صقر قريش
2007-10-03, 09:26 PM
الرد على شبهة عبس و تولى
--------------------------------------------------------------------------------
أبو عبيده كتب في : Jun 14 2005, 02:01 PM
هل عبس النبى صلى الله عليه و سلم فى وجه أحد ؟ "
قال تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلّىَ * أَن جَآءَهُ الأعْمَىَ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّىَ * أَوْ يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكْرَىَ ) عبس : 1 – 4
و الفهم الخاطئ فيمن اتهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالتقصير فى هذا الأمر , و نفى عنه العصمة , و ذكر هذا من الشبهات التى تنفى العصمة عن الأنبياء و أنه يمكن صدور الذنب منهم , أو وقوع التقصير , كهذا الذى حدث من النبى صلى الله عليه و سلم مع عبد الله ابن أم مكتوم – رضى الله عنه .
و الجواب الصحيح بأن الأمر ليس كما زعموا , و الذى وقع من النبى صلى الله عيه و سلم كان أمرا عارضا خلاف الأولى , لا يتنافى مع عصمته , و ما فعله صلى الله عليه و سلم قصدا و لا أراد به سوءا , انما هو القصد الكريم , و الحرص النبيل , فى هداية من جاءه من قريش يحدثهم فى أمر الدين , لعل الله عز و جل أن يهديهم الى الاسلام , و قد ترك ابن أم مكتوم بعض الوقت يعرض عنه , يكله الى ايمانه السابق , و يقبل على المشركين لعلهم يسلموا لله رب العالمين .
و مع حسن المقصد , و طهر النية , و نبل الغرض , وجههه الله تعالى الى ما هو أولى , فاستجاب كما ينبغى أن تكون الاستجابة , و أسرع فى ذلك على النحو الذى ذكر فى السيرة و الحديث , و فيما ذكره غير واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عيه و سلم , كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش , و قد طمع فى اسلامهم فبينما هو يخاطبهم و يناجيهم , اذ أقبل ابن أم مكتوم , و كان ممن أسلم قديما , فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فى شئ يلح عليه , وود النبى صلى الله عليه و سلم أن لو كف ساعته تلك , ليتمكن من مخاطبة القوم طمعا و رغبة فى هدايتهم , و عبس فى وجه ابن أم مكتوم , و أعرض عنه , و أقبل على القوم , و فى رواية أنه رجل و كان أبى بن خلف , فأنزل الله عز و جل هذة الأية .
و فيها يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم أن لا يخص بالانذار أحد , بل يساوى فيه بين الشريف و الضعيف , و الفقير و الغنى , و السادة و العبيد , و الرجال و النساء , و الصغار و الكبار , ثم الله تعالى يهدى من يشاء الى صراط مستقيم , و له الحكمة البالغة و الحجة الدامغة .
قال الحافظ أبو يعلى فى مسنده – بسنده – عن أنس - رضى الله عنه – فى قوله تعالى ( عبس و تولى ) جاء ابن أم مكتوم الى النبى صلى الله عليه و سلم و هو يكلم أبى بن خلف , فأعرض عنه , فأنزل الله ( عَبَسَ وَتَوَلّىَ * أَن جَآءَهُ الأعْمَىَ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّىَ * أَوْ يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكْرَىَ ) و كان النبى صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يكرمه . ( أخرجه أبو يعلى فى مسنده ( 3123 ) و أورده السيوطى فى الدر المنثور ( 6 / 518 ) و ابن كثير فى تفسيره ( 4 / 470 ) و يشهد له حديث عائشة عند الترمذى ( 3328 ) , و صححه ابن حبان برقم ( 1769 ) و الحاكم ( 2 / 514 ) ووافقه الذهبى .
كما كان صلى الله عليه و سلم يقول له " هل لك حاجة فى شئ " و يقول له " أهلا بمن عاتبنى فيه ربى " .
كما جعله صلى الله عليه و سلم مؤذنا فى صلاة الفجر , مع بلال , و كان يقول صلى الله عليه و سلم " ان بلالا يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى تسمعون ابن أم مكتوم " ( أخرجه البخارى فى الأذان( 6179 ) و مسلم فى الصيام ( 1092 ) ووافقه الذهبى )
تفسير ابن كثير ج 4 ص 470 بتصرف .
د/ عمر بن عبد العزيز .
أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة الاسلامية – جامعة الأزهر
--------------------------------------------------------------------------------
أبو عبيده كتب في : Jun 14 2005, 02:01 PM
هل عبس النبى صلى الله عليه و سلم فى وجه أحد ؟ "
قال تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلّىَ * أَن جَآءَهُ الأعْمَىَ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّىَ * أَوْ يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكْرَىَ ) عبس : 1 – 4
و الفهم الخاطئ فيمن اتهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالتقصير فى هذا الأمر , و نفى عنه العصمة , و ذكر هذا من الشبهات التى تنفى العصمة عن الأنبياء و أنه يمكن صدور الذنب منهم , أو وقوع التقصير , كهذا الذى حدث من النبى صلى الله عليه و سلم مع عبد الله ابن أم مكتوم – رضى الله عنه .
و الجواب الصحيح بأن الأمر ليس كما زعموا , و الذى وقع من النبى صلى الله عيه و سلم كان أمرا عارضا خلاف الأولى , لا يتنافى مع عصمته , و ما فعله صلى الله عليه و سلم قصدا و لا أراد به سوءا , انما هو القصد الكريم , و الحرص النبيل , فى هداية من جاءه من قريش يحدثهم فى أمر الدين , لعل الله عز و جل أن يهديهم الى الاسلام , و قد ترك ابن أم مكتوم بعض الوقت يعرض عنه , يكله الى ايمانه السابق , و يقبل على المشركين لعلهم يسلموا لله رب العالمين .
و مع حسن المقصد , و طهر النية , و نبل الغرض , وجههه الله تعالى الى ما هو أولى , فاستجاب كما ينبغى أن تكون الاستجابة , و أسرع فى ذلك على النحو الذى ذكر فى السيرة و الحديث , و فيما ذكره غير واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عيه و سلم , كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش , و قد طمع فى اسلامهم فبينما هو يخاطبهم و يناجيهم , اذ أقبل ابن أم مكتوم , و كان ممن أسلم قديما , فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فى شئ يلح عليه , وود النبى صلى الله عليه و سلم أن لو كف ساعته تلك , ليتمكن من مخاطبة القوم طمعا و رغبة فى هدايتهم , و عبس فى وجه ابن أم مكتوم , و أعرض عنه , و أقبل على القوم , و فى رواية أنه رجل و كان أبى بن خلف , فأنزل الله عز و جل هذة الأية .
و فيها يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم أن لا يخص بالانذار أحد , بل يساوى فيه بين الشريف و الضعيف , و الفقير و الغنى , و السادة و العبيد , و الرجال و النساء , و الصغار و الكبار , ثم الله تعالى يهدى من يشاء الى صراط مستقيم , و له الحكمة البالغة و الحجة الدامغة .
قال الحافظ أبو يعلى فى مسنده – بسنده – عن أنس - رضى الله عنه – فى قوله تعالى ( عبس و تولى ) جاء ابن أم مكتوم الى النبى صلى الله عليه و سلم و هو يكلم أبى بن خلف , فأعرض عنه , فأنزل الله ( عَبَسَ وَتَوَلّىَ * أَن جَآءَهُ الأعْمَىَ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّىَ * أَوْ يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكْرَىَ ) و كان النبى صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يكرمه . ( أخرجه أبو يعلى فى مسنده ( 3123 ) و أورده السيوطى فى الدر المنثور ( 6 / 518 ) و ابن كثير فى تفسيره ( 4 / 470 ) و يشهد له حديث عائشة عند الترمذى ( 3328 ) , و صححه ابن حبان برقم ( 1769 ) و الحاكم ( 2 / 514 ) ووافقه الذهبى .
كما كان صلى الله عليه و سلم يقول له " هل لك حاجة فى شئ " و يقول له " أهلا بمن عاتبنى فيه ربى " .
كما جعله صلى الله عليه و سلم مؤذنا فى صلاة الفجر , مع بلال , و كان يقول صلى الله عليه و سلم " ان بلالا يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى تسمعون ابن أم مكتوم " ( أخرجه البخارى فى الأذان( 6179 ) و مسلم فى الصيام ( 1092 ) ووافقه الذهبى )
تفسير ابن كثير ج 4 ص 470 بتصرف .
د/ عمر بن عبد العزيز .
أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة الاسلامية – جامعة الأزهر