ركن الدين
2009-07-22, 10:53 PM
التدليس وأنواعه
التدليس لغةً هو كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء. والتدليس عند علماء الحديث هو أن لا يسمِّي الراوي من حدَّثه، أو أن يوهِم أنه سمع الحديث ممن لم يسمعه منه. وقد اشتُقّ من الدَّلَس، وهو اختلاط الظلام بالنور,وينقسم التدليس في اصطلاح المحدثين إلى ثلاثة أقسام: (أ) تدليس الإسناد، و(ب) تدليس الشيوخ، و(ج) تدليس التسوية ،(د) تدليس المتن .
.
أ - تدليس الإسناد: تدليس الإسناد هو أول أنواع التدليس، وهو أن يُسقِط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه إلى من يليه بلفظٍ لا يقتضي الاتّصال، كقوله عن فلان أو قال فلان. أو أن يروي عمَّن لقيه وسمع منه مالم يسمع، ولا يذكر ذلك.
قال البزَّاز : إن كان يدلس عن الثقات فتدليسه مقبول عند أهل العلم.
أما شُعبة وأكثر العلماء فقد بالغوا في ذمِّه. فروى الشافعي عن شُعبة قال: التدليس أخو الكذب. وقال: لَأَنْ أزني أحبُّ إليَّ من أن أُدلس.
وكان الشافعي يردُّ مطلقاً من عُرف عنه التدليس في الإسناد ولو مرة واحدة. ولكن أكثر العلماء اتفقوا على أن الراوي الذي نُسب إليه التدليس، يُقبل من روايته ما صرح فيه بلفظ السماع، ويرد ما كانت عبارته محتملة مبهمة,
ب - تدليس الشيوخ: وهو أن يصرّح الراوي باسم المروي عنه باسمٍ أو كنية لم يُعرف بها لضعفه، كقول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء: حدَّثنا عبد الله بن أبي عبد الله يريد به عبد الله بن أبي داود السّجِستاني، وفي هذا تضييع للمروي عنه.
ويرى ابن الصلاح أن الخطيب البغدادي كان لهجاً بهذا القسم في مصنفاته, وينقل عنه بعض الأمثلة في ذلك منها أن الخطيب البغدادي كان يروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري، وعن عبيد الله بن أبي الفتح القاسمي، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، والجميع شخص واحد من مشايخه.
ومن أمثلة من كانوا يدلسون من الشيوخ: مجاهد ، ومحمد بن إسحاق ، وقتادة
ج - تدليس التسوية: وهو أن يروي المُحَدِّث حديثاً عن ثقة، (أي عن راوٍ موثوق به) عن ضعيف، عن ثقة. فيُسقِط المُدلس الضعيف الذي في السند لأنه يراه ثقة في اغلب الاحوال فيجعل الحديث عن ثقة عن ثقة او يقول خدثني الثقة، فيستوي بذلك الإسناد، كله ثقات.
وهذا النوع هو أشرّ أقسام التدليس، لأن الثقة الأول لا يكون معروفاً بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك (بعد التسوية) قد رواه عن ثقةٍ آخَر، فيحكم للحديث بالصحة.
وكان بعض المدلسين من أئمة الحديث يجدون في التدليس متعة نفسية، فلا تحلو لهم الدعابة إلا بهذا الضرب من الرواية المبهمة يخوضون فيه متساهلين، ثم يندمون ويتوبون.
(د) تدليس المتن : تدليس المتن:وهو أن يدخل الراوي للحديث شيئاً من كلامه في
الحديث،في أوله،أو وسطه،أو آخره،وبوجه يوهم أنه من جملة
الحديث الذي رواه،ويسمى تدليس المتون.
وقد غلب عليه تسميته بالمدرج،وهو في المدرج أقرب من هنا.
وفاعل هذا عمداً مجروح العدالة،مرتكب المحرم،وذلك لما فيه من
الغش.
ملاحظة: الأصل في المسلم العدالة مالم يتبين ما يناقض ذلك وايضا بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمعون من بعضهم احاديث عن الرسول ثم يروونها ويطلقون فيها لفظ السماع كقولهم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على ان الكلام المروي عن صحابي عن الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه مروي عن الرسول مباشرة لأن الصحابة كلهم عدول فلا نستطيع ان نقول هذا تدليس .
