يا ليت الذين يفتخرون بآبائهم ..أبي الإسلام
قدّموا ولو شيئاً يسيراً مما قدّم آباؤهم وأجدادهم من فتوحات وبطولات !!..
فالذي يفتخر بالمجد ..
لا بد أن يسير على هذا المجد بالأفعال ، وليس بالأقوال ..
وصدق المتنبي حين قال :
ليس الفتى من قال هذا أبي إنما الفتى من قال ها أنا ذا
كم نرى ونسمع دعاة الجاهلية يتبجحون بالكلام ..
وهم لا يساوون عند الله جناح بعوضة ..
ما ضرَّ سلمان أنه فارسي ، ما دام تقي ..
وهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ..
ما ضرَّ بلال أنه حبشي ، ما دام تقي ..
فلقد كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أقربهم عنده مجلساً ..
وما ضرّ عكرمة بن أبي جهل أنَّ أباه فرعون الأمة ..
فلقد كان من فضلاء الصحابة وممن أبلى بلاءً حسناً ..
وما ضرّ خالد بن الوليد أنَّ أباه أحد رؤوس الضلالة ومن كبار المستهزئين بكتاب ربّ العالمين ..
فلقد كان ذراع النبي صلى الله عليه وسلم الأيمن وسيفه المسلول ..
وما ضرّ أبا عبيدة أنَّ أباه أحد المشركين المعادين للدين ..
ولم يضره أبداً فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ..
فكل هؤلاء ..
من خيرة خلق الله ..
وممن باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ..
أفيحق أن يُقال لهؤلاء :
ما هو أصلكم ، وفصلكم حتى نلبسهم لباس الشرف وتاج السيادة ..
وهل يُفتخر بالكفار والمشركين أصلاً !..
وفي المقابل عباد الله ..
لم ينتفع أبو طالب من كونه عمّ للنبي صلى الله عليه وسلم وممن يدافعون عنه بكل قوة ، فهو من أهل النار ..
وكذا أبو لهب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم الذي تبَّت يداه ..
بل هل انتفع كنعان من كون أبيه نوح عليه الصلاة السلام !!..
بل هل يصح أن ننتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحداً من صحابته لأنَّ آباءهم أو أعمامهم كانوا كفاراً من أهل النار ..
لعمر الله ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
فالإنسان يوزن ويقيّم ..
بدينه وإيمانه ..
لا بنسبه ..
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بتيم أو بقيس
د. مبارك المصري النظيفHfd hgYsghl !
المفضلات