مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول الفكر الصوفي
ذو الفقار
2009-06-16, 05:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله
في جو يسوده الاخاء يسرنا أولاص ان نرحب بالاخ عبد الحق وثانياً أن نتحاول حول أمر هو من اهم الأمور التي تصلح بها اعمالنا وتستقيم بها معتقدانا
ننتظر الأخ عبد الحق ليبدأ الأخ د محمد قاسم الحوار معه في الفكر الصوفي وهل هو أحق بالإتباع أم هو معتقد باطل
حياكم الله
السيف العضب
2009-06-16, 06:16 PM
وفق الله أخينا الفاضل د.محمد قاسم وهدى الضيف إلى الحق.
متابع بعون الله ..
وفق الله أخينا الفاضل د.محمد قاسم وهدى الضيف إلى الحق.
الصــواب وفـق الله أخــانا ، والخطــأ هنـا ينسـب الله عز وجــل لأخــينا الفاضـل وذلك لا يجـوز ،
ثم الأنســب وهــدانا إلى الحــق فنحن نصـلي بفاتحــة الكتــاب فنقــول ( اهــدنا السـراط المســتقيم ) ، فلم نطـلبها للضـيف فقـط وفي هـذا مخــالفة لمنهج القرآن في الحـوار ( وإنا أو إياكم لعلى هــدى أو في ظـلال مبين )
( لا تســألون عمـا أجـرمنا ولا نســأل عمـا كنتم تعمــلون )
فلا يجـوز أن نحكم على محــاورنا بالضــلال قبل البــدء في محــاورتــه ، والله ولي التــوفــيق ،
عبد الحق
2009-06-18, 04:52 PM
السلام عليكم
مسلمة و أفتخر
2009-06-18, 04:56 PM
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
متابعة
عبد الحق
2009-06-18, 05:01 PM
الحوار تعريف بالتصوف ومفهومه ونقاط الاتفاق والاختلاف فيه ويكون انشاء الله على الساعة 22بتوقيت تونس وشكرا
ذو الفقار
2009-06-18, 05:02 PM
الحوار تعريف بالتصوف ومفهومه ونقاط الاتفاق والاختلاف فيه ويكون انشاء الله على الساعة 22بتوقيت تونس وشكرا
على بركة الله أخي الكريم وسوف تجد معك الأخ محمد قاسم أو احد أعضاء الإدارة ينوب عنه
متابع للخوار سائلاً الله الهداية للجميع
د محمد قاسم
2009-06-18, 06:52 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالضيف الكريم .. ونسأل الله للجميع الهداية والاتباع لسنة حبيبنا المصطفى :salla:
متابع معك يا عبد الحق إن شاء الله ..
تفضّل .
عبد الحق
2009-06-18, 11:53 PM
الحمد لله اما تعريف بالتصوف لغة التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل اما اصطلاحا العمل بركن الاحسان ويسلك المريدعلى يد شيخ عارف مربيا ومرقيا كما جاء في متن ابن عاشر للجنيد حتىيصل الى معرفة الله حق المعرفةالتى لا يعبر عليها بالتشديق بل ذوقيا وهذا ما جرى به الغزالي ومحي الدين ابن العربي ووغيرهم الكثير من اعلا م الامة.اما مفهوم التصوف فهو مسلكا لا مذهبا كما نعته غربائه ويكن مثلا على العقيدة الاشعرية ومذهب مالك وطريقة شاذلية كما هو الحال في المغرب العربي.اما مانراه ونسمع عنه اليوم في معظم بلاد الاسلامية من فرق مشعوذة وبدع لا حصرى لها ولا تمت للدين بصلة وتنسب للتصوف وهو منها براء.ويقول من جهل التصوف هذه بدعة ويستدل بالحديث كل بدعة في النار فاذا كان الائمة الاعلام الذين يقرون بالتصوف في النار فمن هم في الجنة وقد ذكر الغزالي من لايقر على ما نحن فيه فهو عقيم وان بلغ مرتبة الاجتهاد.وقد روي عن ابي هريرة في صحيح البخاري انه قال اعطاني خليلي رسول الله جرابين من العلم اما احدهما فبثثته واما الاخرفلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.وقال صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى ياتي امر الله.وان كان هناك خلاف فنحكم كتاب الله وسنة رسوله ولا يبطل للود قضية والسلام
د محمد قاسم
2009-06-19, 01:10 PM
الحمد لله اما تعريف بالتصوف لغة التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل اما اصطلاحا العمل بركن الاحسان ويسلك المريدعلى يد شيخ عارف مربيا ومرقيا كما جاء في متن ابن عاشر للجنيد حتىيصل الى معرفة الله حق المعرفةالتى لا يعبر عليها بالتشديق بل ذوقيا وهذا ما جرى به الغزالي ومحي الدين ابن العربي ووغيرهم الكثير من اعلا م الامة.اما مفهوم التصوف فهو مسلكا لا مذهبا كما نعته غربائه ويكن مثلا على العقيدة الاشعرية ومذهب مالك وطريقة شاذلية كما هو الحال في المغرب العربي.اما مانراه ونسمع عنه اليوم في معظم بلاد الاسلامية من فرق مشعوذة وبدع لا حصرى لها ولا تمت للدين بصلة وتنسب للتصوف وهو منها براء.ويقول من جهل التصوف هذه بدعة ويستدل بالحديث كل بدعة في النار فاذا كان الائمة الاعلام الذين يقرون بالتصوف في النار فمن هم في الجنة وقد ذكر الغزالي من لايقر على ما نحن فيه فهو عقيم وان بلغ مرتبة الاجتهاد.وقد روي عن ابي هريرة في صحيح البخاري انه قال اعطاني خليلي رسول الله جرابين من العلم اما احدهما فبثثته واما الاخرفلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.وقال صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى ياتي امر الله.وان كان هناك خلاف فنحكم كتاب الله وسنة رسوله ولا يبطل للود قضية والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والحمد لله الذي منّ علينا جميعا بنعمة التوحيد ، ونبذ الشرك وأهله ، وجعل كلمتهم السفلى وكلمة الله هي العليا ..
الحمد لله الذي تركنا على المحجّة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
أما بعد ..
أرحب بالأخ الكريم عبد الحق وكم انا سعيد جدا بأن كلّفتني الإدارة شرف محاورته على صفحات هذا المنتدى المبارك الذي أسأل ربي أن يجعله منارة للعلم وطريقا يسلكه أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الجنة .
وقد كنت أنوي في بداية تكليفي بهذا الحوار أن أبدأ بمناقشة الضيف الكريم حول أهم نقاط الخلاف بين معتقد أهل السنة والجماعة ، ومعتقد أهل التصوّف - كما ألجأ دائما في نقاشي مع الصوفية - .. غير أنني أثرت فيما بعد أن أترك للضيف حرية البدء ، ليكون حوارنا هادءا ، يتخلّى فيه كل طرف منا عن الأهواء والعصبية والتنطع والانتصار لمعتقد والمحاربة من أجل إثبات أحقيته هو بالجنة على حساب الأخر .
فكلنا أخوة مسلمين .. لا يتصّيد أحد منا للآخر الزلات ، وإنما يسعى كل منا لتقويم اعوجاج الآخر أملا في هدايته والفوز برضا خالقه ودخول جنّاته .
في البداية أحيي في الأخ الكريم قوله في نهاية مداخلته :
وان كان هناك خلاف فنحكم كتاب الله وسنة رسوله ولا يبطل للود قضية والسلام
تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم : "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض"
المهم .. أن نُحسن فهم هذه الأدلة كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا تنطّع ولا غلو ولا انحراف .
فلا عجب أن نجد من النصارى من يستدل بآي القرآن الكريم لإثبات ألوهية الإنسان .
ونجد استلال ضلال الشيعة بآي القرآن لإثبات صحة معتقده المنحرف وسب الصحابة رضوان الله عليهم .
وكذا أهل البدع والأهواء .. كلُ بحسب مقصده ونيّته وهواه .
وفي قول أخي عبد الحق ذلك تصديق لقوله تعالى : "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" فهذه هي صفات المؤمنين المتقين ، الذين "إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" .
فهؤلاء هم أولياء الله كما وصفهم ربهم جل في علاه فقال : "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. الذين آمنوا وكانوا يتقون"
غير أنني لا أؤمن بلفظة "العارفين بالله" والتي ذكرها الأخ الفاضل في أكثر من موضع في مداخلته .فمعرفة الله فطرية لا يتحقق بموجبها عرفان ولا منزلة: قال تعالى "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " وقال "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " فالمعرفة بمجردها يستوي فيها المؤمن والجاحد.. ومنه قول أهل الشرك إن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله .. ومنه معرفة أهل الكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم كمعرفتهم لأنباءهم .
ولم تكن أبدا معرفة هؤلاء بالله ورسوله سببا في علو منزلتهم أو اصطفاء الله لهم بالولاية .. فقد يكون المرء عارفا بالله وصادا عن سبيله في آن .. قال تعالى : "وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه، أن أولياؤه إلا المتقون "
إذن .. كل مؤمن متّقي هو ولي من اولياء الله .. هذا هو المقياس .ولا يوجد فضل للعارف بالله أو العالم بالله على غيره .
ولا يخرج الواقعون في المعاصي أيضا من ولاية الله وإنما لا يزالون يتصفون بالتقوى ما داموا يجتنبون المعاصي ويكرهونها ويسارعون إلى التوبة منها والإقلاع عنها ليكونوا بعدها أكثر حرصا على اجتنابها. فصفات الأولياء كما قلنا ((التقوى والإيمان)) وأن أولياء الله ((الذين آمنوا وكانوا يتقون)) سواء سمي أحدهم صوفيا أو فقيرا أو فقيها أو عالما أو تاجرا أو جنديا أو صانعا أو أميرا أو حاكما أو غير ذلك .
وأشرف حديث ورد في صفة الأولياء ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: من عادى لي وليا آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وان سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)).
ومن قال: أن الأولياء أفضل من جميع الخلق، فقوله أظهر عند جميع أهل الملل من أن يشك في كذبه، بل هو معلوم بالضرورة أنه باطل، فإن الرسل أفضل الأنبياء وأولوا العزم أفضل الرسل... ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد آدم على الإطلاق .. وليس يحتاج هذا إلى أن يثبت بحديث ولا أثر.
فالحكم عندنا إذن قول الله ورسوله .. والعمل بمقتضى ذلك .
غير أنني أجد تناقضا صريحا في كلام أخي عبد الحق السابق .. حيث وصف بعض فرق الصوفية بالمبتدعة ، ثم وفي نفس السطر يصف من قال بأنهم مبتدعة بأنه جاهل .
اما مانراه ونسمع عنه اليوم في معظم بلاد الاسلامية من فرق مشعوذة وبدع لا حصرى لها ولا تمت للدين بصلة وتنسب للتصوف وهو منها براء.ويقول من جهل التصوف هذه بدعة.
فليس معنى قول أحدهم بأن هذه بدعة أنه بذلك يتهم الصوفية بذلك ، غير أن أهل التصوف هذه الأيام يعلمون أنهم على بدعة ، فأيّما أحد ذكر هذه الكلمة ظنّوا بأنهم هم المقصودون بها .. نسأل الله الهداية لنا ولهم ..
وهاهو أخي الكريم يضرب مثلا بالشاذلية الصوفية يقول بأنهم ليسوا بأهل ابتداع وهم على ماهم عليه من دجل وبدع وانحرافات أقلها الخلوة التي هي من أهم ركائز الصوفية ، وفي الطريقة الشاذلية يدخل المريد الخلوة لمدة ثلاثة أيام قبل سلوك الطريق .. وليس في ذلك دليل لا من قرآن ولا من سنة .
وقد أسس هذه الطريقة أبو الحسن الشاذلي الذي تروي كتب الصوفية كثيرًا من كراماته وأقواله البعيدة عن التصديق، التي تنطوي على مخالفة صريحة لعقيدة الإسلام وللكتاب والسنة، اللذين هما أساس دعوته كما يقول هو عن نفسه ..
ومن هذه الكرامات والأقوالينقل الدكتور عبد الحليم محمود نقلاً عن درَّة الأسرار: "لما قدم المدينة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه، عريان الرأس، حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلوا بيوتَ النبي إلا أن يؤذَنَ لكم) فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: يا علي، ادخل".
وهذا مخالف للعقيدة. ويقول عن نفسه: "لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة" وهذا ادعاءٌ لعلم الغيب وشرك بالله تعالى.
ولهذا الشاذلي أوراد تسمى حزب الشاذلي ورسالة الأمين في آداب التصوف والسر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل .. وللإمام تقي الدين ابن تيمية ردٌ على حزبه.
وخليفته أبو العباس المرسي الذي صار قطبًا بعد موته، حسب ما يقول الصوفية، وله مقام كبير ومسجد باسمه في مدينة الإسكندرية .. قال عن نفسه: "والله لو حُجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين".
ـ وكان يدعي صحبة الخضر واللقاء معه.
ـ وكان له تأويل باطني مثل ما كان لشيخه أبي الحسن، ومثال ذلك ما ذكره تلميذه ابن عطاء الله الإسكندري: سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول في قوله تعالى: (ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مِثْلِها) أي: ما نُذهب من ولي لله إلا ونأتي بخير منه أو مثله. وهذا إلحادٌ بيِّنٌ في آيات الله تعالى.
ثم خلف على مشيخة الشاذلية من بعده ياقوتُ العرش، وكان حبشيًّا، وسمي بالعرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش كما تقول الصوفية، وما على الأرض إلا جسده. وقيل: لأنه كان يسمع أذان حملة العرش. هذا ما جاء في طبقات الشعراني، وهو من خرافات الصوفية التي لا تقف عند حد.
ويكثرون في السماع من الأشعار التي تصل إلى درجة الكفر والشرك، كرفع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة عالية لم يقل بها أحد من أصحابه، ولا هي موجودة في كتاب ولا سنة، فضلاً عن الإكثار من الاستغاثة لا المناجاة كما يقول البعض:
يا كتاب الغيوب قد لجأنا إليك ... يا شفاء القلوب الصلاة عليك
غير أن أهل التصوّف اتخذوا من أولياء الله (العارفين بالله كما يسمونهم) طريقا لمعرفة الله ، وليست معرفة الله في حاجة إلى أن نطلبها على يد أحد أو أن نسلك إلى معرفتها طريقة شيخ أو غيره وكتاب الله وسنة رسوله باقيان ..
واستدلوا كغيرهم بآي الكتاب الكريم لإثبات صحة وسُنّيّة ما يقومون به .
فهاقد استدل أخي عبد الحق بما رواه الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه انه قال "اعطاني خليلي رسول الله جرابين من العلم اما احدهما فبثثته واما الاخرفلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم" .. ليثبت شرعية ما يقوم به الصوفية الآن من الفصل بين ما سمّوه علم الشريعة - علم ظاهر - . وعلم الحقيقة - علم الباطن - . الذي يزعمون أن الله اختص به بعضا من عباده .. هم العارفون بالله .. سلكوا بذلك مسلك الباطنية هداهم الله .
وهذه دعوة إلى غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وسب وامتهان للصحابة ، واتهام لهم بأنهم كتموا بعضا من العلم الذي أخبرهم به نبينا الكريم .
وليس في ذلك تفضيل لأبي هريرة على غيره من الصحابة ، وكلنا يعلم مكانة أبي بكر وعمر من النبي ، وكونهما خير أولياء الأرض أجمعين .. برغم اختصاص أبي هريرة بهذا الجراب .
غير أن لفظ البخاري للحديث لم يقع فيه "أعطاني رسول الله" وإنما "حفظت من رسول الله".
وحمل العلماء الجراب الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم ، كقوله : أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة . واستجاب الله دعاء أبي هريرة .
قال ابن المنير : جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا وباطنا ، وذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين . قال : وإنما أراد أبو هريرة بقوله : " قطع " أي : قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم ، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتوبة لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها . وقال غيره : يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان ، فينكر ذلك من لم يألفه ، ويعترض عليه من لا شعور له به .. وقال البعض كان في ذلك الجراب أسماء المنافقين .أ.هـ.
فأين ذلك من فهم أهل التصوّف ؟
كما أن ما يعتقده أهل التصوف من كون المرء عارفاً بالله مخالف لصحيح الإيمان .. فما أدرانا نحن بأن شخصا معيّنا عارفٌ بالله أم لا ؟!!
