السيف البتار
2009-01-01, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المطعن
فاعتدوا عليه:
“فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ; (آية 194).
أما المسيح فقال: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ; (متى 5: 44). والقرآن مشحونٌ بما يحضُّ على قتل من خالف المسلمين في الدين، فإذا وُجدت آية قرآنية تأمر بمعروفٍ أو إحسانٍ نُسخت بما يحضّ المسلمين على القتال، كما قال علماء المسلمين الذين ألّفوا كتاب الناسخ والمنسوخ، مثل أبي القاسم هبة الله ابن سلامة أبي النصر وابن حزم وغيرهما، فقرروا أن عبارة القتال نَسَخت وألغت كل عبارات الرفق واللين. وعليه فالمعمول به هو قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ; (التوبة 9: 5) وهذه الآية نسخت 124 آية من القرآن تأمر بالعفو. وقوله في التوبة 29 “قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ; إلى أن قال “حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ “وورد في التوبة 73 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ “وورد في النساء 4: 89 “فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً “ولا يخفى أن محمداً أمر المسلمين بقتال المشركين والمنافقين وأهل الكتاب.
الرد على هذا المطعن :-
أولاً : من المقصود بالمسيح ؟ المدعو رب المجد يسوع ام عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ؟
فعيسى عليه السلام لا نعرف عنه أكثر من ما جاء بالقرآن الذي كرمه وكرم امه مريم ورد كل المطاعن التي وجهت لهم من قِبل اليهود .
أما المدعو رب المجد يسوع فهذا اليسوع لا نعرف عنه شيء ولا توجد كتب تاريخية كتبت عنه أو ذكرت أن هناك شخص كان اسمه يسوع كان له وجود على الكرة الأرضية .
ثانياً : لو راجعنا علاقة يسوع بالكتبة والفريسيين سنتأكد بأن مقولة يسوع ((أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُم))التي تتغنى بها الكنيسة كلام عاري من الحقيقة والواقع الملموس بالأناجيل ؛ فنحن الآن لسنا بصدد ذكر الأحداث والأعتداءات اللفظية التي وجهها يسوع لكل من اعترض عليه أو جادله .
ثالثاً : القرآن ليس مشحون بالقتل كما هوالحال بالعهدين القديم والجديد .. ولكن الإسلام يرفع السيف أمام السيف المرفوع عليه فقط .
رابعاً : كان الجهاد في سبيل الله من أهم الدعائم الإسلامية للدفاع عن الحق ضد أعدائه في الداخل والخارج، سواء من اليهود او من منافقي الأوس والخزرج داخل المدينة المنورة او من اليهود وقريش خارج المدينة، او من نصارى الروم ومجوس الفرس خارج شبه الجزيرة العربية. فجميع أعداء الدعوة الاسلامية لن يهدأ لهم بال حتى يفتنوا المسلمين عن دينهم، فقال الله تعالى: “ولا يزالوا يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا”..... إذن كل أعداء الإسلام يسعون لقتال المسلمين .
فإيذاء المشركين للمؤمنين لم يقف عن حد معين ، وكلنا يعلم ما كان عليه بلال وصهيب وعمار وآل ياسر: (صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة). بلال يؤتى به في الصحراء في القائلة، في شدة الحر على الرمضاء، لا تقدر أنت أن تمسها بقدمك، ويجرد هو ويطرح عليها، ويؤتى بصخرة حارة وتلقى على بطنه، ويقال له: ارجع عن دين محمد، فيقول: (أحد أحد). ما الذي كان يقيه هذا الحر؟ ويحمل عنه هذه الصخرة؟ إيمانه بالله ويقينه، كما قال هرقل لـأبي سفيان : أيرجع أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا، قال: هكذا بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب. أي: الإيمان إذا خالط القلوب فلا يمكن أن ينزع، ولا تقدر أن تخرجه .
واشتد إيذاء المشركين للمسلمين، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ما سلم من إيذائهم، فقد كانوا يعتدون عليه، ويأتي أبو بكر رضي الله تعالى عنه ويدافع عنه، وفي بعض المرات جاء أبو بكر يقول: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر:28]، فتوجهوا إلى أبي بكر وأخذوا يضربونه حتى صرع، وأغمي عليه من كثرة الضرب.
فأزداد إيذاء الكفار لمحمد وضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله و بصق على وجه النبى و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله .
وبدأت قريش باستخدام طرق اخرى للنيل من المسلمين فجاءت المحاصرة الاقتصادية وقطع العلاقات ، ففرضوا حصاراً على المسلمين وحبسوهم في مكان يدعى (شعب ابي طالب)، فمنعوا التردد عليهم والتعامل معهم.
وبعد فشلهم في الحصار الذي استمر ثلاثة سنوات بدأ التدبير لاغتيال رسول الله ... فقد وجد زعماء قريش حلولا ثلاثة لمشكلتهم:
الأول : نفي الرسول(صلى الله عليه وسلم ) خارج مكة حفظاً لمصالح الكفار في مكة.
الثاني: حبسه للحيلولة دون اتصاله بالناس والمسلمين.
الثالث: قتله
ففي إحدى الليالي حاصرت قريش بيت رسول الله باربعين رجلاً يحملون سيوفاً لقتله ، فاطّلع الرسول(صلى الله عليه وسلم)على مؤامرتهم بوحي الهي فامر الامام علي(رضى الله عنه) ان ينام في فراشه آنذاك ليرد آمانات الناس التي استأمنوا رسول الله عليها .
واليهود هم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا : إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله .
فالامر هنا امر قدري اي قدر على النبي و امته ان يتصادموا مع اهل الباطل الى قيام الساعة من اجل لا اله الا الله محمد رسول الله اي من اجل تعاليم الحق و العدالة و التصدي للفساد في الارض .... و هذا هو شعار لا اله الا الله محمد رسول الله ..و الا كيف نفسر حمايته لاهل الذمة و عدم قتلهم و ابقائهم على دينهم و لماذا عمر رضى الله عنه لما دخل القدس لم يقتل النصارى .. هل عمر بن الخطاب لم يقتدى بالنبي ,,؟
لقد أمرنا الله تعالى في دين الإسلام أن ندعو المعرضين والمكذبين بالحسنى ، وأن نجتهد في ذلك ، بل أن نجادلهم بالتي هي أحسن ، فإن أبوا ، كان لزاما عليهم ألا يمنعوا هذا الخير من أن يصل إلى غيرهم ، وقد اشارت سورة العنكبوت آية 46 " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ "، ووجب عليهم أن يفسحوا لذلك النور لكي يراه غيرهم ، فإن أصروا على مدافعة هذا الخير ، وحجب ذلك النور ، كانوا عقبة وحاجزاً ينبغي إزالته ، ودفع شوكته ، لكن من حقك أن ترفض اعتناق الإسلام ولكن ليس من حقك ان تستخدم القوة لحجبه عن الأخرين .
فقال تعالى :
يأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
التوبة73
وقال تعالى :
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا
الفرقان :52
فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين
وجهاد النفس أربعة مراتب – وجهاد الشيطان مرتبتان – وجهاد الكفار والمنافقين أربعة مراتب .
فهنا يأمرنا الله عز وجل أن نواجه الكفار بجهاد الحجة ، فإن أبوا وعزموا على محاربة الإسلام .. فهنا الجهاد باليد لصد هذا الإعتداء أصبح واجب على المسلمين
إذن : المراد من الآية : إن أقدموا الكفار على مقاتلتكم فقاتلوهم أنتم أيضا، قال الزجاج: وعلم الله تعالى بهذه الآية أنه ليس للمسلمين أن ينتهكوا هذه الحرمات على سبيل الإبتداء بل على سبيل القصاص، وهذا القول أشبه بما قبل هذه الآية، وهو قوله: {ولا تقـاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقـاتلوكم فيه } (البقرة: 191) وبما بعدها وهو قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم }.
{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } فالمراد منه: الأمر بما يقابل الإعتداء من الجزاء والتقدير: فمن اعتدى عليكم فقابلوه
"فمن اعتدى عليكم" الآية. وقوله: "وجزاء سيئة"........... من اعتدى عليكم في الحرم فقاتلكم فاعتدوا عليه بالقتال نحو اعتدائه عليكم بقتاله إياكم، لأني قد جعلت الحرمات قصاصا، فمن استحل منكم أيها المؤمنون من المشركين حرمة في حرمي، فاستحلوا منه مثله فيه.
إذن فالأمر ليس همجية ، بل من أعتدى عليكم فأعتدوا عليه .
والله عز وجل أعلن بأكثر من آية حرية العقيدة وليس لرسول الله أو لنا شأن بالأخرين وليعبد كل شخص ما يروق له كما جاء في قول الحق سبحانه :
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) النجم
وجاء في سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
فالرسول مهمته البلاغ فقط وليست مهمته القتال وهذا ظاهر في الآيات كما جاء بسورة آل عمران
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
كما جاء بسورة المائدة
مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)
وجاء في سورة الرعد
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)
وجاء بسورة النحل
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35)
واختم هذه النقطة بقول الله سبحانه بسورة النحل
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (82)
فالرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ الرسالة لقول الله سبحانه :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة67))
ولكن عندما يصل الحد إلى منع الرسول عن تأدية الرسالة التي أمره بها الله عز وجل وهي نشر الإسلام فيكيد الكفار للرسول وأتباعه لمنعهم بالسلاح من نشر الإسلام .. ولكون الأعتداء هو طريق الضعفاء لذلك قال تعالى في سورة البقرة آية 190 : وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ .
المطعن
فاعتدوا عليه:
“فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ; (آية 194).
أما المسيح فقال: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ; (متى 5: 44). والقرآن مشحونٌ بما يحضُّ على قتل من خالف المسلمين في الدين، فإذا وُجدت آية قرآنية تأمر بمعروفٍ أو إحسانٍ نُسخت بما يحضّ المسلمين على القتال، كما قال علماء المسلمين الذين ألّفوا كتاب الناسخ والمنسوخ، مثل أبي القاسم هبة الله ابن سلامة أبي النصر وابن حزم وغيرهما، فقرروا أن عبارة القتال نَسَخت وألغت كل عبارات الرفق واللين. وعليه فالمعمول به هو قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ; (التوبة 9: 5) وهذه الآية نسخت 124 آية من القرآن تأمر بالعفو. وقوله في التوبة 29 “قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ; إلى أن قال “حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ “وورد في التوبة 73 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ “وورد في النساء 4: 89 “فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً “ولا يخفى أن محمداً أمر المسلمين بقتال المشركين والمنافقين وأهل الكتاب.
الرد على هذا المطعن :-
أولاً : من المقصود بالمسيح ؟ المدعو رب المجد يسوع ام عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ؟
فعيسى عليه السلام لا نعرف عنه أكثر من ما جاء بالقرآن الذي كرمه وكرم امه مريم ورد كل المطاعن التي وجهت لهم من قِبل اليهود .
أما المدعو رب المجد يسوع فهذا اليسوع لا نعرف عنه شيء ولا توجد كتب تاريخية كتبت عنه أو ذكرت أن هناك شخص كان اسمه يسوع كان له وجود على الكرة الأرضية .
ثانياً : لو راجعنا علاقة يسوع بالكتبة والفريسيين سنتأكد بأن مقولة يسوع ((أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُم))التي تتغنى بها الكنيسة كلام عاري من الحقيقة والواقع الملموس بالأناجيل ؛ فنحن الآن لسنا بصدد ذكر الأحداث والأعتداءات اللفظية التي وجهها يسوع لكل من اعترض عليه أو جادله .
ثالثاً : القرآن ليس مشحون بالقتل كما هوالحال بالعهدين القديم والجديد .. ولكن الإسلام يرفع السيف أمام السيف المرفوع عليه فقط .
رابعاً : كان الجهاد في سبيل الله من أهم الدعائم الإسلامية للدفاع عن الحق ضد أعدائه في الداخل والخارج، سواء من اليهود او من منافقي الأوس والخزرج داخل المدينة المنورة او من اليهود وقريش خارج المدينة، او من نصارى الروم ومجوس الفرس خارج شبه الجزيرة العربية. فجميع أعداء الدعوة الاسلامية لن يهدأ لهم بال حتى يفتنوا المسلمين عن دينهم، فقال الله تعالى: “ولا يزالوا يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا”..... إذن كل أعداء الإسلام يسعون لقتال المسلمين .
فإيذاء المشركين للمؤمنين لم يقف عن حد معين ، وكلنا يعلم ما كان عليه بلال وصهيب وعمار وآل ياسر: (صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة). بلال يؤتى به في الصحراء في القائلة، في شدة الحر على الرمضاء، لا تقدر أنت أن تمسها بقدمك، ويجرد هو ويطرح عليها، ويؤتى بصخرة حارة وتلقى على بطنه، ويقال له: ارجع عن دين محمد، فيقول: (أحد أحد). ما الذي كان يقيه هذا الحر؟ ويحمل عنه هذه الصخرة؟ إيمانه بالله ويقينه، كما قال هرقل لـأبي سفيان : أيرجع أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا، قال: هكذا بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب. أي: الإيمان إذا خالط القلوب فلا يمكن أن ينزع، ولا تقدر أن تخرجه .
واشتد إيذاء المشركين للمسلمين، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ما سلم من إيذائهم، فقد كانوا يعتدون عليه، ويأتي أبو بكر رضي الله تعالى عنه ويدافع عنه، وفي بعض المرات جاء أبو بكر يقول: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر:28]، فتوجهوا إلى أبي بكر وأخذوا يضربونه حتى صرع، وأغمي عليه من كثرة الضرب.
فأزداد إيذاء الكفار لمحمد وضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله و بصق على وجه النبى و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله .
وبدأت قريش باستخدام طرق اخرى للنيل من المسلمين فجاءت المحاصرة الاقتصادية وقطع العلاقات ، ففرضوا حصاراً على المسلمين وحبسوهم في مكان يدعى (شعب ابي طالب)، فمنعوا التردد عليهم والتعامل معهم.
وبعد فشلهم في الحصار الذي استمر ثلاثة سنوات بدأ التدبير لاغتيال رسول الله ... فقد وجد زعماء قريش حلولا ثلاثة لمشكلتهم:
الأول : نفي الرسول(صلى الله عليه وسلم ) خارج مكة حفظاً لمصالح الكفار في مكة.
الثاني: حبسه للحيلولة دون اتصاله بالناس والمسلمين.
الثالث: قتله
ففي إحدى الليالي حاصرت قريش بيت رسول الله باربعين رجلاً يحملون سيوفاً لقتله ، فاطّلع الرسول(صلى الله عليه وسلم)على مؤامرتهم بوحي الهي فامر الامام علي(رضى الله عنه) ان ينام في فراشه آنذاك ليرد آمانات الناس التي استأمنوا رسول الله عليها .
واليهود هم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا : إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله .
فالامر هنا امر قدري اي قدر على النبي و امته ان يتصادموا مع اهل الباطل الى قيام الساعة من اجل لا اله الا الله محمد رسول الله اي من اجل تعاليم الحق و العدالة و التصدي للفساد في الارض .... و هذا هو شعار لا اله الا الله محمد رسول الله ..و الا كيف نفسر حمايته لاهل الذمة و عدم قتلهم و ابقائهم على دينهم و لماذا عمر رضى الله عنه لما دخل القدس لم يقتل النصارى .. هل عمر بن الخطاب لم يقتدى بالنبي ,,؟
لقد أمرنا الله تعالى في دين الإسلام أن ندعو المعرضين والمكذبين بالحسنى ، وأن نجتهد في ذلك ، بل أن نجادلهم بالتي هي أحسن ، فإن أبوا ، كان لزاما عليهم ألا يمنعوا هذا الخير من أن يصل إلى غيرهم ، وقد اشارت سورة العنكبوت آية 46 " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ "، ووجب عليهم أن يفسحوا لذلك النور لكي يراه غيرهم ، فإن أصروا على مدافعة هذا الخير ، وحجب ذلك النور ، كانوا عقبة وحاجزاً ينبغي إزالته ، ودفع شوكته ، لكن من حقك أن ترفض اعتناق الإسلام ولكن ليس من حقك ان تستخدم القوة لحجبه عن الأخرين .
فقال تعالى :
يأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
التوبة73
وقال تعالى :
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا
الفرقان :52
فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين
وجهاد النفس أربعة مراتب – وجهاد الشيطان مرتبتان – وجهاد الكفار والمنافقين أربعة مراتب .
فهنا يأمرنا الله عز وجل أن نواجه الكفار بجهاد الحجة ، فإن أبوا وعزموا على محاربة الإسلام .. فهنا الجهاد باليد لصد هذا الإعتداء أصبح واجب على المسلمين
إذن : المراد من الآية : إن أقدموا الكفار على مقاتلتكم فقاتلوهم أنتم أيضا، قال الزجاج: وعلم الله تعالى بهذه الآية أنه ليس للمسلمين أن ينتهكوا هذه الحرمات على سبيل الإبتداء بل على سبيل القصاص، وهذا القول أشبه بما قبل هذه الآية، وهو قوله: {ولا تقـاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقـاتلوكم فيه } (البقرة: 191) وبما بعدها وهو قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم }.
{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } فالمراد منه: الأمر بما يقابل الإعتداء من الجزاء والتقدير: فمن اعتدى عليكم فقابلوه
"فمن اعتدى عليكم" الآية. وقوله: "وجزاء سيئة"........... من اعتدى عليكم في الحرم فقاتلكم فاعتدوا عليه بالقتال نحو اعتدائه عليكم بقتاله إياكم، لأني قد جعلت الحرمات قصاصا، فمن استحل منكم أيها المؤمنون من المشركين حرمة في حرمي، فاستحلوا منه مثله فيه.
إذن فالأمر ليس همجية ، بل من أعتدى عليكم فأعتدوا عليه .
والله عز وجل أعلن بأكثر من آية حرية العقيدة وليس لرسول الله أو لنا شأن بالأخرين وليعبد كل شخص ما يروق له كما جاء في قول الحق سبحانه :
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) النجم
وجاء في سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
فالرسول مهمته البلاغ فقط وليست مهمته القتال وهذا ظاهر في الآيات كما جاء بسورة آل عمران
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
كما جاء بسورة المائدة
مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)
وجاء في سورة الرعد
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)
وجاء بسورة النحل
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35)
واختم هذه النقطة بقول الله سبحانه بسورة النحل
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (82)
فالرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ الرسالة لقول الله سبحانه :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة67))
ولكن عندما يصل الحد إلى منع الرسول عن تأدية الرسالة التي أمره بها الله عز وجل وهي نشر الإسلام فيكيد الكفار للرسول وأتباعه لمنعهم بالسلاح من نشر الإسلام .. ولكون الأعتداء هو طريق الضعفاء لذلك قال تعالى في سورة البقرة آية 190 : وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ .