الدولة الاموية.

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم

يزيد بن عبد الملك
من هو
هو يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ولد سنة 71هجرية في دمشق ايام خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ،واحتكار واستئثار والده عبد الملك بن مروان بالشام ومصر، لذا فقد نشا في الرفاهية ولم يشعر بقيمة السلطان ،ولم يحس بالمعاناة التي قاساها والده وجده من قبل .

تولى الخلافة عقب وفاة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيزسنة 101هجرية بعهد من اخيه سليمان بن عبد الملك ،وكان عمره 29سنة فلم يكن لديه من الخبرة الكافية والناس تقدر وتحترم عادة اصحاب الخبرات .

وامه هي عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ،وقد ماتت بدمشق .
واولاده هم عشرة :الوليد ،ويحي وسليمان وداود وقد مات صغيرا ،والغمر وعبد الجبار(فقد قتلا يوم ابي فطرس بفلسطين سنة 132هجرية ،اثناء هروب مروان بن محمد آخر خلفاء بني امية ) وعبد الله وامه سعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ،وابو سفيان ،,هاشم والعوام ومات صغيرا .
وله من البنات عاتكة وتزوجها محمد بن الوليد بن عبد الملك.

الولايات
خضعت الولايات في عهد يزيد بن عبد الملك الى كثير من التغيير والاستبدال في الامراء الذين ولاهم الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .

الشام : لم يحدث فيها شيئ لان امارتها كانت بيد ابناء البيت المرواني ،ولم تقم فيها اية حركات .

الحجاز
المدينة المنورة :عزل عن المدينة ابا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الذي كان واليا عليها ،وولى عليها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري الذي كان اميرا على الطائف ،وبعد سنتين تم عزله ،وولى عبد الواحد بن عبد الله بن بشر النضري ،فكان احب الولاة الى اهلها ،ولايقوم على امر حتى يستشير سالم بن عبد الله بن عمر ،والقاسم بن محمد بن ابي بكر.

مكة المكرمة: عزل يزيد عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن اسيد الذي كان اميرا عليها ،وضم مكة الى المدينة المنورة سنة 103 هجرية .

العراق: وقعت فيها الكثير من الاحداث والتغيير في الولاة .
الكوفة :منذ ايام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان امير الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ين الخطاب،الا ان مسلمة بن عبد الملك قد عزله عندما جاء الى العراق ،وجعل مكانه محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن ابي معيط المعروف ب(ذا الشامة) ،ثم تسلم مسلمة الكوفة ،وابقى عليها محمد بن بن عمروا الامير السابق ،واصبح عمر بن هبيرةعلى العراق كله والمشرق مكان مسلمة .

البصرة : ارسل عدي بن ارطأة الفزاري الى البصرة من طرف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، فلما تولى يزيد بن عبد الملك الخلافة ،وكان يكره آل المهلب ،سجن عدي اولاد المهلب وهم :المفضل وحبيب وعبد الملك ومروان وبقي من اولاد المهلب محمد خارج السجن لكن يزيد بن المهلب قد فر من سجن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وتمكن المهلب من السيطرة على البصرة ويخرج اخوته من السجن ، ويسجن عدي بن ارطأة الامير السابق ويبعث عماله الى الاهواز وكرمان وفارس ، وقد ارسل اخاه مدركا الى خراسان ،وسار هو الى واسط وولى اخاه مروان على البصرة.
بعث يزيد بن عبد الملك اخاه مسلمة بن عبد الملك لقتال ابن المهلب وارسل امامه ابن اخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك باربعة آلاف فارس فوصل الى الحيرة قبل وصول يزيد بن المهلب اليها ،وجاء مسلمة باهل الشام وقد سار الى الجزيرة محاذيا نهر الفرات .
يتبع ان شاء الله.

[صفاء]

استخلف يزيد بن المهلب ابنه معاوية بن يزيد على واسط ،وسار هو لقتال اهل الشام ،وقد ارسل امامه اخاه عبد الملك بن المهلب فالتقى بالعباس بن الوليد فانتصر عبد الملك في اول الامر ثم هزم وسار نحو اخيه للقاء مسلمة بن عبد الملك قرب الانبار وكذلك تحرك العباس بن الوليد نحو عمه مسلمة.

جاءت الجموع الى يزيد بن المهلب فجعل عليها اخاه المفضل ،ودارت معركة بين الطرفين قتل فيها يزيد بن المهلب واخوته حبيب ومحمد وانتصر اهل الشام ،وعاد المفضل الى واسط حيث ان ابن اخيه معاوية بن يزيد بن المهلب الذي قتل الاسرى لديه عندما علم نبأ المعركة ومنهم عدي بن ارطأة وابنه محمدا ،وفي الوقت نفسه سار مسلمة بم عبد الملك الى الحيرة فدخلها .

سار آل المهلب من واسط الى البصرة ومنها ركبوا السفن وانتقلوا الى كرمان فارسل مسلمة بن عبد الملك في اثرهم مدرك بن ضب الكلبي فاقتتلوا فقتل المفضل بن المهلب ومعه النعمان بن ابراهيم بن الاشتر النخعي ،ومحمد بن اسحاق بن محمد بن الاشعث كما قتل جريحا عثمان بن اسحاق بن محمد بن الاشعث،وطلب الامان مالك بن ابراهيم بن الاشترالنخعي فاعطيه ،ثم قتل آل المهلب جميعهم ،ولم ينج منهم سوى ابي عيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل بن المهلب فانهما لحقا بارض خاقان ورتبيل.

وقام بامر البصرة بعد خروج آل المهلب منها شبيب بن الحارث التميمي ،فلما ضمت الى مسلمة بن عبد الملك ارسل اليها عبد الرحمن بن سليم الكلبي ،ثم عاد فبعث اليه ابن عمه عبد الملك بن بشر بن مروان ،ثم عزل مسلمة بن عبد الملك وضمت البصرة تحت امرة عمر بن هبيرة .

خراسان :كان عبد الرحمن بن نعيم الغامدي اميرا عليها ،ثم سيطر عليها آل المهلب ،وتولى امرها مدرك بن المهلب ،ولما هزم ارسل اليه ختنه زوج ابنته سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكيم بن ابي العاص المعروف باسم (خذينة) الا ان عمر بن هبيرة قد عزله وولى مكانه سعيد بن عمرو الحرشي عام 103 هجرية ،ولم يلبث سوى عام حتى عزل ،وتولى مكانه مسلم بن سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي .
ارمينيا واذربيجان :كان اميرها الجراح بن عبد الله الحكمي ،وكانت له غزوات فيها .

مصر:توفي ايوب بن شرحبيل الذي ولاه عمر بن عبد العزيز ،فولى يزيد على مصر بشر بن صفوان الكلبي عام 101 هجرية ثم بعد مدة ارسله الى افريقيا واليا عين اخاه مكانه حنظلة بن صفوان فبقي اميرا حتى تولى الخلافة هشام بن عبد الملك عام 105 هجرية.

افريقيا :ثار الجند في افريقيا على اميرها يزيد بن ابي مسلم فقتلوه وولوا مكانه محمد بن يزيد(ارسله سليمان بن عبد الملك من الشام واليا على افريقيا سنة 97 هجرية ،وعزله عمر بن عبد العزيز سنة 99 هجرية فلما تولى يزيد بن عبد الملك ولى على افريقيا يزيد بن ابي مسلم كاتب الحجاج فاراد ان يسير بافريقيا سيرة الحجاج بالعراق ،فقتله الجند واعادوا محمد بن يزيد ،وكان في غزو صقلية ثم عاد ،وكتبوا الى الخليفة :انا لم نخلع ايدينا من الطاعة ولكن يزيد بن ابي مسلم سامنا ما لايرضاه الله والمسلمون فقتلناه واعدنا علينا محمد بن يزيد ،فكتب اليهم الخليفة اني لم ارضى بما صنع ابن ابي مسلم واقر محمد بن يزيد على عمله ،فكانت ولايته الثانية ولكنها لم تطل ) مولى الانصار واخبر بذلك يزيد بن عبد الملك فاقر الوالي الجديد على عمله ولكن لم يطل امره اذ ارسل والي افريقيا الى الاندلس وهو عنبسة بن سحيم الكلبي.

الفتوحات
في سنة 103 هجرية غزا العباس بن الوليد بلاد الروم على راس صائفة ،كما غزاها سعيد بن عبد الملك ،وغزا عمر بن هبيرة ارمينيا فهزم اهلها واسر سبعمائة اسير سنة 102 هجرية ،واما الجراح بن عبد الله الحكمي امير ارمينيا فقد غزا بلاد اللان عام 105 هجرية

امير الاندلس عنبسة بن سحيم الكلبي سار الى فرنسا ،واستولى على سبتمانيا ،ووصل الى حوض الرون ،واستولى على مدينة ليون ، وتوغل في اقليم بورغونيا ،وغزا محمد بن يزيد صقلية .

غزا المسلمون سنة 102 هجرية اهل الصغد لنقضهم العهد ،وهزموهم فارتحلوا الى ملك فرغانة يطلبون مساعدته ضد المسلمين ،وكرر سعيد بن عمرو الحرشي غزو بلاد الصغد سنة 104 هجرية ،كما غزا مسلمة بن سعيد الترك سنة 105 هجرية

وفاته
توفي يزيد بن عبد الملك سنة 105 هجرية ،وله من العمر اربع وثلاثون سنة ،وكانت مدة خلافته اربع اعوام وشهرا كاملا ،وعهد بالخلافة من بعده لاخيه هشام بن عبد الملك ،ومن بعده لابنه الوليد بن يزيد.
وكانت وفاته في اربد من اعمال الاردن ،ونقل الى دمشق ودفن فيها .

يتبع ان شاء الله.

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
هشام بن عبد الملك
من هو
ولد الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك في دمشق ،وامه هي عائشة بنت هشام بن اسماعيل المخزومي .
وتولى الخلافة بعد وفاة اخيه يزيد وذلك بعهد منه في سنة 105 هجرية وكان عمره انذاك اربعة وثلاثون عاما .
تزوج هشام بن عبد الملك ام حكيم بنت يحي بن الحكيم فانجبت له سليمان ابا الغمر الذي قتله ابو العباس السفاح ،ومسلمة ويزيد وسعيد ومحمد .
وتزوج ام عبده بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان فولدت له يحي ،وعبد الله .
وتزوج ام عثمان بنت سعيد بن خالد بن عمرو وبن عثمان بن عفان فولدت له مروان .
واولاده من امهات اولاد هم: معاوية (الذي توفي في حياة ابيه عام 119 هجرية ، وقاد الصوائف الى بلاد الروم عشر سنوات ،وهو والد عبد الرحمن الداخل الذي اسس الدولة الاموية في الاندلس ) وعبد الرحمن وعثمان وقريش وخلف والوليد وعبد الملك وله من البنات عدد اشهرهن :ام سلمة وام هشام .

الولايات
في عهد هشام بن عبد الملك كانت الولايات بصورة عامة هادئة ،باستثناء بعض حركات الخوارج في العراق ،وثورة زيد بن علي بالكوفة ،اما الدعوة العباسية فكانت تنتشر بصمت في خراسان اذا عرف بعض اتباعها قتلوا.
وكذلك قامت حركة يحي بن زيد بعد هشام .

الشام :لم يحدث في الشام ما يثيرالاهتمام ،اغلب الامارات كانت بيد امراء بني مروان ،وتنطلق الغزوات من اماراتها الشمالية حيث يجتمع الغزاة في الصوائف والشواتي نحو بلاد الروم .

الحجاز :عزل هشام بن عبد الملك عبد الواحد بن عبد الله النضري وكانت امارات الحجاز كلها :مكة المكرمة والمدينة المنورة بيد عبد الواحد بن عبد الله النضري ،واعطى الامارة هشام بن عبد الملك لخاله ابراهيم بن هشام بن اسماعيل المخزومي سنة 106 هجرية ،وفي سنة 114 هجرية قام بعزله عن الحجاز ،وامر خاله محمد بن هشام بن اسماعيل على مكة المكرمة ،بينما اعطى امر المدينة الى خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم ،ثم عاد فعزل خالدا عن المدينة وضمها الى محمد بن هشام بن اسماعيل المخزومي وذلك سنة 118 هجرية .

العراق:قام هشام بن عبد الملك لما تولى الخلافة بعزل عمر بن هبيرة عن العراق وسائر المشرق ،واعطاها الى خالد بن عبد الله القسري ،ثم بعد اربعة اعوام انتزع خراسان منها واعطاها الى اشرس بن عبد الله السلمي .
وعزل هشام بن عبد الملك عن العراق خالد بن عبد الله القسري وذلك في سنة 120 هجرية وولى مكانه يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم الثقفي
(ابو يعقوب ،ولد في البلقاء بشرقي الاردن سنة 65 هجرية حيث كانت منازل اهله ،وتولى امرة اليمن لهشام بن عبد الملك سنة 106 هجرية ثم نقل الى العراق ،فاستخلف ابنه الصلت على اليمن ،واضيفت اليه امرة خراسان ،عذب سلفه في امرة العراق خالد بن عبد الله القسري في السجن ،ثم اطلقه فاقام بدمشق حتى عاد الخليفة فارسله اليه فعذبه حتى مات ،وهرب يوسف من العراق سنة 126 هجرية بعد موت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ،وقبض عليه وسجن في دمشق ،فارسل اليه يزيد بن خالد بن عبد الله القسري من قتله بالسجن عام 127هجرية ثارا لابيه )
الذي كان عاملا له على اليمن ،ولم يلبث ان خرج فيها زيد بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ،وكان من قبل يقيم بالمدينة وعندما سجن يوسف بن عمر والي العراق سلفه خالد بن عبد الله القسري ذكر انه قد اودع امولا عند زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ،ولكن زيد قد اقسم عند والي المدينة بعدم صحة ذلك وسار الى دمشق ،واقسم ايضا امام هشام ثم توجه الى العراق ،وبقي فيها عدة اشهر وبي للوالي انه لم يودع عنده اية اموال من قبل خالد بن عبد الله القسري ،وكان يوسف بن عمروا يدعوه للخروج من العراق ،وكان يتردد عليه بعض انصاره يدعونه للخروج على بني امية حتى خرج عام 121هجرية وقد نصحه بعدم الخروج محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب ،وذكره بما فعله اهل العراق مع علي بن ابي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا ،الا انه خرج باربعة عشر الفا ،الا ان اتباعه قد خذلوه وبدؤوا يسالونه عن رايه في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ،فذكرهما بخير ،فانفضوا من حوله ،فاطلق عليهم اسم (الرافضة) وبقي معه عدة مئات ،فقاتل بهم قتالا لا مثيل له ،ثم استشهد بعد قتال عدة ايام وذلك سنة 122 هجرية ،اما ابنه يحي فقد استجار بعبد الملك بن بشر بن مروان فأجاره ،فلما بلغ ذلك يوسف اخبره بانه ان لم يأتي به ليكتبن ذلك الى امير المؤمنين ،فاخبره عبد الملك بانه لم يكن له ان يخفي من يقاوم سلطانهم ابدا ،فقبل منه يوسف ،وكف عن طلبه ،فلما سكن الطلب خرج في جماعة له واتجه الى خراسان.

يتبع ان شاء الله.

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
خراسان:منذ ان تولى خالد بن عبد الله القسري امر المشرق عزل مسلم بن سعيد عن خراسان وولى امرها اخاه اسد بن عبد الله القسري ،فارسل اسد الى عبد الرحمن بن نعيم الغامدي ان يقوم بأمر الجند فقال مسلم بن سعيد :سمعا وطاعة ،وأبدى اسد شيئا من العصبية لليمانية فعزله هشام بن عبد الملك سنة 109 هجرية عن خراسان ،كما فصلت عن العراق حتى تخرج عن يد خالد بن عبد الله ،فاستخلف اسد مكانه على خراسان الحكم بن عوانة الكلبي ،ولكن هشاما لم يلبث ان أرسل اشرس بن عبد الله السلمي.
وفي سنة 111 هجرية عزل اشرس بن عبد الله عن خراسان ،وولى امرها الى الجنيد بن عبد الرحمن المري ،فتعصب لمضر ،ولكنه توفي سنة 116 هجرية ،واستخلف مكانه عمارة بن حريم ،حتى تولى امر خراسان عاصم بن عبد الله .

خرج في خراسان عام 116 هجرية الحارث بن سريج وطالب بانصاف المظلومين فقاتله اميرها حتى انتصر عليه ،وفي عام 117 هجرية عاد هشام فعزل عاصم بن عبد الله عن خراسان ،واعاد وضمها الى والي العراق خالد خالد بن عبد الله القسري الذي بعث اليها اخاه اسدا .

وعندما تولى العراق وسائر المشرق يوسف بن عمر الثقفي ارسل الى خراسان جديع بن علي الكرماني ،ثم عزله وولى مكانه نصر بن سيار.
اما يحي بن زيد بن علي فقد بقي مختبئا بخراسان عند الجريش بن عمرو بن داود ببلخ حتى مات هشام .

ارمينيا: ولى هشام بن عبد الملك على ارمينيا سنة 111 هجرية الجراح بن عبد الله الحكمي ،وبقي عليها حتى استشهد عام 112 هجرية ،وكان قد استخلف اخاه الحجاج ،ثم كان مسلمة بن عبد الملك ،،وفي عام 114 هجرية تولى امر ارمينيا مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان .

مصر:في بداية عهد هشام بن عبد الملك تولى امر مصر اخوه محمد بن عبد الملك بن مروان ،ولكنه لم يلبث أن استبدل بالحر بن يوسف الاموي الذي بقي في منصبه عامين 106 و107 ،ثم خلفه حفص بن الوليد الحضرمي الا ان عبد الملك بن رفاعة قد عاد مرة ثانية الى إمرة مصر،ولكنه توفي بعد 15 يوما من تسلمه الامر وذلك في مطلع عام 109هجرية ،فاستخلف اخاه مكانه وهو الوليد بن رفاعة فوافقه هشام على ذلك ،وبقي الوليد في عمله حتى توفي عام 117 هجرية فاستخلف هشام بن عبد الملك بعده عبد الرحمن بن خالد الا انه كان لينا فشكاه أهل مصر الى الخليفة فعزله،واعاد الى الإمرة حنظلة بن صفوان الكلبي للمرة الثانية وذلك سنة 119 هجرية وبقي فيها حتى ارسله هشام الى افريقيا عام 124 هجرية بعد مقتل كلثوم بن عياض القشيري ،,ولى مكانه حفص بن الوليد الحضرمي واستمر بعد هشام بن عبد الملك اياما .

افريقيا:عندما بدأت خلافة هشام بن عبد الملك كان على امر افريقيا بشر بن صفوان ،وعندما توفي استخلف قبل موته نفاش بن قرط الكلبي الذي اسرف في اذلال القيسية ثم ان هشام بن عبد الملك عين على افريقيا عبيدة بن عبد الرحمن القيسي فبطش بعمال سابقيه من اليمانية وبآل موسى بن نصير ،وفي سنة 116 هجرية ارسل والي مصر الوليد بن رفاعة الى افريقيا عبيد الله بن الحبحاب فولى على طنجة عمر بن عبيد الله المرادي فأساء معاملة البربر (الامازيغ التي تعني الانسان الحر) وولى على بلاد السوس ابنه اسماعيل فأساء معاملة البربر ايضا،الامر الذي دعاهم الى الثورة ،واستغلوا غياب جيش المغرب خارج البلاد في غزو صقلية سنة 121 هجرية بإمرة حبيب بن ابي عبيدة بن عقبة بن نافع .
تحرك البربر عام 121هجرية بإمرة الزناتي ،وسارو الى طنجة وقتلوا عاملها عمر بن عبيد الله المرادي ،ثم اتجهوا الى بلاد السوس وقتلوا العامل هناك ايضا اسماعيل بن عبيد الله الحبحاب ،ثم هزموا وتحصنوا في طنجة ،ثم رجعوا وحاولوا السيطرة على القيروان فبدد شملهم عامل طرابلس صفوان بن مالك ثم تم لهم احراز بعض النصر فارسل لهم الخليفة جيشا بإمرة كلثوم بن عياض القشيري واعطاه ولاية افريقيا واستدعي عبيد الله بن الحبحاب الى الشام.

جرت معركة كبيرة بين جيش الخليفة والبربر فقتل كلثوم بن عياض وحبيب بن ابي عبيدة وذلك عام 123هجرية وتمكن بلج بن بشرالقشيري ابن عم كلثوم أن يلجأ الى طنجة وان يعتصم فيها .

وبعد مقتل كلثوم بن عياض سير هشام بن عبد الملك الى افريقيا والي مصر حنظلة بن صفوان ،وحاول البربر حصاره في القيروان الا انه تمكن من انزال الهزيمة بهم الامر الذي اعاد الهيبة للامويين في بلاد المغرب.
يتبع ان شاء الله .

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاندلس: بعد ان استشهد عنيسة بن سحيم الكلبي في غزوة داخل فرنسا سنة 107هجرية ،حدثت خلافات استمرت اربع سنوات ،ثم تولى امر الاندلس عبد الملك بن قطن الفهري ،ولكن عبيد الله بن الحبحاب الذي وصل الى افريقيا قد عزل عبد الملك بامر الخليفة وارسل الى الاندلس عقبة بن الحجاج السلولي العبسي فسار اليها عقبة وملكها ،ودخل فرنسا ،واستقر في سبتمانيا ،كما فتح بعض اراضي جيليقية في شمال بلاد الاندلس ،وقد اسلم على يديه اكثر من الف رجل ،ثم سار اهل الاندلس عليه عام 123هجرية فخلعوه ،وتوفي بعد قليل بقرطبة ،ونادى اهل الاندلس بعبد الملك بن قطن الفهري اميرا عليهم .

تحرك البربر في الاندلس فأذن عبد الملك بن قطن الفهري لبلج بن بشر بدخول الاندلس ،وكان في طنجة ،فدخل بشر وتمكن من الانتصار على البربر في معركة شذونة ،وبعدها طلب امير الاندلس من بلج الخروج من الاندلس فرفض وحدث خلاف بين الطرفين قتل نتيجته عبد الملك من قطن وغدا بلج بن بشر امير الاندلس .
لم يلبث بلج بن بشر القشيري ان توفي بعد عام تقريبا متاثرا بجراحه التي اصيب بها في معاركه التي خاضها ،وخلفه ثعلبة بن سلامة الذي جاء مع كلثوم بن عياض الى افريقيا ولكن حنظلة بن صفوان امير افريقيا قد بعث الى الاندلس ابا الخطار حسام بن ضرار الكلبي حسب اوامر الخليفة هشام بن عبد الملك.
الفتوحات
لم تكن هناك فتوحات واسعة كالتي حدثت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك ،وانما كانت غزوات يحدث فيها تقدم قليل ثم يعود المسلمون اثرها الى ثغورهم ،او تفتح رقعة صغيرة من الارض ،او بعض الحصون او يحدث قتال بسبب نقض العهد من قبل اعداء المسلمين الامر الذي يضطر فيه المسلمون الى معاودة قتالهم واجبارهم الى طلب الصلح ثانية ودفع الجزية.
الجبهة الغربية

بلاد الروم : استمرت الغزوات في ارض الروم طيلة ايام هشام بن عبد الملك فكانت تندفع الصوائف والشواتي مجاهدة في البر والبحر ،ولكن لم تحدث معها تغييرات في الحدود ،وانما توغل في ارض الروم ، ثم عودة الى الحصون الموجودةعلى مرتفعات جبال طوروس.

وكان اشهر قادة تلك الغزوات :مسلمة بن عبد الملك بن مروان ،ومعاوية بن هشام بن عبد الملك ،وسليمان بن هشام بن عبد الملك ،وعبد الله البطال ،وسعيد بن عبد الملك ،وابراهيم بن هشام ،والوليد بن القعقاع العبسي ،والنعمان بن يزيد بن عبد الملك،ومسلمة بن هشام بن عبد الملك ،وفي سنة 107هجرية غزا معاوية بن هشام الصائفة ،وكان على جيش الشام ميمون بن مهران فقطع البحر الى قبرص.

وفتحت مدينة قيصرية على يد مسلمة بن عبد الملك في عام 108هجرية ، ووصل سعيد بن هشام عام 11هجرية الى مدينة قيصرية اثناء توغله في ارض الروم ،وهزم عبد الله البطال قسطنطين وجيشه ،واسره ،ووصل سليمان بن هشام الى مدينة قيصرية ثانية .
ورابط معاوية بن هشام عام 113هجرية في ناحية مرعش ،وكان قد فتح حصن خرشنة قبل عام .

في البحر: فقد حدثت غزوات بحرية للجزر الواقعة في البحر الابيض المتوسط ،ومن اشهر قادة البحر:عبد الله بن عقبة بن نافع ،وعبد الله بن ابي مريم ،وميمون بن مهران ،وغزا امير افريقية جزيرة صقلية سنة 121هجرية ،وكان قائد الغزو حبيب بن ابي عبيدة بن عقبة بن نافع الذي استطاع فتح مدينة سرقوسة ،وكذا غزا امير افريقيا عبيد الله بن الحبحاب جزيرة سردينيا عام 117هجرية بإمرة قثم بن عوانة الذي تمكن من الاستيلاء على قلعة الجزيرة الا ان المقاتلين قد غرقوا في البحر عند عودتهم .

يتبع ان شاء الله

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاندلس:استشهد عنبسة بن سحيم الكلبي بعد تقدمه في فرنسا وفي اثناء عودته الى قاعدته ،فاضعف قتله معنويات المسلمين فاضطروا الى النسحاب الى ناربونة قاعدته في جنوبي فرنسا ،وتلى امر الاندلس عبد الرحمن الغافقي فخرج في ثمانية آلاف مقاتل ،واستولى على إكيتانيا ،كما ضم اليه وادي الرون ثانية ،واستعان دوق اكيتانيا بالفرنجة فجمع شارل مارتل جندا كثيرا كان اكثرهم عراة ،وجرت معركة في بواتييه بعد مناواشات دامت ثمانية ايام ،ووقع اضطراب في صفوف المسلمين ،واصيب عبد الرحمن الغافقي ،فاختلفت كلمة رؤساء الجند ،فانسحبوا ليلا دون علم الفرنجة وذلك عام 114 هجرية وعرفت تلك المعركة باسم بلاط الشهداء ،ولم يبق للمسلمين في فرنسا سوى مقاطعة سبتمانيا.

ودخل عقبة بن الحجاج سبتمانيا ،وقام بفتح بعض المناطق التي بقيت مستعصية على المسلمين في شمالي بلاد الاندلس .
الجبهة الشرقية

أرمينيا:كثر الغزو في ارمينيا وبلاد اللان ايام هشام بن عبد الملك واشتهر من القادة ،الحجاج بن عبد الملك،والجراح بن عبد الله الحكمي ،ومسلمة بن عبد الملك ،واشرس بن عبد الله السلمي،والحارث بن عمروا الطائي ،واسحاق بن مسلم العقيلي ،ومروان بن محمد .

فقد غزا الحجاج بن عبد الملك بلاد اللان فصالح اهلها على ان يؤدوا الجزية الا انهم نقضوا العهد فغزاهم مسلمة بن عبد الملك من جهة باب الابواب وهزمهم عام 110 هجرية وسار الترك الى اذربيجان فلقيهم الحارث بن عمروا عام 112هجرية فردهم على اعقابهم مهزومين ،وتحركوا من جهة بلاد اللان فلقيهم الجراح بن عبد الله الحكمي فيمن معه من أهل الشام واذربيجان في العام نفسه ،ولم يكن جيشه قد اكتمل اعداده بعد فاستشهد هو ومن معه من الجند باردبيل ،واخذ الترك مدينة اردبيل ،فوجه هشام بن عبد الملك اخاه مسلمة في شتاء بارد غزير المطر والثلوج فسار في اثرهم حتى تجاوز باب الابواب فخلف عليها الحارث بن عمروا الطائي ،,عاد اليهم مسلمة ،في العام التلي 113هجرية ورجع مسلمة عن الباب ،وعاد الترك الى نقض العهد فارسل اليهم مروان بن محمد بعثين عام 117 هجرية الامر الذي جعلهم يقرون بالجزية ،ولم يلبثوا ان نقضوا العهد فغزاهم عام 120 هجرية اسحاق بن مسلم العقيلي ،ومروان بن محمد الذي افتتح بلاد السرير فدانت له وادت الجزية سنة 121 هجرية وتوفي في ذلك العام مسلمة بن عبد الملك الذي دوخ الروم والترك.

بلاد ما وراء النهر:ما انقطع القتال في بلاد ما وراء النهر ايام هشام بن عبد الملك واشتهر من القادة :اسد بن عبد الله القسري ،ومسلم بن سعيد ،والجنيد بن عبد الرحمن ،وسعيد بن عمرو الحرشي،ونصر بن سيار.

غزا مسلم بن سعيد الترك فاتى فرغانة وفروا من اماه عام 106هجرية وفي العام الذي تلاه غزا اسد بن عبد الله القسري الجبال فصالحه الملك نمرون واسلم على يديه ،كما سار الى جبال هراة ،ومنها انطلق الى الختل فحاربهم حتى اجبرهم على الصلح ،ثم نقضوا عهدهم فقاتلهم سعيد بن عمروالحرشي ،وهزمهم في عدة وقائع عام 112هجرية لكنهم لم يلبثوا ان هاجموا سمرقند فاستنجد اميرها بالجنيد بن عبد الرحمن ،فانتصرت الترك ،وقتلت عددا كبيرا من المسلمين ،ثم ثبت المسلمون فردوا الترك وهزموهم .
وغزا اسد بن عبد الله القسري عام 119هجرية بلاد الختل ،وقتل ملكهم بدر طرخان ،كما سار الى بلاد الترك فلقي خاقان فقتله ،وتوفي اسد بعد ذلك عام 120هجرية وسار نصر بن سيار الى بلاد ماوراء النهر مرتين ،وفي المرة الثالثة اسر الملك كورصول وقتله عام 121هجرية وصاله اهل الصغد عام 123هجرية ،وغزا في العام نفسه فرغانة مرتين .
ثم خرج العام نفسه وزير السختياني بالحيرة واجتمعت حوله جماعة قليلة وعاثت في الارض فسادا فارسل لهم والي العراق قوة انتصرت عليهم ،وقتلت معظمهم ،واخذ وزير السختياني وبعض اصحابه أسرى ،وحملوا الى الوالي ،فقتل الخوارج واستبقى اميرهم لما راى من ذكائه وبيانه وكان يدعوه احيانا من السجن ويستمع اليه ،ووصل خبر ذلك الى هشام بن عبد الملك فانب الامير وطلب منه قتل الخارجي فقتله.
وخرج الصحاري بن شبيب عام 119 هجرية بناحية واسط فأرسل له خالد بن عبد الله القسري جندا ،فجرت معركة عظيمة بين الطرفين ابيد فيها الخوارج
وفاته
توفي الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك في الرصافة سنة 125هجرية
يتبع ان شاء الله.

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم

الوليد بن يزيد
ولد الوليد بن يزيد سنة تسعين للهجرة ،وامه ام الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي ابنة اخ الحجاج بن يوسف والي العراق ايام عبد الملك وابنه الوليد ويكنى ابا العباس.
ومن زوجاته عاتكة بنت عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن ابي سفيان بن حرب ،وقد انجبت له عثمان ،وام عبد الملك بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ،وولدت له سعيد.
اما اولاده فهم الحكم وعثمان ويزيد والعباس والعاص وسعيد وموسى والفتح وفهد وقصي ولؤي وواسط وذؤابة والمؤمن وله عدة بنات.

عهد اليه بالخلافة ابوه يزيد بن عبد الملك بعد عمه هشام بن عبد الملك ،كان عمه يكرمه حتى ظهرت عليه علامات الاستهتار ،فعزم هشام على خلعه وتولية ابنه مسلمة بن هشام ،ففر الوليد الى البرية ،ولم يزل بها حتى مات هشام ،وكان الزهري يحث هشام على خلعه ،ومات الزهري قبل تولية الوليد ،وكان هشام بن عبد الملك يخشى الفتنة ولذلك لم يقدم على خلعه .

بويع بعد وفاة عمه هشام في 6 ربيع الثاني ،وعمره خمسة وثلاثون عاما ،فسار في اول الامر سيرة حسنة ،وكان كريما وشاعرا مجيدا .
عقد من بعده لولديه الحكم ،وعثمان ولاية العهد ،وبعث بالبيعة الى والي العراقيين يوسف بن عمر الثقفي ،فارسلها الى نائب خراسان نصر بن سيار.

ولى على الحجاز المدينة ومكة خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي وعزل خالي عمه هشام ،ابراهيم ومحمد ابني هشام بن اسماعيل المخزومي وامر خاله ان يقيمهما بالمدينة مهانين ،ثم يبعث بهما الى العراق الى يوسف بن عمر الذي عذبهما حتى ماتا .
وفي ايامه غزا اخوه الغمر بن يزيد بن عبد الملك قبرص ،وخير اهلها بين نقلهم الى الشام او الى بلاد الروم لما كان يبدوا منهم حينا بعد حين فانتقلت جماعة الى الشام واختارت جماعة بلاد الروم .


وفي عهده قتل يحي بن زيد بن علي زين العابدين اذ كان مختفيا بخراسان عندما مات هشام بدار الحريش بن عمرو بن داود بمدينة بلخ ،فوصل خبره الى يوسف بن عمر فكتب بذلك الى نصر بن سيار الذي ارسل الى نائب بلخ يعلمه بخبر يحي فبعث نائب بلخ الى الحريش وضربه ستمائة سوط ولم يعلمه بشيئ عن امر يحي ثم اخبر عنه ولد الحريش ،فاخذ يحي ،وسجن ،وكتب نصر بن سيار بذلك الى يوسف بن عمر فبعث الى الوليد بما تم ،فكتب الوليد الى نصر يامره باطلاقه وارساله اليه مع اصحابه فامتثل نصر وفعل ذلك ،فلما كان يحي ببعض الطريق توسم نصر به غدرا فارسل اليه جيشا من عشرة آلاف فقاتلهم يحي وليس معه سوى سبعين رجلا ،وهزمهم ،وقتل اميرهم ،واخذ منهم امولا كثيرة ،ثم جاءته قوة اخرى فقتلته وجميع اصحابه.

اساء الوليد لولد عمه فضرب سليمان بن هشام مائة سوط ،وحلق رأسه ولحيته ،وغربه الى عمان حيث سجنه هناك وارسل العباس بن الوليد بن عبد الملك الى الرصافة ليحصي اموال هشام وولده الا مسلمة بن هشام ،وان ياخذ عماله وخدمع ففعل ذلك ،ثم اساء الى اولاد عمه الوليد بن عبد الملك .

واساء الى اليمانية اذ قتل خالد بن عبد الله القسري حيث سلمه الى خصمه يوسف بن عمر الثقفي والي العراق وكان يقيم بدمشق منذ عام 121 هجرية فعذبه يوسف حتى مات.
واساء الى نفسه اذ بايع لولديه ولم يبلغا سن الرشد بعد ،واسرف في بعض الاشياء ،فثقل ذلك على الناس ،ونقموا عليه ،وبايعوا سرا ابن عمه يزيد بن الوليد ،وكان معرفا بصلاحه ،فنادى يزيد بخلع الوليد الذي كان غائبا بالاغدف من عمان من جهات الاردن وقد وضع نائبا عنه بدمشق خاله عبد الملك بن محمد بن يوسف الثقفي الذي فر الى قطنا وتحصن بها ،واستخلف ابنه على دمشق ،واستطاع يزيد بن الوليد ان يدخل دمشق وان يرسل جماعة من اصحابه بإمرة عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك الى الوليد بن يزيد فقتلوه في البخراء في القصر الذي كان للنعمان بن بشير.

وكان مقتله في 28 جمادى الآخرة فكانت مدة خلافته سنة وثلاثة اشهر تقريبا (125و126هجرية)
يتبع ان شاء الله

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
يزيد بن الوليد
ولد يزيد بن الوليد بدمشق سنة 90هجرية ،وامه شاهفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى ،وقد سباها قتيبة بن مسلم الباهلي ،هي واختا لها فبعثهما الى الحجاج بن يوسف ،فارسل بهذه الى الوليد ،واستبقى اختها عنده ،فولدت هذه يزيد بن الوليد ،وقد عرف بالناقص وذلك لانه انقص ما زاده الوليد على الاعطيات ،ويبدوا ان الذي اطلق عليه ذلك ابن عمه مروان بن محمد .

وله من الاولاد :خالد والوليد وقد قتلهما مروان بن محمد ،وعبد الله ،وعبد الرحمن ،ومحمد وابو بكر وعلي وعبد المؤمن والاصبغ .

وكان رجلا صالحا نقم على على ابن عمه الوليد بن يزيد بسبب ما انتهكه من حرمات ،وقتله لذلك

بويع للخلافة بعد مقتل ابن عمه الوليد بن يزيد في 28 جمادى الاخرة عام 126هجرية
وقد اضطربت الامور على يزيد ،وانتشرت الفتن ،واختلفت كلمة بني مروان .
وخرج سليمان بن هشام بن عبد الملك بعمان من سجن الوليد ،فاستولى على الاموال والارزاق ،ثم جاء بعد هذا كله الى دمشق ،وصار يلعن الوليد فاكرمه يزيد ،ورد اليه امواله التي اخذها منه الوليد وتزوج اخته ام هشام.

وثار اهل حمص وساروا الى دار العباس بن الوليد بن عبد الملك فهدموها ،ففر العباس منهم الى دمشق ،وبدأ اهل حمص يطالبون بدم الوليد بن يزيد ،وعدوا خليفتهم ابنه الحكم بن الوليد ،فخلعوا اميرهم مروان بن عبد الله بن عبد الملك ،وقتلوه وابنه ،وامروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين ،وكتبوا الى الاجناد يطلبون الاخذ بثأر الوليد فاتتهم اعداد ،ثم ركب ابو محمد السفياني في اهل حمص ،وسار الى دمشق فتلقاهم سليمان بن هشام بجيش كثيف ارسله اليهم يزيد بن الوليد وجعل جيشا آخر بإمرة اخيه عبد العزيز بن الوليد يرابط عند ثنية العقاب ،وتركزت جماعة اخرى عند عقبة السليمة وجاء اهل حمص فالتقت القوتان في سفوح الجبل ،وهزمخ اهل حمص وقتل منهم الكثير ،,اخذ السفياني اسيرا ثم بايعوا يزيد.

وثار اهل فلسطين وبايعوا يزيد بن سليمان بن عبد الملك ،,بايع اهل الاردن محمد بن عبد الملك بن مروان فارسل اليهم يزيد جيشا من اهل الشام وحمص بإمرة سليمان بن هشام فنتصر عليهم ،وبايعوا يزيد .

وعزل يوسف بن عمر الثقفي عن العراق وارسل مكانه منصور بن جمهور وضم اليه مع العراق السند ،وسجستان ،وخراسان وفر يوسف الى ارض البلقاء من نواحي الاردن فاحضره الخليفة وحاسبه وسجنه .

ثم عاد يزيد فعزل منصور بن جمهور عن العراق وولى مكانه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ،واقر نصر بن سيار على خراسان .
وكان مروان بن محمد بارمينيا واذربيجان يحرض على المطالبة بدم الوليد بن يزيد ،وسار نحو دمشق فلما بلغ حران اظهر الموافقة وبايع.
ثم ان الخليفة يزيد بن الوليد قد عزل عن الحجاز يوسف بن محمد الثقفي وولى عليها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز .

وبايع يزيد من بعده لاخيه ابراهيم بن الوليد ثم لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ،,لم يلبث يزيد ان توفي بالطاعون في 7ذي الحجة من العام نفسه 126 هجرية .
وبدات الفتنة في هذه الاونة تظهر بين القيسية واليمانية .

وظهرت الفتنة بشكل خاص في خراسان حيث كانت اليمانية تشكل اكثر جندها ،,حيث كان لآل المهلب بن ابي صفرة الازدي انصار، ثم جاء اسد بن عبد الله القسري ،واخوانه خالد بن عبد الله والي العراق فعادت الى اليمانية قوتهم الا ان يوسف بن عمر الثقفي قد اذل القسريين ،وغدا نصر بن سيار الكناني والي خراسان وهو من القيسيين ،وكان اول من اثار الفتنة بخراسان رجل عرف باسم الكرماني حيث ولد بكرمان.
وفاته
توفي يزيد بن الوليد بالطاعون في 7 ذي الحجة من العام نفسه وبذا تكون خلافته ما يقرب من ستة اشهر ويكون قد عاش ستا وثلاثون سنة.
يتبع ان شاء الله.

[صفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
ابراهيم بن الوليد
لما وصل خبر وفاة يزيد بن الوليد الى مروان بن محمد ،وهو في حران بالجزيرة وبيعة ابراهيم بن الوليد سار نحو دمشق وخلف ابنه عبد الملك بن مروان بن محمد في اربعين الفا يرابطون في الرقة فلما كان في قنسرين وعليها بشر بن الوليد اصطدما وطلب مروان أخذ البيعة لنفسه فمال اليه من جند قنسرين يزيد بن عمر بن هبيرة في القيسية ،واسلموا له بشرا وشقيقه مسرورا ،فحبسهما ،وسار من معه من جند الجزيرة وقنسرين نحو حمص وكان اهلها قد رفضوا بعد يزيد بيعة ابراهيم ومن بعده عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك.
أرسل ابراهيم بن الوليد الى حمص عبد العزيز بن الحجاج فحاصرها فلما اقترب منها مروان فك عبد العزيز عنها حصار واتجه نحو مروان ،فخرج اهل حمص وانضموا الى مروان ،وجرت معركة بين الطرفين انتصر فيها مروان الذي كان يدعوا الى بيعة ولدي الوليد بن يزيد وهما :الحكم ،وعثمان وكانا سجينين في دمشق .
ولما وصلت فلول جيش ابراهيم بن الوليد الى دمشق رأوا قتل من في السجن فقتل الحكم ،وعثمان ولدا الوليد ،ويوسف بن عمر الثقفي ،ودرأ عن نفسه السفياني اذ لم تلبث ان وصلت جيوش مروان الى دمشق ودخلتها .
وهرب منها ابراهيم بن الوليد ،وسليمان بن هشام وقتل عبد العزيز بن الحجاج .
وخرج في الكوفة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب فقد شجعه بعض الناس على الدعوة لبني هشام وقد وقعت الفتنة في بني مروان ، بينما هو قادم لزيارة الامير عبد الله بن عمر بن عبد العزيز في الكوفة لا للدعوة الى البيعة الا ان اصحابه قد خذلوه فهزم ففر الى المدائن ومنها الى الجبال فغلب عليها .
وكان ابراهيم بن الوليد يكنى بابي اسحاق وامه ام ولد وله من الاولاد :اسحاق ،واسماعيل ،ويعقوب ،وموسى ،وعبيد الله ،وقد بقي في الحكم مدة سبعين يوما فقط ثم خلع وبقي حتى اصيب عام 132هجرية.

يتبع ان شاء الله.

[الهزبر]

السلام عليكم.

مجهود طيب اخت صفاء وقلم ممتاز بارك الله فيك متابع باذن الله.