إدريسي
2008-12-23, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم/ الشيخ عائض القرني
لا شك أن الحسد حقيقة لا مناص منها وقد أثبته القرآن والسنة ويدخل فيه العين والعين حق، لكن المشكلة أن بعضهم تلبّس به الوهم فاصبح يظن أنه مصاب بالعين في كل شيء فكلما أخفق حوّل هذا الإخفاق مع التحية للعين والحسد، وإذا فشل في عمله فلأنه مصاب بالعين من حسّاده، وإذا رسب في دراسته فالسبب شياطين الإنس، فهو عند نفسه عبقري لكن أعداؤه منعوه من النجاح، وهذا الصنف من الناس قد ضحك عليهم الشيطان، وهم يعيشون وهماً لا حقيقة له فأذكياء العالم من المسلمين وغيرهم بلغوا النجومية ولم يعيشوا هذا الوهم، فالشافعي وابن تيمية وابن خلدون وابن رشد وسقراط ونشتاين وإسحاق نيوتن أجبروا التاريخ على أن يخلّد أسماؤهم ولم يشتكوا من الحسد والعين، ولكن المرضى بوهم الحسد هم أشبه بما قال غوته: (إن الدجاجة حينما تقول قيط..قيط وتريد أن تبيض تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً)، ورأيتُ الناجحين في مجتمعنا واثقين من أنفسهم قد شقّوا طريقهم إلى المجد بثبات في كافة التخصصات، ولكن الأغبياء والحمقى بقوا في آخر الصف بحجة أن الحسد والعين أصابهم ولم يصب غيرهم من اللامعين.
قابلتُ طالباً رسب في الجامعة عدة مرات فسألته ما السبب ؟ قال: محسود أصابتني العين، فقلت له: إخوانك الأربعة نجحوا بتقدير ممتاز وكانوا الأوائل وأنت الوحيد المحسود الراسب لكن السرَّ أنك تركت المذاكرة وتغيّبت عن الجامعة ونمت في الفصل وضيّعت الكتب، وبعض النساء رزقها الله 3% من الجمال وتغطي وجهها عند أمها وأخواتها خوفاً من العين، الله أكبر يا فتاة الغلاف، وبعضهن حامل في الشهر العاشر وقد أخفت ذلك عن جدتها خوفاً من العين وكأنها سوف تلد خالد بن الوليد أو صلاح الدين، والحقيقة أن الشيطان قد لعب على الكثير منّا خاصة الأغبياء والحمقى، أما الأذكياء والعباقرة فقد لعبوا هم على الشيطان وانتصروا عليه ونجحوا؛ لأنهم لم يصدقوا الأوهام، ورجائي أن يخرج هؤلاء الموسوسون والموسوسات من زنزانة الوهم ويمارسوا أعمالهم على سجيّتهم ويريحوا الأمة من نشر أمراضهم النفسية المعتمدة على الوهم، وكلما رأيتُ بليداً فاشلاً وسألته ما سبب هذا الإحباط ؟ أجابني بأنه مصاب بالعين ! فأقول له: من هذا الغبي الأحمق الذي أصابك بالعين ؟! وما الذي أعجبه فيك؟! كيف ترك الموهوبين واللامعين يشقون طريقهم إلى الجوزاء وقصدك أنت ؟! وإذا تساقط شعر امرأة بمرض حمّى الوادي المتصدع ادعت أن العين ألـمّت بها والحسد دمّرها وقد سلّم الله شَعَر رأس بوران بنت الحسن بن سهل أجمل امرأة في الدولة العباسية.
وبعض الطالبات انزوت عن زميلاتها بحجة الخوف من العين، وإذا لم يستطع طالب حفْظ القرآن لإصابته بمرض جنون البقر!! زعم أن حارس المدرسة أصابه بالعين، وكيف توحّدت بنا العين ونحن أهل الإيمان والقرآن ولم تصب العين أعضاء وكالة (ناسا) الذين أنزلوا مركبة الفضاء هندرد (66) على سطح المريخ ؟ إننا باختصار (ضحايا الوهم).
فأريحونا من هذا الوهم وتوبوا من هذه الوسوسة واهجروا هذه الظنون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين.
بقلم/ الشيخ عائض القرني
لا شك أن الحسد حقيقة لا مناص منها وقد أثبته القرآن والسنة ويدخل فيه العين والعين حق، لكن المشكلة أن بعضهم تلبّس به الوهم فاصبح يظن أنه مصاب بالعين في كل شيء فكلما أخفق حوّل هذا الإخفاق مع التحية للعين والحسد، وإذا فشل في عمله فلأنه مصاب بالعين من حسّاده، وإذا رسب في دراسته فالسبب شياطين الإنس، فهو عند نفسه عبقري لكن أعداؤه منعوه من النجاح، وهذا الصنف من الناس قد ضحك عليهم الشيطان، وهم يعيشون وهماً لا حقيقة له فأذكياء العالم من المسلمين وغيرهم بلغوا النجومية ولم يعيشوا هذا الوهم، فالشافعي وابن تيمية وابن خلدون وابن رشد وسقراط ونشتاين وإسحاق نيوتن أجبروا التاريخ على أن يخلّد أسماؤهم ولم يشتكوا من الحسد والعين، ولكن المرضى بوهم الحسد هم أشبه بما قال غوته: (إن الدجاجة حينما تقول قيط..قيط وتريد أن تبيض تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً)، ورأيتُ الناجحين في مجتمعنا واثقين من أنفسهم قد شقّوا طريقهم إلى المجد بثبات في كافة التخصصات، ولكن الأغبياء والحمقى بقوا في آخر الصف بحجة أن الحسد والعين أصابهم ولم يصب غيرهم من اللامعين.
قابلتُ طالباً رسب في الجامعة عدة مرات فسألته ما السبب ؟ قال: محسود أصابتني العين، فقلت له: إخوانك الأربعة نجحوا بتقدير ممتاز وكانوا الأوائل وأنت الوحيد المحسود الراسب لكن السرَّ أنك تركت المذاكرة وتغيّبت عن الجامعة ونمت في الفصل وضيّعت الكتب، وبعض النساء رزقها الله 3% من الجمال وتغطي وجهها عند أمها وأخواتها خوفاً من العين، الله أكبر يا فتاة الغلاف، وبعضهن حامل في الشهر العاشر وقد أخفت ذلك عن جدتها خوفاً من العين وكأنها سوف تلد خالد بن الوليد أو صلاح الدين، والحقيقة أن الشيطان قد لعب على الكثير منّا خاصة الأغبياء والحمقى، أما الأذكياء والعباقرة فقد لعبوا هم على الشيطان وانتصروا عليه ونجحوا؛ لأنهم لم يصدقوا الأوهام، ورجائي أن يخرج هؤلاء الموسوسون والموسوسات من زنزانة الوهم ويمارسوا أعمالهم على سجيّتهم ويريحوا الأمة من نشر أمراضهم النفسية المعتمدة على الوهم، وكلما رأيتُ بليداً فاشلاً وسألته ما سبب هذا الإحباط ؟ أجابني بأنه مصاب بالعين ! فأقول له: من هذا الغبي الأحمق الذي أصابك بالعين ؟! وما الذي أعجبه فيك؟! كيف ترك الموهوبين واللامعين يشقون طريقهم إلى الجوزاء وقصدك أنت ؟! وإذا تساقط شعر امرأة بمرض حمّى الوادي المتصدع ادعت أن العين ألـمّت بها والحسد دمّرها وقد سلّم الله شَعَر رأس بوران بنت الحسن بن سهل أجمل امرأة في الدولة العباسية.
وبعض الطالبات انزوت عن زميلاتها بحجة الخوف من العين، وإذا لم يستطع طالب حفْظ القرآن لإصابته بمرض جنون البقر!! زعم أن حارس المدرسة أصابه بالعين، وكيف توحّدت بنا العين ونحن أهل الإيمان والقرآن ولم تصب العين أعضاء وكالة (ناسا) الذين أنزلوا مركبة الفضاء هندرد (66) على سطح المريخ ؟ إننا باختصار (ضحايا الوهم).
فأريحونا من هذا الوهم وتوبوا من هذه الوسوسة واهجروا هذه الظنون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين.