مشاهدة النسخة كاملة : نصارى الأندلس
الهزبر
2009-08-27, 10:57 PM
كان أهل الأندلس من النصارى واليهود عند الفتح الاسلامي لقمة سائغة لللمسلمين الفاتحين فكان من السهولة بمكان إجبار اهل الكتاب والطوائف الاسبانية على ترك دينها والدخول قسرا في الإسلام ولكن ذلك لم يحدث وانما ترك للجميع حرية اختيار الدين عملا بقول الله تعلى (لا إكراه في الدين)
ومرت السنون منذ الفتح الإسلامي للأندلس وازدهرت الدولة في عهد الأمويين وانسجم جل الأعراق مع المسلمين وتثاقفوا معهم فأدى ذلك إلى إسلام معظم أهل البلاد اختيارا وحبا في الدين الجديد لما وجدوا فيه من عدل وإنصاف وحقّ. ونتج عن ذلك أن أصبح النصارى واليهود الذين حافظوا على دينهم أقلية داخل مجتمع مسلم.
وكانوا ينعمون بمعاملة جيدة ويتمتعون بحقوق أهل الكتاب التي نصّ عليها الإسلام حتى أن الواحد منهم كان يدفع الجزية للدولة المسلمة ومقدارها قد يصل إلى عشر ما كان يدفعه كضرائب لدولة القوط الغربيين التي كانت تسيطر على إسبانيا قبل تكريم الله لها بالمسلمين. وقد كانت تلك الاقليات تسكن أهم المدن والمراكز كقرطبة واشبيلية وسرقسطة وغيرها وكان بعض النبهاء من اليهود والنصارى يتمتع بتقدير الخلفاء وثقتهم فكانوا يولّونهم بعض المناصب الهامة في الدولة.
وعندما اضمحلت دولة الأمويين بالأندلس وقامت مكانها دويلات الطوائف وكان ملوك الطوائف غفر الله لهم تفريطهم في الأرض والعرض يتنافسون في إرضاء الأقليات النصرانية لكسب ودّهم حيث كانت الأفليات تمثل خطرا على المسلمين خاصة مع التقدم.....
يتبع عندما يكف راس الهزبر عن الصداع:36_1_42:
الهزبر
2009-08-28, 04:12 AM
السلام عليكم
......التقدم الذي بدأت تشهده الإمارات النصرانية في الشمال وبداية ما يسمى بحرب الاسترداد التي أباح فيها البابا مالا يباح من جرائم ومذابح كل ذلك جعل ملوك الطوائف يتسابقون في إرضاء الأقليات النصرانية واليهودية لاتقاء شرّ دسائسهم.
كانت حياة اليهود والنصارى في كل فترات التواجد الإسلامي بالأندلس حياة رفاه وعز واستقرار وامن ونعيم وتسامح وحياة كهذه كان من الطبيعي أن تفرز قوما يتنفسون الولاء لمن أمنها لهم تنفسا ولكن ليس من الطبيعي أن تكون تلك النتيجة صحيحة لمقدمتها إن وقعت في فلك اليهود أو النصارى.
سنرى في المشاركة القادمة بإذن الله كيف أثبت النصارى أنهم نصارى بغدرهم وخذلانهم من عاهدوا
الهزبر
2009-08-29, 07:13 PM
السلام عليكم
دور نصارى طليطلة في سقوطها
كانت طليطلة من أكبر دول الطوائف رقعة ومساحة، وتحتل موقعًا حربيًا هامًا؛ حيث تقع على مشارف الأندلس الشمالية الوسطى، وعرفت منذ قيام الدولة الإسلامية بالأندلس بالثغر الأوسط؛ نظرًا لمتاخمتها حدود الممالك الأسبانية النصرانية، وعدت بذلك حاجز الدولة الإسلامية الشمالي الأوسط ضد عدوان النصارى.
وقامت في هذه المنطقة بعد سقوط الخلافة الأموية دولة "بني ذي نون" حيث تولى إسماعيل بن ذي نون حكم طليطلة سنة(427هـ: 1036م) لكنه لم يمكث في الحكم قليلاً؛ إذ توفي في سنة (435هـ: 1043م) وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل، وتلقب بالمأمون.
الاستعانة بالقشتاليين
وقد استطال مدة حكم "المأمون بن ذي النون" ثلاثة وثلاثين عامًا، أنفق معظمها في حروب داخلية مع منافسيه من ملوك الطوائف، واستهل صراعه مع "ابن هود" صاحب مملكة "سرقطة"، وهو جاره من الناحية الشمالية الشرقية، واستعان كل منهما في صراعه على توسيع رقعة مملكته ودولته بقشتالة ونافار الإمارتين المسيحيتين، بدلاً من أن يقفا معًا سدًا منيعًا في وجههما.
استباح النصارى أراضي المملكتين المسلمتين، بمساعي ابن هود وابن ذي النون الذميمة، وساءت أحوال المسلمين بعد أن عاث النصارى في أرضهم فسادًا، وتحركت مساعي الصلح بين الأميرين المسلمين، فتظاهرا بالرغبة في الصلح والمهادنة، ثم لم يلبثا أن عاودا القتال، كل واحد منهما يفسد أرض الآخر، وينزل بها الخراب والدمار بمساعدة حلفائه، واستمرت هذه الفتنة بين الأميرين ثلاثة أعوام من سنة (435 هـ: 1043م) إلى آخر سنة (438 هـ: 1046م)، ولم تتوقف هذه الحرب الوضعية إلا بوفاة ابن هود، وهدأت الأمور.
صراع في مملكة قشتالة
بعد أن استولى المأمون على إمارة بلنسية وضمها إلى دولته سنة (457هـ: 1065م) توفي في السنة نفسها فرناندو ملك قشتالة، وشب صراع بين أولاده الثلاثة: "سانشو" ملك قشتالة، و"ألفونسو" ملك ليون، و"غرسيه" ملك جليقية، واشتعلت حرب أهلية استمرت أعوامًا، انتهت بانتصار "سانشو" سنة (463هـ: 1071م) واغتصاب ملك أخويه، فلجأ "ألفونسو" إلى طليطلة؛ طالبًا حماية المأمون من ذي النون، فأكرم ضيافته، وعاش لمدة أشهر معززًا مكرمًا، حتى إذا توفي أخوه "سانشو" عاد إلى قشتالة ليتولى عرشها، وقد استغل هذا الأمير مدة إقامته في طليطلة في دراسة موقعها، ووضع الخطط التي تمكنه من الاستيلاء عليها إذا سنحت له الفرصة.. وهذا ما حدث بعد ذلك.
ولاية حفيد المأمون
توفي المأمون سنة (467هـ: 1075م) بعد أن نجح في بسط سلطانه على رقعة كبيرة من أرض الأندلس، وامتد حكمه ليشمل بلنسية وقرطبة، وقد خلفه حفيده "يحيى بن ذي النون" وكان فتى مترفًا قليل الخبرة والتجارب، يساعده وزير محنك له بصر بالأمور ودراية بالسياسة، لكن بطانة السوء زينت ليحيى ضرورة القضاء عليه، والتخلص منه، بدعوى استبداده بالأمر دونه، فمال إليهم، ونجحت مؤامرتهم في الفتك بالوزير الكفء في أوائل المحرم 468 هـ: 1076م.
جنى يحيى بن ذي النون، نتائج سياسته الحمقاء، فتعرض لدسائس خصومه بالداخل، وغارات جيرانه بالخارج، فتعرضت طليطلة لغارات ابن هود صاحب سرقطة، الذي كان يستعين بالجند النصارى، وخلعت بلنسية طاعتها، واستقل بها حاكمها، واسترد المعتمد بن عباد قرطبة حاضرة ملكه.
التجأ يحيى إلى قشتالة يلتمس منها الصون والحماية، نتيجة عجزه عن إدارة دولته، وضبط أمورها، وكان يحيى يعترف بطاعته لملك قشتالة ويدفع له الجزية، كما كان يفعل جده، ولكن ملك قشتالة غالى هذه المرة في طلباته، واشترط دفع مزيد من المال، وتسليم بعض الحصون القريبة من حدوده.. كل ذلك "ويحيى بن ذي النون" عاجز عن رده، حتى كادت خزائنه تنضب.
أدت هذه السياسة إلى اشتعال الثورة في طليطلة ضد حاكمها، فلاذ بالفرار هو وأهله إلى حصن "وبذة" سنة (473هـ: 1080م)، تاركًا طليطلة بلا حكومة، تضطرم بالفوضى، ولم يجد أهلها بدًا من استدعاء "المتوكل بن الأفطسي" أمير بطليوس ليتولى أمرهم، فقبل على كره منه، لكن يحيى عاود الاتصال مرة أخرى بملك قشتالة طالبًا عونه فأجابه إلى طلبه، وخرج معه في سرية من فرسانه، وساعده في الجلوس على عرشه المضطرب سنة (474 هـ: 1081م).
أطماع ملك قشتالة
كان ملك قشتالة قد أعد خطة ماكرة للاستيلاء على طليطلة، ساعده على تحقيقها تحالفات مخزية مع بعض ملوك الطوائف، مثل الحلف الذي عقده مع "المعتمد بن عباد" ملك إشبيلية، تعهد فيها بأن يعاون ابن عباد بالجند ضد أعدائه من الأمراء المسلمين، وفي مقابل ذلك يتعهد ابن عباد بأن يدفع لملك قشتالة جزية كبيرة، وأن يتركه حرًا طليقًا في أعماله ضد طليطلة، وألا يعترض سبيله في الاستيلاء عليها، وكان معظم ملوك الطوائف يؤدون في ذلة الجزية لملك قشتالة خوفًا من تهديداته، وطلبًا لعونه ضد بعضهم بعضا، ولم يسلم من هذا التصرف المشين سوى الأمير المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس.
ومن جانب آخر اتبع ملك قشتالة سياسة إرهاق طليطلة بشن الغارات المتوالية عليها، وتخريب مزارعها واستنفاد مواردها، وظل يمارس تلك السياسة أربع سنوات كاملة، منذ أن أعاد يحيى بن ذي النون إلى عرشه سنة (474هـ: 1081م)، حتى يجد الفرصة السانحة للانقضاض على المدينة المنهكة، فلا تقدر على دفع الخطر الداهم عنها.
وضحت سياسة ملك قشتالة لكل ذي عينين، لكن ملوك الطوائف أصاب أعينهم العمى، فلم يروا الأخطار المحدقة بهم، وقيد خطوهم تحالفاتهم المخزية مع ملك قشتالة، وانشغالهم بمحاربة بعضهم بعضا، وبعد بعضهم عن مسرح الأحداث، ولم تُجْدِ الصرخة المنذرة التي أطلقها العلامة أبو الوليد الباجي الذي طاف عليهم ، يثير فيهم نخوتهم، ويحرك ضمائرهم، ويذكرهم بأخوة الإسلام، وإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، لكن صيحته ضاعت سدى، وغلبت الأهواء كل تفكير سليم.
سقوط طليطلة
وفي سنة (477هـ: 1084م) ضرب ألفونسو ملك قشتالة حصاره حول طليطلة، ولم يتقدم أحد لنجدتها، وكان يمكن لملك إشبيلية المعتمد بن عباد أن يكون أول من يقوم بالنجدة، لكنه لم يفعل هو ولا غيره، باستثناء المتوكل بن الأفطس، الذي أرسل ولده الفضل بجيش قوي لدفع ألفونسو عن طليطلة، لكنه لم يوفق لغلبة القوى النصرانية، على الرغم مما أبداه من حماسة بالغة وما خاصة من معارك دامية.
استمر الحصار نحو تسعة أشهر، واستبد بالناس الجوع والحرمان، واشتدت الحاجة دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل أو إشراقة صباح، بعدما تخاذل الأخ، وانزوى الرفيق، وجبن الصديق، وفشلت محاولات الصلح مع ملك قشتالة الذي لم يقبل إلا بتسليم المدينة، فاضطر يحيى إلى تسليم المدينة، وغادرها إلى بلنسية. أما ألفونسو فقد دخل المدينة ظافرا في يوم الأحد الموافق غرة صفر 478 هـ: 25 مايو 1085م.
ولمدة تزيد عن 6 سنوات دأبت الأقليات في طليطلة على تدبير الدسائس وبث الفتن والاضطرابات داخل المدينة والاتصال المستمر بألفونسو الصليبي زعيم صليبي إسبانيا ومؤازرة الناقمين من المسلمين الأغبياء ضد الحكومة القائمة، والعمل على تحطيم كل جبهة حقيقية للمقاومة، ولعبت الأقليات دورها على أكمل وجه حتى سقطت طليطلة بيد ألفونسو الصليبي كما سبق.
إسلام علي
2009-08-29, 09:52 PM
حقيقي كلما أذكر موضوع الأندلس وسقوطها وفترة الحروب بين المسلمين وبعضهم فيها بتضايق جداً
ولا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيراً على الموضوع
الهزبر
2009-09-02, 02:49 AM
السلام عليكم
وفي سنة 519 هـ قام النصارى المعاهدون باستدعاء "ألفونسو الأرجوني" المعروف بالمحارب وكان أقوي ملوك الصليبيين وقتها لغزو الأندلس واحتلالها ووعدوه بانضمام عشرات الألوف منهم، وأرسلوا له بأسمائهم في عرايض لضمان ولائهم، ووعدوه بالمساعدة بالذخائر والمؤن والأرواح والدماء، وبالفعل قام ألفونسو المحارب بغزوته الشهيرة واخترق قواعد الأندلس يعيث فيها فسادًا، وجنود "الأقليات" ينضمون إليه أثناء سيره يدلونه على المسالك والطرق ومداخل البلاد، ولكن بفضل الله عز وجل وحده فشلت تلك الغزوة الجريئة، وعاد ألفونسو خائبًا فما كان من "الأقليات " إلا أن شعرت بخطورة موقفها، ففر عشرات الألوف من النصارى، ورحلوا في صحبة "ألفونسو" وتركوا ديارهم وأهليهم.
وغير هذا كثير.
يقول المؤرخ النصراني الأستاذ "بيدال" : "إن نجم المعاهدين قد بزغ ثانية عقب انحلال الدولة الأندلسية وقيام دول الطوائف الضعيفة واستطاعوا أن يؤدوا خدمات جليلة لقضية النصرانية والاسترداد النصراني"
حقيقي كلما أذكر موضوع الأندلس وسقوطها وفترة الحروب بين المسلمين وبعضهم فيها بتضايق جداً
ولا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيراً على الموضوع
هو جرح لا أراه يندمل ابدا الا بفتحها مرة اخرى
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir