عزتي بديني
2009-09-10, 12:18 AM
بسـم الله الرحمـن الرحيـم
كان النبي يخص العشرالأواخرمن رمضان بأعمال لا يقوم بها في بقية الشهر،ومن هذه الأعمال:
1. إحياء الليل، ففي حديث عائشة قالت: "كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر -يعني الأخير- شمَّر وشدَّ المئزر" رواه أحمد، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياءغالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: "ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح".
2. ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة فيليالي العشر دون غيرها من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشرالأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك،وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعليّا ليلا فيقول لهما: «ألا تقومان فُتصليان»رواه البخاري ومسلم، وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر.
وكانت امرأة أبي محمد حبيبالفارسي تقول له بالليل: (قد ذهب الليل وبين أيدينا طريقبعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا (.
3. ومنها: أن النبي كان يشدُّ المئزر، واختلفوا في تفسيره؛ فمنهممن قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أنالمراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون ومنهم سفيان الثوري،وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس: «وطوى فراشه، واعتزل النساء».
4. ومنها: تأخيرهلل فطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءهسحورا، ولفظ حديث عائشة: «كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام فإذا دخل العشر شدَّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعلالعشاء سحورا». رواه ابن أبي عاصم.
وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ،قال: «لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلىالسحر»، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: «إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني».رواه البخاري.
وظاهر هذا يدل على أنه كاني واصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفا له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.
5. ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: «واغتسل بين الأذانين» والمراد: أذان المغرب والعشاء.
قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر.
فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد،وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهرمع خراب الباطن لا تغني شيئا.
ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا منزين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصا ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس،وباطنه بلباس التقوى.
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقوى *** تقلب عُريانا وإن كان كاسيا
6. ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتىتوفاه الله تعالى، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،«كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العامالذي قُبض فيه اعتكف عشرين». وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلبفيها ليلة القدر، قطعا لأشغاله، وتفريغا لباله، وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغلهعنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله وما يُرضيهعنه، وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.
عن كتاب لطائف المعارف فيم المواسم العام من الوظائف للحافظ ابن رجب الحنبلي.باختصار
كان النبي يخص العشرالأواخرمن رمضان بأعمال لا يقوم بها في بقية الشهر،ومن هذه الأعمال:
1. إحياء الليل، ففي حديث عائشة قالت: "كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر -يعني الأخير- شمَّر وشدَّ المئزر" رواه أحمد، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياءغالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: "ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح".
2. ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة فيليالي العشر دون غيرها من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشرالأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك،وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعليّا ليلا فيقول لهما: «ألا تقومان فُتصليان»رواه البخاري ومسلم، وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر.
وكانت امرأة أبي محمد حبيبالفارسي تقول له بالليل: (قد ذهب الليل وبين أيدينا طريقبعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا (.
3. ومنها: أن النبي كان يشدُّ المئزر، واختلفوا في تفسيره؛ فمنهممن قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أنالمراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون ومنهم سفيان الثوري،وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس: «وطوى فراشه، واعتزل النساء».
4. ومنها: تأخيرهلل فطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءهسحورا، ولفظ حديث عائشة: «كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام فإذا دخل العشر شدَّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعلالعشاء سحورا». رواه ابن أبي عاصم.
وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ،قال: «لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلىالسحر»، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: «إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني».رواه البخاري.
وظاهر هذا يدل على أنه كاني واصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفا له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.
5. ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: «واغتسل بين الأذانين» والمراد: أذان المغرب والعشاء.
قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر.
فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد،وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهرمع خراب الباطن لا تغني شيئا.
ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا منزين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصا ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس،وباطنه بلباس التقوى.
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقوى *** تقلب عُريانا وإن كان كاسيا
6. ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتىتوفاه الله تعالى، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،«كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العامالذي قُبض فيه اعتكف عشرين». وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلبفيها ليلة القدر، قطعا لأشغاله، وتفريغا لباله، وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغلهعنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله وما يُرضيهعنه، وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.
عن كتاب لطائف المعارف فيم المواسم العام من الوظائف للحافظ ابن رجب الحنبلي.باختصار