اكتفي بهذا القدر ولي عودة ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التدليس لغةً هو كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء. والتدليس عند علماء الحديث هو أن لا يسمِّي الراوي من حدَّثه، أو أن يوهِم أنه سمع الحديث ممن لم يسمعه منه. وقد اشتُقّ من الدَّلَس، وهو اختلاط الظلام بالنور,وينقسم التدليس في اصطلاح المحدثين إلى ثلاثة أقسام: (أ) تدليس الإسناد، و(ب) تدليس الشيوخ، و(ج) تدليس التسوية ،(د) تدليس المتن .
.
أ - تدليس الإسناد: تدليس الإسناد هو أول أنواع التدليس، وهو أن يُسقِط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه إلى من يليه بلفظٍ لا يقتضي الاتّصال، كقوله عن فلان أو قال فلان. أو أن يروي عمَّن لقيه وسمع منه مالم يسمع، ولا يذكر ذلك.
قال البزَّاز : إن كان يدلس عن الثقات فتدليسه مقبول عند أهل العلم.
أما شُعبة وأكثر العلماء فقد بالغوا في ذمِّه. فروى الشافعي عن شُعبة قال: التدليس أخو الكذب. وقال: لَأَنْ أزني أحبُّ إليَّ من أن أُدلس.
وكان الشافعي يردُّ مطلقاً من عُرف عنه التدليس في الإسناد ولو مرة واحدة. ولكن أكثر العلماء اتفقوا على أن الراوي الذي نُسب إليه التدليس، يُقبل من روايته ما صرح فيه بلفظ السماع، ويرد ما كانت عبارته محتملة مبهمة,
ب - تدليس الشيوخ: وهو أن يصرّح الراوي باسم المروي عنه باسمٍ أو كنية لم يُعرف بها لضعفه، كقول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء: حدَّثنا عبد الله بن أبي عبد الله يريد به عبد الله بن أبي داود السّجِستاني، وفي هذا تضييع للمروي عنه.
ويرى ابن الصلاح أن الخطيب البغدادي كان لهجاً بهذا القسم في مصنفاته, وينقل عنه بعض الأمثلة في ذلك منها أن الخطيب البغدادي كان يروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري، وعن عبيد الله بن أبي الفتح القاسمي، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، والجميع شخص واحد من مشايخه.
ومن أمثلة من كانوا يدلسون من الشيوخ: مجاهد ، ومحمد بن إسحاق ، وقتادة
ج - تدليس التسوية: وهو أن يروي المُحَدِّث حديثاً عن ثقة، (أي عن راوٍ موثوق به) عن ضعيف، عن ثقة. فيُسقِط المُدلس الضعيف الذي في السند لأنه يراه ثقة في اغلب الاحوال فيجعل الحديث عن ثقة عن ثقة او يقول خدثني الثقة، فيستوي بذلك الإسناد، كله ثقات.
وهذا النوع هو أشرّ أقسام التدليس، لأن الثقة الأول لا يكون معروفاً بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك (بعد التسوية) قد رواه عن ثقةٍ آخَر، فيحكم للحديث بالصحة.
وكان بعض المدلسين من أئمة الحديث يجدون في التدليس متعة نفسية، فلا تحلو لهم الدعابة إلا بهذا الضرب من الرواية المبهمة يخوضون فيه متساهلين، ثم يندمون ويتوبون.
(د) تدليس المتن : تدليس المتن:وهو أن يدخل الراوي للحديث شيئاً من كلامه في
الحديث،في أوله،أو وسطه،أو آخره،وبوجه يوهم أنه من جملة
الحديث الذي رواه،ويسمى تدليس المتون.
وقد غلب عليه تسميته بالمدرج،وهو في المدرج أقرب من هنا.
وفاعل هذا عمداً مجروح العدالة،مرتكب المحرم،وذلك لما فيه من
الغش.
ملاحظة: الأصل في المسلم العدالة مالم يتبين ما يناقض ذلك وايضا بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمعون من بعضهم احاديث عن الرسول ثم يروونها ويطلقون فيها لفظ السماع كقولهم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على ان الكلام المروي عن صحابي عن الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه مروي عن الرسول مباشرة لأن الصحابة كلهم عدول فلا نستطيع ان نقول هذا تدليس .
اكتفي بهذا القدر ولي عودة ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته