مشاهدة النسخة كاملة : يأجوج ومأجوج ( بحث)
ذو الفقار
2009-10-04, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله رسول الله الصادق الأمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أرسل المصطفى رحمة للعالمين ، بدين الحق فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الله به الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين .. اللهم اجمعنا بنبيك يوم الدين وارزقنا رؤية وجهك الكريم .. أما بعد .
إن أصدق الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
قال تعالى : " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً " [النساء: 65] .
وقال سبحانه وتعالى: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [النور: 63] .
إن الغيب مسألة أراحت من آمن بها وآمن أنها من علم الله وأشقت من حاول معرفتها والتأويل لها وما كان له أن يعلم من الغيب إلا ما شاء الله له أن يعلم ، فلنلزم كتاب الله وسنة نبيه الذي لا ينطق عن الهوى ،وما أخبرا من أمور الغيب .. فهذا إيماننا الذي نؤمن به .
"وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ" [الأنعام:59]
"عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا " [الجن:26-27]
ولا شك أن قصة يأجوج ومأجوج باتت من المسائل التي أخذ هذا وذاك يجتهد فيها مبتعداً عن ما صح عندنا من كلام الله وسنة نبيه ،ولا ضير في الاجتهاد ولكن هذه القصة داخلة في علم الغيب إلا ما علمنا من كتاب الله وسنة نبيه ، وسوف نتحدث في هذا الموضوع إن شاء الله عن هذه القصة مثبتين ما أثبت الكتاب والسنة الصحيحة لا سواها ومفندين بعض ما حاول المجتهدون إثباته رجماً بالغيب.
على بركة الله ونسألكم صالح الدعاء
يتبع ..
القنيطرة
2009-10-04, 07:25 PM
الله يبارك فيك على الموضوع
متابع ....
إسلام علي
2009-10-04, 07:34 PM
بارك الله فيك ومنتظر البقية إن شاء الله فهذه المسألة قيل فيها كثيراً بغير علم
جزائري مسلم
2009-10-04, 08:47 PM
متابعين لاهمية الموضع وتشعبه اذ قد خاض فيه من لا يعلم و امتزج به ما لا يُعلم فالى الله المشتكى
تلميذ أمير عبد الله
2009-10-04, 08:52 PM
متابعين بشغف أستاذنا الكبير ذو الفقار
فهو موضوع هام فعلا
الرافعي
2009-10-04, 11:38 PM
وسوف نتحدث في هذا الموضوع إن شاء الله عن هذه القصة مثبتين ما أثبت الكتاب والسنة الصحيحة لا سواها ومفندين بعض ما حاول المجتهدون إثباته .
وهذا غاية ما نريد !
أفدت وأجدت أستاذي الحبيب ..
منتظرون ومتابعون ، بارك الله فيك
حنين اللقاء
2009-10-05, 03:56 PM
متابعة استاذي الكبير ذو الفقار لاهمية الموضوع جزاك الله جنة الفردوس على المجهود
ذو الفقار
2009-10-05, 05:45 PM
جزاكم الله خيراً على المتابعة اخوتي الكرام .. بالفعل الموضوع يحتاج إلى وقفات لتصحيح المعتقدات ورد الإسرائيليات
.. وأشكر الأخ الذي أحال إليّ الموضوع للبحث لما وجد من شوائب كثيرة وآراء عديدة فالله المستعان ..
جاءت قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم رداً على اليهود الذين أرادوا أن يتأكدوا من صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن كثير وغيره من علماء التفسير بما روى عن بن عباس رضي الله عنه " بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال، فقالت لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم.
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه الصلاة والسلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ .... إلى آخر الآيات. "
والله أعلم.
هذا ما أنزل الله تعالى في قصة ذو القرنين ويأجوج ومأجوج إفحاماً لليهود و نصرة لنبيه ولو علم الله ان في سرد القصة كاملة خيراً ونفعاً لنا لكانت القصة في القرآن كاملة ولهذا سنكتفي بما ذكر الله لنا عن قصتهم وما أخبرنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا* قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا * كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّاوَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " سورة الكهف 83-99
وقال جل في علاه " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ " الأنبياء 96.
ولسهولة قراءة الموضوع وفهمه سوف نستعرض الأمر في شكل نقاط ونجيب عن الاستفسارات على شكل سؤال وجواب .
1* من هما يأجوج ومأجوج ؟
هما أمتان من نسل آدم عليه السلام ، بل ومن نسل نوح جزماً
س : ما الدليل على أنهما من نسل آدم ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، فيقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد . قالوا : يا رسول الله ، وأينا ذلك الواحد ؟ قال : أبشروا ، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا . ثم قال : والذي نفسي بيده ، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، فقال : أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة . فكبرنا ، فقال : أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة . فكبرنا ، فقال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض ، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود " أخرجه البخاري في الجامع الصحيح
س: لماذا لا تكون قصة يأجوج ومأجوج قد حدثت قبل نوح عليه السلام ؟
ج : قال الله تعالى : (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) الصافات 77-81 .
فلا ذرية باقية إلا من نسل نوح عليه السلام
س: هل هم من نسل يافث لما روى الحاكم عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (ولد لنوح سام وحام ويافث عليهم السلام فولد لسام العرب وفارس و الروم . وولد لحام القبط والبربر والسودان .وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبه)
ج : هذا حديث إسناده ضعيف ولا تقام به حجة
وعليه فإن غاية علمنا في نسب يأجوج ومأجوج انهم بشر من نسل نوح عليه السلام .
إن يأجوج ومأجوج أعدادهم كبيرة وقوتهم مذهلة وهجومهم كاسح وفسادهم مروع ، ولكم أن تتخيلوا عددهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .
" ويبعث الله يأجوج ويأجوج وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . "... سيرد ذكر الحديث كاملاً في موضع متقدم من البحث وهو حديث صحيح أخرجه مسلم
ونستدل على قوتهم من نفس الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور ."
أما فسادهم فمن قول الله تعالى " إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ "
يتبع ..
ساجدة لله
2009-10-05, 07:10 PM
بحث رائع أخي في الله
من أجمل الموضوعات التي أهتم بقراءتها
متابعة
إسلام علي
2009-10-06, 07:42 AM
لحد هنا ممتاز , بارك الله فيكم :p015:
لكن أين الجديد :leifhe: ؟
لمجرد المزاح :)
:36_sf1_1[1]:
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir