إسلام علي
2009-08-27, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز بقلم زميلي العزيز م / سليم الحشيم
أنقله لكم للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وكل ألفاظه عربية ولا يخرج عن هذا أي لفظ كان وحتى الألفاظ التي قيل فيها أن أصلها غير عربي هي ألفاظ عربية أدرجت تحت التفعيلات العربية فأصبحت عربية النسبة فصيحة النطق.
إلا أن الفاظ القرآن لسعتها وتنوعها لم يحط بها كل عربي ولهذا ظهر مصطلح "غريب القرآن" وفي هذا الصدد قال الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان : "ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة ، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح . قال الشافعي في الرسالة: "ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا ، وأكثرها ألفاظًا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولكن لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه . والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء ".
ورغم أن كلمة غريب لا غرابة فيها واستعمالها هنا لأن الغريب هو عكس المعتاد والمألوف والمشهور في لغة العرب ، فيكون في القرآن ألفاظًا عربية تكلمت بها العرب لكنها لم تشتهر كبقية ألفاظ اللغة ؛ لهذا وصفت بالغريب , إلا أنني عزمت على إطلاق عبارة" ألفاظ القرآن النادرة" لإبعاد أي شبهة عن استعمال القرآن لفظة غير مألوفة بينما النادر هو كل ما ندر استعماله وقل,كما يزعم أحدهم أن القرآن ضم بين دفتيه ألفاظأً ليست من اللغة الفصحى - أي العربية الجاهلية -.
وفى ذلك يقول السعد التفتازانى- يرحمه الله- مدافعا عن عدم اشتمال القرآن على كلمات غير فصيحة فيقول.. فمجرد اشتمال القرآن على كلام غير فصيح، بل على كلمة غير فصيحة إنما يقود إلى نسبة الجهل أو العجز إلى الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا".
من الألفاظ النادرة التي نسمعها ونقرأها في القرآن:
1.الصيّب: كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ", فالصيب هو المطر ويجمع على صياب.
2.الفوم:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا",فالفوم هو الحنطة ومفردها فومة, وقيل هو الثوم.
3.خاسئين:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ " ,أي باعدين عن الخير من خسأته عني أي باعدته.
4.الفارض:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ",فالفارض هي الكبيرة المسّنة وتجمع على فوارض.
5.عوان: كما في قوله تعالى:"وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ",فالعوان المتوسطة السن, ويطلق العوان على الشدة فيقال مصيبة عوان أي عظيمة,و حرب عوان أي شديدة.
6.شية:كما في قوله تعالى:" مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ",فالشية هي التي لا لون لها إلا لون جسمها,وتجمع على شيات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
7.النسك:كما في قول الله تعالى:"َفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ " والنسك:الشاة التي تذبح بمكة,والنسيكة الذبيحة,وتجمع على نسائك.
8.ألد:كما في قول الله تعالى:"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ", وألد تعني شديد الخصومة في الباطل,وتجمع على لُدّ.
9.يؤلون:كما في قول الله تعالى:"لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ :", ويؤلون تعني يحلفون من الأصل ألوّ
ا10.لسر:كما في قول الله تعالى:"وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ",والسر هنا هوالنكاح.
11.يوؤده:كما في قول الله تعالى:"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" أي يكد عليه ويثقل.
12.وابل:كما في قول الله تعالى:"فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ " وهو المطر,ويجمع على أوابل.
13.طل:كما في قول الله تعالى: فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " والطل يعني الندى.
14.الحاف:كما في قول الله تعالى:لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ", أي إلحاحاً وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه من قولهم لحفني من فضل لحافه أي أعطاني من فضل ما عنده، وقيل: سمي الإلحاح بذلك لأنه يغطي القلب كما يغطي اللحاف من تحته.
15.إصر:كما في قول الله تعالى:"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" والإصر هو عبء الثقل, وهو من أصر يأصر أي يحبس في مكانه ,ويقال للعهد كما في قوله تعالى:" وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ", ويجمع على آصار.
هذه هي الألفاظ النادرة من سورة البقرة...ونتابع بإذن الله في السور التالية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الألفاظ النادرة من سورة آل عمران:
1.دَأْبِ:كما في قول الله تعالى:"َكَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ",فدأب تعني عادة أوشأن أو ملازمة, وهي من دأب يدأب دأبًا فهو دؤوب,أي جهد وتعب ويكون في العمل,وهو من المجاز _على سبيل الملازمة, ولهذا يقال : مَا زَالَ ذلك دَأْبَكَ ودِينَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ,أي عادتك وملازمتك الأمر.
2.الْمُسَوَّمَةِ:كما في قول الله تعالى:"َزُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ",فالمسومة تعني المطهمة الحسان وهلى هذا يكون من السيما أي الحسن, وقيل تعني الراعية.
3.َأَنبَتَهَا:كما في قول الله تعالى:"َفَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا, أي أنشأها إنشتءً صالحًا,وذلك في الخلق ونزاهة الباطن، فشبه إنشاؤها وشبابها بإنبات النبات الغضّ على طريق الاستعارة.
4.مِحْرَابَ:كما في قول الله تعالى:"َكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً",فالمحراب هو بناء للعبادة وهو غير المسجد, وهو مشتق من الحرب فكأنا حال المتعبد كحال الذي يحارب الشيطان.
5.حَصُور:كما في قول الله تعالى:"َ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ",فالحصور هو الذي لا أرب له في النساء ,وهي صفة مدح ليحيى عليه السلام.
6.رَمْز:كما في قول الله تعالى:"ََقالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً"اي إشارة وإيماء, وأصله التحرك يقال: ارتمز أي تحرك، ومنه قيل للبحر: الراموز، وأخرج الطيبي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن الرمز فقال: الإشارة باليد والوحي بالرأس فقال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن (مرتمز)=إلا إليه وما في الأرض من وزر
7.ْمُمْتَرِينَ:كما في قول الله تعالى:"َالْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ",الممتري من مرى يمري مريًا, وهو الذي يجحد الحق.
8.نَبْتَهِلْ:كما في قول الله تعالى:"َثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ",نبتهل من الإبتهال وهو افتعال من بهب اي لعن وأصبح يطلق على مطلق الدعاء .
9.خَلاَقَ:كما في قول الله تعالى:"َإِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ",أي نصيب.
10.الأَسْبَاطِ:كما في قول الله تعالى:"َقُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ",جمع سبط وهو يقابل القبيلة عند العرب,ويعني ولد الولد,وقيل أنه مشتق من السبط وهو نوع شجر كثير الأغصان وله جذر واحد.
11.بَكَّةَ:كما في قول الله تعالى:"َإِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ", بكة قيل هي لغة من مكة, وقد قيل: إنّ بكّة مشتقّ من البَكّ وهو الازدحام,وقد رجح العلامة إبن عاشور القول في أنه اسم بمعنى البلدة وضعه إبراهيم علماً على المكان الَّذي عيّنه لسكنى ولده بنيّة أن يكون بلداً، فيكون أصله من اللغة الكلدانية، لغة إبراهيم، ألا ترى أنَّهم سمّوا مدينة (بعلبك) أي بلد بَعل وهو معبود الكلدانيين، ومن إعجاز القرآن اختيار هذا اللَّفظ عند ذكر كونه أوّل بيت.
12.صِرٌّ:كما في قول الله تعالى:"َ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرّ",والصرّ هو البرْد الشّديد المميت لكلّ زرع أو ورق يهبّ عليه فيتركه كالمحترق، ولم يعرف في كلام العرب إطلاق الصرّ على الرّيح الشّديد البرْد وإنَّما الصرّ اسم البرد. وأمّا الصرصر فهو الريح الشديدة وقد تكون باردة.
13.قَرْحٌ:كما في قول الله تعالى:"َإِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ",القرح على الحقيقة يعني الجرح _بالفتح أو الضم_ وأما مجازًا كما هنا في الآية فاستعير فيعني الهزيمة , فإنّ الهزيمة تشبّه بالثلمة وبالانكسار، فشبّهت هنا بالقرح حين يصيب الجسد.
14.َمحِّصَ:كما في قول الله تعالى:"َ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ",محص يمحص محصًا اي نقى ينقي أو طهر يطهر وأصل التمحيص هو تخليص الشيء من كل عيب فيقال محصت الذهب أي أزلت خبثه .
15.محق:كما في قول الله تعالى:"َوَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ",ومحق يمحق محقًا أي أهلك إهلاكًا ,فيمحق الكافرين أي يهلكهم.
16.غُزًّى:كما في قول الله تعالى:"َأَوْ كَانُواْ غُزًّى" غزّى جمع غازٍ.
17.غَلَّ:كما في قول الله تعالى:"َوَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ", غلّ يغلّ غلّاً أي خان يخون خونًا وخيانة, وهي من الغلول وأصله أخذ الشيء في الخفية، يقال أغل الجازر والسالخ إذا أبقى في الجلد شيئا من اللحم على طريق الخيانة، والغل الحقد الكامن في الصدر.
18.مَفَازَةٍ:كما في قول الله تعالى:"َفَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ", مفازة تعني منجاة, وهي من الفوز و"مفازة" هي مكان الفوز ولهذا سيمت البيداء مفازة لأه الإنسان يفوز بنفسه فيها من أعدائه.
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الألفاظ النادرة من سورة النساء:
1.حُوباً:" وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً",الحوب هو الإثم ثم بلغة الحبشة، ولما سئل إبن عباس هل تعرف العرب ذلك؟ فقال: نعم أما سمعت قول الأعشى:
فإني وما كلفتموني من أمركم=ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
وخصه بعضهم بالذنب العظيم.
2.نِحْلَةً:" وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً"نحلة من نحل ينحل نحلة ونحلًا أي أعطى ووهب بلا عوض ومنها سميت النحلة نحلة لإعطائها العسل دون عوض أو مقابل.
3.َبِدَار:" فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً",والبدار مصدر بادره، وهو مفاعلة من البَدْر، وهو العجلة إلى الشيء، بَدَره عجله، وبادره عاجله، والمفاعلة هنا قصد منها تمثيل هيئة الأولياء في إسرافهم في أكل أموال محاجيرهم عند مشارفتهم البلوغ، وتوقّع الأولياء سرعة إبَّانه، بحال من يبدر غيره إلى غاية والآخر يبدر إليها فهما يتبادرانها، كأنّ المحجور يسرع إلى البلوغ ليأخذ ماله، والوصي يسرع إلى أكله لكيلا يجد اليتيم ما يأخذ منه، فيذهب يدّعي عليه، ويقيم البيّنات حتّى يعجز عن إثبات حقوقه.
4.كَلاَلَةً:" وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً",الكلالة ُ اسم للكلال وهو التعب والإعياء قال الأعشى:
فآليتُ لا أرثي لَها مِن كلالة=ولا من حفى حتّى أُلاقي مُحَمَّدا
ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى، كأنّهم جعلوا وصوله لنسب قريبه عن بُعد، فأطلقوا عليه الكلالة على طريق الكناية واستشهدوا له بقول من لم يسمّوه:
فإنّ أبا المرءِ أحمى له=ومَوْلى الكلالة لا يُغْضَبُ
ثم أطلقوه على إرث البعيد,يبدو أن هذا اللفظ لم يظهر كمفهوم قبل الإسلام.
5.تَعْضُلُوهُنَّ:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ",فالعضل هو منع وليّ المرأة إيّاها أن تتزوّج،من عضل يعضل عضلًا أي حبس ومنع.
6.َحَلاَئِلُ:" وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ",حلائل جمع حليلة وهي الزوج على وزن فعيلة بمعنى فاعلة أو بمعنى مفعولة وسميت حليلة لأنها تحل معه,ووقد يُسمي الزوج أيضاً بالحليل وعلى هذا فيفهم هذا المعنى للتحريم.
