سيل الحق المتدفق
2013-09-25, 10:08 AM
قال ابن ناصر الدمشقي رحمه الله : "فالسنن النبوية ، هي وحي من الله تعالى أيضا ، وعليها مدار الأحكام ، وفيها معرفة أصول التوحيد وذكر صفات رب العالمين ، وتنزيهه عن مقالات الملحدين ، وفيها صفة الجنان ، وما أعد الله فيها للأبرار ، ووصف النار ، وما هيأ الله فيها للفجار ، وما خلق الله تعالى في السماوات والأرض من بديع المصنوعات ، وعظيم الآيات ، واختلاف أجناس المخلوقات من الملائكة والجن والانس وسائر البريات ، وفيها أنباء الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، وقصص الأمم القدماء ، وبيان مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه ، وبعوثه وكتبه وأحكامه وأقضيته ومواعظه ووصاياه ، ومعجزاته وأيامه وصفاته ، وأخلاقه وآدابه وأحواله الى حين مماته ، وذكر أزواجه وأولاده وأصهاره وأصحابه ، ونشر فضائلهم ومناقبهم وأقاويلهم في الشريعة ، وفيها تفسيرالقرآن العظيم ، وبيان لأكثر الآيات المجملة فيه ، وبها عُرف الحلال والحرام ، والهدي من الضلال ، وما يحبه الله ويرضاه ويقرب اليه ويبعد عنه ، غير ما فيها من الفوائد الظاهرة والخفية والمعاني الشريفة التي لا توجد الا فيها وكيف لا وهي كلام أفصح الخلق ، وحبيب الحق ، ومن أعطي جوامع الكلم وخص ببدائع الحكم صلى الله عليه وسلم .
وقد نصب الله تعالى للسنة رجالا رحلوا في طلبها الى البلاد الشاسعة ، وجمعوها من الأماكن القاصية على اختلاف وجوهها ، وتشعب طرقها ، وتغاير ألفاظها ، وهذبوا اسنادها الذي أكرم الله به هذه الأمة ، وحرروا أحوال رجالها ، وبينوا الثقة من الصدوق ، والعدل من المستور ، والمشهور من المجهول ، والقوي من اللين ، والضعيف من الواهي ، والمتروك من الكذاب ، حتى عرف صححي السنن من سقيمها ، ومسندها ومرسلها ، ومرفوعها من موقوفها ، وموصولها من مقطوعها ، ومعللها من سليمها ، ومقلوبها من قويمها ، ومتواترها من أفرادها ، وشاذها ومشهورها من غريبها ، وناسخها من منسوخها ، ومبينها من مجملها ، ودونوها للطالبين ، ونفوا عنها تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وشبه المبتدعين ".
المصدر : مجموع فيه رسائل للحافظ ابن ناصر الدين ، الرسالة السابعة ، افتتاح القاري لصحيح البخاري ، (ص 322) .
وقد نصب الله تعالى للسنة رجالا رحلوا في طلبها الى البلاد الشاسعة ، وجمعوها من الأماكن القاصية على اختلاف وجوهها ، وتشعب طرقها ، وتغاير ألفاظها ، وهذبوا اسنادها الذي أكرم الله به هذه الأمة ، وحرروا أحوال رجالها ، وبينوا الثقة من الصدوق ، والعدل من المستور ، والمشهور من المجهول ، والقوي من اللين ، والضعيف من الواهي ، والمتروك من الكذاب ، حتى عرف صححي السنن من سقيمها ، ومسندها ومرسلها ، ومرفوعها من موقوفها ، وموصولها من مقطوعها ، ومعللها من سليمها ، ومقلوبها من قويمها ، ومتواترها من أفرادها ، وشاذها ومشهورها من غريبها ، وناسخها من منسوخها ، ومبينها من مجملها ، ودونوها للطالبين ، ونفوا عنها تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وشبه المبتدعين ".
المصدر : مجموع فيه رسائل للحافظ ابن ناصر الدين ، الرسالة السابعة ، افتتاح القاري لصحيح البخاري ، (ص 322) .