الياس الجزائري
2009-07-07, 03:49 PM
بقلم الاخ أكرم حسن مرسي المحامي
هكذا زعموا ، وفهموا أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرأةَ كالحمارِ ، والكلبِ الأسود ، واستدلوا على ذلك بما جاء في صحيح مسلم كِتَاب( الصَّلَاةِ) بَاب (قَدْرِ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّي) برقم 790 و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ".
وفي مسند أحمد مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّرضي الله عنهبرقم 20360 حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَآخِرَةِ الرَّحْلِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " قُلْتُ : مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنْ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ ابْنَ أَخِي:" سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ:" الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ ".
الرد على الشبهة
أولاً: إن هذا الحديثَ ليس فيه أن المرأةَ كالحمارِ ، والكلب الأسودِ ، وهذا التشبيه ليس في الحديثِ أصلاً ، هذا وإن دل فإنه يدلُ على كراهيتهم لهذا النبي الكريم ، وتصيد الأخطاء له صلى الله عليه وسلم من خيالهم المريض.
إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ردت على هذا الفهمِ الخاطئ ؛ حينما أنكرت على السائل بقولها : " شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ...."!! نجد ذلك في صحيحِ البخاري بَاب( مَنْ قَالَ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ) برقم 484 عَنْ عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ :شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ.
إذًا ليس في الحديثِ تشبيه المرأة بالحمار، أو الكلب الأسود... بل إن ما جاء في الحديثِ ذكر حكمٍ شرعي مفاده أن المرأةَ حينما تمر بين يدي المصلي تقطع صلاتَه ، وكذلك الحمار والكلب الأسود ، كما أن قطع الصلاة المذكور ليس قطع بطلان ، ولكن قطع نقصان ؛ أي: نقص خشوع ، ونقص أجر؛ بسببِ مرورِ شيء من الثلاثةِ أمام المصلي ، ثم بين الحديثُ نفسُه سبب قطع الكلب الأسود للصلاة فقال: " إنه شيطان". وبيّنت الأحاديثُ الأخرى سبب قطعِ المرأة للصلاة ؛ وهو افتتان المصلي بها ، واشتغاله بها عند مرورِها من أمامِه فقد تكون متعطرة أو متزينة .... بخلاف الرجل فإنه إذا مرَّ أمام الرجلِ لا يفتتن به ، وليس السبب أن المرأةَ مساوية للكلب ، والحمار كما فهم المعترضون بعقولهم المريضة .
وأما عن فهمِ الحديثِ الأخير الذي أتيتُ به وهو حديث عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: " شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَة... ".
الحديثُ يبيّنُ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، والمرأة أمامه ؛ إما لأنها زوجته فلا يخاف الافتتان بها ، وإما لأنها كانت في ظلامٍ كما يُفهم من بعض الروايات ، وإما لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أملكُ الناس لشهوته ، وعلى كل الاحتمالات فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما صلى وعائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أمامه لعدم افتتانه بها. وبالتالي فهي ليست كالحمار ، أو الكلب الأسود.
ثم إن العملَ بالحديثِ الذي معنا وهو قطع الصلاة بمرور المرأة ليست قضية اتفاق بين العلماء، بل بينهم خلاف كبير، فقد قال كثيرون بأن الحديث الأول منسوخ بحديث عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ، وهذا القول الأخير هو الذي أخذ به أكثر أهل العلم .
ثانيًا : إن هناك أحاديثَ عدة أخرى تثبتُ أن الرجلَ أيضًا يقطعُ الصلاة ؛ فهل معني ذلك أن الرجلَ كالحمارِ ، والكلبِ الأسود ؟؟!! هذا ردٌ على قولِهم: إن المرأة تقطع الصلاة كالحمار ، والكلب الأسود !!
أكتفي بذكر حديثين اثنين :
الأول : في صحيح البخاري برقم 3033 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَليُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " .
الثاني: في صحيحِ مسلم بَاب ( مَنْعِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي) برقم 782 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّرضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ".
ثالثًا :إن القارئ للكتابِ المقدس يجد فيه أن الإنسانَ مشبهٌ بالجحشِ !! والإنسان كلمة تطلق على الذكرِ والأثنى ؛ جاء في سفرِ أيوب إصحاح 11 عدد12 أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.
نلاحظ" وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ ". وبالتالي فإن أصحاب الشبهة ولدوا هكذا ، وهكذا فهمهم ..!!
ويجد أيضًا ما قاله كاتب سفر الجامعة في الإصحاح 3 عدد 18قُلْتُ فِي قَلْبِي: «مِنْ جِهَةِ أُمُورِ بَنِي الْبَشَرِ، إِنَّ اللهَ يَمْتَحِنُهُمْ لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُ كَمَا الْبَهِيمَةِ هكَذَا هُمْ». 19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ، وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هذَا كَمَوْتِ ذَاكَ، وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ، لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ، وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.
نلاحظ من النصِ أن الإنسانَ ليس له مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ ؛ فالإنسان كالبهيمةِ في الكتابِ المقدس !!
قلت في نفسي: سبحان ربي إذ يقول: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) (الإسراء70 ) .
ويجد أيضًا أن المرأةَ في الكتابِ المقدسِ كالكلبِ الأجرب يبتعد الناسُ عن لمسِه ؛ لأنه ينجسهم ، و ذلك في سفر الآويِّينإصحاح 15 عدد 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا، أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا، فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
منقول من موقع برهانكم للرد على النصارى
هكذا زعموا ، وفهموا أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرأةَ كالحمارِ ، والكلبِ الأسود ، واستدلوا على ذلك بما جاء في صحيح مسلم كِتَاب( الصَّلَاةِ) بَاب (قَدْرِ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّي) برقم 790 و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ".
وفي مسند أحمد مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّرضي الله عنهبرقم 20360 حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَآخِرَةِ الرَّحْلِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " قُلْتُ : مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنْ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ ابْنَ أَخِي:" سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ:" الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ ".
الرد على الشبهة
أولاً: إن هذا الحديثَ ليس فيه أن المرأةَ كالحمارِ ، والكلب الأسودِ ، وهذا التشبيه ليس في الحديثِ أصلاً ، هذا وإن دل فإنه يدلُ على كراهيتهم لهذا النبي الكريم ، وتصيد الأخطاء له صلى الله عليه وسلم من خيالهم المريض.
إن عائشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ردت على هذا الفهمِ الخاطئ ؛ حينما أنكرت على السائل بقولها : " شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ...."!! نجد ذلك في صحيحِ البخاري بَاب( مَنْ قَالَ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ) برقم 484 عَنْ عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ :شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ.
إذًا ليس في الحديثِ تشبيه المرأة بالحمار، أو الكلب الأسود... بل إن ما جاء في الحديثِ ذكر حكمٍ شرعي مفاده أن المرأةَ حينما تمر بين يدي المصلي تقطع صلاتَه ، وكذلك الحمار والكلب الأسود ، كما أن قطع الصلاة المذكور ليس قطع بطلان ، ولكن قطع نقصان ؛ أي: نقص خشوع ، ونقص أجر؛ بسببِ مرورِ شيء من الثلاثةِ أمام المصلي ، ثم بين الحديثُ نفسُه سبب قطع الكلب الأسود للصلاة فقال: " إنه شيطان". وبيّنت الأحاديثُ الأخرى سبب قطعِ المرأة للصلاة ؛ وهو افتتان المصلي بها ، واشتغاله بها عند مرورِها من أمامِه فقد تكون متعطرة أو متزينة .... بخلاف الرجل فإنه إذا مرَّ أمام الرجلِ لا يفتتن به ، وليس السبب أن المرأةَ مساوية للكلب ، والحمار كما فهم المعترضون بعقولهم المريضة .
وأما عن فهمِ الحديثِ الأخير الذي أتيتُ به وهو حديث عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: " شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَة... ".
الحديثُ يبيّنُ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، والمرأة أمامه ؛ إما لأنها زوجته فلا يخاف الافتتان بها ، وإما لأنها كانت في ظلامٍ كما يُفهم من بعض الروايات ، وإما لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أملكُ الناس لشهوته ، وعلى كل الاحتمالات فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما صلى وعائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أمامه لعدم افتتانه بها. وبالتالي فهي ليست كالحمار ، أو الكلب الأسود.
ثم إن العملَ بالحديثِ الذي معنا وهو قطع الصلاة بمرور المرأة ليست قضية اتفاق بين العلماء، بل بينهم خلاف كبير، فقد قال كثيرون بأن الحديث الأول منسوخ بحديث عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ، وهذا القول الأخير هو الذي أخذ به أكثر أهل العلم .
ثانيًا : إن هناك أحاديثَ عدة أخرى تثبتُ أن الرجلَ أيضًا يقطعُ الصلاة ؛ فهل معني ذلك أن الرجلَ كالحمارِ ، والكلبِ الأسود ؟؟!! هذا ردٌ على قولِهم: إن المرأة تقطع الصلاة كالحمار ، والكلب الأسود !!
أكتفي بذكر حديثين اثنين :
الأول : في صحيح البخاري برقم 3033 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَليُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " .
الثاني: في صحيحِ مسلم بَاب ( مَنْعِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي) برقم 782 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّرضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ".
ثالثًا :إن القارئ للكتابِ المقدس يجد فيه أن الإنسانَ مشبهٌ بالجحشِ !! والإنسان كلمة تطلق على الذكرِ والأثنى ؛ جاء في سفرِ أيوب إصحاح 11 عدد12 أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.
نلاحظ" وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ ". وبالتالي فإن أصحاب الشبهة ولدوا هكذا ، وهكذا فهمهم ..!!
ويجد أيضًا ما قاله كاتب سفر الجامعة في الإصحاح 3 عدد 18قُلْتُ فِي قَلْبِي: «مِنْ جِهَةِ أُمُورِ بَنِي الْبَشَرِ، إِنَّ اللهَ يَمْتَحِنُهُمْ لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُ كَمَا الْبَهِيمَةِ هكَذَا هُمْ». 19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ، وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هذَا كَمَوْتِ ذَاكَ، وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ، لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ، وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.
نلاحظ من النصِ أن الإنسانَ ليس له مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ ؛ فالإنسان كالبهيمةِ في الكتابِ المقدس !!
قلت في نفسي: سبحان ربي إذ يقول: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) (الإسراء70 ) .
ويجد أيضًا أن المرأةَ في الكتابِ المقدسِ كالكلبِ الأجرب يبتعد الناسُ عن لمسِه ؛ لأنه ينجسهم ، و ذلك في سفر الآويِّينإصحاح 15 عدد 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا، أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا، فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
منقول من موقع برهانكم للرد على النصارى