سيل الحق المتدفق
2013-01-23, 01:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد سُئلت عن صحة حديث : " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق ، فيدعو إلى حق فيتبع ، وينصب للناس فيقاتلهم ، فيظهر عليهم ، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة ، فيظهر دين الله ، ويعمل به فيتبع ، ويحث على ذلك ، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي ، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغمس عينه اليمنى ، وتقطع أذناه ، ويكتب بين عينيه كافر ، فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان ، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى ، وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به، فيقتل، ثم تقطع أعضاؤه كل عضو على حدة ، فيفرق بينها ، حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ، ثم يضربه بعصاه ، فإذا هو قائم ، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت، وذلك سحر، يسحر به أعين الناس، ليس يصنع من ذلك شيئا " .
فشمرت عن ساعد الجد ، فقمت باعداد تخريج موسع لهذا الحديث ، واستقصيت كل شيء عنه تقريبا ، وتكلمت على رجاله وعلله ، فقلت :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229) : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع ، أنبأ محمد بن إسحاق بن مندة ، أنا محمد بن قريش المرورودي ، نا إسماعيل بن أبي كثير الفارسي ، نا يحيى بن موسى البلخي ، نا سعيد بن محمد الوراق ، نا حلام بن صالح نا سليمان بن شهاب العبسي قال : نزل علي عبد الله بن مغنم رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس به خفاء يجئ من قبل المشرق فيدعو إلى نفسه فيتبع ويقاتل ناسا فيظهر عليهم لا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر عليهم .
قال ابن منده : رواه علي بن المديني عن سعيد بن محمد الوراق هذا مختصر .
قلت : وقد أخرجه أيضا الطبراني ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/340-341) : " رواه الطبراني ، وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك " .
قلت : يُروي خطأ ب "سعيد بن محمد الجرمي" بدلا من الوراق ، أخطأ فيه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ ، وتبعه على ذلك الحافظ ابن كثير :
قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4542) : حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو شعيب الحراني ، حدثنا إسحاق بن موسى ، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، قال يحيى بن موسى الخثي ، ح وحدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ، ثنا سعيد بن عنبسة ، قالوا : ثنا سعيد بن محمد الجرمي الكوفي ، ثنا سلام بن صالح ، قال : أخبرني سليمان بن شهاب العبسي، قال: نزل علي عبد الله بن معتم ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق ، فيدعو إلى حق فيتبع ، وينصب للناس فيقاتلهم ، فيظهر عليهم ، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة ، فيظهر دين الله ، ويعمل به فيتبع ، ويحث على ذلك ، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي ، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغمس عينه اليمنى ، وتقطع أذناه ، ويكتب بين عينيه كافر ، فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان ، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى ، وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به، فيقتل، ثم تقطع أعضاؤه كل عضو على حدة ، فيفرق بينها ، حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ، ثم يضربه بعصاه ، فإذا هو قائم ، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت، وذلك سحر، يسحر به أعين الناس، ليس يصنع من ذلك شيئا " .
وقال ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (5/395/ رقم 6716) : " روى الحسن بن سفيان ، والطبرانى ، وأبو نعيم من طرق عن محمد بن سعيد الجرمى الكوفى ..." ، ومن الواضح أنه خرجه بواسطه كتاب أبي نعيم رحمهم الله جميعا .
قلت : والخطأ قد ظهر لي من عدة وجوه :
1- سعيد بن محمد الجرمي الكوفي : طبقته متأخرة عن سعيد بن محمد الوراق هذا ، لذا نجد أنه لم يذكر في من روى عن حلام بن صالح ، لأنه ليس من شيوخه .
2- أن ابن عساكر قد روى الحديث من طريق الحسن بن سفيان ، فقال في "تاريخه" (2/229-230) : وأخبرناه بتمامه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر البرقاني ، نا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بنسفيان ، قال ذكر يحيى بن موسى الختلي ، نا معبد بن محمد الوراق الكوفي ، نا حلام أبو صالح أخبرني سليمان بن شهاب العبسي ، قال نزل علي عبد الله بن مغنم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس بذي خفاء إنه يجئ ....الحديث .وان كان المذكور هو "معبد بن محمد الوراق الكوفي" فهو حتما خطأ من الناسخ أو المحقق لتشابه الرسم ، الا أنه يدل على أنه الوراق ...
3- أن أحد الرواة عن سعيد بن محمد ، والذي ذكرهم أبو نعيم وهو يحيى بن موسى خت (ثقة) قد روى عن سعيد بن محمد الوراق هذا الحديث [أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229)] .
4- أن الهيثمي قد أعل الحديث ب(سعيد بن محمد الوراق) ، مما يدل على أنه كذلك في نسخة الطبراني .
وسبب هذا الخطأ : في أن هذين الراويان قد ائتلفا في : الاسم ، واسم الأب ، وفي البلد ، واختلفا في : اللقب والطبقة ، فخفي ذلك على من لم يبحث عنهم بحثا شديدا .
قلت : وبهذا يكون الحديث مذكورا في المصادر الآتية مع ما عزاه ابن حجر في "الاصابة" (4/207) :
1- تاريخ البخاري .
2-كتاب ابن السكن .
3- كتاب الحسن بن سفيان [أظنه في مسنده] ، وعنه الاسماعيلي في "معجم الصحابة" ، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "المؤتنف" [وذُكر خطأ ب"المؤتلف"] ، ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229-230) .
4- كتاب محمد بن إسحاق بن منده [وغالبا هو كتاب "معرفة الصحابة" حيث أن المطبوع ناقص ، الى حد حرف السين ، بينما هذه الترجمة في حرف العين] ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229) .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
1- سعيد بن محمد الوراق :
البخاري : قال ابن معين : ليس بشيء [التاريخ الكبير (3/515) للبخاري].
النسائي ويحيى بن معين – رواية ابن الغلابي – قالا : " ليس بثقة" .
معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله عن يحيى بن معين قال: "ضعيف".
ابن أبي خيثمة والدوري : سمعنا يحيى بن معين يقول: "ليس حديثه بشيء" [تاريخ بغداد + التاريخ الكبير – السفر الثالث (3/181) لابن أبي خيثمة + الجرح والتعديل (4/59) لابن أبي حاتم].
أبو داود : يحيى بن معين : "ليس بشىء" .
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: " غير ثقة " .
ابن سعد: "كان ضعيفا" .
الدارقطني : "متروك" [سؤالات البرقاني له (رقم 178)[كل هذا موجود في "تاريخ بغداد" (9/74-75) للخطيب البغدادي] .
وقال البخاري : "يتكلمون فيه" [التاريخ الكبير (2/115)] .
وقال أبو حاتم الرازي : " ليس بقوى " [الجرح والتعديل (4/59) لابنه].
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/45) ، تحت باب : " باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ، من الكوفيين ومن في عدادهم من سائر الآفاق "
خلاصة مرتبته : ضعيف الحديث .
2- المخالفة : فان سعيد بن محمد هذا قد خولف ، خالفه عبد الله بن نمير :
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/233/ رقم 2154) : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي ، عن حلام بن صالح ، عن سليمان بن شهاب العبسي ، عن عبد الله بن معتم العبسي حديثا في الدجال طويلا .
وقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/497) : حدثنا عبد الله بن نمير قال ، حدثنا حلام بن صالح ، عن سليمان بن شهاب العبسي ، قال أخبرني عبد الله بن نعيم ، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء , وما يكون قبله من الفتنة أخوف عليكم من الدجال , إن الدجال لا خفاء فيه , إن الدجال يدعو إلى أمر يعرفه الناس حتى يرون ذلك منه " .
قلت : وعبد الله بن نمير ثقة حافظ ، وقد رواه موقوفا على عبد الله بن معتم العبسي ، وهو الصواب .
وفيما يلي دراسة أحوال رجال مدار الحديث :
1- حلام بن صالح العبسي الكوفي الأزدي :
ووقع في كتاب "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ، طبعة دار الوطن للنشر ، بتحقيق الشيخ عادل بن يوسف العزازي : "سلام بن صالح" ، وهو خطأ ، ويبدو أنه من المخطوط .
ووقع في كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير ، طبعة دار خضر للطباعة والنشر ، بتحقيق الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش : " صالح بن خالد " ، وهو خطأ واقلاب ، والصواب ما أثبتنا ....
روى عن :
أصحاب حذيفة : سعر بن مالك العبسي - فائد بن بكير .
أصحاب عمر بن الخطاب : سالم بن ربيعة - ومسعود بن حراش - سعد بن مالك العبسي .أصحاب عبد الله بن المعتم أو المعتمر أو مغنم : سليمان بن شهاب العبسي .
أصحاب عبد الله بن مسعود : قال ابن سعد : "روى عن أصحاب عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود " [الطبقات (6/335)]
روى عنه :
من أهل الكوفة : عبد الله بن نمير - مروان بن معاوية- عبد الملك بن أبي سليمان - مسعر بن كدام - حفص بن غياث - سعيد بن محمد الوراق (ضعيف) .
من أهل البصرة : عبد الواحد بن زياد .
من أهل واسط : العلاء بن راشد الواسطي الجرمي .
أقوال العلماء :
قال علي بن المديني : " كتبنا عن عبد الله بن نمير قديما ، فربما لا يذكر الحارث بن حصيرة الأزدي ولا أبا يعفور ولا حلام بن صالح وإنما كان يحدث عن هؤلاء الضعفاء ثم حدث عن هؤلاء بعد " ثم قال : " لو كان غير بن نمير لكان ولكنه صدوق " [التعديل والتجريح (1/287) لأبي الوليد الباجي]
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/131) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/308) وسكتا عنه .
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (6/248) .
وقد رفع أبو حاتم الرازي عنه الجهالة ، فقال في "الجرح والتعديل" لابنه (4/123/ ترجمة سليمان بن شهاب العبسي) : "هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
خلاصة مرتبته : صدوق لا بأس به .
2- سليمان بن شهاب العبسي :
روى عنه اثنان : حلام بن صالح (صدوق لا بأس به) ، وحصين [الطبقات لابن سعد (6/233)] .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/19) : " سليمان بن شهاب العبسي : سمع عبد الله بن مغنم ، روى عنه : حلام ، ولم يصح " .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/123) : " سليمان بن شهاب العبسي : روى عن عبد الله بن معتمر ، روى عنه حلام بن صالح ، سمعت ابى يقول ذلك ويقول : هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/384) .
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/212/ رقم 3479) : " سليمان بن شهاب : عن عبد الله بن معتمر ، لا يدري من هو ، وقال أبو حاتم : مجهول " .
خلاصة مرتبته : مجهول الحال ، روى عنه اثنان ، وذكره ابن حبان في الثقات .
3- عبد الله بن معتم العبسي : وقع اختلاف شديد في اسم أبيه ، وفيما يلي عرض أقوال العلماء :
محمد بن اسحاق :
قال : " عبد الله بن المعتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية ، وسيره سعد بن أبي وقاص من العراق إلى تكريت ، ومعه عرفجة بن هرثمة ، وربعي بن الأفكل ، وفيها جمع من الروم والعرب ، ففتح تكريت ، وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى نينوي والموصل ، ففتحهما وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة " .
قال ابن الأثير : "هذا قول ابن إسحاق" ["أسد الغابة" (3/393)]
ثم استدرك ابن الأثير : " وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسله عمر بن الخطاب إلى الموصل، ففتحها سنة عشرين، وقيل غير ذلك، وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وهو وزهرة بن الحوية " .
ابن سعد :
قال: " وقال لي بعض أهله : هو ابن معتم ممن شهد القادسية . ويرون أن له صحبة " [الطبقات الكبرى (6/233)] .
البخاري :
قال في "التاريخ الكبير" (5/27) : " عبد الله بن مغنم : له صحبة ، لم يصح إسناده " ، وذكره أيضا في ترجمة سليمان بن شهاب العبسي (4/19) .
ابن أبي حاتم :
قال : " سليمان بن شهاب العبسي روى عن عبد الله بن معتمر ، روى عنه حلام بن صالح " [الجرح والتعديل (4/123)] .
ابن حبان :
قال في الثقات (6/384) ترجمة سليمان بن شهاب العبسي : " يروي عن عبد الله بن المعتمر روى عنه حلام بن صالح " .
أبو نعيم الأصبهاني :
قال : " عبد الله بن معتم وقيل: ابن مغنم ، له صحبة" ["معرفة الصحابة" (4/1791)] .
ابن ماكولا :
قال في "الاكمال" (7/210) : " باب معتم ومغنم ومعتمر:أما معتم بضم الميم وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وبالميم المشددة ، فهو عبد الله بن معتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية ، قاله سيف .وأما مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة ، وبعدها نون مفتوحة وميم خفيفة فهو عبد الله بن مغنم ، قيل له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه سليمان بن شهاب العبسي.وأما معتمر بعين مهملة وتاء وآخره راء فجماعة " .
أبو أحمد العسكري :
قال : عبد اللَّه بن معتمر له صحبة. كذا ذكره بسكون المهملة وكسر الميم الخفيفة بعدها راء، وقيل المعتم بغير راء ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير ، و"الاصابة" (4/205) لابن حجر] .
ابن عبد البر :
قال في "الاستيعاب" (3/995/1665) : " عبد الله بن المعمر العبسي ، له صحبة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال أهل البصرة " .
وقال في (3/997/1668) : " عبد الله بن مغنم الكندي ، ويقال ابن المعتمر: روى عنه سليمان بن شهاب العبسي، له حديث واحد في الدجال ، لا أعرف له غيره " .
قال ابن حجر في "الاصابة" (4/205) : " وأما ابن عبد البر فقال: عبد اللَّه بن المعمّر- بتشديد الميم بعدها راء ، فصحفه " .
الخطيب البغدادي : قال الخطيب في "المؤتنف" : " مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وبنون" [تاريخ ابن عساكر (2/230)]
قال ابن حجر في "الاصابة" (4/207/ عبد الله بن مغنم) : " ذكره الخطيب في المؤتلف ، وأخرج حديثه من معجم الصحابة للإسماعيلي، وضبطه بالمعجمة والنون " .
ابن منده : قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/393) : " قال ابن منده ، وأبو نعيم هكذا بالتاء فوقها نقطتان ، والميم المشددة ، وقال أبو عمر: المعتمر، في آخره راء ..." . أي : عبد الله بن معتم .
أبو زكريا يزيد بن إياس الموصلي :
قال في تاريخ الموصل: هو الّذي فتح الموصل. وذكر ذلك سيف بن عمر في الردة، وكان عبد اللَّه على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وسيّره سعد من العراق إلى تكريت «2» ، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، ففتح تكريت. ["الاصابة" (4/205) لابن حجر] .
وقال أيضا : " عبد الله بن المعتم العبسي، هو الذي افتتح الموصل، وروى ذلك عن سيف بن عمر " ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير] .
ابن حجر :
قال في "لسان الميزان" (4/161) مستدركا : " سليمان بن شهاب ، عن عبد الله بن معتمر ..وصوابه مغنم " .
وقال في "الاصابة في تمييز الصحابة" (4/205/ ترجمة عبد الله بن المعتم) : " بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم: العبسيّ ، ضبطه ابن ماكولا ... وقد تقدم ذكر عبد اللَّه بن مالك بن المعتمّ العبسيّ، فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو غيره ؟ " .
أخطاء مطبعية :
وقع في طبعتي "مصنف ابن أبي شيبة" طبعة مكتبة الرشد ، بتحقيق كمال يوسف الحوت (7/497) ، وطبعة الفاروق الحديثة بتحقيق أسامة بن ابراهيم (13/333-334) " .... عن سليمان بن شهاب العبسي ، قال : أخبرني عبد الله بن نعيم ، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء ..." .
قلت : وهو تصحيف وخطأ ظاهر ، وقد أتى به المحقق محمد عوامة في طبعة دار القبلة على الصورة الصحيحة (21/228) : ...أخبرني عبد الله بن مغنم وذكر الدجال ...
الخلاصة في اسم الصحابي :
عبد الله بن معتم : واختاره ابن اسحاق وأبو نعيم الأصبهاني وابن منده .
عبد الله بن معمر : صحفه ابن عبد البر .
عبد الله بن معتمر : واختاره ابن أبي حاتم وابن حبان وأبو أحمد العسكري
عبد الله بن مغنم : واختاره الخطيب وابن عبد البر وابن حجر .
عبد الله بن نعيم : خطأ مطبعي .
قلت : والذي أرجحه مما سبق هو "عبد الله بن مغنم" رضي الله عنه ، وسائر الأسماء تصحيف ، ثم تصحيف مركب ، والله أعلم .
أقوال العلماء في الحديث :
1- قال البخاري : " ولم يصح " ["التاريخ الكبير" (4/19)] ، وفي موضع آخر : " لم يصح إسناده " ["التاريخ الكبير" (5/27)] .
2- قال ابن حجر في "فتح الباري" (13/91) : "وأما صفته فمذكورة في أحاديث الباب وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال نزل علي عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره ، ثم قال الحافظ : "وسنده ضعيف" .
3- وقال الصالحي الشامي في "سبل الهدي والرشاد" (10/177) : " سند واه " .
الخلاصة : الحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا ، لأجل جهالة سليمان بن شهاب العبسي . والله أعلم .
نصيحة :
يقول العبد الفقير الى الله ناصحا : ينبغي لمن يتصدى لتحقيق مخطوطات الكتب المسندة ، أن يكون بتخريج الحديث على علم ، فلا يحققها بمجرد الظن والرسم ، فانه سيقع لا محالة في بحور الوهم ، انما ينظر في الكتب الأخرى المسندة وكتب التراجم والتاريخ ... فأكثر الخطأ في أسماء الرجال ، فربما صحف اسم ، فيصير في عداد المجهولين .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فقد سُئلت عن صحة حديث : " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق ، فيدعو إلى حق فيتبع ، وينصب للناس فيقاتلهم ، فيظهر عليهم ، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة ، فيظهر دين الله ، ويعمل به فيتبع ، ويحث على ذلك ، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي ، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغمس عينه اليمنى ، وتقطع أذناه ، ويكتب بين عينيه كافر ، فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان ، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى ، وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به، فيقتل، ثم تقطع أعضاؤه كل عضو على حدة ، فيفرق بينها ، حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ، ثم يضربه بعصاه ، فإذا هو قائم ، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت، وذلك سحر، يسحر به أعين الناس، ليس يصنع من ذلك شيئا " .
فشمرت عن ساعد الجد ، فقمت باعداد تخريج موسع لهذا الحديث ، واستقصيت كل شيء عنه تقريبا ، وتكلمت على رجاله وعلله ، فقلت :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229) : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع ، أنبأ محمد بن إسحاق بن مندة ، أنا محمد بن قريش المرورودي ، نا إسماعيل بن أبي كثير الفارسي ، نا يحيى بن موسى البلخي ، نا سعيد بن محمد الوراق ، نا حلام بن صالح نا سليمان بن شهاب العبسي قال : نزل علي عبد الله بن مغنم رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس به خفاء يجئ من قبل المشرق فيدعو إلى نفسه فيتبع ويقاتل ناسا فيظهر عليهم لا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر عليهم .
قال ابن منده : رواه علي بن المديني عن سعيد بن محمد الوراق هذا مختصر .
قلت : وقد أخرجه أيضا الطبراني ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/340-341) : " رواه الطبراني ، وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك " .
قلت : يُروي خطأ ب "سعيد بن محمد الجرمي" بدلا من الوراق ، أخطأ فيه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ ، وتبعه على ذلك الحافظ ابن كثير :
قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4542) : حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو شعيب الحراني ، حدثنا إسحاق بن موسى ، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، قال يحيى بن موسى الخثي ، ح وحدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ، ثنا سعيد بن عنبسة ، قالوا : ثنا سعيد بن محمد الجرمي الكوفي ، ثنا سلام بن صالح ، قال : أخبرني سليمان بن شهاب العبسي، قال: نزل علي عبد الله بن معتم ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق ، فيدعو إلى حق فيتبع ، وينصب للناس فيقاتلهم ، فيظهر عليهم ، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة ، فيظهر دين الله ، ويعمل به فيتبع ، ويحث على ذلك ، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي ، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغمس عينه اليمنى ، وتقطع أذناه ، ويكتب بين عينيه كافر ، فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان ، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى ، وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به، فيقتل، ثم تقطع أعضاؤه كل عضو على حدة ، فيفرق بينها ، حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ، ثم يضربه بعصاه ، فإذا هو قائم ، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت، وذلك سحر، يسحر به أعين الناس، ليس يصنع من ذلك شيئا " .
وقال ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (5/395/ رقم 6716) : " روى الحسن بن سفيان ، والطبرانى ، وأبو نعيم من طرق عن محمد بن سعيد الجرمى الكوفى ..." ، ومن الواضح أنه خرجه بواسطه كتاب أبي نعيم رحمهم الله جميعا .
قلت : والخطأ قد ظهر لي من عدة وجوه :
1- سعيد بن محمد الجرمي الكوفي : طبقته متأخرة عن سعيد بن محمد الوراق هذا ، لذا نجد أنه لم يذكر في من روى عن حلام بن صالح ، لأنه ليس من شيوخه .
2- أن ابن عساكر قد روى الحديث من طريق الحسن بن سفيان ، فقال في "تاريخه" (2/229-230) : وأخبرناه بتمامه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر البرقاني ، نا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بنسفيان ، قال ذكر يحيى بن موسى الختلي ، نا معبد بن محمد الوراق الكوفي ، نا حلام أبو صالح أخبرني سليمان بن شهاب العبسي ، قال نزل علي عبد الله بن مغنم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس بذي خفاء إنه يجئ ....الحديث .وان كان المذكور هو "معبد بن محمد الوراق الكوفي" فهو حتما خطأ من الناسخ أو المحقق لتشابه الرسم ، الا أنه يدل على أنه الوراق ...
3- أن أحد الرواة عن سعيد بن محمد ، والذي ذكرهم أبو نعيم وهو يحيى بن موسى خت (ثقة) قد روى عن سعيد بن محمد الوراق هذا الحديث [أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229)] .
4- أن الهيثمي قد أعل الحديث ب(سعيد بن محمد الوراق) ، مما يدل على أنه كذلك في نسخة الطبراني .
وسبب هذا الخطأ : في أن هذين الراويان قد ائتلفا في : الاسم ، واسم الأب ، وفي البلد ، واختلفا في : اللقب والطبقة ، فخفي ذلك على من لم يبحث عنهم بحثا شديدا .
قلت : وبهذا يكون الحديث مذكورا في المصادر الآتية مع ما عزاه ابن حجر في "الاصابة" (4/207) :
1- تاريخ البخاري .
2-كتاب ابن السكن .
3- كتاب الحسن بن سفيان [أظنه في مسنده] ، وعنه الاسماعيلي في "معجم الصحابة" ، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "المؤتنف" [وذُكر خطأ ب"المؤتلف"] ، ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229-230) .
4- كتاب محمد بن إسحاق بن منده [وغالبا هو كتاب "معرفة الصحابة" حيث أن المطبوع ناقص ، الى حد حرف السين ، بينما هذه الترجمة في حرف العين] ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229) .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
1- سعيد بن محمد الوراق :
البخاري : قال ابن معين : ليس بشيء [التاريخ الكبير (3/515) للبخاري].
النسائي ويحيى بن معين – رواية ابن الغلابي – قالا : " ليس بثقة" .
معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله عن يحيى بن معين قال: "ضعيف".
ابن أبي خيثمة والدوري : سمعنا يحيى بن معين يقول: "ليس حديثه بشيء" [تاريخ بغداد + التاريخ الكبير – السفر الثالث (3/181) لابن أبي خيثمة + الجرح والتعديل (4/59) لابن أبي حاتم].
أبو داود : يحيى بن معين : "ليس بشىء" .
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: " غير ثقة " .
ابن سعد: "كان ضعيفا" .
الدارقطني : "متروك" [سؤالات البرقاني له (رقم 178)[كل هذا موجود في "تاريخ بغداد" (9/74-75) للخطيب البغدادي] .
وقال البخاري : "يتكلمون فيه" [التاريخ الكبير (2/115)] .
وقال أبو حاتم الرازي : " ليس بقوى " [الجرح والتعديل (4/59) لابنه].
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/45) ، تحت باب : " باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ، من الكوفيين ومن في عدادهم من سائر الآفاق "
خلاصة مرتبته : ضعيف الحديث .
2- المخالفة : فان سعيد بن محمد هذا قد خولف ، خالفه عبد الله بن نمير :
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/233/ رقم 2154) : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي ، عن حلام بن صالح ، عن سليمان بن شهاب العبسي ، عن عبد الله بن معتم العبسي حديثا في الدجال طويلا .
وقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/497) : حدثنا عبد الله بن نمير قال ، حدثنا حلام بن صالح ، عن سليمان بن شهاب العبسي ، قال أخبرني عبد الله بن نعيم ، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء , وما يكون قبله من الفتنة أخوف عليكم من الدجال , إن الدجال لا خفاء فيه , إن الدجال يدعو إلى أمر يعرفه الناس حتى يرون ذلك منه " .
قلت : وعبد الله بن نمير ثقة حافظ ، وقد رواه موقوفا على عبد الله بن معتم العبسي ، وهو الصواب .
وفيما يلي دراسة أحوال رجال مدار الحديث :
1- حلام بن صالح العبسي الكوفي الأزدي :
ووقع في كتاب "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ، طبعة دار الوطن للنشر ، بتحقيق الشيخ عادل بن يوسف العزازي : "سلام بن صالح" ، وهو خطأ ، ويبدو أنه من المخطوط .
ووقع في كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير ، طبعة دار خضر للطباعة والنشر ، بتحقيق الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش : " صالح بن خالد " ، وهو خطأ واقلاب ، والصواب ما أثبتنا ....
روى عن :
أصحاب حذيفة : سعر بن مالك العبسي - فائد بن بكير .
أصحاب عمر بن الخطاب : سالم بن ربيعة - ومسعود بن حراش - سعد بن مالك العبسي .أصحاب عبد الله بن المعتم أو المعتمر أو مغنم : سليمان بن شهاب العبسي .
أصحاب عبد الله بن مسعود : قال ابن سعد : "روى عن أصحاب عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود " [الطبقات (6/335)]
روى عنه :
من أهل الكوفة : عبد الله بن نمير - مروان بن معاوية- عبد الملك بن أبي سليمان - مسعر بن كدام - حفص بن غياث - سعيد بن محمد الوراق (ضعيف) .
من أهل البصرة : عبد الواحد بن زياد .
من أهل واسط : العلاء بن راشد الواسطي الجرمي .
أقوال العلماء :
قال علي بن المديني : " كتبنا عن عبد الله بن نمير قديما ، فربما لا يذكر الحارث بن حصيرة الأزدي ولا أبا يعفور ولا حلام بن صالح وإنما كان يحدث عن هؤلاء الضعفاء ثم حدث عن هؤلاء بعد " ثم قال : " لو كان غير بن نمير لكان ولكنه صدوق " [التعديل والتجريح (1/287) لأبي الوليد الباجي]
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/131) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/308) وسكتا عنه .
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (6/248) .
وقد رفع أبو حاتم الرازي عنه الجهالة ، فقال في "الجرح والتعديل" لابنه (4/123/ ترجمة سليمان بن شهاب العبسي) : "هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
خلاصة مرتبته : صدوق لا بأس به .
2- سليمان بن شهاب العبسي :
روى عنه اثنان : حلام بن صالح (صدوق لا بأس به) ، وحصين [الطبقات لابن سعد (6/233)] .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/19) : " سليمان بن شهاب العبسي : سمع عبد الله بن مغنم ، روى عنه : حلام ، ولم يصح " .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/123) : " سليمان بن شهاب العبسي : روى عن عبد الله بن معتمر ، روى عنه حلام بن صالح ، سمعت ابى يقول ذلك ويقول : هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/384) .
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/212/ رقم 3479) : " سليمان بن شهاب : عن عبد الله بن معتمر ، لا يدري من هو ، وقال أبو حاتم : مجهول " .
خلاصة مرتبته : مجهول الحال ، روى عنه اثنان ، وذكره ابن حبان في الثقات .
3- عبد الله بن معتم العبسي : وقع اختلاف شديد في اسم أبيه ، وفيما يلي عرض أقوال العلماء :
محمد بن اسحاق :
قال : " عبد الله بن المعتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية ، وسيره سعد بن أبي وقاص من العراق إلى تكريت ، ومعه عرفجة بن هرثمة ، وربعي بن الأفكل ، وفيها جمع من الروم والعرب ، ففتح تكريت ، وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى نينوي والموصل ، ففتحهما وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة " .
قال ابن الأثير : "هذا قول ابن إسحاق" ["أسد الغابة" (3/393)]
ثم استدرك ابن الأثير : " وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسله عمر بن الخطاب إلى الموصل، ففتحها سنة عشرين، وقيل غير ذلك، وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وهو وزهرة بن الحوية " .
ابن سعد :
قال: " وقال لي بعض أهله : هو ابن معتم ممن شهد القادسية . ويرون أن له صحبة " [الطبقات الكبرى (6/233)] .
البخاري :
قال في "التاريخ الكبير" (5/27) : " عبد الله بن مغنم : له صحبة ، لم يصح إسناده " ، وذكره أيضا في ترجمة سليمان بن شهاب العبسي (4/19) .
ابن أبي حاتم :
قال : " سليمان بن شهاب العبسي روى عن عبد الله بن معتمر ، روى عنه حلام بن صالح " [الجرح والتعديل (4/123)] .
ابن حبان :
قال في الثقات (6/384) ترجمة سليمان بن شهاب العبسي : " يروي عن عبد الله بن المعتمر روى عنه حلام بن صالح " .
أبو نعيم الأصبهاني :
قال : " عبد الله بن معتم وقيل: ابن مغنم ، له صحبة" ["معرفة الصحابة" (4/1791)] .
ابن ماكولا :
قال في "الاكمال" (7/210) : " باب معتم ومغنم ومعتمر:أما معتم بضم الميم وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وبالميم المشددة ، فهو عبد الله بن معتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية ، قاله سيف .وأما مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة ، وبعدها نون مفتوحة وميم خفيفة فهو عبد الله بن مغنم ، قيل له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه سليمان بن شهاب العبسي.وأما معتمر بعين مهملة وتاء وآخره راء فجماعة " .
أبو أحمد العسكري :
قال : عبد اللَّه بن معتمر له صحبة. كذا ذكره بسكون المهملة وكسر الميم الخفيفة بعدها راء، وقيل المعتم بغير راء ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير ، و"الاصابة" (4/205) لابن حجر] .
ابن عبد البر :
قال في "الاستيعاب" (3/995/1665) : " عبد الله بن المعمر العبسي ، له صحبة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال أهل البصرة " .
وقال في (3/997/1668) : " عبد الله بن مغنم الكندي ، ويقال ابن المعتمر: روى عنه سليمان بن شهاب العبسي، له حديث واحد في الدجال ، لا أعرف له غيره " .
قال ابن حجر في "الاصابة" (4/205) : " وأما ابن عبد البر فقال: عبد اللَّه بن المعمّر- بتشديد الميم بعدها راء ، فصحفه " .
الخطيب البغدادي : قال الخطيب في "المؤتنف" : " مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وبنون" [تاريخ ابن عساكر (2/230)]
قال ابن حجر في "الاصابة" (4/207/ عبد الله بن مغنم) : " ذكره الخطيب في المؤتلف ، وأخرج حديثه من معجم الصحابة للإسماعيلي، وضبطه بالمعجمة والنون " .
ابن منده : قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/393) : " قال ابن منده ، وأبو نعيم هكذا بالتاء فوقها نقطتان ، والميم المشددة ، وقال أبو عمر: المعتمر، في آخره راء ..." . أي : عبد الله بن معتم .
أبو زكريا يزيد بن إياس الموصلي :
قال في تاريخ الموصل: هو الّذي فتح الموصل. وذكر ذلك سيف بن عمر في الردة، وكان عبد اللَّه على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وسيّره سعد من العراق إلى تكريت «2» ، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، ففتح تكريت. ["الاصابة" (4/205) لابن حجر] .
وقال أيضا : " عبد الله بن المعتم العبسي، هو الذي افتتح الموصل، وروى ذلك عن سيف بن عمر " ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير] .
ابن حجر :
قال في "لسان الميزان" (4/161) مستدركا : " سليمان بن شهاب ، عن عبد الله بن معتمر ..وصوابه مغنم " .
وقال في "الاصابة في تمييز الصحابة" (4/205/ ترجمة عبد الله بن المعتم) : " بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم: العبسيّ ، ضبطه ابن ماكولا ... وقد تقدم ذكر عبد اللَّه بن مالك بن المعتمّ العبسيّ، فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو غيره ؟ " .
أخطاء مطبعية :
وقع في طبعتي "مصنف ابن أبي شيبة" طبعة مكتبة الرشد ، بتحقيق كمال يوسف الحوت (7/497) ، وطبعة الفاروق الحديثة بتحقيق أسامة بن ابراهيم (13/333-334) " .... عن سليمان بن شهاب العبسي ، قال : أخبرني عبد الله بن نعيم ، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء ..." .
قلت : وهو تصحيف وخطأ ظاهر ، وقد أتى به المحقق محمد عوامة في طبعة دار القبلة على الصورة الصحيحة (21/228) : ...أخبرني عبد الله بن مغنم وذكر الدجال ...
الخلاصة في اسم الصحابي :
عبد الله بن معتم : واختاره ابن اسحاق وأبو نعيم الأصبهاني وابن منده .
عبد الله بن معمر : صحفه ابن عبد البر .
عبد الله بن معتمر : واختاره ابن أبي حاتم وابن حبان وأبو أحمد العسكري
عبد الله بن مغنم : واختاره الخطيب وابن عبد البر وابن حجر .
عبد الله بن نعيم : خطأ مطبعي .
قلت : والذي أرجحه مما سبق هو "عبد الله بن مغنم" رضي الله عنه ، وسائر الأسماء تصحيف ، ثم تصحيف مركب ، والله أعلم .
أقوال العلماء في الحديث :
1- قال البخاري : " ولم يصح " ["التاريخ الكبير" (4/19)] ، وفي موضع آخر : " لم يصح إسناده " ["التاريخ الكبير" (5/27)] .
2- قال ابن حجر في "فتح الباري" (13/91) : "وأما صفته فمذكورة في أحاديث الباب وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال نزل علي عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره ، ثم قال الحافظ : "وسنده ضعيف" .
3- وقال الصالحي الشامي في "سبل الهدي والرشاد" (10/177) : " سند واه " .
الخلاصة : الحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا ، لأجل جهالة سليمان بن شهاب العبسي . والله أعلم .
نصيحة :
يقول العبد الفقير الى الله ناصحا : ينبغي لمن يتصدى لتحقيق مخطوطات الكتب المسندة ، أن يكون بتخريج الحديث على علم ، فلا يحققها بمجرد الظن والرسم ، فانه سيقع لا محالة في بحور الوهم ، انما ينظر في الكتب الأخرى المسندة وكتب التراجم والتاريخ ... فأكثر الخطأ في أسماء الرجال ، فربما صحف اسم ، فيصير في عداد المجهولين .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات