النتائج 1 إلى 3 من 3
 

العرض المتطور

  1. #1
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 33
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي إيران ودعاوى التقريب - الخطر الايراني يتمدد


    الندوة الدولية حول التقريب في استانبول: عرض وتحليل


    سعد بن محمد آل عبداللطيف

    أقيمت هذه الندوة في إستانبول بتركيا من 1315 فبراير 1993 م برعاية وقف دراسات العلوم الإسلامية بتركيا وهي مؤسسة علمية تعنى بالأبحاث والدراسات العلمية، تحت عنوان (الشيعة عبر التاريخ وحتى يومنا الحاضر)، وقد بدأ الإعداد لهذه الندوة والأبحاث التي ألقيت فيها منذ ثلاث سنوات، وقد اشترك فيها ستة عشر عالماً من جامعات تركيا، وقد قاموا برحلة علمية إلى إيران لمدة أسبوعين.
    والهدف من هذه الندوة: تدارس التقارب بين السنة والشيعة!، وما هي العوائق التي تحول دون ذلك.
    وألقيت في بداية المؤتمر كلمة ترحيبية يمثل صاحبها أهل السنة!! وكلمة ترحيبة أخرى يمثل صاحبها الرافضة، والأول من بلد له ثقل كبير عند أهل السنة والآخر له ثقل كبير أيضاً عند الرافضة، ولهذا الاختيار مغزى كما ترى، وقد اتفق الطرفان على أن الخلاف بين طائفتيهما السنة والرافضة هو خلاف هامشي!!
    ثم ألقيت البحوث التي أعدها أساتذة جامعات من تركيا، وفي الغالب كان يتلو هذه البحوث تعقيب من الحاضرين من علماء ومثقفي الشيعة الحاضرين في الندوة، وسنعرض لبعض أهم هذه الأبحاث عرضاً موجزاً.
    الأبحاث:
    *بحث بعنوان نشأة الشيعة وتطورها، د. أدهم روحي فغلالي رئيس جامعة موغلا بتركيا تحدث في هذا البحث عن منشأ الخلاف وأساسه بين السنة والشيعة وهو مسألة: الإمامة، وذكر أن الشيعة يسرون أن الإمامة بالنص وأنها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم لأبنائه، وذكر أن الإمامة ركن من أركان الإيمان عندهم، ثم تتبع أحداث التاريخ لرصد تطور معتقدات هذه الفرقة أي الإمامية الإثنا عشرية.
    ثم جاء تعقيب د. محمد علي آذرتب أستاذ في جامعة طهران بإيران حيث شكك في دعوى أن الإثنا عشرية يقولون بأن إمامة علي بن أبي طالب كانت بالنص، وعرف التشيع بأنه هو الاعتقاد بأن علي بن أبي طالب وأهل البيت أفضل الناس للخلافة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقط، ثم ذكر وعلى حسب زعمه أن أغلبية الصحابة لم يبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ذهب يطعن في الأمويين والعباسيين [1] .
    *بحث بعنوان آراء الشيعة في علوم القرآن، د. موسى كاظم يلماز من كليات الإلهيات بجامعة طهران، وتحدث فقال: إن القرآن جاء بالتواتر دون زيادة ولا نقصان، بخلاف الرافضة القائلين بوقوع التحريف في كتاب الله بأقوال علمائهم ونقلاً عن مصادرهم، وجعلها على قسمين: القسم الأول المصادر والأقوال للعلماء المتقدمين منهم ما قبل القرن الرابع، والقسم الثاني العلماء القائلين بهذا القول ممن عاشوا ما بين القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر الهجري ثم ذكر قسماً ثالثاً وهم القائلون بعدم وقوع التحريف.
    ثم جاء التعقيب من محمد باقر حجي أستاذ كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية بجامعة طهران الذي أكد في أول الأمر أن القرآن الكريم جمع في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس في زمن أبي بكر كما قال الباحث، ثم زعم أن الرافضة لا يقولون بتحريف القرآن، وأن الروايات التي في هذا الباب هي ضعيفة السند وهي مخالفة للقرآن والسنة والإجماع!! ثم ذكر عدة كتب لهم تنفي القول بتحريفه وقال:
    لو أن وجود روايات تدل على التحريف عند الشيعة يعني أن الشيعة يؤمنون بتحريف القرآن لكان وجود الروايات الكثيرة الدالة على التحريف في نطاق واسع عند أهل السنة! هي أيضاً دليل على اعتقاد أهل السنة بالتحريف!! ثم ذكر بعض هذه المرويات التي على فرض صحتها من جهة السند فليس فيها دلالة على التحريف، من ذلك ما جاء في كتب الحديث أن آية الرجم نسخت تلاوة وبقيت حكماً، ففي هذا الحديث دلالة على وقوع التحريف في القرآن الكريم كما يزعم! ولا شك أن ذلك سفسطة [2] .
    *بحث رأي الشيعة الأمامية الإثنا عشرية في التفسير، د. علي أوزك كلية الإلهيات بجامعة مرمرة تحدث عن عقيدة الإمامة عندهم وكون الإمام لابد أن يكون معصوماً، وذكر أمثلة على تفسيرهم وتأويلاتهم لآيات القرآن الكريم في دعوى الإمامة والنص فيها فيما يرى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبنائه من بعده.
    ثم ذكر أركان مذهبهم وهي: العصمة، المهدية، الرجعة التقية وكيف أنهم أولوا آيات القرأن الكريم لتسويغ هذه الأركان والاستدلال على أهميتها وشأنها في الدين عندهم.
    ثم تعرض للخصائص المشتركة كما يرى بين السنة والشيعة، وهي: التوحيد النبوة المعاد، ولكن المعلوم أنهم نفاه لصفات الله عُبّاد للقبور غلاة في أئمتهم، معرضون عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، معادون للصحابة رضوان الله عليهم... إلى آخر معالم مذهب القوم.
    ثم ذكر الباحث أن العلم بالقرآن الكريم وبتفسيره هو خاص بالنبي وآل بيته رضي الله عنهم فقط، وذكر أن الإمام عندهم له أحقية التشريع! ثم علق المهدي الحسيني الروحاني بأن أركان الدين الأربعة ليست أركان بل هي أمور وقضايا فرعية! وأصول الدين عندهم هي خمسة: التوحيد العدل النبوة الإمامة، وقال: إن القول بأن الشيعة ترى أن للإمام أحقية في التشريع يجب اتباعه على ما يرى والتصديق بما يقول كذب عليهم! بل هو قول أهل السنة الذين جعلوا الصحابة رضوان الله عليهم لهم أحقية التشريع!! وهو يشير هنا إلى مسألة قول الصحابي وحكم الأخذ بقوله، وهي مسألة أصولية وقع فيها الخلاف بين أهل السنة، ثم زعم أن أهل السنة يقولون كما تقول الشيعة بأن للقرآن ظاهراً وباطناً، (كذا زعم!) [3] كان هذا التعليق المتهافت سبباً في أن يعقب الباحث د. علي أوزبك على تعقيب الروحاني، حيث قال: إن المقصود في اجتماعنا هو الوصول إلى الحق والتجرد له دون محاكمة الصحابة وآل البيت [4] .
    *بحث بعنوان أصول الدين عند الشيعة، د. عوني إنحاف كلية الإلهيات بجامعة 9 سبتمبر تحدث في بحثه عن أصول الدين عندهم، وهي: التوحيد والعدل، وقد وافقوا المعتزلة في هذين الأصلين: التوحيد بنفي الصفات والعدل بنفي القضاء والقدر.
    الأصل الثالث النبوة، والرابع الإمامة، والخامس المهدوية، والسادس المعاد، بالإضافة إلى الرجعة والتقية، ثم شكك الباحث في كونهم يعتقدون بتحريف القرآن، ويرى أن التقية أمر طبيعي ربما احتاج له المسلم العادي إذا ما خاف على نفسه أو على من يعز عليه، وبخاصة وأن منهم الإثنا عشرية الذين لاقوا وذاقوا الكثير من المحن والمصاعب، فكان هذا دافع للتستر خلف ستار التقية.
    ثم جاء تعقيب آية الله مهدي الحسيني الروحاني الذي قال: إن كلمة الشيعة تعظم أئمتهم كما زعم فإن هذا التعظيم لا يعدو مثل تعظيم أهل السنة للصحابة!! ثم ذكر أن قومه يوافقون الأشاعرة في تنزيه الله عز وجل يعني نفي بعض صفات الله عز وجل بخلاف من وقع في التشبيه من أهل الحديث السافبين والحنابلة وابن تيمية وأتباعه من الوهابيين! (كذا زعم).
    ثم يعود ويذكر أن المعتزلة هم الذين أخذوا هذين الأصلين عنهم: العدل والتوحيد لا العكس، وهذا ادعاء غير صحيح، فإن الشيعة ومتقدميهم بخاصة كالروافض كانوا في أول أمرهم مشبهة ومن رؤوسهم في هذا الباب كما هو معروف هشام بن الحكم، ثم تحولوا إلي الاعتزال ونفي القول بنفي القدر ثم كيف يزعم في أول الأمر أنهم وافقوا الأشاعرة في باب التوحيد؟ وهنا يرى أن المعتزلة قد وافقوه؟ والأشاعرة تثبت بعض الصفات وتنفي بعضها الآخر أما المعتزلة فينفون جميع الصفات، فهل وافقت الرافضة حينما قالت بنفي بعض الصفات أو نفي الكل؟! ثم يوافق الباحث في أنهم لا يقولون بتحريف القرآن!! ويخالف الباحث في أن التقية والرجعة والبداء ليست من العقائد بل هي من المسائل الفرعية.
    *بحث بعنوان مناقشة آراء الإمامية وتقييمها حول موضوعات أصول الدين، د. يوسف شوقي ياووز كلية الإلهيات بجامعة مرمرة تعرض لما تعرض له زملاؤه السابقون، ثم أشار إلى أن التقية والعصمة والإلهام الغيبي كانت وراء ما أسماه بـ (الإمامية الإلهية).
    ثم تحدث الباحث بمرارة عن عقيدتهم في أئمتهم المجتهدين، وأنها فتحت باباً للظلم والاستبداد والعبودية، ونقل عن أحد علمائهم أنهم يرون طاعة المجتهدين من علمائهم في كل شيء، ومن رد عليه فهو راد على الإمام والراد على الإمام راد على الله [5] .
    *بحث بعنوان الفكر الشيعي من التقية والانتظار إلى الولاية المطلقة، أحمد الكاتب، تحدث في بحثه عن الفكر السياسي الشيعي مرحلة الانتظار والتقية حيث تجمد الحدود عندهم والقضاء وغيرها من الأمور حتى يخرج الإمام من السرداب، وهناك من قال بفكرة النيابة وذلك بأن يقوم الفقهاء بالقضاء وأخذ الزكوات وغيرها.
    وكانت النيابة بذرة لفكرة وعقيدة ولاية الفقيه التي تطورت على يد الخميني حديثاً حيث أخذ ببث هذه الفكرة بين طلابه في النجف، وألف في شأنها كتابه الحكومة الإسلامية، ثم قام بالتطبيق العملي لهذه الفكرة حينما وصل إلى سدة الحكم في إيران، وللحكومة الإسلامية وتحت ستار ولاية الفقيه أن تفعل ما تشاء، فلها مثلاً أن تهدم المساجد إذا رأت ذلك، أو تمنع أفراد الشعب من الحج إلى مكة المكرمة... إلى غير ذلك [6] .
    *بحث بعنوان التقية والعصمة والإلهام عند الشيعة الإمامية د. موسى الموسوي رئيس المجلس الإسلامي في لوس أنجلس بأمريكا قال في شأن التقية: كانت ولازالت لها آثارها السيئة في حياتنا، ولازلنا ندفع ضريبتها الباهظة.
    وضرب أمثلة على عقيدتهم التقية فقال: إن عقيدتهم في الخلفاء الراشدين عقيدة غير حسنة كما تشهد بذلك كتبهم ولكنهم يضمرون هذه العقيدة أمام أهل السنة ويقولون فيهم قولاً حسنا.
    ويرفض أن تنسب عقيدة التقية إلى الأئمة من آل البيت، ثم قال عن عقيدة عصمة الأئمة: إنما وضعت هذه العقيدة لأجل غاية وهي القول بـ الإمامة الإلهية، وشهد شاهد من أهلها [7] .
    وهناك أبحاث أخرى منها: الثورة الإسلامية الإيرانية والشيعة في القرن العشرين، الشيعة من القرن العاشر إلى القرن العشرين [8] ، فروع الدين عند الشيعة، العبادات في المذهب الجعفري، التصوف عند الشيعة الزيدية... وغيرها من الأبحاث.
    وفي الختام:
    توالت كلمات الحاضرين من أهل السنة من غيرالأتراك من رعايا الدول العربية وباكستان ممن هم على مذهبهم بالثناء على هذه الندوة، ودعوتها إلى الوحدة الإسلامية ونشر المحبة بين الفريقين أهل السنة والشيعة، إلا أنهم أكدوا على جوب توضيح موقفهم أي الرافضة من مسألة وقوع التحريف في القرآن الكريم ومسألة سب الصحابة وتحذيرهم عامتهم من الوقوع في هاتين المسألتين، كما دعى ممثل إيران إلى أن يكون الاجتماع القادم في إيران وبإشراف مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الموجود هناك [9] .
    وقفات مع هذا المؤتمر:
    أولاً: يتميز هذا المؤتمر أو الندوة بالطابع العلمي الأكاديمي إلى حد ما ومن ثم فهو ليس كغيره من مؤتمرات التقريب التي يغلب عليها الجانب العاطفي والدندنة حول شعارات الوحدة الإسلامية ومواجهة الأعداء... الخ.
    ولكن ينقص أصحاب هذه البحوث الشيء الكثير من التأصيل العلمي الشرعي للموضوعات المطروحة، وما يترتب على معتقداتهم تلك مع أهمية عدم الاغترار بزخرف قولهم وبخاصة وأنهم أهل تقية، ومعرفة أقوال سلف الأمة والعلماء والمعتبرين المعاصرين فيهم، والرجوع إلى كتب الملل والنحل لمعرفة حقيقة مذهبهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، إذ كيف تعرف ذلك إلا بمعرفة أحكام وشرائع هذا الدين من مصدريه الصحيحين الكتاب والسنة والتجرد للحق ونصرته دون مواربة أو مجاملة أو عواطف زائفة؟!
    فهناك من الباحثين من هَوّن من شأن في إثبات الصفات المثلى لله عز وجل كما دلت على ذلك النصوص الشرعية كما هي عقيدة أهل السنة أما القوم فهم ينفون هذه الصفات، فيرون أن الأمر ليس ذا أهمية وأنها قضية هامشية؟! وهناك من شكك في كونهم يقولون بوقوع التحريف في القرآن وغيرها من الأخطاءالثابتة فعلياً في مراجعهم المعتمدة.
    ثم لابد للباحث من الحصيلة العلمية الشرعية الصحيحة والعقيدة والتصور الصحيح من أجل التقييم الصحيح على وفق منهج أهل السنة والجماعة، ومما يدل على ضعف الحصيلة العلمية الشرعية عند هؤلاء الباحثين، عدم تعرضهم لتوحيد العبودية عند أولئك، وبخاصة وأن مواقفهم معروفة في هذا الباب، كيف لا وهم يحجون إلى قبور أئمتهم؟! كما هو معروف في مشاهدهم في العراق وإيران مثلا.
    ثانياً: الغاية من المؤتمر والمقصد منه هو التقريب، وهي غاية فيها نظر، فهل يجوز التقريب بين أهل السنة والمبتدعة، فضلاً عن أولئك؟! وهل المقصود من التقريب التنازل من أهل السنة عن عقائدهم!! أم هل يمكن الاجتماع معهم وهم يقولون بوقوع التحريف في كتاب الله ويردون السنة؟! ويكفرون الصحابة.
    ثالثاً: عند وقوع التنازع بين أهل السنة والقوم سيقوم أهل السنة بالرجوع إلى الكتاب والسنة عند وقوع هذا الاختلاف والتنازع، عملاً بقوله تعالى: } فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً { [النساء: 59]، أما أولئك فيقولون أن القرآن الكريم محرف وربما أولوه على أهوائهم، أما السنة فهي عندهم ما نسبوه إلى أئمتهم (فقط)، ويطعنون في الصحابة رضوان الله عليهم إلا القليل منهم ويطعنون في السنة إلا أحاديث معدودة، يقدمون أقوال علمائهم ومراجعهم في الحوازات العلمية على نصوص الوحي، فكيف يتفق الفريقان بل كيف يلتقيان؟!
    رابعاً: توصل بعض الباحثين إلى نتائج طيبة في معرفة عقيدة القوم من القول بوقوع التحريف في القرآن الكريم إلى الطعن في الصحابة، إلى التقية والعصمة وغيرها، ولكن ماذا يترتب على هذه العقائد من حكم قائلها، وكيف نتعامل معه على ضوء معتقداته الفاسدة؟ هل يمكن بعد كل ذلك أن نجلس معه ونتحاور ونثني عليه ونحسن الظن؟!
    كيف نكون مع قوم يطعنون في كلام الله ووكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفي صحبه الأطهار، ويرجون ليوم يظهر فيه إمامهم المزعوم ليهدم الكعبة ويقتل أهل السنة ويبطش بهم؟! كيف يؤمن جانبهم وهذا ما يؤمنون به، وإلى متى نبقى سذجاً إلى هذا الحد؟!


    (1) انظر لبيان أن الإمامة للإمام علي ليست بالنص (منهاج السنة) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
    (2) انظر إلى كتاب (الشيعة والقرآن) لإحسان ظهير، و (الشيعة وتحريف القرآن) للأستاذ محمد مال الله، من واقع كتبهم المعتبرة.
    (3) انظر لمناقشة مسألة أن للقرآن ظاهراً وباطناً في كتاب (التفسير والمفسرون) للشيخ الذهبي، وكتاب (الفكر الصوفي) للشيخ عبد الرحمن عبدالخالق، وكيف دحضاها.
    (4) انظر الشيعة والتفسير (د علي السالوس) و (الشيعة والسنة) لإحسان ظهير.
    (5) انظر منهاج السنة لشيخ الإسلام، ومناقشتهم في هذا الباب مناقشة علمية.
    (6) انظر (دراسة في ولاية الفقيه) د محمد عثمان، ومعلوم أن كثير من علماء الشيعة مثل (كاشف الغطاء) نقد هذه الفكرة التي اخترعها الخميني.
    (7) انظر (الشيعة والتصحيح) لموسى الموسوي، لمزيد من الإيضاح لهذه المسألة.
    (8) انظر (الثورة البائسة) لموسى الموسوي، و (جاء دور المجوس) د الغريب.
    (9) انظر (رسالة التقريب بين الشيعة والسنة) د القفاري، من منشورات دار طيبة بالرياض، حيث ناقش هذه المسألة بما لا مزيد عليه.


    رابط :
    http://www.albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2905


    Ydvhk ,]uh,n hgjrvdf - hgo'v hghdvhkd djl]]





    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




  2. #2
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 33
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    التقريب بين المذاهب والأديان .. حيلة الأقوياء حلم الضعفاء


    قلم التحرير


    أن يتداعى قوم مختلفون في وجهات النظر إلى مؤتمر أو اجتماع ليدلي كل بوجهة نظره أمام الآخر، ويوضح جوانب من فكره، قد تكون خافية على الآخرين، لتكون صورة الفكر الذي يحمله واضحة أمام الناس لا لبس فيها ولا غموض؛ فهذا لا مانع منه، ولا بأس فيه. حيث إن هذا لا يعدو أن يكون تجلية للحق المنشود، وإزالة لأوهام قد تعلق في أذهان الآخرين بفعل مؤثرات شتى سابقة.
    ولكن الذي ينعم النظر في كنه ما يسمى بدعوات التقريب بين النحل و الأديان، ويستبطن حقيقتها سيجد أن هذه الدعوات - إن لم تكن ترمي إلى عكس ما تدعو إليه - فهي على الأقل مشبوهة مدخولة.
    وحتى يقام الدليل على هذه الدعوى فلابد من تحليل الأجواء التي تنبعث منها هذه الدعوات، ومن نظرة في حالة من يدعو إليها، ومن ينتدب للمشاركة فيها، ومن دراسة جدوى هذه الدعوات سواء في صفوف من تعقد باسمهم؛ أو الجهة التي تنظم وتشجع مثل هذه التظاهرات.
    لو تتبعنا الظروف والأجواء التي تنشط فيها دعوات التقريب لسهل علينا أن نرى أن الداعين إليها والذين يرجون قطف ثمرتها يعيشون في "مأزق" وتحيط بهم (أزمة)، ويظنون أن دعوتهم قد تخرجهم من هذا المأزق وتنتشلهم من هذه الأزمة. فما هو المأزق عند دعاة التقارب الإسلامي المسيحي مثلاً؟
    إن دعوات التقارب والحوار الإسلامي المسيحي كلها تقريبًا نشأت في الجانب المسيحي، ومع أن هذا الجانب هو الغالب غلبة مادية؛ لكن من السهل إدراك الأزمة التي يعيشها من يمثلونه، فقد وجدوا أن قرونًا طويلة من الصراع والصدام مع الإسلام لم تحل مشاكلهم معه، ولم يلمحوا أن حملة العقيدة الإسلامية يمكن أن يلينوا على العسف والقهر، ولم تبدُ عليهم آثار من تعب المصاولة في حلبات التذويب أو التشويه، بل يفاجأ هؤلاء - وهم في عنفوان تسلطهم المادي وهيمنتهم - بالإسلام الذي عملوا على تجريده من كل قوة، وسخروا لحرب أهـله كل أنواع الأسلحة، فنهبوا مقدراتهم، وضربوا وحدتهم، وبثوا بينهم كل سموم العصبيات، وتجاهلوا ثقافتهم، وأبرزوا عيوبهم، وكبتوا محاسنهم، بل أظهروا محاسنهم في ثوب العيوب، وضربوا بين شعوبهم وبين الإسلام بالأسداد، على الرغم من ادعائهم حرية الفكر يفاجئون بهذا الإسلام لا زال حياً له نفس يعلو وجسم يتحرك.
    فكيف السبيل وما العمل؟!
    هنا يلبسون جلد الحَمَل، ويقدمون أنفسهم على أنهم يريدون أن يفهموا الإسلام فقد اكتشفوا كثيرًا من النقاط الإيجابية فيه وفي أهـله، ومن الخسارة أن تضيع الجهود في الحروب والصراعات، ولابد من اكتشاف نقاط الالتقاء، وتضييق الفوارق، فتجوز الخدعة على بعض مفكري المسلمين، فيكتبون البحوث التي غالبًا ما تكون مملوءة بالنفاق والتشويه والتمييع.
    ومما له دلالة يحسن التوقف عندها أن الداعين لمثل هذه الندوات تجمعهم صفة واحدة وهى خدمة المفاهيم الغربية، فهم إما أن يكونوا من السفراء السابقين في الدول الإسلامية، أو من الذين يدرسون الإسلام في بعض الجامعات الغربية التي تقدم خدماتها لوزارات الخارجية هناك، أو من رجال الكنيسة الذين يقومون بمهام التنصير في البلاد الإسلامية.
    أما فيما يتعلق بالجانب الإسلامي فإن الذين ينتدبون للمشاركة غالباً ما يكونون إما من المفتين الرسميين، أو أصحاب مناصب لها شبهة تعلق بدين الإسلام من الذين ترسلهم دولهم كي يدفعوا عنها تهمة التعصب والانغلاق، ويبرزوا بالنيابة عنها وجه الإسلام المتطور!
    أما من حيث النظر في نتائج دعوات التقارب وندوات الحوار فإنها لا تؤدي إلى شيء مما يسمى التقارب أو تضييق شقة الخلاف، ولا تعطي أي نتيجة عملية على هذا الصعيد، اللهم إلا تحقيق أهـداف الأذكياء من الداعين إليها، كجمع المعلومات عن المسلمين، وتسجيل الشهادات التنازلية التي يقيدونها عندهم كسابقة يستشهدون بها فيما يستقبلون من أحداث ومشاكل مع المسلمين، فتكون هذه الشهادات زيادة في رصيدهم الذي يستخدمونه لشق الصفوف وزيادة الهوة بين إسلاميين: إسلام هو الإسلام، وإسلام آخر متطور يجتهدون في إحلاله محل الإسلام الشَّموس الذي ضاقت بهم السبل والحيل في تأهيله وترويضه.
    وتبقى وراء ذلك الخلافات كما هي، وهذا أمر طبيعي، فالقفز فوق الخلافات العقائدية لا يحلها ولا يذيبها، وتجاهل قرون متطاولة من العداء والصراع ذر للرماد في العيون، واستهانة بتاريخ كل من الإسلام والمسيحية، فضلاً عن أنه من المستحيل التبرؤ من أي تاريخ إلا بالتبرؤ أولاً من العقيدة التي انبثق منها وعنها ذلك التاريخ.
    وقل مثل ذلك في ما يطرح من دعوات لإزالة الخلاف السني- الشيعي، فهي دعوات كثيرًا ما تنبثق من الجانب الذي يواجه طريقاً مسدودًا، وتهدف إلى تسويق أصوله لتكون مقبولة عند الطرف الآخر، هذا مع ملاحظة التساهل إلى درجة السطحية والغفلة - إن لم نقل الغباء - عند من يختارون ناطقين باسم أهل السنة، والمداورة والإيهام والعناد الذي لا يخفيه لحن القول عند محاوري الشيعة.
    على أن المثير فيما يتعلق بالحوار السني - الشيعي هو الجهل المطبق الذي يلف الداعين إلى ذلك، لا الجهل فيما ينبغي أن يكون عليه تصور المسلم في هذا العصر، بل الجهل بحقيقة عقيدة الآخر وأسسها، والنظر إلى الخلاف على أنه لا يعدو خلافًا على قضايا فرعية، أو على أمور أخرى عفّى عليها الزمن، فماذا عسانا أن نقول فيمن يطرح - كمنطلقات لإزالة الخلاف -ما يلي:
    * نحن والشيعة متفقون على أن السنة هي المصدر الثاني بعد القرآن للتشريع.
    *وأنه لا يمكن طرح مسألة الإمامة كمشروع معاصر.
    *وأن مشكلة المهدي المنتظر ليست من الأهمية بمكان.
    إلى غير ذلك مما يعكس عقيدته وفكره هو، ونظرته إلى سلبيات العقيدة الأخرى.
    كيف يقال إن السنة والشيعة متفقون على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع؟ أية سنة؟! هل يعتد أحد الطرفين بما يسميه الآخر سنة؟! وترك البحث في الخلافات وإثارتها يرضى به أهل السنة، ولكن هل هناك عاقل يظن أن الشيعة ترضى به؟ إذن؛ لانهار أساس مكين من أسس عقيدتها، فلو وقع ظلم على شيعي من أي جهة حتى لو كانت يهودية أو مسيحية سرعان ما يتناخى القوم بـ " يالثارات علي والحسين! " ولا حاجة للقول أن التشيع - كما آل معناه في هذا العصر - يقوم على جملة أركان منها: البراءة واللعن، البراءة ممن، ولعن من؟!
    وكيف يمكن التخلي عن فكرة الإمامة؟ أليست أصلاً من أصول الدين عند الشيعة تعادل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر؟ والمنطق الإيماني يقول: إن الإيمان بهذه الأمور كل لا يتجزأ، وإن كل الأصول الشيعية تنبع من مشكلة الإمامة وإليها تعود، وكذلك قضية المهدي المنتظر، لو ترك القوم الاعتقاد بالمهدي لانهار ركن " الرجعة " وما ينبني عليه ويتفرع منه - وهو كثير- عندهم..
    ليس من مقصود هذه الكلمة أن تستقصي الأصول التي يخالف فيها الشيعة أهل السنة، ولكن الهدف هو إظهار أن مقولة التقريب أسطورة من الأساطير، لو أنتجت نتائجها المنطقية لجعلت كل طرف يتخلى عما هو أساسي في عقيدته، ولتشكل من ذلك فريق ثالث لا هو سني ولا هو شيعي، فهل يمكن تصور وجود هذا الفريق في المجتمع الإسلامي؟ نعم، إنه فريق " الإلحاد "، وإلا فالمشاهد أن قضية التقريب بين المذاهب لا تروج إلا في صفوف أهل السنة، نظرًا للكثرة العددية والانفتاح الذي يعيشون فيه - إن لم نقل التسيب- والتعصب والخوف من الآخر لم يوجد إلا في صفوف الطوائف الأخرى سواء على صعيدها الشعبي أو الرسمي. وأمامنا تجارب من الماضي والحاضر على سبيل المثال لا الحصر.
    فدار التقريب التي كانت يشرف عليها مرجع إيراني هو العلامة (القمي) كانت في مصر، في حين أنه لم يكن لهذه الدار ولو فرع واحد في أي جزء من إيران، وقد يقال، من باب التذاكي والشطارة: إن حكومة إيران على أيام سيء الذكر الشاه السابق لم تكن إسلامية، ولكن نقول: هل تغير الحال على عهد طيبي الذكر حكام إيران الحاليين؟ إن الدستور الإيراني منَّ على أهل السنة حين اعترف بهم وجعلهم على سوية واحدة وفي مرتبة اليهود والنصارى والبهائيين والزرادشتين، هذا في الوقت الذي لا نلحظ فيه هذا التفريق بين المسلمين أنفسهم ولا بينهم وبين غيرهم في الماضي والحاضر في أي دستور آخر غير الدستور الآنف الذكر. وبعد...
    فإن هذا الكلام لا يتوجه إلى أصحاب الأهواء والأغراض، وإنما يتجه إلى الذين تسوءهم حال المسلمين وما هم عليه من الفرقة والضعف والتخلف الذي نرى أن أسبابه ترجع بالدرجة الأولى إلى الجهل بعدة أمور:
    * الجهل بحقيقة ما هم عليه من دين، وخلطهم بين الأصل والفرع والواجب والمسنون.
    *الجهل بأعداء هذا الدين وتاريخهم ونفسياتهم ودوافعهم التي تحركهم.
    *الجهل بالماضي كيف وقع، وبالحاضر كيف يسير، وعدم القدرة على ربط كل حدث بالآخر ربط الأسباب بالنتائج، حتى طمع فينا كل طامع، ونعق بين ظهرانينا كل ناعق.
    إن بدعة التقريب والتقارب شأنها شأن البدع جميعًا، تقدم نفسها على أنها خدمة للحق والحقيقة، وجهد في سبيل الله، ولكنها - علم ذلك مبتدعوها والمدندنون لها أو لم يعلموا - جهد في سبيل الشيطان.

    رابط :
    http://www.albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2902





    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




  3. #3
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 33
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    المشروع الإيراني.. وصرخة القرضاوي


    قلم التحرير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
    فإن اتفاق كلمة المسلمين ووحدة صفهم وعدم تفرقهم في أصول الدين؛ من المقاصد العظيمة التي حرصت الشريعة على إيجادها وتأكيدها؛ لذا كان العمل على تحقيق ذلك في أرض الواقع من المهام الجليلة التي يعمل لها المحبون لنصرة هذا الدين، ولظهوره على الدين كله. لكن مع نُبْل هذا المقصد فقد سلك بعض الناس لتحقيقه طريقاً لا يوصل إلى المراد، وهو الاستجابة لمحاولة التوفيق بين الحق والباطل وغض الطرف عن المخالفات العقدية؛ بزعم التقريب بين المختلفين، ومن هذا المنطلق كانت دعوى التقريب بين أهل السنة و الشيعة وتوحيد صفهما، ومع كل محاولة من هذه المحاولات المتعددة يتبين خطأ هذا الطريق وعدم جدواه، وأن دعوى التقريب من جانب الشيعة لم تزد في حقيقتها عن كونها غطاء وستاراً لنشر مذهبهم بين أهل السنة؛ مستغلين في ذلك حسن نية أهل السنة وحرصهم على جمع الكلمة، وكان الذي ينبغي فعله في ذلك هو كشف زيف العقائد الشيعية وبطلانها وإقامة الحجة عليهم مع دعوتهم إلى اتِّباع السنة النبوية الصحيحة، وذلك كما فعل الشيخ موسى بن جار الله التركستاني، وهذا الأسلوب بلا شك لو بُذل فيه الجهد لكان أنفع وأجدى من محاولات تقريب - لو نجحت - لم تثمر إلا عن خلط الحق بالباطل، والمساواة بينهما، أو الإعراض والتغاضي ولزوم الصمت حيال ما يناقض شريعة الله تعالى، وفي هذا جناية على الحق بتضييعه، وجناية على أهل السنة بتيسير سبل اختراق صفوفهم.
    * التمدد الشيعي ودعوى التقريب:
    الدعوة إلى التقريب ينبغي أن تكون قائمة على أسس من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود، وهو اتِّباع كتاب الله وتعظيمه، وتوقير السنة والعمل بها، والتمسك بهدي القرون المفضَّلة. وفي غياب مثل هذه الأسس الصحيحة تصبح دعوى التقريب بيئة خصبة للتمدد الشيعي في المجتمع السني، بل وصل الأمر ببعض أهل السنة أن بالغ في قبول هذه الدعوى والترويج لها بين أهل السنة، حتى إنه ليصف من يقبل هذا النوع من التقريب بأنه تيار الاعتدال، ويسمي من يكون مستبصراً بالوضع الحقيقي مدركاً لموقف الشيعة من أهل السنة - على مدار التاريخ القديم والحديث - بالتيار المتشدد أو تيار الغلو.
    لقد بدأت مسيرة التقريب بين السنة والشيعة في العصر الحديث منذ عدة عقود من الزمان، ولم تسفر عن شيء سوى الغزو الشيعي لبلاد السنة ونشر الرفض فيها، لذلك فإن كل من سلك طريق التقريب مع الشيعة يتبين له بعد مشواره الطويل أن لا فائدة متحققة من وراء ذلك، ومن ثم يعلن تراجعه عما أقدم عليه، وقد مرت دعاوى التقريب بعدة تجارب، من أبرزها: تجربة العلَّامة محمد رشيد رضا حيث سعى في ميدان التقريب أكثر من ثلث قرن كما يقول، ثم سجل خلاصة تجربته قائلاً: « وقد ظهر لي باختباري الطويل وبما اطَّلعت عليه من اختبار العقلاء وأهل الرأي أن أكثر علماء الشيعة يأبون هذا الاتفاق أشد الإباء؛ إذ يعتقدون أنه ينافي منافعهم الشخصية من مال وجاه » [1].
    ومن التجارب أيضاً تجربة د. مصطفى السباعي الذي التقى بعض مراجع الشيعة وزار وجوههم من سياسيين وتجار وأدباء، ثم يذكر أن غاية ما قدَّم شيوخ الشيعة تجاه فكرة التقارب هي جملة من المجاملة في الندوات والمجالس مع استمرار كثير منهم في سبِّ الصحابة وإساءة الظن بهم واعتقاد كل ما يُروَى في كتب أسلافهم من الروايات والأخبار، ويذكر أنهم وهم ينادون بالتقريب لا يوجد لروح التقريب أثر لدى علماء الشيعة في العراق و إيران؛ فلا يزال القوم مصرِّين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، وكأن المقصود من دعوة التقريب هو تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة » [2]. وهكذا تجربة الشيخ عبد اللطيف بن محمد السبكي والشيخ محمد عرفة والشيخ طه الساكت وغيرهم مع دار التقريب بين المذاهب الإسلامية. لقد أدرك الجميع أن الهدف المنشود من التقريب ما هو إلا وَهْم من الأوهام وخيال من الخيالات؛ إذ الخلاف في الأصول وليس في الفروع، ولن يحدث تقريب حقيقي في هذه الحالة إلا بتخلِّي أحد الطرفين عن بعض أصول مذهبه، وهنا يكمن أصل المشكلة.
    * صرخة القرضاوي:
    أطلق فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي - جزاه الله خيراً - تحذيراً شديد اللهجة من خطورة المشروع الشيعي في المنطقة، وجهر بالتحذير من التمدد الشيعي في المجتمع السني وما يترتب على ذلك من خطورة على الدين والأمة، وقد لقي تحذير الشيخ ترحيباً من المخلصين الفاقهين الحريصين على المصلحة الشرعية، ولكن هذا التحذير لم يَرُقْ لمراجع الشيعة ووسائل إعلامهم فشنّوا عليه حملة متشنجة كشفت كثيراً من مخازيهم، ومع الأسف الشديد أن هذا التحذير لم يرق أيضاً لبعض الناس من أهل السنة، حيث دعوا - كالمعتاد - إلى تنحية الخلافات بين السنة والشيعة، والتوحد أمام الهجمة الصهيونية والأمريكية ( وهو ما لم يسبق حدوثه). لقد أظهر هذا الموقف مدى التغلغل الشيعي داخل أدمغة بعض النخب المحسوبة على الاتجاه السني؛ فقد عارض موقفَ الشيخ من عارضه ممن كان يُظَنُّ به متابعته له، كما صمت عن نصرته من صمت، حيث لا يصلح الصمت في مكان ينبغي فيه الجهر.
    إن هذا الموقف الشجاع من الدكتور يوسف لم يأت من فراغ ولم يكن ناتجاً عن تسرُّع أو جهل بحقيقة الشيعة، بل كان على علم ومعرفة بالمشروع الإيراني الطائفي، وجاء بعد معاناة طويلة، فعندما عاتبه بعض أصحابه على هذا الجهر وطالبه بالحديث غير المعلن مع علماء الشيعة قال الشيخ: « هذا قد تم يا دكتور خلال أكثر من عشر سنوات ثم في مؤتمرات التقريب ومن خلال زيارتي لإيران سنة 1988م بيني وبين علماء طهران و قم و مشهد و أصفهان، وتم فيما كتبته من بحوث ورسائل آخرها رسالة مبادئ الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية، ولكني وجدت أن المخطط مستمر، وأن القوم مصمِّمون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط ورصدوا لها الأموال وأعدوا لها الرجال وأنشؤوا لها المؤسسات، ولهذا كان لا بد أن أدقَّ ناقوس الخطرِ؛ وأجراسُ الخطر يا دكتور لا تؤدي مهمتها ما لم تكن عالية الصوت توقظ النائم وتنبه الغافل وتُسمِع القريب والبعيد ». ثم قال بكل وضوح: « الخطر في نشر التشيع أن وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجية وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ حتى تصبح الأقليات التي تأسست عبر السنين أذرعاً وقواعد إيرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وإيران وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لإيران ».
    * الاختراق الشيعي:
    تمكَّن الشيعة من اختراق مجتمعات أهل السنة؛ سواء كان ذلك عن طريق بعض مغفلي أهل السنة، أو عن طريق العصرانيين والعَلْمانيين وكل مناوئ لأهل السنة، حتى ظهرت في بلاد أهل السنة المقولات الرافضية وانتشرت في وسائل الإعلام المتعددة. وفي ظل ضعف كثير من أنظمة الحكم في بلاد أهل السنة تمكَّن الشيعة من تحقيق مكاسب على الأرض وصار لهم وجود محسوس في بلاد لم يكن لهم فيها موطئ قدم، لكن ينبغي أن يُعلَم أن كثرة الحديث من بعض رموز أهل السنة عن ضرورة الجمع بين أهل السنة والشيعة، وتهوين مسائل الخلاف معهم وعدّها من قبيل الاختلاف في الفرعيات أو المسائل التاريخية التي لم يعد لها وجود في العصر الحاضر، والتنقُّص ممن يحذر من ضلال القوم، بل وعدّه ممن تصب جهودهم في صالح أعداء الأمة؛ كل ذلك سهَّل بشكل كبير من تحسين صورة الشيعة عند عوام المسلمين، وهو ما سهَّل - من ثَمَّ - عمليات الاختراق المتعددة.
    * أصول الشيعة والتقريب [3]:
    تأبى أصول الشيعة إيجاد أي تقارب حقيقي مع أهل السنة، إذ هما ضدان لا يلتقيان أبداً، والناظر في أصول الفريقين يدرك ذلك بأدنى نظرة حيال بعض الأصول المعروفة لدى القوم:
    1 - الشيعة وتحريف القرآن:
    القرآن الكريم كتاب الله الذي تكفَّل بحفظه فقال في تأكيد مجزوم به: } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { (الحجر: 9)وهو ما يقطع بأن الذكر محفوظ، وقد انعقد إجماع المسلمين على ذلك، والقرآن هو أصل الأصول وإليه المرجع في أمر الشريعة كلها، والقول بتحريفه يُسقِط الحجة به، ويُسقِط في الوقت نفسه جدية الحديث عن التقريب، إذ كيف يمكن التقريب بين من يرى أن القرآن أصل الأصول وبين من يرى أنه محرَّف مبدَّل، أو أنه ناقص غير كامل؟
    2 - الشيعة وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الناظر في كلام الشيعة المدوَّن في مذهبهم وكتبهم في حق أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجد الحكم بكفرهم وردتهم إلا نفراً يسيراً، وتصويرهم بأقبح صورة وكأنهم مجموعة من الأشرار أو قطَّاع الطريق الذين لا همَّ لهم غير التكالب على الدنيا، ولا شك أن هذا إلى جانب كونه ذماً لهؤلاء الصحابة الأطهار الذين لا مثيل لهم في عالم البشر، والذين قام الإسلام على أكتافهم ولم يصل إلينا كلام الله -تعالى- وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلا عن طريقهم؛ هو ذم أيضاً في حق صاحب الرسالة؛ إذ كيف يحيط به أمثال هؤلاء ويدنيهم منه ويثني عليهم، ولا يتبين له حالهم رغم عشرته لهم سنوات متطاولة؟!
    وسبُّ الصحابة والطعن فيهم مُفْضٍ إلى ضياع الدين؛ لأن القدح فيهم مانع من قبول ما يروونه من أحكام الشرع، بينما الصحابة عند أهل السنة هم خير القرون كما ثبت بذلك الحديث، وهم الذين تلقوا الإسلام عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علماً وعملاً ونقلوه إلى من بعدهم كما تلقوه، وهم الذين مدحهم ربهم في القرآن وأثنى على جماعتهم فقال -تعالى-: } وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ{ (التوبة:100)،فبينما يترضى أهل السنة على الصحابة نجد الشيعة يكفرونهم ويلعنونهم، ولم ينجُ من هذا الحكم حتى أفضل الناس بعد نبيهم أبو بكر و عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنهما - ولا أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، فكيف يحدث تقارب في ظل هذا التعارض الشديد في هذا الموقف؟!
    3 - الشيعة وتكفير أهل السنة:
    تقوم نظرة الشيعة إلى أهل السنة على تكفيرهم إياهم، ومن ثم نجدهم على مدار التاريخ يعاونون الكفار الأصليين عليهم، ولم تكن هذه مجرد حالة طارئة أو استثنائية، بل كانت منهجاً متّبعاً، ولعل ما حدث في وقتنا الحاضر من معاونة الشيعة للعدو النصراني ومساعدته في احتلال أفغانستان والعراق دليل واضح على ذلك، بل بلغ من طغيانهم واستخفافهم بأهل السنة أنهم يعلنون ذلك ولا يستترون به.
    4 - الشيعة والغلو في الأئمة:
    الإمام سواء كان إماماً في الدين أو إماماً في الإمارة والسياسة له مكانة كبيرة في الإسلام، لكن مكانته عند الشيعة تفوق مكانة الأنبياء والملائكة؛ حيث لهم - كما يدَّعون - اطِّلاع على علم الغيب، وأنهم معصومون، ولا يُتَصَوَّر منهم الخطأ فضلاً عن المعصية، فكان مثلهم مثل أهل الكتاب الذين قال الله عنهم: } اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ{(التوبة: 31)، فقد بوَّب الكليني في كتابه (الكافي) - الذي يُعَدُّ بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة - عدة أبواب تدل على ذلك، فقال: « باب: أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها »، « باب: أن الله - عز وجل - لم يعلِّم نبيه علماً إلا أمره أن يعلِّمه أمير المؤمنين (ع) وأنه شريكه في العلم »، « باب: أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل » [4].
    5 - الشيعة والتَّقِيَّة:
    من الأصول المعتمدة لدى الشيعة مسألة التَّقِيَّة وهي أن يُظْهِر غير ما يُبطِن في أمر الدين، فلا تحصل لهم الثقة في أقوال علمائهم ولا يكونون على يقين من أحكام عباداتهم، إذ كل قول من أقوالهم يحتمل أنه قيل تقية، والتَّقِيَّة تُذهِب الثقة بكل كلام يقال، وتصبح قضية التقريب مجرد حيلة للتغلغل في وسط أهل السنة، فالشيعي يُظهِر نقيض ما يبطن، وإذا احتج عليهم محتج بمخالفة أئمة أهل البيت لما هم عليه؛ قالوا: إنما فعلوا ذلك أو قالوه تَقِيَّة، وإذا كان الأمر كذلك فكيف توجد الثقة في أقوال الشيعة وتصرفاتهم حيال أهل السنة؟ ولعلَّ ما يظهرونه من وفاق وائتلاف إنما هو من قبيل التقية، وحينئذ يبطل كل أثر للتقريب؛ لأنه قائم على إمكان الأمر ونقيضه في آنٍ واحد.
    إلى غير ذلك من الطوامِّ الكثيرة؛ كالغيبة والبداء والرجعة وغيرها، التي يخالف بها الشيعةُ أهلَ السنة، والتي لا يجوز تصنيفها على أنها خلاف في الفروع.
    يتبين لنا من كل ما تقدم أن الحديث عن إمكان التقريب في ظل احتفاظ كل فريق بأصوله؛ وَهْمٌ من الأوهام وخيال من الخيالات؛ لعدم إمكان حدوثه وتحققه، وخدعة من الخدع؛ إذ المقصود منه إيجاد القبول للشيعة عند أهل السنة وهو ما يترتب عليه نشر التشيع والرفض بين أهل السنة؛ فالأصول متناقضة والجمع بين النقيضين لا يتصور إمكانَهُ إلا ناقصو العقول، والتمسك بالوهم في ظل إصرار الطرف المقابل على التمسك بأصوله لا يكون له نتيجة سوى المزيد من التغلغل الشيعي في ديار أهل السنة؛ فهل يعي المفتونون بقضايا التقريب هذه الأمور؟
    وهل نجد لهم وقفة جادة في بيان أصول الشيعة التي خالفوا فيها أهل السنة ونقدِها وإظهارِ ما فيها من خطأ أو ضلال؟ وهل نجد الجِدَّ والثبات في الشهادة على المبتدعة الضُّلَّال أنهم أهل بدعة وضلالة، وننتصر لكتاب الله -تعالى- وسنة رسوله الأمين وأصحابه الغر الميامين، ولا نجعل السياسة غير الشرعية بمصالحها الوهمية هي الحاكمة على تصرفاتنا في مثل هذه القضايا المصيرية؟ لعل ذلك يكون.
    اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك، ويُؤمَر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر؛ آمين!
    :: البيان تنشر - مـلـف خـاص- (الـخـطـر الإيـرانـي يـتـمـدد)

    (1) مجلة المنار (31/290)، نقلاً عن مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (2/194).
    (2) السنة ومكانتها في التشريع (ص 9-10)، نقلاً عن مسألة التقريب (2/197).
    (3) ينظر في أصول الشيعة وعقائدها: كتاب: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة د / ناصر بن عبد الله القفاري، وكتاب: لله،،،، ثم للتاريخ، لمؤلفه السيد حسين الموسوي من علماء النجف، وكتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للطبرسي، وكتاب: الكافي للكليني.
    (4) هناك من الشيعة من يظهر أمام أهل السنة عدم موافقته على هذه الأصول الباطلة، ويوافق أهل السنة على كثير مما يقولونه، لكن وقوف هذا التصرف عند حد الكلام من غير أن يتبعه عمل يؤكده ويدل عليه يجعل الكثيرين يعدون هذا المسلك من باب التقية، لا سيما أن التقية مما تدين به الشيعة.


    رابط :
    http://www.albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2906




    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML