نورعمر
2009-10-05, 08:55 AM
هل الإسلام يقر حرية العقيدة؟
السؤال :
إذا كان الإسلام قد أقر حرية العقيدة فلماذا يحارب الارتداد والوثنية والإلحاد ؟
الجواب :
الحمد لله
" الإسلام لا يقر حرية العقيدة . الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة ويلزم بها ويفرضها على الناس ، ولا يجعلها حرة يختار الإنسان ما شاء من الأديان ، فالقول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة هذا غلط .
الإسلام يوجب توحيد الله والإخلاص له سبحانه وتعالى ، والالتزام بدينه والدخول في الإسلام ، والبُعد عما حرم الله ، وأعظم الواجبات وأهمها : توحيد الله والإخلاص له ، وأعظم المعاصي وأعظم الذنوب : الشرك بالله عز وجل ، وفعل ما يكفر العبد من سائر أنواع الإلحاد ، فالله سبحانه يقول : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) النساء/36 ، ويقول سبحانه : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) الإسراء/23 ، ويقول سبحانه : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة/5 ، ويقول عز وجل : ( فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) الزمر/2 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) البينة/5 .
ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) متفق على صحته .
فَبَيَّن عز وجل وبَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم وجوب العقيدة ووجوب الالتزام بشرع الله ، وأن لا حرية للإنسان في هذا ، فليس له أن يختار ديناً آخر ، وليس له أن يعتنق ما حرم الله ، وليس له أن يدع ما أوجب الله عليه ، بل يلزمه ويُفتَرض عليه أن يستقيم على دين الله وهو الإسلام ، وأن يوحد الله بالعبادة ، وألا يعبد معه سواه سبحانه وتعالى ، وأن يؤمن برسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقيم على شريعته ، ويوالي على هذا ويعادي على هذا ، وأن يقيم الصلاة كما أمر الله ، وأن يؤدي الزكاة كما أمر الله ، وأن يصوم كما أمر الله ، ويحج كما أمر الله .
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : يا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : (أ َنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ) ، فأنزل الله في هذا قوله سبحانه : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ ) الفرقان/68 – 70 .
فدل ذلك على أن توحيد الله والإخلاص له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتحريم القتل وتحريم الزنا ـ أمر مفترض لابد منه ، وليس لأحد أن يشرك بالله ، وليس له أن يزني ، وليس له أن يسرق ، وليس له أن يقتل نفساً بغير حق ، وليس له أن يشرب الخمر ، وليس له أن يدع الصلاة ، وليس له أن يدع الزكاة وعنده مال الزكاة ، وليس له أن يدع الصيام وهو قادر على صيام رمضان إلا في السفر والمرض ، وليس له أن يترك الحج وهو قادر على أن يحج مرة في العمر ، إلى غير ذلك .
فلا حرية في الإسلام في ذلك ، بل يجب أن يلتزم الإنسان العقيدة الصحيحة ويدع ما حرم الله ، نعم ، له حرية في الأمور المباحة التي أباحها الله له ، له حرية في الأمور المستحبة التي لا تجب ، فلو شاء تركها لا بأس ، والمباح إن شاء فعله الإنسان وإن شاء تركه ، أما ما أوجب الله عليه فيلزمه فعله ، وما حرمه الله عليه فيلزمه تركه ، وليس له أن يعتنق الشيوعية أو النصرانية أو اليهودية أو الوثنية أو المجوسية ، ليس له ذلك بل متى اعتنق اليهودية أو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو الشيوعية صار كافراً حلال الدم والمال ، ويجب أن يستتاب ، يستتيبه ولي الأمر المسلم الذي هو في بلده ، فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) رواه البخاري في الصحيح .
فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل إذا لم يتب ، فبهذا يعلم أنه ليس للمسلم حرية أن يترك الحق وأن يأخذ بالباطل أبداً ، بل يلزمه الاستقامة على الحق ويلزمه ترك الباطل ، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينصح لله ويدعو إلى الله عز وجل ، وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن يدعو الناس إلى ترك ما حرم الله عليهم ، كل هذا أمر مفترض حسب الطاقة " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/311- 313) .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/129141/العقيدة (http://www.islamqa.com/ar/ref/129141/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9)
والشاهد من الفتوى لا يعنى ان هناك تعارض بينها وبين الآيه الكريمه " لا اكراه فى الدين " وكفل الاسلام لحرية الاعتقاد.
.. فلا تعارض بين تاصيل الشيخ بن باز رحمه الله وبين هذه الفتوى المُدرجه على هذا الرابط مثلا..
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=287
وان ظهر التعارض بظاهر القول ولكن الجمع بينهما يسير
وللجمع بينهما .. كتب الدكتور امير عبد الله جزاه الله خيرا
رحِمَ اللهُ الشيخ ابن باز ... فهو يتكلّم في هذه الفتوى عن حرية العقيدةِ بالنسبةِ للمسْلِم ..
ويتكلم عن لفظةِ " إقرار " , وذلِك للتنبيهِ حتى لا يخْتلِط الأمر بالنسبة للإخوة الكرام .. ويتساءلون :
هل لم يقر الإسلام حرية العقيدةِ كما يقول جمهور من علماء المسلمين كما في هذا الموضوعِ
أم يقر حرية العقيدةِ كما يقول جمهور آخر (كما في رابِط أخونا م/الدخاخني )؟!!
والرأيان كلاهما رأيانِ صحيحان لأهل السنة والجماعة ... لا تناقُض بيْنهما , وإن ظهر الأمر كذلِكَ ويلزم التوفيق بيْنهما .. وقبل التوفيق نقول أن الإسلام لا يقر حرية العقيدةِ بمعنى تهميشِ الدعوةِ والجهادِ كما يغالط المغالطون .. أو بمعنى إلغاء حد الردة كما يدعون .. وإلا فإن الامر الإلهي هو بالتبليغ والدعوة وهذا ما أقره الإسلام .. والدين عند الله الإسلام.
وللرد على تساؤلِ الإخوان نقول إن شاء الله :
حريةُ العقيدةِ (إن كانت لغير المسلِم ) فمكفولة لغير المسلِمِ في بلادِ المسلمين
أما حرية العقيدةِ (بمعنى الردة) فإفساد في الأرضِ يستوجِب الحد .
وأما حرية العقيدةِ بمعنى (الغاء التبليغ والدعوة والجهاد) فمغالطةُ فاجِر.
ويمكن التوفيق بين الموضوعين .. والتفصيلُ في هذه المسألة لكي نُدْرِك ما يقوله علماءُ المسلمين ..
فهناكَ فارِقٌ بيْن تبليغ رسالةِ الله ثم الدعوةُ إلى اللهِ وبين حرية المعتقدِ .. وهذا غالب ما يخْتلِط على القارىء في الفتاوى ...
وغالِبُ ما يجِدُ فيه الكثيرون تناقُضاً , مرده إلى هذا الخلطِ , وهو ليْس كذلِك في حقيقتِهِ ...
فالتبليغ يكونُ أولاً : وهو واجِبٌ وبالجهاد إن لزم الأمر ..
ثم الدعوةُ إلى اللهِ تكون بعد التبليغِ وبالحُسْنى... وإلى قيامِ الساعةِ ..
ثم تأتي حرية المعتقد بعد الدعوةِ والتبليغِ فلا إكراهَ فيها ..
بعد أن بلغ الدين إلى مسامِع الناس .. ودُعوا إليْهِ .. فإما أن يؤْمنوا وإما أن يدفعوا الجزية ويلتزِموا بقانون الإسلام واحترام تعاليمِه .
وأدلة ذلِكَ وتفْصيلُهُ :
أما التبليغ فهو واجِب ولو بالجهاد .. بلاغ واضِح مبين يصِل إلى اسماع الناس .. وبِنصِّ كتاب الله ..
ودليلُ التبليغِ (وهو وظيفة الرسلِ وأهل العلم وأولي الأمر, وبالجهاد):
هو قوله تعالى " يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس"
وقوله تعالى "أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم"
وقوله تعالى " هذا بلاغ للناسِ وليُنْذروا بِه"
وقوله تعالى " وإن تكذبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين"
وأما الدعوة .. فليْس لأحدٍ أن يمنَع الدعوة إلى سبيل اللهِ ...وهي واجِبة .
والدليلُ على الدعوةِ (وهي وظيفةُ كل مسلِم):
هو قوله تعالى " ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكن من المشركين"
وقوله تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
وقوله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"
وأما حرية العقيدةِ فهي مكفولة بنص كِتابِ الله ... ولا لأحدٍ أن يكره أحداً على معتقدِهِ :
والدليل قول الله تعالى "لا إكراه في الدين" ,
وقوله تعالى " لكم دينكم وليَ دين" ,
وقوله تعالى " فمن شاء فليؤمِن ومن شاء فليكفر" ,
وقوله تعالى " أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"ً
________________
إذاً نكرر:
- فلا لأحدٍ أن يمنع بلوغ الإسلام إلى أمة من الأمم .. فالتبليغ واجِبٌ ولو بالسيف.
- ولا لأحدٍ أن يمنع الدعوةَ بعد التبليغِ .. فهي قائِمة إلى قيامِ الساعة ولتكن بالحكمةِ والموعِظة الحسنة.
- ولا لأحدٍ أن يُكْرِه الناس حتى يكونو مسلمين ( بعد أن بلغه الإسلام, ثم دُعِيَ إليه , ثم اختار معتقدَ الكفر على الإسلام .. ولكِن عليه أن يدفع الجزية إن كان في أرض المسلمين).
________
نكرر مرة أخرى باسلوب آخر:
الجهاد ضد من يقف عثرةً أمام أن يبلغ هذا الدين مسامع من لا يعلمه .. ثم يُعْرَض على من بلغه بالحسنى .. ثم له الإختيارُ
والإختيار بلا إكراه فإما أن يؤْمِنوا وإما الجزية في ديارِ المسلمين ..
وإن قبلوا الجزية فلهم حرية العقيدةِ لا يُضامون طالما التزِموا بقانون الإسلام ..
ومن جاهر بمعصيةٍ أو جاهر بكفره أو حارب الإسلام وسعى في الأرض فساداً فالقتل حده ..
ومن ارتد بعد قناعةٍ و سعى فسادا بعد استتابةٍ فالقتل حده.
والله تعالى أعلم
السؤال :
إذا كان الإسلام قد أقر حرية العقيدة فلماذا يحارب الارتداد والوثنية والإلحاد ؟
الجواب :
الحمد لله
" الإسلام لا يقر حرية العقيدة . الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة ويلزم بها ويفرضها على الناس ، ولا يجعلها حرة يختار الإنسان ما شاء من الأديان ، فالقول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة هذا غلط .
الإسلام يوجب توحيد الله والإخلاص له سبحانه وتعالى ، والالتزام بدينه والدخول في الإسلام ، والبُعد عما حرم الله ، وأعظم الواجبات وأهمها : توحيد الله والإخلاص له ، وأعظم المعاصي وأعظم الذنوب : الشرك بالله عز وجل ، وفعل ما يكفر العبد من سائر أنواع الإلحاد ، فالله سبحانه يقول : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) النساء/36 ، ويقول سبحانه : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) الإسراء/23 ، ويقول سبحانه : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة/5 ، ويقول عز وجل : ( فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) الزمر/2 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) البينة/5 .
ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) متفق على صحته .
فَبَيَّن عز وجل وبَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم وجوب العقيدة ووجوب الالتزام بشرع الله ، وأن لا حرية للإنسان في هذا ، فليس له أن يختار ديناً آخر ، وليس له أن يعتنق ما حرم الله ، وليس له أن يدع ما أوجب الله عليه ، بل يلزمه ويُفتَرض عليه أن يستقيم على دين الله وهو الإسلام ، وأن يوحد الله بالعبادة ، وألا يعبد معه سواه سبحانه وتعالى ، وأن يؤمن برسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقيم على شريعته ، ويوالي على هذا ويعادي على هذا ، وأن يقيم الصلاة كما أمر الله ، وأن يؤدي الزكاة كما أمر الله ، وأن يصوم كما أمر الله ، ويحج كما أمر الله .
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : يا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : (أ َنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ) ، فأنزل الله في هذا قوله سبحانه : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ ) الفرقان/68 – 70 .
فدل ذلك على أن توحيد الله والإخلاص له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتحريم القتل وتحريم الزنا ـ أمر مفترض لابد منه ، وليس لأحد أن يشرك بالله ، وليس له أن يزني ، وليس له أن يسرق ، وليس له أن يقتل نفساً بغير حق ، وليس له أن يشرب الخمر ، وليس له أن يدع الصلاة ، وليس له أن يدع الزكاة وعنده مال الزكاة ، وليس له أن يدع الصيام وهو قادر على صيام رمضان إلا في السفر والمرض ، وليس له أن يترك الحج وهو قادر على أن يحج مرة في العمر ، إلى غير ذلك .
فلا حرية في الإسلام في ذلك ، بل يجب أن يلتزم الإنسان العقيدة الصحيحة ويدع ما حرم الله ، نعم ، له حرية في الأمور المباحة التي أباحها الله له ، له حرية في الأمور المستحبة التي لا تجب ، فلو شاء تركها لا بأس ، والمباح إن شاء فعله الإنسان وإن شاء تركه ، أما ما أوجب الله عليه فيلزمه فعله ، وما حرمه الله عليه فيلزمه تركه ، وليس له أن يعتنق الشيوعية أو النصرانية أو اليهودية أو الوثنية أو المجوسية ، ليس له ذلك بل متى اعتنق اليهودية أو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو الشيوعية صار كافراً حلال الدم والمال ، ويجب أن يستتاب ، يستتيبه ولي الأمر المسلم الذي هو في بلده ، فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) رواه البخاري في الصحيح .
فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل إذا لم يتب ، فبهذا يعلم أنه ليس للمسلم حرية أن يترك الحق وأن يأخذ بالباطل أبداً ، بل يلزمه الاستقامة على الحق ويلزمه ترك الباطل ، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينصح لله ويدعو إلى الله عز وجل ، وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن يدعو الناس إلى ترك ما حرم الله عليهم ، كل هذا أمر مفترض حسب الطاقة " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/311- 313) .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/129141/العقيدة (http://www.islamqa.com/ar/ref/129141/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9)
والشاهد من الفتوى لا يعنى ان هناك تعارض بينها وبين الآيه الكريمه " لا اكراه فى الدين " وكفل الاسلام لحرية الاعتقاد.
.. فلا تعارض بين تاصيل الشيخ بن باز رحمه الله وبين هذه الفتوى المُدرجه على هذا الرابط مثلا..
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=287
وان ظهر التعارض بظاهر القول ولكن الجمع بينهما يسير
وللجمع بينهما .. كتب الدكتور امير عبد الله جزاه الله خيرا
رحِمَ اللهُ الشيخ ابن باز ... فهو يتكلّم في هذه الفتوى عن حرية العقيدةِ بالنسبةِ للمسْلِم ..
ويتكلم عن لفظةِ " إقرار " , وذلِك للتنبيهِ حتى لا يخْتلِط الأمر بالنسبة للإخوة الكرام .. ويتساءلون :
هل لم يقر الإسلام حرية العقيدةِ كما يقول جمهور من علماء المسلمين كما في هذا الموضوعِ
أم يقر حرية العقيدةِ كما يقول جمهور آخر (كما في رابِط أخونا م/الدخاخني )؟!!
والرأيان كلاهما رأيانِ صحيحان لأهل السنة والجماعة ... لا تناقُض بيْنهما , وإن ظهر الأمر كذلِكَ ويلزم التوفيق بيْنهما .. وقبل التوفيق نقول أن الإسلام لا يقر حرية العقيدةِ بمعنى تهميشِ الدعوةِ والجهادِ كما يغالط المغالطون .. أو بمعنى إلغاء حد الردة كما يدعون .. وإلا فإن الامر الإلهي هو بالتبليغ والدعوة وهذا ما أقره الإسلام .. والدين عند الله الإسلام.
وللرد على تساؤلِ الإخوان نقول إن شاء الله :
حريةُ العقيدةِ (إن كانت لغير المسلِم ) فمكفولة لغير المسلِمِ في بلادِ المسلمين
أما حرية العقيدةِ (بمعنى الردة) فإفساد في الأرضِ يستوجِب الحد .
وأما حرية العقيدةِ بمعنى (الغاء التبليغ والدعوة والجهاد) فمغالطةُ فاجِر.
ويمكن التوفيق بين الموضوعين .. والتفصيلُ في هذه المسألة لكي نُدْرِك ما يقوله علماءُ المسلمين ..
فهناكَ فارِقٌ بيْن تبليغ رسالةِ الله ثم الدعوةُ إلى اللهِ وبين حرية المعتقدِ .. وهذا غالب ما يخْتلِط على القارىء في الفتاوى ...
وغالِبُ ما يجِدُ فيه الكثيرون تناقُضاً , مرده إلى هذا الخلطِ , وهو ليْس كذلِك في حقيقتِهِ ...
فالتبليغ يكونُ أولاً : وهو واجِبٌ وبالجهاد إن لزم الأمر ..
ثم الدعوةُ إلى اللهِ تكون بعد التبليغِ وبالحُسْنى... وإلى قيامِ الساعةِ ..
ثم تأتي حرية المعتقد بعد الدعوةِ والتبليغِ فلا إكراهَ فيها ..
بعد أن بلغ الدين إلى مسامِع الناس .. ودُعوا إليْهِ .. فإما أن يؤْمنوا وإما أن يدفعوا الجزية ويلتزِموا بقانون الإسلام واحترام تعاليمِه .
وأدلة ذلِكَ وتفْصيلُهُ :
أما التبليغ فهو واجِب ولو بالجهاد .. بلاغ واضِح مبين يصِل إلى اسماع الناس .. وبِنصِّ كتاب الله ..
ودليلُ التبليغِ (وهو وظيفة الرسلِ وأهل العلم وأولي الأمر, وبالجهاد):
هو قوله تعالى " يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس"
وقوله تعالى "أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم"
وقوله تعالى " هذا بلاغ للناسِ وليُنْذروا بِه"
وقوله تعالى " وإن تكذبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين"
وأما الدعوة .. فليْس لأحدٍ أن يمنَع الدعوة إلى سبيل اللهِ ...وهي واجِبة .
والدليلُ على الدعوةِ (وهي وظيفةُ كل مسلِم):
هو قوله تعالى " ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكن من المشركين"
وقوله تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
وقوله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"
وأما حرية العقيدةِ فهي مكفولة بنص كِتابِ الله ... ولا لأحدٍ أن يكره أحداً على معتقدِهِ :
والدليل قول الله تعالى "لا إكراه في الدين" ,
وقوله تعالى " لكم دينكم وليَ دين" ,
وقوله تعالى " فمن شاء فليؤمِن ومن شاء فليكفر" ,
وقوله تعالى " أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"ً
________________
إذاً نكرر:
- فلا لأحدٍ أن يمنع بلوغ الإسلام إلى أمة من الأمم .. فالتبليغ واجِبٌ ولو بالسيف.
- ولا لأحدٍ أن يمنع الدعوةَ بعد التبليغِ .. فهي قائِمة إلى قيامِ الساعة ولتكن بالحكمةِ والموعِظة الحسنة.
- ولا لأحدٍ أن يُكْرِه الناس حتى يكونو مسلمين ( بعد أن بلغه الإسلام, ثم دُعِيَ إليه , ثم اختار معتقدَ الكفر على الإسلام .. ولكِن عليه أن يدفع الجزية إن كان في أرض المسلمين).
________
نكرر مرة أخرى باسلوب آخر:
الجهاد ضد من يقف عثرةً أمام أن يبلغ هذا الدين مسامع من لا يعلمه .. ثم يُعْرَض على من بلغه بالحسنى .. ثم له الإختيارُ
والإختيار بلا إكراه فإما أن يؤْمِنوا وإما الجزية في ديارِ المسلمين ..
وإن قبلوا الجزية فلهم حرية العقيدةِ لا يُضامون طالما التزِموا بقانون الإسلام ..
ومن جاهر بمعصيةٍ أو جاهر بكفره أو حارب الإسلام وسعى في الأرض فساداً فالقتل حده ..
ومن ارتد بعد قناعةٍ و سعى فسادا بعد استتابةٍ فالقتل حده.
والله تعالى أعلم