مشاهدة النسخة كاملة : رد القرآن على عقيدة البنوة ..
ذو الفقار
2009-02-28, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الصادق الأمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة ونحمد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولو يولد ولم يكن له كفؤاً أحد على نعمه التي لا تُحصى وأن فطرنا على عقيدة التوحيد نعبده لا نشركه به شيئاً ..
أما بعد ..
من الأقوال التي يقول بها النصارى بل أن من دعائم الإيمان المسيحي أن المسيح هو بن الله - سبحانه وتعالى عما يصفون - إذا استثنيا القلة من طوائفهم الذين لا يؤمنون ببنوة المسيح واستدل هؤلاء ببعض النصوص الموجودة في الكتاب الذي يقدسونه والجدير بالذكر أنه لم يثبت على لسان المسيح- إذ صح الإسناد_ أنه فال أنه ابن الله الا في إنجيل يوحنا (Jn-10-36)((Jn-10-36)(فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله* 37 *ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي.)
أما باقي ما يستندون إليه فهو أقوال تلاميذه ومن عاصره .
وعلى الرغم من المعنى المجازي الذي تعنيه كلمة بن الله في كتابهم المقدس وهي بمعنى الحبيب أو التابع أو المطيع لله إلا أنهم يرفضون الاعتراف بذلك ويصرون على أن المسيح هو بن الله حقيقة وليس مجاز وأبسط تحقيق عقلي سيرفض أن يكون المسيح بن الله حقيقاً لما لهذه الكلمة من مدلولات في اللغات القديمة وعلى الخصوص اللغة العبرية القديمة فلو سلمنا جدلاً _ وحاشا لله أن يكون _ أن المسيح بن الله فيجب أن نسلم بأن آدم هو بن الله كذلك وداود وسليمان بل والملائكة أيضاً هم أبناء الله لما في ذلك من نصوص في كتابهم نذكر على سبيل المثال لا الحصر
(Lk-3-38) (بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله)
(Chr1-22-10) (هو يبني بيتا لاسمي وهو يكون لي ابنا وانا له ابا واثبت كرسي ملكه على اسرائيل الى الابد.)
(Rom-8-14) (لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.)
(Lk-20-36) (اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة.)
ويمكننا تفنيد قولهم بأن المسيح هو بن الله بكثير من الأدلة ولكن ليس هذا مقامها الآن وفي ظل المعنى الذي يفرضه النصارى على تبايعينهم فقد تصدى القرآن الكريم لهذا القول في العديد من آياته وسوف نقف على هذه الآيات وتفسيراتها ونبحر في بلاغة القرآن ودقته وقوة حجته لندمغ بالحق الباطل ونسأل الله لكل قارئ منهم الهداية
يتبع باذن الله..
ذو الفقار
2009-02-28, 06:45 PM
بداية مع سورة تعدل ثلث القرآن في ثوابها وهي سورة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4) "
قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ " قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن " أخرجه مسلم في المسند الصحيح
روى الإمام أحمد من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: (أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد! انسب لنا ربك؛ فأنزل الله عز وجل هذه السورة).
وقال عكرمة رحمه الله: لما قالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله، وكل منهم قال: نحن نعبد إلهنا، فقالت اليهود: نحن نعبد عزيراً ، وقالت النصارى: نحن نعبد المسيح، وقال المشركون: نحن نعبد الأوثان، وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر؛ أنزل الله هذه السورة.
وقال الضحاك: بعثت قريش عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول له عنهم: يا محمد! لقد شققت عصانا، وسفهت أحلامنا، وعبت دين آبائك، فانظر ماذا تريد؟ إن كنت فقيراً أغنيناك، وإن كنت مجنوناً داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناك، فقال عليه الصلاة السلام: (لست بفقير، ولا مجنون، ولا هويت امرأة، وإنما أنا رسول الله إليكم أدعوكم لأن تعبدوه، وأن تخلعوا عبادة الأوثان) فرجع عامر بن الطفيل لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام هذا فأرسله المشركون ثانية، وقالوا له: قل له: يا محمد! صف لنا إلهك، أمن ذهب هو؟ أم من فضة؟ أم من حديد؟ أم من خشب؟ أم من نحاس؟ فأنزل الله عز وجل هذه السورة. فالمشركون لخفة أحلامهم، وقلة عقولهم، ما خطر ببالهم إلا الآلهة الباطلة التي يصنعونها بأيديهم من حديد أو من نحاس أو من خشب أو من ذهب أو من فضة، هذا هو الإله في تصوراتهم الباطلة. فأنزل الله هذه السورة المباركة؛ ليثبت أنه الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس له كفؤ، ولا شبيه ولا ند، ولا مثيل، لم يلد ولم يولد جل جلاله.
فما معني هذه السورة
قال عكرمة :{قل هو اللّه أحد}
يعني هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا شبيه ولا عديل، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله
وقوله تعالى: {اللّه الصمد} قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه ، وقال البيهقي نحو ذلك.
وردَّ الله تعالى على الجميع بقوله {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد} في أنه ليس له ولد، لأن الولد لا بدَّ أن يكون من جنس والده، والله تعالى أزلي قديم، ليس كمثله شيء، فلا يمكن أن يكون له ولد، ولأن الولد لا يكون إِلا لمن له زوجة، {وَلَمْ يُولَدْ} أي ولم يولد من أبٍ ولا أُمٍ، لأن كل مولود حادث، والله تعالى قديم أزلي، فلا يصح أن يكون مولوداً ولا أن يكون له والد، وقد نفت الآية عنه تعالى إِحاطة النسب من جميع الجهات، فهو الأول الذي لا ابتداء لوجوده، القديم الذي كان ولم يكن معه شيء غيره {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} أي وليس له جل وعلا مثيلٌ، ولا نظير، ولا شبيه أحدٌ من خلقه، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله
وفي الحديث القدسي: " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ اللّه ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد " (أخرجه البخاري ).
فهل كان رد القرآن شافياً كافياً للسائل؟
تابع معي عزيزي القارئ ..
أمـــة الله
2009-02-28, 09:19 PM
وقال الضحاك: بعثت قريش عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول له عنهم: يا محمد! لقد شققت عصانا، وسفهت أحلامنا، وعبت دين آبائك، فانظر ماذا تريد؟ إن كنت فقيراً أغنيناك، وإن كنت مجنوناً داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناك، فقال عليه الصلاة السلام: (لست بفقير، ولا مجنون، ولا هويت امرأة، وإنما أنا رسول الله إليكم أدعوكم لأن تعبدوه، وأن تخلعوا عبادة الأوثان) فرجع عامر بن الطفيل لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام هذا فأرسله المشركون ثانية، وقالوا له: قل له: يا محمد! صف لنا إلهك، أمن ذهب هو؟ أم من فضة؟ أم من حديد؟ أم من خشب؟ أم من نحاس؟ فأنزل الله عز وجل هذه السورة. فالمشركون لخفة أحلامهم، وقلة عقولهم، ما خطر ببالهم إلا الآلهة الباطلة التي يصنعونها بأيديهم من حديد أو من نحاس أو من خشب أو من ذهب أو من فضة، هذا هو الإله في تصوراتهم الباطلة. فأنزل الله هذه السورة المباركة؛ ليثبت أنه الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس له كفؤ، ولا شبيه ولا ند، ولا مثيل، لم يلد ولم يولد جل جلاله.
عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله
قال تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصّلت: 53)
اللهم أني أشهد بأنه لا اله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
تابع معي عزيزي القارئ ..
من المتابعين بإذن الله أخي ذوالفقار
بارك الله فيك
مهندس احمد امام
2009-02-28, 09:45 PM
بارك الله لنا فيك اخى و استاذى الحبيب
و بالاشاره ايضا الى ايمان جل النصارى فإنك تراهم يقولون :
المسيح مولود و ليس مخلوق begotten not made كغيره و هو ردا على تدليس بعضهم بانهم يقولون ان بنوة المسيح لله ما هى الا قول مجازى و ليست بنوه ناتجه عن عملية جنسيه او ولادة طبيعيه ,اذا فما معنى هذه العباره ( مولود و ليس مخلوق ) .
و لكن المسيح يرد على افترائهم هذا فيقول : (الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-3-6)(المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح.)
و اذا كان المسيح بشحمه و لحمه ولد من العذراء و تربى على لبنها و اكل كما يأكل البشر و نام كما ينامون و عاش كما يعيشون و بلغ رسالته كما بلغ من قبله , فما الذى فيه لم يفعله من قبله , ز ما الذى بالمسيح يجعله إلاها ؟!
أميلاده ؟! : يقولون انه ولد بغير أب اذا أبوه هو الله , و لكن آدم عليه السلام ولد بغير أب أو أم , اذا فآدم إله اعظم منه , لماذا لا يحتكم النصارى للمنطق حين يستثنون مخلوقا واحدا فى قاعده تعددت اطثر من مره ؟ , ثم ان الكتاب المقدس يذكر مثالا آخر على شخص ولد بغير أب او أم أسمه ( ملكى صادق ) :
(الفانديك)(العبرانيين)(Heb-7- 1,3 )(لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه .الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء.المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام. بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد.)
فلماذا لا يعبدون ملكى صادق؟!
لن اطيل فى موضوع البنوه و الالوهيه اخى الحبيب و انما اردت غلق باب الهروب من قصة البنوه الروحيه و انه ابنا له روحيا و ليس جسديا كما يقولون دائما و هم يؤمنون بالعكس تماما .
و يظل السؤال مطروح دائما :
ما الذى يجعله إلهاً؟!
بارك الله لنا فيك اخى الحبيب و متابع معك إن شاء الله .
ذو الفقار
2009-03-01, 04:03 PM
شرفني مرورك أختي نورا
مداخلة رائعة أخي الحبيب مهندس أحمد إمام جزاك الله خيراً
ذو الفقار
2009-03-01, 04:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) سورة الفرقان الآيات1-2
في بداية سورة الفرقان يقولالمولي عز وجل {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}
أي تمجَّد وتعظَّم وتكاثر خير الله الذي نزَّل القرآن العظيم الفارق بين الحق والباطل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم
{لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} أي ليكون محمد نبياً للخلق أجمعين إنسهم وجنهم مخوفاً لهم من عذاب الله وفي هذه الآية يُثبت الله أن القرآن هو كلامه نزله على عبده ليوصله للعالمين وينفي بذلك مزاعم الذين قالوا أن هذا الكلام ليس من عند الله وبعدها ينتقل الله إلى إثبات ملكه
{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي هو تعالى المالك لجميع ما في السماوات والأرض خلقاً وملكاً وعبيداً
ولما قال اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباءه وقال اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله وقال المشركون قولاً بشرك الأوثان لله رد الله تعالى عليهم بقوله
{ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} أي وليس له ولدٌ نفياً لما زعم اليهود والنصارى
{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} أي ليس في ملكه شريك، فقد خلقه وحده، ولم يحتج إلى عون أحد وكل ما زعمه المشركون من أصنام جعلوها شريكة، ومن بشر جعلوهم شركاء، ومن جن جعلوهم شركاء إن كل ذلك إلا كذب وافتراء على الله، ما أنزل الله بذلك من سلطان، ولم ينزل بذلك دليلاً سماوياً، ولا يقبله دليل عقلي، إن هو إلا السخافات والأكاذيب
{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} أي أوجد كل شيء بقدرته مع الإِتقان والإِحكام.
قال ابن جزي: الخلق عبارة عن الإِيجاد بعد العدم، والتقدير عبارةٌ عن إتقان الصنعة وتخصيص كل مخلوقٍ بمقداره وصنعته، وزمانه ومكانه، ومصلحته وأجله وغير ذلك
وقال الرازي: وصف سبحانه ذاته بأربع أنواع من صفات الكبرياء:
الأول: أنه المالك للسماوات والأرض وهذا كالتنبيه على وجوده
والثاني: أنه هو المعبود أبداً
والثالث: أنه المنفرد بالألوهية
والرابع: أنه الخالق لجميع الأشياء مع الحكمة والتدبير
وفي الآية رد على على من قال بأن لله ولد أو شريك
وكذلك قوله تعالى في سورة الإسراء (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)111
واهتم القرآن الكريم بمسألة التوحيد والنفي التام بمخاطبة العقل لأن يكون لله ولد ونتابع سوياً بعون الله الآيات التي تتكلم عن هذه المسألة بعون الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir