عزتي بديني
2009-09-09, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَلاَ يَرْفثْوَلاَ يَجْهَلْ ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّيصَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، يَتْرُكُ طَعَامَهُوَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ،وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا )) .
الراوي:أبو هريرة.. المحدث : البخاري- المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 1894
خلاصة الدرجة: [صحيح]
(( الصِّيَامُجُنَّةٌ)) ، أنه يقي صاحبه ما يؤذيه من الشَّهوات , فالصيام حجاب يتستر بهالصائم ؛ حتى لا يعبث به هواه ، فيرديه في المآثم التي توعده الله عليها بالنار ،فيكون الصيام حجابًا من النار بِوَاسطة أنه يقيه منَ الشهوات ، وهذه إذا سلم من تأثيراتها لم يشمله الوعيد ، وتَسَرْبل بِحِجاب الأمن منَ العذاب .
ولا يبعد هذا إذا قلنا: إن الصائم في عبادة خالقه ما داممتحليًا بصفات القانتين ، صاعدة نفسه في مراقي الكمال ، متطلعة إلى عالم الملائكة ،متصفة بأخص صفاتهم التي تكون للمرء نعم الساتر بينه ، وبين سائر المهلكات .
(( فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ)) لايصدر منه الفحش ، ولا يجل بارتكابه ما هو من أفعال أهل الجهل والأهواء ، ولا يجادلبغير علم ،والرفث : منكر في الفطر والصيام ، وهو منالصائم أشد لأن حالة العبادة تُنَادي بالابتعاد عنِ المخاطر ، وإلا أوشك أن يخرجَمنها الصائم ، وهو خاسر الصَّفْقَتَيْن .
(( وَإِنِامْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ -مَرَّتَيْنِ- )) ، وهذا من الحديث مثال ثانٍ لخلق الصائم ، الذيدأبه مرضات الله - عز وجل- لا يخضع لما تمليه عليهإرادته منَ الانتقام لنفسه ؛ بل يكون مثالاً ليقتدي به مَن لا خَلاق له ، فيرده عنغَيِّه بلطيف قوله ، وكفى بتذكيره بالصيام واعظًا ، وأنه في عبادة ربِّه الذي لايخفى عليه ظلم كل معتد أثيم، وأن العابد يتنزه أن يلوث نفسه بالخطايا وينقض غزله ،وهو لا يشعر .
(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)) ، وكفى بهذا القسم، وإنه لو تعلمون عظيم في بيان ما يكتنف الصائم من كمالات ، وهذا الذي يتسرب إلىبعض الأذهان من أن الصائم يعتريه من الصفات لخلو معدته ما ينفر منه ، هو عند اللهعلى نحو ما تستطيبونه في حياتكم الدنيا أيها الغافلون .
والعبادة يتطلب لها كمال الظاهر والباطن، فطيب المصلي المسك، وطيبالصائم خلوف فمه، ويزول هذا الطيب بِعَثرات اللسان كما يرتفع الحجاب بما يأتي بهالمرء مِن قبيح الأفعال.
(( يَتْرُكُطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي)) ، وهذا فيه التصريحبالتروك الثلاثة ، التي هي مظاهر الصيام ، وبيان لصفة الإخلاص التي امتازت بها هذهالعبادة ، التي يَجْني من ورائها الصائم نعمًا كثيرة { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] ، بعضها يرجع إلىعالَم المشاهدة من سلامة في الجسم والعقل ، وبعضها يلقاه يوم الجزاء .
(( الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)) تولى الله - تعالى_ الإعطاء بنفسه كان فى ذلك إشارة إلى عظم ذلكالعطاء وتفخيمه مضاعفة ففيه الجزاء من غير عدد ولا حساب
أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَلاَ يَرْفثْوَلاَ يَجْهَلْ ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّيصَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، يَتْرُكُ طَعَامَهُوَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ،وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا )) .
الراوي:أبو هريرة.. المحدث : البخاري- المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 1894
خلاصة الدرجة: [صحيح]
(( الصِّيَامُجُنَّةٌ)) ، أنه يقي صاحبه ما يؤذيه من الشَّهوات , فالصيام حجاب يتستر بهالصائم ؛ حتى لا يعبث به هواه ، فيرديه في المآثم التي توعده الله عليها بالنار ،فيكون الصيام حجابًا من النار بِوَاسطة أنه يقيه منَ الشهوات ، وهذه إذا سلم من تأثيراتها لم يشمله الوعيد ، وتَسَرْبل بِحِجاب الأمن منَ العذاب .
ولا يبعد هذا إذا قلنا: إن الصائم في عبادة خالقه ما داممتحليًا بصفات القانتين ، صاعدة نفسه في مراقي الكمال ، متطلعة إلى عالم الملائكة ،متصفة بأخص صفاتهم التي تكون للمرء نعم الساتر بينه ، وبين سائر المهلكات .
(( فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ)) لايصدر منه الفحش ، ولا يجل بارتكابه ما هو من أفعال أهل الجهل والأهواء ، ولا يجادلبغير علم ،والرفث : منكر في الفطر والصيام ، وهو منالصائم أشد لأن حالة العبادة تُنَادي بالابتعاد عنِ المخاطر ، وإلا أوشك أن يخرجَمنها الصائم ، وهو خاسر الصَّفْقَتَيْن .
(( وَإِنِامْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ -مَرَّتَيْنِ- )) ، وهذا من الحديث مثال ثانٍ لخلق الصائم ، الذيدأبه مرضات الله - عز وجل- لا يخضع لما تمليه عليهإرادته منَ الانتقام لنفسه ؛ بل يكون مثالاً ليقتدي به مَن لا خَلاق له ، فيرده عنغَيِّه بلطيف قوله ، وكفى بتذكيره بالصيام واعظًا ، وأنه في عبادة ربِّه الذي لايخفى عليه ظلم كل معتد أثيم، وأن العابد يتنزه أن يلوث نفسه بالخطايا وينقض غزله ،وهو لا يشعر .
(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)) ، وكفى بهذا القسم، وإنه لو تعلمون عظيم في بيان ما يكتنف الصائم من كمالات ، وهذا الذي يتسرب إلىبعض الأذهان من أن الصائم يعتريه من الصفات لخلو معدته ما ينفر منه ، هو عند اللهعلى نحو ما تستطيبونه في حياتكم الدنيا أيها الغافلون .
والعبادة يتطلب لها كمال الظاهر والباطن، فطيب المصلي المسك، وطيبالصائم خلوف فمه، ويزول هذا الطيب بِعَثرات اللسان كما يرتفع الحجاب بما يأتي بهالمرء مِن قبيح الأفعال.
(( يَتْرُكُطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي)) ، وهذا فيه التصريحبالتروك الثلاثة ، التي هي مظاهر الصيام ، وبيان لصفة الإخلاص التي امتازت بها هذهالعبادة ، التي يَجْني من ورائها الصائم نعمًا كثيرة { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] ، بعضها يرجع إلىعالَم المشاهدة من سلامة في الجسم والعقل ، وبعضها يلقاه يوم الجزاء .
(( الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)) تولى الله - تعالى_ الإعطاء بنفسه كان فى ذلك إشارة إلى عظم ذلكالعطاء وتفخيمه مضاعفة ففيه الجزاء من غير عدد ولا حساب