حفيدة ابن القيم
2009-03-01, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.maktoobblog.com/userFiles/s/h/shahinazfawaz/1203542995.jpg
الحمد لله معطي الجزيل لمن اطاعه ورجاه ، شديد العقاب لمن اعرض عن ذكره وعصاه
إجتبى من شاء بفضله فقربه وأدناه ، وأبعد من شاء بعدله فولاّه ما تولاه
والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله اختاره الله تعالى واصطفاه
واختصه بعظيم الفضائل وإمامة الأنبياء والتقاه
صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه
ما انشق الصبح وأشرق ضياه
تــعــدد الــزوجــات ... لا ... تــعــدد الــعــشـيـقـات
بدايةً أود أن أسأل إخواني ممن يسمَونَ بالمستقيمن
إن لم يقم أهل الدين بالشرع فمن يقوم به ؟!
إن لم يحي المستقيمين السنن الموات فمن ؟!
منذ ساعة تقريبًا ;كنت اتكلم مع إحدى البنات على التعدد وقالت هكذا بالنص
( لو أراد زوجي ان يتزوج ثانية لأتيت له كل يوم بعاشقة ولا يتزوج )
يا إلهي ، ترضى الفاحشة لزوجها ولا ترضى بشرع ربها
وللأسف الشديد ... شديد لأنه مخزي ، لأنه محزن
أن نرى أراء لمثل هذه لبعض اخواتنا المستقيمات
غير أنهن لا يأتين بالعشيقات ولكن تكتفين
بالرفض وترفع راية العصيان إن أراد
زوجها ان يتزوج ويتحججن
بحجج واهية شاذة هي
مقابل مصالح التعدد
لا شيء وعارية
عن العدل
مثل من يقلن أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
رفض زواج علي رضى الله تعالى عنه من إبنة أبي جهل
وغفلن أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ما أبى
أن ينكح علي رضى الله تعالى عنه إبنة أبي جهل إلا لعلة
وهي قوله { والله لا تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله
تحت سقف واحد إني أخشى أن يفتنوا ابنتي } وقال في نفس
سياق الحديث { الا إني لا أحرم ما أحل الله } أي التعدد
قوله صلى الله تعالى عليه وسلم { الا اني لا أحرم ما أحل الله }
دل ذلك على أن المسألة مخصوصة ببيت النبي صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم وليست عامة لكل المسلمين وهذا ما جنح إليه جماعة من
المحققين حتى قالوا تضاف إلى المحرمات من النساء بسورة النساء النهي
عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها والنهي عن الجمع بين بنت
رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وبنت عدو الله
وبعض النساء يقلن أنهن يغرن كما كانت تغير أم المؤمنين عائشة
رضى الله تعالى عنه .
ونحن نقدر أن جميع النساء عندهن الغيرة لكن الغيرة لها حدود
فإن جاءت على حدود الله تعالى لا تكن غيرة محمودة
ثم لا بأس بغيرتكن هذه شرط أن تَكُنَّ مثل عائشة
رضى الله تعالى عنها ، فلماذا تؤخذ غيرة عائشة
رضى الله تعالى عنها ولا يؤخذ خلقها
رضى الله تعالى عنها
ثم ليس هناك إلا عشرة أحاديث عن غيرة عائشة رضى الله تعالى عنها
في حياتها كلها وكان الغيرة عندها ما كانت إلا عشرة مرات
رضى الله تعالى عنها كما ذكره الشيخ أبي إسحاق
فلا ينبغي لأجل الغيرة أن تمنع مصالح التعدد لأن أزواج النبي
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كن يغرن ومع ذلك لم يمنع النبي
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
ان يعددوا ... فالغيرة مقابل مصالح التعدد أمرٌ عاري عن العدل
يقال أن الرجل لا يستطيع ان يعدل بين النساء وهذا في قوله تعالى :
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا ولو حرصتم } لكن هناك تكملة لسياق الآية
{ فلا تميلوا كل الميل } فأباح هنا بعض الميل فلو قال لا تميلوا ميلا فما جاز
أن يميل الرجل لا قليل ولا كثير لكن لما قال تعالى { كل الميل } دل ذلك على
جواز بعض الميل ، وهذا الميل عند العلماء الميل القلبي وهذه مسألة معفوٌ عنها فهذا
ليس بيد الرجل
والأية الأولى بإختصار ، ذكر أن بين الرجل وإمرأته خلاف
والله تعالى حثه على إمساكها فأمسكها الرجل على مضض
وفي قلبه منها نشوز وليس قلبه على ما يرام ناحيتها ، وقلب الرجل
إن تحول عن المرأة لا يعطيها حقها في الفراش وهذا معنى قوله تعالى :
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا } أي في المحبة القلبية والفراش لأن القلب
ملك للبدن والقلب إذا كره لا يمكن للجوارح أن تنفعل ولذلك إذا
تشتت عزم القلب ضاع عمل الجوارح .
فالرجل إذا كره المرأة طبيعي ألا يميل إليها فقوله تعالى
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا } فعدم الإستطاعة
جاء بعد خلاف ومشكلة
فعندما نرى إمرأة تهين زوجها وتنكد عليه حياته وتهدر كرامته
فتجنبها في الفراش فهذا طبيعي ..... لا يلاطفها هذا طبيعي
أما إذا كانت تحسن التبعل له وتقدره فلماذا لا يحب هذه
فهذا معفوٌ عنه طالما أنه في الأصل يَعُفَّ المرأة الأخرى
فالعدل يختص بحاجة المرأة وحاجات النساء تحتلف
والمهم ان يكفي الرجل كل إمراة حاجتها
وتكون هذه راضية وهذه راضية
حتى الرجال أصيب بعضهم بهذا فقد تجد رجلا يُنسب إلى الإستقامة
ويصير كالعوام في هذا الباب فإن أراد زوج إبنته مثلا ان يعدد
ويتزوج ثانية يسأل ( أبها عيب ) وكأن الزواج الثاني لابد له
من علة والله تعالى يقول { فانكحوا ما طاب لكم } انظر
إلى قوله سبحانه { ما طاب لكم } وليس ثمَ علة أشار
إليها ربنا سبحانه
قيل أن التعدد ينجم عنه مشاكل كثيرة وخلافات
ويثمر الغيرة والبغضاء بين أبناء هذه وهذه وتناسوا
أن هناك أصلا بغضاء وغيرة بين اولاد المرأة الواحدة
قالت إحداهن يومًا : أنا لا أرفض التعدد ولكن
ليتزوجن الأخوات غير زوجي ...
طيب إن قالت كل أخت هذا أيتزوجن الفجار ويضعن ضياع البغايا !!
يا اخوات هناك مستقيمات يردن الزواج ولو من رجل عاصي
وربي قالت إحدى المستقيمات يومًا .. انها تنتظر طرق بابها
ولو من يد رجل عاصي فاجر ... لماذا وصل حالها
إلى هذه الدرجة ... لأنها تموت كل يوم وحدها
لأنها تعيش الرعب من نظرات الناس التي
هي عليها أشد من رعب ظلمة الليل
وهي بين جدران أربع وحدها
لأنها لم ترى من يسمع
شكواها ولا يرفع
همها ولا يمسح
دمعتها
لماذا لا تنظرين لأختك العانس هذه أو الأرمل أو المطلقة التي تعيش بلا هدف
ولا سعادة ؟؟!! كيف صاغ إليكِ أن تحتكري الزوج كله لنفسك ؟؟!!
أولم ترين هذه الأنانية ؟؟!!
تتركي اختك وتبكين عليها وعلى حالها ويتقطع قلبك لأجلها
ومع هذا تأبين كل الإيباء أن تشترك معك في زوج ؟؟!!
بالله عليكن ماذا تظنون في إمرأة مات عنها زوجها أو طلقها زوجها
وهي شابة ألا تتمنى أن يضمها رجل ؟؟ أنقضي عليها بالإعدام ؟!
وتقضي حياتها كلها بلا زوج ؟! أئن مات عنها زوجها صارت
وحشًا ننزع عنها وصف الأنثى أم مازالت إمرأة ؟؟!!
إن المرأة لو تزوجت ليوم واحد ثم ردت إلى بيت أبيها لطلاق أو موت زوج
لا تعتبر بيت أبيها بيت لها ولا تشعر فيه بالأنس ولا بالإستقرار أبدا
لذا على كل إمرأة أن تفكر أنه ممكن ان تكون هي هذه المرأة التي
طلقت أو ترملت فتحب لأختها ما تحب لنفسها لاسيما إذا كان
زوجها عادل مستقيمًا .
أيتها الفضليات
إن أخواتكن المطلقات واللاتي مات أزواجهن كثرة كاثرة المتأمل في أحوالهن
يبكي بالدمع السخين عليهن وعلى أحوالهن أليس هن كالنساء ولهن ما للنساء
أتقع في حرام أم يعفها رجل
أيتها الفضليات
يقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
{ والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }
فاسألن أنفسكن هل تحبون أن تُعَفَّ هذه وتلك ، ان تُضم هذه وتلك
أن يرع هذه وتلك رجل يقوم عليهن ويقوم على حاجتهن ورعايتهن
وانتبهن فليست العبرة باللفظ غالبًا وإنما بالعمل
وشتان شتان بين أهل الدعاوى وأهل الدعوة حقًا
أخي .. أختاه
إن تعدد الزوجات من محاسن الشرع ، وهذا قد لا يرضي عامة النساء
ولكن ما جاء الدين لإرضاء أهواء الناس ، فالدين نزل مهيمنًا على الكل
والله العليم الخبير هو من شرع هذا لأنه أعلم بمصالحنا
وفي البخاري يرحمه الله تعالى من حديث سعيد بن الجبير يرحمه الله تعالى قال :
( قال لي بن عباس رضى الله تعالى عنهما ، هل تزوجت ؟ قلت لا ، قال تزوج
فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً ) وهنا يقصد بخير هذه الأمة أي النبي صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم
وها هو سيدنا إبراهيم عليه السلام تزوج بإمرأتين ، وتزوج سيدنا داود
عليه السلام كما يُذكر في التوراه بألف إمرأة وقال سيدنا سليمان عليه السلام
لأطوفن اليوم على مائة إمرأة كلهن يلدن فارس يقاتل في سبيل الله تعالى
ثم ليس هناك صحابي مات عن زوجة واحدة قط
فإن لم تكن زوجة أخرى حره فإيماء أو سراري
إخوتاه ...
لو لم يكن في التعدد من مصالح إلا إعفاف النساء اللواتي لا زوج لهن
وتكثير نسل المسلمين (( لكفى ))
أختاه ... لم أقول أن ترضخي بالموافقة فور إعلان زوجك للتعدد
ولكن على الأقل إسلكن طريق الهدي وطريق المؤمنات في هذا
انظرن لسيدنا أيوب عليه السلام كيف يطلب العافية لنفسه يقول
{ إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } أي إن كنت ترى الرحمة
في إستمرار بلائي فزدني وإن كنت ترى الرحمة في أن ترفع عني فانت أرحم الراحمين
فالعبد المريض لا يدري بعد ان يصح أيكون مجرمًا في الأرض أم لا
فلربما مرض حتى يعجزه الله تعالى عن معصية لو كان صحيحًا لأتاها .
كذلك إن رأيت المرأة زوجها يريد أن يتزوج عليها فلا تتحامق
ولا تلجوا باب السفه ولكن تلجأ إلى ربها وتمرغ وجهها بين يدى
عبوديته وهي تدعوا إن كان هذا الزواج الثاني يزيد في طاعتي ويقربني
من ربي ويعف هذه الأخت فاقدره له ويسره له وإن كان هذا الزواج الثاني
يضيع إيماني ويقلبني رأسا على عقب ويعكر حياتي فاصرفه عني واصرفني عنه
واقدر لي الخير حيث كان
فلا ينبغي أول ما ترى المرأة زوجها يريد الزواج ترفع راية العصيان
فهي لا تدري إن كان هذا الزواج خير لها أم لا فليس كل شرًا يرى شرًا
يكون في الأصل شرًا ، والله تعالى أدب الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في
حادثة الأفك فقال تعالى { لا تحسبوه شرٌ لكم } هذا هو سلوك النساء الصالحات
المؤمنات فالسلكنه يرحمكن الله
أختاه ... أين النساء المحسنات اللتى يقفن موقف المبطولة في زمن الغربة
ليثبتوا للدنيا كلها ان هناك نساء مسلمات مجاهدات في هذه المسألة فترضى
ان يتزوج عليها زوجها ديانة لله تعالى
وأنت أخي ... تزوج إن كنت اهلا للتعدد .. فهناك الكثيرات يردن طرقك لبابهن
صحيح أنك قد تكسر خاطر المراة الأولى ولكنك قد تحيي خاطر إمراة مكسور بل ميت
فالرجل القادر المستطيع الخيّر الدَّين زواجه خير
وفيه تكثير نسل المسلمين ، وفيه أنه ضم إمرأة لا راعي لها
لـحـظـة : { إن لك في كل كبد رطب صدقة ... تأمل }
هذا ، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .... نسألكم الدعاء
http://www.maktoobblog.com/userFiles/s/h/shahinazfawaz/1203542995.jpg
الحمد لله معطي الجزيل لمن اطاعه ورجاه ، شديد العقاب لمن اعرض عن ذكره وعصاه
إجتبى من شاء بفضله فقربه وأدناه ، وأبعد من شاء بعدله فولاّه ما تولاه
والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله اختاره الله تعالى واصطفاه
واختصه بعظيم الفضائل وإمامة الأنبياء والتقاه
صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه
ما انشق الصبح وأشرق ضياه
تــعــدد الــزوجــات ... لا ... تــعــدد الــعــشـيـقـات
بدايةً أود أن أسأل إخواني ممن يسمَونَ بالمستقيمن
إن لم يقم أهل الدين بالشرع فمن يقوم به ؟!
إن لم يحي المستقيمين السنن الموات فمن ؟!
منذ ساعة تقريبًا ;كنت اتكلم مع إحدى البنات على التعدد وقالت هكذا بالنص
( لو أراد زوجي ان يتزوج ثانية لأتيت له كل يوم بعاشقة ولا يتزوج )
يا إلهي ، ترضى الفاحشة لزوجها ولا ترضى بشرع ربها
وللأسف الشديد ... شديد لأنه مخزي ، لأنه محزن
أن نرى أراء لمثل هذه لبعض اخواتنا المستقيمات
غير أنهن لا يأتين بالعشيقات ولكن تكتفين
بالرفض وترفع راية العصيان إن أراد
زوجها ان يتزوج ويتحججن
بحجج واهية شاذة هي
مقابل مصالح التعدد
لا شيء وعارية
عن العدل
مثل من يقلن أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
رفض زواج علي رضى الله تعالى عنه من إبنة أبي جهل
وغفلن أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ما أبى
أن ينكح علي رضى الله تعالى عنه إبنة أبي جهل إلا لعلة
وهي قوله { والله لا تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله
تحت سقف واحد إني أخشى أن يفتنوا ابنتي } وقال في نفس
سياق الحديث { الا إني لا أحرم ما أحل الله } أي التعدد
قوله صلى الله تعالى عليه وسلم { الا اني لا أحرم ما أحل الله }
دل ذلك على أن المسألة مخصوصة ببيت النبي صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم وليست عامة لكل المسلمين وهذا ما جنح إليه جماعة من
المحققين حتى قالوا تضاف إلى المحرمات من النساء بسورة النساء النهي
عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها والنهي عن الجمع بين بنت
رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وبنت عدو الله
وبعض النساء يقلن أنهن يغرن كما كانت تغير أم المؤمنين عائشة
رضى الله تعالى عنه .
ونحن نقدر أن جميع النساء عندهن الغيرة لكن الغيرة لها حدود
فإن جاءت على حدود الله تعالى لا تكن غيرة محمودة
ثم لا بأس بغيرتكن هذه شرط أن تَكُنَّ مثل عائشة
رضى الله تعالى عنها ، فلماذا تؤخذ غيرة عائشة
رضى الله تعالى عنها ولا يؤخذ خلقها
رضى الله تعالى عنها
ثم ليس هناك إلا عشرة أحاديث عن غيرة عائشة رضى الله تعالى عنها
في حياتها كلها وكان الغيرة عندها ما كانت إلا عشرة مرات
رضى الله تعالى عنها كما ذكره الشيخ أبي إسحاق
فلا ينبغي لأجل الغيرة أن تمنع مصالح التعدد لأن أزواج النبي
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كن يغرن ومع ذلك لم يمنع النبي
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
ان يعددوا ... فالغيرة مقابل مصالح التعدد أمرٌ عاري عن العدل
يقال أن الرجل لا يستطيع ان يعدل بين النساء وهذا في قوله تعالى :
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا ولو حرصتم } لكن هناك تكملة لسياق الآية
{ فلا تميلوا كل الميل } فأباح هنا بعض الميل فلو قال لا تميلوا ميلا فما جاز
أن يميل الرجل لا قليل ولا كثير لكن لما قال تعالى { كل الميل } دل ذلك على
جواز بعض الميل ، وهذا الميل عند العلماء الميل القلبي وهذه مسألة معفوٌ عنها فهذا
ليس بيد الرجل
والأية الأولى بإختصار ، ذكر أن بين الرجل وإمرأته خلاف
والله تعالى حثه على إمساكها فأمسكها الرجل على مضض
وفي قلبه منها نشوز وليس قلبه على ما يرام ناحيتها ، وقلب الرجل
إن تحول عن المرأة لا يعطيها حقها في الفراش وهذا معنى قوله تعالى :
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا } أي في المحبة القلبية والفراش لأن القلب
ملك للبدن والقلب إذا كره لا يمكن للجوارح أن تنفعل ولذلك إذا
تشتت عزم القلب ضاع عمل الجوارح .
فالرجل إذا كره المرأة طبيعي ألا يميل إليها فقوله تعالى
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا } فعدم الإستطاعة
جاء بعد خلاف ومشكلة
فعندما نرى إمرأة تهين زوجها وتنكد عليه حياته وتهدر كرامته
فتجنبها في الفراش فهذا طبيعي ..... لا يلاطفها هذا طبيعي
أما إذا كانت تحسن التبعل له وتقدره فلماذا لا يحب هذه
فهذا معفوٌ عنه طالما أنه في الأصل يَعُفَّ المرأة الأخرى
فالعدل يختص بحاجة المرأة وحاجات النساء تحتلف
والمهم ان يكفي الرجل كل إمراة حاجتها
وتكون هذه راضية وهذه راضية
حتى الرجال أصيب بعضهم بهذا فقد تجد رجلا يُنسب إلى الإستقامة
ويصير كالعوام في هذا الباب فإن أراد زوج إبنته مثلا ان يعدد
ويتزوج ثانية يسأل ( أبها عيب ) وكأن الزواج الثاني لابد له
من علة والله تعالى يقول { فانكحوا ما طاب لكم } انظر
إلى قوله سبحانه { ما طاب لكم } وليس ثمَ علة أشار
إليها ربنا سبحانه
قيل أن التعدد ينجم عنه مشاكل كثيرة وخلافات
ويثمر الغيرة والبغضاء بين أبناء هذه وهذه وتناسوا
أن هناك أصلا بغضاء وغيرة بين اولاد المرأة الواحدة
قالت إحداهن يومًا : أنا لا أرفض التعدد ولكن
ليتزوجن الأخوات غير زوجي ...
طيب إن قالت كل أخت هذا أيتزوجن الفجار ويضعن ضياع البغايا !!
يا اخوات هناك مستقيمات يردن الزواج ولو من رجل عاصي
وربي قالت إحدى المستقيمات يومًا .. انها تنتظر طرق بابها
ولو من يد رجل عاصي فاجر ... لماذا وصل حالها
إلى هذه الدرجة ... لأنها تموت كل يوم وحدها
لأنها تعيش الرعب من نظرات الناس التي
هي عليها أشد من رعب ظلمة الليل
وهي بين جدران أربع وحدها
لأنها لم ترى من يسمع
شكواها ولا يرفع
همها ولا يمسح
دمعتها
لماذا لا تنظرين لأختك العانس هذه أو الأرمل أو المطلقة التي تعيش بلا هدف
ولا سعادة ؟؟!! كيف صاغ إليكِ أن تحتكري الزوج كله لنفسك ؟؟!!
أولم ترين هذه الأنانية ؟؟!!
تتركي اختك وتبكين عليها وعلى حالها ويتقطع قلبك لأجلها
ومع هذا تأبين كل الإيباء أن تشترك معك في زوج ؟؟!!
بالله عليكن ماذا تظنون في إمرأة مات عنها زوجها أو طلقها زوجها
وهي شابة ألا تتمنى أن يضمها رجل ؟؟ أنقضي عليها بالإعدام ؟!
وتقضي حياتها كلها بلا زوج ؟! أئن مات عنها زوجها صارت
وحشًا ننزع عنها وصف الأنثى أم مازالت إمرأة ؟؟!!
إن المرأة لو تزوجت ليوم واحد ثم ردت إلى بيت أبيها لطلاق أو موت زوج
لا تعتبر بيت أبيها بيت لها ولا تشعر فيه بالأنس ولا بالإستقرار أبدا
لذا على كل إمرأة أن تفكر أنه ممكن ان تكون هي هذه المرأة التي
طلقت أو ترملت فتحب لأختها ما تحب لنفسها لاسيما إذا كان
زوجها عادل مستقيمًا .
أيتها الفضليات
إن أخواتكن المطلقات واللاتي مات أزواجهن كثرة كاثرة المتأمل في أحوالهن
يبكي بالدمع السخين عليهن وعلى أحوالهن أليس هن كالنساء ولهن ما للنساء
أتقع في حرام أم يعفها رجل
أيتها الفضليات
يقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
{ والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }
فاسألن أنفسكن هل تحبون أن تُعَفَّ هذه وتلك ، ان تُضم هذه وتلك
أن يرع هذه وتلك رجل يقوم عليهن ويقوم على حاجتهن ورعايتهن
وانتبهن فليست العبرة باللفظ غالبًا وإنما بالعمل
وشتان شتان بين أهل الدعاوى وأهل الدعوة حقًا
أخي .. أختاه
إن تعدد الزوجات من محاسن الشرع ، وهذا قد لا يرضي عامة النساء
ولكن ما جاء الدين لإرضاء أهواء الناس ، فالدين نزل مهيمنًا على الكل
والله العليم الخبير هو من شرع هذا لأنه أعلم بمصالحنا
وفي البخاري يرحمه الله تعالى من حديث سعيد بن الجبير يرحمه الله تعالى قال :
( قال لي بن عباس رضى الله تعالى عنهما ، هل تزوجت ؟ قلت لا ، قال تزوج
فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً ) وهنا يقصد بخير هذه الأمة أي النبي صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم
وها هو سيدنا إبراهيم عليه السلام تزوج بإمرأتين ، وتزوج سيدنا داود
عليه السلام كما يُذكر في التوراه بألف إمرأة وقال سيدنا سليمان عليه السلام
لأطوفن اليوم على مائة إمرأة كلهن يلدن فارس يقاتل في سبيل الله تعالى
ثم ليس هناك صحابي مات عن زوجة واحدة قط
فإن لم تكن زوجة أخرى حره فإيماء أو سراري
إخوتاه ...
لو لم يكن في التعدد من مصالح إلا إعفاف النساء اللواتي لا زوج لهن
وتكثير نسل المسلمين (( لكفى ))
أختاه ... لم أقول أن ترضخي بالموافقة فور إعلان زوجك للتعدد
ولكن على الأقل إسلكن طريق الهدي وطريق المؤمنات في هذا
انظرن لسيدنا أيوب عليه السلام كيف يطلب العافية لنفسه يقول
{ إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } أي إن كنت ترى الرحمة
في إستمرار بلائي فزدني وإن كنت ترى الرحمة في أن ترفع عني فانت أرحم الراحمين
فالعبد المريض لا يدري بعد ان يصح أيكون مجرمًا في الأرض أم لا
فلربما مرض حتى يعجزه الله تعالى عن معصية لو كان صحيحًا لأتاها .
كذلك إن رأيت المرأة زوجها يريد أن يتزوج عليها فلا تتحامق
ولا تلجوا باب السفه ولكن تلجأ إلى ربها وتمرغ وجهها بين يدى
عبوديته وهي تدعوا إن كان هذا الزواج الثاني يزيد في طاعتي ويقربني
من ربي ويعف هذه الأخت فاقدره له ويسره له وإن كان هذا الزواج الثاني
يضيع إيماني ويقلبني رأسا على عقب ويعكر حياتي فاصرفه عني واصرفني عنه
واقدر لي الخير حيث كان
فلا ينبغي أول ما ترى المرأة زوجها يريد الزواج ترفع راية العصيان
فهي لا تدري إن كان هذا الزواج خير لها أم لا فليس كل شرًا يرى شرًا
يكون في الأصل شرًا ، والله تعالى أدب الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في
حادثة الأفك فقال تعالى { لا تحسبوه شرٌ لكم } هذا هو سلوك النساء الصالحات
المؤمنات فالسلكنه يرحمكن الله
أختاه ... أين النساء المحسنات اللتى يقفن موقف المبطولة في زمن الغربة
ليثبتوا للدنيا كلها ان هناك نساء مسلمات مجاهدات في هذه المسألة فترضى
ان يتزوج عليها زوجها ديانة لله تعالى
وأنت أخي ... تزوج إن كنت اهلا للتعدد .. فهناك الكثيرات يردن طرقك لبابهن
صحيح أنك قد تكسر خاطر المراة الأولى ولكنك قد تحيي خاطر إمراة مكسور بل ميت
فالرجل القادر المستطيع الخيّر الدَّين زواجه خير
وفيه تكثير نسل المسلمين ، وفيه أنه ضم إمرأة لا راعي لها
لـحـظـة : { إن لك في كل كبد رطب صدقة ... تأمل }
هذا ، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .... نسألكم الدعاء