7. مُسَافِحِينَ:" مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ",مسافحين مفردها مسافح أي الزاني وهو من سفح يسفح سفحًا وسفاحًا,فهو مسافح ويعني إهراق الماء دون حبس.
8. َرَاعِنَا :"وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ",راعنا أصلها من الرعاية فكان اليهود يقولونها بهذا الوجه أي المبالغة في الرعي ويقصدون كلمة في لغتهم التي تعني الرعونة استهتارًا بالرسول عليه الصلاة والسلام.
9. نَقِيراً:" أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً",نقير من نقر ينقر نقيرًا وتعني في الأاصل ضرب ,وهي تعني أيضًا النكتة في ظهر النواة أي شكلة صغيرة ويضرب فيها المثل بالقلة,أي أنه لا يظلمون حتى مقدار هذا النقير القليل.
10.تَنكِيلاً:" عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً",تنكيل من نكل ينكل نكالًا وتنكيلًاأي جبن عنه وامتنع من,ويطلق ويراد به العقوبة التي تردع الآخرين.
11.أَرْكَسَهُم:" فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ",من ركس يركس ركسًا ,وأركس تعني أعاد ورد تمامًا كما نكس.
12.نَّجْوَاهُمْ:" لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ"النجوى من النجو وهو المكان المستتر الذي المفضِي إليه ينجو من طالبه، ويطلق النجوى على المناجين.
13.َيُبَتِّكُنَّ:" وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ",فيبتكن من التبتيك وهو القطع,حيث كان العرب ا يقطعون آذان الأنعام التي يجعلونها لطواغيتهم، علامة على أنّها محرّرة للأصنام، فكانوا يشقّون آذان البحيرة والسائبة والوصيلة، فكان هذا الشقّ من عمل الشيطان، إذ كان الباعثُ عليه غرضاً شيطانياً.
14.مَحِيصاً:" أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً",المحيص من حاص يحيص حيصًا أي نفر وزاغ, ويطلق المحيص على المكان الذي يفر إليه الإنسان أي المراغ والملجأ.
15.نُشُوزاً:" وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً".نشوز من نشز ينشز أي ارتفع وأطلقت على الزوج أو الزوجة التي تترفع على زوجها فتعصيه وتظهر الكراهية لها.
16.غُلْفٌ:" وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً",الغلف بضم فسكون جمع أغلف وهو الشديد الغلاف مشتق من غَلَّفه إذا جعل له غِلافاً وهو الوعاء الحافظ للشيء والساتر له من وصول ما يُكره له.
17.يَسْتَنكِفَ:" لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ",الإستنكاف هو التكبّر والامتناع بأنفة، فهو أشد من الاستكبار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والألفاظ النادرة من سورة المائدة:
1.شعائر:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ ",الشعائر مفردها شعيرة على وزن فعيلة بمعنى مفعولة وهي من شعر اي علم وفطن,وجاءت هنا بمنعى علامة,فالشعائر ما جعل علامة على أداء عمل من عمل الحج والعمرة وهي المواضع المعظمة مثل المواقيت التي يقع عندها الإحرام، ومنها الكعبة والمسجد الحرام والمقام والصفا والمروة وعرفة والمشعر الحرام بمزدلفة ومنى والجمار.
2.القلائد:" وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ", جمع قِلادة وهي ظفائر من صوف أو وَبَر، يربط فيها نعلان أو قطعة من لِحَاءِ الشجر، أي قِشره، وتوضع في أعناق الهدايا مشبَّهة بقلائد النساء، والمقصود منها أن يُعرف الهدي فلا يُتَعرّض له بغارة أو نحوها.
3. أهل:"وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ",أهلّ من أهلّ يهلّ إهلالًا أي جهر بالصوت ومنه الإهلال بالحجّ، وهو التلبية الدالّة على الدخول في الحجّ، ومنه استهلّ الصبي صارخاً. قيل: ذلك مشتقّ من اسم الهلال، لأنّ العرب كانوا إذا رأوا هلال أوّل ليلة من الشهر رفعوا أصواتهم بذلك ليَعلم الناس ابتداءَ الشهر,وإبن عاشور قال :"ويحتمل عندي أن يكون اسم الهلال قد اشتقّ من جَهر الناس بالصوت عند رؤيته. وكانوا إذا ذبحوا القرابين للأصنام نادَوا عليها باسم الصنم، فقالوا: باسم اللاّت، باسم العُزّى", والمقصود بهذا كل ما ذُبح ولم يسم اسم الله عليه.
و"الموقوذة ": المضروبة بحجر أو عصا ضرباً تموت به دون إهراق الدم، وهو اسم مفعول من وقَذ إذا ضرب ضرباً مثخِناً.
4. النصب:"وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ",النصب تجمع على أنصاب وهي الحجر المنصوب ويراد بها الأصنام,والأستقسام هو طلب القِسم كما الإستفهام طلب الفهم,والقِسم هو الحظ,والأزلام مفردها زلم بفتحتين وهو عود سهم لا حديدة فيه.
5. مخمصة ومتجانف:"مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ",المخمصة هي المجاعة اشتقّت من الخَمَص وهو ضمور البطن، لأنّ الجوع يضمر البطون، وفي الحديث " تغدو خِماصاً وتروح بِطَاناً ",ومتجانف متمايل من الجنف وهو الميل,والمقصود به هو الميل إلى الحرام.
6. أخدان:"مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ",أخدان جمع خدن وهوالصديق ويقع على الذكر والأنثى.
7.َ الغائط:"وْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء",الغائط المنخفض من الأرض وهو من غاط في الأرض أي غاب واختفى,لأن العرب كانت عند قضائهم حاجتهم العضوية يذهبون إلى مكان بعيد يغيب عن أعين الناس فهو كناية عن قضاء الحاجة ومنها اشتق الفعل غوط تغوط.
8. تبوء:"إنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ",يبوء من باء يبوء أي رجع وهو رجوع مجازي ,أي تكتسب ذلك من فعلك، فكأنّه خرج يسعى لنفسه فباء(فرجع) بإثمين.
