زنبقة الاسلام
2009-01-25, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنـي أُصــرع
روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي .
قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
قالت : أصبر .
ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
مِـنْ فوائد هذا الحديث :
1 – أن العبرة بتقوى الله لا بألوان ولا بأجناس الناس .
2 – كرامة تلك المرأة على الله ، حيث تمشي على الأرض وتعلم أنها من أهل الجنة .
3 – إثبات الصّـرع ، وهو على نوعين :
أ – صرع طبيعي ( نتيجة مرض )
ب – صرع نتيجة المس ( وهذا يُنكره كثير من النفسانيين ) !
4 – الذي أهـمّ تلك المرأة أنها تتكشّـف !
5 – جواز طلب الدعـاء من الآخرين .
6 – الجنة لمن صبر على ما يُصاب به ، مع الإيمان بالله .
7 – تصبّر المرأة على ما تُصاب به ، وهو الصَّـرَع ، في مقابل سلعة الله الغالية ( الجنة ) .
8 – هوان الدنيا في أعين أهل الإيمان
فما هذه الدنيا وإن جَـلّ قدرها *** سوى مُهلـة نأتي لها ونروحُ
9 – حرص تلك المرأة على أن لا تتكشّـف حتى وهي في حالة فقدان الوعي أو بعضه .
أين هذا من حرص بعض نساء المسلمين اليوم على التّـكشّــف والتّـعـرّي وهو في أتم صحة وعافية ، وأكمل نضارة وشباب ؟؟؟
الدنيا – في عين تلك المرأة – مُحتقرة
الـدنيا لا تهـمّ
المـرض لا يهـمّ
الصَّـرع لا يهـمّ
التّأذي به لا يهـمّ
وإنما الذي يهمّ هو الستر والتّـستّـر وعدم التكشّف .
وهذا الأمـر هو الذي أهـمّ أم سلمة – رضي الله عنها –
لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه . قالت أم سلمة : يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : يرخينه شِـبراً . قالت : إذا تنكشف أقدامهن ! قال : يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي .
فلما قال – عليه الصلاة والسلام – : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه .
اهتمّـت أم سلمة وظنّـت أن الخطاب للرجال والنساء
فحملها ذلك على السؤال عن ثياب النساء
فجاءها الجواب : يُرخينه شبراً . يعني أسفل من الكعب .
فورد عليها إشكال – عندما تركب المرأة الدابة أو تنزل منها أو تصعد درجاً ونحوه –
إذا تنكشف أقدامهن !
فجاء الجواب الأخير
يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه .
وهذه أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – تشغلها قضية الستر يدفعها الحياء وهي امرأة كبيرة السن عمياء – من القواعد من النساء – ومع ذلك لا ترضى لنفسها بلباس فيه شُبهة .
لما قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرُها . قال : فلمستها بيدها ، ثم قالت : أف ! ردوا عليه كسوته . قال : فشق ذلك عليه ، وقال : يا أمه إنه لا يشف . قالت : إنها إن لم تشف ، فإنـها تصف ، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى .
واليوم تُشمّر بعض النساء عن ثيابها حتى تنكشف ساقيها كأنها تُريد أن تخوض لُجّــة البحر !
لِـحـدِّ الركبتين تُشمّرينا *** بربِّـك أي نهرٍ تعبرينا ؟؟!!
في حين أن بعض الرجال هم الذين يجرّون أذيالهم شبراً وربما جـرّوا عباءاتهم ذراعاً !
إن قضيّـة السِّـتر والتّـستّـر هي التي كانت تشغل بال نساء السلف في جميع الأحوال
حال السلامة والعافية كما في حال أم سلمة
بل وحتى حال الكِبَر كحالِ أسماء
وحال المرض والإغماء كما في حال المرأة السوداء
وبعد الانتقال من هذه الحياة ! كما في حال فاطمة الزهراء – رضي الله عنها –
فقد قالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ؟ فَـدَعَـتْ بجرائد رطبة فَـحَـنَـتْـها ثم طَـرَحَـتْ عليها ثوبا ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله .
لقد كانت قضيّـة السِّـتـر هي شُغلهن الشاغل ، حتى في حال رفع قلم التكليف ، أو بعد مُفارقة الدنيا
وأصبحت قضيّـة العُـري والتّـعـرّي !! وتشمير الملابس !! وتضييقها !! وتشقيقها !! هي قضيّـة العديد من نساء الأمـة اليوم !
شتّـان شتّـان
ويا بُـعـد ما بينهمـا
لشتان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد سليم والأغـر ابن حاتم
فَهَمّ الفتى الأزدي إتلاف مالِـه ***وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولا يحسب التمتام أني هجوته *** ولكنني فضّـلت أهل المكـارم
أُخيّــــه :
فلتكن قضية السِّـتر هي قضيّـتك التي لا تقبلين المساومة عليها أبـداً
سـتركِ الله في الدنيا والآخــرة .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
إنـي أُصــرع
روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي .
قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
قالت : أصبر .
ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
مِـنْ فوائد هذا الحديث :
1 – أن العبرة بتقوى الله لا بألوان ولا بأجناس الناس .
2 – كرامة تلك المرأة على الله ، حيث تمشي على الأرض وتعلم أنها من أهل الجنة .
3 – إثبات الصّـرع ، وهو على نوعين :
أ – صرع طبيعي ( نتيجة مرض )
ب – صرع نتيجة المس ( وهذا يُنكره كثير من النفسانيين ) !
4 – الذي أهـمّ تلك المرأة أنها تتكشّـف !
5 – جواز طلب الدعـاء من الآخرين .
6 – الجنة لمن صبر على ما يُصاب به ، مع الإيمان بالله .
7 – تصبّر المرأة على ما تُصاب به ، وهو الصَّـرَع ، في مقابل سلعة الله الغالية ( الجنة ) .
8 – هوان الدنيا في أعين أهل الإيمان
فما هذه الدنيا وإن جَـلّ قدرها *** سوى مُهلـة نأتي لها ونروحُ
9 – حرص تلك المرأة على أن لا تتكشّـف حتى وهي في حالة فقدان الوعي أو بعضه .
أين هذا من حرص بعض نساء المسلمين اليوم على التّـكشّــف والتّـعـرّي وهو في أتم صحة وعافية ، وأكمل نضارة وشباب ؟؟؟
الدنيا – في عين تلك المرأة – مُحتقرة
الـدنيا لا تهـمّ
المـرض لا يهـمّ
الصَّـرع لا يهـمّ
التّأذي به لا يهـمّ
وإنما الذي يهمّ هو الستر والتّـستّـر وعدم التكشّف .
وهذا الأمـر هو الذي أهـمّ أم سلمة – رضي الله عنها –
لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه . قالت أم سلمة : يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : يرخينه شِـبراً . قالت : إذا تنكشف أقدامهن ! قال : يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي .
فلما قال – عليه الصلاة والسلام – : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه .
اهتمّـت أم سلمة وظنّـت أن الخطاب للرجال والنساء
فحملها ذلك على السؤال عن ثياب النساء
فجاءها الجواب : يُرخينه شبراً . يعني أسفل من الكعب .
فورد عليها إشكال – عندما تركب المرأة الدابة أو تنزل منها أو تصعد درجاً ونحوه –
إذا تنكشف أقدامهن !
فجاء الجواب الأخير
يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه .
وهذه أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – تشغلها قضية الستر يدفعها الحياء وهي امرأة كبيرة السن عمياء – من القواعد من النساء – ومع ذلك لا ترضى لنفسها بلباس فيه شُبهة .
لما قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرُها . قال : فلمستها بيدها ، ثم قالت : أف ! ردوا عليه كسوته . قال : فشق ذلك عليه ، وقال : يا أمه إنه لا يشف . قالت : إنها إن لم تشف ، فإنـها تصف ، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى .
واليوم تُشمّر بعض النساء عن ثيابها حتى تنكشف ساقيها كأنها تُريد أن تخوض لُجّــة البحر !
لِـحـدِّ الركبتين تُشمّرينا *** بربِّـك أي نهرٍ تعبرينا ؟؟!!
في حين أن بعض الرجال هم الذين يجرّون أذيالهم شبراً وربما جـرّوا عباءاتهم ذراعاً !
إن قضيّـة السِّـتر والتّـستّـر هي التي كانت تشغل بال نساء السلف في جميع الأحوال
حال السلامة والعافية كما في حال أم سلمة
بل وحتى حال الكِبَر كحالِ أسماء
وحال المرض والإغماء كما في حال المرأة السوداء
وبعد الانتقال من هذه الحياة ! كما في حال فاطمة الزهراء – رضي الله عنها –
فقد قالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ؟ فَـدَعَـتْ بجرائد رطبة فَـحَـنَـتْـها ثم طَـرَحَـتْ عليها ثوبا ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله .
لقد كانت قضيّـة السِّـتـر هي شُغلهن الشاغل ، حتى في حال رفع قلم التكليف ، أو بعد مُفارقة الدنيا
وأصبحت قضيّـة العُـري والتّـعـرّي !! وتشمير الملابس !! وتضييقها !! وتشقيقها !! هي قضيّـة العديد من نساء الأمـة اليوم !
شتّـان شتّـان
ويا بُـعـد ما بينهمـا
لشتان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد سليم والأغـر ابن حاتم
فَهَمّ الفتى الأزدي إتلاف مالِـه ***وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولا يحسب التمتام أني هجوته *** ولكنني فضّـلت أهل المكـارم
أُخيّــــه :
فلتكن قضية السِّـتر هي قضيّـتك التي لا تقبلين المساومة عليها أبـداً
سـتركِ الله في الدنيا والآخــرة .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم