زنبقة الاسلام
2007-11-24, 10:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من الملاحظ في اغلب الدول الاسلاميه بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لننظر مارأي الشرع في ذلك:
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
الاحتفال بمناسبة مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ممنوع ومردود من عدة وجوه :
أولًا : أنه لم يكن من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا من سنة خلفائه . وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة [ أخرجه أحمد : 4 / 126 ، والترمذي ، رقم 2676 ] .
والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين . ومن فعل شيئا يتقرب به إلى الله - تعالى - لم يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ؛ فقد تضمن فعله اتهام الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
مناقشة شبه مقيمي المولد :
هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلى :
1 - دعواهم أن في ذلك تعظيمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته - صلى الله عليه وسلم - ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية . وأشد الناس تعظيمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - هم الصحابة - رضى الله عنهم - ، كما قال عروة بن مسعود لقريش : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله أن رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ، والله أن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضًا كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيمًا له [ البخاري : 3 / 178 ، رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5 / 388 ] ، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيدًا واحتفالًا ، ولو كان ذلك مشروعًا ما تركوه .
وخلاصة القول :
أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع ، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها ؛ فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن ، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلا ، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به ، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس ، وإنما يقتدى بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم ، وإن كانوا قليلًا ؛ فالحق لا يعرف بالرجال ، وإنما يعرف الرجال بالحق .
قال - صلى الله عليه وسلم - : فإنه من يعش منكم فيسرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل بدعة ضلالة [ أخرجه أحمد : 4 / 164 ، والترمذي ، رقم 2676 ] فبين لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عنه ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلًا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا في سنة خلفائه الراشدين ، إذن فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة ، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله - تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو إلى الرجوع إلى سنته بعد وفاته ؛ فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع ، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟ ! فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع ؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق ، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابة عند ربه .
هذا ، ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابة وسنة رسوله إلى يوم نلقاه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان.
من الملاحظ في اغلب الدول الاسلاميه بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لننظر مارأي الشرع في ذلك:
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
الاحتفال بمناسبة مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ممنوع ومردود من عدة وجوه :
أولًا : أنه لم يكن من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا من سنة خلفائه . وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة [ أخرجه أحمد : 4 / 126 ، والترمذي ، رقم 2676 ] .
والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين . ومن فعل شيئا يتقرب به إلى الله - تعالى - لم يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ؛ فقد تضمن فعله اتهام الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
مناقشة شبه مقيمي المولد :
هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلى :
1 - دعواهم أن في ذلك تعظيمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته - صلى الله عليه وسلم - ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية . وأشد الناس تعظيمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - هم الصحابة - رضى الله عنهم - ، كما قال عروة بن مسعود لقريش : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله أن رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ، والله أن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضًا كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيمًا له [ البخاري : 3 / 178 ، رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5 / 388 ] ، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيدًا واحتفالًا ، ولو كان ذلك مشروعًا ما تركوه .
وخلاصة القول :
أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع ، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها ؛ فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن ، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلا ، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به ، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس ، وإنما يقتدى بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم ، وإن كانوا قليلًا ؛ فالحق لا يعرف بالرجال ، وإنما يعرف الرجال بالحق .
قال - صلى الله عليه وسلم - : فإنه من يعش منكم فيسرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل بدعة ضلالة [ أخرجه أحمد : 4 / 164 ، والترمذي ، رقم 2676 ] فبين لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عنه ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلًا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا في سنة خلفائه الراشدين ، إذن فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة ، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله - تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو إلى الرجوع إلى سنته بعد وفاته ؛ فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع ، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟ ! فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع ؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق ، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابة عند ربه .
هذا ، ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابة وسنة رسوله إلى يوم نلقاه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان.