سيف الحتف
2009-08-10, 12:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
رد شبهة : قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لأبـي بن خـلف
( رداً على مراحيـض النصارى )
تحت عنوان خبيث يسوق صاحب الشبهة موضوعه , لتشويه صورة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم , ويتحدى المسلمين زاعماً عدم وجود من يجرأ على الإجابة , وأقول لك إن المسلمين بلا إستثناء قادرون على رد شبهتك وبأسهل الأساليب يا نصراني .
يعترض النصراني على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لعدو الله أبي بن خلف ويستنكر فكيف يقتل نبي مرسل من عند الله إنساناً !!
وللرد على هذا المعتوه أقول :
أولاً : لنتعرف على شخصية عدو الله أبي بن خلف قبلاً ثم نرى هل يستحق القتل أم لا .
قال ابن إسحاق : وكان أبي بن خلف ، كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله .
ماذا يقول هذا الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
يقول للنبي ((يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه ))
عنده فرساً يعلفها من أجل قتل النبي صلى الله عليه وسلم من عليها !! أليس هذا تهديداً من هذا الكـافر للرسول صلى الله عليه وسلم بالقتل ؟؟! ماذا سيكون رد فعل النبي , هل يفتح له ذراعيه ويقول له تعال فأقتلني أم يُدافع عن نفسه ؟
قال المصطفى صلوات رب وسلامه عليه ((بل أنا أقتلك إن شاء الله . ))
هل أتى النبي من دون سبب وقال لأبي " أنا أقتلك " أم أن هذا في محمل الدفاع عن النفس ؟ أتستنكفون على الرسول نصارى أن يدافع عن نفسه !!
ورغم عن أنوفكم إلا أن هناك معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , إذا قد تنبأ بقتل هذا الشخص وليس موته طبيعياً , وأن يكون صلى الله عليه وسلم قاتله وأن لايقتله سواه , فضلاً عن أن يعيش إلى يوم مقتله على يد رسول الله , فإن كان النبي مدعياً لمات أبي ولم يُقتل أو قتله أحداً غير رسول الله أو هرب - مثلاً – ليكذّب الرسول صلى الله عليه وسلم .
لكن لا هذا ولا ذاك حدث بل حدث ما تنبأ به المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ...أوليس ذلك دليلاً على أنه نبي مرسل من عند الله ؟؟؟
ثانياً : لنرى شدة معاداة أبي بن خلف – لعنه الله – ومحاربته الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولرسالته الطاهرة .
أسباب نزول الآية رقم (27 ) من سورة ( الفرقان ) :
قال ابن عباس - في رواية عطاء الخراساني: كان أُبيُّ بن خَلَف يَحْضُر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به، فزجره عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْط عن ذلك، فنزلت هذه الآية.
وقال الشعبي: وكان عُقْبَةُ خليلاً لأمية بن خلف، فأسلم عقبة فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً. وكفر وارتد لرضا أمية، فأنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالى هذه الآية.
وقال آخرون: إن أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط كانا متحالفين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قُرِّب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه. وكان أبي بن خلف غائباً، فلما أخبر بقصته قال: صبأت يا عقبة؟ فقال: و الله ما صَبَأْت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فتشهدت [له] وطعم. فقال أبي: ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه، ففعل ذلك عُقْبَةُ فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا عَلَوْتُ رأسَكَ بالسيف. فقتل عقبة يوم بدر صبراً. وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد في المبارزة، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية..
أرأيتم كم القيح والكره الذي يحمله هذا الملعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعقبة :
((فتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه )) يبصق في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويطأ عنق أشرف المرسلين !!! ما هذا الكره والحقد الصراح !!!
ونأتي للجزئية الأخيرة وهي ((وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد في المبارزة ))
إذا تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم , وقتل أبي بن خلف لا غدراً بل مبارزة , كما يقاتل الرجل الرجل , وجهاً لوجه , رغم أنّي – من وجهة نظري – لا أعتبر أبي بن خلف من الرجال أو حتى من أشباه الرجال ..فهو بعيد جداً عن هذا المسمى .
ثالثاً : هل هذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلاً ؟؟؟
يجب علينا أن نعرف شيئاً هاماً وهو أن القتل " نسبي " ومعنى نسبي أن معناه – أي القتل – يتغير بتغير الموقف فمثلاً
عندما يقتل لصاً شخصاً بريئاً لا ذنب له , فهذا يُسمى قتلاً وهو أبشع أنواع الجرائم , لكن عندما يأتي لصاً ويحاول سرقة بيت شخص ما ويُدافع صاحب البيت عن بيته وأسرته من ذلك اللص , فيقوم اللص بمحاولة قتل صاحب البيت ولكن صاحب البيت يدافع عن نفسه ويقتل اللص , فهل نسمي صاحب البيت قاتلاً ؟؟ وهل نسمى هذا جريمة ؟؟ أم هو قمة البطولة ؟؟ وإن مات هذا الشخص - صاحب البيت - لمات شهيداً ..هذا ما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , لقد هدد هذا الملعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ((يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه )) فكان رد الفعل الصحيح هو دفاع الرسول عن نفسه فقتله يوم أحد ..فهل نسميه قاتلاً أم نسمي هذا الموقف جريمة ؟
سؤالي للمنصفين فقط !
رابعاً : هل هذا يدل على أن الرسول يتمتع بقتل المشركين لرغبة القتل عنده ؟؟
لا والله وإنه لقول كاذب بما هو إلا { رَحۡمَةً لِّلۡعَالَمِينَ } لكن نرجع لقول الله عز وجل في القرآن الكريم فهو القول الفضل في هذا الموضوع .
يقول الله عزّ وجل
{ إِنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسۡعَوۡنَ فِى الأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا۟ أَوۡ يُصَلَّبُوا۟ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلافٍ أَوۡ يُنفَوۡا۟ مِنَ الأَرۡضِ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡىٌ فِى الدُّنۡيَا وَلَهُمۡ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
سورة المائدة رقم الآية 33
هل رأيت عزيزي القارئ عقاب من حارب الرسول صلى الله عليه وسلم , فالرسول هو المبلغ الوحيد عن رسالة رب العالمين , فيجب علينا أن نجله ونوقره لا أن نحاربه ؛ لذلك وضع الله هذا العقاب الرادع لزجر من يفعل ذلك , وبيّن أن عقابه شديد في الدنيا والآخرة .
إذاً قتل أبي بن خلف كان تطبيقاً للحدود , بقتل من يعتدي على الرسول ويسعى في الأرض فساداً بإضلال الناس وصدهم عن دين الحق !
خامساً : لنرى ما حدث قبل أن يُقتل أبي بن خلف
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال لا يلتفت وراءه فكان يقول لأصحابه إني أخشى أن يأتي أبي بن خلف من خلفي ، فإذا رأيتموه فآذنوني به
فإذا بأبي يركض على فرسه وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفه فجعل يصيح بأعلى صوته يا محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله ما كنت صانعا حين يغشاك فقد جاءك ، وإن شئت عطف عليه بعضنا . فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا أبي فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير فتطايرنا عنه تطاير الشعارير ولم يكن أحد يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد الجد .
ثم أخذ الحربة فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحربة في عنقه وهو على فرسه فجعل يخور كما يخور الثور .
أرأيتم !! النبي يُدافع عن نفسه , أبي بن خلف مُصِر على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل همه الشاغل قتله صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قوله الملعون ((يا محمد لا نجوت إن نجوت )) بمعنى لا نجاة لىّ إلا بموتك يا محمد !
فهل سيفتح الرسول صلى الله عليه وسلم زراعيه وهو مبتسم ويقول لأبي بن خلف تعال أقتلني ..أم سيدافع عن نفسه ويقتله !
هل رأيتم أن شبهتكم إنقلبت عليكم يا نصارى !
لقد أثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل أبي بن خلف إلا دفاعاً عن نفسه لا من أجل القتل كما تدعون يا عباد الصليب .
اللهم صلِ على محمد في الأولين وصلِ عليه في الآخرين وصلِ عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
رد شبهة : قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لأبـي بن خـلف
( رداً على مراحيـض النصارى )
تحت عنوان خبيث يسوق صاحب الشبهة موضوعه , لتشويه صورة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم , ويتحدى المسلمين زاعماً عدم وجود من يجرأ على الإجابة , وأقول لك إن المسلمين بلا إستثناء قادرون على رد شبهتك وبأسهل الأساليب يا نصراني .
يعترض النصراني على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لعدو الله أبي بن خلف ويستنكر فكيف يقتل نبي مرسل من عند الله إنساناً !!
وللرد على هذا المعتوه أقول :
أولاً : لنتعرف على شخصية عدو الله أبي بن خلف قبلاً ثم نرى هل يستحق القتل أم لا .
قال ابن إسحاق : وكان أبي بن خلف ، كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله .
ماذا يقول هذا الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
يقول للنبي ((يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه ))
عنده فرساً يعلفها من أجل قتل النبي صلى الله عليه وسلم من عليها !! أليس هذا تهديداً من هذا الكـافر للرسول صلى الله عليه وسلم بالقتل ؟؟! ماذا سيكون رد فعل النبي , هل يفتح له ذراعيه ويقول له تعال فأقتلني أم يُدافع عن نفسه ؟
قال المصطفى صلوات رب وسلامه عليه ((بل أنا أقتلك إن شاء الله . ))
هل أتى النبي من دون سبب وقال لأبي " أنا أقتلك " أم أن هذا في محمل الدفاع عن النفس ؟ أتستنكفون على الرسول نصارى أن يدافع عن نفسه !!
ورغم عن أنوفكم إلا أن هناك معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , إذا قد تنبأ بقتل هذا الشخص وليس موته طبيعياً , وأن يكون صلى الله عليه وسلم قاتله وأن لايقتله سواه , فضلاً عن أن يعيش إلى يوم مقتله على يد رسول الله , فإن كان النبي مدعياً لمات أبي ولم يُقتل أو قتله أحداً غير رسول الله أو هرب - مثلاً – ليكذّب الرسول صلى الله عليه وسلم .
لكن لا هذا ولا ذاك حدث بل حدث ما تنبأ به المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ...أوليس ذلك دليلاً على أنه نبي مرسل من عند الله ؟؟؟
ثانياً : لنرى شدة معاداة أبي بن خلف – لعنه الله – ومحاربته الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولرسالته الطاهرة .
أسباب نزول الآية رقم (27 ) من سورة ( الفرقان ) :
قال ابن عباس - في رواية عطاء الخراساني: كان أُبيُّ بن خَلَف يَحْضُر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به، فزجره عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْط عن ذلك، فنزلت هذه الآية.
وقال الشعبي: وكان عُقْبَةُ خليلاً لأمية بن خلف، فأسلم عقبة فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً. وكفر وارتد لرضا أمية، فأنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالى هذه الآية.
وقال آخرون: إن أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط كانا متحالفين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قُرِّب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه. وكان أبي بن خلف غائباً، فلما أخبر بقصته قال: صبأت يا عقبة؟ فقال: و الله ما صَبَأْت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فتشهدت [له] وطعم. فقال أبي: ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه، ففعل ذلك عُقْبَةُ فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا عَلَوْتُ رأسَكَ بالسيف. فقتل عقبة يوم بدر صبراً. وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد في المبارزة، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية..
أرأيتم كم القيح والكره الذي يحمله هذا الملعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعقبة :
((فتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه )) يبصق في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويطأ عنق أشرف المرسلين !!! ما هذا الكره والحقد الصراح !!!
ونأتي للجزئية الأخيرة وهي ((وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد في المبارزة ))
إذا تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم , وقتل أبي بن خلف لا غدراً بل مبارزة , كما يقاتل الرجل الرجل , وجهاً لوجه , رغم أنّي – من وجهة نظري – لا أعتبر أبي بن خلف من الرجال أو حتى من أشباه الرجال ..فهو بعيد جداً عن هذا المسمى .
ثالثاً : هل هذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلاً ؟؟؟
يجب علينا أن نعرف شيئاً هاماً وهو أن القتل " نسبي " ومعنى نسبي أن معناه – أي القتل – يتغير بتغير الموقف فمثلاً
عندما يقتل لصاً شخصاً بريئاً لا ذنب له , فهذا يُسمى قتلاً وهو أبشع أنواع الجرائم , لكن عندما يأتي لصاً ويحاول سرقة بيت شخص ما ويُدافع صاحب البيت عن بيته وأسرته من ذلك اللص , فيقوم اللص بمحاولة قتل صاحب البيت ولكن صاحب البيت يدافع عن نفسه ويقتل اللص , فهل نسمي صاحب البيت قاتلاً ؟؟ وهل نسمى هذا جريمة ؟؟ أم هو قمة البطولة ؟؟ وإن مات هذا الشخص - صاحب البيت - لمات شهيداً ..هذا ما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , لقد هدد هذا الملعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ((يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه )) فكان رد الفعل الصحيح هو دفاع الرسول عن نفسه فقتله يوم أحد ..فهل نسميه قاتلاً أم نسمي هذا الموقف جريمة ؟
سؤالي للمنصفين فقط !
رابعاً : هل هذا يدل على أن الرسول يتمتع بقتل المشركين لرغبة القتل عنده ؟؟
لا والله وإنه لقول كاذب بما هو إلا { رَحۡمَةً لِّلۡعَالَمِينَ } لكن نرجع لقول الله عز وجل في القرآن الكريم فهو القول الفضل في هذا الموضوع .
يقول الله عزّ وجل
{ إِنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسۡعَوۡنَ فِى الأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا۟ أَوۡ يُصَلَّبُوا۟ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلافٍ أَوۡ يُنفَوۡا۟ مِنَ الأَرۡضِ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡىٌ فِى الدُّنۡيَا وَلَهُمۡ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
سورة المائدة رقم الآية 33
هل رأيت عزيزي القارئ عقاب من حارب الرسول صلى الله عليه وسلم , فالرسول هو المبلغ الوحيد عن رسالة رب العالمين , فيجب علينا أن نجله ونوقره لا أن نحاربه ؛ لذلك وضع الله هذا العقاب الرادع لزجر من يفعل ذلك , وبيّن أن عقابه شديد في الدنيا والآخرة .
إذاً قتل أبي بن خلف كان تطبيقاً للحدود , بقتل من يعتدي على الرسول ويسعى في الأرض فساداً بإضلال الناس وصدهم عن دين الحق !
خامساً : لنرى ما حدث قبل أن يُقتل أبي بن خلف
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال لا يلتفت وراءه فكان يقول لأصحابه إني أخشى أن يأتي أبي بن خلف من خلفي ، فإذا رأيتموه فآذنوني به
فإذا بأبي يركض على فرسه وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفه فجعل يصيح بأعلى صوته يا محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله ما كنت صانعا حين يغشاك فقد جاءك ، وإن شئت عطف عليه بعضنا . فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا أبي فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير فتطايرنا عنه تطاير الشعارير ولم يكن أحد يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد الجد .
ثم أخذ الحربة فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحربة في عنقه وهو على فرسه فجعل يخور كما يخور الثور .
أرأيتم !! النبي يُدافع عن نفسه , أبي بن خلف مُصِر على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل همه الشاغل قتله صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قوله الملعون ((يا محمد لا نجوت إن نجوت )) بمعنى لا نجاة لىّ إلا بموتك يا محمد !
فهل سيفتح الرسول صلى الله عليه وسلم زراعيه وهو مبتسم ويقول لأبي بن خلف تعال أقتلني ..أم سيدافع عن نفسه ويقتله !
هل رأيتم أن شبهتكم إنقلبت عليكم يا نصارى !
لقد أثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل أبي بن خلف إلا دفاعاً عن نفسه لا من أجل القتل كما تدعون يا عباد الصليب .
اللهم صلِ على محمد في الأولين وصلِ عليه في الآخرين وصلِ عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته