صقر قريش
2007-10-03, 09:34 PM
هل شك الرسول فيما أنزل اليه ؟
--------------------------------------------------------------------------------
قوله تعالى {فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }. يونس 94
زعم قوم من النصارى أو المنصرين أن هذة الأيات تدل على أن الاسلام ليس حقا , أو أن النبى صلى الله عليه و سلم شك فيما أنزل اليه , أو سألوا : هل كان نبيكم يشك فيما أنزل اليه ؟ .
و الجواب على ذلك سهل و ميسور : ذلك أن السائل لم يفرق بين ( إِن) الشرطية , و بين ( اذا ) الشرطية , ذلك لأن ( إِن ) لا تفيد تحقيق الوقوع , و انما تفيد احتمال الوقوع , و افتراض الوقوع .
يعنى : على افتراض أنك شككت – و لن تشك – فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من العلماء الذين قرءوا صفاتك , و علموا الحق الذى أنت عليه , و صدقوا بذلك , أمثال عبد الله بن سلام و نحوه .
و لذلك قال تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} الأحقاف : 10
و أما ( اذا ) فانها تفيد تحقيق الوقوع , و ( إِن ) تفيد الاحتمال أو الافتراض , من باب قوله تعالى:{قُلْ إِن كَانَ لِلرّحْمَـَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوّلُ الْعَابِدِينَ } الزخرف : 81 – و لن يكون للرحمن ولد , انما هو من باب الافتراض , و الأية هنا صدرت " بإِن " التى هى للافتراض و ليست " اذا " التى هى لتحقيق الوقوع , و الفارق بينهما واضح .
هذا , ثم يقال للسائل : لماذا لم تكمل الأية ؟ كمن قرأ ( فويل للمصلين ) ثم سكت , فحكم على المصلين بالويل , أو قرأ ( لا تقربوا الصلاة ) فمنع فريضة الله ! , و فى أخر الأية قوله تعالى : ( لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) يونس : 94
و قد ورد أن النبى صلى الله عليه و سلم قال – لما نزلت الأية – " و الله لا أشك و لا أسأل " ( أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه ( 10211 ) , و الطبرى فى التفسير ( 11 / 1089 ) , و أورده السيوطى فى الدر المنتثور ( 3 / 571 ) .
د / عمر بن عبد العزيز
أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة الاسلامية – جامعة الأزهر .
( أيات مظلومة بين جهل المسلمين و حقد المستشرقين ص 208 , 209 )
--------------------------------------------------------------------------------
قوله تعالى {فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }. يونس 94
زعم قوم من النصارى أو المنصرين أن هذة الأيات تدل على أن الاسلام ليس حقا , أو أن النبى صلى الله عليه و سلم شك فيما أنزل اليه , أو سألوا : هل كان نبيكم يشك فيما أنزل اليه ؟ .
و الجواب على ذلك سهل و ميسور : ذلك أن السائل لم يفرق بين ( إِن) الشرطية , و بين ( اذا ) الشرطية , ذلك لأن ( إِن ) لا تفيد تحقيق الوقوع , و انما تفيد احتمال الوقوع , و افتراض الوقوع .
يعنى : على افتراض أنك شككت – و لن تشك – فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من العلماء الذين قرءوا صفاتك , و علموا الحق الذى أنت عليه , و صدقوا بذلك , أمثال عبد الله بن سلام و نحوه .
و لذلك قال تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} الأحقاف : 10
و أما ( اذا ) فانها تفيد تحقيق الوقوع , و ( إِن ) تفيد الاحتمال أو الافتراض , من باب قوله تعالى:{قُلْ إِن كَانَ لِلرّحْمَـَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوّلُ الْعَابِدِينَ } الزخرف : 81 – و لن يكون للرحمن ولد , انما هو من باب الافتراض , و الأية هنا صدرت " بإِن " التى هى للافتراض و ليست " اذا " التى هى لتحقيق الوقوع , و الفارق بينهما واضح .
هذا , ثم يقال للسائل : لماذا لم تكمل الأية ؟ كمن قرأ ( فويل للمصلين ) ثم سكت , فحكم على المصلين بالويل , أو قرأ ( لا تقربوا الصلاة ) فمنع فريضة الله ! , و فى أخر الأية قوله تعالى : ( لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) يونس : 94
و قد ورد أن النبى صلى الله عليه و سلم قال – لما نزلت الأية – " و الله لا أشك و لا أسأل " ( أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه ( 10211 ) , و الطبرى فى التفسير ( 11 / 1089 ) , و أورده السيوطى فى الدر المنتثور ( 3 / 571 ) .
د / عمر بن عبد العزيز
أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة الاسلامية – جامعة الأزهر .
( أيات مظلومة بين جهل المسلمين و حقد المستشرقين ص 208 , 209 )