صاحب الراية الذي يفتح الله على يديه يوم خيبر
في يوم خيبر يشهد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه
بانه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبان الله سيفتح على يديه .
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر (لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) قال : فبات الناس ليلتهم أيهم يعطاها؟فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ؟ فقال :أين علي بن ابي طالب ؟ فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه
قال: فارسلوا اليه فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأنه لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي :يارسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم). (1)
وعن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها ، رجاء أن أدعى لها ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ، وقال : إمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئا ، ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله : على ماذا أقاتل الناس ، قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله (2).
وعند البخاري عن سلمة قال :كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال :انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لاعطين الراية او لياخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله او قال :يحب الله ورسوله يفتح الله عليه .
فاذا نحن بعلي ،وما نرجوه ،فقالوا :هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه (3)
عن أبي سعيد الخدري قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذ الراية فهزها ، ثم قال : من يأخذها بحقها ؟ فجاء فلان فقال : أنا ، قال : أمط ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، لأعطينها رجلا لا يفر ، هاك يا علي ، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك ، وجاء بعجوتهما وقديدهما (4)
وفي حديث سلمة بن الاكوع عند مسلم : ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله أو يحبه اللّه ورسوله. قال: فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد حتّى أتيت به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهّب
فقال علي:
أنا الذي سمّتني اُمي حيدره *** كليث غابات كربه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال:فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه (5)
مرحب هذا :فارس فرسان اليهود ،وكان مكتوبا على سيفه بالعبرية :
هذا سيف مرحب ***من يذقه يعطب
فضربه علي فقد الحجر والمغفر ورأسه ،ووقع السيف في الاضراس
وقبله قتل علي اخا مرحب وهو الحارث ،وبارز علي قائدا يهوديا بعد مبارزة الزبير لياسر وكان هذا القائد يسمى عامرا ،فقتله علي امام الحصن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلع عامر :ترونه خمسة أذرع ؟
وكان طويلا جسيما فلما دعا للبراز وخطر بسيفه وعليه درعان وهو مقنع في الحديد يصيح :من يبارز ؟فاحجم للناس عنه فبرز اليه علي فضربه ضربات كل ذلك لا يصنع شيئا حتى ضرب ساقيه فبرك ثم ذفف (اجهز عليه) عليه فاخذ سلاحه (6)
وفتح الله على يديه حصن ناعم وهو من اقوى حصون خيبر
ياله من موقف عظيم وصفحة مضيئة لاتنسى ابدا مع مرور الايام والليالي
(1) أخرجه البخاري (4210)ومسلم (2406) والنسائي في فضل الصحابة (46)
(2)اخرجه مسلم (2405)واحمد)2/384) والطيالسي (2441)
(3) اخرجه البخاري (3702) ومسلم (2407)
(4) رواه احمد (3/16) وفي فضائل الصحابة (987)واسناده صحيح
(5) اخرجه مسلم (1807) عن سلمة بن الاكوع
(6) سلسلة معارك الاسلام الفاصلة خيبر لمحمد احمد بشاميل (ص 122)whpf hgvhdm hg`d dtjp hggi ugn d]di d,l odfv
المفضلات