أمـــة الله
2009-10-07, 03:44 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
كتبه الشيخ سعيد محمد السواح
أيها المسلم الحبيب:
هل القرآن حجة لك أو عليك؟
فلقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدوا فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) [مسلم / كتاب الزكاة].
وهذا نداء يوجه إلى قارئ القرآن فنقول:
يا قارئ القرآن،
- أترى أيكون القرآن حجة لك أو عليك؟
- أترى أيكون القرآن شفيعا لك عند ربك؟
- أترى أيحاج عنك القرآن في قبرك؟
فلا تتعجل الإجابة، ولكن نقول:
إذا أوقفك الله -تعالى- بين يديه، وسألك:
يا قارئ القرآن، ألم تقرأ آية كذا؟، أتذكر آية كذا، فهل عملت بها؟
فلتعلم أيها الحبيب:
أن قدم العبد لن تزول يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها: (عن علمه فيما عمل به).
ونحن نستعرض سوياً جانباً من هذه الآيات، ونريد منك أن تجيب هل هي حجة لك أو عليك.
[1] ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة: 208].
- فهل تعمل بالإسلام عقيدة وشريعة؟ وهل تعمل بالإسلام الشامل الذي جاء به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وبلغه لأمته على مدى ثلاث وعشرين عاماً ليلاً ونهاراً سراً وجهراً؟
- وهذا يتطلب منا أولا أن نسألك: ماذا تعرف عن الإسلام الذي أنزل الله -تعالى- على رسوله، وقام -صلى الله عليه وسلم- بتبليغه على أتم وأكمل صورة؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[ 2] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب : 59].
- فما فعلت أيتها المسلة في نفسك؟ هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ وإن كنت ممن يطبق هذه الآية، قل لنا احتجابك هو الحجاب الذي أمر الله به، أم أنت تتحجبين بالصورة التي تريدين؟
- وكذلك هذه الآية موجهة إلى أولياء المرأة، هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ هل حملت زوجك وبنتك على التزام الزى الذي أمر الله به؟
- فماذا تقولين، وماذا تقول لربك يوم القيامة؟ أتدافع عنا هذه الآية أم تقل ضيعتني أخزاك الله؟
[3] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ البقرة: 278].
- هل معاملاتك حسب ما حكم وقضى الله ورسوله، أم انك لم تنظر في معاملاتك، فأنت تجريها على حسب العادات والأعراف السائدة بين الناس؟
- هل مالك تكتسبه منت سبل مشروعة؟ وإذا أنفقته أنفقته في مرضات ربك؟
- فهذا المال الذي تشتري من خلاله المرأة هذه الملابس الفاضحة.
- وهذا المال الذي يشتري به الرجل الدخان.
- وهذا المال الذي ينفق في المتنزهات والمحرمات.
- فماذا تقول لربك يوم القيامة؟
- أهذه الآية حجة لك أو عليك؟
[4] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بالألقاب بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمان وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات: 11، 12 ].
- فهذه الآيات هل وقفت على بنودها، وعلمت جملة هذه المحظورات التي حذر الله منها؟
- فهل أنت ممن يستخف بغيره؟
- وهل أنت ممن ينتقص من شأن الآخرين؟
- وهل أنت ترى أنه لا يساميك أحد فتستطيل على خلق الله؟
- هل أنت تلمز وتغمز على غيرك؟
- هل أنت تظن السوء بإخوانك؟
- هل أنت ممن يتجسس على إخوانه؟
- هل تصدر منك الغيبة والنميمة؟ هل تذكر إخوانك بسوء؟
فنقول لك:
أتظن أن هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[ 5] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [ الحشر:18].
- هل تفكر في الموقف الرهيب الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين؟
- هل أعددت العدة لسفرك لطويل؟
- هل استعددت بإعداد زاد الآخرة الذي يبلغك المنزل أم أنك جئت ببضاعة مزجاة؟.
- هل اقتطعت من وقتك لأمر الآخرة، وإن كنت اقتطعت جانب من وقتك لطلب الآخرة، فهل هذا بالوقت الكافي للوصول إلى المنزل؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟.
[6] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) [ النساء:144].
وقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [ المائدة: 51].
وقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ المائدة: 57].
فنقول لك:
- من تصاحب؟ هل تعرف عقيدة الولاء والبراء؟ وهل أنت تحب في الله وتبغض في الله؟ هل من أصحابك من هو من أهل الكتاب؟ هل تكن له مودة؟ هل تكن له في قلبك محبة؟ هل تتشبه بهم؟ فلتحذر.
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك.
[7] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) [ الأنفال: 24].
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
إذا قلت: أنا ممن استجاب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-
قلنا: هل اطلعت على أوامر ربك ونواهيه؟ هل اطلعت على ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل ربه؟ هل أنت عالم بالإحكام التي تعبد الله الناس بتنفيذها.
- هل أنت تعرفت على سنة رسولك -صلى الله عليه وسلم- التي اشتملت على كل أبعاد حياة الإنسان؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[8] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [ التوبة : 119]
فقد أوجب الله علينا ملازمة الصالحين والصادقين.
- فهل صاحبك القريب منك ماذا تقول عنه في ميزان الله ليس في ميزانك مدى استمساكه بدين الله علماً وعملاً وتطبيقاً وسلوكاً، عقيدة وشريعة؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
- [9] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [ الأحزاب: 41 – 43 ].
فقد أوجب الله على الإنسان ملازمة ذكره لربه -تعالى-، وأن لا يغفل ولا يفتر عن ذكر ربه، وأن يعترف دوما بفضل الله عليه، إذ نجاه من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد والعبادة.
- فهل أنت دائم الذكر لربك بقلبك ولسانك وجوارحك؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[10] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [ الصف: 14]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[ محمد: 7].
فقد أوجب الله -تعالى- علينا نصرة دينه وشرعه، وأن تكون جنداً من جنود الله -تعالى-، فمن يذب ويدافع عن دين الله سبحانه؟
- فهل أنت بهذه الأوصاف والأحوال؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك.
- أيها المسلم الحبيب:
- هذا قليل من كثير، وما أردنا إلا التنبيه على ما نحن مقبلين عليه عند الله -تعالى-، فإذا أعددت لسؤال ربك غداً؟
(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [ الإنعام: 135 ]
كتبه الشيخ سعيد محمد السواح
كتبه الشيخ سعيد محمد السواح
أيها المسلم الحبيب:
هل القرآن حجة لك أو عليك؟
فلقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدوا فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) [مسلم / كتاب الزكاة].
وهذا نداء يوجه إلى قارئ القرآن فنقول:
يا قارئ القرآن،
- أترى أيكون القرآن حجة لك أو عليك؟
- أترى أيكون القرآن شفيعا لك عند ربك؟
- أترى أيحاج عنك القرآن في قبرك؟
فلا تتعجل الإجابة، ولكن نقول:
إذا أوقفك الله -تعالى- بين يديه، وسألك:
يا قارئ القرآن، ألم تقرأ آية كذا؟، أتذكر آية كذا، فهل عملت بها؟
فلتعلم أيها الحبيب:
أن قدم العبد لن تزول يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها: (عن علمه فيما عمل به).
ونحن نستعرض سوياً جانباً من هذه الآيات، ونريد منك أن تجيب هل هي حجة لك أو عليك.
[1] ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة: 208].
- فهل تعمل بالإسلام عقيدة وشريعة؟ وهل تعمل بالإسلام الشامل الذي جاء به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وبلغه لأمته على مدى ثلاث وعشرين عاماً ليلاً ونهاراً سراً وجهراً؟
- وهذا يتطلب منا أولا أن نسألك: ماذا تعرف عن الإسلام الذي أنزل الله -تعالى- على رسوله، وقام -صلى الله عليه وسلم- بتبليغه على أتم وأكمل صورة؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[ 2] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب : 59].
- فما فعلت أيتها المسلة في نفسك؟ هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ وإن كنت ممن يطبق هذه الآية، قل لنا احتجابك هو الحجاب الذي أمر الله به، أم أنت تتحجبين بالصورة التي تريدين؟
- وكذلك هذه الآية موجهة إلى أولياء المرأة، هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ هل حملت زوجك وبنتك على التزام الزى الذي أمر الله به؟
- فماذا تقولين، وماذا تقول لربك يوم القيامة؟ أتدافع عنا هذه الآية أم تقل ضيعتني أخزاك الله؟
[3] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ البقرة: 278].
- هل معاملاتك حسب ما حكم وقضى الله ورسوله، أم انك لم تنظر في معاملاتك، فأنت تجريها على حسب العادات والأعراف السائدة بين الناس؟
- هل مالك تكتسبه منت سبل مشروعة؟ وإذا أنفقته أنفقته في مرضات ربك؟
- فهذا المال الذي تشتري من خلاله المرأة هذه الملابس الفاضحة.
- وهذا المال الذي يشتري به الرجل الدخان.
- وهذا المال الذي ينفق في المتنزهات والمحرمات.
- فماذا تقول لربك يوم القيامة؟
- أهذه الآية حجة لك أو عليك؟
[4] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بالألقاب بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمان وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات: 11، 12 ].
- فهذه الآيات هل وقفت على بنودها، وعلمت جملة هذه المحظورات التي حذر الله منها؟
- فهل أنت ممن يستخف بغيره؟
- وهل أنت ممن ينتقص من شأن الآخرين؟
- وهل أنت ترى أنه لا يساميك أحد فتستطيل على خلق الله؟
- هل أنت تلمز وتغمز على غيرك؟
- هل أنت تظن السوء بإخوانك؟
- هل أنت ممن يتجسس على إخوانه؟
- هل تصدر منك الغيبة والنميمة؟ هل تذكر إخوانك بسوء؟
فنقول لك:
أتظن أن هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[ 5] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [ الحشر:18].
- هل تفكر في الموقف الرهيب الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين؟
- هل أعددت العدة لسفرك لطويل؟
- هل استعددت بإعداد زاد الآخرة الذي يبلغك المنزل أم أنك جئت ببضاعة مزجاة؟.
- هل اقتطعت من وقتك لأمر الآخرة، وإن كنت اقتطعت جانب من وقتك لطلب الآخرة، فهل هذا بالوقت الكافي للوصول إلى المنزل؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟.
[6] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) [ النساء:144].
وقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [ المائدة: 51].
وقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ المائدة: 57].
فنقول لك:
- من تصاحب؟ هل تعرف عقيدة الولاء والبراء؟ وهل أنت تحب في الله وتبغض في الله؟ هل من أصحابك من هو من أهل الكتاب؟ هل تكن له مودة؟ هل تكن له في قلبك محبة؟ هل تتشبه بهم؟ فلتحذر.
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك.
[7] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) [ الأنفال: 24].
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
إذا قلت: أنا ممن استجاب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-
قلنا: هل اطلعت على أوامر ربك ونواهيه؟ هل اطلعت على ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل ربه؟ هل أنت عالم بالإحكام التي تعبد الله الناس بتنفيذها.
- هل أنت تعرفت على سنة رسولك -صلى الله عليه وسلم- التي اشتملت على كل أبعاد حياة الإنسان؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[8] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [ التوبة : 119]
فقد أوجب الله علينا ملازمة الصالحين والصادقين.
- فهل صاحبك القريب منك ماذا تقول عنه في ميزان الله ليس في ميزانك مدى استمساكه بدين الله علماً وعملاً وتطبيقاً وسلوكاً، عقيدة وشريعة؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
- [9] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [ الأحزاب: 41 – 43 ].
فقد أوجب الله على الإنسان ملازمة ذكره لربه -تعالى-، وأن لا يغفل ولا يفتر عن ذكر ربه، وأن يعترف دوما بفضل الله عليه، إذ نجاه من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد والعبادة.
- فهل أنت دائم الذكر لربك بقلبك ولسانك وجوارحك؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟
[10] ألم تقرأ من قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [ الصف: 14]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[ محمد: 7].
فقد أوجب الله -تعالى- علينا نصرة دينه وشرعه، وأن تكون جنداً من جنود الله -تعالى-، فمن يذب ويدافع عن دين الله سبحانه؟
- فهل أنت بهذه الأوصاف والأحوال؟
- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك.
- أيها المسلم الحبيب:
- هذا قليل من كثير، وما أردنا إلا التنبيه على ما نحن مقبلين عليه عند الله -تعالى-، فإذا أعددت لسؤال ربك غداً؟
(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [ الإنعام: 135 ]
كتبه الشيخ سعيد محمد السواح