مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز التجسد والصلب فى حق الاله؟
عُبَيّدُ الّلهِ
2013-03-24, 01:48 PM
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله العلى العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واقرواذعن واشهد أن لا اله الا الله واحد فى نفسه أحد فى صفته وتر صمد فى فعله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله جل وعلا به الغمة وجاهد فى الله جل وعلا حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
فى زمان هاجت فيه البدع كطوفان نوح أو أشد
وفى زمان أصبح دين المسلمين قائما على الهوى والمزاج وليس على النقل والشرع
من السهل على الصليبى اللئيم والمستشرق الزنيم ان يشكك المسلم فى عقيدته لماذا؟
لأن المسلم لم يتعلم اصول عقيدته!وكيف لا وكثير ممن يزعمون أنهم يدعون الى الكتاب والسنة يجدون أن من الأفضل الكلام عما يحدث فى المخادع وفضائح وقصص الفنانات وتوجيه السباب لخصوم السياسة بدلا من الكلام فى أصل الدين ومادعا أنبياء الله تبارك وتعالى
من توحيد الأعتقاد وأخلاص القصد والسؤال للعلى الأعلى بأسمائه وصفاته المقدسة!
كنت قد طالعت سؤالا على منتدى اسلامى هل يقبل الاسلام فكرة تجسد الرب جل وعلا؟
والسؤال قديم وتم الرد عليه ولكن تغيرت صيغته والرد عليه سهل ميسور باذن الله جل وعلا
فسبب السؤال الجهل بالفرق بين الصفة الالهية والفعل الالهى
فصفة الله تبارك وتعالى تتميز بالازلية المطلقة والكمال المطلق
فنجد كثيرا فى القرأن المجيد أن التعبير عن الصفات يسبقه الفعل كان
ونجد فى حديث القلم ان الله تبارك وتعالى كتب فى اللوح المحفوظ كل ماهو كائن الى يومالقيامة فلابد أن ذلك أشارة الى ازلية الصفات الألهية ومما يشير الى أزليتها أيضا ماقاله رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم" أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم . "رواه ابوداوود وصححه الالبانى فى صحيح ابى داوود وصحيح الترغيب
عُبَيّدُ الّلهِ
2013-03-24, 01:53 PM
وأيضا من أدلة أزلية الصفات قوله تبارك وتعالى فى سورة الحديد
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)
وكذلك قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم"اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء "
الحديث رواه مسلم والترمذى وابى داوود وغيرهم
هذا بشأن صفات الذات الالهية وهى مااضيف لفظا الى الله تبارك وتعالى فى موضع الوصف
أما فعل الله تبارك وتعالى يتميز بأنه لايرتبط بزمان فان شاء فعله وان شاء لم يفعله والفعل قد
يأتى فى موضع الفعل او يأتى مايدل عليه دون التصريح به كالأسم الاخبارى لله جل وعلا مثل"جاعل الملائكة رسلا" ويمكن أن يأتى مايدل عليه كالمفعول المطلق فهو دليل الفعل الالهى مثل"فقدره تقديرا"فسواء عبر تعالى بقدر أو بالتقدير فكلاهما دليل حدوث الفعل
ويتميز فعل الله تبارك وتعالى بميزة مهمة جدا وهى أن الفعل الالهى هو ناتج لمجموع الصفات
الازلية فلا يقوم على صفة ويقابل أويناقض صفة اخرى من صفاته جل وعلا وحتى نفهم الامر باذن الله جل وعلا سنتصور رجلا قويا قادرا له منصب مرموق ويتميز بالكرم وحسن الخلق ويجمع كل صفات القوة والسلطةوالاخلاق معا والرجل له سيارة واستأجرعلى سيارته سائق معدوم فقير ضعيف له كل صفات الضعف والفقر والسائق يقود السيارة بعقد اذعان كعبدفاذا جاء يوم من الايام وتطاول السائق على صاحب السيارة بالشتيمة فهل يرد بالشتيمة؟ هويستطيع لأنه موصوف بالاستطاعة ولكنه لايفعل ولكن يستبدل الفعل(الشتيمة)بفعل أرقى فاما يعاقبه بشىء من سلطته المطلقة أو يعفو عنه لأن الفعل على قدر فاعله فلابد أن نرى أثر أكثر صفاته فى فعله واذا جاء يوم وأرتكب السائق جريمة قتل مثلا فهل اذا اراد صاحب السيارة أن يساعده لأنه يحبه فانه يقدم نفسه للنيابة على انه القاتل ويعترف ويموت مشنوقا؟ لايمكن ولكن الصواب أن يستخدم صاحب السيارة سلطاته وامكانياته لمساعدة السائق دون اهانة نفسه لأن أى عاقل لابد أن يكون فعله مرتبطا بصفاته فالمتكبر لابد أن يظهر التكبر فى فعله ولله جل وعلاالمثل الاعلى فيستحيل أن يُعلق الرب نفسه على صليب حقير لأن ذلك ينافىكمال صفاته ومن صفاته تبارك وتعالى العلو والتنزه عن مشابهة المخلوقين والقدوسية والحكمة فلابد ان تظهر هذه الصفات فى فعله تبارك وتعالى.
عُبَيّدُ الّلهِ
2013-03-24, 01:55 PM
بأعتبار ماسبق تعالوا لنقرء هذه الشبهات:
سؤالهل يقدر الله أن يكون عاجزا؟وهل يقدر على التجسد؟وهل يقدر على الفداء والصلب؟
هل يقدر الله تبارك وتعالى على نزع الوهيته؟
هل يقدر الله تبارك وتعالى على تسليم الوهيته الى اله اخر غيره أو يخلق الها أخر؟
هل يقدر الله تبارك وتعالى على خلق الهة مثله او منافسة له ويتصادم معهم؟
هل يقدر الله تبارك وتعالى على خداع المؤمنين وادخالهم النار واستبدال الجنة للكفار؟
هل يقدر الله تبارك وتعالى أن يميت نفسه؟
كل ماسبق يمتنع صياغتة فى حق الله تبارك وتعالى لأنه يتناقض مع صفات الأله الرب الأزلية
من كمال الجلال والعظمة والقدرة والحكمة فصفات الاله الازلية تجتمع ولا تتضاد
فالقدرة تجتمع مع الحكمة ويظهر ذلك فى افعال تدبيرالكون وقوانينه
ولكن لا تتضاد الحكمة مع القدرة فكلتاهما صادرة من ذات واحدة هى الذات المقدسة العلية
وكذلك الأمر بالنسبة للاسئلة الجدلية كالتجسد فهو مناقض لعلو الذات وتكبرها وغير ذلك
فالقدرة كلية والحكمة بالغة والفعل الالهى يجمع القدرة الكلية والحكمة البالغة
فتكون الاجابة أن صفة الذات صفة كمال ازلى وصفة الفعل تجمع كمالات صفات الذات
لأنها تجمع كمال كل صفات الذات عند الفعل فتجمع كمال صفة وكمال صفة اخرى
فمن يسئل عن قدرة الله فى جعل نفسه عاجزا كما تحكى الاناجيل زورا عن يسوع على الصليب لابد أن يفهم أن صفة القدرة صفة ذات ولكى يفعل الله تبارك وتعالى فعلا بقدرته الكاملة لابد ان تظهر فى نفس هذا الفعل باقى الصفات الاخرى مثل الحكمة والرحمة والعدل وغيرهافقدرة الله مطلقة تلزمها ذات عظيمة كاملة وهذه الذات الكاملة تلتزم بأفعال كاملة
عُبَيّدُ الّلهِ
2013-03-24, 01:58 PM
فالصفات الذاتية مطلقة ولكن الأفعال الالهية تكون ناتجة عن تعدد الصفات
فالذى يتصور الها قديرا بلا حكمة ينتحر على الصليب يعبد مجنونا لاحكمة له!
فالاله الحق لا يقف بصفة من صفاته ضد صفة أخرى بل يمتنع أن يفعل شيئا يناقض صفاته فاذا كان الرجل العاقل لا يفعل الشىء وضده فلا يكون ذكيا وغبيا فى نفس الوقت فبقياس الاولى فأن تضاد الصفات فى حق الله تبارك وتعالى ممتنع
فمن يسئل عن الفعل الالهى فلماذا لا يفعل الاله كذا وكذا لابد أن يعرف أن فعل الرب جل و علا يرتبط بصفاته او يرتبط بعدة كمالات وليس كمالا واحدا
فاذا عطل الله جل وعلا قدرته عن الخلق ولو لثانية واحدة فقد حقق القدرة على كل شىء وانتفت عنه صفات الملك والحكمة والربوبية وغيرها وهذا مستحيل فكما أن الاله قدير منذ الازل الى الازل فهو ايضا حكيم منذ الازل الى الازل وهو ايضا ملك منذ الازل الى الازل وان كانت مملكته محدثة.فان قال المعترض عابد المصلوب لماذا يا مسلم تعترض على قدرة الله تعالى على التجسد والفداء؟يكون الرد ولماذا ياصليبى تعترض على صفة العلو والعظمة لله تبارك وتعالى التى أثبتها كتابك المقدس؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد فى سفر اخبار الايام الثانى وفى الاصحاح السادس من هذا السفرهذا النص الذى يقول
18 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ!
فاذا كنت تؤمن بصفة القدرة لله تبارك وتعالى عليك أن تؤمن أيضا بصفة العلو وصفة
العظمة وغيرها من الصفات التى تمنع افعال النقص التى يريد المسيحى الضال أن يلصقها
برب العزة والجلال فالقول فى الصفات واحد اما نؤمن بالصفات جميعا أو نكفر بالصفات جميعا واما نؤمن بأفعال ألهية كاملة لا تعارض صفاته تبارك وتعالى الازلية أو نكفر بذلك
فقدرة الله تتضمن التجسد والفداء فعلا ولكن صفة الحكمة والعظمة والعلو والقدوسية لله
جل وعلا تنفى أفعال الذل أو النقص أو أى فعل لايليق بالذات الألهية
اما أنك تؤمن يامسيحى بكل صفات الله جل وعلا فى الكتاب المقدس فتنفى عن الله جل وعلااى فعل يناقض احد هذه الصفات واما انك تنكر بعض هذه الصفات فتكون منكرا لبعض الكتاب المقدس عندك أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟
أبو جاسم
2013-03-24, 06:26 PM
أخي الكريم عبيد الله جزاك الله خيراً و نفع بك
هذا الموضوع تضمن بعض النقاط التي تحتاج إلى تعقيب لو سمحت فمثلاً قولك (( فسبب السؤال الجهل بالفرق بين الصفة الالهية والفعل الالهى
فصفة الله تبارك وتعالى تتميز بالازلية المطلقة والكمال المطلق ))
أخي الكريم بل الصواب القول أن الصفات تقسم إلى :
صفات ذاتية و هي الملازمة للذات كالقدرة و الإرادة
صفات فعلية و هي على نوعين : منها ما هو قديم النوع و لكن أحاده حادثة كصفة الخلق و صفة الكلام و هذه الصفات تتعلق بالمشيئة
و منها ما هو حادث في نوعها و أحادها كصفة الاستواء و نزول الرب إلى السماء الدنيا و هذا النوع الأخير ليس أزلياً كما تضمنت عبارتك بل هو متعلق بالمشيئة و حادث بعد أن لم يكن .
إن شاء الله سأقوم بقراءة بقية الموضوع في قادم الأيام و التعقيب لو سمحت لي إن وجدت مناسبة لذلك .
بارك الله فيك و نفع بك
عُبَيّدُ الّلهِ
2013-03-24, 08:22 PM
أخي الكريم عبيد الله جزاك الله خيراً و نفع بك
هذا الموضوع تضمن بعض النقاط التي تحتاج إلى تعقيب لو سمحت فمثلاً قولك (( فسبب السؤال الجهل بالفرق بين الصفة الالهية والفعل الالهى
فصفة الله تبارك وتعالى تتميز بالازلية المطلقة والكمال المطلق ))
أخي الكريم بل الصواب القول أن الصفات تقسم إلى :
صفات ذاتية و هي الملازمة للذات كالقدرة و الإرادة
صفات فعلية و هي على نوعين : منها ما هو قديم النوع و لكن أحاده حادثة كصفة الخلق و صفة الكلام و هذه الصفات تتعلق بالمشيئة
و منها ما هو حادث في نوعها و أحادها كصفة الاستواء و نزول الرب إلى السماء الدنيا و هذا النوع الأخير ليس أزلياً كما تضمنت عبارتك بل هو متعلق بالمشيئة و حادث بعد أن لم يكن .
إن شاء الله سأقوم بقراءة بقية الموضوع في قادم الأيام و التعقيب لو سمحت لي إن وجدت مناسبة لذلك .
بارك الله فيك و نفع بك
اولا يشرفنى مرورك استاذى الكريم
فبالنسبة للتقسيم الذى ذكرته حضرتك فهو صحيح
وكان ينبغى على توضيح هذه النقطة
فكل ما وصفه الله تبارك وتعالى فى قرأنه المجيد باستخدام المفعول المطلق
او الاسم الاخبارى او الفعل هو صفة فعلية ولكن الصفة الفعلية ناتجة عن الفعل أما الصفة الذاتية فهى ما اتصف به الحق تبارك وتعالى منذ الازل الى الازل ولكن السبب فى عدم استخدامى للمصطلحات العقائدية واستبدالها
بالمصطلحات اللغوية لأن الكلام موجه الى المسلم والكافر معا
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir