سيل الحق المتدفق
2013-02-03, 09:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بناءا على طلب أخ حبيب الى قلبي ، فقد قمت باعداد تخريج موسع لحديث :"شراركم عزابكم" ، أسأل المولى سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتي ....
فأقول مستعينا بالله تعالى :
هذا الحديث يروى من طريق أبي هريرة وعطية بن بسر المازني وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهم جميعا :
حديث أبي هريرة :
الطريق الأول : أخرجه أبي يعلى الموصلي في "مسنده" (2042) – وعنه ابن حبان في "المجروحين" (1/282) – ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4476) ، وابن عدي في "الكامل" (3/478) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/257-258) .
كلهم من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة ، قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد لقيت الله بزوجة ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " شراركم عزابكم " .
قال الطبراني : " لم يرو هذه الأحاديث ، عن عبيد الله بن عمر إلا خالد بن إسماعيل ، تفرد بها : الحسين بن الحسن "
وقال ابن الجوزي : " هذا حديث لا يصح " .
وقال ابن حجر ، وقد ذكر معه حديثا آخر : "هذان حديثان منكران وخالد متهم بالكذب" ["المطالب العالية" (8/284)]
قلت : هذا اسناد ساقط فيه :
1- خالد بن إسماعيل المخزومي : قال ابن عدي : " يضع الحديث على ثقات المسلمين " [الكامل (3/475)]
2- صالح مولى التوأمة : صدوق اختلط بآخرة ، حدث عنه الثوري ومالك بعد الاختلاط ، وأما من حدث عنه قبل الاختلاط فمقبول مثل : ابن أبي ذئب، وابن جريج، وزياد بن سعد وغيرهم .
فالعلة الرئيسية هي خالد بن إسماعيل المخزومي .
تنبيه : وقع في طبعة دار الكتب العلمية لكتاب : " اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ، الطبعة الأولى ، بتحقيق الأستاذ أبي عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة ، في (2/136) ، عندما ذكر اسناد ابن عدي ، فجعله من مسند أبي برزة ، بدلا من أبي هريرة وهو تصحيف .
الطريق الثاني : أخرجه ابن عدي في "الكامل" (8/497-498) : أخبرنا محمد بن تمام البهراني بحمص , ثنا المسيب بن واضح , ثنا يوسف بن السفر , عن الأوزاعي , عن يحيى بن أبي كثير , عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شراركم عزابكم , ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل " .
وقال ابن عدي : " هذا حديث موضوع " .
قلت : وهذا اسناد ساقط ، فيه :
1- يوسف بن السفر أبو الفيض كاتب الأوزاعي : متروك الحديث متهم بالكذب .
2- المسيب بن واضح : وهو صدوق يخطىء كثيرا ولا يرجع عنه .
حديث عطية بن بسر المازني :
الطريق الأول : أخرجه بحشل في "تاريخ الواسطيين" (ص 213) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1410) ، وأبي يعلى الموصلي في "مسنده" (6856) – وعنه ابن حبان في "المجروحين" (3/3 و 4) - ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) – ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1001) – ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/283) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/85) ، وفي "مسند الشاميين" (3567) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5581) و (7823) ، والبيهقي في "شعب الايمان" (5094) .
