السادة القراء
تحية , و بعد
شـّرع الأمبراطور القديس قسطنطين بواسطة مرسوم ميلان الشهير الديانة المسيحية التي كان قد إعتنقها هو و أمه القديسة هيلين, و هي الشخصية الرئيسية وراء هذا القرار السياسي .
منذ بداية المسيحية التي نعرفها في القرن الثالث , كان لما يسمى بالمتعلقات أهمية من أجل خلق أساسات للدين الجديد. و حيث أنه لم يكن هناك شيئا متماسكا يمكن أن تبدأ به العبادة الجديدة , فقد قام الزعماء و\ أو صانعي المسيحية السياسية بالبحث عن دلائل مادية لكي يستطيعوا بواسطتها إقناع الوثنيين .
بعث قسطنطين أمه للبحث عن أدلة يمكنها أن تدعم أساطير هذه الديانة . فرحلت القديسة هيلين إلى أورشليم للبحث عن الصليب الأسطوري ـــ الورقة الرئيسية في الخرافات المسيحية ـــ الذي صلب عليه يسوع . و يخبرنا التاريخ أن القديسة هيلين عند وصولها إلى المدينة , أمرت بمثول جميع حاخامات المدينة أمامها.
حضر الحاخامات الإجتماع مدهوشين من غرابة الطلب .
و بدلا من ترأس إجتماع , أمرت أم الأمبراطور من جميع الحاضرين الإعتراف بمكان الصليب المفترض, و إلا عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما سيقع عليهم ؛ ألا و هو: الحرق أحياء ! .
قام الحاخامات وقد ألجمت ألسنتهم قسوة و جنون القديسة هيلين بتقديم يهوذا ( ليس الأسخريوطي ) لها , و بالطبع كان مفترضا أنه يعرف مكان الأشياء التي تبحث عنها تلك المرأة .
أحضر يهوذا أمامها , فخيرته بين أن يريها مكان وجود الصليب أو الموت جوعا . فكان على يهوذا أن ينتظر ستة أيام بدون طعام حتى يفرغ الحاخامات من تجميع و إخفاء قطع خشب قديمة .
و طبقا للأساطير المسيحية :
طلب يهوذا الذهاب إلى مكان معين , فحدث زلزال بعد أن صلى , و ملأت رائحة عطرة هواء المكان . فاعتنق يهوذا المسيحية بهذه الصورة العجائبية . قرب ذلك المكان كان هناك معبد للزهرة ( فينوس ) فأمرت القديسة هيلين بتدميره . و هناك بدأ يهوذا في البحث فوجد ثلاثة صلبان , سلمها للقديسة هيلين . فقامت القديسة هيلين بالتأكد من حقيقة هذه الصلبان بتقريبها من جثة شخص ميت فعاد إلى الحياة !! و تروي أساطير مسيحية أخرى أن الصليب شفى إمرأة من مرضها .!!
و تقول أساطير مسيحية أخرى :
بعد نقاش حاد مع الشيطان , إعتنق يهوذا المسيحية و ترقى في درجاتها إلى أن صارالأسقف كرياكو . بعد ذلك , أمرته القديسة هيلين بالبحث عن مسامير يسوع .
وجد يهوذا المسامير , و كانت لامعة براقة كالذهب , و سلمها للقديسة هيلين
رجعت القديسة هيلين بالمسامير و بقطعة من الصليب الحقيقي . و سلمت تلك المتعلقات لإبنها قسطنطين .
و يقال إن قسطنطين وضع أحد المسامير في لجام حصانه و الآخر في نعل الحصان , و ألقى الثالث في البحر الأدرياتيكي . و طبقا لروايات أخرى , لم تستلم هيلين سوى مسمارين , لأن الثالث حمله يسوع معه إلى السماء .
خلال العصور الوسطى كان هناك قطع خشب من الصليب الحقيقي , تعادل أخشاب غابة كاملة . وقال كالفين مؤسس المذهب الكالفيني . إن قطع الخشب المعترف بها كجزء من الصليب الحقيقي , كان يمكن أن تبني أسطولا بحريا ضخما .
لقد كانت قائمة المتعلقات المخادعة و المزيفة و المخجلة و غير المعقولة لا نهاية لها . و خلال القرن التاسع كانت كنائس أوربا و آسيا تضم جميع أنواع العظام و الأسنان و الشعر و قماش و ملابس لقديسين من أصول مشبوهة .
يقول ويلس :
كانت القسطنطسنية مملؤة بمثل تلك المتعلقات , خلال القـرن الحادي عشر, إلى درجة يمكن معها القول بإنها كانت صناعة رائجة . فيما يضع بلنزلر( و هو دارس كاثوليكي ) كمثال عن المتعلقات الآتي : رسائل بخط يد يسوع , الذهب الذي أهداه ملوك الشرق للطفل يسوع , السلال الأثنى عشر التي أنتجت بمعجزة خبزا يكفي لإطعام 5000 شخص , و عرش داود , و أبواق عكا , و فأس نوح التي استخدمها في بناء سفينته .
و ختاما ما علينا سوى أن نتذكر ما قاله البابا ليو العاشر : إن حكاية المسيح كانت مربحة بصورة رهيبة للكنيسة .
مرة أخرى علينا أن نتساءل : لماذا التزوير و الغش و الخداع كان ضروريا لنشر البشارة الجديدة التي أتى بها إبن يهوه؟
مع التحية
glh`h hgya , hgo]hu td kav hgfahvm ?
المفضلات