سيف المعالى
2008-11-24, 03:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عتب النذير
(من البحرالوافر)
شعر الفقير إلى الله تعالى
علي ياسين جاسم المحيمد
حكاية الحدث:
نذير النصح أنذر بالتباب == يأنبنــي مـآلُك للتراب
قال النذير:
أما استحييت من رب البرايا == وماء تقاك دوما في نضاب
ينادي الله ربُ العرش ليلا == مسيء الصبح أوْبًا للمتاب
وذنبك في الصباح وفي العشي == وفي وقت الشروق وفي الغياب
غفولك قد يزيد الجسم نضجا == وتبديلا لجلدك في العذاب
وتنسب للعلوم يقال شيخ == وما تدري بحالك في الحساب
وماذا ينفع التشييخ عبدا == يواتي الذنب دوما بانكباب
ألا فاعمل بربع العشر يوما == وزك العلم لو بعضَ النصاب
وأن كانت علومك لا تزكى == وإن قلَّت تقودك للخراب
تركت النفس ترعى في هواها == وترتع في المحارم كالدواب
وإن أخلصت أو أحسنت قولا == فتنقض ما بنيت بالاغتياب
وقد أُسمعت آي الذكر تتلى == كأنك لست تُعنى بالخطاب
لبست عباءة الوعّاظ حتى == يقول الناس ينطق بالصواب
فينفع غيرَك الإرشادُ حتما == وتسري دائبا خلف السراب
وإن تُخفي خصالك عن أناس == فرب الناس خصمك في المآب
أغرك بالعليم دوام ستر == فماذا لو فُضحت أخا اللُّباب
وقد صاحبت أهل العلم وقتا == فماذا قد جنيت من اصطحاب
وإحسان المـــهيـمن فيك جمٌّ == عظيم ليس يحصى بالحساب
فكن كالكلب وفَّاء وإلا == فأوفى منك أجراء الكلاب
فقلتُ:
نذيري قد هجمت على شبابي == وأكثرت الملامة مع عتابي
فمن لي باللجام يقود نفسي == إلى التقوى فتُقحَم في الصعاب
ورب العرش غفار كريم == برحمته سأنجو من عقاب
قال النذير:
أما آن الأوان بأن تتوبا == وتتركَ سوء فعلك والتصابي
فإن سنين عمرك في انتقاص == وسهم الموت صوبك في اقتراب
ليعلي ذكرك الرحمن جودا == ويبدلَ سوء ذنبك بالثواب
وفي الجنات ترغد في نعيم == وترفل بالحرير من الثياب
وتعطى ما اشتهيت بلا اجتهاد == وتهنأ بالقصور وبالشراب
وتنظر وجه غفار كريم == عيانا لست تحجب بالحجاب
فقلت
نذير النصح قومني وزدني == فقد أنبأتني خطر المصاب
ويا رب الخطايا دنستني == فهب لي توبة تجلو اكتئابي
ببرد نسيم رحمتك العليل == فغسِّل حرَّ قلبي بانسكاب
فإن أوقفت عريانا فإني == إذا نوقشت مالي من جواب
إلهي لا تخيبني قنوطا == إذا ما النار ماجت باضطراب
وشفع خير خلق الله طه == بعبد جاهل للشر صابي
قال النذير:
ألا فادع الرحيم دعاء صدق == بجوف الليل واسجد لاقتراب
وغسل ذنب عينك بالدموع == وغسل حوب قلبك بانتحاب
فقلت ختاما
نذيري أنت وضاءُ الوجوه == توقَّر حين تلمع كالشهاب
وفي الآثار إنَّ الله حقا == ليستحيي مساسك بالعذاب
فزدني دائما نصحا ورشدا == لعلي لا أمسك بالخضاب
عتب النذير
(من البحرالوافر)
شعر الفقير إلى الله تعالى
علي ياسين جاسم المحيمد
حكاية الحدث:
نذير النصح أنذر بالتباب == يأنبنــي مـآلُك للتراب
قال النذير:
أما استحييت من رب البرايا == وماء تقاك دوما في نضاب
ينادي الله ربُ العرش ليلا == مسيء الصبح أوْبًا للمتاب
وذنبك في الصباح وفي العشي == وفي وقت الشروق وفي الغياب
غفولك قد يزيد الجسم نضجا == وتبديلا لجلدك في العذاب
وتنسب للعلوم يقال شيخ == وما تدري بحالك في الحساب
وماذا ينفع التشييخ عبدا == يواتي الذنب دوما بانكباب
ألا فاعمل بربع العشر يوما == وزك العلم لو بعضَ النصاب
وأن كانت علومك لا تزكى == وإن قلَّت تقودك للخراب
تركت النفس ترعى في هواها == وترتع في المحارم كالدواب
وإن أخلصت أو أحسنت قولا == فتنقض ما بنيت بالاغتياب
وقد أُسمعت آي الذكر تتلى == كأنك لست تُعنى بالخطاب
لبست عباءة الوعّاظ حتى == يقول الناس ينطق بالصواب
فينفع غيرَك الإرشادُ حتما == وتسري دائبا خلف السراب
وإن تُخفي خصالك عن أناس == فرب الناس خصمك في المآب
أغرك بالعليم دوام ستر == فماذا لو فُضحت أخا اللُّباب
وقد صاحبت أهل العلم وقتا == فماذا قد جنيت من اصطحاب
وإحسان المـــهيـمن فيك جمٌّ == عظيم ليس يحصى بالحساب
فكن كالكلب وفَّاء وإلا == فأوفى منك أجراء الكلاب
فقلتُ:
نذيري قد هجمت على شبابي == وأكثرت الملامة مع عتابي
فمن لي باللجام يقود نفسي == إلى التقوى فتُقحَم في الصعاب
ورب العرش غفار كريم == برحمته سأنجو من عقاب
قال النذير:
أما آن الأوان بأن تتوبا == وتتركَ سوء فعلك والتصابي
فإن سنين عمرك في انتقاص == وسهم الموت صوبك في اقتراب
ليعلي ذكرك الرحمن جودا == ويبدلَ سوء ذنبك بالثواب
وفي الجنات ترغد في نعيم == وترفل بالحرير من الثياب
وتعطى ما اشتهيت بلا اجتهاد == وتهنأ بالقصور وبالشراب
وتنظر وجه غفار كريم == عيانا لست تحجب بالحجاب
فقلت
نذير النصح قومني وزدني == فقد أنبأتني خطر المصاب
ويا رب الخطايا دنستني == فهب لي توبة تجلو اكتئابي
ببرد نسيم رحمتك العليل == فغسِّل حرَّ قلبي بانسكاب
فإن أوقفت عريانا فإني == إذا نوقشت مالي من جواب
إلهي لا تخيبني قنوطا == إذا ما النار ماجت باضطراب
وشفع خير خلق الله طه == بعبد جاهل للشر صابي
قال النذير:
ألا فادع الرحيم دعاء صدق == بجوف الليل واسجد لاقتراب
وغسل ذنب عينك بالدموع == وغسل حوب قلبك بانتحاب
فقلت ختاما
نذيري أنت وضاءُ الوجوه == توقَّر حين تلمع كالشهاب
وفي الآثار إنَّ الله حقا == ليستحيي مساسك بالعذاب
فزدني دائما نصحا ورشدا == لعلي لا أمسك بالخضاب