مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الدمشقي الأشعري.
الصفحات :
1
2
3
4
[
5]
6
7
8
9
الهزبر
2009-10-04, 11:35 PM
السلام عليكم
سنبين في هذه المشاركة ضلالات متصوفة الاشاعرة اخذين الغزالي كمثال. لان الاخ الدمشقي طالب بالدليل وذلك من حقه خاصة وأنه قد قال عندما سالته عن اهم علماء مذهبه.
و من أهم علماء العقيدة :
1- أبو الحسن الأشعري
2- بن الباقلاني
3- الغزالي
4- ابن فورك
يطالب الاشعري الدمشقي بارك الله فيه بالدليل على ان الغزالي قال في قانون التاويل بان العقل حاكم لايكذَّب قط، وأن من كذَّب العقلَ فقد كذّّب الشرع. ولولا صدق العقل لما عُرِف النبُي من المتنبي.
خذ ما يقوله الغزالي بالحرف الواحد.
والفرقة الخامسة: وهي الفرقة المتوسطة الجامعة بين البحث عن المعقول والمنقول، الجاعلة كل واحدٍ منهما أصلاً مهماً، المنكرة لتعارض العقل والشرع وكونه حقاً، ومن كذب العقل فقد كذب الشرع، إذ بالعقل عرف صدق الشرع، ولولا صدق دليل العقل لما عرفنا الفرق بين النبي والمتنبي، والصادق والكاذب.
وكيف يُكذّب العقل بالشرع، وما ثبت الشرع إلا بالعقل؟!!
بل ويقول مادحا لفرقته
وهؤلاء هم الفرقة المحقة، وقد نهجوا منهجاً قويماً
اخي الدمشقي ها قد نقلت لك من كتاب الغزالي.(الصفحة 7 من ملف وورد من موقع الرازي)
والان الى متصوفة الاشاعرة عموما والغزالي نموذجا.كشف منهج متصوفة الاشاعرة في مصدر التلقي الذي زادوه حدثني قلبي عن ربي الالهام والكشف.
لم يكتف الاشاعرة بتحكيم العقل على النص بل حكموا معيارا اخر هو الكشف والذوق والالهام والفيض.
وقد حدث ذلك لان اهل البدع عندما اعرضوا عن التلقي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان لهم مشربان كبيران تلقوا منهما.
كان المشرب الاول هو اليونان والصابئة. وقد افرز تقديم العقل وما قدموا الا تخرصات وظنونا.
اما المشرب الثاني فكان البراهمة والمجوس والنصارى وقد افرز هذا المشرب الكشف والذوق والفيض. وان رمت الحق فقل اضغاث احلام.
وقدج هاجم الصوفية اهل الحديث والاثر قائلين.
أخذتم علمكم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت يقول أمثالنا حدثني قلبي عن ربي وأنتم تقولون حدثني فلان -وأين هو؟ قالوا مات-عن فلان-أين هو؟ قالوا مات.
ولكن ما علاقة ذلك بالاشاعرة. انظر انظر الى هذه المصائب وارفع يديك الى السماء واطلب من الله الستر والعافية.
ارتباط الاشاعرة بالتصوف وامتزاجه به واقع يشهد به ظروف نشأة كلا المذهبين وأعلام رجاله والادلة كثيرة منها.
1 ان الامام ابا الحسن الاشعري رحمه الله(قبل ان يعود الى طريقة السلف ويكتب كتاب الابانة) كان مريدا للصوفية متتلمذا الجنيد ودليل ذلك النونية التي كتبها السبكي صاحب الطبقات.
يقول السبكي في النونية.
واتى أبو الحسن الامام الاشعري*مبينا للحق أي بيان
ومناضلا عما عليه الائك الأ* سلاف بالتحرير والاتقان
يقفو طرائقهم ويتبع حارثا*أعني محاسب نفسه بوزان*
* الحارث المحاسبي هو أول من ابتدع التأليف في الوساوس والخطرات وقدذكر ابن الجوزي بلاواه وقد أمر الامام احمد بهجره فمات مهجورا. فاي رابط للاشاعرة مع السلف ان كان شيخهم اخذ عن هذا الحارث. ولكن الاشعري ثاب الى رشده في مرحلته الثالثة.
فلقد تلقى حسن منهجه عن ال*شياخ أهل الدين والعرفان
......
مثل ابن ادهم والفضيل وهكذا*معروف المعروف في الاخوان.
ثم يذكر بعض الشيوخ(اتوا بعد الاشعري( ويقول بعدها
فلديهم حسن اعتقاد مثل ما*لهم به التاييد يوم رهان
لم لا يتابع هؤلاء وشيخه ال*شيخ الجنيد السيد الصمداني
عنه التصوف قد تلقى فاغتدى*وله به وبعلمه نوران.
2 الدليل الثاني على الارتباط بين الصوفية والاشاعرة.
أبو الحسن الباهلي (تلميذ ابي الحسن الاشعري وكانت له اليد الطولى في نشر المذهب الاشعري) كانت له أحوال مع الصوفية غريبة ننقل منها ما ذكره ابن عساكر وتابعه عليه ابن السبكي أنه كان يتحجب عن الرجال وحتى على نساء بيته وتظهر عليه خبالات الصوفية.
انظر ما نقل عنه تلميذه القاضي ابو بكر الباقلاني رحمه الله.
":نت أنا وأبو.............................
هذا ما سنراه في المشاركة القادمة.
انتظروا الفضيحة.
ويقول الدمشقي.
3- إن كان بعض الصوفية يقولون كما تزعم فالأشاعرة بريئون من هذا القول و ليس كل الأشاعرة صوفية
سنرى هل الاشاعرة برءاءُ من أقوال الصوفية أم انهم وجهان لعملة واحدة.
يتبع غدا باذن الله فقد تعبت من الكتابة.
الهزبر
2009-10-05, 04:05 PM
السلام عليكم
انظر ما نقل عنه تلميذه القاضي ابو بكر الباقلاني رحمه الله.
":نت أنا وأبو.............................
هذا ما سنراه في المشاركة القادمة.
هذا ما قلته في المشاركة السابقة. نواصل. صلة الاشاعرة بالمتصوفة.
قال الباقلاني.
"كنت أنا وابو إسحاق الاسفرائيني وابن فورك معا في درس الشيخ الباهلي وكان يدرّس لنا في كل جمعة مرة واحدة. وكان منا في حجاب يرخي الستر بيننا وبينه كي لا نراه وكان من شدة اشتغاله بالله مثل والهٍ أو مجنون. لم يكن يعرف مبلغ درسنا حتى نذكره ذلك."
وقال أبو الفضل محمد بن علي الصعلكي "كان الباهلي يسأل عن سبب النقاب وإرساله الحجاب بينه وبين هؤلاء الثلاثة كاحتجابه عن الكل. فإنه كان يحتجب عن كل واحد؟ فأجاب إنهم يرون السوقة وهم أهل الغفلة فيروني بالعين التي يرون أولئك بها."
وقال " كانت له جارية تخدمه فكان حالها أيضا معه كحال غيرها من الحجاب وإرخاء الستر بينه وبينها."
المصدر. طبقات الشافعية (3/380-381) و ابن عساكر ص187.
تعليق. وكان النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى الأصنام يوما وما قابل كفار قريش.
هذه كانت حال الشيخ الثاني للمذهب الاشعري(صوفي للصميم) وتلاميذهم هم أعلام المذهب الذين فلسفوا المذهب وقعّدوه. فماذا نتوقع من الاشاعرة؟
الدليل الثالث على الارتباط بين الاشاعرة والصوفية.
وممن أخذ عن الباهلي وابن مجاهد وطبقته المتصوف أبو علي الدقاق وعلى يديه تتلمذ الصوفي المشهور أبو القاسم القشيري صاحب المصنفات المشهورة ولا يقل افتخار الاشاعرة بالقشيري عن افتخار الصوفية به. فهو عالم أشعري يشار اليه بالاصابع عندهم فضلا عن صحبته لابي المعالي الجويني وما يدل على ان للاشاعرة فيه نصيب عظيم كتابته لرسالة عندما تعرض الاشاعرة للعن من فوق المنابر ايام السلاجقة وكان عنوان الرسالة(شكاية اهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة) وهي رسالة عظيمة القدر عند الاشاعرة الغابرين والمعاصرين.(جامع الرسائل القشيرية)
وابن القشيري هذا واسمه ابو نصر بن القشيري زعيم الاشاعرة في عصره وقد وقعت الفتنة في عصره بين اهل السنة والاشاعرة.(المنتظم لابن الجوزي 8-305)
فالعلاقة اذا بين الصوفية والاشاعرة علاقة متينة لا يمكن لاحد انكارها وان كان اشعريا كالاخ الدمشقي.
فلماذا تقول اخي الدمشقي.
3- إن كان بعض الصوفية يقولون كما تزعم فالأشاعرة بريئون من هذا القول و ليس كل الأشاعرة صوفية
أتجعل الباهلي وابن فورك والباقلاني والاسفرائيني والقشيري وابنه من بعض الاشاعرة. كل منهم حجة عند الاشاعرة. لو سمعوا قولك لكذبوك كما لو سمعوا اقوال خلفهم المتاخرين لكذبوهم وقد نتظرق لذلك.
نتابع الان الغزالي وتخريفاته التي وعدت بالحديث عنها في المشاركة القادمة.
الهزبر
2009-10-05, 05:07 PM
السلام عليكم
ابو حامد الغزالي عده القشيري من جملة من ذكر في الطبقة الثالثة. فقد كان الغزالي متاثرا بالصوفية كما هو حال بقية علماء الاشاعرة. وقدر الغزالي معلوم عند الاشاعرة فقد اخذ الرازي معظم افكاره وشطحاته في الاحياء وعلى يديه "انتشر المذهب الأشعري انتشارا كبيرا" كما قال الكوثري (مقدمة الانصاف ص11)
ولعلاقة الاشاعرة بالتصوف استبطن الغزالي كتب من سبقه من الصوفية وخاصة منهم المحاسبي ونثرها في الاحياء ممزوجة بعلم الكلام فاسس بذلك منهجا بدعيا متميزا خلط فيه بين التجهم والباطنية والتصوف والكلام.
وقد كتب الغزالي قواعد العقائد على المنهج الاشعري في الاحياء ووقف عند ما يؤول وما لا يؤول وحقيقة ظواهر النصوص ووبواطنها فحار في ذلك ثم رجّح النور الالهي والكشف وجعله هو المعيار.
يقول الغزالي" وفي هذا المقام لارباب المقامات إسراف واقتصاد فمن مسرف في رفع الظواهر انتهى إلى تغيير جميع الظواهر والبراهين أو أكثرها (ثم ذكر أن هؤلاء يجعلون كل ما ورد في المغيبات بلسان المقال انما هو بلسان الحال, كما في سؤال منكر ونكير’ ومناظرات اهل الجنة والنار...) وغلا اخرون في حسم الباب, منهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه ...الى ان يقول ... والظن باحمد بن حنبل رضي الله عنه انه علم أن الاستواء ليس هو الاستقرار!!!! والنزول ليس الانتقال؟ ولكنه منع التأويل حسما للباب...
وذهبت طائفة الى الاقتصاد وفتحت باب التاويل .......يتحدث عن الاشاعرة والمعتزلة والفلاسفة... وقال بعد ذلك وحدّ الاقتصاد بين هذا الانحلال كله وبين جمود الحنابلة(ههههه) دقيق غامض لا يطلع عليه الا الموفّقون الذين يدركون الامور بنور الهي لا بالسماع ثم اذا انكشفت لهم اسرار الامور على ما هي عليه نظروا الى السمع والالفاظ الواردة فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين أقروه وما خالف أولوه فأما من يأخذ معرفة هذه الامور من السمع المجرد فلا يستقر له فيها قدم ولا يتعين له موقف. والاليق بالمقتصر على السمع المجرد مقام أحمد بن حنبل رحمه الله."(احياء علوم الدين للغزالي 1/178-180.
وكما ترون فان الاخذ بالنصوص عند الغزالي يؤدي الى الاضطراب وعدم الثبات ولذلك فان الحل هو ان نرد النقل الى معيار الكشف والذوق والنور الالهي.
اذا الغزالي يقر بلسانه ما كنت قد قلته عنه الكشف والنور الالهي والذوق مقدم على النقل وحاكم عليه.
فتأكدوا ايها الاشاعرة انه قدم الذوق ام العقل على النص.
نحن لا نقدم على قال الله قال الرسول شيئا.
وقد تبين للقارئ الان صحة ما قلت للدمشقي
ذهب طائفة منهم وهمصوفيتهم – كالغزالي والحامي – في مصدر التلقي هو تقديم الكشف والذوق على النصوتأويل النص ليوافقه ، وقد يصححون بعض الأحاديث ويضعفونها حسب هذا الذوق ، كحديثإسلام أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ودخولهما الجنة بزعمهم ، ويسمون هذا"العلم اللدني"جرياً على قاعدة الصوفية"حدثني قلبي عن ربي"
وتبين ايضا ان اعتراض الدمشقي على كلامي فيه خير كثير فقد تم فضح الاشاعرة في هذا وتبين ان الدمشقي لا يعلم مذهبه وما يقول رجاله او انه يغطي الشمس بالغربال عل محاوره يتوه بين الادلة. انظروا كيف قال نافيا جازما.
و يوجد بعض الصوفية من يصحح الحديث اعتمادا على الكشف
لكن تضعيف الأحاديث الصحيحة بالكشف و الذوق لم أسمع به
فهل عندك بينة منه ؟؟
أعطيتك البينة. وأسمعتك مالم تسمع به.
يتبع
ومازلنا مع تخبطات الغزالي رحمه الله لاثبات زوغان الفكر الاشعري عن طريق احد اهم رجالاته. واثباتا لما انكره الدمشقي الطيّب.
الهزبر
2009-10-06, 12:04 PM
السلام عليكم
نواصل باذن الله.
أثبتت بحمد الله في المشاركة السابقة ان الاشاعرة منقسمون مضطربون فيما بينهم فمنهم من يقدم العقل على النقل ومنهم من يقدم الكشف والذوق. كل حسب مشربه ومن تعددت مشاربه تعددت بوائقه واثبتنا ان الغزالي رجح المنهج الثاني.
وقال الغزالي بان المقتصر على السمع المجرد من الكشف والذوق والالهام لا يصل الى حقائق الامور.
ولذلك فان الاشاعرة يعدون احمد ابن حمبل والامام مالكا والبخاري وغيرهم وفقا لمنهجهم علماء شريعة اما المحاسبي والجنيد والغزالي فانهم علماء حقيقة.
ثم قال الغزالي رحمه الله.
"الطريق الثاني-وهو التعليم الرباني- على وجهين:
الاول: القاء الوحي. وقد خرف في ذلك تخريفا وابتدع ابتداعا ولا ضرورة لنقل ما قال الغزالي عن الوحي.
الثاني:
"الوجه الثاني هو الالهام والالهام: تنبيه النفس الكلية للنفس الجزئية الانسانية على قدر صفائها وقبولها وقوة استعدادها.
والالهام اثر الوحي فان الوحي هو تصريح الامر الغيبي والالهام هو تعريضه والعلم الحاصل عن الوحي يسمى علما نبويا والذي يحصل عن الالهام يسمى علما لدنّيّا.
والعلم اللدنّي هو الذي لا واسطة في حصوله بين النفس وبين الباري.وانما هو كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف فارغ لطيف.
وذلك ان العلوم كلها حاصلة في جوهر النفس الكلية الاولى(هذا كلام فلاسفة اليونان الملاحدة) الذي هو في الجواهر المفارقة الاولية المحضة بالنسبة الى العقل الاول كنسبة حواء الى ادم عليه السلام."
كلام الغزالي هذا تجد معناه في رسائل اخوان الصفا ورسائل بولس وللغزالي اقتباسات اخرى من مصطلحاته عبر عنها بالملكوت والجبروت وقد اخذ الغزالي والفلاسفة ايضا من الفلسفة الوثنية وزوقها بالفاظ عربية حتى يخدع بها المسلمين لانهع شرب ذلك في علم الكلام. ومثاله انه جعل العلاقة الافلاطونية بين النفس الكلية والعقل الكلّي تتحلى بصبغة اسلامية كما عبر عنها بولس بتولد الابن من الاب
ثم ييقول.
وفرق بين الرسالة والنبوة: فالنبوة قبول النفس القدسية حقائق المعلومات عن جوهر العقل الاول."
اليست هذه مقولات فلاسفة اليونان الوثنيين. يا جماعة هذا كلام خطير جدا لانه يجعل اللع تعالى عقلا اولا.
وللعلم فان اليونان ومن اتبعهم من الفلاسفة المسلمين يقولون بالعقول المدبرة السبعة وهي كواكب جعلوها مقام الالهة والغزالي يقول العقل الاول. ماهذا الالحاد يا اشاعرة. اين وصف الله نفسه بالعقل. لقد وصف الله نفسه بالعليم.
وقد نفضح معتقدات الفلاسفة المسلمين في احد الايام.
ايها القارئ تبين لك ما تبين من حق.
لسان حال الاشاعرة يقول يا ايها النبي صلى الله عليه وسلم ان كان ما وردنا عنك متواترا ولم يعجب اذواقنا وكشوفاتنا وعقولنا أولناه على اهوائنا اما ان كان ما وصلنا منك حديث احاد نفيناه واهملناه وضعّفناه ولم نعمل به فهو اهون من ان نعمل فيه عقولنا.
أهكذا نفعل مع حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع وسانهي مداخلتي قريبا باذن الله
الهزبر
2009-10-06, 08:49 PM
السلام عليكم
يقول الاخ الدمشقي
و قد قال الإمام السبكي :
الإلهام إيقاع شيء في القلب سثلج به الصدر .... وليس بحجة .... خلافا لبعض الصوفية .اهـ
اذا فقد خالف السبكي ابا حامد الغزالي في اصل كبير كهذا.
و من جملة اعتقادي
الله موجود بلا مكان
الله ليس داخل العالم و لا خارجه
الله واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في أفعاله
الله منزه عن الجسمية و لوازمها
القرآن كلام الله و ليس بمخلوق
الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم و أرضاهم
ذلك اعتقادك وسنناقشه باذن الله فاشرحه لنا. واعتقد بان هذا هو اهم ما في الحوار وما سبق كانت مقدمات هامة.
أود أن اشير الى مسألة هامة و هي أن الأصل الآخذ بظاهر النصوص
و في ذلك يقول الإمام فخر الدين الرازي في أساس التقديس:
صرف اللفظ عن ظاهره إلى معناه المرجوح لا يجوز إلا عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع 0اهـ
و قال الإمام السبكي رحمه الله :
الظاهر ما دل دلالة ظنية
و التأويل حمل الظاهر على المحتمل المرجوح
فإن حمل لدليل فصحيح
أو لما يظن دليلا ففاسد
أو لا لشيء فلعب لا تأويل . اهـ
اما عن هذا فلتراجع المشاركات السابقة وللقارئ الحكم.
ويقول الاخ الاشعري.
و لكن قبل ان أبدا في الحوار أريد رأيك في كل من :
عبد الله بن أحمد بن حنبل صاحب السنة
البربهاري
الدارمي صاحب الرد على الجهمية
شيخ الإسلام الهروي الأنصاري صاحب كتاب ذم الكلام " الصوفي "
يا اخي ومن انا لاحكم على هؤلاء كل منهم شيخ عالم وذلك لا ينفي ان يكون له اخطاء. ومنهج اهل السنة في التعامل مع الاخطاء والاختلافات واضح وبسيط المناقشة العلمية القائمة على الدليل من الكتاب والسنة وانا مع ما يقوله جمهور اهل السنة الموافق للدليل من الكتاب والسنة بفهم سلف الامة.
و ما هي الكتب المفضلة لديك في العقيدة هل هي كتب ابن تيمية فقط أم هناك غيرها
انا اخذ عقيدتي من كتاب الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح(الذي يُلزمني ويُلزم كل مسلم) ولا ازيد على ذلك او انقص شيئا الا ان نسيت او جهلت او هكذا اريد ان اكون ولا ازكي نفسي. اما كتب ابن تيمية فهي تكتب بماء العيون. وكل من وافق الكتاب والسنة من عالم او شيخ يكتب علمه بماء العيون عندي.
وهل تلتزم بكل مقولات هؤلاء كما تريد أن تلزمني بكل مقولات الأشاعرة.
انا التزم بمقولات الجمهور الموافقة للكتاب والسنة بفهم سلف الامة.
جزيت خيرا على الانتظار حتى انهي مداخلتي.
المجال لك اخي الدمشقي.
السيف الدمشقي
2009-10-10, 03:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اجل بارك الله فيك ليس بالضرورة ان يتفق الوف العلماء في كل شيء. ذلك بالنسبة للفروع اما الاصول يا اخي فوجب الاتفاق فيها خاصة بين اهل المذهب الواحد وحتى وان حدث وشرد احد العلماء عن الحق في مسالة فانها لا تكون من المسائل التي يقوم عليها المذهب ووجب حينها على الجمهور(جمهور المذهب) رده الى الحق كما يرونه.
و هذا ما أتحدث عنه هو الاختلاف في فروع العقائد و أما الأصول فلا خلاف فيها و قد ذكرت لك شيئا منها
و خاصة عند أهل السنة والجماعة " أشاعرة وماتريدية " الذين يذمون التقليد في العقائد
فمن الطبيعي أن نجد اختلافات كثيرة و غالبا ما يكون الخلاف لفظي ليس إلا مثلا كالخلاف بين الأشاعرة و بين الماتريدية على إثبات صفة التكوين التي يثبتها الماتريدية و الخلاف هنا مجرد خلاف لفظي لا يمس الجوهر
اما أمثلة التعارض والتناقض في الامور التي لا يجب ان تقع في المذهب الواحد فخذ هذا المثال.
يقول القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني في كتاب الانصاف ص 24.
قال في كتاب "الإنصاف": (فنص تعالى على إثبات أسمائه وصفات ذاته، وأخبر أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، كما قال عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} القصص88، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} الرحمن27، واليدين اللتين نطق بإثباتهما له القرآن في قوله عز وجل: {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، المائدة64،وقوله: {ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وأنهما ليستا جارحتين، ولا ذوي صورة وهيئة، والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن، وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام، فقال عز وجل: {ولتصنع على عيني} طه39 و{تجري بأعيننا} القمر14، وأن عينه ليست بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس.
هذا هو كلام الإمام القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني و هو نجم يتلألأ في سماء أهل السنة الذي نسميه بالتفويض
و خاصة أن الإمام الباقلاني من المتقدمين
فهل قال الباقلاني :
يد حقيقة
و عين حقيقة
أو قال هي راجعة إلى الذات
أو قال هي على معناها الظاهري
أو قال أنا لا أنفي عن الله إلا ما نفاه عن نفسه و بالتالي فلا أنفي الجوارح و الأعضاء !!
فكلام الباقلاني هنا يوافق معتقد جمهور السلف و يخالف معتقد من يتسمى اليوم بالسلفية
فأهل السنة على إثبات صفات الله و أسمائه من غير كيف و لا حد و شتان بين إثبات الصفات عند أهل السنة و بين إثبات الصفات عند الوهابية فالاشتراك في اللفظ و الاختلاف في المعنى
و أزيدك من الشعر بيتا :
قال الإمام الحافظ البيهقي :
فأما قوله عز وجل : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فلا يجوز أن يحمل على الجارحة ، لأن الباري جل جلاله واحد ، لا يجوز عليه التبعيض ، ولا على القوة والملك والنعمة والصلة لأن الاشتراك يقع حينئذ بين وليه آدم وعدوه إبليس ، فيبطل ما ذكر من تفضيله عليه لبطلان معنى التخصيص ، فلم يبق إلا أن يحملا على صفتين تعلقتا بخلق آدم تشريفا له ، دون خلق إبليس تعلق القدرة بالمقدور ، لا من طريق المباشرة ، ولا من حيث المماسة . اهـ
و قال الإمام ناصر السنة أبو الحسن الأشعري :
وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شيء، إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد .
وأن له سبحانه وجها بلا كيف، كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) .
وأن له سبحانه يدين بلا كيف، كما قال سبحانه: (خلقت بيدي) ، وكما قال: (بل يداه مبسوطتان).
وأن له سبحانه عينا بلا كيف، كما قال سبحانه: (تجري بأعيننا) .اهـ الإبانة
و جاء في العقيدة الصلاحية :
قد استوى الله على العرشِ كما
شاءَ ومن كَيَّفَ ذاكَ جسَّما
والاستواءُ لفظةٌ مشهورةْ
لها معانٍ جمةٌ كثيرةْ
فنَكِلُ الأمرَ إلى الله كما
فوَّضَهُ مَنْ قبلَنا منْ عُلَمَا
والخوضُ في غوامضِ الصفاتِ
والغوصُ في ذاكَ من الآفاتِ
إذ في صفاتِ الخلقِ ما لا عُلِما
فكيفَ بالخالِقِ فانحُ الأسلما
إن الذي يؤمن بالرحمن
يثبت ما قد جاء في القرآن
من سائر الصفات و التنزيه
عن سنن التعطيل و التشبيه
من غير تجسيم و لا تكييف
لما آتى به و لا تحريف
فإن من كيف شيئا منها
زاغ عن الحق و ضل عنها
فقد يظن أحد ما أن الباقلاني رحمه الله هنا يثبت لله جارحة أو جزء من الذات أو ... فسارع بنفي الجوارح و الحواس و الأجناس و الصورة و الهيئة عن الله سبحانه و تعالى
فهل أنت يا أخي تخالف شيوخ الوهابية " السلفية " و تتبع السلف الصالح
و تنزه الله عن الجوارح و الأجناس
و تنزه الله عن الصورة
و إذا كنت تثبت لله يد و يدين فلماذا لا تثبت له الأيدي ؟؟!!
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} (71) سورة يــس
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
و أنا أسألك سؤالا هل خلق الله آدم بيده أم بيديه ؟؟!!= بما أنك تثبت يد حقيقية =
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (75) سورة ص
أخبرنا محمد بن خلف قال : حدثنا آدم قال : حدثنا أبو خالد سليمان بن حيان قال : حدثني محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو خالد : وحدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو خالد : وحدثني داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو خالد : وحدثني ابن أبي ذباب قال : حدثني سعيد المقبري ، ويزيد بن هرمز ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا له ، فجلس فعطس ، فقال : الحمد لله فقال له ربه : يرحمك ربك ، ائت أولئك الملائكة فقل : السلام عليكم ، فأتاهم فقال : السلام عليكم ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله ، ثم رجع إلى ربه تعالى فقال له : هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم " *السنن الكبرى للنسائي
و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول " والذي نفسي بيده " صحيح البخاري ومسلم – موطأ مالك -..
فهل نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين أحشائه الشريفة أم في يد الله سبحانه و تعالى ؟
هل يثبت الرازي او الجويني او البوطي او انت اخي الدمشقي ما اثبته الباقلاني لله؟.
و هل ينفي ابن باز و ابن عثيمين و الفوزان و الحويني و شيوخ الوهابية و أنت ما نفاه الباقلاني و الطحاوي و الإسماعيلي و أئمة الحديث و السلف الصالح عن الله سبحانه و تعالى ؟؟ .. أتمنى ذلك
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي :
تعالى – أي الله – عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. العقيدة الطحاوية
قال الإمام الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث :
وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف شاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.
ولا يعتقد فيه الأعضاء، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
وَمَعَ ذَلِكَ فَمُعْتَقَد سَلَف الْأَئِمَّة وَعُلَمَاء السُّنَّة مِنْ الْخَلَف أَنَّ اللَّه مُنَزَّه عَنْ الْحَرَكَة وَالتَّحَوُّل وَالْحُلُول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء .
قال الإمام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم :
قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْإِمَام الْمَازِرِيّ : هَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل ؛ لِأَنَّ الْيَمِين إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الْمُنَاسِبَة لِلشِّمَالِ لَا يُوصَف بِهَا الْبَارِي سُبْحَانه وَتَعَالَى ؛ لِأَنَّهَا تَتَضَمَّن إِثْبَات الشِّمَال ، وَهَذَا يَتَضَمَّن التَّحْدِيد ، وَيَتَقَدَّس اللَّه سُبْحَانه عَنْ التَّجْسِيم وَالْحَدّ . اهـ
قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا » ، أو « إن الله يرى في القيامة » ، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ، ونصدق بها بلا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القرآن .اهـ لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي الحنبلي
يتبع .....
السيف الدمشقي
2009-10-10, 04:03 PM
يتبع الرد
ذو الفقار
2009-10-10, 04:20 PM
تسجيل متابعة ..
السيف الدمشقي
2009-10-11, 08:03 AM
الا ترى معي اخي الدمشقي واخي القارئ بان الرازي رحمه الله يصف الادلة العقلية بالقطعية ويجعل الادلة النقلية مجرد ظواهر ثم هو يفترض التناقض بينها وبين الادلة العقلية.
لا أرى ذلك إطلاقا
بل الإمام فخر الدين قد قيد الأدلة العقلية هنا بأنها قطعية و هناك بلا شك أدلة عقلية كثيرة جدا غير قطعية و هذا يعرفه كل إنسان مسلم و غير مسلم
و قد قال الإمام الفخر الرازي:
الفصـل الثالث
في
الطريق الذي يعرف به كون الآية محكمة أو متشابهة
اعلم : أن هذا موضع عظيم وذلك لأن كل واحد من أصحاب المذاهب يدعي أن الآيات الموافقة (لمذهبه : محكمة ، والآيات الموافقة) لمذهب الخصم : متشابهة . فالمعتزلي يقول : إن قوله : » فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ً« : محكم . وقوله : » وما تشاءون إلا أن يشاء الله ً« متشابه . والسني يقلب القضية في هذا الباب . والأمثلة كثيرة . فلا بد ههنا من قانون أصلي يرجع إليه في هذا الباب . فنقول . إذا كان لفظ الآية والخبر ظاهراً في معنى . فإنما يجوز لنا ترك هذا الظاهر بدليل منفصل ، وإلا لخرج الكلام عن أن يكون مفيداً ، ولخرج القرآن عن أن يكون حجة . ثم ذلك الدليل المنفصل إما أن يكون لفظياً أو عقلياً .
أما (القسم ) الأول. فنقول هذا إنما يتم إذا حصل من ذينك الدليلين اللفظيين : تعارض . وإذا وقع التعارض بينهما ، فليس ترك أحدهما لإبقاء الآخر ، أولى من العكس . اللهم إلا أن يقال : أحد الدليلين قاطع ، والآخر ظاهر . والقاطع راجح على الظاهر . أو يقال : كل واحد منهما ، وإن كان ظاهراً ، إلا أن أحدهما أقوى . إلا أنا نقول : أما الأول فباطل . لأن الدلائل اللفظية لا تكون قطعية ، لأنها موقوفة على نقل اللغات ، ونقل وجوه النحو والتصريف ، وعلى عدم الاشتراك ، والمجاز ، والتخصيص ، والإضمار ، وعلى عدم المعارض النقلي والعقلي . وكل واحدة من هذه المقدمات . مظنونة . والموقوف على المظنون . أولى أن يكون مظنوناً . فثبت : أن شيئاً من الدلائل اللفظية لا يمكن أن يكون قطعياً .
وأما الثاني : وهو أن يقال : أحد الظاهرين أقوى من الآخر ، إلا أن على هذا التقدير يصير ترك أحد الظاهرين لتقرير الظاهر الثاني : مقدمة ظنية . والظنون لا يجوز التعويل عليها في المسائل العقلية القطعية . فثبت بما ذكرنا : أن صرف اللفظ عن ظاهره إلى معناه المرجوح . لا يجوز إلا عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع . وإذا حصل هذا المعنى ، فعند ذلك يجب على المكلف أن يقطع بأن مراد الله تعالى من هذا اللفظ ، ليس ما أشعر به ظاهره . ثم عند هذا المقام : من جوز التأويل عدل إليه ، ومن لم يجوزه ، فوض علمه على الله تعالى (وبالله التوفيق ) .اهـ أساس التقديس
و أتمنى أن تفرق بين الدلائل النقلية و بين الدلائل اللفظية أو الظاهرية
فالأصل عند الإمام هو أن النص على ظاهره
فلا يجوز قص جزء من كلام الإمام و تقويله ما لم يقل بل تقويله عكس ما يقول ؟؟
فهل الإمام الرازي يجعل جميع الأدلة النقلية مجرد ظواهر لا تغني و لا تسمن من جوع ؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم
يقول الإمام الفخر الرازي :
وإذا لم يقم شيء من الدلائل على ذلك ، بل قامت القواطع العقلية والنقلية على امتناع كونه تعالى في الجهة ، لم يكن بنا إلى التزام هذا التخصيص : ضرورة . فسقط هذا الكلام.اهــ
فالحكم لك أخي القارئ هل الإمام الرازي يجعل جميع الأدلة النقلية ظواهر لا تفيد اليقين ؟؟
فالأصل في النصوص أن تبقى على ظاهرها إلا إذا كانت هناك قرينة تصرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى آخر مرجوح و هذا يعمل به أغلب المسلمين إن لم يكونوا جميعهم و شيوخكم أيضا و لكن لا تسمونه تأويل و كأن الخلاف هو على اللفظ تأويل أم ليس بتأويل ؟!
و قد علمنا الله سبحانه و تعالى ذلك كما في الحديث الصحيح
فهل المعنى الراجح ل " مرضت " هي " مرض عبدي " أم هو معنى مرجوح ؟؟؟!!!
لان الاشاعرة يفهمون النصوص النقلية بمقتضى علم الكلام. فهم يعرضون النص على العقل فان وافق قواعدهم اخذوا به وان لم يوافق قالوا هو من المتشابه وقالوا بانه ظني الدلالة هذا ان سلم من تهمة ظني الثبوت.
أهل السنة و منهم الأشاعرة يفهمون النصوص وفق المصطلحات و التراكيب و وفق لغة العرب
و الإسلام دين العقل و لا يعارض العقل السليم أبدا و الله أنزل هذا الدين لأولي الألباب فكيف بعد ذلك سيخالف ما قطعت به العقول ؟؟؟
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً . صحيح مسلم
أما قولك تهمة ظني الثبوت فلا أدري ما تقصده هل تقول أن جميع الأحاديث هي قطعية الثبوت
سأثبت لك أن كثير من الآثار و الأحاديث التي تستشهدون بها و التي أوردت أنت بعضها هي ظنية الثبوت
ها قد سلمت بذلك من اجل الحوار فهل لك ان تقول لي ماهي النصوص النقلية القطعية عند الرازي(ملاحظة انا لا انتقد الا قول الرازي ومن يقول بقوله فان كنت لا تقول قوله في هذه النقطة اعلمني بارك الله فيك نتجاوزها)
كثير من نصوص القرآن الكريم و السنة الشريفة
" قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا أحد "
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) سورة البقرة
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (113) سورة التوبة
{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً } (42) سورة الإسراء
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
{قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً} (95) سورة الإسراء
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (109) سورة الكهف
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22) سورة الأنبياء
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة
{لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (181) سورة آل عمران
{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (103) سورة الأنعام
و من السنة النبوية :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .
البخاري
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ
البخاري
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ .
البخاري
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }
الْآيَةَ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ .
البخاري
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ .... البخاري
وأحاديث المعراج و الإسراء و الأحكام و كيفية الصلاة و الصراط و الميزان و عذاب القبر و وصف الجنة و النار و أهوال يوم القيامة و ...........الخ
فهو يجعل العقل اصلا للنقل. ولو كان ذلك صحيحا فما حاجتنا الى الوحي ان كان العقل اصل النقل وما حاجتنا الى اليقين في ما ورد في القران والسنة ان كان العقل اصل النقل يمكن ان نستدعي اي شخص ممن عرفوا بالعقل ونقول لهم هيا افيضوا علينا مما افاض عليكم عقلكم
.
لماذا تنسى أو تتناسى أن النقل و هو القرآن الكريم و السنة النبوية قد عرفنا صحتها و صدقها و أنها وحي من الله تعالى عن طريق العقل و من المستحيل أن نثبت صحة النقل عن طريق النقل نفسه و لذلك فإن غير العاقل غير مكلف في الإسلام و القلم عنه مرفوع لأن العقل هو مناط التكليف
يقول الإمام الرازي :
لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية . إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية : إثبات الصانع ، وصفاته ، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول وظهور المعجزات على يد محمد ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية ، صار العقل متهماً ، غير مقبول القول ، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول . وإذا لم تثبت هذه الأصول ، خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة . فثبت : أن القدح في العقل لتصحيح النقل ، يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً .اهـ
1 التعارض(بغض النظر عن حقيقته) قد يبدو لنا بين دليلين سمعين او دليلين عقليين وليس بين النقل والعقل فقط.
2 ان حدث هذا التعارض فان الدليلين اما ان يكونا قطعيين أو ظنيين او ان احدهما قطعي والاخر ظني.
كلام جميل و هذا ما قلته لك :
أدلة نقلية " سمعية " قطعية الثبوت " متواترة " قطعية الدلالة و من المستحيل التعارض بينها و بين الأدلة العقلية " القطعية "
كما أنه من المستحيل تقديم الدليل العقلي الظني على الدليل النقلي القطعي
فلا تعارض بين القطعيات و التعارض قد يحدث بين الظنيات أو بين الظنيات و القطعيات
و ليس جميع الدلائل العقلية قطعية و تفيد اليقين
ما رأيك في هذه الأدلة النقلية هل كلها قطعية الدلالة و هي على معناها الظاهري :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} (84) سورة الزخرف
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (3) سورة الأنعام
إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ فَإِذَا كَانَ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْزُقَنَّ... صحيح البخاري
« إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ إِذَا كَانَ في صَلاَتِهِ ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَوْ قَالَ لاَ يَتَنَخَّمَنَّ » سنن الدارمي
فهل الله على العرش
أم في السماء
أم في السماء و الأرض و في كل مكان
أم معنا أينما كنا
أم أقرب إلينا من حبل الوريد
أم في جهة القبلة ؟؟
و هل يمكن لأي إنسان عاقل أن يجعل هذه النقول كلها مجتمعة على معناها الظاهري ؟؟
إن الذي يقول إن الله في كل مكان يجعل من بعض الآيات المتشابهة محكمة و يؤول الأخرى
فهو يجعل من " و هو معكم أينما كنتم " و {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (3) سورة الأنعام و غيرها من المحكم و يؤول بقية المتشابه كـ قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى "
و هكذا ....
لأنه لا يمكن أخذ كل المتشابه على ظاهره لأن ظاهره متناقض فيعمل إلى بعض النصوص فتأول و يعمل إلى الأخرى فيأخذها على ظاهرها و يجعلها محكمة طبعا بعد تعطيل المحكم النقلي و العقلي كقوله تعالى :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد ُلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } سورة الإخلاص
و تذكر قول الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث :
وَفِيهِ الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَى الْعَرْش بِذَاتِهِ وَمَهْمَا تُؤُوِّلَ بِهِ هَذَا جَازَ أَنْ يُتَأَوَّلَ بِهِ ذَاكَ . اهـ
أم إن تأويل هذا الحديث تنزيه و إيمان و تأويل تلك الآيات تعطيل و إلحاد ؟!
أما قولك :
وان الله قد تكفل بحفظ الدين فان وجدنا دليلا نقليا صحيحا انتفى معارضه العقلي وان اتى احدهم بدليل عقلي يعارضه اتهمنا عقله بالتناقض والقصور
فما قصدك من : دليلا نقليا صحيحا انتفى معارضه العقلي !!!
ماذا لو لم ينتفي هذا المعارض العقلي ؟؟
4 ان كان الدليل النقلي قطعيا. لا يعبأ عندها بالدليل العقلي ان عارضه.
كلامك صحيح و يستفاد منه أن ليس كل الأدلة النقلية قطعية و أنه إن عارضه دليل عقلي ظني فلا يعبأ به و لا يمكن أبدا أن يعارضه دليل قطعي عقلي أو نقلي
يتبع إن شاء الله ...
السيف الدمشقي
2009-10-12, 01:27 PM
5 ان كان الدليل النقلي ظنيا يبحث عما يسانده ويرجحه او يهدمه من النقل فان لم يوجد فينظر في اجتهادات العلماء من اصحاب العقيدة السليمة والفقه.
لقد قلت أنت في مشاركة سابقة :
هذا ان سلم من تهمة ظني الثبوت.
فإذا قال الأشاعرة إن بعض الأدلة النقلية ظنية يعتبر هذا طعنا في النقل و هو تهمة له و لكن إذا أطلقته أنت على الدليل النقلي فهو لا شيء فيه !!
ثم لا أراك إلا قد رجعت لتثبت ما سطرته من تقسيم الأدلة من حيث ورودها و من حيث دلالتها
فأنت تثبت أن هناك دلائل عقلية قطعية و ظنية و أيضا تثبت أن هناك دلائل نقلية ظنية و قطعية
فلا أدري لماذا الإنكار على التقسيم أي ما الذي تنكره في ذلك التقسيم بالضبط ؟؟
6 وان كان الدليلان ظنيان تم الترجيح بينهما ولكن لا يقوم بذلك الا العلماء العارفون بالسنة والاثار ممن خلت سرائرهم من البدع.
حبذا لو ذكرت لي اسم واحد منهم
و هل عبد الله بن الإمام أحمد و البربهاري و الهروي الأنصاري والدارمي.... منهم أم ليسوا منهم ؟؟
أجب بصراحة
ولكن الرازي ومن اتبعه يجردون الادلة النقلية من قطعيتها بالقانون الذي ما قاله احد من اهل القرون الخيرة ليجعلوا العقل يرتع بدون ضابط
و ما رأيك في كلام ابن تيمية :
ولو فرض على سبيل التقدير أن العقل الصريح الذي لا يكذب ناقض بعض الأخبار للزم أحد الأمرين: إما تكذيب الناقل أو تأويل المنقول ... اهـ مجموع الفتاوى
أين أطلق الأشاعرة للعقل العنان في غير مكانه
فقد حرموا عليه الخوض في ذات الله سبحانه و تعالى
و حرموا عليه التقبيح و التحسين
قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني :
العقل لا يدل على حسن شيء ولا قبحه في حكم التكليف ، وإنما يُتلقى التحسين والتقبيح من موارد الشرع ومُوجب السمع . اهـ الإرشاد
قال شيخ الإسلام ابن حجر :
وَأَمَّا الْقَوْل الْآخَر فَفَسَاده ظَاهِر لِأَنَّ الْعَقْل لَا مَدْخَل لَهُ فِي الْإِيجَاب وَالتَّحْرِيم وَلَا التَّحْسِين وَالتَّقْبِيح وَإِنَّمَا يَقَع ذَلِكَ بِحَسَبِ الْعَادَة. اهـ فتح الباري
ومن هو هذا المستدل. هل هو المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لماذا يتهم النص ولا يتهم عقله بالقصور؟ يا اخي ان ثبت الأثر فهو إما ان يكون كلام الله او كلام رسول الله او كلام صحابي (موافق للوحيين) او كلام تابعي (موافق للوحيين).
أولا هذا الدين أنزل لقوم يعقلون و لأولي الألباب
ثانيا عرفنا أن الظاهر أو المعنى الراجح للنقل هو غير المراد عن طريق القواطع النقلية و العقلية
فقد عرفنا صحة النقل عن طريق العقل و عرفنا حجية العقل عن طريق النقل
فيتم الاستشهاد بالأدلة النقلية و العقلية على وجه التعاضد
و لا تنسى أن العلماء ورثة الأنبياء
و قد قال الله تعالى :
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء
لو كان دائما المعنى للظاهر لكان قال لعلمه الذين يسمعونه أو لعلمه الذين يقرؤنه
لكنه قال الذين يستنبطونه فهذه الكلمة تشعرك بأن هناك شيء في الباطن و لابد للعالم الرباني من أن يغوص ليستنبطه و هذا ليس لكل المسلمين
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (122) سورة التوبة
روى ابو داود والترمذي حديثاً صحيحاً عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء». وهذا الحديث لاتكاد تجد مسلماً الا ويحفظه.
لي تحفظ على صحة هذا الحديث :
لنستعرض روايات الحديث :
1-سنن أبي داود :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُسَدَّدٌ الْمَعْنَى قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ لَمْ يَقُلْ مُسَدَّدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
2-سنن الترمذي :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
3-مسند الإمام أحمد :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَتْهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَّتْهُ
4-مصنف بن أبي شيبة :
سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء .
5-السنن الكبرى للبيهقي :
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدى ثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبى قابوس مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
6-المستدرك للحاكم :
فأخبرناه أبو النضر الفقيه ، وأبو الحسن العنزي ، قالا : ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا علي بن المديني ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الراحمون يرحمهم الله ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه » قال الحاكم رحمه الله تعالى : « وهذه الأحاديث كلها صحيحة وإنما استقصيت في أسانيدها بذكر الصحابة رضي الله عنهم لئلا يتوهم متوهم أن الشيخين رضي الله عنهما لم يهملا الأحاديث الصحيحة ».اهـ
يقصد الإمام الحاكم هنا بالأحاديث الصحيحة أحاديث الرحم و ليس الحديث الذي أوردته أنت
7-الرد على الجهمية للدارمي :
حدثنا مسدد ، ثنا سفيان ، عن عمرو يعني ابن دينار ، عن أبي قابوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء »
أيضا : المعجم الكبير للطبراني
المعجم الأوسط للطبراني
شعب الإيمان للبيهقي
مسند الحميدي
مسند عبد الله بن المبارك
الأسماء و الصفات للبيهقي
و لم أجد متن واحد فيه : الرحمن تبارك وتعالى
فهناك علل كثيرة لهذا الحديث :
1-تفرد أبو قابوس به و قد قال عنه الحافظ ابن حجر : مقبول . أي في المتابعات و هذا الحديث قد انفرد به
انظر تقريب التهذيب للحافظ
2-اضطراب متون الحديث :
ففي رواية الترمذي مثلا :
الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ
و في رواية الدارمي والحاكم :
« الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء »
و في رواية بن أبي شيبة :
الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
3-الحديث متأول على فرض صحته : فقوله ارحموا من في الأرض أي ارحموا من على الأرض فنحن نسكن على الأرض و ليس في جوفها و قوله من في السماء و إن كان عائدا إلى الله سبحانه و تعالى فلا يوجد أحد من المسلمين " حتى أنتم " تعتقدون أن الله يسكن في السماء
و حتى الذين يقولون بهذه المقولة " الله في السماء " نجدهم بعد طول حوار و مناقشة معهم يقولون إننا عندما نقول الله في السماء فإننا نقصد الله على السماء و إبدال حرف " في " بحرف " على " هو تأويل " هكذا يسميه الأشاعرة "
قال القاضي عياض :
لَا خِلَاف بَيْن الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَة فَقِيههمْ وَمُحَدِّثهمْ وَمُتَكَلِّمهمْ وَنُظَّارهمْ وَمُقَلِّدهمْ أَنَّ الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِذِكْرِ اللَّه تَعَالَى فِي السَّمَاء كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض } وَنَحْوه لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرهَا ، بَلْ مُتَأَوَّلَة عِنْد جَمِيعهمْ ، فَمَنْ قَالَ بِإِثْبَاتِ جِهَة فَوْق مِنْ غَيْر تَحْدِيد وَلَا تَكْيِيف مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاء وَالْمُتَكَلِّمِينَ تَأَوَّلَ : فِي السَّمَاء ، أَيْ : عَلَى السَّمَاء ، وَمَنْ قَالَ مِنْ دَهْمَاء النُّظَّار وَالْمُتَكَلِّمِينَ وَأَصْحَاب التَّنْزِيه بِنَفْيِ الْحَدّ وَاسْتِحَالَة الْجِهَة فِي حَقّه سُبْحَانه وَتَعَالَى تَأَوَّلُوهَا تَأْوِيلَات بِحَسَبِ مُقْتَضَاهَا...شرح النووي على مسلم
ثم ليست العبرة بكون الحديث مشهورا فهناك أحاديث كثيرة ضعيفة مشهورة على ألسن الناس يحفظها الصغير و الكبير و منها : من زار قبري وجبت لي شفاعتي
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم...و غيرها الكثير
أفي هذا الحديث ظواهر يجب ان تناقض العقل. ام فيه بواطن يجب ان نقدم من اجلها ما قاله العقل. اين الصحابة رضوان الله عليهم؟ لم لم يقم احد منهم بترجيح ما يمكن ان يقوله له عقله. أعُلِّمتموها معاشر الاشاعرة ونُسِّيَها الصحابة ومن اتبعهم؟
بل قد علمها الله سبحانه و تعالى لنا قبل الصحابة و الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمعون هذه الأحاديث من رسول الله و كانوا لا يستنكرونها مثل هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ..الخ و لم يقل أحد من الصحابة أو سيدنا علي يا رسول الله الله في السماء و ليس في جهة القبلة
أو في جهة موضع السجود أو القدمين حيث يوجه المصلي وجهه و نظره إلى موضع سجوده أو إلى موضع قدميه
و تأمل في قوله صلى الله عليه وسلم " وجهت وجهي للذي فطر .. "
لا يا اخي. انظر ما يقول الصحابة رضوان الله عليهم ان سمعوا امرا من الله ورسوله
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
}البقرة.
و نحن لا نقول إلا ما قاله القرآن الكريم :
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
و قد قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه :
آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله ، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله .اهـ
يا اخي لا يخفى عليك ما يفعل الاشاعرة. اما ان يجعلوا الدليل النقلي غير قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة او احدهما فيردون الاثر او يؤولونه بمفهوم الاشاعرة للتاويل.
أهكذا تتهم الأشاعرة بهذه التهمة بأنهم يجعلوا الدليل النقلي دائما غير قطعي ؟؟!!!
يقول ابن عاشور
وجماع القول في ذلك أن من العلماء من جعلهما متساويين،(يقصد التفسير والتاويل)وإلى ذلك ذهب ثعلب وابن الأعرابي وأبو عبيدة، وهو ظاهر كلام الراغب، ومنهم من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه، ومنهم من قال: التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي، فإذا فسر قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الروم: 19] بإخراج الطير من البيضة، فهو التفسير، أو بإخراج المسلم من الكافر فهو التأويل، وهنالك أقوال أخر لا عبرة بها، وهذه كلها اصطلاحات لا مشاحة فيها إلا أن اللغة والآثار تشهد للقول الأول، لأن التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه وما أراده منه المتكلم به من المعاني،
فساوى التفسير، على أنه لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول. قال الأعشى:
على أنها كانت تأول حبها
...تأول ربعي السقاب فأصحباأي تبيين تفسير حبها أنه كان صغيرا في قلبه، فلم يزل يشب حتى صار كبيرا كهذا السقب، أي ولد الناقة، الذي هو من السقاب الربيعية لم يزل يشب حتى كبر وصار له ولد يصحبه قاله أبو عبيدة، وقد قال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} [لأعراف: 53] أي ينتظرون إلا بيانه الذي هو المراد منه، وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه لأبن عباس: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ، أي فهم معاني القرآن، وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن أي يعمل بقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} [النصر: 3] فلذلك جمع في دعائه التسبيح والحمد وذكر لفظ الرب وطلب المغفرة فقولها "يتأول"، صريح في أنه فسر الآية بالظاهر منها ولم يحملها على ما تشير إليه من انتهاء مدة الرسالة وقرب انتقاله صلى الله عليه وسلم، الذي فهمه منها عمر وأبن عباس رضي الله عنهما.
إليك شيء من أقوال ابن عاشور طالما أنك تستشهد بكلامه :
وأتبع ما دلّ على عظمة سلطانه تعالى بما يزيده تقريراً وهو جملة :} له ما في السمَّوات } الخ . فهي بيان لجملة { الرحمن على العرش استوى } . والجملتان تدلان على عظيم قدرته لأن ذلك هو المقصود من سعة السلطان .اهــ التحرير والتنوير
أليس هذا بتأويل ؟؟!!!
ويقول أيضا في نفس المصدر :
والكتاب : القرآن لا محالة؛ لأنّه المتحدّث عنه بقوله : { هو الذي أنزل عليك الكتاب } فليس قوله : { أم الكتاب } هنا بمثلِ قوله : { وعنده أم الكتاب } [ الرعد : 39 ] .
وقوله : { وأُخر متشابهات } المتشابهات المتماثلات ، والتماثل يكون في صفات كثيرة فيبين بما يدل على وجه التماثل ، وقد يترك بيانه إذا كان وجه التماثل ظاهراً ، كما في قوله تعالى : { إن البقر تشابه علينا } [ البقرة : 70 ] ولم يذكر في هذه الآية جهة التشابه .
وقد أشارت الآية : إلى أنّ آيات القرآن صنفان : محكمات وأضدادها ، التي سميت متشابهات ، ثم بيّن أنّ المحكمات هي أمّ الكتاب ، فعلمنا أنّ المتشابهات هي أضداد المحكمات ، ثم أعقب ذلك بقوله : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } [ آل عمران : 7 ] أي تأويله الذي لا قبل لأمثالهم به فعلمنا أنّ المتشابهات هي التي لم يتّضح المقصود من معانيها ، فعلمنا أنّ صفة المحكمات ، والمتشابهات ، راجعة إلى ألفاظ الآيات ................ وللجمهور مذهبان =" يقصد في المتشابهات "= : أولهما أنّ المحكم ما اتّضحت دلالته ، والمتشابه ما استأثر الله بعلمه ، ونسب هذا القول لمالك ، في رواية أشهب ، من جامع العتبيَّة ، ونسبه الخفاجي إلى الحنفية وإليه مال الشاطبي في الموافقات .
وثانيهما أنّ المحكم الواضح الدلالة ، والمتشابه الخفيُها ، وإليه مال الفخر : فالنص والظاهر هنا المحكم ، لاتّضاح دلالتهما ، وإن كان أحدهما أي الظاهر يتطرّقه احتمال ضعيف ، والمجمل والمؤوّل هما المتشابه ، لاشتراكهما في خفاء الدلالة وإن كان أحدهما : أي المؤول دالاً على معنى مرجوح ، يقابله معنى راجح ، والمجمل دالاً على معنى مرجوح يقابله مرجوح آخر ، ونسبت هذه الطريقة إلى الشافعية .
قال الشاطبي : فالتشابه : حقيقي ، وإضافي ، فالحقيقي : ما لا سبيل إلى فهم معناه ، وهو المراد من الآية ، والإضافي : ما اشتبه معناه ، لاحتياجه إلى مراعاة دليل آخر . فإذا تقصّى المجتهد أدلّة الشريعة وجد فيها ما يبيّن معناه ، والتشابه بالمعنى الحقيقي قليل جدّاً في الشريعة وبالمعنى الإضافي كثير ................................. فإذا علمت هذا علمت أصل السبب في وجود ما يسمّى بالمتشابه في القرآن . وبقي أن نذكر لك مراتب التشابه وتفاوت أسبابها . وأنّها فيما انتهى إليه استقراؤنا الآن عشر مراتب :
أولاها : معان قُصِد إيداعها في القرآن ، وقُصد إجمالها : إمّا لعدم قابلية البشر لفهمها ، ولو في الجملة ، إن قلنا بوجود المجمل ، الذي استأثر الله بعلمه ، على ما سيأتي ، ونحن لا نختاره . وإمّا لعدم قابليتهم لكنه فهمها ، فألقيت إليهم على وجه الجملة أو لعدم قابلية بعضهم في عصر ، أو جهةٍ ، لفهمها بالكنة ومن هذا أحوال القيامة ، وبعضُ شؤون الربوبية كالإتيان في ظُلل من الغمام ، والرؤية ، والكلامِ ، ونحو ذلك .
وثانيتها : معان قصد إشعار المسلمين بها ، وتَعيّن إجمالها ، مع إمكان حملها على معان معلومةٍ لكن بتأويلات : كحُروف أوائل السور ، ونحوِ { الرحمنُ على العرش استوى } [ طه : 5 ] { ثم استوى إلى السماء } [ البقرة : 29 ] ................
خامستها : مَجازات وكنايات مستعملة في لغة العرب ، إلاّ أنّ ظاهرها أوهم معاني لا يليق الحمل عليها في جانب الله تعالى : لإشعارها بصفات تخالف كمال الإلهية ، وتوقّف فريق في محملها تنزيهاً ، نحو : { فإنّك بأعيننا } [ الطور : 48 ] { والسماء بنيناها بأيدٍ } [ الذاريات : 47 ] { ويبقى وجه ربّك } [ الرحمن : 27 ] .......... واقتصر في التفصيل على ذكر قسم من أقسامه : وهو حال الذين في قلوبهم زيغ كيف تلقّيهم للمتشابهات؛ لأنّ بيان هذا هو الأهمّ في الغرض المسوق له الكلام ، وهو كشف شبهة الذين غرّتهم المتشابهات ولم يهتدوا إلى حقّ تأويلها ، ويعرف حال قسيمهم وهم الذين لا زيغ في قلوبهم بطريق المقابلة ثم سيُصرّح بإجمال حال المهتدين في تلقّي ومتَشبهات القرآن .
والقلوب محالُّ الإدراك ، وهي العقول ، وتقدّم ذلك عند قوله تعالى : { ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه } في سورة [ البقرة : 283 ] .
والزيغ : الميل والانحراف عن المقصود : { ما زاغ البصر } [ النجم : 17 ] ويقال : زاغت الشمس . فالزيغ أخصّ من الميل؛ لأنّه ميل عن الصواب والمقصودِ .
والاتّباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة ، أي يعكفون على الخوض في المتشابه ، يحصونه ، شبهت تلك الملازمة بملازمة التابع متبوعَهُ .
وقد ذكر علة الاتّباع ، وهو طلب الفتنة ، وطَلبُ أن يؤوّلوه ، وليس طلبُ تأويله في ذاته بمذمّة ، بدليل قوله : { وما يعلم تأويله إلاّ اللَّهُ والراسخون في العلم } كما سنبيِّنه وإنّما محلّ الذم أنّهم يطلبون تأويلاً ليسوا أهلاً له فيؤوّلونه بما يُوافق أهواءهم ............ وكلّ من يتأوّل المتشابه على هواه ، بغير دليل على تأويله مستند إلى دليل واستعمال عربي .
وقد فُهم أنّ المراد : التأويل بحسب الهوى ، أو التأويل المُلْقِي في الفتنة ، بقرينة قوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلا اللَّه والراسخون في العلم يقولون ءامنّا به } الآية ، كما فهم من قوله : { فيتّبعون } أنّهم يهْتَمُّون بذلك ، ويستهترون به ، وهذا ملاك التفرقة بين حال من يتيع المتشابه للإيقاع في الشك والإلحاد ، وبين حال من يفسّر المتشابه ويؤوّله إذا دعاه داع إلى ذلك ..اهـ
فلك الحكم أخي القارئ لتعرف ما هي عقيدة ابن عاشور و أقواله
و هل أنت يا الهزبر توافق ابن عاشور أو تخالفه و تقول إن التفويض و التسليم شر من التأويل و كلاهما شر
اما ان قصدت بان السلف أولوا كما أول الاشاعرة فهات أمثلة.
الإمام أبو جعفر الطبري قال في تفسيره :
فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله.اهــ
وعني بقوله(عَلى عَيْنِي) بمرأى مني ومحبة وإرادة.اهــــــــ
الإمام أمير أهل الحديث البخاري :
قال في صحيحه :
سُورَةُ الْقَصَصِ
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }
إِلَّا مُلْكَهُ وَيُقَالُ إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ
{ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الْأَنْبَاءُ }
الْحُجَجُ . اهــ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
قَوْله : ( سُورَة الْقَصَص - بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم )
سَقَطَتْ " سُورَة الْبَسْمَلَة " لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ .
قَوْله : ( إِلَّا وَجْهه : إِلَّا مُلْكه )
فِي رِوَايَة النَّسَفِيِّ " وَقَالَ مَعْمَر " : فَذَكَرَهُ . وَمَعْمَر هَذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْمُثَنَّى ، وَهَذَا كَلَامه فِي كِتَابه " مَجَاز الْقُرْآن " لَكِنْ بِلَفْظِ " إِلَّا هُوَ " وَكَذَا نَقَلَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة ، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْفَرَّاء . وَقَالَ اِبْن التِّين قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : إِلَّا وَجْهه أَيْ جَلَاله ، وَقِيلَ : إِلَّا إِيَّاهُ ، تَقُول : أَكْرَمَ اللَّه وَجْهك أَيْ أَكْرَمَك اللَّه .
قَوْله : ( وَيُقَال : إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهه )
نَقَلَهُ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا عَنْ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة ، وَوَصَلَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق خُصَيْف عَنْ مُجَاهِد مِثْله ، وَمِنْ طَرِيق سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَالَ : إِلَّا مَا اُبْتُغِيَ بِهِ وَجْه اللَّه مِنْ الْأَعْمَال الصَّالِحَة اِنْتَهَى . وَيَتَخَرَّج هَذَانِ الْقَوْلَانِ عَلَى الْخِلَاف فِي جَوَاز إِطْلَاق " شَيْء " عَلَى اللَّه ، فَمَنْ أَجَازَهُ قَالَ : الِاسْتِثْنَاء مُتَّصِل وَالْمُرَاد بِالْوَجْهِ الذَّات وَالْعَرَب تُعَبِّر بِالْأَشْرَفِ عَنْ الْجُمْلَة ، وَمَنْ لَمْ يُجِزْ إِطْلَاق " شَيْء " عَلَى اللَّه قَالَ : هُوَ مُنْقَطِع ، أَيْ لَكِنْ هُوَ تَعَالَى لَمْ يُهْلِك ، أَوْ مُتَّصِل وَالْمُرَاد بِالْوَجْهِ مَا عُمِلَ لِأَجْلِهِ .
قَوْله : ( وَقَالَ مُجَاهِد : فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الْأَنْبَاء الْحُجَج )
وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْهُ .اهــــــــــ
قال الإمام البيهقي في الأسماء و الصفات :
وأما الضحك المذكور في الخبر فقد روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال : معنى الضحك فيه الرحمة .اهـ
الإمام أحمد بن حنبل :
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية :
وروى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى: (وجاء ربك) [ الفجر: 22 ] أنه جاء ثوابه.
ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه. اهــ
الإمام مالك بن أنس :
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، قال: قال ابن القاسم: سألت مالكا عمن حدث بالحديث، الذين قالوا: " إن الله خلق آدم على صورته ".
والحديث الذي جاء: " إن الله يكشف عن ساقه " " وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد ".
فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث بها أحد ، فقيل له: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هو ؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما.
وذكر أبا الزناد، فقال: لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات.
رواها مقدام الرعيني، عن ابن أبي الغمر، والحارث بن مسكين، قالا: حدثنا ابن القاسم.
قلت- أي الذهبي - : أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك أعني الحديث الأول والثاني لثبوت سندهما، وأما الحديث الثالث، فلا أعرفه
بهذا اللفظ، فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار، والإمرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.
وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك قال: يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره فأما هو، فدائم لا يزول.
قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك.
قلت: لا أعرف صالحا، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات،
فقال: أمرها كما جاءت، بلا تفسير.
فيكون الإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب.اهــــــــــــــ
يتبع
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir