ذو الفقار
2009-08-03, 06:46 PM
قال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما حدثنا ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري :
بطيبة رسم للرسول ومعهد = منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحى الآيات من دار حرمة = بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالم = وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها = من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها = أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده = و قبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت = عيون ومثلاها من الجفن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى = لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد = فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره = ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها = على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت = بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا = عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين = عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة = عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم = وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه = ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك = رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم = وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به = وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا = معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفوا عن الزلات يقبل عذرهم = وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله = فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم = دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى = حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه = إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا = إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا = يبكيه حتى المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها = لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها = فقيد يبكينه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده = خلاء له فيه مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت = ديار وعرصات وربع ومولد
فبكى رسول الله يا عين عبرة = ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وما لك لا تبكين ذا النعمة التي = على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي = لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد = و لا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة = و أقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد = إذ ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى = وأكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا = دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا = وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه = على أكرم الخيرات رب ممجد
تناهت وصاة المسلمين بكفه = فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقى لقولي عائب = من الناس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه = لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره = وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
بطيبة رسم للرسول ومعهد = منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحى الآيات من دار حرمة = بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالم = وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها = من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها = أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده = و قبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت = عيون ومثلاها من الجفن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى = لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد = فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره = ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها = على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت = بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا = عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين = عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة = عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم = وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه = ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك = رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم = وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به = وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا = معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفوا عن الزلات يقبل عذرهم = وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله = فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم = دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى = حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه = إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا = إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا = يبكيه حتى المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها = لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها = فقيد يبكينه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده = خلاء له فيه مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت = ديار وعرصات وربع ومولد
فبكى رسول الله يا عين عبرة = ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وما لك لا تبكين ذا النعمة التي = على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي = لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد = و لا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة = و أقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد = إذ ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى = وأكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا = دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا = وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه = على أكرم الخيرات رب ممجد
تناهت وصاة المسلمين بكفه = فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقى لقولي عائب = من الناس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه = لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره = وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد