مشاهدة النسخة كاملة : الرد على التناقض المزعوم في قصة موسى عليه السلام ..
ذو الفقار
2009-04-27, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الصادق الأمين وبعد ..
تقول الشبهة ..
"
أولاً : جاء في سورة الأعراف " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=1063&ShowByQuranID=1)"
وفي سورة الشعراء " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2966&ShowByQuranID=1)"
بينما في سورة طه " قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى "
والسؤال :
من قال (إن هذا لساحر عليم أو إن هذان لساحران)؟
هل الملأ من قوم فرعون أم فرعون أم السحرة؟
ثم هل كان الخطاب موجهاً إلى موسى أم إلى موسى وهارون؟
أي هل قيل (إن هذا لساحر عليم) أم (إن هذان لساحران)؟
ثانياً : ففي سورةالشعراء:
· "قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "
· يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِه ِفَمَاذَاتَأْمُرُونَ
وفي سورةالاعراف:
"قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم ْفَمَاذَاتَأْمُرُون"
من الذي يطلب بما يأمر الآخر فرعون ام الملاْ من قوم فرعون ؟
حيث انه في سورة الشعراء نرى فرعون يقول :"فماذا تامرون"
وفي سورة الاعراف الملا قالوا : "فماذا تامرون"
ثالثاً : جاء في سورةالشعراء:
· قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
· يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍعَلِيمٍ
وفي سورة الأعراف:
قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍعَلِيمٍ
فهل قالالملاْ(وابعث)كمافي سورة الشعراء ام(وارسل)كمافي سورة الاعراف؟
وهل قالوايأتوك بكل(سحَّار)عليم كما في سورة الشعراء ؟
ام قالوا ياتوكبكل(ساحر)عليمكما في سورة الاعراف ؟
وذلك فينفس الموقف و ننفس الحادثة .
"
يتبع الرد بعون الله ..
ذو الفقار
2009-04-27, 10:31 AM
الرد بعون الله ..
بداية وقبل الشروع في الرد وجب عرض الآيات محل الاستدلال من السور الثلاثة لما لها دور كبير في فهم الموقف
الآيات من سورة طه
"اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (48) قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ (62) قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ (64) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ (68)
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70)"
وفي سورة الأعراف
" ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (122) "
وفي سورة الشعراء
" وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ (11)
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (48) "
القصة واحدة تتحدث عن ذهاب موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون ولفهم الأمر يمكننا أن نمثل هذه القصة من زوايا مختلفة كل كاميرا تنقل لنا مشهد من القصة دون أن تحدث تناقض فيما بينها فكل مشهد يعرض جزء من القصة يتناسب مع السياق الذي يقتضيه الموقف والاسلوب البياني للآيات وهذه هي روح البلاغة القرآنية التي أعجزت العرب وهم أهل اللغة .
وندعو القاري للتدقيق في الآيات وسيجد التالي ..
في سورة طه بدأت القصة بموسى وهارون واشتراكهما في أمر التبليغ واستمرت القصة على هذا المنوال في آياتها فكان الاسلوب مبني على التثنية لا على الإفراد واقتضى هذا أن تُسلط الكاميرا على قول السحرة فإنهم قالوا " إن هذان لساحران " وهذا من عظمة القرآن قي اختيار الاسلوب البلاغي وبمتابعة الآيات في سورة طه فعندما قال موسى عليه السلام للسحرة "قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
" نقلت لنا الآيات أن السحرة قد تنازعوا أمرهم وأسروا النجوى في تفسير الجلالين جاء" (فتنازعوا أمرهم بينهم) في موسى وأخيه (وأسروا النجوى) أي الكلام بينهم فيهما " فلا زال الأمر مشاركة بين موسى وهارون ولهذا قال السحرة " إن هذان لساحران " (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
(http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)فهل تعارض هذا مع ما جاء في سورة الأعراف " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ " والقائل هنا هم الملأ (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
(http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
وفي سورة الشعراء " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "والقائل هنا هو فرعون ؟!!!
بالطبع لا يوجد تعارض . (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
تم الرد على الجزء الأول .. وننتقل إلى الفقرة التي تليها (http://www.alm3lomat.net/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=2409&ShowByQuranID=1)
ذو الفقار
2009-04-27, 10:33 AM
وقبل الرد على النقطة الثانية أحب أن يرجع القارئ للآيات في سورة الأعراف وفي سورة الشعراء فلم نضع هذه الآيات اعتباطاً ولكن لبيان أن السياق مختلف بين السورتين وكلٌ يستلزم اسلوب معين ومشاهدة الموقف من زاوية تناسب السياق فبالنظر للآيات سنجد التالي :
· في سورة الشعراء القصة أكثر تفصيلاً مما ورد في سورة الأعراف
· في سورة الشعراء يوجد تحدٍ ومحاجة أشد من الأعراف وفيها بيان لغضب فرعون
وأحب أن أطرح سؤالاً وأجيب عليه فأقول .. من هم الملأ ؟
قال المفسرون الملأ : هم أشراف القوم وقادتهم ورؤساؤهم وساداهم . فهم أصحاب النفوذ ، وقد يكونون هم القادة والحكام في مثل حال قريش ، أو هم السلطان وبطانته أو الوزراء ....
والمعنى أنهم علية القوم وهم أهل المشورة عند فرعون فنجد في مشهد سورة الأعراف " قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "
وفي مشهد سورة الشعراء " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "
وهذا دليل على الشورى في الأمر بين فرعون والملأ واجتمعوا على أن موسى ساحر عليم ودليل آخر يؤكد أن الأمر كان شورى بين فرعون والملأ هو باقي الآيات فبعد اتفاقهم أن موسى ساحر وجاء ليخرجهم من أرضهم جاء قول فرعون بطلب الرأي والمشورة بقوله { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } يَقُول : فَأَيّ شَيْء تَأْمُرُونَ أَنْ نَفْعَل فِي أَمْره , بِأَيِّ شَيْء تُشِيرُونَ فِيهِ .
وهذا ما هو ظاهر جلي في سورة الشعراء " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "
ولكن نجد صاحب الشبهة ينكر أن القائل هو فرعون في سورة الأعراف لسياق الآية بأن المتكلم هم الملأ وليس فرعون .. وهذا يعود لعدم الإلمام التام بقواعد البلاغة فالقولَ : { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } وَالْخَبَر بِذَلِكَ عَنْ فِرْعَوْن , وَلَمْ يَذْكُر فِرْعَوْن , وَقَلَّمَا يَجِيء مِثْل ذَلِكَ فِي الْكَلَام , وَذَلِكَ نَظِير قَوْله : { قَالَتْ اِمْرَأَة الْعَزِيز الْآن حَصْحَصَ الْحَقّ أَنَا رَاوَدْته عَنْ نَفْسه وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَم أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } 12 51 : 52 فَقِيلَ { ذَلِكَ لِيَعْلَم أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } 12 52 مِنْ قَوْل يُوسُف , وَلَمْ يَذْكُر يُوسُف. وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُول : قُلْت لِزَيْدٍ : قُمْ فَإِنِّي قَائِم , وَهُوَ يُرِيد : فَقَالَ زَيْد : إِنِّي قَائِم ....راجع تفسير الطبري
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْل الْمَلَأ ; أَيْ قَالُوا لِفِرْعَوْن وَحْده : فَمَاذَا تَأْمُرُونَ . كَمَا يُخَاطَب الْجَبَّارُونَ وَالرُّؤَسَاء : مَا تَرَوْنَ فِي كَذَا . وَيَجُوز أَنْ يَكُون قَالُوا لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ . وَ " مَا " فِي مَوْضِع رَفْع , عَلَى أَنَّ " ذَا " بِمَعْنَى الَّذِي . وَفِي مَوْضِع نَصْب , عَلَى أَنَّ " مَا " وَ " ذَا " شَيْء وَاحِد . راجع تفسير القرطبي
وأقول : هو من قول الملأ ويدخل فيهم فرعون كأن يكون الأمر صادر بعد مشورة فرعون وملأه ويخاطبون العامة وفي ذلك إشارة بأن كلامهم للعامة وردهم فتابع معي عزيزي القارئ ..
ملاحظة لغوية : الفرق ( أرسل وبعث ) كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمراً يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع لا فرق بين مستمعٍ ومستمع، عندما يكون هناك رجل مهم جداً في الدولة يبعث له وحده مبعوثاً خاصاً فالمبعوث هو لعلية القوم.
عندما قال فرعون للملأ فماذا تأمرون أجابوا "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ "
هنا قالوا ابعث ولم يقولوا أرسل لسببين :
الأول هو ما ذكرناه أن في سورة الشعراء كان الموقف فيه تحدي ومحاجة شديدة فاحتاج السياق اسلوب أقوى يدل يناسب قوة الموقف
و الثاني لأن البعث سيكون لكبار السحرة ولهذا جاء مع اللفظ " ابعث" قوله تعالى "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ " وهذا ما آلت إليه المشورة بين فرعون وملئه .
وعندما قال الملأ وعلى رأسهم فرعون ( بعد انعقاد المشورة) في سورة الأعراف فماذا تأمرون " قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ " هنا استخدم اللفظ ارسل فالحديث للعامة والجواب منهم واستخدم مع اللفظ " أرسل " جوابهم "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ " وليس سحار كما جاء مع اللفظ " ابعث "
قال تعالى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) وفي هذه الآية تأكيد على أن الفعل بعث أشد وقعاً وبلاغة من الفعل أرسل.
تم الرد بحمد الله
في الرد اجتهاد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
والحمد لله رب العالمين
إدريسي
2009-04-28, 10:22 PM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ..
قد يقول قائل : إذا كان الملأ قال مثل قول كبيره فرعون "إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ۖ ..." من باب التشاور فيما بينهم .. فلماذا أعاد الملأ نفس مقولة فرعون حرفيا كالببغاء ؟! .. ألا يجعل هذا احتمال وجود تناقض أكبر من عدم وجوده ؟!
وهنا نقول : قد لا يكون الملأ تلفظ حرفيا بنفس ما تلفظ به فرعون وكرّره كالببغاء .. لأن القصص القرآني قد ينقل معنى ما قيل فقط ولا ينقله حرفيا .. فيجوز أن يكون فرعون قال مقولته "إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم..." بعبارة معينة في لغته التي كان يتكلم بها ، ثم أعاد الملأ متشاورين فيما بينهم نفس مقولة فرعون بعبارة أخرى مختلفة تماما عن الأولى .. ولكن معنى عبارة كل من فرعون والملأ هو واحد رغم الإختلاف في طريقة التعبير عن المعنى .. وهذا المعنى الواحد هو ما عبرت عنه الآيات الكريمة في سورة الأعراف والشعراء .. ولأن معنى ما قاله فرعون ومعنى ما قاله الملأ واحد رغم اختلاف عبارتيهما جاءت العبارة القرآنية واحدة فوحّدت بين مقولة الملأ ومقولة كبيره فرعون .. وهذا من الأسلوب القررآني الفريد .. فيتوهم بهذا صاحب الشبهة أن الملأ قال نفس ما قاله فرعون حرفيا كالببغاء ! .. والأدلة على هذا من القرآن الكريم كثيرة .. منها مثلا ذكر الله عز وجل لما جاء على لسان بعض أنبيائه في سورة الشعراء في الآيات الكريمة التالية :
{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }
تكررت هذه المقولة "إني لكم رسول أمين...إلخ" حرفيا على لسان كل من نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام في سورة الشعراء .. لكن هل كل نبي من هؤلاء قال هذه المقولة بعبارة واحدة حرفيا وبلغة واحدة ؟! .. كلا .. والله أعلم .. ولكن لأن معنى عباراتهم واحد هو المعنى الذي عبرت عنه الآيات الكريمة لذا جاءت العبارة القرآنية واحدة تعبر عما قاله هؤلاء الأنبياء عليهم السلام ..
إذن فلا حجة لصاحب الشبهة بأن الملأ كرّر ما قاله كبيره فرعون كالببغاء .. لأنه يجوز أن يكون الملأ أعاد ما قاله فرعون بعبارة أخرى مختلفة عن عبارة فرعون مع الإتفاق في المعنى .
وقد يقول قائل : إذا كان الملأ قال مثل قول كبيره فرعون "إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ۖ ..." من باب التشاور فيما بينهم .. فلماذا لم يذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في نفس السورة ؟! .. ألا يجعل هذا احتمال وجود تناقض أكبر من عدم وجوده ؟!
وهنا نقول : لو قال الله سبحانه وتعالى في نفس السورة أن فرعون "قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ..." وعقب هذا قال سبحانه وتعالى بأن الملأ قال مثل ما قاله كبيره فرعون "قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ۖ ... " سيكون هناك تكرار وإخلال وهذا يتنافى مع الأسلوب القرآني الفريد .. لذا ذكر الله سبحانه وتعالى قول فرعون في موضع وقول الملأ في موضع آخر.
وأنقل هنا من الموقع المبارك الإسلام سؤال وجواب إفادة قيمة بخصوص اختلاف اللفظ القرآني للحدث أو الموقف اتحاد اللفظ لنفس المعنى :
السؤال: ما هو سبب اختلاف اللفظ القرآني لنفس الحدث أو الموقف على لسان قائليه ، مثال ذلك قصة إبليس عليه لعنة الله ، في سورة الأعراف يقول إبليس : (... قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) آية/2، بينما في سورة الحجر يقول : ( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ) آية/33. فلماذا اختلف النصان هنا مع العلم بأن الموقف واحد ؟ وأمثلة هذا كثيرة في القرآن الكريم.
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا بد أن نعرف في بداية الجواب أن الكلام المحكي في القرآن الكريم على ألسنة المتكلمين إنما هو بالمعنى وليس باللفظ ، وذلك لدليلين ظاهرين :
1-أن القرآن كلام الله ، وليس كلام أحد من المخلوقين ، ولما كان كذلك كانت الأقوال المحكية على ألسنة المتكلمين بها من الناس والدواب ، هي من كلام الله ، يقص به أخبار الأولين ، وينقل كلامهم . فهي تنسب إليهم باعتبار مضمون الكلام ومعناه .
2-أن لغات الأمم السابقة لم تكن هي العربية الواردة في القرآن الكريم ، وبذلك نجزم أن الكلام المنقول على ألسنتهم إنما هو كلام الله عز وجل ، متضمنا معاني كلام المذكورين من الأمم السابقة .
جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (4/6-7) :
" الكلام يطلق على اللفظ والمعنى ، ويطلق على كل واحد منهما وحده بقرينة .
وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه : مُخبِرٌ مُبَلِّغٌ فقط ، والكلام إنما هو لِمَن بدأه .
أمَّا إن غيَّر حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه ، فينسب إليه اللفظ : حروفه ومعناه ، وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداءً .
ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية ، كقوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) غافر/27، وقوله : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) غافر/36.
فهاتان تسميان قرآناً ، وتنسبان إلى الله كلاماً له باعتبار حروفهما ونظمهما ؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون ؛ لأن النظم والحروف ليس منهما .
وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى ، فإنه كان واقعاً منهما .
وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب إلى كلٍّ منهما باعتبار .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود " انتهى.
ثانيا :
أسلوب تكرار العبارة والقصة في القرآن الكريم ، ولكن في سياقات مختلفة وألفاظ مترادفة : هو من سمات القصص القرآني الظاهرة ، حيث يتكرر ذكر القصة الواحدة في كثير من السور ، وفي كل مرة يتنوع السياق ، ويتعدد الأسلوب ، وترد القصة بعبارات جديدة ، تفتح آفاقا للمعاني والفوائد ، وأنماطا متنوعة من أساليب البلاغة والبيان ، ولذلك عد العلماء والمفسرون هذا التنوع في اللفظ والعبارة من مظاهر الفصاحة والبيان ، ونصوا على أن من مقاصد القصص القرآني تفريق الحدث الواحد في سياقات مختلفة ، بل وألفوا في هذا الفن مؤلفات خاصة ، منها كتاب " المقتنص في فوائد تكرار القصص " لبدر الدين بن جماعة ، كما ذكر ذلك السيوطي في " الإتقان " (2/184)
يقول الزركشي رحمه الله :
" إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة لا يخفى ما فيه من الفصاحة " انتهى.
" البرهان في علوم القرآن " (3/26)
وإذا رحنا نعدد الفوائد التي يضفيها هذا الأسلوب على مجمل ما في القرآن الكريم لعددنا شيئا كثيرا ، ولكنا نذكر ههنا بعض هذه الفوائد :
1-زيادة بعض التفاصيل التي لم تذكرها الآيات من قبل ، والمثال الوارد في السؤال واحد من صور هذه الفوائد ، فقد زادت الآيات في سورة الحجر قيدا في وصف الأصل الذي خلق منه آدم عليه السلام ، وهو كونه من صلصال من حمإ مسنون ، في حين لم تذكر ذلك آيات سورة الأعراف المتعلقة بالقصة .
2-تأكيد التحدي الذي جاء به القرآن لمشركي العرب أن يأتوا بشيء من مثله ، فقد كشف هذا التنوع في العبارة عن عجزهم عن الإتيان بمثله بأي نظم جاء ، وبأي عبارة عبَّروا .
3-إذهاب السآمة والملل عن القصة ، وذلك أن العرض الجديد يشد الأسماع ، ويلفت الأنظار ، ويبقي صلة المتعة والفائدة بين القارئ والنص المقدس ، وهذا من المقاصد العظيمة أيضا ، " فيجد البليغ ميلا إلى سماعها ، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقل في الأشياء المتجددة التي لكل منها حصة من الالتذاذ "
4-" ظهور الأمر العجيب في إخراج صور متباينة في النظم بمعنى واحد ، وقد كان المشركون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم يعجبون من اتساع الأمر في تكرير هذه القصص والأنباء مع تغاير النظم ، وبيان وجوه التأليف ، فعرفهم الله سبحانه أن الأمر بما يتعجبون منه مردود إلى قدرة من لا يلحقه نهاية ، ولا يقع على كلامه عدد"
5-التناسق مع الموضوع والمناسبة التي وردت القصة لأجلها ، فأحيانا تقتضي هذه المناسبة إبراز معنى في الحوار الدائر لم يكن من الضروري إبرازه في مناسبة أخرى وردت فيها القصة ، وهذه الفائدة باب واسع من أبواب اكتشاف بحور بلاغة القرآن وإعجازه ، وأمثلتها التفصيلية موجودة في بطون كتب التفسير .
يمكن الاطلاع على هذه الفوائد وغيرها في كتاب " البرهان في علوم القرآن " (3/26-29)
يقول الدكتور فضل حسن عباس حفظه الله:
" المنهج القصصي في القرآن الكريم هو المنهج البديع المعجز ، حيث ذكرت القصة في سور كثيرة ، وإن خصت بعض السور بذكر حدث واحد ، ثم توزعت هذه المشاهد والأحداث على السور التي ذكرت فيها القصة ، قلت أم كثرت ، بحيث تجد في كل سورة ما لا تجده في غيرها ، وبحيث يذكر في كل سورة ما يتلاءم مع موضوعها وسياقها ، وبحيث تذكر القصة في السورة في الموضع الذي اختيرت له والذي اختير لها " انتهى.
" القصص القرآني " (ص/81)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/140060
أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 09:30 AM
ملاحظة لغوية : الفرق ( أرسل وبعث ) كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمراً يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع لا فرق بين مستمعٍ ومستمع، عندما يكون هناك رجل مهم جداً في الدولة يبعث له وحده مبعوثاً خاصاً فالمبعوث هو لعلية القوم.
عندما قال فرعون للملأ فماذا تأمرون أجابوا "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ "
هنا قالوا ابعث ولم يقولوا أرسل لسببين :
الأول هو ما ذكرناه أن في سورة الشعراء كان الموقف فيه تحدي ومحاجة شديدة فاحتاج السياق اسلوب أقوى يدل يناسب قوة الموقف
و الثاني لأن البعث سيكون لكبار السحرة ولهذا جاء مع اللفظ " ابعث" قوله تعالى "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ " وهذا ما آلت إليه المشورة بين فرعون وملئه .
وعندما قال الملأ وعلى رأسهم فرعون ( بعد انعقاد المشورة) في سورة الأعراف فماذا تأمرون " قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ " هنا استخدم اللفظ ارسل فالحديث للعامة والجواب منهم واستخدم مع اللفظ " أرسل " جوابهم "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ " وليس سحار كما جاء مع اللفظ " ابعث "
جزاك الله خيرا أستاذنا الحبيب موضوع رائع ..
بالنسبة لهذه المسألة هي على وجهين :
أولا : أن يكون القول ابعث كان بين فرعون وملاءه خاصة فأخرجوا ما بهم من غيظ فاستخدموا أقوى الألفاظ فقالوا ابعث كما في الشعراء :
فيكون أحد معانيها موافق لهذا الموقف الخاص كما في لسان العرب :
والبَعْثُ إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار.
أي لشدة غيظهم وخوفهم قالوا لفرعوا أخرج كل خُدامك ومُنادييك الواقف منهم والقاعد والنائم حتى يأت لك بكل سحار هكذا بالمبالغة بتشديد الحاء فهذا إجتماعهم بفرعون أخرجوا ما بهم من غيظ في اختيار أقوى الكلمات وصيغ المبالغة ..
أما قولهم أرسل في المدائن :
فهو خطاب الملاء وفيهم فرعون أمام العامة كما ذهب أستاذنا لذلك اختاروا أخف الكلمات وتركوا صيغة المبالغة ولم يظهروا غيظهم أمام العامة فقالوا " قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ "
فيكون ذلك من بلاغة القرآن فاختيار اللفظ المناسب في الموقف المناسب ليوضح الصورة جليا .
ثانيا : أن ارسل وابعث بنفس المعنى وتعدد الألفاظ مع ثبات المعنى هو من بلاغة القرآن ..
كما في لسان العرب :
والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى: ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا.
وجزاكم الله خيرا
أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 09:52 AM
فلماذا أعاد الملأ نفس مقولة فرعون حرفيا كالببغاء ؟! .. ألا يجعل هذا احتمال وجود تناقض أكبر من عدم وجوده ؟!
وهنا نقول : قد لا يكون الملأ تلفظ حرفيا بنفس ما تلفظ به فرعون وكرّره كالببغاء .. لأن القصص القرآني ينقل معنى ما قيل فقط ولا ينقله حرفيا
أخي الحبيب إدريسي
القول بأن القرآن ينقل بالمعنى وليس حرفيا ليس على إطلاقه ..
وتكرير الملاء لقول فرعون حرفيا كالببغاء جائز إذا استحضرت قول فرعون " أنا ربكم الأعلى " فجائز أن يتكلموا بنفس ما يتكلم به خوفا منهم أن يحيدوا عن حروفه المقدسة في نظرهم هذا من جهة .
ومن جهة أخرى أن الملاء نفسهم ضعاف النفوس وسفهاء ليس لهم قرار أو شخصية أو مبدأ وهذا يتجلى لك حين تستحضر قوله تعالى :
" فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) " الزخرف
وكذا في المثال الذي جئت به " إني لكم رسول أمين " يمكن توجيهه بنفس الطريقة وهو أن الله عز وجل أرسل جميع الرسل على قلب واحد ولسان واحد يدعون إلى عقيدة واحدة لعبادة رب واحد لذلك توافق كلامهم نصا فقالوا جميعا لأقوامهم " إني لكم رسول أمين " وكما كان نبينا محمد يُلقب بالأمين ..
وتوافق الكلام نصا إذا توافق القلب أمرا معروفا وواقعيا وأستحضر في ذلك حديث صلح الحديبية الطويل الذي رواه البخاري وغيره وكيف وافق أبو بكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم نصا .
خطاب عمر للنبي صلى الله عليه وسلم :
" فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ "
خطاب عمر لأبو بكر رضي الله عنهما :
" قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ "
وهذا في رأيي أولى من أن نقول أن القرآن يأتي بالمعنى على الأقل في مواضع ولكن ليس مطلقا .. والله أعلم
ذو الفقار
2009-04-29, 10:37 AM
أحسنت يا ادريسي ولك الأجر إن شاء الله
اختصرت القول بكلام وجيز يا أبا حزة جزاك الله خيراً
أمل القول
ثانيا : أن ارسل وابعث بنفس المعنى وتعدد الألفاظ مع ثبات المعنى هو من بلاغة القرآن ..
كما في لسان العرب :
والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى: ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا.
فهذا يبحر بنا في بحر الترادف في الألفاظ وأذهب في هذا إلى عدم وجود كلمتان مترادفتان وإن أديا نفس المعنى إلا أن الصورة البلاغية تختلف من لفظ لآخر
أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 10:48 AM
وأذهب في هذا إلى عدم وجود كلمتان مترادفتان وإن أديا نفس المعنى
نعم , بارك الله فيك أستاذنا ..
ولكننا نجد ابن كثير رحمه الله يقول : { وَأَرْسِلْ } أي: ابعث .
أي أنهما مترادفتان عنده , فما رأيك (:
وجزاك الله خيرا
ذو الفقار
2009-04-29, 11:26 AM
هذا باب بحث فتحته أخي الحبيب جزاك الله خيراً
ربما فسّر ابن كثير رحمه الله الفعل بأخذه من العام إلى الخاص لأن الفعل أرسل أعم من الفعل بعث من حيث التكليف والأدلة القرآنية كثيرة وأن كان الفعل بعث قد يأتي بمعاني غير الفعل أرسل وسوف نتناول هذا الأمر تفصيلاً بعون الله
أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 01:39 PM
هذا باب بحث فتحته أخي الحبيب جزاك الله خيراً
ربما فسّر ابن كثير رحمه الله الفعل بأخذه من العام إلى الخاص لأن الفعل أرسل أعم من الفعل بعث من حيث التكليف والأدلة القرآنية كثيرة وأن كان الفعل بعث قد يأتي بمعاني غير الفعل أرسل وسوف نتناول هذا الأمر تفصيلاً بعون الله
أحسنت أستاذي بارك الله فيك
ربما فعلا فسرها كذلك بدلالة اية الشعراء أيضا لكن تبقى بلاغة الكلمتين أقوى كما ذكرت يا استاذنا باعتبرنا حال الموقفين بالتفريق بين كلام فرعون وملاءه خاصة وكلامهم للعامة ..
استفدنا منك كثيرا وننتظر التفصيل وجزاك الله خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir