الشيخ على الصعيدى
2008-11-10, 01:09 AM
الذي لاشك فيه ، أن السند الأول لما يعتقده المسيحيون عن صلب المسيح عليه السلام ، هو ما ورد في الأناجيل الأربعة من تفاصيل عن ذلك ، وعلى هذا ، فإن الصورة الصحيحة والمقبولة عند المسيحيين في هذا الخصوص ، هي تلك التي نستخلصها مما ورد في الأناجيل الأربعة في هذا الشأن ، ويحتم ذلك أن نبدأ ببيان ما ورد في الأناجيل عن هذه التفاصيل ، لنستخلص منها ما يعتقده المسيحيون عن صلب المسيح وما سبقه من وقائع وتفاصيل وما انتهت إليه ، وسنورد فيما يلي ما ورد في هذا الشأن في أناجيل متى ثم مرقس ثم لوقا ثم يوحنا على التوالي لترتيب الأناجيل نفسها كما وردت في الكتاب المقدس .
أولاً : إنجيل متى :
( ولما أكل يسوع هذه الأقوال كلها قال لتلاميذه ، تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب .
حينئذ اجتمع رؤساء الكهناء والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعي قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه . ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب ) (ص 26 : 1 - 5)( حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعي يهوذا الاسخريوطي إلى رؤساء الكهنة . وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم ، فجعلوا له ثلاثين من الفضة ، ومن ذلك الوقت لم يطلب فرصة ليسلمه .
وفي أول أيام الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح . فقال اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له . المعلم يقول إن وقتي قريب. عندك أصنع الفصح مع تلاميذي ، ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع .
ولما كان المساء انكأ مع الاثني عشر ، وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم إن واحداً منكم يسلمني ، فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول هل أنا هو يا رب فأجاب وقال . الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني . إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن الإنسان . كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد . فأجاب يهوذا مسلمه وقال هل أنا هو يا سيدي ، قال له أنت قلت .
وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال خذوا كلوا . هذا هو جسدى . وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا وأقول لكم أني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم في ملكوت أبي . ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون .
حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيَّ في هذه الليلة لأنه مكتوب أن أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل فأجاب بطرس وقال له وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً . قال له يسوع الحق أقول لك أنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات . قال له بطرس ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك . هكذا قال أيضاً جميع التلاميذ.حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى أمضى وأصلي هناك. ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت. امكثوا ههنا واسهوا معي . ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً . فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة. اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف. فمضي أيضاً ثانية وصلي قائلا يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك . ثم جاء فوجدهم أيضاً نياماً . إذ كانت أعينهم ثقيلة . فتركهم ومضي أيضاً وصلي ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه. ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا هو ذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، قوموا ننطلق هو ذا الذي يسلمني قد اقترب .
وفيما هو يتكلم إذا يهوذا الاسخريوطي واحد من الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كبير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب . والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبله هو هو . أمسكوه . فللوقت تقدم إلى يسوع وقال السلام يا سيدي. وقبله . فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت . حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه . وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فقال له يسوع رد سيفك إلى مكانه " لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة ، فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون .في تلك الساعة قال يسوع للجموع ، كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني ، كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني ، وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء ، حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا .
والذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ ، وأما بطرس فتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة فدخل إلى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية ، وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة شهود زور على يسوع لكي يقتلوه فلم يجدوا ، ومع أنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا ، ولكن أخيراً تقدم شاهدا زور . وقالا . هذا قال أني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه ، فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء ، ماذا يشهد به هذان عليك ، وأما يسوع فكان ساكتاً ، فأجاب رئيس الكهنة وقال استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ، قال له يسوع أنت قلت ، وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء ، فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف ، ما حاجتنا بعد إلى شهود ، ها قد سمعتم تجديفه ، ماذا ترون ، فأجابوا وقالوا أنه مستوجب الموت .
حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه ، وآخرون لطموه ، قائلين تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك.أما بطرس فكان جالساً خارجاً في الدار ، فجاءت إليه جارية قائلة وأنت كنت مع يسوع الجليلي ، فأنكر قدام الجميع قائلاً لست أدري ما تقولين ، ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري ، فأنكر أيضاً بقسم أني لست أعرف الرجل . وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقاً أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك ، فابتداء حينئذ يلعن ويحلف أني لا أعرف الرجل . وللوقت صاح الديك . فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له أنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات . فخرج إلى خارج وبكي بكاء مراً ) (ص 26 : 14-75) ( ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه ، فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي ) (ص 27 : 1، 2) .
( فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً أأنت ملك اليهود ، فقال له يسوع أنت تقول ، وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء ، فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك ، فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً.وكان الوالي معتاداً في العيد أن يطلق للجمع أسيراً واحداً من أرادوه ، وكان لهم حينئذ أسير مشهور يسمي باراباس ، ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون أن أطلق لكم ، باراباس أم يسوع الذي يدعي المسيح ، لأنه علم أنهم أسلموه حسداً ، وإذ كان جالساً على كرسي الولاية أرسلت إليه أمرأته قائلة إياك وذلك البار ، لأني ، تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله ، ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع . فأجاب الوالي وقال لهم من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم ، فقالوا باراباس ، قال لهم يبلاطس فماذا أفعل بيسوع الذي يدعي المسيح ، قال له الجميع ليصلب ، فقال الوالي وأي شر عمل ، فكانوا يزدادون صراخاً قائلين ليصلب ، فلما رأي بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً أني برئ من دم هذا البار ، أبصروا أنتم ، فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا ، حينئذ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب .
فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة ، فعروه وألبسوه رداء قرمزياً . وضفروا له إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وقصبة في يمينه وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام عليك يا ملك اليهود ، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه ، وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب .وفيما هم خارجون وجودا إنساناً قيروانياً اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمي موضع الجمجمة . أعطوه خلا ممزوجاً بمرارة ليشرب . ولما ذاق لم يرد أن يشرب . ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ، لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة . ثم جلسوا يحرسونه هناك ، وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود ، حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين وواحد عن اليسار.
وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين يا نافض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك ، إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب ، وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا : خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها ، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.
قد أتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده ، لأنه قال أنا ابن الله ، وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه .
ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة : ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني . فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا إنه ينادي إيليا ، وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه . وأما الباقون فقالوا اترك ، لنري هل يأتي إيليا يخلصه ، فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح) . (ص 27 : 11 - 50) .
أولاً : إنجيل متى :
( ولما أكل يسوع هذه الأقوال كلها قال لتلاميذه ، تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب .
حينئذ اجتمع رؤساء الكهناء والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعي قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه . ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب ) (ص 26 : 1 - 5)( حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعي يهوذا الاسخريوطي إلى رؤساء الكهنة . وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم ، فجعلوا له ثلاثين من الفضة ، ومن ذلك الوقت لم يطلب فرصة ليسلمه .
وفي أول أيام الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح . فقال اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له . المعلم يقول إن وقتي قريب. عندك أصنع الفصح مع تلاميذي ، ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع .
ولما كان المساء انكأ مع الاثني عشر ، وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم إن واحداً منكم يسلمني ، فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول هل أنا هو يا رب فأجاب وقال . الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني . إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن الإنسان . كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد . فأجاب يهوذا مسلمه وقال هل أنا هو يا سيدي ، قال له أنت قلت .
وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال خذوا كلوا . هذا هو جسدى . وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا وأقول لكم أني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم في ملكوت أبي . ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون .
حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيَّ في هذه الليلة لأنه مكتوب أن أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل فأجاب بطرس وقال له وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً . قال له يسوع الحق أقول لك أنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات . قال له بطرس ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك . هكذا قال أيضاً جميع التلاميذ.حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى أمضى وأصلي هناك. ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت. امكثوا ههنا واسهوا معي . ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً . فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة. اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف. فمضي أيضاً ثانية وصلي قائلا يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك . ثم جاء فوجدهم أيضاً نياماً . إذ كانت أعينهم ثقيلة . فتركهم ومضي أيضاً وصلي ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه. ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا هو ذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، قوموا ننطلق هو ذا الذي يسلمني قد اقترب .
وفيما هو يتكلم إذا يهوذا الاسخريوطي واحد من الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كبير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب . والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبله هو هو . أمسكوه . فللوقت تقدم إلى يسوع وقال السلام يا سيدي. وقبله . فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت . حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه . وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فقال له يسوع رد سيفك إلى مكانه " لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة ، فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون .في تلك الساعة قال يسوع للجموع ، كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني ، كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني ، وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء ، حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا .
والذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ ، وأما بطرس فتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة فدخل إلى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية ، وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة شهود زور على يسوع لكي يقتلوه فلم يجدوا ، ومع أنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا ، ولكن أخيراً تقدم شاهدا زور . وقالا . هذا قال أني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه ، فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء ، ماذا يشهد به هذان عليك ، وأما يسوع فكان ساكتاً ، فأجاب رئيس الكهنة وقال استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ، قال له يسوع أنت قلت ، وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء ، فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف ، ما حاجتنا بعد إلى شهود ، ها قد سمعتم تجديفه ، ماذا ترون ، فأجابوا وقالوا أنه مستوجب الموت .
حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه ، وآخرون لطموه ، قائلين تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك.أما بطرس فكان جالساً خارجاً في الدار ، فجاءت إليه جارية قائلة وأنت كنت مع يسوع الجليلي ، فأنكر قدام الجميع قائلاً لست أدري ما تقولين ، ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري ، فأنكر أيضاً بقسم أني لست أعرف الرجل . وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقاً أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك ، فابتداء حينئذ يلعن ويحلف أني لا أعرف الرجل . وللوقت صاح الديك . فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له أنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات . فخرج إلى خارج وبكي بكاء مراً ) (ص 26 : 14-75) ( ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه ، فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي ) (ص 27 : 1، 2) .
( فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً أأنت ملك اليهود ، فقال له يسوع أنت تقول ، وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء ، فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك ، فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً.وكان الوالي معتاداً في العيد أن يطلق للجمع أسيراً واحداً من أرادوه ، وكان لهم حينئذ أسير مشهور يسمي باراباس ، ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون أن أطلق لكم ، باراباس أم يسوع الذي يدعي المسيح ، لأنه علم أنهم أسلموه حسداً ، وإذ كان جالساً على كرسي الولاية أرسلت إليه أمرأته قائلة إياك وذلك البار ، لأني ، تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله ، ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع . فأجاب الوالي وقال لهم من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم ، فقالوا باراباس ، قال لهم يبلاطس فماذا أفعل بيسوع الذي يدعي المسيح ، قال له الجميع ليصلب ، فقال الوالي وأي شر عمل ، فكانوا يزدادون صراخاً قائلين ليصلب ، فلما رأي بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً أني برئ من دم هذا البار ، أبصروا أنتم ، فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا ، حينئذ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب .
فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة ، فعروه وألبسوه رداء قرمزياً . وضفروا له إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وقصبة في يمينه وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام عليك يا ملك اليهود ، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه ، وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب .وفيما هم خارجون وجودا إنساناً قيروانياً اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمي موضع الجمجمة . أعطوه خلا ممزوجاً بمرارة ليشرب . ولما ذاق لم يرد أن يشرب . ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ، لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة . ثم جلسوا يحرسونه هناك ، وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود ، حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين وواحد عن اليسار.
وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين يا نافض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك ، إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب ، وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا : خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها ، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.
قد أتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده ، لأنه قال أنا ابن الله ، وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه .
ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة : ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني . فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا إنه ينادي إيليا ، وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه . وأما الباقون فقالوا اترك ، لنري هل يأتي إيليا يخلصه ، فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح) . (ص 27 : 11 - 50) .