العولمة والآخر..أسرار ..خلف الستار..

[إسراء عبد السلام]

بسم الله الرحمن الرحيم.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أود أن أعرض بعض ما قدمت يداي..من تقرير بعنوان:
العولمة والآخر..أسرار...خلف الستار..


الإسم:
إسراء عبد السلام .



تاريخ النشر:
2-7-2009

[إسراء عبد السلام]

الإهداء..





إلى من تعلق قلبه بالله الودود الرحمن..



وحبيبة محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين ...



إلى من يمض في حياته يسعى لإرضاء الله تعالى..



ونصرة الإسلام..وعزة الأمة..





اللهم أعز الإسلام والمسلمين..



واجعل قلوبنا معلقة بحبك وحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...

[إسراء عبد السلام]

تمهيد..للسر العميق..



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الخلق والمرسلين حبيب الله والمؤمنين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

أما بعد:
خلق الله تعالى للإنسان عقلا ،وأمره أن يربيه وفق ما يرضاه سبحانه،ويبعده عن كل ما يلوثه من شوائب،حتى يحقق رضى الله تعالى في تحقيق الخلافة في الأرض، ونيل السعادة في الدارين ،فكثير من البشر ،من أدرك قيمة العقل ، وعلم أن باتباع نهج الإسلام هو الهدى الأكيد والطريق المستنير، ونشأ على ذلك .
لكن هناك لم يرب هذه النعمة العظيمة إلى الخير والمنفعة، والى كيفية التعامل مع الأفكار التي تأتي من الخارج ، إما لعدم اليقين التام ورسوخ العقيدة الإسلامية في أعماقه،وإما لجهلة في خطورة ما يأتيه من هذا الكائن الغريب الخبيث..

ومن هذه الأفكار التي دخلت إلى عقول الآخر : العولمة وهو تيار يظهر بثوب لطيف وأنيق ، لكنه يخفي خلف ستاره أسرار،يدركها المتأمل المؤمن الذي يتعلق بخالق الأكوان فيبتعد عما يغضبه ويقترب إلى كل ما يحبه.
لذلك سأبين فيما بعد عن العولمة والآخر،لرغبتي في معرفة هذا التيار الذي ولد ونشأ ،والذي لمست آثاره بين جدران المجتمع المسلم،ولشعوري بهزيمة الآخر ويأسه أمام ذاته أولا وأمام مجتمعة ،وعدم الرضى عنهما، بالرغم من وجود ما يعزه ويحقق وجوده بعدل وحكمة.وهو الإسلام.

وكتبت في هذا التقرير مايلي:
العولمة:
*اسمها..مفتاح فكرها..:وفيه سأبين معناها اللغوي والمعنوي.
*تاريخ الوجود..ماض أثرة على ملامحها.:وفيه بينت نشأة العولمة ومراحل تطورها.
*طريقها..فكر رسمته بأيديها.:كيف تفكر العولمة وعولمة فكر الآخر..
*هدفها وهي تمض في الطريق..أهداف العولمة الثقافية.
*الإسلام في طريق العولمة..شوك أم ورود..؟نظرة العولمة إلى الإسلام.
*اثر العولمة..بصمة وجدت بين ثنايا النفس..:وفيه بينت آثار العولمة على الفكر.
*كيف وصلت إلى الآخر..:الوسائل التي وصلت العولمة.
*اتجاهات الآخر نحو العولمة:وفية اتجاهات ونظرة الآخر نحو العولمة.



وأسال الله أن يسهل لنا طريق العلم والإيمان.

[إسراء عبد السلام]

العولمة..



*اسمها..مفتاح فكرها..


للعولمة معنيان :
*المعنى اللغوي:
هي كلمة ليست مشتقة من أصول اللغة العربية،وإنما ترجمة لكلمة فرنسية وإنجليزية الأصل. وهي نسبة إلى العالم بفتح العين، وهي تدل على تحويل الشيء إلى وضعية أخرى.أي وضع الشيء على مستوى العالم،وجعل المحلي عالمي.(1) ولها مرادف آخر وهو العالمية. (2)

*المعنى المعنوي:
يقصد بها أن تجعل الإنسان من جميع فئاته متصل يبعضه البعض ،في كل جوانب الحياة ،الثقافية والاقتصادية،والسياسية،والتقنية،والبيئية،فلا يفصل بين الانسانيه دين الذي هو عنوان هوية الإنسان وأساس تميزه بالرقي . (3)













__________________________________________________ _____________
(1)العولمة ومستقبل العالم الإسلامي_فتحي يكن_ص22_الطبعة الأولى_مؤسسة الرسالة.\بحث د.صالح الرقب_الجامعة الإسلامية.
(2)مذاهب فكرية معاصرة_محمد قطب_ص589_ الطبعة الثامنة_دار الشروق
(3)العولمة ومستقبل العالم الإسلامي_ص24.

[إسراء عبد السلام]

*تاريخ الوجود..ماض أثره على ملامحها..


بعض الباحثين عن أثر الوجود وجدو أن العولمة لها تاريخ وماض عريق..والبعض الآخر قال أنها ليست بعيدة كثيرا وإنما حديثة الوجود.
لذلك فقد مرّت العولمة بمراحل عديدة من الولادة حتى النضج والازدهار: (1)


*ولدت العولمة في أوروبا منذ القرن الخامس عشر زمن النهضة الأوروبية الحديثة ،وفي هذه الفترة من ولادتها شهدت التقدم العلمي في مجال الاتصال والتجارة،ونمو المجتمعات القومية وإضعاف القيود التي كانت سائدة في العصور الوسطى،وأيضا عمّقت الأفكار الخاصة بالفرد والإنسانية.


*وفي منتصف القرن الثامن عشر في عام (1870 )وما بعده ،بدأت العولمة بالنشوء شيئا فشيء،حيث حدث تحول حاد في فكرة الدولة المتجانسة الموحدة،وأخذت تتبلور المفاهيم الخاصة الدولية،وبالإفراد باعتبارهم مواطنين لهم أوضاع مقننة في الدولة،ونشاء مفهوم أكثر تحديدا للإنسانية كما زادت إلى حد كبير الاتفاقات الدولية ونشأت المؤسسات المتعلقة بتنظيم العلاقات والاتصالات بين الدول،وبدأت مشكلة قبول المجتمعات غير الأوروبية.


*في القرن العشرين بدأت صياغة دولية للأفكار الخاصة بالإنسانية ومحاولة تطبيقها،وحدث تتطور هائل في الاتصال،وانتشرت المنافسات بين الألعاب الاولمبية وجوائز نوبل وبعد ذلك ظهرت الحرب العلمية الأولى ونشوء عصبة الأمم.


*بدأت العولمة الصراع في الحياة وما تسمى بمرحلة المراهقة وهي في منتصف الستينات وبدأت فيها الخلافات والحروب الفكرية حول مفاهيم العولمة،ونشأت صراعات حول مفهوم الحياة وأشكالها المختلفة ،وتم التركيز على الموضوعات الإنسانية بحكم حوادث الهولوكوست،وإلقاء القنبلة الذرية على اليابان،وبروز دور الأمم المتحدة.(2)





____________________________________________
(1)بحث د.صالح الرقب _ص12.\ العولمة ومستقبل العالم الإسلامي_ص30-31
.(2)الانترنت.

[إسراء عبد السلام]

*استمرت العولمة ووصلت إلى مرحلة النضوج التي بدأت منذ الستينات وهي مستمرة حتى يومنا هذا حيث تم دمج العالم الثالث في المجتمع العالمي وتصاعد الوعي الكوني،واستطاع الإنسان بلوغ القمر،. وامتد النظام الرأسمالي العلماني المادي النفعي،وقد برزت ،نتيجة أحداث سياسية واقتصادية ظهور الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية عام 1961،ثم سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1990.وبعد ذلك ساعد ذلك على سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على البروز في العالم وظهور قوته السياسية والاقتصادية والعسكرية.(1)

وأخيرا مرحلة الشيخوخة لم تظهر على ملامحها حتى الآن، فتجاعيد الشيخوخة أيضا خلف الستار.لكنها ستظهر..وتزول بإذن الله.

























_____________________________________________
(1) العولمة ومستقبل العالم الإسلامي_ص31\ د.صالح الرقب.ص13.\ما العولمة_حسن حنفي_ ص11الطبعة الأولى_دار الفكر.

[إسراء عبد السلام]

*طريقها...هدف رسمته بأيديها..

العولمة تمض في الحياة..وهي تخطط لكل خطوة تمضيها..لتحقيق ما رسمته من أهداف ،
العولمة في مضمونها العقلي شاملة لجميع جوانب الحياة، ففي طريقها الفكري تعني الانفتاح على الآخر وعدم الانغلاق على الذات ورفض التعصب الفكري الذي يدعو لإلغاء الآخر ،لا لشيء سوى انه مغاير لفكرها.وفي الطريق السياسي هي شيوع تطبيق القانون على المجتمع ومراعاة الحقوق الإنسانية.و طريقها الثقافي تشمل الانفتاح التجاري وإلغاء القيود التجارية وتوفير فرص للتبادل التجاري الواسع محكوما بقواعد السوق. (1)

*عولمة فكر الآخر....

لذلك فأن العولمة كان الهدف الأعمق لها هو الوصول إلى فكر الآخر ،وتغيير ثقافتة إلى ما تهدف له،
*فما معنى الثقافة؟
الثقافة:هي مجموعة من الأشكال والمظاهر لمجتمع معين، تشمل عادات،ممارسات،قواعد
العيش،والوجود،من ملابس،طقوس وقواعد السلوك والمعتقدات.أي أن الثقافة هي المعلومات
والمهارات التي يملكها المجتمع.(2)
وإذا صافحت العولمة الثقافة ،يصبح لها مدلول آخر وهو العولمة الثقافية.
فالعولمة الثقافية هي صياغة أفكار الآخر ،من مفاهيم وقيم واعتقاد وسلوكيات مبنية على أسس وأنماط غربية يسهل تقبلها على المستوى الفكري الثقافي .(3).



؛






_____________________________________________
(1)ما العولمة_ًص18
(2)الانترنت\حديث النهايات فتوحات العولمة ومآزق الهوية_علي حرب_الطبعة الأولى_المركز الثقافي العربي.
(3)الثقافة ومستقبل العالم الإسلامي_ص24\.حديث النهايات_ ص25

[إسراء عبد السلام]

ومن بيان مفهوم العولمة الثقافية يظهر هدفها..
فالعولمة الثقافية لها هدف ثقافي، وهو سيطرة قيم وعادات وثقافات العالم على بقية دول العالم وخاصة النامي منها وإذابة خصائصها،فهي تتجاوز الحدود التي أقامتها الشعوب لتحمي كيان وجودها وما له من خصائص تاريخية وقومية وسياسية ودينية،ولتحمي ثرواتها الطبيعية والبشرية وتراثها الفكري والثقافي،حتى تضمن لنفسها البقاء والاستمرار والقدرة على التنمية والاستمرار ومن ثم الحصول على دور مؤثر في المجتمع.فالعولمة الثقافية تقوم على تسييد الثقافة الرأسمالية عن طريق فرض مفهوم نهاية التاريخ لتصبح الثقافة العليا.فهي تريد أن توحد الكرة الأرضية تحت قيادتها. (1)





















_____________________________________
(1)د.صالح الرقب.ص26+27.