"بوابة الوفد" زارت منزلها
رغدة.. فتاة اختطفها متظاهرو ماسبيرو
جنون التعصب الطائفى يصيب أبرياء هذا الوطن بلا هوادة ، وشائعات تنطلق هنا وهناك بتحريض من متطرفين فقدوا الضمير والعقل ومن قبله الدين حتى أصبحت مصرنا مثال الوحدة الوطنية
مرتعا لأحاديث الفتنة والعنف وجرحى ومصابين ينزفون جميعا مع وطن جريح. رغدة سالم عبدالفتاح 19 سنة إحدي ضحايا هذا التعصب اختطفها متطرفون من أمام ماسبيرو فى يوم 15 مارس ولم تعد لمنزلها الا فى يوم 18 مارس وقد أصيبت بإصابات نفسية وجسدية كبيرة أى قبل أحداث كنيستى امبابة بنحو شهر فى مرحلة الإعداد للفتنة الكبرى التى نعيشها هذه الأيام.
انتقلت "بوابة الوفد" إلى منزل رغدة فى امبابة حيث تعيش وسط اسرة بسيطة مكونة من 3 اشقاء ووالدتهم "عواطف الممرضة بأحد المستشفيات الحكومية" والتى تكد وتكدح لتربيتهم بعد أن توفى والد رغدة منذ 18 عاما والتى لم تكف عن الارتجاف والرعشة التى اصبحت ملازمة لها طيلة ساعة وهى مدة الحوار معها.
جلست رغدة تروى مأساتها وتجربتها المؤلمة، وقالت : فى يوم 15 مارس وتحديدا فى الساعة التاسعة مساء ارتديت ملابسى انا وشقيقتى الصغرى ميرنا وطلبنا من والدتى الخروج من المنزل لشراء هدية لشقيقتنا الكبرى بمناسبة عيد ميلادها وركبنا سيارة ميكروباص متجهه الى ميدان التحرير وذلك حتى نذهب الى وسط البلد لشراء الهدية.
وأضافت: عند مبنى الاذاعة والتليفزيون توقفت السيارة لأننا وجدنا مظاهرة كبيرة وعندما نزلنا من السيارة، ووقفنا نشاهد ما يحدث قام بعض الشباب الحاملين للصليب بدعوتنا للانضمام إلى المظاهرات ولكن انقلب الحال فجاة وحدثت اشتباكات بين بعض الاشخاص وتدخل الجيش لفض هذه الاشتباكات واطلق القنابل المسيلة للدموع، واختفت شقيقتى ميرنا عن عينى واصبحت وسط هذه الاشتباكات ولأنى أعانى من ضيق فى التنفس سقطت مغشيا عليا من رائحة الغاز المسيل للدموع.
وصمتت رغدة للحظات تتذكر المشهد الأليم: عندما فتحت عينى وجدت نفسى مكبلة بالحبال ويدى خلف ظهرى وملقاة فى غرفة بها رمال وطوب وبدون منافذ هواء ومعلق على جدرانها براويز للسيدة مريم وسيدنا عيسى ومن حولى 4 فتيات يرتدين الحجاب ويصرخن وأخذت أصرخ معهن وأبكى حتى فتح باب الحجرة 3 رجال بشوارب كبيرة ولحية ويرتدى كل منهم قميص وبنطلون وحذاء ضخم مثل حذاء رجال الجيش "البيادة" ومن خلفهم سيدة عجوز على كرسى متحرك بدون حجاب ويبدو عليهم انهم اقباط واخذوا هؤلاء الرجال يضربوننا فى ارجلنا بالاحذية حتى نكف عن الصراخ .
وتضيف رغدة: إحدى الفتيات من حولى استمرت فى الصراخ فهددها أحدهم بأنهم سوف يقطعون لسانها لو لم تكف عن البكاء وبعد ذلك أحضروا "مقصات" ونزعوا عنا الحجاب وحلقوا شعورنا جميعا وذلك حتى ننطق ببعض الاقوال التى تشبة الترانيم ولكننا لم ننطقها فحلقوا لنا رؤوسنا وشوهوها .
ومر اليوم الاول هكذا بين البكاء المستمر والصراخ وفى اليوم الثانى فتحوا علينا باب الحجرة وفى ايديهم "الابر الصغيرة واساتك مطاطية وولاعات ومادة خضراء" وامسكوا بايدينا وقاموا باشعال الولاعات لتسخين الابر ورسم ما يشبه الصليب على ايدينا وهنا حدثت الكارثة عندما قاموا برسم الصليب لاثنين منا على المعصم وانقطعت شرايينهما وأخذا ينزفان وتركوهما حتى انتهوا من رسم الصليب على يدى انا وفتاتين أخريين واخرجوا الاثنتين المغشى عليهما الى خارج الحجرة ولا اعلم ماذا حدث لهما؟!!.
ثم بعد ذلك وفى اليوم الثالث وطيلة هذه الفترة لم نأكل أو نشرب أو أى شئ سمعت مكالمة تليفون لأحدهم "يخبر أحدا بأن يحضر بسرعة ويقوم بتصوير بعض الاوراق، ولم اسمع شيئا اخر كما انى سمعت السيدة العجوز تخبرهم بانهم يجب ان يتخلصوا منا فى هذا اليوم ولكن ليلا حتى لا يراهم احد وبالفعل انفتح باب الحجرة للمرة الثالثة واصطحبونا بعد ان عصبوا اعيننا ووضعونا داخل سيارةوانطلقت بنا لمدة ما يقرب من 20 دقيقة والقونا فى مكان أعلى الكوبرى الدائرى بعد ان حلوا وثاقنا واستطعت انانزع الغمامة من على عينى وشاهدت السيارة التى حملونا داخلها وهى سيارة بيضاء بيجو 7 راكب ولكن لم ار الرقم لان الإضاءة كانت ضعيفة ثم بعد ذلك وقفت انا والفتاتان الاخريان ننتظر اى نجدة.
ولانى فقدت الامل فى الحياة استوقفت سيارة يستقلها رجل وطلبت من الفتاتين ان نستقل السيارة سويا ولكنهما خشيتا ولكنى استقليت معه السيارة وانا ليس لدى اى أمل فى الحياة وطلبت منه توصيلى لمنزلى بامبابة ولكنه خشى من المشاكل واخبرنى بانه سوف يقوم بتوصيلى لاقرب مكان وبالفعل انزلنى فى شارع الوحدة بامبابة واعطانى 5 جنيهات لاتصل باحد من عائلتى وانصرف وقمت بالاتصال بوالدتى والتى لم تصدق فى بادئ الامر انى من يحدثها.
والتقطت الام طرف الحديث لتقص لنا اسود ثلاثة ايام فى حياتها وقالت عندما علمت من ابنتى الصغيرة ميرنا بان شقيقتها رغدة قد اختفت امام ماسبيرو اخذت اصرخ مثل المجنونة وانطلقت الى شقيقى لاستعين به وقمنا بالذهاب الى جميع المستشفيات ونقاط الشرطة العسكرية للبحث عنها حتى الصباح.
وفى اليوم الثانى ذهبنا الى قسم امبابة لتحرير محضر وطلب منى ضابط المباحث مواصفاتها وطلب صورا فوتوغرافية لها وبعد ذلك أخذت أبحث عنها مرة أخرى فى كل مكان حتى انى تمنيت أن اشاهدها حتى ولو جثة ولكن اطمئن عليها.
وبعد ثلاث ليال بدون نوم فوجئت بها مساء يوم 18 مارس تتصل على هاتفى المحمول فلم استطع ان اتحدث اليها من هول المفاجأة فأعطيت الهاتف لشقيقى والذى علم منها مكان وجودها بشارع الوحدة واستقل سيارة واحضرها.
وانخرطت الام فى البكاء عندما تذكرت هذا المشهد وابنتها رغدة تدخل عليها الشقة بملابس ممزقة وبدون شعر فى رأسها والدموع تملأ عينيها وقد تحشرج صوتها بسبب الصراخ لمدة ثلاثة ايام فى حجرة التعذيب واخذتها فى احضانها وشاهدت اثار التعذيب على قدميها وفى يدها اثر قيام المختطفين برسم الصليب على يدها وهرعت الى رجال الامن والقوات المسلحة فى كل مكان لتخبرهم بما حدث لابنتها ولكن بدون جدوى حتى الان!!
وتطالب عواطف شعبان والدة رغدة فى نهاية حديثها بحق ابنتها ومن الفاعل أيا كانت ديانته فيجب القصاص منه وإلقاء القبض عليه.
وانصرفنا من منزل رغدة نتساءل: من الفاعل هل هم أقباط مثلما أكدت رواية رغدة أم أنهم أشخاص متطرفون يتخفون خلف زى الدين القبطى ويريدون ترويع الامنين فجميع الأديان تحث على التسامح والمحبة بين الناس جميعا حتى مع اختلاف مذاهبهم ودياناتهم. وفي النهاية نترك القصة بكاملها بين أيدي جهات التحقيق لكشف ملابساتها ومن يقفون وراءها.
vy]m>> tjhm hoj'tih lj/hiv, lhsfdv,
المفضلات