سيل الحق المتدفق
2014-02-16, 11:25 PM
يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم : “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.”
فيتسائل النصارى والملحدين هل الله فى الاسلام يحتاج الى العباده أو أن يعبده الناس ولهذا خلقهم لعبادته ؟! بل وقد يسأل مسلم نفس السؤال , هل خلقنا الله فقط لعبادته , فهل الله يحتاج الى عبادتنا له ؟!
وكل من يسأل هذا السؤال فهو بلا شك جاهل مهما بلغ من علم دنيوي وثقافه , فهو لا يعلم معنى كلمة يحتاج ولا يعلم معنى العباده فى الاسلام , ولو علم لما احتاج الى هذا السؤال الساذج .
فالمحتاج هو من يطلب ليأخذ , ليس من يطلب ليعطى , بمعنى آخر هناك فرق بين الفقير الذى يطرق باب الاغنياء ليسألهم ليعطوه من فضلهم وبين الغنى الذى يطرق باب الفقراء ليعطيهم من فضله .
وربما عميت أعين السائلين عن الايات التى تلي “وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون” فقد اوضح الله لهم هذا الفرق وأوضح لهم أن سبب عبادتهم لله ليس حاجته لهم بل حاجتهم اليه فقال “ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين” ولهذا يحب الله أن يسمع دعاء عباده وجعل الدعاء هو العباده ومخها عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء هو العبادة». رواه الأربعة وصححه الترمذي. وله من حديث أنس – رضي الله عنه- مرفوعاً بلفظ: «الدعاء مخُّ العبادة». وله من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- رَفَعَهُ: «ليس شيءٌ أكرمَ على الله من الدعاء» وصححه ابن حبان والحاكم….
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلقك لعبادته التى هى الدعاء اليه سبحانه , فقد خلقك ليعطيك ويمنحك من فضله لأنك المحتاج اليه والى عبادته وليس هو سبحانه المحتاج الي عباده او الى عبادتهم .
قال الله سبحانه وتعالى عن الذبيحة التى يقدمها المسلم لله : “لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ”
فلن ينال الله من هذه الذبيحة شيء بل هو سبحانه الذى سخرها لعباده ليذبحوها ويتنفعوا بلحومها وجلودها ولكن الله يريد من عباده العمل الصالح والتقوى , هو من اعطانا الذبيحه وسخرها لنا وأمرنا بذبحها لننتفع بها فى الدنيا ثم يعطينا ويمنحنا خيرا عن ذلك فى الاخرة , فهو من اعطى فى الدنيا وهو من يكافئ ويجازي بالخيرات فى الاخره سبحانه وتعالى .
فقد ورد فى الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر لكم ذنوبكم جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم : أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . رواه مسلم .
فهذا جانب جهل السائل بمعنى الاحتياج , وأما الجهل بمعنى العبادة فالسائل لا يعلم عن العبادة الا انها الشعائر التى يقوم بها المسلم من صلاة وصيام وحج وزكاة واذكار وما يندرج تحت اعمال الشعائر التعبديه لله , فهو يجهل ان السعى لطلب الرزق عبادة والزواج عبادة واتيان الزوجة عباده وتبسمك فى وجه اخيك عبادة ونومك عبادة واكرام الضيف عباده وعيادة المريض عباده وتربيتك لأولادك عباده واطعامك لأهل بيتك عباده وكل ما يفعله المسلم فى حياته مخلصا محتسبا اجره عند الله يندرج تحت مسمى العباده وفائدته تعود على العبد فى الدنيا والاخرة ..
العبادة في الإسلام مفهوم واسع وشامل لا يقتصر فقط على إقامة أركان الإسلام الخمس الأساسية بالإضافة إلى النوافل، بل يتسع هذا المفهوم ليشمل كل تصرفات الإنسان في الحياة.
يقول بن تيمية في رسالته “العبودية”: «العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والامانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله».
قال سبحانه وتعالى : “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)”
فلو علم السائل معنى الاحتياج ومعنى العباده فى الاسلام , لما سأل هذا السؤال الساذج , ادعوا الله ان يرزقنا العلم والفهم والعمل وان يرزقنا التقوى ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المصدر : http://www.almaseh.net/index.php/suspicions-responses/3950.html
فيتسائل النصارى والملحدين هل الله فى الاسلام يحتاج الى العباده أو أن يعبده الناس ولهذا خلقهم لعبادته ؟! بل وقد يسأل مسلم نفس السؤال , هل خلقنا الله فقط لعبادته , فهل الله يحتاج الى عبادتنا له ؟!
وكل من يسأل هذا السؤال فهو بلا شك جاهل مهما بلغ من علم دنيوي وثقافه , فهو لا يعلم معنى كلمة يحتاج ولا يعلم معنى العباده فى الاسلام , ولو علم لما احتاج الى هذا السؤال الساذج .
فالمحتاج هو من يطلب ليأخذ , ليس من يطلب ليعطى , بمعنى آخر هناك فرق بين الفقير الذى يطرق باب الاغنياء ليسألهم ليعطوه من فضلهم وبين الغنى الذى يطرق باب الفقراء ليعطيهم من فضله .
وربما عميت أعين السائلين عن الايات التى تلي “وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون” فقد اوضح الله لهم هذا الفرق وأوضح لهم أن سبب عبادتهم لله ليس حاجته لهم بل حاجتهم اليه فقال “ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين” ولهذا يحب الله أن يسمع دعاء عباده وجعل الدعاء هو العباده ومخها عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء هو العبادة». رواه الأربعة وصححه الترمذي. وله من حديث أنس – رضي الله عنه- مرفوعاً بلفظ: «الدعاء مخُّ العبادة». وله من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- رَفَعَهُ: «ليس شيءٌ أكرمَ على الله من الدعاء» وصححه ابن حبان والحاكم….
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلقك لعبادته التى هى الدعاء اليه سبحانه , فقد خلقك ليعطيك ويمنحك من فضله لأنك المحتاج اليه والى عبادته وليس هو سبحانه المحتاج الي عباده او الى عبادتهم .
قال الله سبحانه وتعالى عن الذبيحة التى يقدمها المسلم لله : “لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ”
فلن ينال الله من هذه الذبيحة شيء بل هو سبحانه الذى سخرها لعباده ليذبحوها ويتنفعوا بلحومها وجلودها ولكن الله يريد من عباده العمل الصالح والتقوى , هو من اعطانا الذبيحه وسخرها لنا وأمرنا بذبحها لننتفع بها فى الدنيا ثم يعطينا ويمنحنا خيرا عن ذلك فى الاخرة , فهو من اعطى فى الدنيا وهو من يكافئ ويجازي بالخيرات فى الاخره سبحانه وتعالى .
فقد ورد فى الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر لكم ذنوبكم جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم : أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . رواه مسلم .
فهذا جانب جهل السائل بمعنى الاحتياج , وأما الجهل بمعنى العبادة فالسائل لا يعلم عن العبادة الا انها الشعائر التى يقوم بها المسلم من صلاة وصيام وحج وزكاة واذكار وما يندرج تحت اعمال الشعائر التعبديه لله , فهو يجهل ان السعى لطلب الرزق عبادة والزواج عبادة واتيان الزوجة عباده وتبسمك فى وجه اخيك عبادة ونومك عبادة واكرام الضيف عباده وعيادة المريض عباده وتربيتك لأولادك عباده واطعامك لأهل بيتك عباده وكل ما يفعله المسلم فى حياته مخلصا محتسبا اجره عند الله يندرج تحت مسمى العباده وفائدته تعود على العبد فى الدنيا والاخرة ..
العبادة في الإسلام مفهوم واسع وشامل لا يقتصر فقط على إقامة أركان الإسلام الخمس الأساسية بالإضافة إلى النوافل، بل يتسع هذا المفهوم ليشمل كل تصرفات الإنسان في الحياة.
يقول بن تيمية في رسالته “العبودية”: «العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والامانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله».
قال سبحانه وتعالى : “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)”
فلو علم السائل معنى الاحتياج ومعنى العباده فى الاسلام , لما سأل هذا السؤال الساذج , ادعوا الله ان يرزقنا العلم والفهم والعمل وان يرزقنا التقوى ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المصدر : http://www.almaseh.net/index.php/suspicions-responses/3950.html