الرافعي
2009-08-16, 11:53 AM
من المعلوم أن الوثنية هي الديانة التي عرفها تاريخ مصر آلاف السنين ، فهي بضاعتنا العريقة ، أما الإسلام فقد جاء به عرب غرباء !!!
لكن من قال إن المسيحية لم يأت بها أيضا رومان غرباء ؟!
كتب أحدهم يقول : ( ظل الشعب القبطي بعد انتشار المسيحية على أيدي الرومان يعبد بحرارة آلهته الفرعونية ، ويكرم آثار ماضيه التليد ، وكان يرفض أن يقدم أي قربان لآلهة اليونان والرومان ، كما أنه لم يقبل المسيحية إلا بتحفظ شديد لأنها جاءته من الخارج ، وكان الشعب يريد بذلك إقناع نفسه أنه لم يخضع لاحتلال الغزاة ما دام يقاوم شعائرهم وعقائدهم ) .
ويقول أيضا : ( ترك مسيحيو مصر ديانة أجدادهم مكرهين لأن ديانة الفراعنة ومعابد الفراعنة وآلهة الفراعنة كانت تذكرهم بمجد مصر في مختلف عهودها ..
فلا غرابة إذا ظلت معتقداتهم الأولى راسخة في نفوسهم رابضة في قلوبهم بعد اعتناقهم المسيحية .
ونضرب مثلا لهذا التشبث – يعني تشبث المصريين بوثنيتهم القديمة – من قراءة (( السينكسار )) أي تاريخ القديسين .
ففي معبد [ قيصرون ] الذي شيدته الملكة ( كليوباترا ) كان يوجد صنم كبير من النحاس اسمه ( عطارد ) وكان يحتفل سنويا بعيده وتقدم له الذبائح ، وقد ظلت هذه التقاليد معمولا بها إلى أيام حكومة الأب (( إسكندر )) .
أي لمدة تزيد عن 300 عام .
فلما نصب إسكندر بطريركا قرر تحطيم هذا الصنم .
بيد أن شعب الإسكندرية ثار قائلا : لقد اعتدنا إحياء هذا الصنم ...
ولقد تربع على هذا الكرسي اثنا عشر بطريركا ، ولم يجرؤ أحد منهم أن يصرفنا عن هذه العادة )
فالكل يعلم أن أهل مصر الأول كانوا وثنيين متعصبين لديانتهم .
ثم جاءت المسيحية .. وجاء بعدها الانقسام الكبير للكنائس في فهم حقيقة المسيح الذي تم الحكم بالهرطقة والحرم الكنسي والنفي ووصل إلى حد القتل أيضا للأساقفة والقسوس كآريوس وثيودور المويسيوستي ونسطور على سبيل المثال لا الحصر – من جانب كنيسة الإسكندرية التي بلغت أوجها في تلك الفترة ..
ولا ينبغي لنا أن ننسى في هذا المقام أن خيوط الثالوث المقدس قد حيكت أصلا في الإسكندرية ، وأن آلهة قدماء المصريين الثلاثة : ( إيزيس ) و ( حورس ) و ( سيرابيس ) ..
ثم لا ينبغي لنا أيضا أن نهمل تسليط الضوء على الشخصية الكبرى في المسيحية والتي تلقت تعليمها في الإسكندرية في ذلك الوقت : بولس الرسول !
فيا ترى ، هل استحالت ثلاثة الآلهة المصرية القديمة ( إيزيس ) و ( حورس ) و ( سيرابيس ) إلى ثالوث بولس المقدس ( الآب ) و ( الابن ) و ( الروح القدس ) ؟!
يقول أحدهم : ( لم يستطع المصريون تلافي المسيحية ، فحاولوا – حسب تعبير جان ماسبيرو الموفق – مصادرتها لمصلحتهم ، فقرروا أن كل ما كان جميلا وعظيما في المسيحية إنما هو مصري .
ومن ذلك الحين مال الإكليروس والشعب إلى القبض على زمام الحكم ، ثم إلى الانفصال عن حكم بيزنطة .
وقد تجلى هذا الميل بوضوح بعد مجمع ( نيقية ) حيث بزغ نجم الكنيسة ولمع ) .
وحقا يبدو هذا منطقيا جدا حين نعلم أن مجمع نيقية هو الذي قرر مطاردة الموحدين وإحراق كتبهم بعد أن اعتبر عيسى إلها مع الله ، وفعلا تم الحكم على آريوس بالهرطقة وحرمانه ونفيه ، ثم استدرجته الإسكندرية وقتلوه بالسم كما يروي التاريخ !
ثم توالت المجامع فكان مجمع إفسوس الشهير الذي حكم بهرطقة نسطور وحرمه ونفيه لأنه رفض قولة ( ثيوتوكوس ) أي ( والدة الإله ) عن مريم العذراء عليها السلام ، وتمسك بأنها ( خريستوتوكوس ) أي ( والدة المسيح ) .
وقد كان هذا – فيما يبدو لي على الأقل – نصرا تحرزه الوثنية المصرية القديمة جدد رفاتها ولا زال إلى الآن ! أليس كذلك ؟!
لكن من قال إن المسيحية لم يأت بها أيضا رومان غرباء ؟!
كتب أحدهم يقول : ( ظل الشعب القبطي بعد انتشار المسيحية على أيدي الرومان يعبد بحرارة آلهته الفرعونية ، ويكرم آثار ماضيه التليد ، وكان يرفض أن يقدم أي قربان لآلهة اليونان والرومان ، كما أنه لم يقبل المسيحية إلا بتحفظ شديد لأنها جاءته من الخارج ، وكان الشعب يريد بذلك إقناع نفسه أنه لم يخضع لاحتلال الغزاة ما دام يقاوم شعائرهم وعقائدهم ) .
ويقول أيضا : ( ترك مسيحيو مصر ديانة أجدادهم مكرهين لأن ديانة الفراعنة ومعابد الفراعنة وآلهة الفراعنة كانت تذكرهم بمجد مصر في مختلف عهودها ..
فلا غرابة إذا ظلت معتقداتهم الأولى راسخة في نفوسهم رابضة في قلوبهم بعد اعتناقهم المسيحية .
ونضرب مثلا لهذا التشبث – يعني تشبث المصريين بوثنيتهم القديمة – من قراءة (( السينكسار )) أي تاريخ القديسين .
ففي معبد [ قيصرون ] الذي شيدته الملكة ( كليوباترا ) كان يوجد صنم كبير من النحاس اسمه ( عطارد ) وكان يحتفل سنويا بعيده وتقدم له الذبائح ، وقد ظلت هذه التقاليد معمولا بها إلى أيام حكومة الأب (( إسكندر )) .
أي لمدة تزيد عن 300 عام .
فلما نصب إسكندر بطريركا قرر تحطيم هذا الصنم .
بيد أن شعب الإسكندرية ثار قائلا : لقد اعتدنا إحياء هذا الصنم ...
ولقد تربع على هذا الكرسي اثنا عشر بطريركا ، ولم يجرؤ أحد منهم أن يصرفنا عن هذه العادة )
فالكل يعلم أن أهل مصر الأول كانوا وثنيين متعصبين لديانتهم .
ثم جاءت المسيحية .. وجاء بعدها الانقسام الكبير للكنائس في فهم حقيقة المسيح الذي تم الحكم بالهرطقة والحرم الكنسي والنفي ووصل إلى حد القتل أيضا للأساقفة والقسوس كآريوس وثيودور المويسيوستي ونسطور على سبيل المثال لا الحصر – من جانب كنيسة الإسكندرية التي بلغت أوجها في تلك الفترة ..
ولا ينبغي لنا أن ننسى في هذا المقام أن خيوط الثالوث المقدس قد حيكت أصلا في الإسكندرية ، وأن آلهة قدماء المصريين الثلاثة : ( إيزيس ) و ( حورس ) و ( سيرابيس ) ..
ثم لا ينبغي لنا أيضا أن نهمل تسليط الضوء على الشخصية الكبرى في المسيحية والتي تلقت تعليمها في الإسكندرية في ذلك الوقت : بولس الرسول !
فيا ترى ، هل استحالت ثلاثة الآلهة المصرية القديمة ( إيزيس ) و ( حورس ) و ( سيرابيس ) إلى ثالوث بولس المقدس ( الآب ) و ( الابن ) و ( الروح القدس ) ؟!
يقول أحدهم : ( لم يستطع المصريون تلافي المسيحية ، فحاولوا – حسب تعبير جان ماسبيرو الموفق – مصادرتها لمصلحتهم ، فقرروا أن كل ما كان جميلا وعظيما في المسيحية إنما هو مصري .
ومن ذلك الحين مال الإكليروس والشعب إلى القبض على زمام الحكم ، ثم إلى الانفصال عن حكم بيزنطة .
وقد تجلى هذا الميل بوضوح بعد مجمع ( نيقية ) حيث بزغ نجم الكنيسة ولمع ) .
وحقا يبدو هذا منطقيا جدا حين نعلم أن مجمع نيقية هو الذي قرر مطاردة الموحدين وإحراق كتبهم بعد أن اعتبر عيسى إلها مع الله ، وفعلا تم الحكم على آريوس بالهرطقة وحرمانه ونفيه ، ثم استدرجته الإسكندرية وقتلوه بالسم كما يروي التاريخ !
ثم توالت المجامع فكان مجمع إفسوس الشهير الذي حكم بهرطقة نسطور وحرمه ونفيه لأنه رفض قولة ( ثيوتوكوس ) أي ( والدة الإله ) عن مريم العذراء عليها السلام ، وتمسك بأنها ( خريستوتوكوس ) أي ( والدة المسيح ) .
وقد كان هذا – فيما يبدو لي على الأقل – نصرا تحرزه الوثنية المصرية القديمة جدد رفاتها ولا زال إلى الآن ! أليس كذلك ؟!