شاعر الإسلام
2008-11-18, 11:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ، أما بعد
اسمحوا لي من خلال هذا المنتدى أن أشارككم بقراءة في كتاب "معجزة القرآن" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى والذي تميز بإسلوبه السلس والمفحم للرد على افتراءات أعداء الإسلام :
يبدأ الشعراوي في فصل الكتاب الأول بالحديث عن مفهوم " المعجزة" فيوضح في البداية أن القرأن هو كلام الله المتعبد بتلاوته والمتحدى به الأنس والجن والعالمين ولم يتحد به الملائكة والسبب في ذلك كما يقول أنهم ليس لهم اختيارات ليعملوا بها ولكنهم يفعلون ما يؤمرون أي أن القرآن يتحدى كل القوى المختارة التي ميزها الله بالعقل والفكر والإختيار.
إن المعجزة هي خرق لنواميس الكون وثوابته وقوانينه يعطيها الله سبحانه وتعالى لرسله ليثبت بها رسله ويؤكد للناس صدق تبليغهم عن الله عز وجل وأنهم مؤيدون من السماء وتأتي دائما المعجزة الربانية تحديا للناس فيما نبغوا فيه حتى يكون للتحدي معنى وقوة فلا معنى مثلا أن تتحدى أهل ابلاغة في الطب .
على أن المعجزة لا تقف عند الخوارق والتحدي إنما توفر أسباب هذا التحدي ثم يعطل الأسباب فلا يتم الفعل ومثال ذلك معجزة سيدنا ابراهيم عليه السلام فقد أتى الكفار بسيدنا إبراهيم وصنعوا نارا شديدة ووضعوه فيها كان من الممكن مثلا أن يخفي الله ابراهيم فينجوا ولكنهم حينها سيقولون : " لو لم يهرب لأحرقناه" إنما تركهم ليضعوه في النار لينصروا آلهتم كما يزعمون ثم بقدرته جعل النار بردا وسلاما عليه إمعانا في التحدي كان من الممكن مثلا أن تمطر السماء فتطفئ النيران ولكن النار لم تطفئ بل زادات اشتعالا ونجى الله نبيه ليثبت عجز آلهتهم المزعزمة عن نصرة نفسها فيكيف إذن تنفع أو تضر؟!
وهناك من المعجزات من لم يتحد بها الله بل هي لإثبات طلاقة قدرته ولا محدوديتها كمعجزة ضرب موسى بعصاه للبحر وعبوره من فوقه فالله بقدرته خلق المياة وبطلاقه قدرته خرق خصائصا فتحولت إلى معبر لموسى وقومه للهروب من فرعون.
على أن معجزة القرآن مختلفة وسر اختلافها أن معجزات الرسل السابقة كانت مقيدة بالمكان والزمان بمعنى أنها حدثت في وقد ومكان محددين من شاهدها آمن بها ومن لم يشهدها وحكيت له فهو إن شاء صدقها وإن شاء لم يصدقها أما القرآن فهي معجزة مستمرة على عكس المعجزات الكونية المحسوسة لأن معجزة القرآن صفة من صفات الله وهي كلامه والفعل باق ببقاء الفاعل والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه.
- يتبع إن شاء الله-
----------------------------------------------------
عن كتاب معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله بتصرف
إن شاء الله نواصل القراءة في هذا الكتاب الممتع في مشاركات قادمة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي من خلال هذا المنتدى أن أشارككم بقراءة في كتاب "معجزة القرآن" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى والذي تميز بإسلوبه السلس والمفحم للرد على افتراءات أعداء الإسلام :
يبدأ الشعراوي في فصل الكتاب الأول بالحديث عن مفهوم " المعجزة" فيوضح في البداية أن القرأن هو كلام الله المتعبد بتلاوته والمتحدى به الأنس والجن والعالمين ولم يتحد به الملائكة والسبب في ذلك كما يقول أنهم ليس لهم اختيارات ليعملوا بها ولكنهم يفعلون ما يؤمرون أي أن القرآن يتحدى كل القوى المختارة التي ميزها الله بالعقل والفكر والإختيار.
إن المعجزة هي خرق لنواميس الكون وثوابته وقوانينه يعطيها الله سبحانه وتعالى لرسله ليثبت بها رسله ويؤكد للناس صدق تبليغهم عن الله عز وجل وأنهم مؤيدون من السماء وتأتي دائما المعجزة الربانية تحديا للناس فيما نبغوا فيه حتى يكون للتحدي معنى وقوة فلا معنى مثلا أن تتحدى أهل ابلاغة في الطب .
على أن المعجزة لا تقف عند الخوارق والتحدي إنما توفر أسباب هذا التحدي ثم يعطل الأسباب فلا يتم الفعل ومثال ذلك معجزة سيدنا ابراهيم عليه السلام فقد أتى الكفار بسيدنا إبراهيم وصنعوا نارا شديدة ووضعوه فيها كان من الممكن مثلا أن يخفي الله ابراهيم فينجوا ولكنهم حينها سيقولون : " لو لم يهرب لأحرقناه" إنما تركهم ليضعوه في النار لينصروا آلهتم كما يزعمون ثم بقدرته جعل النار بردا وسلاما عليه إمعانا في التحدي كان من الممكن مثلا أن تمطر السماء فتطفئ النيران ولكن النار لم تطفئ بل زادات اشتعالا ونجى الله نبيه ليثبت عجز آلهتهم المزعزمة عن نصرة نفسها فيكيف إذن تنفع أو تضر؟!
وهناك من المعجزات من لم يتحد بها الله بل هي لإثبات طلاقة قدرته ولا محدوديتها كمعجزة ضرب موسى بعصاه للبحر وعبوره من فوقه فالله بقدرته خلق المياة وبطلاقه قدرته خرق خصائصا فتحولت إلى معبر لموسى وقومه للهروب من فرعون.
على أن معجزة القرآن مختلفة وسر اختلافها أن معجزات الرسل السابقة كانت مقيدة بالمكان والزمان بمعنى أنها حدثت في وقد ومكان محددين من شاهدها آمن بها ومن لم يشهدها وحكيت له فهو إن شاء صدقها وإن شاء لم يصدقها أما القرآن فهي معجزة مستمرة على عكس المعجزات الكونية المحسوسة لأن معجزة القرآن صفة من صفات الله وهي كلامه والفعل باق ببقاء الفاعل والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه.
- يتبع إن شاء الله-
----------------------------------------------------
عن كتاب معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله بتصرف
إن شاء الله نواصل القراءة في هذا الكتاب الممتع في مشاركات قادمة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته