مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة: إشراك آدم بالله
سيف الحتف
2008-12-08, 09:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحباء
تناقل أعداء الإسلام شُبهة شِرك آدم - عليه السلام - بالله تعالى , وقد تبعه فى شركه زوجه حواء , وسنقوم بنسف تلك الشبهة بالأدلة القاطعة , بمالايدع ذرة شك فى توحيدهما.
نبدأ بعون الله ..
الآية الكريمة تقول
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الأعراف 190
ما معنى الشرك المقصود فى الآية ؟!
قبل الإجابة يجب أن نعرف أن الشرك نوعان:
النوع الأول : شرك يخرج صاحبه من الملة , وهو الكفر بالله .
{ إن الله لايغفر أن يُشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء }
النوع الثانى: شرك لايخرج صاحبه من الملة , وهو الرياء والنفاق " الشرك الأصغر "
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((الطيرة من الشرك ، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل ))
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1614
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
جامع البيان فى تفسير القرآن للطبرى
((ثم اختلف أهل التأويـل فـي الشركاء التـي جعلاها فـيـما أوتـيا من الـمولود، فقال بعضهم: جعلا له شركاء فـي الاسم. ذكر من قال ذلك.
حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا عبد الصمد، قال ثنا عمر بن إبراهيـم، عن قتادة، عن الـحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، قال: " كانَتْ حَوَّاءُ لا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَنَذَرَتْ لَئِنْ عاشَ لَهَا وَلَدٌ لَتُسَمِّيَنه عَبْدَ الـحَرْثِ، فعاشَ لَهَا وَلَدٌ، فَسَمّتْهُ عَبْدَ الـحَرْثِ، وإنَّـمَا كانَ ذلكَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطانِ "
حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر، عن أبـيه، قال: ثنا أبو العلاء، عن سَمُرة بن جندب: أنه حدث أن آدم علـيه السلام سمى ابنه عبد الـحرث.
قال: ثنا الـمعتـمر، عن أبـيه، قال: ثنا ابن عُلَـية، عن سلـيـمان التـيـمي، عن أبـي العلاء بن الشِّخيِّر، عن سمرة بن جندب، قال: سمى آدم ابنه: عبد الـحرث.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن داود بن الـحصين، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: كانت حوّاء تلد لآدم، فتعبِّدهم لله، وتسميه عبد الله وعُبـيد الله ونـحو ذلك، فـيصيبهم الـموت، فأتاها إبلـيسُ وآدمَ، فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش فولدت له رجلاً، فسماه عبد الـحرث.))
إذاً هذا شرك تسمية ولم يكن شرك عبادة
الجامع لأحكام القرآن للقرطبى
(({ فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا } واختلف العلماء في تأويل الشرك المضاف إلى آدم وحواء، وهي: ـ
الثالثة ـ قال المفسرون: كان شِرْكاً في التسمية والصفة، لا في العبادة والربوبية[/COLOR. وقال أهل [COLOR="Red"]المعاني: إنهما لم يذهبا إلى أن الحارث ربهما بتسميتهما ولدهما عبد الحارث، لكنهما قصدا إلى أن الحارث كان سبب نجاة الولد فسمّياه به كما يسمِّي الرجل نفسه عبد ضيفه على جهة الخضوع له، لا على أن الضيف ربُّه؛ كما قال حاتم:وإني لَعبد الضّيف ما دام ثاوياً وما فيّ إلاّ تِيكَ من شِيمة العبدِ
هل مازال هناك شك أنهما لم يشركا شرك عبادة ؟!!
ولنقطع دابر الشك لنقرأ تفسير الزمخشرى فى الكشاف
(( جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء } أي جعل أولادهما له شركاء، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وكذلك { فِيمَا ءاتَـٰهُمَا } أي آتى أولادهما، وقد دلّ على ذلك بقوله: { فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } حيث جمع الضمير. وآدم وحواء بريئان من الشرك. ومعنى إشراكهم فيما آتاهم الله: تسميتهم أولادهم بعبد العزى وعبد مناة، وعبد شمس وما أشبه ذلك، مكان عبد الله وعبد الرحمٰن وعبد الرحيم. ووجه آخر وهو أن يكون الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم آل قصي ألا ترى إلى قوله في قصة أم معبد.فَيَا لَقُصَيّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُم بِهِ مِنْ فَخَارٍ لاَ يُبَارَى وَسُودَدِ
فبهت الذى كفر
وللتأكيد نأخذ معنى الشرك فى اللغة , النهاية فى غريب الأثر.
{ شرك } ( س ) فيه [ الشِّرك أخْفى في أمَّتي ( في الأصل : في أمتي أخفي . والمثبت من أ واللسان وتاج العروس ) من دَبِيب النَّمل ] يريد به الرِّياءَ في العَمَل فكأنه أشْرَك في عَمَله غَيرَ اللّه
- ومنه قوله تعالى [ ولا يُشْرِكْ بعبادةِ ربِّه أحدا ] يقال شَرِكْتُه في الأمر أشْرَكُه شِرْكة والاسمُ الشِّرك . وشاَرَكْته إذا صِرْت شَرِيكه . وقد أشْرك باللّه فهو مُشْرِك إذا جعل له شريكا . والشِّرك : الكُفر
( س ) ومنه الحديث [ من حَلف بغير اللّه فقد أشْرَك ] حيث جعل ما لاَ يحْلفُ به مَحلُوفا به كاسم اللّه الذي يكونُ به القَسَم
( س ) ومنه الحديث [ الطِّيَرة شِرْك ولكنَّ اللّه يُذْهبُه بالتَّوَكل ] جَعَل التطَيُّر شِرْكا باللّه في اعتقادِ جَلْب النَّفع ودفْع الضَّرَر وليس الكُفَر باللّه لأنه لو كان كُفْراً لما ذهب بالتَّوَكل
- وفيه [ من أعْتَق شِرْكاً له في عبد ] أي حِصَّة ونصيباً
( ه ) وحديث مُعاَذ [ أنه أجازَ بين أهلِ اليمنِ الشِّرْك ] أي الاشتراك في الأرض وهو أن يدفعها صاحبُها إلى آخر بالنِّصف أو الثلث أو نحو ذلك
( ه ) وحديث عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه [ إِنَّ شِرْك الأرضِ جائزٌ ]
- ومنه الحديث [ أعوذُ بك من شَرِّ الشيطان وشِرْكِه ] أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِسُ به من الإشْرَاك باللّه تعالى . ويُرْوى بفتح الشين والراء : أي حَباَئِله ومَصاَيده . واحدها شَرَكة
( س ) ومنه حديث عمر [ كالطَّير الحَذِرِ يَرَى أن له في كُلِّ طريق شَرَكا ]
إذاً عرفنا الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ( الذى لايُخرج صاحبه من الملة ) واخذنا أقوال المفسرين , واخذنا معنى الشرك فى اللغة.
فإذا كان لأعداء الإسلام رأى آخر فليُصرحوا به إذا أستطاعوا..:mfgkl:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبوحمزة السيوطي
2008-12-08, 08:05 PM
أخي الحبيب صاعقة الاسلام
بارك الله فيك وجزاك خيرا على مجهوداتك الرائعة
لكن اسمح لي بالتعقيب ...
أولا : رد الشبهة من تفسير بن الكثير:
أنقل لكم الفقرة كاملة بها فوائد جمة ...
يقول الحافظ ابن كثير :
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الأعراف 190
وقال الحسن البصري: لئن آتيتنا غلاماً { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ فَلَمَّآ ءَاتَـٰهُمَا صَـٰلِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } يذكر المفسرون ههنا آثاراً وأحاديث سأوردها وأبين ما فيها، ثم نتبع ذلك ببيان الصحيح في ذلك إن شاء الله وبه الثقة .
قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد: حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما ولدت حواء، طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث، فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره "
وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار عن بندار عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد به، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الصمد مرفوعاً، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
ورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي عن هلال بن فياض عن عمر بن إبراهيم به مرفوعاً.
وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من حديث شاذ بن فياض عن عمر بن إبراهيم به مرفوعاً، قلت: وشاذ هو هلال، وشاذ لقبه .
والغرض أن هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه
(أحدها): أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به، ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعاً، فالله أعلم.
(الثاني): أنه قد روي من قول سمرة نفسه ليس مرفوعاً، كما قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر عن أبيه، حدثنا بكر بن عبد الله بن سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب قال: سمى آدم ابنه عبد الحارث.
(الثالث): أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً، لما عدل عنه. قال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن: { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا } قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم.
وحدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور عن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده، يعني: { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا }.
وحدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود، والنصارى، رزقهم الله أولاداً، فهودوا ونصروا .
وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رضي الله عنه أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب ممن آمن منهم مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما، كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم.
فأما الآثار، فقال محمد بن إسحاق بن يسار: عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولاداً، فيعبدهم لله، ويسميهم: عبد الله، وعبيد الله، ونحو ذلك، فيصيبهم الموت، فأتاهما إبليس، فقال: إنكما لو سميتماه بغير الذي تسميانه به، لعاش، قال: فولدت له رجلاً، فسماه عبد الحارث، ففيه أنزل الله يقول: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ } -إلى قوله - { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا } إلى آخر الآية، وقال العوفي: عن ابن عباس قوله في آدم: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ } شكت أحملت أم لا؟ { فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَـٰلِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ } فأتاهما الشيطان، فقال: هل تدريان ما يولد لكم؟ أم هل تدريان ما يكون، أبهيمة أم لا؟ وزين لهما الباطل، إنه غوي مبين، وقد كانت قبل ذلك ولدت ولدين فماتا، فقال لهما الشيطان: إنكما إن لم تسمياه بي لم يخرج سوياً، ومات كما مات الأول، فسميا ولدهما عبد الحارث، فذلك قول الله تعالى: { فَلَمَّآ ءَاتَـٰهُمَا صَـٰلِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا } الآية.
وقال عبد الله بن المبارك: عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: { فَلَمَّآ ءَاتَـٰهُمَا صَـٰلِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا } قال: قال الله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا } آدم { حَمَلَتْ } فأتاهما إبليس لعنه الله فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني، أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن؛ يخوفهما، فسمِّياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت الثانية، فأتاهما أيضاً فقال: أنا صاحبكما الذي فعلت ما فعلت، لتفعلن أو لأفعلن - يخوفهما - فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت الثالثة، فأتاهما أيضاً، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمَّياه عبد الحارث، فذلك قوله تعالى: { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَـٰهُمَا } رواه ابن أبي حاتم.
وقد تلقى هذا الأثر عن ابن عباس جماعة من أصحابه كمجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ومن الطبقة الثانية قتادة والسدي وغير واحد من السلف، وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعات لا يحصون كثرة .
وكأنه - والله أعلم - أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب، كما رواه ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد، يعني: ابن بشير، عن عقبة عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: لما حملت حواء، أتاها الشيطان فقال لها: أتطيعيني ويسلم لك ولدك؟ سميه عبد الحارث، فلم تفعل، فولد فمات، ثم حملت، فقال لها مثل ذلك، فلم تفعل، ثم حملت الثالثة، فجاءها فقال: إن تطيعيني يسلم، وإلا فإنه يكون بهيمة، فهيبهما، فأطاعا.
وهذه الآثار يظهر عليها - والله أعلم - أنها من آثار أهل الكتاب، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا حدثكم أهل الكتاب، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم " ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام، فمنها ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ومنها ما علمنا كذبه بما دل على خلافه من الكتاب والسنة أيضاً، ومنها ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته بقوله عليه السلام:
" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " وهو الذي لا يصدق ولا يكذب؛ لقوله: " فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " وهذا الأثر هو من القسم الثاني، أو الثالث، فيه نظر .
فأما من حدث به من صحابي أو تابعي، فإنه يراه من القسم الثالث .
وأما نحن، فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته، وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس، كقوله:
{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَـٰبِيحَ }
[الملك: 5] الآية، ومعلوم أن المصابيح، وهي النجوم التي زينت بها السماء، ليست هي التي يرمى بها، وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها، ولهذا نظائر في القرآن، والله أعلم.
انتهى كلام ابن كثير رحمه الله ...
يتبع ...
أبوحمزة السيوطي
2008-12-08, 08:32 PM
وأما أثر تسمية آدم وحواء لابنيهما بعبد الحارث ... فضعيف مردود
ذكر الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة :
رقم الحديث : 342
متن الحديث :
“ لما حملت حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه عبد الحارث , فسمته : عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره “ .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 516 ) : ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2 / 181 - بولاق ) و الحاكم ( 2 / 545 ) و ابن بشران في “ الأمالي “ ( 158 / 2 ) و أحمد ( 5 / 11 ) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا .
و قال الترمذي : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة , و قال الحاكم : صحيح الإسناد و وافقه الذهبي .
قلت : و ليس كما قالوا , فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور , ثم هو مدلس و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من “ الميزان “ : كان الحسن كثير التدليس , فإذا قال في حديث : عن فلان , ضعف احتجاجه .
قلت : و أعله ابن عدي في “ الكامل “ ( 3 / 1701 ) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال :و حديثه عن قتادة مضطرب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه .
و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ... )* الآية , أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه هذا , فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه , فقال في تفسيرها : كان هذا في بعض أهل الملل و لم يكن بآدم , ذكر ذلك ابن كثير ( 2 / 274 - 275 ) من طرق عنه ثم قال : و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك , و هو من أحسن التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية , و انظر تمام كلامه فإنه نفيس , و نحوه في “ التبيان في أقسام القرآن “ ( ص 264 ) لابن القيم .
انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله ...
قلت : هذا كلام المحققين من أهل العلم ولا يغرنك انتشار هذا الكلام في التفاسير فالأمر غير مجمع عليه وما بيناه من كلام ابن كثير والألباني هو الحق المجر من التقليد ...
لأن هناك من أهل العلم من هاجم هذا الكلام ليس بحجة علمية وإنما بقولهم أن هذا أمر اشتهر عند المفسرين من السلف ..
لكن كما قلت غير ممجمع عليه والتحقيق فيما نقلت ..
وما يغفل عنه البعض ويثبت أيضا بطلان القصة قول الله عز وجل : { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا }31 البقرة .
قال الشنقيطي : علمه جميع المسميات .
ونقل القطان عن السهيلي : وعلّمه اسماء جميع الأشياء وخواصها، وأودع في نفسه علم جميع الأشياء من غير تحديد ولا تعيين .
وقال القطان عقبه : (ونحن نصرف ذلك الى انه أودع فيه القدرة على الإدراك والتمييز، لا علّمه لفظاتٍ معينة في لغة بعينها)
فمن الضروري أن يكون آدم وهو أول البشر وأبوهم قد علمه الله التوحيد والشرك ليفرق بينهما وينجوا وهو أيضا معلم من بعده فليس من المعقول أن ينساق آدم وراء الشيطان ليشرك بالله عبادة ولا حتى يشرك بالله فيسمي عبد الحارث والذي هو الشيطان كما في السياق .
وقد اضطربت الروايات كما في تفسير ابن ابي حاتم فقالوا سماه عبد الشيطان ومنهم من قال عبد الشمس ومنهم من قال عبد الحارث كل هذا لا يثبت ولا يليق بن علمه الله كل الأسماء والمسميات وأعطاه ادراكا وعلمه التوحيد ليلزمه والشرك ليتجنبه ولابد ..
فما ذهب إليه الحسن وتبعه ان كثير ونحوه ابن القيم وعلى إثرهم الشيخ الألباني وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية،وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته وهذا هو القول الحق .. والله أعلم ..
عبد للرحمن
2008-12-08, 08:48 PM
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين
و كلا الردين طيب و كلام الأخ أبو حمزة أحب إلى قلبي و لكن أجد فيه إشكالا واحدا
و هو أن سياق الآية يوحى بأن الحديث عن آدم و حواء
و يشكل على كيف رأى بعض المفسرين رأى أن الضمير فى جعلا له شركاء لا يعود على آدم و حواء
أبوحمزة السيوطي
2008-12-08, 09:43 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور ...
بفضل الله لا يوجد إشكال اذا علمت أن المراد من السياق هو الجنس البشري الذي هو الذكر والأنثى
بل والمقصود بعض هذا الجنس الذين يكفرون بنعمة الله بعد إنعامه والذي يدل على أن الشرك في الآية شرك كفري قول الله عز وجل بعد هذه الآية :
{ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (192) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) }
فلا يمكن إخراج الشرك عن مدلوله من هذا السياق وفي قراءة جعلالله شِركا بكسر الشين ..
فلا يمكن أن يعود ذلك على نبي الله آدم .. فالآية يقصد بها قريقا من الجنس البشري المتكون من ذكر وأنثى ..
وهناك قول وسط بين نفي أن يكون المراد آدم وحواء وبين نفي هذا المراد بالكلية وهو :
كما قال بعض المفسرون : أن صدر الآية قصد به آدم وحواء من قوله { من نفس واحدة } وبعدذلك حدث فصل ..
كما وضح ذلك الطبراني في تفسير القرآن العظيم صاجب المعاجم ( وهو غير ابن جرير الطبري ) قال :
قال الحسنُ: (انْقَضَتْ قِصَّةُ آدَمَ عِنْدَ قَوْلِهِ { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } ثُمَّ أخْبَرَ اللهُ عَنْ بَعْضِ خَلْقِهِ أنَّهُ تَغَشَّى زَوْجَتَهُ فَحَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بهِ، فَلَمَّا أثْقَلَهَا مَا فِي بَطْنِهَا دَعَوا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَشْكُرَنَّكَ، فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ بعَمَلِهِمَا الَّذِي عَمِلاَهُ بأَنْ هَوَّدَاهُ أوْ نَصَّرَاهُ أوْ مَجَّسَاهُ؛ أي عَلَّمَاهُ شَيْئاً مِنَ الأَدْيَانِ الْخَبيثَةِ الَّتِي يَدْعُو إلَيْهَا إبْلِيسُ، وَلِهَذا أعْظَمَ اللهُ شَأْنَهُ فِي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ (فَتَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وَلَوْ كَانَ الْمُرَاد بالآيَةِ آدَمَ وحَوَّاءَ لَقَالَ: عَمَّا يُشْرِكَانِ).
وقال قبلها ما أضيفه مع ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله
قل الطبراني رحمه الله :
قَوْلُهُ تَعَالَى: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }؛ أي نفس آدمَ، { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }؛ أي خَلَقَ حَوَّاءَ من ضِلْعٍ من أضلاعهِ، { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }؛ أي ليطمئِنَّ إليها ويستأنسَ بها ويأوِي إليها لقضاءِ حاجته منها، { فَلَماَّ تَغَشَّاهَا }؛ أي جَامَعَها، { حَمَلَتْ }؛ ماءَهُ، { حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ }؛ فاستمرَّت بذلكَ الماءِ؛ أي قامت وقعَدَتْ كما كانت تفعلُ قبلُ وهي لا تدري أنه حَبَلٌ أم لا، ولم تَكْتَرِثْ بحملِها، يدلُّ عليه قراءةُ ابنِ عبَّاس: (فَاسْتَمَرَّتْ بهِ). وقال قتادةُ: (مَعْنَى { فَمَرَّتْ بِهِ } مخفَّفاً من الْمِرْيَةِ؛ أي شكَّتْ أحمَلتْ أم لا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا }؛ أي لَمَّا كَبرَ الولدُ في بطنِها وتحرَّكَ وصارت ذاتَ ثُقْلٍ بحملِها وشقَّ عليها القيامُ، أتَاها إبليسُ في صورةِ رجُل، فقالَ: يا حوَّاء ما هذا في بطنِكِ؟ قالت: ما أدري، قال: إنِّي أخافُ أن يكون بَهِيمةً، وذلك أوَّلَ ما حَملت، فقالت ذلك لآدمَ عليه السلام، فلَم يزَالاَ في هَمٍّ من ذلك.
ثُم عادَ إبليسُ إليها فقالَ: يا حوَّاء أنَا مِن الله بمَنْزِلَةٍ! فإن دعوتُ اللهَ ربي إنساناً تُسَمِّيهِ بي؟ قالت: نَعَمْ، قال: فإنِّي أدعُو اللهَ، وكانت هي وآدمُ يدعُوَان اللهَ، { لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً }؛ ولداً حَسَنَ الْخُلْقِ صحيحَ الجوارحِ مثلَنا، { لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ }؛ لكَ في هذه النعمةِ، { فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً }؛ سَوِيّاً صحيحاً أتَاها إبليسُ فقال لها: عهدي! قالت: ما اسمك؟ قالَ: الحرثُ ولو سَمَّى نفسَهُ فقال عزرائيلَ لعرفتهُ، ولكنه تسمَّى بغيرِ اسمه فسمته: عبدُ الحرثِ، ورَضِيَ آدمُ فعاشَ الولدُ أيَّاماً حتى ماتَ.
وهذا لا يصحُّ؛ لأنَّ حَوْاء وإن لم تكن نَبيَّةً فهي زوجةُ نَبيٍّ، وفي الآيةِ ما يدلُّ على ذلك؛ لأن الله تعالى قال: { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا }؛ ومثلُ هذه القبائحِ لا يصحُّ إضافتُها إلى الأنبياءِ، ولأنَّ الله تعالى قالَ: { فَتَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }؛ ولأن الواحدَ مِنَّا لو أتاهُ مَنْ يعبثهُ على أن يُسَمِّي ولدَهُ عبدَ شمسٍ أو عبدَ العُزَّى أو نحوَ هذا، لَم يَقْبَلْ ذلك، ولو أمكنَهُ أن يعاقبَهُ على ذلك فعلَ، فكيف يجوزُ مثل هذا على آدمَ؟ وقد رفعَ الله قَدْرَهُ بالنبوَّة.
وقال الحسنُ: (معناهُ: إنَّ اللهَ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ وجَعَلَهَا سَكَناً لَهُ، وَكَذلِكَ حَالُ الْخَلْقِ مَعَ أزْوَاجِهِمْ، كَأنَّهُ قَالَ: وَجَعَلَ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ زَوْجَهَا، كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أخْرَى
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً }
[الروم: 21].
والحمد لله رب العالمين ..
لو لا يزال شيء لم يتضح أرجوا أن تخبرني .. نسأل الله التوفيق للجميع ..
سيف الحتف
2008-12-08, 10:36 PM
بارك الله فيك أخى أبو حمزة على هذا التعقيب الرائع
عبد للرحمن
2008-12-08, 11:07 PM
جزاك الله خيرا أخى الكريم أبو حمزة و بالفعل فهم تلك الآيات كان مشكلا على طوال عمرى
لكن ما رأيك لو قلنا جعلا له شركاء تعود على آدم و حواء و هو ظاهر السياق و خصوصا أن الضمير جاء للمثنى؟و لست أعلم هل من الممكن أن يقع آدم عليه السلام فى الشرك الأصغر ثم يتوب كما أكل من الشجرة وتاب أم لا؟
بينما يكون الكلام من أول فتعالى الله عما يشركون و ما بعدها عائد على المشركين بصفة عامة و خاصة أن الضمير جاء هنا بالجمع و ليس بالمثنى و بالطبع من الصعب أن يكون السياق هنا عن نبي كريم مثل آدم عليه السلام؟
و عذرا أخى الكريم على الإثقال عليك
أبوحمزة السيوطي
2008-12-08, 11:34 PM
لا يوجد إثقال بالعكس أنا أحب أن نتناقش حتى نستخرج الفوائد
ثم إني كنت أكتفي بما ذهب إليه ابن كثير ولكن وجدت جمعا من العلماء معه ...
وبالنسبة للموضوع فلا ينبغي أن يقع نبي في شرك أصغر ثم إنه لا يوجد ذكر لشرك أصغر وحتى لو قلنا أن تسمية الولد عبد الحرث أو الحارث شركا أصغر فإن القصة لا تثبت أصلا فيعود لفظ الشرك لمدلوله وهو الكفر والذي لا ينبغي لمن علمه الله عز وجل أن يقع فيه ..
وقد رد الفخر الرازي القصة من ستة وجوه سأذكرهم لا حقا ...
وأولى التفسيرات هو ما نقلته قبل عن ابن كثير وغيره وقرره أبو حيان في المحيط قال :
وقال الحسن وجماعة الخطاب لجميع الخلق والمعنى في هو { الذي خلقكم من نفس واحدة } من هيئة واحدة وشكل واحد { وجعل منها زوجها } أي من جنسها ثم ذكر حال الذكر والأنثى من الخلق ومعنى { جعلا له شركاء } أي حرفاه عن الفطرة إلى الشرك كما جاء: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه هما اللذان يهوّدانه وينصرانه ويمجسانه " وقال القفال نحو هذا القول قال هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة وجعل من جنسها زوجها وذكر حال الزوج والزوجة { وجعلا } أي الزوج والزوجة، لله تعالى شركاء فيما آتاهما لأنهما تارة ينسبون ذلك الولد إلى الطبائع كما هو قول الطبائعيين وتارة إلى الكواكب كما هو قول المنجّمين وتارة إلى الأصنام والأوثان كما هو قول عبدة الأصنام انتهى، وعلى هذا لا يكون لآدم وحوّاء ذكر في الآية .
هذا أحسن تأويل والله أعلم ..
عبد للرحمن
2008-12-09, 12:15 AM
صدقت أخى الحبيب
لعل التفسير الأخير هو أولى التفسيرات و الله أعلم
جزاك الله خيرا و زادك الله علما
ذو الفقار
2008-12-10, 07:22 PM
أحسنت أخي الحبيب فى الرد
جزاك الله خيراً
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir