مشاهدة النسخة كاملة : شبهة أن القرآن مخلوق
الصفحات :
1
[
2]
3
4
5
6
7
8
السراج الوهاج
2009-01-01, 04:45 AM
ما شاء الله محاورة روووووووووووعة
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم وجعلنا وإياكم من أولى الألباب
الهزبر
2009-01-01, 03:00 PM
السلام عليكم
بارك الله في المتحاورين.
بارك الله فيــك أخي أبا عبــدالرحمن
منــذ البــداية قلت إنني لا أحب الخــوض في مثـل هــذه المواضــيع وإنمــا كتبته كان لدحـض الحجـة الأولى مخــافة اســتخدامهـا بعــلتها لإســقاط شيء عن علم الله أو قدرته تبارك اســمه وتعــالى جــده ،
بيـد أني الآن وضـعت في موضــع المحــاور ولا بــأس من ذلك طــالما أن الحــوار مع الأخ الفــاضــل أبي عبـدالرحمــن مهــذب ومحــترم ،
أولا :بعض الأدلة من القرآن :
1- قوله تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان " , وأظن أن دلالة التفريق في هذه الآية واضحة جدا , فلم يدخل القرآن تحت فعل الخلق كالإنسان وكسائر المخلوقات , وإنما قال " علم القرآن " , فالقرآن من علم الله تعالى , وعلمه جل وعلا أزلي أبدي ولابد , وهو صفة ملازمة لذاته , لذا وجب القول بأن القرآن صفة لله تعالى وأنه غير مخلوق ,وإلا لكان الفصل بين الإنسان والقرآن وعدم إيرادهما معا ليس له فائدة , تعالى الله وكلامه عن ذلك علوا كبيرا .
أخي الفاضــل لا أرى في ذلك دلــيلا عــلى عــدم الخــلق فالله تعــالى خــلق آدم وعلمــه الأســماء كلهــا ، فهــل يعــني هــذا أنهــا غــير مخــلوقه ، ثم أن الخــلق في هــذه الآيــة الشــريفــة يخــتص بالإنســان دون ســائر المخــلوقات ،
2- قال تعالى : "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " , فقد وصفه جل وعلا بالكمال , والكمال لا يكون إلا لله تعالى وصفاته , فإن كان من مخلوقاته وجب أن يلحقه النقص , فكان بذلك منافيا لما جاء بالآية وأنظر أيضا الدليل الآتي .
أتــريد أن تقــول بأن الله ســبحانه وتعــالى لا يســتطيع خــلق الكامــل وأن النقص يلحــق خــلقه من تــلقاء نفســه ( لا أظــن ذلك ) فالنقص الذي خــلقه الله في ســائر مخــلوقاته كان بإرادته فهـو يخــلق ما يريــد ، وقد خــلق النقص لإثبــات كمــاله جـل وعــلا لنعــبده وخــلق القــرآن كامــلا وحفـظه بقـدرته ليكــون حجــة باقـية لعبـاده إلى يوم القــيامة ،
3- قوله تعالى : ( قرآنا عربيا غير ذي عوج ) روى عن ابن عباس : أي غير مخلوق .
إن صــح هــذا القــول عن ابن عباس رضي الله تعــالى عنــه فهــو رأيه وأحــترمه كمــا أحــترم رأيــك أخي الفاضــل وإن عارضــته ،
4- قال الله تعالى : ( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) ,وكلام الله ونظره واحد يعني غير مخلوق .
هــذه الآيــة تعــني إهمــالهم وأنــه تعــالى لا يــأبه بهم فــلا يجــوز أن بغفــل الله عنهم فــلا ينظــر إليهم فالله ســبحانه لا يغيب عنــه غائب ،
ثانيا الدليل من السنة :
1-عن أبي سعيد قال قال رسول الله ( فضل كلام الله عز و جل على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) , وهذا دليل ظاهر جدا على أن القرآن من صفاته جل وعلا , ولا يحتاج مني لتفسير .وفي سنده ضعف وجب التنبيه عليه , لأن فيه عطية العوفي قال عنه ابن حجر أنه صدوق يخطئ كثيرا .
لا أرى في هــذا إلا دلــيلا على الفضــل فكــلام الله لا يقــارن بكـلام البشــر كمــا لا يقــارن ســبحانه بخــلقه ،
2- وأيضا من أبواب البيهقي في" السنن الكبرى " ( 10 / 41 ) " باب ما جاء في الحلف بصفات الله تعالى كالعزة
و القدرة و الجلال و الكبرياء و العظمة و الكلام و السمع و نحو ذلك " . ثم ساق
تحته أحاديث و أشار إلى هذا الحديث و استشهد ببعض الآثار عن ابن مسعود و غيره
و قال : " فيه دليل على أن الحلف بالقرآن كان يمينا ... " . ثم روي بإسناد
الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار قال : " أدركت الناس منذ سبعين سنة
يقولون : الله الخالق و ما سواه مخلوق و القرآن كلام الله عز وجل " .
في جــواز الحــلف من عــدمه اختــلافات أمــا قــولك أنه كــلام الله فلن أخــتلف معــك أبــدا ،
ثالثا دليلا منطقيا عقليا :
- نحن متفقون أن القرآن كلام الله , فانظر إلى إضافته لذات الله تعالى , فإذا فعلت فاعلم أن المضاف إلى الله تعالى على ضربين :
أولا : إذا كان لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله قائمة به وامتنع أن تضاف إليه إضافة مخلوق مربوب .
ثانيا : أما إذا كان قائما بذاته أو بغيره من المخلوقات مثل عيسى روح الله أو الكعبة بيت الله , وجب أن تضاف إلى الله إضافة المخلوق المربوب , لأن ما قام بذاته لا يكون صفة لغيره , وإنما تكون هذه الإضافة من باب التعظيم والتشريف .
لو كان القرآن (وســائر الكتب قطـعا ) صــفة لله لمــا جــازت إضــافتها لغيره فاقرأ ( ومن قبــل كتاب موسى ) وقوله ( صحف ابراهــيم )
ثم اقرأ قوله صلى الله عليه وســلم ( فإنه يأتي يوم القيــامة شــفيعا لأصحــابه ) فلو كان صفة لما انفصـلت لتشــفع عنــد الذات ،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
أبو جاسم
2009-01-01, 09:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
الأخ الأثري و الأخ ماهر لا أحب أن أقطع تسلسل المحاورة بينكما و لكن استوقفني قول الأخ ماهر أن القرآن مخلوق حيث قال:
(( وخــلق القــرآن كامــلا وحفـظه بقـدرته ليكــون حجــة باقـية لعبـاده إلى يوم القــيامة ))
فلا شك إخوتي في الله أن هذا القول هو قول الجهمية الذي اشتد نكير السلف عليهم بل لقد اشتهر عن السلف القول بتكفير من قال بخلق القرآن . و لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحكم على مذهب معين لا يعني بالضرورة الحكم على أعيان المذهب .
و سؤالي للأخ ماهر حفظه الله :
كونك تقول أن القرآن مخلوق و تقول بنفس الوقت أنه كلام الله حيث قلت مسبقاً (( أمــا قــولك أنه كــلام الله فلن أخــتلف معــك أبــدا )) فهل يجوز أن نستعيذ بمخلوق ؟؟؟
((( 2708 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح ( واللفظ له ) أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب أن يعقوب بن عبدالله حدثه أنه سمع بسر بن سعيد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك ))
أخرجه مسلم في صحيحه .
فلازم قولك يا أخي أن النبي صلى الله عليه و سلم قد استعاذ بمخلوق بل و علمنا أن نستعيذ بمخلوق .
و أنت تعلم أن الاستعاذة بمخلوق منافية تماماً للتوحيد الذي قام رسولنا عليه الصلاة و السلام بتقريره . فهل ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه استعاذ بمخلوق ؟؟؟؟
أسف على المقاطعة و اترك الباقي للأخ الفاضل الأثري .
شكراً
أبوعبدالرحمن الأثري
2009-01-02, 12:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي أبا جاسم
قلت أخي ماهر :
ثم اقرأ قوله صلى الله عليه وســلم ( فإنه يأتي يوم القيــامة شــفيعا لأصحــابه ) فلو كان صفة لما انفصـلت لتشــفع عنــد الذات ،
وما دلالة ذلك في موضوعنا , ذلك أخي الحبيب يكون العمل نفسه فالله تعالى يصور الأعمال يوم القيامة وتوضع في الميزان وتحاج عن صاحبها كما قال صلى الله عليه وسلم " القرآن حجة لك أو عليك " , وكما قال " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " ,فكيف يكون للكلمات وزن , فلا تقس دنيانا بمقاييس الآخرة لأنه قياس فاسد أخي ,
وأي استفسار آخر نجيب عليه بعون الله ,
حياك الله .
السراج الوهاج
2009-01-02, 12:45 AM
ما شاء الله عليك أستاذنا الفاضل أبا عبد الرحمن الأثري
سدد الله قلمكم
وزادكم علما وفهما
إدريسي
2009-01-02, 01:03 AM
عذرا على مشاركتي هذه .. وأرجو من الأخوين المتحاورَينِ أن يسمحا لي بها ..
هي فقط كي لا يتوهم القارئ من ردود الأخ ماهر أنه دحض حجة الإمام عبد العزيز الكناني .. فهو يقول:
وإنمــا كتبته كان لدحـض الحجـة الأولى
وكل ما كتبه الأخ ليدحض حجة الإمام يتلخص في قوله:
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) - آيتي الأنعــام
في الآية الأولى نجـد المعنى مؤكــدا بقـوله وهــو بكل شيء عليم فإن أســقطت شـيئا عن خــلقه فأولى لك أن تســقط شـيئا عن علمـه فقـد تقـدم ذكـر الخـلق وتأخــر العـلم وهــذا غــير جــائز قطــعا ،
وهذا لا يصح .. لأننا أسقطنا شيئا من الخلق في الآية الكريمة التي استشهد بها وهو الله سبحانه وتعالى .. ومع ذلك لم نسقط شيئا من علمه .. يقول عز وجل:
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ }[ الأنعام: من الآية19]
فالشيئ كما جاء في الآية الكريمة يصح إطلاقه على الله سبحانه وتعالى لأنه إثبات لوجوده ونفي لعدمه ولكنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيئ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: من الآية11] ..
و"اللايجوز" التي أتى بها الأخ تؤدي إلى القول بأن الله مخلوق والعياذ بالله .. وعلى هذا بطلت محاولته دحض حجة الإمام.
وأعتذر مرة أخرى للأخوين الكريمين على هذه المداخلة ..
أبو جاسم
2009-01-02, 05:14 AM
السلام عليكم :
الأخ أبو عبد الرحمن الأثري حياك الله و جزاك الله خيراً .
أخي الإدريسي أحسنت و هنا مربط الفرس ، فقول الأخ ماهرالقرآن شيء، فيكون مخلوقاً لدخوله في عموم آية (( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) لا يستقيم لأن هذا العموم مخصوص، مخصوص بذات الله تعالى، فإن الله شيء، وصفاته شيء، فلا تدخل في هذا العموم. و إلا كيف تفسر لنا يا أخ ماهر قول الله تعالى (( كلُ نفسٍ ذائقة الموت ))وقوله تعالى ((وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )) و قوله تعالى ((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )) و قوله تعالى (( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )) .
و سؤالي للأخ ماهر حفظه الله : هل الله سبحانه و تعالى داخل في هذا العموم ؟؟؟؟؟ فالله يثبت النفس لذاته و لكن كل نفس ستموت .
إذن لا شك أن هذا العموم مخصوص بذات الله و صفاته فلا تدخل في هذا العموم، فكما أن نفس الله لا تدخل في هذا العموم فكذلك كلامه و الذي هو صفة من صفاته لا يدخل في هذا العموم .
أبو جاسم
2009-01-02, 06:43 AM
أما قول الأخ ماهر (( لو كان القرآن (وســائر الكتب قطـعا ) صــفة لله لمــا جــازت إضــافتها لغيره فاقرأ ( ومن قبــل كتاب موسى ) وقوله ( صحف ابراهــيم ) ))
هذه الإضافة إضافة تبليغ أي الكتاب الذي أنزل على موسى و بلّغه موسى و الصحف التي أنزلت على إبراهيم و بلّغها إبراهيم أي الإضافة هنا من ناحية التبليغ لا من ناحية الإنشاء فالكلام ينسب لله صفةً كونه قاله مبتدئاً و ينسب لموسى كونه قاله مبلّغاً و الكلام كلام من قاله مبتدئاً لا من قاله مبلّغاً ، و إلاّ يا أخ ماهرأخبرنا ماذا تسمى هذه الإضافة لموسى عليه السلام ؟؟؟؟؟ و تحت أي باب من الإضافات تندرج ؟؟؟؟
فلازم كلامك ياأخي أن رسولنا عليه الصلاة و السلام هو خالق القرآن و هو من قاله مبتدئاً لأن الله سبحانه و تعالى يقول (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )) فهل القرآن كلام رسول الله بمعنى أنه هو من أنشأه ؟؟؟؟؟ لا شك من قال هذا فقد كفر .
إذاً ما دلالة هذه الإضافة عندك إن لم تكن إضافة تبليغ ؟؟؟؟
و بالتالي يتبين أن ما قلته من عدم جواز إضافة الصفة للغير باطل إذا علمنا و فصلّنا ما هي هذه الإضافة و ما معناها .
سامر الحاج
2009-01-02, 11:26 AM
جزاكم الله خيرا جميعا , حوار رائع .
متابع ....
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir