيرة ) - كما في ( سيرة ابن هشام ) 4 / 54 - 55 معضلاً فقال : ( فحدثني بعض أهل العلم 000 ) فذكره 0 وقد رواه الطبري في ( تاريخه ) 3 / 60 - 61 عن شيخه ابن حميد - وهو الرازي المتهم بالكذب - عن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عمر بن موسى الوجيه - وهو ممن يضع الحديث متناً وسنداً كما في ( الميزان ) 3 / 224 - عن قتادة مرسلاً 0 فالحديث لا شك في ضعفه بل وضعه بهذا اللفظ ؛ إذا سلمنا بأن الساقط من رواية ابن إسحاق في ( السيرة ) هو : الوجيه الوضاع ؛ فإن في الطريق إليه : ابن حميد ، وهو متهم بالكذب !
لكني بحمد الله تعالى وقفت على لفظ أحسن حالاً من هذا في ( السنن الكبرى ) للبيهقي 9 / 118 ، وفي ( دلائل النبوة ) له 5 / 57 - 58 ، وعند ابن أبي الدنيا في ( كتاب العفو ) و ( كتاب ذم الغضب ) ، وكذا عند ابن الجوزي في ( الوفا ) - كما في ( إتحاف السادة المتقين ) للزبيدي 8 / 41 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ : ( ما تقولون وما تظنون ؟ قالوا : نقول : ابن أخ ، وابن عم ، حليم ، رحيم 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أقول كما قال يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) قال : فخرجوا كأنما نشروا من القبور ، فدخلوا في الإسلام ) 0 قال العراقي في ( تخريج الإحياء ) 3 / 179 : ( فيه ضعف ) 0
قلت : لكنه ضعف يسير ينجبر بشاهدين آخرين كما سيأتي : فأما إسناد البيهقي فجيد : رجاله كلهم ما بين الثقة والصدوق خلا القاسم بن سلام بن مسكين ؛ فإنه قد ضعفه الساجي والأزدي ، لكن قال أبو زرعة وأبو حاتم : صدوق 0 وقال ابن حبان : مستقيم الحديث 0 ( تهذيب التهذيب ) 3 / 412 ، فلعل العراقي إنما أراد بقوله السابق الإشارة إلى الخلاف في القاسم هذا 0 أما شيخ البيهقي : محمد بن الحسن بن المؤمل ؛ فإني لم أقف على جرح أو تعديل له فيما بين يدي من كتب الرجال 0
وله شاهد عند ابن زنجوية في ( الأموال ) برقم ( 456 ) ، وكذا عند أبي عبيد في ( الأموال ) برقم ( 143 ) من مرسل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بإسناد ضعيف ، وشاهد آخر من رواية عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس كما قال الزبيدي في ( الإتحاف ) لكنه لم يسق سنده لننظر فيه 0 وعلى كل حال فالحديث باللفظ الأخير حسن بمجموع هذه الشواهد ، ولله الحمد 0 وبارك الله في الشيخ السلفي حسين آل الشيخ ، وأسأل الله له المزيد من التوفيق 0
******************
هذا و الله أعلى و أعلم ..
شاعت على ألسنة الناس بعض الأحاديث الضعيفة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و من أشهر هذه الأحاديث : حديث (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) ...
و حتى نتجنب سفاهة السفهاء الجهال ، فقد رأيت أن نبتدئ نحن من عندنا و من منتدياتنا
الإسلامية ببيان ضعف هذا الحديث ، لئلا يتبجح علينا أحد الجهال الحاقدين على الله و
رسوله صلى الله عليه و سلم ، و يقول إننا نستشهد بأحاديث ضعيفة لنثبت رحمة رسول
الله بعباد الله .. و لأنه جاهل لا يعلم أن رسالة رسول الله في حد ذاتها رحمة ، أردت أن
أقطع عليه الطريق ، و أعلمه أننا نعلم مسبقا بضعف الحديث ...
*************
أقول :
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد و
على آله و صحبه أجمعين ، و من اهتدى بهديه و استن بسنته إلى يوم الدين ، و الخزي
و العار على الكفرة الحاقدين الملاعين ............... و بعد ،
فإن هذا الحديث قد اشتهر جدا على ألسنة العام و هو حديث ضعيف ، و قد ضعفه الشيخ
الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ، و قال عنه أيضا : لم أقف له على إسناد
صحيح وروي بسند معضل و قال : ليس له إسناد ثابت، وهو عند ابن هشام معضل
و قال الحافظ ابن حجر في الفتح 8/18 :
وعند بن إسحاق بإسناد حسن عن صفية بنت شيبة قالت لما نزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به فلما قضى طوافه دعا عثمان
بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها ثم وقف على باب الكعبة فخطب قال
بن إسحاق وحدثني بعض أهل العلم أنه صلى الله عليه
وسلم قام على باب الكعبة فذكر الحديث وفيه ثم قال يا معشر قريش ما ترون أني فاعل
فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء ثم جلس فقام علي فقال
أجمع لنا الحجابة والسقاية فذكره ..
و بهذا يتبين ضعف هذا الحديث
و لكن .....................
هناك لفظ أحسن حالا من هذا من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما دخل مكة .........فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف
المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : « يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول
ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « وما تقولون وما تظنون ؟ » قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « أقول كما قال أخي يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) »
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (رقم 196) والطحاوي في شرح معاني الآثار (رقم 5044) بسند صحيح.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ( كتاب العفو ) و ( كتاب ذم الغضب ) -ولم نطلع عليهما-بلفظ "أخ وابن عم حليم رحيم" وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
وأخرجه البيهقي في سننه (13/440) وفي ( دلائل النبوة ) له 5 / 57 - والنسائي في الكبرى(6/382) بلفظ: "ابن أخ وابن عم حليم رحيم".
وإسناد البيهقي فيه كلام وسند النسائي صحيح.
وقد جاء مرسلاً من غير وجه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعطاء بن أبي
رباح والحسن بن أبي الحسن وطاوس وغيرهم.
المشكلة فقط في لفظ (اذهبوا فأنتم الطلقاء) في هذا الحديث فلم نجد لها أصلاً مسنداً
صحيحاً.
و قد وقفت على كلام للشيخ رشيد رضا في أحد المواقع الإسلامية يقول فيه :
(( حديث : اذهبوا فأنتم الطلقاء ؟ ))
أخونا الشيخ الفاضل حسين آل الشيخ من القلائل الذين عرفت عنهم سعة العلم مع حسن الصوت في القراءة ، وهو من أصدقائي الذين تربطني بهم صلة قوية والحمد لله 0 وقد جمعتني به مجالس لا أحصيها كثرة ، لعل أولها كان بعد أن رددت على أحد الخرافيين الذين طعنوا في قراءة الشيخ ؛ فما كان مني بحمد الله إلا أن ألقمت ذاك الخرافي ( توفي نسأل الله أن يعفو عنه ) الردود المتتالية على مقالاته في الإشادة بالمساجد السبعة ، وغير ذلك من الأمور المبتدعة التي دعا إليها في حلقات متعددة بصحيفة ( المدينة ) , و( البلاد ) بحجة أن أهل المدينة لا يزالون محافظين عليها ! وليعلم جميع الذين يتكلمون في قراءة الشيخ أنهم لم يوفقوا في كثير من كلامهم عليه حفظه الله ؛ فإني بحكم معرفتي بالقراءات والتجويد - بحمد الله تعالى - ما رأيت منه إلا تحسناً في الأداء على مر الأيام ، هذا إلى جانب كونه محباً ومعظماً لشيخنا الألباني رحمه الله جداً ، مع التضلع في الفقه والأصول 0
لكن هذا وذاك لا يمنعني من أن أعلق بعض الفوائد على ما ذكره - رعاه الله - حول بعض الأحاديث التي استدل بها ، وذلك مما يثري المسألة علمياً ، مع كونها تسره ولا تضره 0 فمن ذلك ما أورده في الخطبة القيمة التي ألقاها بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن واقع المسلمين وما يجب عليهم نحو دينهم ؛ فقد ذكر الحديث المشهور في السيرة النبوية ، بل والمشهور على ألسنة الخلق كافة إلا نفراً من المحققين في علم الحديث الشريف ، وهو حديث ( يا أهل مكة أو يا معشر قريش : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم 0 قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ) 0 وهذا الحديث أورده ابن إسحاق في ( السيرة ) - كما في ( سيرة ابن هشام ) 4 / 54 - 55 معضلاً فقال : ( فحدثني بعض أهل العلم 000 ) فذكره 0 وقد رواه الطبري في ( تاريخه ) 3 / 60 - 61 عن شيخه ابن حميد - وهو الرازي المتهم بالكذب - عن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عمر بن موسى الوجيه - وهو ممن يضع الحديث متناً وسنداً كما في ( الميزان ) 3 / 224 - عن قتادة مرسلاً 0 فالحديث لا شك في ضعفه بل وضعه بهذا اللفظ ؛ إذا سلمنا بأن الساقط من رواية ابن إسحاق في ( السيرة ) هو : الوجيه الوضاع ؛ فإن في الطريق إليه : ابن حميد ، وهو متهم بالكذب !
لكني بحمد الله تعالى وقفت على لفظ أحسن حالاً من هذا في ( السنن الكبرى ) للبيهقي 9 / 118 ، وفي ( دلائل النبوة ) له 5 / 57 - 58 ، وعند ابن أبي الدنيا في ( كتاب العفو ) و ( كتاب ذم الغضب ) ، وكذا عند ابن الجوزي في ( الوفا ) - كما في ( إتحاف السادة المتقين ) للزبيدي 8 / 41 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ : ( ما تقولون وما تظنون ؟ قالوا : نقول : ابن أخ ، وابن عم ، حليم ، رحيم 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أقول كما قال يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) قال : فخرجوا كأنما نشروا من القبور ، فدخلوا في الإسلام ) 0 قال العراقي في ( تخريج الإحياء ) 3 / 179 : ( فيه ضعف ) 0
قلت : لكنه ضعف يسير ينجبر بشاهدين آخرين كما سيأتي : فأما إسناد البيهقي فجيد : رجاله كلهم ما بين الثقة والصدوق خلا القاسم بن سلام بن مسكين ؛ فإنه قد ضعفه الساجي والأزدي ، لكن قال أبو زرعة وأبو حاتم : صدوق 0 وقال ابن حبان : مستقيم الحديث 0 ( تهذيب التهذيب ) 3 / 412 ، فلعل العراقي إنما أراد بقوله السابق الإشارة إلى الخلاف في القاسم هذا 0 أما شيخ البيهقي : محمد بن الحسن بن المؤمل ؛ فإني لم أقف على جرح أو تعديل له فيما بين يدي من كتب الرجال 0
وله شاهد عند ابن زنجوية في ( الأموال ) برقم ( 456 ) ، وكذا عند أبي عبيد في ( الأموال ) برقم ( 143 ) من مرسل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بإسناد ضعيف ، وشاهد آخر من رواية عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس كما قال الزبيدي في ( الإتحاف ) لكنه لم يسق سنده لننظر فيه 0 وعلى كل حال فالحديث باللفظ الأخير حسن بمجموع هذه الشواهد ، ولله الحمد 0 وبارك الله في الشيخ السلفي حسين آل الشيخ ، وأسأل الله له المزيد من التوفيق 0
******************
هذا و الله أعلى و أعلم ..