عزتي بديني
2009-02-18, 04:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ترك مخالطة الناس والعمل على تزكية النفس
ما رأيت أكثر أذىً للمؤمن من مخالطةمن لا يصلح؛ فإن الطبع يسرق، فإن لم يتشبَّه بهم، ولم يسرق منهم؛ فَتَر عن عمله.
فإن رؤية الدنيا تحثُّ على طلبها، وقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سِترًا على بابه فَهَتَكَه، وقال: (مالي وللدنيا؟!)،ولبس ثوبًاله طراز، فرماه وقال: (شغلتني أعلامه)،ولبس خاتمًا، ثمرماه وقال: (نظرت إليكم ونظرت إليه).
وكذلك رؤيةأرباب الدنيا ودورِهم وأحوالهم، خصوصًا لمن له نفس تطلب الرِّفعة.
وينبغي للمنفرد لطاعة الله –تعالى- عن الخلق ألا يخرج إلى سوق جَهْدَه، فإنخرج ضرورة؛ غضَّ بصره، وألا يزور صاحب منصب ولا يلقاه، فإن اضطر؛ دارى الأمر، ولا يخالط عاميًا إلا لضررة مع التحرُّز. ولا يفتح على نفسه باب التزوُّج، بليقنع بامرأة فيها دين.
فقد قال الشاعر:
والمرء ما دام ذا عين يقلِّبها**** في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته***** لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر
فإن كان يغلب عليه العلم انفرد بدراسته، واحترز من الأتباع المتعلِّمين، وإن غلبت عليه العبادة، زاد في احترازه. وليجعل خَلْوَته أنيسه، والنظر في سيرالسلف جليسه.
وليكن له وظيفة من زيارة قبور الصالحين والخَلْوة بها، ولا ينبغي أن يفوته وِرْد قيام الليل، وليكن بعد النصف الأول، فلْيُطِل مهماقدر؛ فإنه زمان بعيد المِثْل، وليمثِّل رحيله عن قرب؛ ليقصر أمله، وليتزوَّدفي الطريق على قدر طول السلف!
المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي -رحمه الله-
ترك مخالطة الناس والعمل على تزكية النفس
ما رأيت أكثر أذىً للمؤمن من مخالطةمن لا يصلح؛ فإن الطبع يسرق، فإن لم يتشبَّه بهم، ولم يسرق منهم؛ فَتَر عن عمله.
فإن رؤية الدنيا تحثُّ على طلبها، وقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سِترًا على بابه فَهَتَكَه، وقال: (مالي وللدنيا؟!)،ولبس ثوبًاله طراز، فرماه وقال: (شغلتني أعلامه)،ولبس خاتمًا، ثمرماه وقال: (نظرت إليكم ونظرت إليه).
وكذلك رؤيةأرباب الدنيا ودورِهم وأحوالهم، خصوصًا لمن له نفس تطلب الرِّفعة.
وينبغي للمنفرد لطاعة الله –تعالى- عن الخلق ألا يخرج إلى سوق جَهْدَه، فإنخرج ضرورة؛ غضَّ بصره، وألا يزور صاحب منصب ولا يلقاه، فإن اضطر؛ دارى الأمر، ولا يخالط عاميًا إلا لضررة مع التحرُّز. ولا يفتح على نفسه باب التزوُّج، بليقنع بامرأة فيها دين.
فقد قال الشاعر:
والمرء ما دام ذا عين يقلِّبها**** في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته***** لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر
فإن كان يغلب عليه العلم انفرد بدراسته، واحترز من الأتباع المتعلِّمين، وإن غلبت عليه العبادة، زاد في احترازه. وليجعل خَلْوَته أنيسه، والنظر في سيرالسلف جليسه.
وليكن له وظيفة من زيارة قبور الصالحين والخَلْوة بها، ولا ينبغي أن يفوته وِرْد قيام الليل، وليكن بعد النصف الأول، فلْيُطِل مهماقدر؛ فإنه زمان بعيد المِثْل، وليمثِّل رحيله عن قرب؛ ليقصر أمله، وليتزوَّدفي الطريق على قدر طول السلف!
المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي -رحمه الله-