أبوحمزة السيوطي
2008-11-03, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري ومسلم وأحمد في مسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال :
( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي في طلب شيء يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الآخر : اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي ، فأدرتها عن نفسها فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت : لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبد الله أد إلي أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك ، من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ) . واللفظ للبخاري
فهذه الأعمال هي أعمال فوق الإحسان والتي لا يستطيعها أي أحد من الناس إلا اذا بلغ صلاحه الذروة
لذلك لم يكن ما أصابهم الله به من ذنب بل إنه ابتلاء الصالحين لكي يستسقي الخلوف من سلفهم العبرة .
أما الأول فبر الوالدين واجب على المكلفين لا شك ولكن ما فعله فوق البر والواحد منا يستطيع أن يخرج من مثل ما وقع فيه بدون أن يخالف البر في شيء .
منها أن يقول أوقظهما وأسقيهما ثم أسقي أولادي أو يقول أدع لهما نصيبهما بزيادة وأبقيه حتى يستيقظا وأسقي أولادي كل ذلك بر لكن ما فعله فوق البر.
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثاني فالانتهاء عن المعصية واجب لكن ما فعله وهو أنه تمكن منها مع تعليله أنه كان شديد الحب لها فلما ذكرته قام
فهذا يلحق بعفاف يوسف ولو أن غيره مكان لوقع في الزنا لا محالة
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثالث فرد الحق لأصحابه واجب لكن ما فعله فوق الواجب بل فوق المعقول ولو أن غيره مكانه لأعطى الرجل قدر ماله ولو كان محسننا لتقاسم معه الربح
لكنه بذل كل الربح الى الرجل وهذا لا يستطيعه أحد
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
وهذا الثالث عمله أعظم من الآخرين وكل عظيم لكن عمله أعظم لذلك كما في رواية أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله قالوا يا رسول الله وما صاحب فرق الأرز ..... وقال الثالث اللهم أنك تعلم أني كنت استأجرت أجيرا بفرق من أرز فلما أمسى عرضت عليه حقه فابى ... الحديث }
ومن هنا أقول للجميع ماذا تفعل لو كنت من أصحاب الغار ؟؟؟
هل لديك عمل في صفحات حياتك عظيم فعلته ابتغاء وجه الله عز وجل تستحضره حتى اذا ما كنت مكانهم دعوت الله به
بل لو أنك أُصبت بأي ابتلاء وضيق تستحضره وتدعوا الله به ويكون من أفضل وأعلى أعمالك فيفرج عنك الضيق .
اسأل نفسك الأن ؟؟؟؟؟؟؟
إن كان نعم وهذا وقليل منا من فعل فليستحضره دائما وإن كان لا فقم وبادر وفكر في عمل تعمله يكون أعظم أعمالك
ويكون ابتغاء وجه الله خالصا حتى تلقى الله به أو حتى اذا ما أصابك أي ضيق تدعوا الله به فيفرج عنك .
كلنا يعمل والحمد لله إما واجبات وإما تطوعات وإما إحسان لكن هل بلغ لك عمل فوق الاحسان ؟؟
هل بلغ برك بأبويك يوما فوق البر الواجب ؟؟
قم وفكر في عمل فوق البر وفوق اواجب وفوق الاحسان لوجه الله خالصا واستحضره دائما ليكون لك فرجا باذن الله ....
وصلى الله وسلم على رسوله وحبيبه وحبيبنا محمد صلاة وتسليما حتى ينقطع النفس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري ومسلم وأحمد في مسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال :
( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي في طلب شيء يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الآخر : اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي ، فأدرتها عن نفسها فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت : لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبد الله أد إلي أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك ، من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ) . واللفظ للبخاري
فهذه الأعمال هي أعمال فوق الإحسان والتي لا يستطيعها أي أحد من الناس إلا اذا بلغ صلاحه الذروة
لذلك لم يكن ما أصابهم الله به من ذنب بل إنه ابتلاء الصالحين لكي يستسقي الخلوف من سلفهم العبرة .
أما الأول فبر الوالدين واجب على المكلفين لا شك ولكن ما فعله فوق البر والواحد منا يستطيع أن يخرج من مثل ما وقع فيه بدون أن يخالف البر في شيء .
منها أن يقول أوقظهما وأسقيهما ثم أسقي أولادي أو يقول أدع لهما نصيبهما بزيادة وأبقيه حتى يستيقظا وأسقي أولادي كل ذلك بر لكن ما فعله فوق البر.
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثاني فالانتهاء عن المعصية واجب لكن ما فعله وهو أنه تمكن منها مع تعليله أنه كان شديد الحب لها فلما ذكرته قام
فهذا يلحق بعفاف يوسف ولو أن غيره مكان لوقع في الزنا لا محالة
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثالث فرد الحق لأصحابه واجب لكن ما فعله فوق الواجب بل فوق المعقول ولو أن غيره مكانه لأعطى الرجل قدر ماله ولو كان محسننا لتقاسم معه الربح
لكنه بذل كل الربح الى الرجل وهذا لا يستطيعه أحد
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
وهذا الثالث عمله أعظم من الآخرين وكل عظيم لكن عمله أعظم لذلك كما في رواية أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله قالوا يا رسول الله وما صاحب فرق الأرز ..... وقال الثالث اللهم أنك تعلم أني كنت استأجرت أجيرا بفرق من أرز فلما أمسى عرضت عليه حقه فابى ... الحديث }
ومن هنا أقول للجميع ماذا تفعل لو كنت من أصحاب الغار ؟؟؟
هل لديك عمل في صفحات حياتك عظيم فعلته ابتغاء وجه الله عز وجل تستحضره حتى اذا ما كنت مكانهم دعوت الله به
بل لو أنك أُصبت بأي ابتلاء وضيق تستحضره وتدعوا الله به ويكون من أفضل وأعلى أعمالك فيفرج عنك الضيق .
اسأل نفسك الأن ؟؟؟؟؟؟؟
إن كان نعم وهذا وقليل منا من فعل فليستحضره دائما وإن كان لا فقم وبادر وفكر في عمل تعمله يكون أعظم أعمالك
ويكون ابتغاء وجه الله خالصا حتى تلقى الله به أو حتى اذا ما أصابك أي ضيق تدعوا الله به فيفرج عنك .
كلنا يعمل والحمد لله إما واجبات وإما تطوعات وإما إحسان لكن هل بلغ لك عمل فوق الاحسان ؟؟
هل بلغ برك بأبويك يوما فوق البر الواجب ؟؟
قم وفكر في عمل فوق البر وفوق اواجب وفوق الاحسان لوجه الله خالصا واستحضره دائما ليكون لك فرجا باذن الله ....
وصلى الله وسلم على رسوله وحبيبه وحبيبنا محمد صلاة وتسليما حتى ينقطع النفس