9. السحت:"سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ",السحت هو الحرام ,وهو من سحت يسحت أي استأصل على وجه الإهلاك.
10.َ هزو:"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً",الهزو هو الهزؤ في الأصل من هزء به يهزء هزؤًا أي استهزء واستخف به.
11. بحيرة:مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍوَلاَ وَصِيلَةٍ ,البحيرة هي الناقة التي تشق أذنها وهي فعيلة بمعنى مفعولة من بحر يبحر أي شق يشق, ومنها البحر أي الشق ,حيث كانت عادة العرب يشقّون أذن الناقة بنصفين طولاً علامة على تخليتها، أي أنّها لا تركب ولا تنحر ولا تمنع عن ماء ولا عن مرعى ولا يَجزرونها ويكون لبنها لطواغيتهم، أي أصنامهم، ولا يشرب لبنها إلاّ ضيف.
12.سائبة:" وَلاَ سَآئِبَةٍ ",والسائبة هي التي تهمل وتترك ,فهي البعير أو الناقة يجعل نَذراً عن شفاء من مرض أو قدوم من سفر فتترك لذلك.
13.الوصيلة: هي الشاة التي تلد أنثى بعد أنثى ,فتصل ولادة أنثى بأنثى بعدها, فسميت واصلة.
14.حام:"وَلاَ حَامٍ",فالحامي هو فحل الإبل إذا نُتجت من صلبه عشرة أبطن فيمنع من أن يركب أو يحمل عليه ولا يمنع من مرعًى ولا ماء. ويقولون: إنّه حمى ظهره، أي كان سبباً في حمايته، فهو حام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألفاظ من سورة الأنعام:
1."قِرْطَاسٍ":وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ", القرطاس هو اسم للصحيفة التي يكتب فيها ويكون من رَقّ ومن بَرْدى ومن كاغد، ولا يختصّ بما كان من كاغد بل يسمّى قرطاساً ما كان من رق,وقيا أن ما كتب من الصحيفة هو قرطاس وما لم يكتب فهو طرس,وقال الجواليقي هو معرب من لغة الروم وأصله "كارتا",وبالمناسبة فإن الكتاب في اللغة الرومانية الحديثة اللاتينية الأصل "كارتا".
2.ُ"فَاطِر": قلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ", فالفاطر هو المبدع والخالقُ. وأصله من الفطر وهو الشقّ. وعن ابن عباس: ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها.
3.أساطير":يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ", أساطيرجمع أسطورة كأحاديث وأحدوثة,وقيل هي جمع أسطار...وهذه مشتقة من سَطَر يسطُر سَطْرًا ,أي كتب ,ولكن الإسطار أو الأسطورة تكون في الكتابة الكاذبة.
4.ينأون":وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ",ينأون من النأي وهو البعد, فينأون أي يبتعدون.
5."أوزاهم":وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ",والأوزار جمع وِزر وهو الحمل الثقيل، وفعله وزَرَ يَزِرُ إذا حمل. ومنه قوله تعالى:"ولا تزر وازرة وزر أخرى",وأطلق الوزر على الذنب والجناية لثقل عاقبتها على جانيها.
6."لهو":"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ",اللهو: ما يشتغل به الإنسان ممّا ترتاح إليه نفسه ولا يتعب في الاشتغال به عقله. فلا يطلق إلاّ على ما فيه استمتاع ولذّة وملائمة للشهوة.
وبين اللهو واللعب العموم والخصوص الوجهي. فهما يجتمعان في العمل الذي فيه ملاءمة ويقارنه شيء من الخفّة والطيش كالطرب واللهو بالنساء هذا ما أكده العلامة إبن عاشور.
7."دابر":"فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ",الدابر اسم فاعل من دَبَره إذا مشى من ورائه. والمصدر الدُبور ودابر الناس آخرهم، وذلك مشتقّ من الدُبُر، وهو الوراء، وقطع الدابر كناية عن ذهاب الجميع لأنّ المستأصل يبدأ بما يليه ويذهب يستأصل إلى أن يبلغ آخره وهو دَابره.
8."شفيع":" لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ",شفيع من شفع يشفع أي طلب, فالشفيع عو الذي يطلب ,والمقصود بالطلب هنا هو طلب المغفرة.
9."كرب":"ُقلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ",الكرب هو الهم والحزن الذي يأخذ بالنفس, ويجمع على كروب,ويقال كربه الأمر اي أحزنه.
10."درست":"وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ",الدّراسة: القراءة بتمهّل للحفظ أو للفهم، ويقال: درس الكتاب، أي تعلّم. وسمّي بيت تعلّم اليهود المِدْرَاسَ، وسمّي البيت الّذي يسكنه التّلامذة ويتعلّمون فيه المدرسة.
11."يعمهون":"وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ",يعمهون من العمه ,عمه يعمه عمهًا وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهانا أي تردد وتحير وتأتي بمعنى حاد عن الصواب,والعمه في البصيرة كما العمى في البصر.
12."زخرف القول":"يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً",الأصل في الزخرف هو الزينة وأطلق الزخرف على الذهب لحسنه وزينته, وأطلق بعد ذلك على كل ما هو زينة ولو لم يكن ذهبًا,وأما زخرف القول فهو يعني المزوق من الكلام الباطل ,لأن ليس كل ما يلمع ذهب.
13."يخرصون":" إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ",يخرصون من الخرص , خرص يخرص خرصًا أي كذب ومنها قيل للكذاب خراص.
14."صَغار":"سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ",صغار تعني الذل العظيم والضيم,ويقال صغر يصغر صغارًا إذا ارتضى الذل والهوان, ويبدو أنها مشتقة من الصغر ,فالذليل يصغر في أعين الأقوياء.
15."حوايا":" إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ",الحوايا جمع حَوِيَّة، وهي الأكياس الشَّحميّة التي تحوي الأمعاء.
16."إملاق":"وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ",الإملاق هو الفقر,وأَصل الإملاق الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر. وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.
موضوع ممتاز بقلم زميلي العزيز م / سليم الحشيم
أنقله لكم للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وكل ألفاظه عربية ولا يخرج عن هذا أي لفظ كان وحتى الألفاظ التي قيل فيها أن أصلها غير عربي هي ألفاظ عربية أدرجت تحت التفعيلات العربية فأصبحت عربية النسبة فصيحة النطق.
إلا أن الفاظ القرآن لسعتها وتنوعها لم يحط بها كل عربي ولهذا ظهر مصطلح "غريب القرآن" وفي هذا الصدد قال الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان : "ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة ، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح . قال الشافعي في الرسالة: "ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا ، وأكثرها ألفاظًا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولكن لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه . والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء ".
ورغم أن كلمة غريب لا غرابة فيها واستعمالها هنا لأن الغريب هو عكس المعتاد والمألوف والمشهور في لغة العرب ، فيكون في القرآن ألفاظًا عربية تكلمت بها العرب لكنها لم تشتهر كبقية ألفاظ اللغة ؛ لهذا وصفت بالغريب , إلا أنني عزمت على إطلاق عبارة" ألفاظ القرآن النادرة" لإبعاد أي شبهة عن استعمال القرآن لفظة غير مألوفة بينما النادر هو كل ما ندر استعماله وقل,كما يزعم أحدهم أن القرآن ضم بين دفتيه ألفاظأً ليست من اللغة الفصحى - أي العربية الجاهلية -.
وفى ذلك يقول السعد التفتازانى- يرحمه الله- مدافعا عن عدم اشتمال القرآن على كلمات غير فصيحة فيقول.. فمجرد اشتمال القرآن على كلام غير فصيح، بل على كلمة غير فصيحة إنما يقود إلى نسبة الجهل أو العجز إلى الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا".
من الألفاظ النادرة التي نسمعها ونقرأها في القرآن:
1.الصيّب: كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ", فالصيب هو المطر ويجمع على صياب.
2.الفوم:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا",فالفوم هو الحنطة ومفردها فومة, وقيل هو الثوم.
3.خاسئين:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ " ,أي باعدين عن الخير من خسأته عني أي باعدته.
4.الفارض:كما في قوله تعالى في سورة البقرة:"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ",فالفارض هي الكبيرة المسّنة وتجمع على فوارض.
5.عوان: كما في قوله تعالى:"وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ",فالعوان المتوسطة السن, ويطلق العوان على الشدة فيقال مصيبة عوان أي عظيمة,و حرب عوان أي شديدة.
6.شية:كما في قوله تعالى:" مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ",فالشية هي التي لا لون لها إلا لون جسمها,وتجمع على شيات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
7.النسك:كما في قول الله تعالى:"َفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ " والنسك:الشاة التي تذبح بمكة,والنسيكة الذبيحة,وتجمع على نسائك.
8.ألد:كما في قول الله تعالى:"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ", وألد تعني شديد الخصومة في الباطل,وتجمع على لُدّ.
9.يؤلون:كما في قول الله تعالى:"لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ :", ويؤلون تعني يحلفون من الأصل ألوّ
ا10.لسر:كما في قول الله تعالى:"وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ",والسر هنا هوالنكاح.
11.يوؤده:كما في قول الله تعالى:"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" أي يكد عليه ويثقل.
12.وابل:كما في قول الله تعالى:"فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ " وهو المطر,ويجمع على أوابل.
13.طل:كما في قول الله تعالى: فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " والطل يعني الندى.
14.الحاف:كما في قول الله تعالى:لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ", أي إلحاحاً وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه من قولهم لحفني من فضل لحافه أي أعطاني من فضل ما عنده، وقيل: سمي الإلحاح بذلك لأنه يغطي القلب كما يغطي اللحاف من تحته.
15.إصر:كما في قول الله تعالى:"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" والإصر هو عبء الثقل, وهو من أصر يأصر أي يحبس في مكانه ,ويقال للعهد كما في قوله تعالى:" وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ", ويجمع على آصار.
هذه هي الألفاظ النادرة من سورة البقرة...ونتابع بإذن الله في السور التالية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الألفاظ النادرة من سورة آل عمران:
1.دَأْبِ:كما في قول الله تعالى:"َكَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ",فدأب تعني عادة أوشأن أو ملازمة, وهي من دأب يدأب دأبًا فهو دؤوب,أي جهد وتعب ويكون في العمل,وهو من المجاز _على سبيل الملازمة, ولهذا يقال : مَا زَالَ ذلك دَأْبَكَ ودِينَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ,أي عادتك وملازمتك الأمر.
2.الْمُسَوَّمَةِ:كما في قول الله تعالى:"َزُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ",فالمسومة تعني المطهمة الحسان وهلى هذا يكون من السيما أي الحسن, وقيل تعني الراعية.
3.َأَنبَتَهَا:كما في قول الله تعالى:"َفَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا, أي أنشأها إنشتءً صالحًا,وذلك في الخلق ونزاهة الباطن، فشبه إنشاؤها وشبابها بإنبات النبات الغضّ على طريق الاستعارة.
4.مِحْرَابَ:كما في قول الله تعالى:"َكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً",فالمحراب هو بناء للعبادة وهو غير المسجد, وهو مشتق من الحرب فكأنا حال المتعبد كحال الذي يحارب الشيطان.
5.حَصُور:كما في قول الله تعالى:"َ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ",فالحصور هو الذي لا أرب له في النساء ,وهي صفة مدح ليحيى عليه السلام.
6.رَمْز:كما في قول الله تعالى:"ََقالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً"اي إشارة وإيماء, وأصله التحرك يقال: ارتمز أي تحرك، ومنه قيل للبحر: الراموز، وأخرج الطيبي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن الرمز فقال: الإشارة باليد والوحي بالرأس فقال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن (مرتمز)=إلا إليه وما في الأرض من وزر
7.ْمُمْتَرِينَ:كما في قول الله تعالى:"َالْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ",الممتري من مرى يمري مريًا, وهو الذي يجحد الحق.
8.نَبْتَهِلْ:كما في قول الله تعالى:"َثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ",نبتهل من الإبتهال وهو افتعال من بهب اي لعن وأصبح يطلق على مطلق الدعاء .
9.خَلاَقَ:كما في قول الله تعالى:"َإِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ",أي نصيب.
10.الأَسْبَاطِ:كما في قول الله تعالى:"َقُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ",جمع سبط وهو يقابل القبيلة عند العرب,ويعني ولد الولد,وقيل أنه مشتق من السبط وهو نوع شجر كثير الأغصان وله جذر واحد.
11.بَكَّةَ:كما في قول الله تعالى:"َإِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ", بكة قيل هي لغة من مكة, وقد قيل: إنّ بكّة مشتقّ من البَكّ وهو الازدحام,وقد رجح العلامة إبن عاشور القول في أنه اسم بمعنى البلدة وضعه إبراهيم علماً على المكان الَّذي عيّنه لسكنى ولده بنيّة أن يكون بلداً، فيكون أصله من اللغة الكلدانية، لغة إبراهيم، ألا ترى أنَّهم سمّوا مدينة (بعلبك) أي بلد بَعل وهو معبود الكلدانيين، ومن إعجاز القرآن اختيار هذا اللَّفظ عند ذكر كونه أوّل بيت.
12.صِرٌّ:كما في قول الله تعالى:"َ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرّ",والصرّ هو البرْد الشّديد المميت لكلّ زرع أو ورق يهبّ عليه فيتركه كالمحترق، ولم يعرف في كلام العرب إطلاق الصرّ على الرّيح الشّديد البرْد وإنَّما الصرّ اسم البرد. وأمّا الصرصر فهو الريح الشديدة وقد تكون باردة.
13.قَرْحٌ:كما في قول الله تعالى:"َإِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ",القرح على الحقيقة يعني الجرح _بالفتح أو الضم_ وأما مجازًا كما هنا في الآية فاستعير فيعني الهزيمة , فإنّ الهزيمة تشبّه بالثلمة وبالانكسار، فشبّهت هنا بالقرح حين يصيب الجسد.
14.َمحِّصَ:كما في قول الله تعالى:"َ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ",محص يمحص محصًا اي نقى ينقي أو طهر يطهر وأصل التمحيص هو تخليص الشيء من كل عيب فيقال محصت الذهب أي أزلت خبثه .
15.محق:كما في قول الله تعالى:"َوَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ",ومحق يمحق محقًا أي أهلك إهلاكًا ,فيمحق الكافرين أي يهلكهم.
16.غُزًّى:كما في قول الله تعالى:"َأَوْ كَانُواْ غُزًّى" غزّى جمع غازٍ.
17.غَلَّ:كما في قول الله تعالى:"َوَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ", غلّ يغلّ غلّاً أي خان يخون خونًا وخيانة, وهي من الغلول وأصله أخذ الشيء في الخفية، يقال أغل الجازر والسالخ إذا أبقى في الجلد شيئا من اللحم على طريق الخيانة، والغل الحقد الكامن في الصدر.
18.مَفَازَةٍ:كما في قول الله تعالى:"َفَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ", مفازة تعني منجاة, وهي من الفوز و"مفازة" هي مكان الفوز ولهذا سيمت البيداء مفازة لأه الإنسان يفوز بنفسه فيها من أعدائه.
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الألفاظ النادرة من سورة النساء:
1.حُوباً:" وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً",الحوب هو الإثم ثم بلغة الحبشة، ولما سئل إبن عباس هل تعرف العرب ذلك؟ فقال: نعم أما سمعت قول الأعشى:
فإني وما كلفتموني من أمركم=ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
وخصه بعضهم بالذنب العظيم.
2.نِحْلَةً:" وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً"نحلة من نحل ينحل نحلة ونحلًا أي أعطى ووهب بلا عوض ومنها سميت النحلة نحلة لإعطائها العسل دون عوض أو مقابل.
3.َبِدَار:" فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً",والبدار مصدر بادره، وهو مفاعلة من البَدْر، وهو العجلة إلى الشيء، بَدَره عجله، وبادره عاجله، والمفاعلة هنا قصد منها تمثيل هيئة الأولياء في إسرافهم في أكل أموال محاجيرهم عند مشارفتهم البلوغ، وتوقّع الأولياء سرعة إبَّانه، بحال من يبدر غيره إلى غاية والآخر يبدر إليها فهما يتبادرانها، كأنّ المحجور يسرع إلى البلوغ ليأخذ ماله، والوصي يسرع إلى أكله لكيلا يجد اليتيم ما يأخذ منه، فيذهب يدّعي عليه، ويقيم البيّنات حتّى يعجز عن إثبات حقوقه.
4.كَلاَلَةً:" وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً",الكلالة ُ اسم للكلال وهو التعب والإعياء قال الأعشى:
فآليتُ لا أرثي لَها مِن كلالة=ولا من حفى حتّى أُلاقي مُحَمَّدا
ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى، كأنّهم جعلوا وصوله لنسب قريبه عن بُعد، فأطلقوا عليه الكلالة على طريق الكناية واستشهدوا له بقول من لم يسمّوه:
فإنّ أبا المرءِ أحمى له=ومَوْلى الكلالة لا يُغْضَبُ
ثم أطلقوه على إرث البعيد,يبدو أن هذا اللفظ لم يظهر كمفهوم قبل الإسلام.
5.تَعْضُلُوهُنَّ:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ",فالعضل هو منع وليّ المرأة إيّاها أن تتزوّج،من عضل يعضل عضلًا أي حبس ومنع.
6.َحَلاَئِلُ:" وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ",حلائل جمع حليلة وهي الزوج على وزن فعيلة بمعنى فاعلة أو بمعنى مفعولة وسميت حليلة لأنها تحل معه,ووقد يُسمي الزوج أيضاً بالحليل وعلى هذا فيفهم هذا المعنى للتحريم.
7. مُسَافِحِينَ:" مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ",مسافحين مفردها مسافح أي الزاني وهو من سفح يسفح سفحًا وسفاحًا,فهو مسافح ويعني إهراق الماء دون حبس.
8. َرَاعِنَا :"وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ",راعنا أصلها من الرعاية فكان اليهود يقولونها بهذا الوجه أي المبالغة في الرعي ويقصدون كلمة في لغتهم التي تعني الرعونة استهتارًا بالرسول عليه الصلاة والسلام.
9. نَقِيراً:" أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً",نقير من نقر ينقر نقيرًا وتعني في الأاصل ضرب ,وهي تعني أيضًا النكتة في ظهر النواة أي شكلة صغيرة ويضرب فيها المثل بالقلة,أي أنه لا يظلمون حتى مقدار هذا النقير القليل.
10.تَنكِيلاً:" عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً",تنكيل من نكل ينكل نكالًا وتنكيلًاأي جبن عنه وامتنع من,ويطلق ويراد به العقوبة التي تردع الآخرين.
11.أَرْكَسَهُم:" فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ",من ركس يركس ركسًا ,وأركس تعني أعاد ورد تمامًا كما نكس.
12.نَّجْوَاهُمْ:" لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ"النجوى من النجو وهو المكان المستتر الذي المفضِي إليه ينجو من طالبه، ويطلق النجوى على المناجين.
13.َيُبَتِّكُنَّ:" وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ",فيبتكن من التبتيك وهو القطع,حيث كان العرب ا يقطعون آذان الأنعام التي يجعلونها لطواغيتهم، علامة على أنّها محرّرة للأصنام، فكانوا يشقّون آذان البحيرة والسائبة والوصيلة، فكان هذا الشقّ من عمل الشيطان، إذ كان الباعثُ عليه غرضاً شيطانياً.
14.مَحِيصاً:" أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً",المحيص من حاص يحيص حيصًا أي نفر وزاغ, ويطلق المحيص على المكان الذي يفر إليه الإنسان أي المراغ والملجأ.
15.نُشُوزاً:" وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً".نشوز من نشز ينشز أي ارتفع وأطلقت على الزوج أو الزوجة التي تترفع على زوجها فتعصيه وتظهر الكراهية لها.
16.غُلْفٌ:" وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً",الغلف بضم فسكون جمع أغلف وهو الشديد الغلاف مشتق من غَلَّفه إذا جعل له غِلافاً وهو الوعاء الحافظ للشيء والساتر له من وصول ما يُكره له.
17.يَسْتَنكِفَ:" لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ",الإستنكاف هو التكبّر والامتناع بأنفة، فهو أشد من الاستكبار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والألفاظ النادرة من سورة المائدة:
1.شعائر:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ ",الشعائر مفردها شعيرة على وزن فعيلة بمعنى مفعولة وهي من شعر اي علم وفطن,وجاءت هنا بمنعى علامة,فالشعائر ما جعل علامة على أداء عمل من عمل الحج والعمرة وهي المواضع المعظمة مثل المواقيت التي يقع عندها الإحرام، ومنها الكعبة والمسجد الحرام والمقام والصفا والمروة وعرفة والمشعر الحرام بمزدلفة ومنى والجمار.
2.القلائد:" وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ", جمع قِلادة وهي ظفائر من صوف أو وَبَر، يربط فيها نعلان أو قطعة من لِحَاءِ الشجر، أي قِشره، وتوضع في أعناق الهدايا مشبَّهة بقلائد النساء، والمقصود منها أن يُعرف الهدي فلا يُتَعرّض له بغارة أو نحوها.
3. أهل:"وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ",أهلّ من أهلّ يهلّ إهلالًا أي جهر بالصوت ومنه الإهلال بالحجّ، وهو التلبية الدالّة على الدخول في الحجّ، ومنه استهلّ الصبي صارخاً. قيل: ذلك مشتقّ من اسم الهلال، لأنّ العرب كانوا إذا رأوا هلال أوّل ليلة من الشهر رفعوا أصواتهم بذلك ليَعلم الناس ابتداءَ الشهر,وإبن عاشور قال :"ويحتمل عندي أن يكون اسم الهلال قد اشتقّ من جَهر الناس بالصوت عند رؤيته. وكانوا إذا ذبحوا القرابين للأصنام نادَوا عليها باسم الصنم، فقالوا: باسم اللاّت، باسم العُزّى", والمقصود بهذا كل ما ذُبح ولم يسم اسم الله عليه.
و"الموقوذة ": المضروبة بحجر أو عصا ضرباً تموت به دون إهراق الدم، وهو اسم مفعول من وقَذ إذا ضرب ضرباً مثخِناً.
4. النصب:"وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ",النصب تجمع على أنصاب وهي الحجر المنصوب ويراد بها الأصنام,والأستقسام هو طلب القِسم كما الإستفهام طلب الفهم,والقِسم هو الحظ,والأزلام مفردها زلم بفتحتين وهو عود سهم لا حديدة فيه.
5. مخمصة ومتجانف:"مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ",المخمصة هي المجاعة اشتقّت من الخَمَص وهو ضمور البطن، لأنّ الجوع يضمر البطون، وفي الحديث " تغدو خِماصاً وتروح بِطَاناً ",ومتجانف متمايل من الجنف وهو الميل,والمقصود به هو الميل إلى الحرام.
6. أخدان:"مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ",أخدان جمع خدن وهوالصديق ويقع على الذكر والأنثى.
7.َ الغائط:"وْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء",الغائط المنخفض من الأرض وهو من غاط في الأرض أي غاب واختفى,لأن العرب كانت عند قضائهم حاجتهم العضوية يذهبون إلى مكان بعيد يغيب عن أعين الناس فهو كناية عن قضاء الحاجة ومنها اشتق الفعل غوط تغوط.
8. تبوء:"إنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ",يبوء من باء يبوء أي رجع وهو رجوع مجازي ,أي تكتسب ذلك من فعلك، فكأنّه خرج يسعى لنفسه فباء(فرجع) بإثمين.
9. السحت:"سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ",السحت هو الحرام ,وهو من سحت يسحت أي استأصل على وجه الإهلاك.
10.َ هزو:"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً",الهزو هو الهزؤ في الأصل من هزء به يهزء هزؤًا أي استهزء واستخف به.
11. بحيرة:مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍوَلاَ وَصِيلَةٍ ,البحيرة هي الناقة التي تشق أذنها وهي فعيلة بمعنى مفعولة من بحر يبحر أي شق يشق, ومنها البحر أي الشق ,حيث كانت عادة العرب يشقّون أذن الناقة بنصفين طولاً علامة على تخليتها، أي أنّها لا تركب ولا تنحر ولا تمنع عن ماء ولا عن مرعى ولا يَجزرونها ويكون لبنها لطواغيتهم، أي أصنامهم، ولا يشرب لبنها إلاّ ضيف.
12.سائبة:" وَلاَ سَآئِبَةٍ ",والسائبة هي التي تهمل وتترك ,فهي البعير أو الناقة يجعل نَذراً عن شفاء من مرض أو قدوم من سفر فتترك لذلك.
13.الوصيلة: هي الشاة التي تلد أنثى بعد أنثى ,فتصل ولادة أنثى بأنثى بعدها, فسميت واصلة.
14.حام:"وَلاَ حَامٍ",فالحامي هو فحل الإبل إذا نُتجت من صلبه عشرة أبطن فيمنع من أن يركب أو يحمل عليه ولا يمنع من مرعًى ولا ماء. ويقولون: إنّه حمى ظهره، أي كان سبباً في حمايته، فهو حام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألفاظ من سورة الأنعام:
1."قِرْطَاسٍ":وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ", القرطاس هو اسم للصحيفة التي يكتب فيها ويكون من رَقّ ومن بَرْدى ومن كاغد، ولا يختصّ بما كان من كاغد بل يسمّى قرطاساً ما كان من رق,وقيا أن ما كتب من الصحيفة هو قرطاس وما لم يكتب فهو طرس,وقال الجواليقي هو معرب من لغة الروم وأصله "كارتا",وبالمناسبة فإن الكتاب في اللغة الرومانية الحديثة اللاتينية الأصل "كارتا".
2.ُ"فَاطِر": قلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ", فالفاطر هو المبدع والخالقُ. وأصله من الفطر وهو الشقّ. وعن ابن عباس: ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها.
3.أساطير":يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ", أساطيرجمع أسطورة كأحاديث وأحدوثة,وقيل هي جمع أسطار...وهذه مشتقة من سَطَر يسطُر سَطْرًا ,أي كتب ,ولكن الإسطار أو الأسطورة تكون في الكتابة الكاذبة.
4.ينأون":وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ",ينأون من النأي وهو البعد, فينأون أي يبتعدون.
5."أوزاهم":وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ",والأوزار جمع وِزر وهو الحمل الثقيل، وفعله وزَرَ يَزِرُ إذا حمل. ومنه قوله تعالى:"ولا تزر وازرة وزر أخرى",وأطلق الوزر على الذنب والجناية لثقل عاقبتها على جانيها.
6."لهو":"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ",اللهو: ما يشتغل به الإنسان ممّا ترتاح إليه نفسه ولا يتعب في الاشتغال به عقله. فلا يطلق إلاّ على ما فيه استمتاع ولذّة وملائمة للشهوة.
وبين اللهو واللعب العموم والخصوص الوجهي. فهما يجتمعان في العمل الذي فيه ملاءمة ويقارنه شيء من الخفّة والطيش كالطرب واللهو بالنساء هذا ما أكده العلامة إبن عاشور.
7."دابر":"فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ",الدابر اسم فاعل من دَبَره إذا مشى من ورائه. والمصدر الدُبور ودابر الناس آخرهم، وذلك مشتقّ من الدُبُر، وهو الوراء، وقطع الدابر كناية عن ذهاب الجميع لأنّ المستأصل يبدأ بما يليه ويذهب يستأصل إلى أن يبلغ آخره وهو دَابره.
8."شفيع":" لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ",شفيع من شفع يشفع أي طلب, فالشفيع عو الذي يطلب ,والمقصود بالطلب هنا هو طلب المغفرة.
9."كرب":"ُقلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ",الكرب هو الهم والحزن الذي يأخذ بالنفس, ويجمع على كروب,ويقال كربه الأمر اي أحزنه.
10."درست":"وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ",الدّراسة: القراءة بتمهّل للحفظ أو للفهم، ويقال: درس الكتاب، أي تعلّم. وسمّي بيت تعلّم اليهود المِدْرَاسَ، وسمّي البيت الّذي يسكنه التّلامذة ويتعلّمون فيه المدرسة.
11."يعمهون":"وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ",يعمهون من العمه ,عمه يعمه عمهًا وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهانا أي تردد وتحير وتأتي بمعنى حاد عن الصواب,والعمه في البصيرة كما العمى في البصر.
12."زخرف القول":"يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً",الأصل في الزخرف هو الزينة وأطلق الزخرف على الذهب لحسنه وزينته, وأطلق بعد ذلك على كل ما هو زينة ولو لم يكن ذهبًا,وأما زخرف القول فهو يعني المزوق من الكلام الباطل ,لأن ليس كل ما يلمع ذهب.
13."يخرصون":" إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ",يخرصون من الخرص , خرص يخرص خرصًا أي كذب ومنها قيل للكذاب خراص.
14."صَغار":"سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ",صغار تعني الذل العظيم والضيم,ويقال صغر يصغر صغارًا إذا ارتضى الذل والهوان, ويبدو أنها مشتقة من الصغر ,فالذليل يصغر في أعين الأقوياء.
15."حوايا":" إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ",الحوايا جمع حَوِيَّة، وهي الأكياس الشَّحميّة التي تحوي الأمعاء.
16."إملاق":"وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ",الإملاق هو الفقر,وأَصل الإملاق الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر. وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.