صفاء
2008-10-12, 11:37 PM
السـيـــدة الحــــرة
عند نهاية القرن الخامس عشر الميلادي اسس احد الادارسة مولاي علي ابن الرشيد مدينة الشاون ،وقاد الجهاد ضد البرتغاليين في كل من سبتة وطنجة واصيلة وقد كان هذا القائد قد تلقى فنون الحرب في اسبانيا ابان فتوته .
وطوال مقامه بالاندلس تزوج سيدة اسبانية مسلمة ،اطلقت على نفسها اسم للازهرة بعد ان اعلنت اسلامها وكان اصل هذه المراة من مدينة واقعة على الطريق الواصل بين طريفة وقادس
وقد انتج هذا الزواج حوالي سنة 1490م ولدا وهو ابراهيم ثم بعد خمس سنوات ازدادت الحرة وكان عليها ان تتلقى تربية جديرة بالاسر الشريفة في تلك الحقبة ،وذلك بتتلمذها على يد عدد كبير من مشاهير الشيوخ امثال ابي محمد عبد الله الغزواني ،وكانت قد تلقت تعليما مزدوجا على غرار اخيها مما سمح لها بالتمكن من عقلية ونفسية الاوروبيين ،البرتغاليين والاسبانيين منهم على الخصوص .
وقد انتقلت هذه المراة التي اصبحت فيما بعد زوجة المندري الثاني ابن اخ المندري الاول المشهور مجدد مدينة تطوان والذي كان في خدمة ابن الاحمر ابان حرب غرناطة الى مدينة تطوان وهي لاتزال صغيرة السن حيث تسنى لها ان تتطور بسهولة داخل الوسط الاندلسي المتعلم الذي تربت في احضانه وقد كانت اليدة الحرة بفعل تاثرها بزوجها وبيئته مثالا للحنكة في فن السياسة وفي معرفة خبايا المجتمعات المقيمة على ضفتي البحر الابيض المتوسط .
وقد استطاعت بفضل هذه الموهبة الممزوجة بذكائها الفريد وتعليمها الجيد الذي تلقته في اولى سنوات عمرها ان تكتسب قدرا وفيرا من الرزانة والحكمة رغم طبعها الحاد
وفي سنة 1518 م وعلى اثر وفاة زوجها الذي خلفت منه طفلة ثم اختيارها والية على مدينة تطوان في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين اخيها ابراهيم عاملا على نفس المدينة وانطلاقا من هذا التاريخ اصبحت هذه الاميرة تظهر في الكتابات التاريخية البرتغالية ،بسبب اسر الاميرال القرصان البرتغالي المشهور بورتيروندو وكان هذا الاخير قد سيق الى ميناء مارتيل في ضواحي تطوان حيث شاءت السيدة الحرة ان تنظر في مصيره .
بارباروس على الطريقة النسائية
من المعتقد ان السيدة الحرة بدات تهتم بتطور اعمال القرصنة في حوض البحر الابيض المتوسط اثر تعيينها والية على تطوان ونواحيها وتعيين اخيها كوزير اعظم للسلطان احمد الوطاسي بفاس فقد ربطت الاتصال بخير الدين القرصان العثماني المعروف باسم بارباروس ،ثم انكبت على صناعة المراكب بمجرى مارتيل للقيام صحبة حليفها الجديد لعمليات محبوكة ضد السواحل الاسبانية .
وقد نتجت عن هذا النشاط البحري الذي جنت السيدة الحرة منه غنائم وفيرة
وصعوبات جمة في مفاوضات السلم التي كانت تجري خلال سنتي 1537 و1538 بين الوزراء المفوضين في كل من فاس ولشبونة والتي كانت تتارجح بين الفشل والنجاح
كانت الصعوبة الرئيسية تتمثل في عدم قدرة الوزير الاعظم ابراهيم على الحيلولة دون استمرار اخته في ممارساتها القرصانية .
فقد كان يشترط خلال المفاوضات ان تسمح معاهدة السلم باستمرار اخته السيدة الحرة في نشاطاتها البحرية انطلاقا من نهر مارتيل ضد الاسطول السباني دون ان يلحق ذلك ضررا بالتفاق المغربي البرتغالي .
وبفعل القوة التي اكتسبتها السيدة الحرة والتي جعلتها في مستوى تشكيل تهديد لسلطة في فاس ،اجبرت هذه الاميرة البلاط الملكي بفاس على قبول بنود يخول لها نوعا من الاستقلال الذاتي
وقد غدت سلطة هذه الاميرة من القوة والاتساع مادفع حاكمي طنجة واصيلة البرتغاليين الى مساندة وجهة نظرها والدفاع عنها لدى العاهل البرتغالي يوحنا الثالث حيث كتبا اليها بانها حققت من المكاسب خلال سنة 1537 ما يجعلها غير مستعدة لتنازل عن امتيازاتها .
وهكذا استمرت السيدة الحرة تحكم تطوان بكل حرية الى ان وافت المنية اخاها بمكناس سنة 1539 .
يتبع ان شاء الله
عند نهاية القرن الخامس عشر الميلادي اسس احد الادارسة مولاي علي ابن الرشيد مدينة الشاون ،وقاد الجهاد ضد البرتغاليين في كل من سبتة وطنجة واصيلة وقد كان هذا القائد قد تلقى فنون الحرب في اسبانيا ابان فتوته .
وطوال مقامه بالاندلس تزوج سيدة اسبانية مسلمة ،اطلقت على نفسها اسم للازهرة بعد ان اعلنت اسلامها وكان اصل هذه المراة من مدينة واقعة على الطريق الواصل بين طريفة وقادس
وقد انتج هذا الزواج حوالي سنة 1490م ولدا وهو ابراهيم ثم بعد خمس سنوات ازدادت الحرة وكان عليها ان تتلقى تربية جديرة بالاسر الشريفة في تلك الحقبة ،وذلك بتتلمذها على يد عدد كبير من مشاهير الشيوخ امثال ابي محمد عبد الله الغزواني ،وكانت قد تلقت تعليما مزدوجا على غرار اخيها مما سمح لها بالتمكن من عقلية ونفسية الاوروبيين ،البرتغاليين والاسبانيين منهم على الخصوص .
وقد انتقلت هذه المراة التي اصبحت فيما بعد زوجة المندري الثاني ابن اخ المندري الاول المشهور مجدد مدينة تطوان والذي كان في خدمة ابن الاحمر ابان حرب غرناطة الى مدينة تطوان وهي لاتزال صغيرة السن حيث تسنى لها ان تتطور بسهولة داخل الوسط الاندلسي المتعلم الذي تربت في احضانه وقد كانت اليدة الحرة بفعل تاثرها بزوجها وبيئته مثالا للحنكة في فن السياسة وفي معرفة خبايا المجتمعات المقيمة على ضفتي البحر الابيض المتوسط .
وقد استطاعت بفضل هذه الموهبة الممزوجة بذكائها الفريد وتعليمها الجيد الذي تلقته في اولى سنوات عمرها ان تكتسب قدرا وفيرا من الرزانة والحكمة رغم طبعها الحاد
وفي سنة 1518 م وعلى اثر وفاة زوجها الذي خلفت منه طفلة ثم اختيارها والية على مدينة تطوان في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين اخيها ابراهيم عاملا على نفس المدينة وانطلاقا من هذا التاريخ اصبحت هذه الاميرة تظهر في الكتابات التاريخية البرتغالية ،بسبب اسر الاميرال القرصان البرتغالي المشهور بورتيروندو وكان هذا الاخير قد سيق الى ميناء مارتيل في ضواحي تطوان حيث شاءت السيدة الحرة ان تنظر في مصيره .
بارباروس على الطريقة النسائية
من المعتقد ان السيدة الحرة بدات تهتم بتطور اعمال القرصنة في حوض البحر الابيض المتوسط اثر تعيينها والية على تطوان ونواحيها وتعيين اخيها كوزير اعظم للسلطان احمد الوطاسي بفاس فقد ربطت الاتصال بخير الدين القرصان العثماني المعروف باسم بارباروس ،ثم انكبت على صناعة المراكب بمجرى مارتيل للقيام صحبة حليفها الجديد لعمليات محبوكة ضد السواحل الاسبانية .
وقد نتجت عن هذا النشاط البحري الذي جنت السيدة الحرة منه غنائم وفيرة
وصعوبات جمة في مفاوضات السلم التي كانت تجري خلال سنتي 1537 و1538 بين الوزراء المفوضين في كل من فاس ولشبونة والتي كانت تتارجح بين الفشل والنجاح
كانت الصعوبة الرئيسية تتمثل في عدم قدرة الوزير الاعظم ابراهيم على الحيلولة دون استمرار اخته في ممارساتها القرصانية .
فقد كان يشترط خلال المفاوضات ان تسمح معاهدة السلم باستمرار اخته السيدة الحرة في نشاطاتها البحرية انطلاقا من نهر مارتيل ضد الاسطول السباني دون ان يلحق ذلك ضررا بالتفاق المغربي البرتغالي .
وبفعل القوة التي اكتسبتها السيدة الحرة والتي جعلتها في مستوى تشكيل تهديد لسلطة في فاس ،اجبرت هذه الاميرة البلاط الملكي بفاس على قبول بنود يخول لها نوعا من الاستقلال الذاتي
وقد غدت سلطة هذه الاميرة من القوة والاتساع مادفع حاكمي طنجة واصيلة البرتغاليين الى مساندة وجهة نظرها والدفاع عنها لدى العاهل البرتغالي يوحنا الثالث حيث كتبا اليها بانها حققت من المكاسب خلال سنة 1537 ما يجعلها غير مستعدة لتنازل عن امتيازاتها .
وهكذا استمرت السيدة الحرة تحكم تطوان بكل حرية الى ان وافت المنية اخاها بمكناس سنة 1539 .
يتبع ان شاء الله