من طريق بقية بن الوليد ، نا أبو مطيع معاوية بن يحيى ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن غطيف بن الحارث الكندي ، عن عطية بن بسر المازني رضي الله عنه ، قال: أتى عكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عكاف ألك زوجة؟ » قال: لا. قال: «ولا جارية؟» قال: لا. قال: «وأنت صحيح موسر؟» قال: نعم والحمد لله يا رسول الله. قال: «فأنت إذا من إخوان الشياطين إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم، وإما أن تكون منا فتصنع كما نصنع؛» فإن من سنتنا النكاح. شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبالشياطين تمرسون ماله في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون والمبرءون من الخنا " ويحك يا عكاف إنهن صواحب داود وصواحب أيوب وصواحب يوسف وصواحب كرسف عليهم السلام قال عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله على ساحل من سواحل البحر ثلاثين عاما يصوم النهار ويقوم الليل لا يفتر من عبادة الله تعالى من صيام ولا قيام، ثم كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب المرأة عشقها، فترك ما كان عليه من عبادة الله تعالى فتداركه الله عز وجل لما سلف منه فتاب الله تعالى عليه. ويحك يا عكاف تزوج؛ فإنك من المذبذبين ". قال: زوجني يا رسول الله. قال: « قد زوجتك على بسم الله تعالى والبركة كريمة بنت كلثوم الحميرية »
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه لأجل تدليس التسوية ، فأن بقية بن الوليد يدلي ويسوي ، وهو ان كان صرح بالتحديث من شيخه عند ابن أبي عاصم ، ولكن التسوية لا تجعلنا نقبله الا اذا صرح بالسماع في جميع طبقات السند .
استدراك : قال السيوطي : "ومعاوية هو الصدفي ضعيف" [اللآلىء المصنوعة (2/136)]
قال ابن حبان في "المجروحين" : " معاوية بن يحيى الصدفي الأطرابلسي : كنتيه أبو مطيع ، مولده بأطرابلس من سواحل دمشق ، يروي عن الزهري ، كان على بيت المال بالري ، انتقل إليها ، وكان كنيته أبو روح .روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان .منكر الحديث جدا كان يشتري الكتب ويحدث بها ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاء رواية الراوين عنه إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة وفي رواية الشاميين عند الهقل بن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات وهو الذي روى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن الغضيف بن الحارث الثمالي عن عطية بن بسر المازني قال أتى عكاف بن وداعة الهلالي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عكاف ألك زوجة ... الحديث .أخبرناه أبو يعلى قال حدثنا عبد الجبار بن عاصم قال حدثنا بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى ....وروى معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من بعض نواحي المدنية يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا فذهب إلى منزله فجمع أهله وصلى بهم أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال حدثنا الوليد بن مسلم عن معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء " انتهى كلام ابن حبان .
قلت : وقد استدرك الدارقطني على ابن حبان في "تعليقاته على المجروحين" (ص 256 و 257) : " قد خلط أبو حاتم في هذا الباب تخلطيا قبيحا ، هما رجلان ، يقال لكل واحد منهما : معاوية بن يحيى:
1- الصدفي يكنى أبا روح ، وهو الذي روى عن الزهري ، ما ذكره عنه هاهنا وغير ذلك ، وهو الذي كان على بيت المال بالري ، وهو الذي روى عنه : الهقل بن زياد ، وعيسى بن يونس ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وغيرهم .
2- والآخر : يكني أبا مطيع ، وهو الأطرابلسي، وهو الذي روى حديث عكاف بن وداعة المذكور هاهنا.وهو الذي روى حديث خالد الحذاء هاهنا ، وهو أكثر مناكير من الصدفي .وإنما فسدت رواية الصدفي ، لأنه غابت عنه كتبه ، فحدث من حفظه ، وسماع الهقل بن زياد ، منه من كتابه ، فلست ترى فيها خطأ ، ولا مقلوبا ، والله أعلم " .
قلت : وفي اسناد أبي نعيم : حدثنا محمد بن محمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبد الجبار بن عاصم ، ثنا بقية بن الوليد ، عن معاوية بن يحيى وليس بالصدفي ..." .
الطريق الثاني : ومداره على محمد بن عمر الرومي ، وقد رواه عنه كلا من :
1- محمد بن خزيمة : أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1000) قال: حدثنا محمد بن عمر الرومي ، قال: حدثنا أبو صالح العمي ، والعباس بن الفضل الأنصاري ، ومسكين أبو فاطمة الطاحي ، كلهم عن برد بن سنان ، عن مكحول ، عن عطية بن بسر الهلالي ، عن عكاف بن وداعة الهلالي ، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عكاف، ألك امرأة؟» ... بنحوه .
2- وتابعه محمد بن علي الوراق : أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/283-284) .
3- وخالفهما رجاء بن وهبة الحناني البصري ، فرواه عن محمد بن عمر الرومي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن برد بن سنان به ، قلت : و رجاء لا يعرف .
قلت : والصحيح رواية الاثنين : وأما شيوخ محمد بن عمر الرومي في هذا الاسناد فهم :
1- أبو صالح العمي : لا يعرف ، ولم يرو عنه الا راو واحد .
2- العباس بن الفضل الأنصاري : متروك منكر الحديث .
3- مسكين أبو فاطمة الطاحي : وهو ضعيف الحديث .
الطريق الثالث : أخرجه أبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5582) : حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا علي بن حجر، ثنا إبراهيم بن مطهر الجرشي، عن أبي مطيع الشامي ، عن مكحول، عن عطية بن بسر، قال: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف، فقال: «يا عكاف، هل لك من زوجة؟» ، قال: لا، قال: «ولا جارية؟» ، قال: ولا جارية، قال: «وأنت موسر بخير؟» ، قال: نعم بحمد الله، قال: «إنك إذا من إخوان الشياطين، إن تك من رهبان النصارى فأنت منهم، وإن كنت منا فاصنع كما نصنع، فإن من سنتي النكاح، وشراركم عزابكم، وإن أذل موتاكم عزابكم أبى الشياطين المرسون، ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء، إلا المتزوجين، أولئك المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب داود وأيوب ويوسف وكرسف» قال عطية بن بسر: يا رسول الله، من كرسف؟ قال: «رجل كان يعبد الله على ساحل من سواحل البحر، فمكث ثلاثمائة عام يقوم الليل ويصوم النهار، ثم إنه كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة الله، ثم إن الله استدركه بعد ذلك بسبب تقصير ما كان يعمل فتاب عليه، ويحك يا عكاف، تزوج وإلا فأنت من المذبذبين» ، قال: يا رسول الله، زوجني قبل أن أبرح، قال: «قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري» اللفظ لعلي بن حجر .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه إبراهيم بن مطهر الجرشي لا يعرف ، وقد أسقط الواسطة بين أبي مطيع الشامي و مكحول ، وهو سليمان بن موسى !!
حديث أبي ذر الغفاري :أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6/171 و 172) وعنه أحمد في "مسنده" (5/163) ، ومن طريقهما ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (999) ، وفي "ذم الهوى" (ص 280 و 281) ، وفي "تلبيس ابليس" (ص 260 و 261) .
من طريق محمد بن راشد ، قال: سمعت مكحولا ، يحدث عن رجل ، عن أبي ذر قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، يقال له عكاف بن بشر التميمي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لك من زوجة؟» قال: لا قال: «ولا جارية» قال: ولا جارية قال: «وأنت موسر بخير» قال: وأنا موسر بخير قال: «أنت إذا من إخوان الشياطين، لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم، إن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأرذل موتاكم عزابكم، بالشياطين تتمرسون، ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجين، أولئك المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب أيوب، وداود، وكرسف، ويوسف» ، فقال له بشر بن عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: «رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاث مائة عام، يصوم النهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة ربه، ثم استدركه الله ببعض ما كان منه، فتاب عليه، ويحك يا عكاف، تزوج وإلا فأنت من المذبذبين» قال: زوجني يا رسول الله قال: فزوجه كريمة ابنة كلثوم الحميري .
قلت : وهذا اسناد ضعيف ، فيه رجل مبهم لم يسم .
الخلاصة : وهذه الأسانيد كلها ضعيفة لا يمكن أن تتقوى ببعضها ، لأنها من رواية متهم بالوضع أو متروك أو من لا يعرف أو من يسوي ، ولا يمكن أن يكون لها أصلا ... والله أعلم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أبو عبد الله السكندرى
ضحى 22 ربيع الأول 1434 من الهجرة المباركة
بناءا على طلب أخ حبيب الى قلبي ، فقد قمت باعداد تخريج موسع لحديث :"شراركم عزابكم" ، أسأل المولى سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتي ....
فأقول مستعينا بالله تعالى :
هذا الحديث يروى من طريق أبي هريرة وعطية بن بسر المازني وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهم جميعا :
حديث أبي هريرة :
الطريق الأول : أخرجه أبي يعلى الموصلي في "مسنده" (2042) – وعنه ابن حبان في "المجروحين" (1/282) – ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4476) ، وابن عدي في "الكامل" (3/478) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/257-258) .
كلهم من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة ، قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد لقيت الله بزوجة ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " شراركم عزابكم " .
قال الطبراني : " لم يرو هذه الأحاديث ، عن عبيد الله بن عمر إلا خالد بن إسماعيل ، تفرد بها : الحسين بن الحسن "
وقال ابن الجوزي : " هذا حديث لا يصح " .
وقال ابن حجر ، وقد ذكر معه حديثا آخر : "هذان حديثان منكران وخالد متهم بالكذب" ["المطالب العالية" (8/284)]
قلت : هذا اسناد ساقط فيه :
1- خالد بن إسماعيل المخزومي : قال ابن عدي : " يضع الحديث على ثقات المسلمين " [الكامل (3/475)]
2- صالح مولى التوأمة : صدوق اختلط بآخرة ، حدث عنه الثوري ومالك بعد الاختلاط ، وأما من حدث عنه قبل الاختلاط فمقبول مثل : ابن أبي ذئب، وابن جريج، وزياد بن سعد وغيرهم .
فالعلة الرئيسية هي خالد بن إسماعيل المخزومي .
تنبيه : وقع في طبعة دار الكتب العلمية لكتاب : " اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ، الطبعة الأولى ، بتحقيق الأستاذ أبي عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة ، في (2/136) ، عندما ذكر اسناد ابن عدي ، فجعله من مسند أبي برزة ، بدلا من أبي هريرة وهو تصحيف .
الطريق الثاني : أخرجه ابن عدي في "الكامل" (8/497-498) : أخبرنا محمد بن تمام البهراني بحمص , ثنا المسيب بن واضح , ثنا يوسف بن السفر , عن الأوزاعي , عن يحيى بن أبي كثير , عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شراركم عزابكم , ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل " .
وقال ابن عدي : " هذا حديث موضوع " .
قلت : وهذا اسناد ساقط ، فيه :
1- يوسف بن السفر أبو الفيض كاتب الأوزاعي : متروك الحديث متهم بالكذب .
2- المسيب بن واضح : وهو صدوق يخطىء كثيرا ولا يرجع عنه .
حديث عطية بن بسر المازني :
الطريق الأول : أخرجه بحشل في "تاريخ الواسطيين" (ص 213) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1410) ، وأبي يعلى الموصلي في "مسنده" (6856) – وعنه ابن حبان في "المجروحين" (3/3 و 4) - ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) – ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1001) – ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/283) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/85) ، وفي "مسند الشاميين" (3567) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5581) و (7823) ، والبيهقي في "شعب الايمان" (5094) .
من طريق بقية بن الوليد ، نا أبو مطيع معاوية بن يحيى ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن غطيف بن الحارث الكندي ، عن عطية بن بسر المازني رضي الله عنه ، قال: أتى عكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عكاف ألك زوجة؟ » قال: لا. قال: «ولا جارية؟» قال: لا. قال: «وأنت صحيح موسر؟» قال: نعم والحمد لله يا رسول الله. قال: «فأنت إذا من إخوان الشياطين إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم، وإما أن تكون منا فتصنع كما نصنع؛» فإن من سنتنا النكاح. شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبالشياطين تمرسون ماله في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون والمبرءون من الخنا " ويحك يا عكاف إنهن صواحب داود وصواحب أيوب وصواحب يوسف وصواحب كرسف عليهم السلام قال عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله على ساحل من سواحل البحر ثلاثين عاما يصوم النهار ويقوم الليل لا يفتر من عبادة الله تعالى من صيام ولا قيام، ثم كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب المرأة عشقها، فترك ما كان عليه من عبادة الله تعالى فتداركه الله عز وجل لما سلف منه فتاب الله تعالى عليه. ويحك يا عكاف تزوج؛ فإنك من المذبذبين ". قال: زوجني يا رسول الله. قال: « قد زوجتك على بسم الله تعالى والبركة كريمة بنت كلثوم الحميرية »
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه لأجل تدليس التسوية ، فأن بقية بن الوليد يدلي ويسوي ، وهو ان كان صرح بالتحديث من شيخه عند ابن أبي عاصم ، ولكن التسوية لا تجعلنا نقبله الا اذا صرح بالسماع في جميع طبقات السند .
استدراك : قال السيوطي : "ومعاوية هو الصدفي ضعيف" [اللآلىء المصنوعة (2/136)]
قال ابن حبان في "المجروحين" : " معاوية بن يحيى الصدفي الأطرابلسي : كنتيه أبو مطيع ، مولده بأطرابلس من سواحل دمشق ، يروي عن الزهري ، كان على بيت المال بالري ، انتقل إليها ، وكان كنيته أبو روح .روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان .منكر الحديث جدا كان يشتري الكتب ويحدث بها ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاء رواية الراوين عنه إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة وفي رواية الشاميين عند الهقل بن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات وهو الذي روى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن الغضيف بن الحارث الثمالي عن عطية بن بسر المازني قال أتى عكاف بن وداعة الهلالي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عكاف ألك زوجة ... الحديث .أخبرناه أبو يعلى قال حدثنا عبد الجبار بن عاصم قال حدثنا بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى ....وروى معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من بعض نواحي المدنية يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا فذهب إلى منزله فجمع أهله وصلى بهم أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال حدثنا الوليد بن مسلم عن معاوية بن يحيى عن خالد الحذاء " انتهى كلام ابن حبان .
قلت : وقد استدرك الدارقطني على ابن حبان في "تعليقاته على المجروحين" (ص 256 و 257) : " قد خلط أبو حاتم في هذا الباب تخلطيا قبيحا ، هما رجلان ، يقال لكل واحد منهما : معاوية بن يحيى:
1- الصدفي يكنى أبا روح ، وهو الذي روى عن الزهري ، ما ذكره عنه هاهنا وغير ذلك ، وهو الذي كان على بيت المال بالري ، وهو الذي روى عنه : الهقل بن زياد ، وعيسى بن يونس ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وغيرهم .
2- والآخر : يكني أبا مطيع ، وهو الأطرابلسي، وهو الذي روى حديث عكاف بن وداعة المذكور هاهنا.وهو الذي روى حديث خالد الحذاء هاهنا ، وهو أكثر مناكير من الصدفي .وإنما فسدت رواية الصدفي ، لأنه غابت عنه كتبه ، فحدث من حفظه ، وسماع الهقل بن زياد ، منه من كتابه ، فلست ترى فيها خطأ ، ولا مقلوبا ، والله أعلم " .
قلت : وفي اسناد أبي نعيم : حدثنا محمد بن محمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبد الجبار بن عاصم ، ثنا بقية بن الوليد ، عن معاوية بن يحيى وليس بالصدفي ..." .
الطريق الثاني : ومداره على محمد بن عمر الرومي ، وقد رواه عنه كلا من :
1- محمد بن خزيمة : أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1000) قال: حدثنا محمد بن عمر الرومي ، قال: حدثنا أبو صالح العمي ، والعباس بن الفضل الأنصاري ، ومسكين أبو فاطمة الطاحي ، كلهم عن برد بن سنان ، عن مكحول ، عن عطية بن بسر الهلالي ، عن عكاف بن وداعة الهلالي ، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عكاف، ألك امرأة؟» ... بنحوه .
2- وتابعه محمد بن علي الوراق : أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/283-284) .
3- وخالفهما رجاء بن وهبة الحناني البصري ، فرواه عن محمد بن عمر الرومي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن برد بن سنان به ، قلت : و رجاء لا يعرف .
قلت : والصحيح رواية الاثنين : وأما شيوخ محمد بن عمر الرومي في هذا الاسناد فهم :
1- أبو صالح العمي : لا يعرف ، ولم يرو عنه الا راو واحد .
2- العباس بن الفضل الأنصاري : متروك منكر الحديث .
3- مسكين أبو فاطمة الطاحي : وهو ضعيف الحديث .
الطريق الثالث : أخرجه أبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5582) : حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا علي بن حجر، ثنا إبراهيم بن مطهر الجرشي، عن أبي مطيع الشامي ، عن مكحول، عن عطية بن بسر، قال: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف، فقال: «يا عكاف، هل لك من زوجة؟» ، قال: لا، قال: «ولا جارية؟» ، قال: ولا جارية، قال: «وأنت موسر بخير؟» ، قال: نعم بحمد الله، قال: «إنك إذا من إخوان الشياطين، إن تك من رهبان النصارى فأنت منهم، وإن كنت منا فاصنع كما نصنع، فإن من سنتي النكاح، وشراركم عزابكم، وإن أذل موتاكم عزابكم أبى الشياطين المرسون، ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء، إلا المتزوجين، أولئك المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب داود وأيوب ويوسف وكرسف» قال عطية بن بسر: يا رسول الله، من كرسف؟ قال: «رجل كان يعبد الله على ساحل من سواحل البحر، فمكث ثلاثمائة عام يقوم الليل ويصوم النهار، ثم إنه كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة الله، ثم إن الله استدركه بعد ذلك بسبب تقصير ما كان يعمل فتاب عليه، ويحك يا عكاف، تزوج وإلا فأنت من المذبذبين» ، قال: يا رسول الله، زوجني قبل أن أبرح، قال: «قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري» اللفظ لعلي بن حجر .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه إبراهيم بن مطهر الجرشي لا يعرف ، وقد أسقط الواسطة بين أبي مطيع الشامي و مكحول ، وهو سليمان بن موسى !!
حديث أبي ذر الغفاري :أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6/171 و 172) وعنه أحمد في "مسنده" (5/163) ، ومن طريقهما ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (999) ، وفي "ذم الهوى" (ص 280 و 281) ، وفي "تلبيس ابليس" (ص 260 و 261) .
من طريق محمد بن راشد ، قال: سمعت مكحولا ، يحدث عن رجل ، عن أبي ذر قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، يقال له عكاف بن بشر التميمي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لك من زوجة؟» قال: لا قال: «ولا جارية» قال: ولا جارية قال: «وأنت موسر بخير» قال: وأنا موسر بخير قال: «أنت إذا من إخوان الشياطين، لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم، إن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأرذل موتاكم عزابكم، بالشياطين تتمرسون، ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجين، أولئك المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب أيوب، وداود، وكرسف، ويوسف» ، فقال له بشر بن عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: «رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاث مائة عام، يصوم النهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة ربه، ثم استدركه الله ببعض ما كان منه، فتاب عليه، ويحك يا عكاف، تزوج وإلا فأنت من المذبذبين» قال: زوجني يا رسول الله قال: فزوجه كريمة ابنة كلثوم الحميري .
قلت : وهذا اسناد ضعيف ، فيه رجل مبهم لم يسم .
الخلاصة : وهذه الأسانيد كلها ضعيفة لا يمكن أن تتقوى ببعضها ، لأنها من رواية متهم بالوضع أو متروك أو من لا يعرف أو من يسوي ، ولا يمكن أن يكون لها أصلا ... والله أعلم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أبو عبد الله السكندرى
ضحى 22 ربيع الأول 1434 من الهجرة المباركة