يقول أخي عبد الحق :
ويسلك المريد على يد شيخ عارف مربيا ومرقيا
ويقول ابن تيمية رحمه الله .. :
الشهادة لشخص معين بالولاية فيها ثلاثة أقوال
*الأول: قيل لا يشهد بذلك لغير النبي، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي وعلي في المديني وغيرهم.
*الثاني: وقيل يشهد به لمن جاء به نص أن كان خبرا صحيح كمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فقط، وهذا قول كثير من أصحابنا وغيرهم.
*الثالث: وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهما، وكان أبو ثور يشهد لأحمد بن حنبل بالجنة.
وليس أحد من أهل البدع يصلح لذلك . على ما نرى اليوم من أهل التصوّف من ذبح ونذر ودعاء واستغاثة لغير الله .
ويذهب ابن تيمية إلى أن من الأولياء من لا يعرف الناس حقيقة ولايته ويكون عندهم من عامة الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم ((رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب ولو أقسم على الله لأبره)).
ولقد نهانا الله تعالى عن أن يزكي الواحد منا نفسه مع كون الواحد منا أعلم بنفسه من غيره فقال ) فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (. فكيف نستطيع أن نحكم على غيرنا بولايته وتقواه، و بصدق ظاهره وباطنه سره وعلانيته مع الله!.
وقد رأينا ما يعتقده الصوفية الذين يرون الشيخ يتخلف عن الجمع والجماعات ويظنون فيه ولاية الله كالشيخ محمد العدل الذي بقي سنة كاملة لا يحضر جمعة ولا جماعة، والشيخ الشربيني الذي كان لا يحضر الصلوات أبدا. ولما طلب منه جماعة من الفقهاء أن يذهب معهم لصلاة الجمعة اعتذر وقال: ((ما لي عادة بذلك)) فلما أنكروا عليه قال: ((نذهب اليوم لأجلكم)) والشيخ، شريف المجذوب الذي كان يفطر في نهار رمضان - كما هو مذكور في طبقات الشعراني - فهؤلاء ليسوا أولياء؛ بل مجانين، والمجنون لا يصح منه إيمان ولا عبادة فضلا عن أن يكون وليا تسطر له كرامات كاذبة وينسب إلى مقام الواصلين والصغير المميز أفضل حالا من هذا ، فإن إمامته تصح كما صح الخبر عن الصحابة. بخلاف المجنون فأنهم اتفقوا على عدم اعتبار أقواله وأفعاله وعدم تعلق الثواب أو العقاب بشيء منها لكن الصوفية يخالفون ذلك فيرفعون المجذوب والمجنون والبهلول إلى مقامات العرفان، وقد امتلأت تراجمهم وطبقاتهم بكرامات المجانين أمثال: بهلول المجنون وأبي علي المعتوه وابن القصاب المجنون والشبلي الذي دخل المارستان مرتين وعمر المجذوب وإبراهيم العريان الذي كان يصعد المنبر يوم الجمعة يخطب إلى الناس وهو عريان.
بل لقد أخذت الاستهانة بالفرائض طوراً آخر عند صوفية آخرين، فقالوا بإسقاط الله التكاليف الشرعية عن أوليائه المقربين وجواز تركهم الفرائض لأنهم صاروا من الواصلين. مثال ذلك ما قاله الكمشخانلي الصوفي: ((يبلغ الولي مبلغا يقال له أصحبناك السلامة وأسقطنا عنك الملامة فافعل ما شئت)).
إذن :
باب الولاية مفتوح لعامة الناس وليس للخواص كما امتلأت به كتب التصوف وليس فقط للأئمة كما امتلأت به كتب الشيعة ويؤيد ذلك حديث الرجل الذي أقسم للنبي صلى الله عليه وسلم ألا يزيد على الأركان الخمس شيئا ولا ينقص منها ((أفلح أن صدق)) وفي رواية ((دخل الجنة أن صدق)).
فهل يدخل الجنة غير الأولياء؟
في الجعبة الكثير .. ولكني أؤثر الانتظار .
في انتظار تعليق أخي الكريم .
وللمزيد يمكن مراجعة كتاب أولياء الله بين المفهوم الصوفي والمنهج السني السلفي للشيخ / عبد الرحمن الدمشقية .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir